السلفية منهج إصلاح

[ابوالوليد المسلم]

السلفية منهج إصلاح



السلفية منهج وسط بين منهجين، منهج التغيير المسلح الصدامي غير المنضبط بضوابط الشرع، فتراه يقع في الدماء والأموال، ولا الذي يراعي المفاسد والمصالح ولا يراعي القدرة والعجز.
ومنهج التغيير السياسي المتلون الذي يريد إرضاء الجميع على حساب الهدف الأسمى وهو أن تكون كلمة الله هي العليا.
- والسلفية عقيدة وحياة تحرص على إيجاد المسلم الذي يحسن إسلامه وبناء شخصيته وإيجاد التوازن العلمي النافع والعمل الصالح والعقيدة الحسنة والأخلاق الحسنة والسلوك السوي.
- السلفية يسلك أفرادها التغيير القائم على الكتاب والسنة وعلى فهم السلف الصالح والرجوع إلى الأئمة الأعلام وتغيير لحياة الأفراد ونظام المجتمع وأسلوب الحكم، وليس تغييرا من أجل التغيير، ولا تغييراً من أجل إسقاط حزمة قوانين ومواد دستورية، أو معارضة حكم قائم أو خروج عليه، ولا لتغيير أوجه واستقدام آخرين، ولا لنصرة حزب سياسي ذي أجندة غير معتمدة من أحكام الشرع.
- السلفية ترتبط بالاحتساب؛ أي إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصدع بالحق، ولا تقف مع الظالم ولا تداهنه، ولا تسوّغ أعماله، ولكنها تقوم بالحسبة من خلال الحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، وتخلص في عملها، وتقوم بذلك كله وفق القوة ووفق الشروط والضوابط لحفظ المجتمع وصيانة الوطن.
- السلفية تراعي المفاسد والمصالح، فهم يجتهدون لتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها، ويتعبدون الله بتقديم أكبر المصلحتين إن تعارضتا ودفع أكبر المفسدين إن أوشك حدوثهما معاً.
- السلفية تقر بوقوع الاختلاف بين الناس في التصورات والرؤى وما يتبع ذلك من أحكام وتوجهات، والاختلاف سنة كونية، ولكن هناك خلاف تضاد وخلاف تنوع سائغ لا يصادم النصوص الصريحة والصحيحة ولا الإجماع ولا القياس الجلي وتحرص السلفية على الأخوة بين المسلمين، وتحارب البدعة والضلالة وتجاهد من أجل إحقاق الحق وبيانه وإبطال الباطل وإزهاقه.
- السلفية لا يوجد بها جمود الفكر وتعرف كيف تتعامل مع فقه الواقع وفقه الأزمات وفقه النوازع وترجع أتباعها إلى العلماء، وتلزم أفرادها بالرجوع إلى الحق والاعتراف بأنهم كانوا على خطأ ولا يتمادون فيه، وأنهم حريصون على حفظ الأمن الاجتماعي والاقتصادي بكل صوره.
- السلفية تثبت الإسلام بكل من نطق الشهادتين وبرؤ من الشرك، ويعدونه أخاً لهم ولا يكفرون أحداً بذنب وإن كان مرتكباً كبيرة ما دام غير مستحل لها، ويسألون الله الثبات للبار، ويسألون الله الهداية للعاصي، ويترحمون على أموات المسلمين ولو لم يعرفوهم ولم يخالطوهم، والسلفيون لا يستحلون دماء المسلمين ولا المعاهدين من غيرهم ولا أعراضهم ولا أموالهم، ويرونها معصومة محرمة بعصمة الشرع وتحريمه لها، ولا يرون تكفير مسلم بلا نية أوضح من الشمس في وضح النهار، ولا يسارعون فيه ويفرقون بين كفر المعين وكفر النوع.
- السلفية تدعو إلى العلم والتعلم وإلى العمل للرجال وللنساء، ولكن ضمن الضوابط الشرعية على ألا يعطلوا مصالح الناس وتجاراتهم وعباداتهم، وهم أحرص الناس على الاجتماع ونبذ التفرقة، وأكثرهم تمسكا بحماية الأوطان والبلاد والعباد وإيثار المصلحة العامة الحقيقية على ضوء الشرعية.
- السلفية لا ترى للأنظمة المدنية والعلمانية ولاية شرعية إلا أن ذلك لم يمنعهم من قبول الحق منهم إن قالوه أو فعلوه، وكذا التعاون معهم عليه من غير مداهنة ولا نفاق، ولم يقفوا يوما في وجه السلطات الأمنية مصطدمين، ولم يشتبكوا معهم أو يناوشوهم، أو يرونهم محل دعوة كغيرهم من المسلمين ولم يتحدونهم ليعلنوا حالة الفوضى المتعمدة.
- السلفية لم تفرض رأيها بالقوة أو الأمر الواقع رغم أنف الجميع، ولم يتعاون السلفيون مع أعداء دينهم ووطنهم في الداخل ولا في الخارج، ولا فتحوا مع الأعداء قنوات للاتصال والحوار للضغط على أصحاب القرار.
- السلفية صمام أمان لصحوة الشباب وتقليص دائرة العنف وترشيد الطاقات لبناء الدولة وتنميتها ومواكبتها للأمم.
- السلفية لا تعرف السرية في مناهجها، بل كتبها معلنة ومحاضرات علمائها معلنة ومشايخهما معروفون، وهي ليست حزبا، بل دين قائم، يحارب الجاهلية بكل صورها.
نسأل الله أن يحفظ العباد والبلاد، ويصلح ولاة أمور المسلمين، ويحقن الدماء، ويبصرنا بالحق ويرزقنا اتباعه، ويبصرنا بالباطل ويرزقنا اجتنابه، ويجعلنا جميعا مفاتيح للخير مغاليق للشر.


اعداد: د.بسام خضر الشطي