هذا خلق الله - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 849962 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386164 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 49 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-09-2020, 04:29 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي هذا خلق الله

هذا خلق الله


الرهواني محمد




الخطبة الأولى
الحمد لله الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى، والذي أخرج المرعى، فجعله غثاء أحوى.. نحمده ونستعِينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فاللهم صل وسلم عليه وعلى آله وصحبه.

إذا تأمل الإنسان في تركيب أعضاء جسده، وتفكر في التناسق في هذا التركيب، وكيف أن الله تعالى اختار أن يكون كل عضو من أعضاء الجسد في موقعه الذي هو فيه، وفي المحل والمكان الذي يناسبه لكي يؤدي وظيفته المرتبطة به، إذا تأمل الإنسان ذلك، فإن المؤمن وهو يستشعر قول الله تعالى: ﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الذاريات: 21]، المؤمن تضيء قلبَه تلك الآياتُ الباهرات، وتسطعُ له أنوار اليقين، فيزداد إيمانه بخالقه الذي أوجده على هذه الهيئة البديعة، وسوَّى خلقه فَعَدَّلَه بهذه الصورة الفريدة، ﴿ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [النمل: 88]، وتظهر له عظمة الخالق بأنه سبحانه على كل ما يشاء وما يريد قدير.

فهذا الإنسان معاشر العباد مِمَّ خلق؟
قال ربنا العلي القدير: ﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ﴾ [الطارق: 5 - 7] هذا الإنسان مكون مخلوق من قطرة ماء، تقلّبت وانتقلت بقدرة الله من طور إلى آخر حتى أصبحت عظاما، ثم كساها الله جل وعلا لحما، وشدها بالأعصاب، ونسجها بالعروق، وخلق الأعضاء وركبها تركيبا بديعا متناسقا، لا تحيط العقول البشرية بأسراره، ولا تدرك الأفهام الإنسانية حقيقتَه ولا جوهره، فتبارك الله رب العالمين.

وهذا ما بينه ربنا سبحانه في كتابه العظيم، الذي ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42]، حيث تتضح مراحل خلق الإنسان وتتجلى من خلال آيات القرآن، قال الله تعالى ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ [المؤمنون: 12 - 14].

وقال سبحانه: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ﴾ [الحج: 5].

فربنا سبحانه وضع لكل مرحلة من مراحل الخلق مسمىً خاصا، وعَبَّرَ بدقة عن التطورات التي تقع في تلكَ المراحلِ حسب تسلسلها الزمني، حيث فصَل بين كل مرحلة منها بحرف العطف، ﴿ ثُمَّ ﴾ [الحج: 5] التي هي حرف عطف يدل على الترتيب مع التراخي الزمني بين تلك الأطوار.

وأول تلك المراحل النطفة المُلقّحة لما تُقذف في رحم الأم.. الرحم التي هيَّأها الله تعالى وأعدها لكي يعيش فيها الجنين حتى ولادته، وهو المراد بقوله سبحانه: ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ﴾ [المؤمنون: 13].

والمراد بالقرار، هو الرحم التي تستقر فيها النطفة...

ومكِينٍ: أي متمكن، حيث وُصفت الرحم بالقرارٍ المكينٍ، لتمكنها في حفظ النطفة من الضياع والفساد، وتوفير الغذاء والبيئة الملائمة لنمو الجنين.

ثم تكون المرحلة التي يتتابع فيها خَلق الجنين، حيث تأتي مرحلة العلقة، وسبب تسميتها بهذا الإسم، لأنها تتعلق بجدار الرحم، قال ربنا: ﴿ ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى ﴾ [القيامة: 38]، ثم بعد ذلك تتطور العلقة لتصبح مضغة، وهي عبارة عن قطعة لحم وعليها آثار مضغ، وفي هذه المرحلة، تبدأ أجهزة الجنين بالظهور فيظهر الجهاز العصبي والقلب والدماغ والجهاز التنفسي والكبد والكليتين.

ثم تُتابِع المضغة طريقها فتمضي في خط ثابت من النمو لا ينحرف ولا تتوقف حركته المنتظمة، حتى تجيءَ مرحلة تشكّل العظام، ﴿ فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا ﴾ [المؤمنون: 14] ثم تُكسى العظام باللحم، ﴿ فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ﴾ [المؤمنون: 14].

وتتميز هذه المرحلة بانتشار العضلات حول العظام وإحاطتها بها، وتبدأ الصورة الآدمية بالاعتدال إذا تمت مرحلة كساء العظام باللحم، فترتبط أجزاء الجسم ببعضها وتكون أكثرَ تناسقًا، ويتحدد جنس الجنين بصفة نهائية، وتصبح الأعضاء والأجهزة مهيأة للقيام بوظائفها.

ثم تأتي مرحلة النشأة الآخرة: ﴿ ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ﴾ [المؤمنون: 14]، هو جنين الإنسان ذو الخصائص المتميِّزة.. فجنينُ الإنسان يُشبِه جنين الحيوان في أطواره الجسدية، ولكنَّ جنينَ الإنسان يُنشئه الله خلقا آخر، ويُحوله إلى تلك الخليقة المتميِّزة المستعدة للارتقاء، ويبقى جنينُ الحيوان في مرتبة الحيوان، مجرَّدا من خصائص الارتقاء والكمال التي يمتاز بها جنين الإنسان.

وحين يكتمل خَلق الجنين، ويتهيأ للخروج، حيث يبدأ طور المخاض، وذلك بعد مرور تسعة أشهر قمرية، ويمثل هذا الطور مرحلة التخلي عن الجنين ودفعه خارج الجسم كما عبَّر عن ذلك ربنا سبحانه في قوله: ﴿ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ﴾ [عبس: 20]، أي: سَهَّل للجنين طريقًا لتيسير ولادته يخرج منه. ومن الممكن أن يخرج الجنين في الشهر السابع أو الثامن، ولكنّ المدةَ المناسبةَ والمحدَّدة، هي تسعة أشهر.. يخرج بعدها الجنين طفلا متكاملا مستعدا للتلائم مع عالم لم يألفه من قبل، قال ربنا سبحانه: ﴿ ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ﴾ [الحج: 5].

فسبحان من خلق الإنسان فأحسن خلْقه وتدبيره، خلقه بشكل ميَّزه عن باقي المخلوقات بالعقل والتفكر: ﴿ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ [المؤمنون: 14].


الخطبة الثانية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

قبل الولادة، كان جسم الأم يتكفل للجنين بكل الاحتياجات الجسمية والفسيولوجية من تغذية وتنفس، وغير ذلك، أما بعد الولادة، فإن الوليد، لا بد أن يقوم بالاعتماد على نفسه في إشباع حاجاته، حيث يبدأ في تناول الغذاء عن طريق الفم بعد أن كان يعتمد في التغذية عن طريق المَشِيمَةِ والحبل السري.

وهنا تأتي مرحلة الرضاعة، وأقول هنا: الرضاعة الطبيعية وليست الرضاعة الصناعية (الرضاعة من الزجاجة).

ولأهميةِ هذه الرضاعة الطبيعية، فالله سبحانه وتعالى حث الأمهاتِ على إرضاع أطفالهن الصغار مما وهبهن الله من الحليب في أثدائهن، قال سبحانه: ﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ ﴾ [البقرة: 233]، ثم أضاف سبحانه: ﴿ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ﴾ [البقرة: 233].

فالرضاعة هي احدى أعظم لحظات التواصل بين الأم والرضيع، بحيث تكمن فائدتها في كونها تُولِّد علاقة حميمة بين الأم وطفلها، فهي لا تقتصر على تلقي الطفل الحنان والدفء والشعور بالحماية التي يحتاجها من الأم، بل هي تزوده بموادَّ غِذائية، لن يستطيع الحصول عليها من أي طعام أخر.

حليب الأم الذي يُعدُّ مُعجزا في تركيبه، فهو في تبدل مستمر بحسب حاجات الرضيع وحالاته، وبحسب احتمال أجهزته وأعضائه، يحتوي على عناصرَ طبيعيةٍ ضدّ الجراثيم، ويشتملُ على حمايةٍ ووقاية هائلة، تمنح الطِّفلَ مناعةً طبيعية ضدَّ كثيرٍ من الأمراض والمشاكلِ الصِّحية، مما يصعب توافر هذه الشروط في الإرضاع الصناعي، وفوق ذلك، فهو لطيف الحرارة صيفاً دافئ في الشتاء، وهو سهل الهضم فلا تتجاوز فترة هضمه الساعةَ والنصف، بينما تزيد فتره هضم حليب القوارير عن ثلاث ساعات.

ويقول العلماء الباحثون أن الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية أقل تعرضا للأمراضِ من الأطفالِ الذين يعتمدون على الرضاعةِ الصناعية، ويكتسبون مناعة ضد كل الأمراض، ويكون احتمالات بقائهم على قيد الحياة أكبر بحوالي ثلاث مرات، مقارنة بالأطفال الذين يتلقون الرضاعة من القارورات.

فالعلماء يصرحون بأنه لا يمكن تقليد حليب الأم الطبيعي الذي وهبها الله إياه مهما استخدمنا من تقنيات وأجهزة متطورة..

وهنا أستحضر قول الحق سبحانه: ﴿ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [لقمان: 11].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.63 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]