مؤهلات النصر

[ابوالوليد المسلم]

مؤهلات النصر




جيل الصحابة رضي الله عنهم جيل نعتز بتاريخهم ونفتخر ببطولاتهم، فقد تربوا في مدرسة النبوة وأسسوا جملة مؤهلات لقيادة البشر والانتصار على الأعداء، ومن تلك المؤهلات:
- تعظيمهم لأمر الله تبارك وتعالى وأمر النبي [ وسرعة تنفيذيهما والاستجابة المباشر ومن ذلك عندما أمرهم النبي [ بالخروج إلى حمراء الأسد خرجوا على ما بهم من جراح وألم تعظيما لأمر الله تبارك وتعالى.
- صدقهم رضي الله عنهم في إيمانهم وأقوالهم وأعمالهم، فقد قال تعالى في حقهم: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}.
فهاهو أنس بن النضر يوم أحد وهو يقول لسعد بن معاذ: «الجنة ورب النضر، إني أجد ريحها من دون أحد، فوجد به بضع وثمانون ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم».
- زهدهم في الدنيا ورغبتهم في الآخرة وقوة يقينهم بالآخرة، فقال عبدالله بن مسعود للتابعين: لأنتم أكثر عملا من أصحاب رسول الله [، لكنهم كانوا خيرا منكم، كانوا أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة.
- شجاعتهم النادرة واستهانتهم بالحياة الدنيا.. ومن ذلك موقف عمير بن الحمام يوم بدر يقول: بخ بخ إنها لحياة طويلة إن أنا بقيت إلى أن أكمل هذه الثمرات وألقاها من يده ثم قاتلهم حتى قتل..
وموقف البراء بن مالك لما قال: يا معشر المسلمين ألقونى عليهم - على بني حنيفة أنصار مسيلمة الكذاب بالحديقة فاحتملوه فوق التروس ورفعوها بالرمح حتى ألقوه عليهم من فوق سورها، فلم يزل يقاتلهم دون بابها حتى فتحه ودخل المسلمون الحديقة من حيطانها وأبوابها يقتلون من فيها من المرتدين من أهل اليمامة حتى خلصوا إلى مسيلمة لعنه الله.
- استهانتهم بزخارف الدنيا وزينتها الجوفاء.
ولا أدل على ذلك من موقف ربعي بن عامر ] يوم القادسية حين دخل على رستم، وقد مزق النمارق والوسائد التي وضعت له دون اهتمام بهذه الدنيا.
- حرصهم على الاجتماع والوحدة ونبذ الخلاف، قال علي بن أبي طالب ]: السنة والله سنة محمد [، والبدعة ما فارقها، والجماعة والله مجامعة أهل الحق، والفرقة مجامعة أهل الباطل وإن كثروا.
- مسارعتهم إلى التوبة والإنابة إن بدت منهم المعصية.
ومن ذلك قصة ماعز الذي أقر عند رسول الله [ على نفسه بالزنى فأمر بإقامة الحد عليه، وكذا الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك بغير عذر حتى نزلت براءتهم من السماء.
- تكافلهم فيما بينهم ومواساتهم لإخوانهم، فيكفلون اليتيم ويطعمون المسكين ويسعون على الأرملة ويتعاونون في دفع الكفارات وعتق الرقاب، وما حدث لسلمان الفارسي حتى وفى بكتابته لليهودي.
- اتهامهم أنفسهم دائما بالتقصير.. فانظروا إلى أبي الدرداء يصيبه المرض ويدخل عليه أصحابه ليعودوه ويقول: له أي شيء تشتكي؟ فيقول ذنوبي، فيقولون له: أي شيء تشتهي؟ فيقول: الجنة.
- تزكية نفوسهم بالعبادات: فلما علا الإيمان قلوبهم قاموا بتطهير النفس وتزكيتها واللسان والجوارح لينالوا الفوز والفلاح: {قد أفلح من زكاها}، وثبتوا أمام المطامع والشهوات، فصانوا أعراضهم وأدّوا أماناتهم وعفّوا عن الغلول.
- استنصارهم بالله عز وجل وطلبهم العزة ودعاؤهم لله المستمر دون انقطاع وحسن الظن بالله وتوكلهم على ربهم والإعداد القوي؛ قال تعالى: {وما النصر إلا من عند الله إن الله العزيز الحكيم}.
وثقتهم بنصر الله وقد بذلوا الأسباب كلها، قال تعالى: {وكان حقا علينا نصر المؤمنين} وقال [: «إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها» فالحمد لله رب العالمين.


اعداد: د.بسام خضر الشطي