|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
اعملوا شكرا
اعملوا شكرًا د. ألف شكور الخطبة الأولى يقول الله عز وجل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾ [لقمان: 12].الحمد لله الذي أنعم علينا بنِعَمٍ لا تُحصى، وأسبغ علينا من فضله ورحمته ما لا يُعَدُّ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين؛ إنك حميد مجيد. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]؛ أما بعد أيها المؤمنون: فإن النِّعَمَ التي وهبنا الله إياها لا يمكن حصرها، وكلما حاولنا عدَّها وإحصاءها، نجد أن نعمة واحدة منها تفتح لنا أبوابًا من النعم الأخرى التي لم نكن نلتفت إليها؛ قال الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 18]، فهذه الآية المباركة تذكِّرنا بأننا مهما اجتهدنا في شُكْرِ نِعَمِ الله، فلن نستطيع أن نُوفِّيَ حقَّه، فكيف بنا إذا غفَلنا عن شُكرِها؟ أضَعُ أمامكم نوعين للشكر وردا في القرآن الكريم: الشكر لله، والشكر للناس. 1- الشكر لله تعالى: أيها الإخوة، إن الشكر الحقيقيَّ يبدأ بشكر الله سبحانه وتعالى؛ فالله عز وجل هو الذي منحنا هذه النعم وأسبغها علينا. الشكر بالقيام بالعبادات: لقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظمَ الأمثلة في شكر الله؛ حيث كان يقوم الليل حتى تتورَّم قدماه، وعندما سُئل عن ذلك، رغم أنه مغفور له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر، أجاب صلى الله عليه وسلم؛ كما جاء في حديث عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنه قال: ((قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى تورَّمت قدماه، فقيل له: غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفَلَا أكون عبدًا شكورًا))؛ [البخاري]، وهذا يدلنا على أن الشكر ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو عمل يتجسَّد في العبادة والطاعة، ونفهم أيضًا من هذه الآية أن العبادات مثل الصلاة لا تُقام لأداء ما قد فرض الله علينا، بل لمجرد إظهار الشكر لله سبحانه وتعالى على نِعَمِهِ غير المعدودة. الشكر بالأعمال الصالحة والطاعات: إن الشكر يكون بالعمل الصالح والطاعة لله عز وجل، ليس فقط بما يفكر الإنسان في نفسه، بعد أن ذَكَرَ اللهُ تعالى نعمه على آل داود، أمرهم أن يعملوا شكرًا لفضله: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا... اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ [سبأ: 10 - 13]. عدم كفر النعم بحفظها واستخدامها: من مظاهر الشكر لله تعالى أن نتذكر نعمه علينا في كل لحظة، وأن نستخدم هذه النعم فيما يكون له أثر في حياتنا وحياة الآخرين، يذكر القرآن قصة لقمان عليه السلام إذ آتاه الله الحكمة التي تُعَدُّ نعمة عظيمة: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾ [لقمان: 12]، فسَّر الإمام الرازيُّ الحكمةَ في تفسيره أنها "عبارة عن توفيق العمل بالعلم، فكل من أُوتِيَ توفيق العمل بالعلم فقد أُوتِيَ الحكمة"، فالإنسان العاقل يدرك أن شكره شكر لنفسه، وأن كل ما يمتلكه هو من فضل الله، وأن الله إذا شاء نزع هذه النعمة في لحظة، وكذلك كان إبراهيم عليه السلام ﴿شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ﴾ [النحل: 121]. 2- الشكر للناس:فنعلم أن من شَكَرَ الله تعالى، شَكَرَ الناس على إحسانهم. • نرى فيما أمر الله تعالى في قصة لقمان عليه السلام أن يشكر الإنسان والديه بعد الله سبحانه؛ ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ﴾[لقمان: 14]. • وقد أمرنا الله عز وجل في كتابه الكريم بالتعامل مع الضعفاء والمحتاجين بلُطْفٍ ورحمة؛ فقال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم في سورة الضحى بعد أن ذكر نعمه عليه: ﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ﴾[الضحى: 9، 10]، فالتعامل باللطف والرفق مع الناس هو من أعظم مظاهر الشكر. • وفي حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يشكر الله من لا يشكر الناس))؛ [أبو داود، وأحمد، والترمذي]، وهذا يشير إلى أهمية شكر الناس على ما يقدمونه لنا من معروف؛ فالمسلم يعترف بفضل الناس عليه، ويشكرهم على ذلك، لأن من طبعه عدم شكر الناس، فهو أقرب إلى عدم شكر الله، كما ورد أن معناه "أن كل من كان من طبعه وعادته كفران نعمة الناس، وترك الشكر لهم، كان من عادته كفر نعمة الله، وترك الشكر له، وقيل: إن الله لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه، إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس، ويكفر معروفهم، لاتصال أحد الأمرين بالآخر"؛ [كتاب جامع الأصول لابن الأثير، كتاب الثناء والشكر]. الدعاء لعون الله لأن نشكره: أيها الإخوة، إن الشكر من أعظم العبادات؛ ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بعد صلاته قائلًا: ((اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك))، وعلينا أن نتعلم من هذا الدعاء؛ لأن الشكر يحتاج إلى عون من الله، فنسأل الله أن يُعيننا على شكره في كل حال. ختام الخطبة: وفي ختام هذه الخطبة، أذكِّركم بأن الله سبحانه وتعالى لا يُعذِّب من يشكر ويؤمن؛ فقال في كتابه الكريم: ﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ﴾ [النساء: 147]، ونسأل الله أن يجعلنا من الشاكرين الذاكرين، وأن يحشرنا مع النبيين والصديقين، والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا. الخطبة الثانية الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه ونعمه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.واعلموا أن الله أمركم بأمرٍ بدأ فيه بنفسه؛ فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]. اللهم صلِّ وسلم وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت وسلمت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين؛ إنك حميد مجيد. اللهم ارضَ عن الخلفاء الراشدين المهديين، الأمراء المرشدين، أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعن بقية أصحاب رسولك أجمعين. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، المسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك مجيب الدعوات، وقاضي الحاجات. اللهم أجِرْنا من النار، وأجِرْ والدينا من النار. اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، والكفر والكافرين، والنفاق والمنافقين. ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، واجعلنا للمتقين إمامًا. ربنا لا تجعل في قلوبنا غلًّا للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم. ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار. إن الله يأمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون. واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |