تنوع أساليب عرض الفكرة في حديث طول الأمل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 225 - عددالزوار : 22906 )           »          شرح طريقة فهرسة المسائل العلمية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 24 )           »          أصول في دراسة مسائل التفسير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 88 )           »          إقامة الصلا ة للمنفرد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          بيان سنن الفطرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          موضع سجود السهو من السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          قيادة المشكلات الزوجية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          مرصد الأحداث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          لسنا وحدنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          طوق النجاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-07-2020, 02:26 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,812
الدولة : Egypt
افتراضي تنوع أساليب عرض الفكرة في حديث طول الأمل

تنوع أساليب عرض الفكرة في حديث طول الأمل
سليمان بن أحمد السويد




الحمدُ لله ربِّ العالمين، الحمدُ للهِ الذي خلق وهدى، ثم الصلاةُ والسلام على رسوله الأُميِّ، الذي كمَّله ربُّه بكل كمال بشري، ثم بعثه معلمًا ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الجمعة: 2]؛ فجعله خيرَ معلمٍ ومرشد وهادٍ.

والمُتلمِّس للمنهج النبوي في تعليم وتوصيل رسالتِه لَيعجبُ لتنوُّع وكثافة الأساليب التربويَّة التي كان يستخدمُها مع مَن يدعوهم.

وهنا نقفُ ونُلمح لإحدى هذه الأساليب؛ ألا وهو عرض الفكرة الواحدة بأكثرَ من أسلوب وطريقة، ولا يخفى أن هذا التنوُّع مؤثِّرٌ في التعليم من أوجه:
الوجه الأول: تنوُّع الأسلوب أَدْعى لتوضيح الفكرة؛ فما قد يخفى هنا، قد يظهر في الأسلوب الآخر.

الوجه الثاني: تنوُّع الأسلوب أقوى في تثبيت المعلومةِ ورُسوخِها في الذاكرة؛ لأنه بتنوُّع الأساليبِ تتعدَّدُ الحواسُّ المستخدمة والمُخاطَبة؛ فيقوى التذكُّر لها.

الوجه الثالث: بتنوُّع الأسلوب تصلُ الفكرة لأكبر عددٍ ممكنٍ من المُتلقِّين؛ لأن كلَّ أسلوبٍ يخاطبُ نوعًا من أنواع الذكاء، ونَمَطًا من أنماط التعلُّم لدى المُتلقِّين، فإن لم يتمكَّن بعضُهم من فهم الفكرةِ بأسلوبٍ، فقد يستوعبُه بالأسلوب الآخر.

وقد استخدَم النبيُّ صلى الله عليه وسلم تنويعَ الأسلوبِ عند تعليم وترسيخ مفهومِ طولِ الأمل عند بني آدم وقِصرِ أجله، فقدَّمه صلى الله عليه وسلم في عدة أساليب؛ فأحبَبْتُ الوقوفَ معها، علمًا أن الإشارة للفكرة في الحديث استفدتها من الأستاذ: فهد إبراهيم الفعيم في كتاب: "الوسائل التعليميَّة في السنة النبوية - مسند الإمام أحمد نموذجًا"؛ ص: 23، فقمتُ بجَمْع مرويَّات الحديث من كتب السنة عامة، والتعليقِ عليها من الجانب التعليمي.

تنوُّع أساليبِ النبي صلى الله عليه وسلم التعليميَّة في عرض حديث طول الأمل وقصر الأجل:
أولًا: استخدام لغة الجسد:
وفيه استخدَمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ثلاثَ إشارات:
الأولى: عن أنسِ بن مالك رضي الله عنه: أنَّ رسولَ صلى الله عليه وسلم جمع أصابعَه، فوضَعَها على الأرض، فقال: ((هذا ابنُ آدم)) ثم رفعها فوضعها خلف ذلك قليلًا، وقال: ((هذا أجله))، ثم رمى بيده أمامه قال: ((وثَمَّ أمله)) [1].

الثانية: عن أنسِ بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((هذا ابنُ آدم، وهذا أجلُه)) ووضَع يدَه عند قفاه، ثم بسَطَها فقال: ((وثَمَّ أملُه، وثَمَّ أملُه))[2].

الثالثة: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هذا ابنُ آدمَ))، ووضع يدَه تحت ذَقْنه، ثم بسَطَ يده، فقال: ((هذا أملُه))[3].

ثانيًا: استخدامُ الرسم التوضيحي:
عن أنس رضي الله عنه قال: خطَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم خطوطًا، فقال: ((هذا الأملُ، وهذا أجلُه، فبينما هو كذلك إذ جاءَه الخط الأقرب)) [4].

عن عبدِالله بن مسعود رضي الله عنه قال: خطَّ النبي صلى الله عليه وسلم خطًّا مربعًا، وخطَّ خطًّا في الوسط خارجًا منه، وخطَّ خُطَطًا صغارًا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، وقال: ((هذا الإنسانُ، وهذا أجلُه مُحيطٌ به - أو قد أحاط به - وهذا الذي هو خارجٌ أملُه، وهذه الخُطَط الصِّغار الأعراضُ، فإن أخطأه هذا نهَشَه هذا، وإن أخطأه هذا نهَشَه هذا))[5].

اختلافُ ألفاظِ الحديث يحتملُ أنه تنوُّع في الرَّسْمة، ويحتملُ أنها واحدةٌ اختلفَتْ باختلافِ التعبير عنها؛ ولذلك رَسَمها العلماءُ بصور مختلفة، نقلها ابن حجر رحمه الله تعالى في فتح الباري:


فإن قيل بتعدد الرَّسمات من النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فهذا فيه توضيحُ الفكرة رسمًا بعدَّة صور؛ لتسهيلِ وصول الفكرة.

ثالثًا: استخدام أدوات حسيَّة:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم غرَز بين يدَيْه غرزًا، ثم غرَزَ إلى جنبه آخرَ، ثم غرَز الثالثَ فأبعدَه، ثم قال: ((هل تدرون ما هذا؟))، قالوا: الله ورسولُه أعلم؟ قال: ((هذا الإنسانُ، وهذا أجلُه، وهذا أملُه، يتعاطى الأملَ، والأجلُ يَخْتَلِجُه دون ذلك))[6].

ذكر ابنُ حجر رحمه الله تعالى في الفتح هذه الرواية وذكر فيها: "غرَز عودًا" ولم أجِدْه في المسند كما عزاه، ولا في غيره، ولكن نأخذُ منه أن الغَرْزَ كان بأداة محسوسةٍ باللَّمْس والمشاهدة؛ مما يساعد في جَذْب الانتباه، والتذكُّر وتوضيح الفكرة.

بعد هذا العرض القصيرِ للكَمِّ الهائل من أساليبه صلى الله عليه وسلم في عَرْض فكرة واحدة قد يُكتفَى بتقديمها بطريقةٍ إلقائية لفظيَّة، يتبين لك عَظَمة هذا المُعلِّم الذي أرسله الله تعالى كما قال عن نفسه صلى الله عليه وسلم: ((إن اللهَ لم يَبعثْني مُعنِّتًا ولا مُتعنِّتًا، ولكن بعثَنَي معلِّمًا مُيسِّرًا))؛ رواه مسلم، فصلواتُ ربي وسلامه عليه ما غابت شمسٌ وأشرقت، وما نَمَتْ شجرةٌ وأزهرت، والحمد لله ربِّ العالمين.

[1] مسند أحمد موافقًا لثلاث طبعات (3/ 123)، قال الأرنؤوط: "إسنادُه صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخَيْنِ، غير حمَّاد بن سلمة، فمن رجال مسلم".
[2] والترمذي (2334) قال الترمذي: "هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وفي الباب عن أبي سعيد"، وابن ماجه (4232)، وابن حبَّان (2987)، ذكره ابنُ حجرٍ في الفتح، ولم يتعقَّبْه: 11/238، وصحَّحه الألباني.
[3] المعجم الأوسط (1/ 223) قال الطبرانيُّ بعد ذكره: "لم يروِ هذا الحديثَ عن سفيان إلا مصعبُ بن ماهان، ولا عن مصعبٍ إلا عمرو بنُ أبي سلمة، تفرَّد به أحمد بن عيسى".
[4] صحيح البخاري برقم: 6418.
[5] صحيح البخاري برقم: 6417.
[6] رواه أحمد: 3/ 18، قال الهيثمي في مجمع الزوائد: "رواه أحمدُ، ورجاله رجال الصحيح غير علي بن علي الرفاعي، وهو ثقة"، قال ابن حجر في (فتح الباري)؛ (11/ 238): وفي الباب عن أبي سعيد، قلتُ: أخرجَه أحمد من رواية علي بن علي عن أبي المتوكل عنه، ولفظه: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم غرز عودًا بين يدَيْه، ثم غرَزَ إلى جنبه آخرَ، ثم غرز الثالثَ فأبعدَه، ثم قال: ((هذا الإنسانُ، وهذا أجلُه، وهذا أمله)).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.58 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.64%)]