مختصر الكلام في الرؤى والأحلام - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الدور الحضاري للوقف الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          آفاق التنمية والتطوير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 3878 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 61 - عددالزوار : 6955 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 61 - عددالزوار : 6422 )           »          الأخ الكبير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          فوائد متنوعة منتقاة من بعض الكتب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 194 )           »          الحفاظ على النفس والصحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          شرح النووي لحديث: أنت مني بمنزلة هارون من موسى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          نظرية التأخر الحضاري في البلاد المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الاستعلائية في الشخصية اليهودية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الفتاوى والرقى الشرعية وتفسير الأحلام > ملتقى تفسير الاحلام والرؤى

ملتقى تفسير الاحلام والرؤى ملتقى يختص بتفسير الأحلام والرؤى على مذهب اهل السنة والجماعة .. هذا القسم متوقف حاليا عن طرح المنامات الجديدة الى ان يتيسر حضور المشرفين ومتابعة تفسير الاحلام القديمة المطروحة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-02-2015, 03:50 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي مختصر الكلام في الرؤى والأحلام

مختصر الكلام في الرؤى والأحلام

ناصر بن سعيد السيف
@Nabukhallad

الكلام في عالم الرؤى والأحلام وما يتعلق بهذا العلم من أحكام وقضايا وقصص وحكايات ومنامات كلام لا ينتهي أبداً من قِبل الجم الغفير من الناس , وما ذاك إلا لأن تلك المنامات بشارات للطائعين ، ونذارات للعاصين ، ولحب الناس واستشرافه ولمعرفة ذاك المستقبل الذي يؤملون ، وقد قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم - :
(( لم يبق من النبوة إلا المبشرات)) , قالوا : وما المبشرات ؟ قال : ((الرؤيا الصالحة)) , وقد جعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم - الرؤيا الصادقة في آخر الزمان من علامات القيامة الصغرى , فقال : ((إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب)).

ومن هذا المنطلق سأجعل الكلام حول هذا الموضوع في نقاطٍ يسيرة ليسهل الوصول للمعلومة وتضبط الفائدة ثم ينتفع بها – بإذن الله تعالى - , سائلاً الله – تعالى - أن ينـزل فيها البركة تلو البركة ، وأن يشرح بها الصدور ، وأن يغفر لي ما حصل فيها من الزلل والخطأ ، واستغفر الله – تعالى - وأتوب إليه ، والله أعلى وأعلم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ؛ فأقول وبالله التوفيق ومنه استمد العون على حسن الكتابة والتحقيق :


تعريف الرؤى والأحلام

الرؤى جمع رؤيا ويجوز نطقها بلا همز على وزن فُعلى وهي في اللغة ما يُرى في النوم , وأما الأحلام جمع حُلْم بضم الحاء وتسكين اللام ويجوز ضمها فيقال: الحُلَم مشتق من حَلَم حُلْماً ومعناه : من رأى في نومه رؤيا , وعرَّف العلماء الرؤى والأحلام من النصوص الشرعيـة , ومنها : حديث أبي قتادة - رضي الله تعالى عنه - أن النبي – صلى الله عليه وسلم - قال: ((الرؤيا الصادقة من الله والحلم من الشيطان)).

ورود كلمة الرؤيا في القرآن الكريم

الأولى في قوله تعالى : ((يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ)) , وهذه الآية في شأن ملك مصر مع يوسف - عليه السـلام-.
الثانيـة في قوله تعالى : ((وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ)) , وهذه الآية المراد بها رؤيا عين التي رأها النبي – صلى الله عليه وسلم - في ليلة الإسراء والمعراج.
الثالثـة في قوله تعالى: ((قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي المُحْسِنِينَ)) , وهذه الآية في شأن إبراهيم حين أراد ذبح ابنه إسماعيل - عليهما السلام-.
الرابعة في قوله تعالى: ((لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالحَقِّ)) , وهذه الآية في شأن رؤيا محمد – صلى الله عليه وسلم - حين رأى أنه سيدخل مكة معتمراً.

ورود كلمة الأحلام في القرآن الكريم

الأولى في قوله تعالى : ((قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ)) , وهذه الآية في شأن يوسف - عليه السلام - مع ملك مصـر.
الثانيـة في قوله تعالى: ((بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآَيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ)) , وهذه الآية في حكاية سخرية كفار قريش بمحمد – صلى الله عليه وسلم - .

حقيقة الرؤيا

قال الإمام ابن حجر العسقلاني - رحمه الله تعالى - : (وكَّل الله بالرؤيا ملكاً أطلَّع على أحوال بني آدم من اللوح المحفوظ فينسخ منها ويضرب لكل من قصته مثلاً فإذا نام مثّل تلك الأشياء على طريق الحكمة لتكون له بشرى أو نذارة أو معاتبة) , وقال الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - : (إنها أمثـال مضروبة يضربها الملك الذي قد وكله الله بالرؤيا ليستدل الرائي بما ضرب له من المثل على نظيره ويُعبر منه على شبهه) , قال شيخنا الشيخ خالد بن عبدالعزيز الهويسين – حفظه الله تعالى -: (لا يصح حديث أن الملك الموكل بالرؤى اسمه صديقون).

أهمية الحديث عن الرؤيا

الأسباب المهمة في بيان أهمية الحديث عن الرؤى :

1- غلو البعض في تقدير الرؤى ويكون برفعها فوق مكانتها حتى يعتبرها تشريعاً أو يُنقص بها شرع الله - عز وجل - فيحل الحرام أو يحرم الحلال بناءً على رؤيا رآها.
2- استهانة البعض بالرؤى ويكون ذلك بالتفريط فيها فلا يراها شيئاً بل يقلل من قيمتها ويعتبرها خرافات وأساطير.
3- المنهج الوسط في ذلك يكون بلا إفراط ولا تفريط فهي وحيٌ وتشريعٌ للأنبياء فقط وليست وحياً وتشريعاً لغيرهم كما أنها ليست عبثاً وتخليطاً بل منها ما هو حق ومنها ما هو باطل.

أسباب تكرار الرؤيا

من أعظم أسباب تكرار الرؤيا في المنـام :

1- اهتمام صاحبها بالأمر باهتمام بشيء ما وأشغله في الواقع وفكَّر فيه وهذا ما يسمى بحديث النفس وتلاعب من الشيطان فيكون حُلماً يحزنه ويكدّر باله.
2- العجز وعدم التمكن بأن تغلق الأبواب أمام الإنسان في أمرٍ ما ويرى رؤيا في منامه فتحاً له أو بديلاً عنه ولهذا تكثر رؤى أهل السجون.
3- التطلع للمجهول والغيب الذي أخفاه الله – تعالى - عن الإنسـان ولكن بطبع الإنسـان فيه حكمة بالغة أن يتطلّع على معرفة هذا المخفي عنه , وهذا الأمر الناس فيه على فريقين :
الفريق الأول : المنحرف الذي يريد معرفة هذا المخفي باستخدام السحرة والمشعوذين والكهنة والمنجمين.
الفريق الثاني : المؤمن الذي يتطلع إلى الرؤيا من الله - عز وجل - التي يُفتح بها شيئاً من ذلك إما بشارة إلى خيرٍ أو تحذيرٍ من شر.

أقسـام الرؤيا

تنقسم الرؤيا إلى ثلاثة أقسـام :

1- حديث الملك (الرؤيا الصادقة) : بشرى من الله – تعالى - لعبـده.
2- حديث الشيطان (الرؤيا الباطلة) : تخزين من الشيطان.
3- حديث النفس : ما يحدِّث به نفسه في اليقظة فيراه في منامه ولا تأويل لها.

أقسـام المعبرين

ينقسم المعبرون عموماً إلى خمسة أقسـام :

1- قسم اعتمد في تعبيره على النزعة الانتقائية وهذا تعبير لبعض رموز الرؤيا وترك الباقي وهذا فيه اعتداء على حال الرائي لأن الرؤيا واقع متكامل تضره التجزئة.
2- قسم اعتمد في تعبيره على النزعة التوافقية وهذا تعبير يعتمد على الكتب المؤلفة في الرؤى وهذا فيه اعتداء على واقع الرائي فكل جيل يختلف واقعه عن غيره.
3- قسم اعتمد في تعبيره على النزعة الإلهامية وهذا تعبير يعتمد على الإلهام الذي اكتسبه المعبر فقط ويعتبر مخالف لما عليه السلف فلم يرد عليه دليل ولا اطردت به عادة.
4- قسم اعتمد في تعبيره على النزعة النفسية وهذا تعبير يعتمد على جوانب نفسية في التعبير فقط كعلماء النفس ومن وافقهم وأهمل الجوانب الأخرى الواردة في السنة كالرؤيا الصادقة والحلم من الشيطان.
5- قسم اعتمد في تعبيره على النزعة التكاملية وهذا التعبير الذي يعتمد على جمع الرموز ومعرفة أحوال الرائي فهذا قسم صحيح موافق للكتاب والسنة ومنهج علماء السلف.

أقسـام المعبرين في الوقت المعاصر

ينقسم المعبرون في الوقت المعاصر إلى ثلاثة أقسـام :

1 - أصحاب هذا القسم لا يعبرون إلا قليلاً ويتحرج من التعبير ويغلق باب تعلم التعبير وإن سُئل عن كيفية التعبير أجاب : أنها فراسة تولد مع المرء ويمنع من تعلمه.
2 - أصحاب هذا القسم عكس القسم الأول يتوسعون في التعبير ويكثرون السؤال عن الرؤى في المجالس بالمشافهة والنقل وحتى بالكتابة ويخبر عن التأويل وكيفية التأويل.
3 - قسم بين هؤلاء وهؤلاء ويُعبِّر بالمشافهة ويشترط أن صاحب الرؤيا هو السائل ويمنع النقل إلا في أضيق الحدود وهؤلاء يحتاطون في التعبير ويخبرون عن كيفية التأويل أحياناً.

مهمة المُعبِّر للرؤيا

نقل الصورة الذهنية من اللاشعور (اللاوعي) إلى الشعور (الوعي) عندما تكون للرؤيا رموز ، وأما إذا جاءت الرؤيا كفلق الصبح فهي تقع بدون تأويل والسبب في هذا اتحاد اللاشعور (اللاواعي) بالشعور (الوعي) فتتضح الصورة للتطابق فلا تحتاج إلى تأويل.

فراسـة المؤمن

تعريفها : الاستدلال من الظاهر بهيئات الإنسان وأقواله وأفعاله على باطنه وأخلاقه وفضائله ورذائله.
الفراسـة نوعان:
1- نوع يحصل للإنسان على خاطره ولا يعرف سببه وهو ضرب من الإلهام وهو الذي يسمى صاحبه المحدَّث وقد يكون الإلهام حال اليقظة أو المنام وهذه الفراسة على حسب قوة الإيمان فمن كان أقوى إيماناً فهو أحدُّ فراسة.
2- نوع يكون بصناعة متعلًَّمه وهي معرفة ما في الألوان والأشكال وما بين الأمزجة والأخلاق والأفعال الطبيعية ومن عرف ذلك وكان ذا فهمٍ ثاقب قوة فراسته فيما تعرف عليه.

أقسـام الناس في الرؤيا

قسًّم أهل العلم أحوال الناس في رؤياهم إلى خمسة أقسـام :

1- رؤيا الأنبياء الأصل فيها الصدق بلاشك لأنها وحي من الله – تعالى -.
2- رؤيا الصالحين يغلب فيها الصدق ومنها ما يحتاج إلى تعبير ومنها مالا يحتاج إلى تعبير.
3- رؤيا المستورين الذين لهم صلاة وزكاة وصيام وحج وطاعات ولكنهم مقصرين ولهم بعض الذنوب دون الشرك فرؤياهم مرة من الله – تعالى - ومرة حلُم من الشيطان.
4- رؤيا الفسـاق يقل فيها الصدق ويكثر فيها الأضغاث والأحلام من الشيطان.
5- رؤيا الكفار يندر فيها الصدق وذلك لخبثهم وكفرهم وغالب رؤاهم من الشيطان.

المشروع لمن رأى الرؤيا الصالحة

من رحمة الله - تعالى - بعباده أن شرع لهم على لسان رسوله – صلى الله عليه وسلم - أموراً عندما يرون ما يحبونه في المنام , وهي :
1- أن يعلم أنها من الله – تعالى -.
2- أن يحمد الله – تعالى - عليها.
3- أن يحدِّث بها من يُحب.
4- أن لا يقصها إلا على ذي رأي ولُب وحكمة وعلم ونصح.

وهذه الآداب جاءت من النصوص الشرعية , وهي:

1- جاء في صحيح البخاري عن أبي قتادة – رضي الله تعالى عنه - عن النبي – صلى الله عليه وسلم - قال : ((الرؤيا الصادقة من الله والحلم من الشيطان)).
2- جاء في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري - رضي الله تعالى عنه - أنه سمع النبي – صلى الله عليه وسلم - يقول : ((إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها)).
3- جاء في صحيح البخاري في بعض الروايات من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله تعالى عنه - قوله – صلى الله عليه وسلم - : ((فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يخبر إلا من يحب)).
4- جاء في سنن الترمذي وصححه الألباني عن أبي رَزَين العُقيلي - رضي الله تعالى عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ((رؤيا المؤمن جزء من أربعين جزءاً من النبوة وهي على رجل طائر مالم يحدّث بها سقطت)) , قال وأحسبه قال : ((ولا تحدث بها إلا لبيباً أو حبيباً)) , وفي رواية عند أبي داود وصححها الألباني: ((ولا يقصها إلا على وادّ أو ذي رأي)) , وفي رواية ذكرها الألباني في السلسلة الصحيحة : ((ولا يقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح)) , وقال العلامة الألباني - رحمه الله تعالى – معلقاً على الحديث : (الحديث صريح أن الرؤيا تقع على مثل ما تُعبر ولذلك أرشدنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - إلى أن لا نقصها إلا على ناصح أو عالم أو مُحب لأن المفروض فيهم أن يختاروا أحسن المعاني في تأويلها فتقع على وفق ذلك لكن مما لا ريب فيه أن ذلك مقيّد بما إذا كان التعبير مما تحتمله الرؤيا ولو على وجهٍ وليس خطأ محضاً وإلا فلا تأثير له حينئذ والله أعـلم)

المشـروع لمن رأى حلم من الشيطان

من رحمة الله - تعالى - بعباده أن شرع لهم على لسان رسوله – صلى الله عليه وسلم - أموراً عندما يرون ما يكرهونه في المنام , وهي :

1- الاستعاذة من شرها.
2- الاستعاذة من الشيطان.
3- أن يبصق عن شماله.
4- الإيقان بأنها لا تضره.
5- التحول عن جنبه.
6- أن يقوم فيصلي.
7- قراءة آية الكرسي.
8- أن لا يحدث بها أحداً.

وهذه الآداب جاءت من النصوص الشرعية , وهي:

1- جاء في صحيح مسلم عن جابر - رضي الله تعالى عنه - مرفوعاً إلى النبي – صلى الله عليه وسلم - : ((إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق على يساره ثلاثاً وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثاً وليتحول عن جنبه الذي كان عليه)).
2- جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - مرفوعاً إلى النبي – صلى الله عليه وسلم - وفيه : ((فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل)).
3- جاء في صحيح البخاري في قصة أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - مع الشيطان ذكر رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فضل قراءة آية الكرسي.
4- جاء في الصحيحين عن أبي قتادة - رضي الله تعالى عنه - مرفوعاً إلى النبي – صلى الله عليه وسلم - : ((والحُلم من الشيطان فإذا حلم أحدكم فليتعوذ منه)).
5- جاء في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري - رضي الله تعالى عنه - مرفوعاً إلى النبي – صلى الله عليه وسلم - قوله : ((وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره)).

حدود الرؤى

قال الشاطبي -رحمه الله تعالى-: (إن فائدة الرؤيا في البشارة والنذارة لا التشريع والأحكام والقضاء فتُذكر استئناساً لا استدلالاً وشرط العمل بمقتضاها ألا تخرم حُكماً شرعياً أو قاعدة ثابتة ولا تعتبر إلا مع موافقة ظاهر الشريعة في أمر مباح أو فائدة أو بشـارة للتبصير على الخير أو نذارة للتحذير من الشر ليستعد له وهذا كما أنه في هذه الأمة فهو كذلك في غيرها من الأمـم).

تعلم وتعليم تعبير الرؤى

قال ابن عبدالبر - رحمه الله تعالى - : (وعلم تأويل الرؤيا من علوم الأنبياء وأهل الإيمان وحسبك بما أخبر الله من ذلك عن يوسف -عليه السلام- وما جاء في الآثار الصحاح فيها عن النبي – صلى الله عليه وسلم - وأجمع أئمة الهدى من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء المسلمين أهل السنة والجماعة على الإيمان بها وعلى أنها حكمة بالغة ونعمة يمن الله بها على من يشاء وهي من المبشرات الباقية بعد النبي – صلى الله عليه وسلم -) , وقال الشيخ عبدالرحمن السعدي - رحمه الله تعالى - : (إن علم التعبير من العلوم الشرعيـة ويثاب الإنسـان على تعلمه وتعليمه).

حُكم تعبير الرؤى

قال الشيخ عبدالرحمن السعدي - رحمه الله تعالى - : (إن تعبير الرؤى فتيا، ودليل من قال بهذا القول هو قوله سبحانه وتعالى : ((قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ)) , وقوله سبحانه وتعالى: ((أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ)) , وقال الفتى ليوسف - عليه السلام - وهو في السجن : ((أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ)) فلا يجوز الإقدام والفتيا في تعبير الرؤيا من غير علم وليعلم المعبِّر أن تعبير الرؤيا إمضاء عن الله – تعالى - بفتياه كما قال الإمام أحمد - رحمه الله تعالى -).

حُكم من كذب في الرؤيا

الكذب في الرؤيا من كبائر الذنوب وعلى من اقترف هذا فعليه التوبة النصوح وذلك لقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ((من تحلّم بحلم لم يره كلِّف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل)) رواه أحمد والنسائي من رواية قتادة عن عبدالله بن عباس - رضي الله تعالى عنهم - , وجاء في حديث عبدالله بن عمر - رضي الله تعالى عنهما - قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ((من أفرى الفِرى أن يُرى عينُه ما لم تر)) رواه البخاري وأحمد (معنى الفِرى : جمع فرية وهي الكذبة العظيمة).

التجرؤ على تعبير الرؤى في الوقت الحاضر

أسباب التجرؤ على تعبير الرؤى من غير علم في الوقت الحاضر:

1- ضعف الوازع الديني لأن الوازع الديني محرك للقلوب وعاصم لها بعد توفيق الله – تعالى - من الوقوع فيما لا ينبغي فلو أن كل أحد تذكر أن دينه لا يسمح له أن يتقول على الله - تعالى - بلا علم ما تجرأ على ذلك بل تحرى ما يصلحه في أمور دينه ودنياه.
2- الغفلة عن الآخرة لأن أهل التأويل المتطفلين الذين لا يقدرون الأمور تقديرها هم في الحقيقة غافلون عن الآخرة ووقوفهم بين يدي الله – تعالى -.
3- قلة العلم لأن العلم الشرعي موصل إلى معرفة الرب سبحانه وتعالى ومعرفة شرعه فلو علم هؤلاء حقيقة المعبود وحقيقة الشرع ما تجرؤوا على ذلك ، قال تعالى: ((وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)).

الضوابط المعتبرة في صاحب الرؤيا

الضوابط المعتبرة في صاحب الرؤيا :

1- إذا أراد أن تصدق رؤياه فليكن الصدق خلقه وليحذر الكذب والغيبة والنميمة.
2- التزام العفة فإن غير العفيف يرى الرؤيا ولا يذكر شيئاً منها لضعف نيته وكثرة ذنوبه.
3- أن لا يقصها على جاهل فإنها على رجل طائر ما لم يحدِّث بها فإذا حدَّث بها وقعت.
4- أن يحترز من الكذب في الرؤيا والزيادة فيها.

الضوابط المعتبرة في حق المعبـِّر

الضوابط المعتبرة في حق المعبـِّر:

1- أن يكون عالماً صادقاً بعلم تأويل الرؤى.
2- أن لا يؤولها إلا بعلم وإدراك.
3- إذا قُصّت عليه الرؤيا أن يقول : خيراً أو يقول : خيراً تلقاه وشراً تتوقاه.
4- أن يكتم على الناس عوراتهم.
5- أن لا يعبِّر الرؤيا إلا بعد أن يتعرف ويميز كل جنس وما يليق به.
6- أن يكون فطناً ذكياً تقياً نقياً من الفواحش.
7- أن يعبِّر الرؤيا على مقادير الناس بمعرفة بلدانهم ومذاهبهم مع الاستعانة بالله – تعالى - وسؤاله التوفيق والسداد في تعبير الرؤيا.
8- إذا لم يمكنه تأويلها يحملها على من هو أعلم منه في التـأويل.
9- تقديم النصيحة بين يدي تعبير الرؤيا على حسب أحوالها.
10- أن ينوي التقرب إلى الله - عز وجل - بذلك.

طرق تعبير الرؤيا

طرق تعبير الرؤيا :
الطريقة الأولى : تكون بدلالة القرآن كتأويل الحبل بالعهد كقوله تعالى: ((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)).
الطريقة الثانيـة : تكون بدلالة السنة كتعبير القوارير بالنساء كقوله – صلى الله عليه وسلم -: ((يا أنجشه رويدك سوقاً بالقوارير)).
الطريقة الثالثة : تكون بالأمثـال السائرة بين الناس كالصائغ يعبَّر عنه بالكذَّاب بقولهم : (أكذب الناس الصواغون).
الطريقة الرابعة : يكون مستنداً إلى الأسماء والمعاني كمن رأى رجلاً يسمى راشداً فيعبَّر بالرشد وسالماً يعبِّر بالسلامة.
الطريقة الخامسة : يكون التأويل بالضد والقلب وهو الغالب كالخوف في النـوم يعبَّر بالأمن والأمن يعبَّر بالخوف.

الأصول المتّبعة في رؤيا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - في المنام

جاء في صحيح البخاري من حديث أنس بن مالك - رضي الله تعالى عنه - أن النبي – صلى الله عليه وسلم - قال : ((من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة)) , وجاء في صحيح البخاري وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - أن النبي – صلى الله عليه وسلم - قال : ((من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل بي الشيطان)) , وجاء في صحيح مسلم من حديث جابر - رضي الله تعالى عنه - أن النبي – صلى الله عليه وسلم - قال : ((من رآني في المنام فقد رآني فإنه لا ينبغي للشيطان أن يتشبه بي)).

فمن نظر إلى هذه الأحاديث وجد أنها جاءت بعدة أمور , منها :
الأمر الأول : ثبوت رؤيا النبي – صلى الله عليه وسلم - في المنـام.
الأمر الثاني : أن رؤيا النبي – صلى الله عليه وسلم - ليست مقصورة على أهل الصلاح بل يراه العصاة وذلك لأن الأحاديث لم تخصص بل جاءت عامـة.
الأمر الثالث : أن الشيطان لا يمكنه التشبه بالنبي – صلى الله عليه وسلم - وهذا من تمام حفظ الله – تعالى - لنبيه – صلى الله عليه وسلم -.
الأمر الرابع : ينبغي معرفـة صفة النبي – صلى الله عليه وسلم - الخَلْقية , فقد كان محمد بن سيرين – رحمه الله تعالى - إذا قصَّ عليه رجل بأنه رأى النبي – صلى الله عليه وسلم - في المنام , قال له: (صف لي الذي رأيته) فإن وصف له صفة لا يعرفها , قال له : (لم تره)

إثبات الرؤيا على حكم شرعي

لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تثبت الرؤيا حكماً شرعياً حتى وإن رأى رسول الله – صلى الله عليه وسلم - لأن الله – تعالى - أكمل دينه وختم رسله بنبينا محمد – صلى الله عليه وسلم - وقال سبحانه تعالى: ((اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)).

السؤال عن الرؤيا

مما لاشك فيه أنه يستحب السؤال عن الرؤيا وعن تعبيرها لكي يستفاد منها , وأما الغفلة عنها وتركها فهذا ليس من هدي سلف الأمـة , فعن سمرة بن جندب - رضي الله تعالى عنه – قال : (كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - مما يكثر أن يقول لأصحابه : هل رأى أحدُ منكم رؤيا ؟ قال : فيقص عليه ما شاء أن يقص) رواه البخـاري.

أوقات تعبير الرؤيا

ذهب محمد بن سيرين - رحمه الله تعالى - إلى القول بأن الرؤيا لا تُعبّر في أوقات النهي وهذا لا يصح لعدم وجود الدليل بل الصحيح أن التعبير في أي وقت من ليل أو نهار ولكن الأفضل بعد صلاة الصبح , ولهذا بوَّب البخاري - رحمه الله تعالى - في صحيحه : (باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح) , قال ابن حجر - رحمه الله تعالى - : (تعبير الرؤيا عند صلاة الصبح أولى من غيره من الأوقات لحفظ صاحبها لها ولقرب عهده بها وقبل ما يعرض له نسيانها ولحضور ذهن العابر وقلة شغله).

علاقة الزمن بالرؤيا

يهتم بعض المعبرين عن السؤال عن وقت الرؤيا لأنه يفيد في التعبير كثيراً , وقد جاء في هذا الكثير من النصوص. ولا ينبغي الاستغراق والتنطع في الجزم بتحديد الأرقام والأماكن وخاصة الأزمنة في حال تعبير الرؤى لأن في هذا ضربٌ من الغيب وفتنة للمعبِّر وللناس.

وقوع الرؤيا بعد التعبيـر

الأصل أن التعبير محمول على غلبة الظن ليس على اليقين ولا يشترط وقوع الرؤيا بعد التعبير مباشرة فربما تتأخر قليلاً أو كثيراً وربما قد وقعت وربما لا تقع أصلاً وهي إما أن تكون مبشّرة أو منذرة ولذا رأى النبي – صلى الله عليه وسلم - الرؤيا في فتح مكة فوقعت بعد سنة , وهذا يوسف - عليه السلام - لم تقع رؤياه إلا بعد أكثر من ثلاثين سنة وكل هذا بقدر الله - عز وجل-.

التواطؤ على الرؤيا

إذا توافق جماعة على رؤيا فهذا يسمى تواطئاً حتى وإن اختلفت عباراتهم والتواطؤ على الرؤيا يدل على صدقها وصحتها , قال ابن حجر العسقلاني- رحمه الله تعالى - : (إن التوافق للجماعة على الرؤيا الواحدة دال على صحتها وصدقها كما يستفاد بقوة الخبر من التوارد على الأخبـار من جماعة).

وختاماً ...
ينبغي على العلماء وطلبة العلم أن يـبـينوا للناس حقيقة هذا العلم وما يتعلق به من آداب وأحكام وقضايا بارزة ، وذلك لتعطش الناس لهذا العلم وقلة علمهم فيه ، وحتى لا يدع مجالاً لغير الكفء أن يدخل في هذا الميدان وهو لا يحسنه فيتلاعب بالناس وبعقولهم ويفسد عليهم دينهم ودنياهم ، كما نرى ذلك ونشاهده عياناً بياناً في مجتمعنا ، والله المستعان وعليه التكلان , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

أبوخلاد ناصر بن سعيد السيف
30 محرم 1435 هـ
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14-02-2015, 07:04 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: مختصر الكلام في الرؤى والأحلام

الرؤى الصالحة : - علم الغيب .لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً و أرنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعه، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة الكرام: إنني في هذا الدرس أسعى جاهداً أن تكون الموضوعات مما تلبي حاجات الإخوة المؤمنين، فالإنسان حينما يلقي السمع إلى موضوع يعاني منه يكون تأثره وتفاعله واستجابته أشد مما لو لم يكن الموضوع مقترباً من حاجاته اليومية.
ما منا أحد على الإطلاق إلا إذا ألقى رأسه على الوسادة تمنّى أن يرى رؤيا صالحة سارّة، و يستيقظ صبيحة تلك الليلة. ويتساءل ماذا تعني هذه الرؤيا ؟ فمحور الدرس اليوم الرؤيا الصالحة، و قد وردت في القرآن الكريم رؤيا سيدنا يوسف عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، قال تعالى:
﴿إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4)﴾
( سورة يوسف )
كما وردت في السورة نفسها ( سورة يوسف ) رؤيا للملك الذي ضم سيدنا يوسف إليه، قال تعالى:
﴿وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43)﴾
( سورة يوسف )
وقد وردت في الأحاديث الشريفة نصوص كثيرة تتحدث عن الرؤيا، و في الحقيقة أن الرؤيا من خصائص الإنسان، وإذا أردت أن تفهم حكمتها الكبرى فهي دليل على الحياة النفسية التي يحياها الإنسان بعد الموت.
فلو أن رجلاً أو رجلين، أو فتاة أو فتاتين، ناما على سرير واحد، الجو واحد، الفراش واحد، الدفء واحد، الرطوبة واحدة، الموقع واحد، كل الظروف واحدة، قد يرى أحد الشابين رؤيا يشعر أنه قارب السماء من الغبطة والسرور، وقد يرى الثاني رؤيا يكاد ينسحق منها، بينما الظروف المادية واحدة.
إذاً لك حياة نفسية تتجاوز الشروط المادية، و قد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( عَنْ أَنَسِ ابْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ ))
النبوة من أخص خصائصها أنها صادقة، صدقُ النبي من أخص خصائصه، وحينما قال النبي عليه الصلاة والسلام هذا الحديث، المعنى أنها صادقة كصدق النبوة لا كما يفهم بعضهم أن الذي يرى رؤيا صالحة هو على مشارف النبوة، لا، علاقة الحديث بالنبوة أنها صادقة كصدق النبوة.
و لذلك سميت هذه الرؤيا الصالحة بشارة، هي في الحقيقة غيب، يعني إطلالة على الغيب لذلك لا بد من التمهيد لهذا الموضوع بالحديث عن الغيب، حينما ننهي الحديث عن الغيب نصل إلى الرؤيا.
أولاً هناك غيـب أيها الإخوة استأثر الله به، لا يُطْلع عليه أحداً من خلقه كائناً من كان، حتى ولا الأنبياء، أجل: هناك نوع من الغيب استأثر الله به لا يطلع أحداً عليه، من هذا قيام الساعة الكبرى، يعني قيام القيامة، ومن هذا الغيب الذي أستأثر الله به قيام الساعة الصغرى، الساعة الصغرى موت الإنسان، الإنسان له ساعة صغرى يموت فيها، وساعة كبرى يبعث و يحاسب فيها، يوم القيامة ساعة كبرى وموت الإنسان ساعة صغرى، الدليل قال تعالى:
﴿قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65)﴾
( سورة النمل )
و هذه الساعة الكبرى، قال تعالى:
﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187)﴾
( سورة الأعراف )
فهذا النوع من الغيب الساعة الكبرى والساعة الصغرى علم استأثر الله به، ما يَطّلع أحد عليه كائن من كان، حتى ولا الأنبياء، آية ثالثة قال تعالى:
﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)﴾
( سورة لقمان )
الإمام مالك فيما تروي الأخبار، رأى ملك الموت في المنام، قال يا ملك الموت كم بقي لي من عمري، فأشار بيده خمسة، فلما استيقظ قال: أخمس سنوات، أم خمسة أشهر، أم خمسة أيام، أم خمس ساعات، أم خمس دقائق ؟ فلما سأل الإمام ابن سيرين عن تأويل هذه الرؤيا قال: يا إمام يقول لك ملك الموت: إن هذا السؤال من خمسة أشياء لا يعلمها إلا الله، فهذا هو التأويل، لكن لو بحثنا عن حكمة إخفاء ساعة الموت لوجدنا خيراً كثيراً، فلو أن الله سبحانه وتعالى أطلع إنساناً على ساعة موته، فمثلاً أنت أيها الإنسان تعيش ستاً وسبعين سنة وستة أشهر وسبعة أيام وخمس ساعات وثلاث دقائق وثلاث ثوان، فماذا يكون من هذا الإنسان ؟ يتوقف نشاطه و سعيه و هذه مشكلة كبيرة، لو أن الإنسان عرف أجله لانتهى العمل كله، لأنّ من المستحيل أن يتحرك الإنسان حركة وهو يعلم نتائجها.
أخواننا الكرام أدق ما في الأمر الآية الكريمة:
﴿فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132)﴾
( سورة البقرة )
والله آية محيرة، يا رب الموت بيدنا حتى تأمرنا ألّا نموت إلا ونحن مسلمون، الموت بيدك يا رب لا بيدنا، فما معنى هذه الآية ؟ يعني لا يأتيكم الموت إلا وأنتم مسلمون.
ومرة ضُرب مثلٌ مضحك، أن شركة طيران السفر إلى أمريكا و ثمن البطاقة إلى أمريكا خمس مائة ألف، فإن لم تسافر تخسر قيمتها، افتراضاً، والشركة هي التي تأخذك من البيت، ولا تقف على الباب إلا دقيقة واحدة وموعد مجيئها من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساءً، فماذا تفعل ؟ خمسة مائة ألف لن ترد لك، وهم يقفون على الباب دقيقة واحدة، فأنا أعتقد أننا لو عرضنا الأمر على ألف شخص، سيقف الألف شخص وراء الباب مع المحفظة والحقيبة من الساعة الثامنة صباحاً.
هذا معنى قوله تعالى:
﴿فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132)﴾
( سورة البقرة )
إذاً فالموت لا تعلم موعده، فيجب أن تكون جاهزاً لاستقباله، جاهزاً بالتوبة والصلح مع الله، وأداء الحقوق، وأداء كل ما عليك من التزامات، حتى إذا جاء ملك الموت تكون جاهزاً للذهاب معه.
العامة تقول: تؤلف ولا تؤلفان، على أنه حديث نبوي، هذا الكلام لا أصل له إطلاقاً كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كذب علي متعمداً فليتبوّأ مقعده من النار.
هذا الغيب الأول، أما الغيب الثاني فغيب يعلمه الله و يُعلمه لرسوله، هذا شيء آخر تأييداً للأنبياء وتصديقاً لما جاؤوا به، يعني يأتي إنسان و يَدّعي قائلاً: " أنا رسول الله " شيء جميل، فهل نحن ملزمون أن نصدق كل إنسان ادّعى هذا الادعاء ؟ لا. فالذي يقول: أنا رسول الله، لا بد من أن يأتي بشيء لا يستطيع أن يفعله أحد، فإن فعله الرسول كان مؤيداً من الله ولذلك من لوازم الرسول أن تكون معه معجزة، فمن معجزات الرسل أنهم يعلمون الغيب الذي سمح الله لهم به أن يعلموه فقط، يؤخذ هذا من قوله تعالى:
﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً (27)﴾
( سورة الجن )
فهذا الغيب أيها الإخوة أنواع ثلاثة، غيب الماضي، وغيب المستقبل بعدان زمانيان وغيب الحاضر بعد مكاني، فمن غيب الماضي مثلاً قال تعالى:
﴿ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44)﴾
( سورة آل عمران )
من أين جئت بهذه الأخبار ؟ لولا أنك رسول يوحى إليك لما جئت بهذه الأخبار، هذا غيب الماضي، أما غيب المستقبل قال تعالى:
﴿غُلِبَتِ الرُّومُ (2)﴾
( سورة الروم )
فعلاً بعد سبع سنوات انتصر الروم على الفرس، هذا من غيب المستقبل وهناك آيات كثيرة جداً، وهناك أحاديث كثيرة جداً، والحديث عن علامات الساعة الكبرى من هذا القبيل غيب أطلع الله نبيه عليه، تأييداً له ودعماً له في صدق دعوته، قال تعالى:

﴿وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8)﴾
( سورة النحل )
الطائرة دخلت في مفهوم الآية، والمركبة الفضائية دخلت في الآية، والمركبة والقطار دخلا كذلك، أما غيب الحاضر بعد مكاني، قال تعالى:
﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (78)﴾
( سورة التوبة )
إنسان كتب إلى قريش أنّ محمداً سيغزوكم فخذوا حذركم، الله عز وجل أطلع النبي عليه، إنسان آخر قال لصفوان بن أمية: يا صفوان والله لولا ديون ركبتني ما أطيق سدادها، ولولا أولاد صغار أخشى عليهم العنت من بعدي لذهبت وقتلت محمداً وأرحتكم منه، قال له صفوان: يا عمير أما ديونك فهي عليّ بلغت ما بلغت، وأما أولادك فهم أولادي ما امتد بهم العمر، فامضِ لما أردت، وصل عمير إلى المدينة رآه عمر رضي الله عنه وعلى عاتقه سيف، قيده بحمالة سيفه وساقه إلى النبي قال: يا رسول الله هذا عمير عدو الله جاء يريد شراً فقال له النبي: أطلقه يا عمر و ابتعد عنه فأطلقه، و ابتعد عنه، أُدنُ مني يا عمير، ما الذي جاء بك يا عمير ؟ قال: جئت لأفك ابني من الأسر قال: وهذا السيف الذي على عاتقك ؟ قال: قاتلها الله من سيوف وهل نفعتنا يوم بدر، فقال له: ألم تقل لصفوان لولا ديون ركبتني ما أطيق سدادها، ولولا أولاد صغار أخشى عليهم العنت من بعدي لقتلت محمداً وأرحتكم منه فقال لك صفوان كذا وكذا..، وقف وقال: أشهد أنك رسول الله لأن هذا الذي جرى بيني وبين صفوان لا يعلمه أحد إلا الله.
ومرة أخرى كان النبي عند اليهود في موضوع معين، فائتمروا عليه وهو عندهم أن يصعد أحدهم إلى ظهر البيت الذي يجلس في ظله ويلقي عليه صخرةً ويقتله، فجاءه الوحي وأخبره، فقام النبي وقام أصحابه وفسدت خطتهم.
هناك غيب الحاضر وغيب الماضي وغيب المستقبل، يوجد عندنا غيب آخر يسمى غيباً، مجازاً، يعني في السماء الآن تهب رياح، تستمع إلى النشرة الجوية إلى أن هناك موجة حر آتية من المنطقة الشمالية، ترتفع الحرارة فوق معدلها وتهب رياح حارة، و في الشتاء: رياح باردة، و غداً مثلاً تكون الحرارة دون معدلها فكيف علموا الغيب ؟ هذا مرتفع أو منخفض مرصود في أوربا مثلاً، أوضح من ذلك أخبار المنخفض الجوي، يقولون: منخفض جوي متمركز فوق أوربا سرعته ثلاث مائة كيلو متر في الساعة مثلاً، بيننا وبين أوربا ثلاثة آلاف كيلو متر تحسب المسافة وتقسم على السرعة يقولون بعد ثلاثة أيام سيكون عندنا منخفض جوي، ومعه أمطار غزيرة، هذا العلم يسمى علم غيب مجازاً لكن هناك وسائل تكشفه، كذلك الجنين في بطن الأم، يأخذ الأطباء السائل الأمينوسي و بالتحليل يُعرف الجنين أهو ذكر أو أنثى، أو بالتصوير، فهذا الذي يتوهمه العوام غيباً ليس غيباً، هو حاضر. يقولون: هناك منخفض متمركز فوق أوربا و لديهم اتصالات سريعة جداً، فبحساب المسافة والسرعة والاتجاه نحكم على وجود أمطار بعد أربعة أيام فهذا يسميه الناس غيباً مجازاً وهو ليس بغيب إنما هو غيب الواقع والله سمح به، كل شيء سمح الله به لم يعد غيباً، قال تعالى:
﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255)﴾
( سورة البقرة )
إلا أن أكثر الناس المشككين يقولون: ماذا نفعل بقوله تعالى:
﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)﴾
( سورة لقمان )
وقد علم الإنسان الجنين ما إن كان ذكراً أو أنثى، الجواب بسيط جداً الله جل جلاله لم يقل ويعلم من في الأرحام، يعني ذكراً أو أنثى قال: " يعلم ما " فمن يستطيع أن يعلم أن هذا الجنين عالم، شقي أو سعيد، مديد العمر أو قصير العمر، مصلح كبير أو مجرم خطير، ما لونه ما لون عينيه، ما صفاته، من سيتزوج، كم سينجب، ما رزقه، إلى الآن يوجد حوالي مليون مورث، مليون معلومة مبرمجة متوضعة في خلية الحوين المنوي لم يستطع البشر أن يعرفوا إلا ثمان مائة نقطة منها فهذا ليس علم غيب، علم الغيب أن تعلم شيئاً ليس له وجود الحاضر.
شيء آخر يجب أن نعلمه جميعاً، ما يشيع بين العامة من أَنَّ الجن يعلمون الغيب، كذلك كل ما يفعله الناس ولو كان لعباً، أن غداً سيكون كذا عن طريق البرج، عن طريق الكُهّان، عن طريق السحرة، نقرأ في فنجان القهوة، هذا كله كذب ودجل لا أصل له، ومن يفعله يأثم.
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَالْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ))
الجن لا يعلمون الغيب إطلاقاً، والدليل قال تعالى:
﴿فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14)﴾
( سورة سبأ )
سيدنا سليمان كلف الجن بعمل شاق ومات، وما دلهم على موته إلا حينما انكسرت عصاه التي كان متكئاً عليها فوقع.
إذاً أنواع الغيب هي: غيب استأثر الله بعلمه، و هو النوع الأول، وغيب أطْلعَ الله أنبياءه عليه تأييداً لهم و هو أنواع ثلاثة:غيب الماضي و غيب الحاضر و غيب المستقبل و هذا هو النوع الثاني، و غيب يتوهمه الناس غيباً و هو النوع الثالث يسمى غيباً مجازاً، كالتنبؤات الجوية أحياناً، و الأشياء التي لها دلائل، فهذه أيضاً ليست غيباً إلا أن العوام يسمونها غيباً، و أما الجن فلا تعلم الغيب إطلاقاً قال تعالى:
﴿فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14)﴾
( سورة سبأ )
هذا التمهيد لموضوع الرؤيا، الآن عندنا غيب يسمى بشارة، و هو ما يراه المؤمن الصالح في منامه ثم يتحقق بعد ذلك و في الحديث الشريف:
((عَنْ أَنَسِ ابْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ ))
في صدقها و في دلالتها: و قد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن جرير:
((عن مَالِك عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي تفسير هَذِهِ الآيَةِ ﴿ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ﴾ قَالَ: هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الرَّجُلُ الصَّالِحُ أَوْ تُرَى لَهُ ))
هذا محور الدرس، والتمهيد انتهى، يعني بشكل أو بآخر، الرؤيا إعلام من الله مباشر لهذا المؤمن، الأنبياء يأتيهم الوحي أما المؤمنون فلهم الرؤيا الصالحة يعني طريقة من طرق الاتصال المباشر، الله جل جلاله يوحي لأنبيائه، إن الله يقرئك السلام يا محمد ويقول لك. فهذا اتصال مباشر عن طريق سيدنا جبريل، أما المؤمن، فكيف السبيل إلى أن يكون هناك اتصال مباشر بينه وبين الله ؟ عن طريق الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له.
قال العلماء: أصدق أوقات الرؤيا تكون في أواخر الليل، قبل صلاة الفجر أو بعده، أو بالقيلولة، النوم بعد الظهر. أما النوم بعد العصر فاسمه العيلولة لأنها تسبب علة للإنسان فلا تكون رؤيا بعد العصر، و إنما هو حلم.
و إليكم هذه الطرفة، رجل في وزارة الأوقاف قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لي قل لفلان أن يجعلك في وظيفة كذا، فقال له المسؤول: متى رأيت هذه الرؤيا؟ قال له: البارحة الساعة الثانية عشرة، فقال له: أنا رأيت رسول الله فجراً وقال لي: إنه كاذب لا تصدقه.

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14-02-2015, 07:11 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: مختصر الكلام في الرؤى والأحلام

يتبــــــــــــــــــــــــــــع موضوع ....

الرؤى الصالحة : - علم الغيب .لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

الرؤيا الصالحة جزء من المبشرات، أحياناً الإنسان يرى رؤيا ليس فيها ترتيب ولا انسجام ولا تناقض، واضطرابات، قال العلماء: هذه لا تفسر إطلاقاً فهي أضغاث أحلام، تناول طعاماً ثقيلاً ونام، غضبان ونائم، أو نام بمجرى رياح مثلاً، فهناك أحوال معينة، أو نام على أثر مناقشة حادة، فهذه رؤيا لا يُعبأ بها إطلاقاً. إنها أضغاث أحلام.
قالوا من طريف ما روت كتب الأدب أن أحدهم كان شاعراً و رأى رؤيا أنه دخل على أمير وأنشده طامعاً في عطائه قال: أيها الأمير رأيت في النوم أني مالك فرساً ولي وصيف وفي كفي دنانير، فقال قوم لهم علم ومعرفة رأيت خيراً وللأحلام تفسير، اقصص منامك في بيـت الأمير تجد تفسير ذلك، التفسير أن يعطيك فرساً ودنانيراً وخادماً، فقال له الأمير: أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين.
أخواننا الكرام: الرؤيا الصادقة الصالحة هي رؤيا المؤمن كما ورد في الحديث الشريف (( عَــنْ أَنَسِ ابْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ))
أي صادقة كصدق النبوة، أمّا الأنبياء فرؤياهم حق، قال تعالى:
﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102)﴾
( سورة الصافات )
رؤيا الأنبياء شيء، ورؤيا المؤمنين شيء آخر، رؤيا الأنبياء أمر من الله، العلماء قالوا إذا رأى النبي قبل البعثة رؤيا فهي من إرهاصات النبوة أما إن رآها بعد البعثة فهي من أنواع الوحي، و هي لِلأنبياء وحدهم.
تقول السيدة عائشة كان النبي صلى الله عليه وسلم:
(( عن عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مـِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةَ فِي النَّوْمِ فَكَانَ لا يَرَى رُؤْيَا إِلا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ))
وبصراحة أيها الإخوة المؤمن الصالح له رؤيا من هذا القبيل، الله عز وجل يبشره أو يحذره، يقيم اتصالاً مباشراً، الله عز وجل أحياناً ينصحك عن طريق عالم، يحذرك عن طريق داعية، ينبهك عن طريق كتاب، أو عن طريق صاحب، لكن أحياناً لو شاءت حكمة الله، أن يعطيك معلومة مباشرةً كيف ؟ أنت مؤمن لا يوحى إليك فتأتيك عن طريق رؤيا صالحة.
و هناك تحليل لا أعلم مبلغ صحته، النبي عاش ثلاثة وعشرين سنة وستة أشهر بالتمام والكمال يدعو إلى الله فهذه الثلاثة والعشرين ضرب اثنين، حاصلها ستة وأربعون، الرؤيا الصالحة تكون جزءاً من الستة و الأربعين جزءاً من النبوة يعني، مدة الوحي، هي صادقة كصدق الوحي وهذا تطمين لنا، إلا أن الله عز وجل يقول:
﴿بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112)﴾
( سورة البقرة )
البشرى هي الرؤيا الصالحة، وهناك حديث كذلك يقول:
(( عــن عَبْد ُاللَّهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ قـَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم الرُّؤْيَا الصَّالِحـــَةُ مِنَ اللَّهِ وَالْحُلُمُ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِذَا حَلَـمَ أَحَدُكُمْ حُلُمًا يَخَافُهُ فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا فَإِنَّهَا لا تَضُرُّهُ))
أحلام مضطربة مشوشة غير واضحة متداخلة متناقضة هذه أضغاث أحلام أما الرؤيا من الله، دقق في هذا الكلام الحلم شيء، الحلم من الشيطان والرؤيا من الرحمن، كما أن التثاؤب من الشيطان والعطاس من الرحمن، ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الرؤيا من الله تعالى والحلم من الشيطان.
ورد أيضاً من البشرى في الحياة الدنيا الرؤيا الصالحة، قال عليه الصلاة والسلام: من البشرى في الحياة الدنيا الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له، أما الحديث الدقيق الذي سبق تخريجه يقول عليه الصلاة والسلام:
((عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَمْ يَبْقَ مِنَ النُّبُوَّةِ إِلا الْمُبَشِّرَاتُ قَالُوا وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ قَالَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ))
أخرجه البخاري في كتاب التعبير، وبموت النبي عليه الصلاة والسلام انقطع الوحي وانتهى كل شيء، بقيت المبشرات.
أخواننا الكرام: انتبهوا لهذا الحديث الذي رواه الإمام البخاري ومسلم:
(( عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قــَالَ: إِنْ كُنْتُ لأرَى الرُّؤْيَا تُمْرِضُنِي قَالَ: فَلَقِيتُ أَبَا قَتَادَةَ فَقَالَ: وَأَنَا كُنْتُ لأَرَى الرُّؤْيَا فَتُمْرِضُنِي حَتَّ،،ى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الرُّؤْيَا الصَّالِحـَةُ مِنَ اللَّهِ فَإِذَا رَأَى أَحَدُكــُمْ مَا يُحِبُّ فَلا يُحَدِّثْ بِهَا إِلا مَنْ يُحِبُّ وَإِنْ رَأَى مَا يَكْرَهُ فَلْيَتْفُلْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلاثًا وَلْيَتَعـَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشَرِّهَا وَلا يُحَدِّثْ بِهَا أَحَدًا فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ ))
لأنه لا يصدقك ولا يوجد دليل، إعلان شخصي وليست صالحة للتحدي لا يوجد فيها دليل والباب واسع، كل إنسان يدعي أنه رأى رسول الله، فبشكل مختصر تقول له: أنت مستقيم رأيت رؤيا سارة و هي بشارة من الله، مستقيم رأيت رؤيا غير سارة هي تخويف من الشيطان لا سمح الله، أما إن كنت لست مستقيماً و رأيت رؤيا سارة فهي تغرير من الشيطان، و إن كانت رؤيا سيئة فتنبيه من الرحمن، أربع حالات، الأصل أن تكون مستقيماً فالسار من الله و هو تبشير، والمزعج من الشيطان و هو تخويف.
أخواننا الكرام: كثيـــرون هم الذين يقولون رأينا رسول الله، طبعاً يقول عليه الصلاة والسلام:
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّـى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُ بِي ))
أنا أنقل لكـم شيئاً سمعته من بعض أخواننا، يقول لك لمدة شهر وأنا مغموس بسعادة لا توصف لأنه رأى النبي مرة واحدة، كيف الذين عاشوا معه ؟ كيف الذين رأوه بأمّ أعينهم، كيف الذين استمعوا إلى حديثه، كيف الذين جاهدوا معه، كيف الذين فدوه بأرواحهم ؟ هذا في المنام تراه مرةً فتسعد والله أيها الإخوة هذا إن لم تغب عن وجودك، فالشيء الدقيق جداً إن رأيت الرسول عليه الصلاة والسلام في المنام تغب عن وجودك.
مرة أخ من أخواننا و هو الآن مسافر، كنت في العمرة في إحدى السنوات وحينما عدت من العمرة جعلت أحد دروس الأحد عن العمرة، هذا الأخ صادق ومنيب ذهب إلى البيت ألقى رأسه على الوسادة فرأى في الرؤيا أنه في المدينة المنورة، وقف أمام قبر النبي رأى النبي واقفاً خلف الشبك فسأله عن أحواله وعن اسمه، وأين يحضر وأثنى عليه وبارك له، يقول هذا الأخ شهر بكامله وهو ذائب في محبة الله وفي سعادة لا توصف.
الحقيقة إذا الإنسان رأى النبي عليه الصلاة والسلام في المنام أو في الرؤيا ((... مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُ بِي))
أنت لم يتح لك أن تراه في اليقظة، لو أنك مشتاق له الاشتياق الكافي لرأيته في المنام، ولسألته وسألك ولسعدت بقربه ولغمرك بتجلّ لا يقدر بثمن، ونرجو الله سبحانه وتعالى أن يتيح لنا أن نرى النبي عليه الصلاة والسلام، لكن، دققوا في لكن، أولاً رؤيا النبي ليست أضغاث أحلام ولا تخيلات شيطان بشرط أن تراه كما وردت أوصافه في كتب الصحاح، إذا كانت الرؤيا بلون غير لونه، و بقوام غير قوامه، بشكل غير شكله، بطول غير طوله، فهذا ليس هو النبي ولو توهمت أنه النبي.
العلماء قالوا: لا تعد الرؤيا رؤية النبي إلا إذا كانت صورته كما وردت في كتب الصحاح.
" بَاب فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّهُ كَانَ أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهًا "
وعند مسلم: (( عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْبُوعًا بَعِيدَ مَا بَيــْنَ الْمَنْكِبَيْنِ لَهُ شَعَرٌ يَبْلُغُ شَحْمَةَ أُذُنِهِ رَأَيْتُهُ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ لَمْ أَرَ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ ))
قال أنس:
(( عنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْــهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقًا وَلا مَسَسْتُ خَزًّا قَطُّ وَلا حَرِيرًا ولا شَيْئًا كَانَ أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا شَمَمْتُ مِسْكًا قَطُّ وَلا عِطْرًا كَانَ أَطْيَبَ مِنْ عَرَقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ))
وقال أحد أصحابه:
(( عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كـَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَزْهَرَ اللَّوْنِ كَأَنَّ عَرَقَهُ اللُّؤْلُؤُ إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ وَلا مَسِسْتُ دِيبَاجَـةً ولا حَرِيرَةً أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا شَمِمْتُ مِسْكَةً وَلا عَنْبَرَةً أَطْيَبَ مِنْ رَائِحَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ))
سيدنا علي يصفه فيقول:
(( عَنْ عَلِيٍّ رَضِي اللــَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ ضَخْمُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيــَةِ شَثْنُ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ مُشْرَبٌ وَجْهُهُ حُمْرَةً طَوِيلُ الْمَسْرُبَةِ ضَخْمُ الْكَرَادِيسِ إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ تَكَفُّؤًا كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ))
وسيدنا حسان يقول:
وأجمل منك لم تر قط عيني وأفضل منك لم تلد النساء
خلقت مبرَّأً من كل عـيب كأنك قد خلقت كما تشـاء
***
و بعد فأخطر ما في الدرس، أيها الإخوة، أنّ رؤيا المؤمن لرسول الله لا تحل حراماً، ولا تحرم حلالاً، ولا تغير شيئاً فيما ثبت بالشرع ولا تزيد عليه ولا تنقص منه، إنْ رأيته ألف مرة فالشرع لا يتغير.
قالوا كان رجل صالح فقيراً في زمن العلامة الكبير الشيخ عز الدين ابن عبد السلام فرأى النبي في منامه يقول له في أرض كذا ركاز، يعني مال دفين ابحث عنه وخذه ولا تُؤَدِّ زكاته.
ومعلوم أن زكاة الركاز: خُمس، إذا رجل وجد صحيفة ذهب عليه أن يؤدي خُمسَهُ زكاةً وليس اثنين ونصف بالمائة، فبحث هذا الرجل على الكنز الذي دله عليه النبي فوجده، فسأل العز بن عبد السلام فقال له: ماذا أفعل النبي قال لي لا تؤدّ زكاته ؟ قال له: بل أدِّ خُمسه للزكاة، ففتوى النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ويقظته مقدمة على فتواه في منامك وأظنك لفقرك وفرحك بما وجدت نسيت أو توهمت، والراجح عندي أنه قال لك: أدِّ زكاته.
لذلك أخواننا الكرام موضوع الرؤيا لا تحل حراماً ولا تحرم حلالاً، ولا تزيد في الشرع ولا تنقص منه، ولا يقيّم منها الأشخاص، انتبهوا هذه تتخذ ذريعة أحياناً، العالم الفلاني شاهد في منامه الرجلَ الذي خاصمه في حالة يرثى لها، هذه لا تتخذ قاعدة، الإنسان لا يقيّم من منام إطلاقاً، يقيم بعمله، أحواله، بورعه، بطاعته إلى الله، فكل تقييم للأشخاص منطلق من رؤيا فهو باطل، لوأنك رأيت النبي عليه الصلاة والسلام وقال لك بخلاف الشرع ترد الرؤيا ويثبت الشرع. هذا هو ديننا، ديننا دين علم، أما الرؤيا إشارة لك لا يبنى عليها حكم شرعي، تطمين، تحذير، اتصال من الله مباشر، لأن الله عز وجل قال:
﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)﴾
( سورة الحجر )
أنت مكلف أن تعبد الله إلى أن تموت، و كل شيء تراه في المنام لا يقدم ولا يؤخر، هو بشرى لك، أما أن تبني عليه حقيقة فلا ثم لا.
بلغنا أن بعض الأشخاص يصحح الحديث الشريف من رؤيا رسول الله يقول: صححه على مسؤوليتي لأني رأيت النبي، هذه ليس معقولة، نحن ديننا ليس دين منامات، كان رجل يدعي أنَّه كلما عرض عليه حديث يرى النبي فيخبره ما إن كان الحديث صحيحاً أم كاذباً، فجاء إنسان وقدم له حديثاً صحيحاً طبعاً هو كاذب، ادعى أنه رأى النبي وقال له أنا قلته، فتح الكتب ورآه صحيحاً، و في اليوم التالي أعطاه حديثاً موضوعاً، فقال له: ما قاله النبي هكذا قال لي، ثالث يوم أعطاه حديثاً ضعيفاً، فتح الكتب فرآه ضعيفاً، قال: سألته فقال هو ضعيف، هنا ظهر كذبه لأن النبي يقول عن الحديث إما قلته أو لم أقله.
بصراحة إذا كان درس مبني على المنامات وعلى الكرامات وعلى السحبات فهذا ليس درس، هذا حكواتي، يوجد درس علم ودرس حكواتي، و إذا كان الدرس أساسه منامات وسحبات فهذا الدرس للتسلية و ليس درس علم بأية حال.والحمد لله رب العالمين
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 109.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 107.04 كيلو بايت... تم توفير 2.76 كيلو بايت...بمعدل (2.52%)]