معاوية رضي الله عنه من علماء الصحابة وفقهائهم - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 167 - عددالزوار : 59544 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 60 - عددالزوار : 752 )           »          الأعمال اليسيرة.. والأجور الكثيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          خواطر متفرقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          السلفية منهج الإسلام وليست دعوة تحزب وتفرق وإفساد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 24 )           »          القذف أنواعه وشروطه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 58 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 15857 )           »          الضلع أعود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 21 - عددالزوار : 632 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-09-2019, 02:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,375
الدولة : Egypt
افتراضي معاوية رضي الله عنه من علماء الصحابة وفقهائهم

معاوية رضي الله عنه من علماء الصحابة وفقهائهم


إن الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفیان -رضي الله عنهما- لا يزال يتعرض لهجمة منظمة شرسة لتشويه صورته وتزييف تاريخه والطعن في دينه وعدالته، توصلا للنيل من جمهور الصحابة العظام نقلة الدين وأئمته، و الرعيل الأول الذين نزل الوحي بينهم، وتلقوا تعاليم الإسلام من نبيه مشافهة من غير وسيط، فكانوا حفاظ الدين -نصوصه وأحكامه ومعانيه-، وكانوا الجسر الذي أراد أعداء الدين هدمه للطعن في دين الإسلام بلا ریب.

ومن هنا كانت كلماتنا لتجلية منزلة معاوية رضي الله عنه وفضله وعلمه وعدالته، وأنه حقا كما قال الربيع بن نافع الحلبي (البداية والنهاية: (8/139)): «معاوية ستر لأصحاب محمد، فإذا كشف الرجل الستر، اجترأ على ما وراءه».

اسمه وكنيته ومولده رضي الله عنه

يلتقي نسب معاوية رضي الله عنه مع نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند عبد مناف (سير أعلام النبلاء: 3/119).

فهو معاوية بن أبي سفيان، صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أمير المؤمنين وكاتب وحي رب العالمين، ملك الإسلام أبو عبدالرحمن القرشي، الأموي، المكي.

وأمه: هي هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ابن عبد مناف بن قصي.

وكانت ولادته قبل البعثة بخمس سنين وقيل بسبع والأول أشهر.

إسلامه رضي الله عنه

قال الذهبي في السير (120/3): «إنه أسلم قبل أبيه وقت عمرة القضاء، وبقي يخاف من اللحاق بالنبي صلى الله عليه وسلم من أبيه، ولكن ما ظهر إسلامه إلا يوم الفتح».

صفاته رضي الله عنه الخَلْقية والخُلقية

قال الذهبي في السير (120/3): «ذكر ابن أبي الدنيا، وغيره: «أن معاوية كان طويلا، أبيض، جميلا، إذا ضحك انقلبت شفته العليا، وكان يخضب. روی سعید بن عبدالعزيز، عن أبي عبد رب قال: رأيت معاوية يخضب بالصفرة، كأن لحيته الذهب». وروى: عبدالجبار بن عمر، عن الزهري، عن عمر بن عبدالعزیز، عن إبراهيم ابن عبدالله بن قارظ أنه سمع معاوية على منبر المدينة يقول: أين فقهاؤكم يا أهل المدينة؟ سمعت رسول الله نهی عن هذه القصة (الوصلة من الشعر) ثم وضعها على رأسه، فلم أر على عروس ولا على غيرها أجمل منها على معاوية.

وأما صفاته الخلقية: فيقول شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (4/458): «فاستعمل عمر معاوية مكان أخيه يزيد بن أبي سفيان، وبقي معاوية على ولايته تمام خلافته، وعمر ورعيته تشكره وتشكر سيرته فيهم، وتواليه وتحبه لما رأوا من حلمه وعدله، حتى أنه لم يشكه منهم مشتك ولا تظلمه منهم متظلم».

كتابته رضي الله عنه للوحي

ثبت في صحيح مسلم (2501) من حديث ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: «كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم : يا نبي الله ثلاث أعطنيهن، قال: «نعم» قال: عندي أحسن العرب وأجمله، أم حبيبة بنت أبي سفيان، أزوجكها، قال: «نعم» قال: ومعاوية، تجعله كاتبا بين يديك، قال: «نعم» قال: وتؤمرني حتى أقاتل الكفار، كما كنت أقاتل المسلمين، قال: «نعم»». وقد ثبت ذلك عنه بنقل مستفيض وهو موضع اتفاق.

علمه وروايته رضي الله عنه

حدَّث عن النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له، وحدث عن أخته أم المؤمنين أم حبيبة، وعن أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-. وروى عنه: ابن عباس، وسعيد بن المسيب، وأبو صالح السمان وأبو إدريس الخولاني، وسالم بن عبدالله، ومحمد ابن سیرین، وخلق كثير سواهم. وحدث عنه من الصحابة أيضا: جریر بن عبدالله، وأبو سعيد، والنعمان بن بشیر، وابن الزبير -رضي الله عنهم- أجمعين.

وقد كان رضي الله عنه من علماء الصحابة وفقهائهم؛ فنقل عنه العلم الجم والفتاوی والأحكام، فقد ثبت في صحيح البخاري (3765) عن حبر الأمة ابن عباس -رضي اله عنهما- لما قيل له: «هل لك في أمير المؤمنین معاوية، فإنه ما أوتر إلا بواحدة؟! فقال: «أصاب، إنه فقيه»». وهی شهادة بالفقه من أفقه الناس وأعلمهم.

وفي (مسند الشافعي) (1/10) وتاريخ دمشق (63864) أن گريبا مولی ابن عباس، أخبره أنه رأى معاوية صلى العشاء، ثم أوتر بركعة والجدير لم يزد عليها، أخبر ابن عباس، فقال: أصاب أي بني، ليس أحد منا أعلم من معاوية، هي واحدة، أو خمس، أو سبع إلى أكثر من ذلك الوتر ما شاء».

وكان يعد من أصحاب الفتيا من الصحابة.

معاوية رضي الله عنه صحابي

تقدم معنا أنه أسلم رضي الله عنه قبل الفتح وكان من كتبة الوحي، فهو صحابي وله من الفضل والمكانة والرفعة والشأن ما لهم، ويدخل في الذين أثنى الله -تعالى- عليهم في إيمانهم بنبيه صلى الله عليه وسلم وصحبتهم له ونصرته، في كثير من آيات القرآن العظيم، ويثبت له من الفضل ما لا ينكره إلا جاحد أو جاهل.

فضائل معاوية رضي الله عنه عموما

لا شك أن معاوية رضي الله عنه يدخل في عموم الآيات التي وردت في فضائل الصحابة، ومنها:

- قال تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (الفتح:29)، ولو لم يكن في الصحابة إلا هذه الآية لكفتهم -رضي الله عنهم.

- وقال: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (التوبة:100).

- وقال: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} (يونس:26).

- وقال: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} (الأنبياء:101).

- وقال: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} (الأنفال:74).

- وقال: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (آل عمران:110).

- وقال -تعالى-: {لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} (الحديد:10).

وغير ذلك من الآيات التي وردت في مدح الصحابة عموما ومنهم معاوية رضي الله عنه ، وقد صح أنه آمن قبل الفتح وإن كان لم يقاتل قبله، ولكن قد وعد الله كلا الطائفتين بالحسنی.

أما الثناء على الصحابة في السنة ومنهم معاوية رضي الله عنه فكثير جدا، ومن ذلك:

١- عن أبي بردة، عن أبيه قال: صلينا المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قلنا: لو جلسنا حتى نصلي معه العشاء، قال: فجلسنا؛ فخرج علينا فقال: ما زلتم هاهنا؟ قلنا: يا رسول الله صلينا معك المغرب، ثم قلنا نجلس حتى نصلي معك العشاء، قال: أحسنتم، أو أصبتم، قال: فرفع رأسه إلى السماء وكان كثيرا مما يرفع رأسه إلى السماء فقال: النجوم أمنة للسماء؛ فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون. رواه مسلم (2531).

2- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه. رواه البخاري (3673)، ومسلم (2540).

فضائل خاصة

أول من ركب البحر معاوية رضي الله عنه

١- عن أنس بن مالك، عن خالته أم حرام بنت ملحان قالت: نام النبي صلى الله عليه وسلم يوما قريبا مني، ثم استيقظ يبتسم فقلت: ما أضحكك؟ قال: أناس من أمتي عرضوا علي يركبون هذا البحر الأخضر، كالملوك على الأسرة، قالت: فادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها، ثم نام الثانية ففعل مثلها، فقالت مثل قولها، فأجابها مثلها، فقالت: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: أنت من الأولين؛ فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازيا أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية، فلما انصرفوا من غزوهم قافلين فنزلوا الشام، فقُرِّبت إليها دابة لتركبها، فصرعتها، فماتت. رواه البخاري (2799)، ومسلم (1912).
ونقل الإمام النووي في (المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (13 / 59)) عن القاضي عیاض قوله: «قال أكثر أهل السير والأخبار: إن ذلك كان في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه وأن فيها ركبت أم حرام وزوجها إلى قبرص فصرعت عن دابتها هناك، فتوفيت ودفنت هناك، وعلى هذا يكون قوله: «في زمان معاوية» معناه: في زمان غزوه في البحر لا في أيام خلافته، قال: وقيل: بل كان ذلك في خلافته».

2- عن خالد بن معدان أن عمر بن الأسود العنسي حدثه أنه أتى عبادة بن الصامت، وهو نازل في ساحة حمص، وهو في بناء له ومعه أم حرام، قال عمير: فحدثتنا أم حرام أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أول جيش من أمتى يغزون البحر قد أوجبوا، قالت أم حرام: قلت: يا رسول الله أنا فيهم؟ قال أنت فيهم، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : أول جيش من أمتى يغزون مدينة قيصر مغفور لهم، فقلت: أنا فيهم يا رسول الله، قال: لا. رواه البخاري (2924).
قال الحافظ ابن حجر في (الفتح) (6/120): «قال المهلب: في هذا الحديث منقبة لمعاوية؛ لأنه أول من غزا البحر».

وقال ابن عبدالبر في التمهيد (1/235): «وفيه فضل لمعاوية رضي الله عنه ، إذ جعل من غزا تحت رايته من الأولين». وهذا الغزو كان لجزيرة قبرص تحت إمرة معاوية رضي الله عنه عام 28هـ.
منقول


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17-09-2019, 02:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,375
الدولة : Egypt
افتراضي رد: معاوية رضي الله عنه من علماء الصحابة وفقهائهم


معاوية رضي الله عنه من علماء الصحابة وفقهائهم (2)





إن الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفیان -رضي الله عنهما- لا يزال يتعرض لهجمة منظمة شرسة لتشويه صورته وتزييف تاريخه والطعن في دينه وعدالته، توصلا للنيل من جمهور الصحابة العظام نقلة الدين وأئمته، و الرعيل الأول الذين نزل الوحي بينهم، وتلقوا تعاليم الإسلام من نبيه مشافهة من غير وسيط، فكانوا حفاظ الدين -نصوصه وأحكامه ومعانيه-، وكانوا الجسر الذي أراد أعداء الدين هدمه للطعن في دين الإسلام بلا ریب.

1- عن ابن شهاب أخبرني حميد قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان يخطب قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من يرد الله به خيرا يفقه في الدين، وإنما أنا قاسم، ويعطي الله، ولن يزال أمر هذه الأمة مستقيما حتى تقوم الساعة، أو حتى يأتي أمر الله». (رواه البخاري (71)، ومسلم (1037).

2- عن وراد كاتب المغيرة قال: كتب معاوية إلى المغيرة: اكتب إلي ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فكتب إليه: إن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في دبر كل صلاة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولما معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، وكتب إليه إنه كان ينهى عن قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال، وكان ينهى عن عقوق الأمهات، ووأد البنات ومنع وهات. رواه البخاري (7292).

أمره باتباع السنة ونهيه عن مخالفتها

كان معاوية - رضي الله عنه - يأمر الناس باتباع الحديث وينهاهم عن مخالفته، وكان إذا أتی المدينة وأُسمع من فقهائها شيئا يخالف السنة قال لأهل المدينة: أين علماؤكم؟ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول كذا، ورأيته يفعل كذا. (الناهية عن طعن أمير المؤمنین معاوية)، لعبدالعزيز بن أحمد الملتاني (المتوفى: بعد 1239هـ)، صفحة 55، وانظر فتح الباري لابن حجر (6/516)).

وأخرج البخاري (587) عنه قال: «إنكم لتصلون صلاة لقد صحبنا النبي - صلى الله عليه وسلم - فما رأيناه يصليها ولقد نهى عنها يعني الركعتين بعد العصر».

وأخرج مسلم (883) عن عمرو بن عطاء قال: «إن نافع بن جبير أرسله إلى السائب يسأله عن شيء رآه من معاوية في الصلاة فقال: نعم صليت معه الجمعة في المقصورة، فلما سلم قمت في مقامي فصلیت فلما دخل أرسل إلي فقال: لا تعد لما فعلت إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تتكلم أو تخرج».

حلمه وسؤدده

وقد عرف - رضي الله عنه - بالحلم والعدل عندما ولي الشام، وكانت سياسته مع رعيته من أفضل السياسات، وكانوا يحبونه ويحبهم، قال قبيصة بن جابر (البداية والنهاية: 8/144): «ما رأيت أحدا أعظم حلما ولا أكثر سؤدداً ولا أبعد أناة ولا ألين مخرجا ولا أرحب باعا بالمعروف من معاوية»!

وفي المصدر نفسه أيضا البداية والنهاية: 8/144): «أسمع رجل معاوية كلاما سيئا شديدا»، فقيل له: «لو سطوت عليه»، فقال: «إني لأستحي من الله أن يضيق حلمي عن ذنب أحد رعيتي».

وقال عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-: (السنة، لأبي بكر بن الخلال: حديث 680): «كان معاوية أحلم الناس»، قالوا يا أبا عبدالرحمن: أبو بكر؟ قال: «أبو بكر - رضي الله عنه - خير من معاوية، ومعاوية من أحلم الناس».

معاوية - رضي الله عنه - يحلق شعر النبي - صلى الله عليه وسلم

عن طاوس قال: قال ابن عباس: قال لي معاوية: أعلمت أني قصرت من رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند المروة بمشقص؟ رواه البخاري (1370)، ومسلم (1246) واللفظ له.

ثناء السلف على معاوية - رضي الله عنه -

لقد نال معاوية - رضي الله عنه - من ثناء السلف ومديحهم - وهم أصدق الناس حديثاً وأقواهم إيمانا - ما يؤكد على علو منزلته ورفعة درجته كباقي الصحابة الكرام، وهذه نبذة من عبارتهم نتبيّن فيها هذه الحقيقة:

١- سئل عبدالله بن المبارك، أيهما أفضل: معاوية بن أبي سفيان، أم عمر بن عبدالعزيز؟ فقال: والله إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفضل من عمر بن عبدالعزیز. (الشريعة للآجري: 5/2466).

2- عن الجراح الموصلي قال: سمعت رجلا يسأل المعافى بن عمران فقال: يا أبا مسعود، أين عمر بن عبدالعزیز من معاوية بن أبي سفيان؟! فرأيته غضب غضبا شديدا وقال: لا يقاس بأصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - أحد، معاوية - رضي الله عنه - كاتبه وصاحبه وصهره وأمينه على وحيه. (الشريعة للآجري: 5/2466).

3- عن أبي أسامة، قيل له: أيهما أفضل معاوية أم عمر بن عبدالعزيز؟ فقال: أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يقاس بهم أحد. (الشريعة للآجري: 5/2466).

4 - وسئل الإمام أحمد (السنة للخلال: حدیث 643): ما تقول -رحمك الله- فيمن قال: لا أقول إن معاوية كاتب الوحی، ولا أقول إنه خال المؤمنين فإنه أخذها بالسيف غصبا؟ قال أبو عبدالله: هذا قول سوء رديء، يجانبون هؤلاء القوم، ولا يجالسون، ونبين أمرهم للناس.

5- وقال الربيع بن نافع الحلبي (البداية والنهاية: 8/148): معاوية ستر لأصحاب محمد، فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه.

6- عن عبدالملك بن عبدالحميد الميموني قال (السنة للخلال: حدیث 654): قلت لأحمد بن حنبل: أليس قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كل صهر ونسب ينقطع إلا صهري ونسبي»؟ قال: بلی، قلت: وهذه لمعاوية؟ قال: نعم؛ له صهر ونسب، قال: وسمعت ابن حنبل يقول: ما لهم ولمعاوية؟ نسأل الله العافية.

7- عن أبي طالب أنه سأل أبا عبدالله (السنة للخلال: حديث 657): أقول معاوية خال المؤمنين؟ وابن عمر خال المؤمنين؟ قال: نعم؛ معاوية أخو أم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ورحمهما، وابن عمر أخو حفصة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ورحمهما، قلت: أقول: معاوية خال المؤمنين؟ قال: نعم.

7- عن إبراهيم الحربي قال (السنة للخلال: حدیث 693): سمعت أحمد بن حنبل وقد سأله رجل، يا أبا عبدالله: لي خال ذكر أنه ينتقص معاوية، وربما أكلت معه، فقال أبو عبدالله مبادرا: لا تأكل معه.

خلافته - رضي الله عنه

كانت مدة خلافته - رضي الله عنه - عشرين سنة تقريبا، وحصلت بعد بيعة السبط الحسن بن علي -رضي الله عنهما- له في عام الجماعة الذي بشر به النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكانت بشرى خير للأمة: اجتمعت فيها كلمتهم وتوحدت صفوفهم وحقنت دماؤهم، ورجع المسلمون إلى جهاد أعدائهم وفتح الثغور ونشر العلم والدعوة، وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قال عن الحسن: «إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين». رواه البخاري (2557).

ومصداقا لهذا فقد حصلت الفتوحات العظيمة في عهد معاوية - رضي الله عنه -، على جبهة الروم وجبهة المغرب وشمال أفريقيا وجبهة المشرق وسجستان وخراسان وما وراء النهر.


وقال الذهبي -ملخصا حال خلافته- في السير (3/133): «وكان محببا إلى رعيته، عمل نيابة الشام عشرين سنة، والخلافة عشرين سنة، ولم يهجه أحد في دولته، بل دانت له الأمم، وحكم على العرب والعجم، وكان ملكه على الحرمين، ومصر، والشام، والعراق، وخراسان، وفارس، والجزيرة، واليمن، والمغرب، وغير ذلك».

وفاته - رضي الله عنه -

توفي - رضي الله عنه - في دمشق في يوم الخميس من شهر رجب عام 60 هـ، بعد حياة عامرة بالإيمان والجهاد والفتوح والدعوة ونشر الإسلام، فرضي الله عنه وأرضاه. (البداية والنهاية 8/123).
منقول



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 76.20 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 73.82 كيلو بايت... تم توفير 2.38 كيلو بايت...بمعدل (3.12%)]