العبادة الكاملة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         دور المسجد في بناء المجتمع الإنساني المتماسك السليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          ملامح الشخصية الحضارية في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          المثنى بن حارثة الشيباني فارس الفرسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أدب الحديث على الهاتف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          المدرسة الإسماعيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أثر صحبة العلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أحكام خطبة الجمعة وآدابها***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 94 - عددالزوار : 74452 )           »          علمني هؤلاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الحب المفقود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-03-2021, 04:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,491
الدولة : Egypt
افتراضي العبادة الكاملة

العبادة الكاملة













محمد بن عبدالرب آل نواب




لطالما خُيّل إلي أن عبادة الله الكاملة إنما تكونُ حين يتفرّغ الإنسان من مشاغل حياته، وحين يتهيأ له المكان والوقت المناسبين لأن يعبد الله كما ينبغي، فالناس كلهم عباداتهم ناقصة، فالصالحين منهم مقصّرين اضطرارًا عن أداء الواجب كما ينبغي، أو غير محترزين كما ينبغي من الوقوع في الإثم مقصرين لأن حياتهم لا تتسع للعبادات وقتًا وصفة، بل بين عمل لا ينتهي، والقيام على الأهل والولد، وصلة الناس وغيره، وغير محترزين لأنهم يصلون بعضهم فيقع بينهم الغيبة وأنواع الزور، ولأنهم يتعرضون للفتن كل وقت حين يقضون مصالحهم وحين يعملون.







فتمنّيتُ مالًا كثيرًا يفرّغني لعبادة دائمة، وصوم لا يتوقف وقيام لا ينقطع، ويدفع عني التعرض للإثم والخطايا، فالوظائف والأعمال تُذهب من يوم الإنسان ثلثه، وثلث ذهب في نوم، والباقي يذهب في الاستعداد لهما والأكل والشرب، وما بقي قليل، والمال يهب لك الوقت والخدم ليقوموا بالتفاهات وما يضيع الوقت به، ويعصمني عن الأعمال التي تهلكني وتعرّضني للفتن أو تحجب عني النوافل، فأكون قد تفرّغت للعبادة.







ففي رمضان مثلًا تجدني في نهاره بين ذكر ودعاء، وقد تفرّغت نفسي من هموم الدنيا، فإن جاع أو عطش أو مرض من يعز عليّ فعندي ما يسد حاجته ويجلب علاجه، وإن وقع أحد في نائبة فلا أترك عبادتي بل أرسل إليه من يقوم به، فلا يضطرب قلبي لذلك وينشغل عن العبادة، وإن أتى الليل فلا عمل يشغلني ولا طلب رزق يشتتني، فما ثمّة إلا قيام ودعاء، وإن أتاني سائل لم أمنع عنه لخوف فناء المال أو عجزًا، بل أُغدق عليه من جهاته الأربع.







وفي غير رمضان فأنا بين احتراز عن مواطن الفتن، مثل بعض الأسواق التي تجتمع إليها شياطين الإنس والجن، وبين اتقاءًا للكلام الذي يغضب الله، كالكذب وأغلبه لأجل مال، والغيبة والنميمة والسباب وأغلبه لحظوظ النفس والمال يدفع جل ذلك، فإن انتفت حاجتي إلى أحد فقد ذهب سبب كل ذلك، وبين تطهيرًا للقلب من مرضه ودنسه، كالحقد والحسد والمال ظاهرٌ فيه أثره.








وفي طلب العلم، فتجدني قد صرفت كل وقتي فيه، واشتريت كل الكتب التي تعينني، وذهبت للعلماء في أماكنهم، وتراني كل شهر أطوف بمكة وأسجد بالروضة، ولا أفوّتُ حجًا ولا انقطع عن معروف ما حييت، فإن سئمتْ نفسي ذهبتُ لإحدى البلدان الحسنة المنظر فاستجم بها وأنا بين أكلٍ شهيٍ ورائحة طيبة وهواء يشدني للجنة وما يقرب منها.







ثم انتبهتُ إلى هؤلاء الذين اتخذتُهم سِخريًّا كيف يعبدون الله (بشكل كامل)؟، فهم أيضًا مُكلّفون بالعبادة مثلي تمامًا، فلستُ العبد الوحيد في الدنيا، وليسوا بأقل مني، فتفرغ أحد يستلزم انشغال آخر، وتهيئة مكانٍ لأحد يستلزم تعب آخر وانشغاله عن التفرغ الكامل!.







وتأملتُ في سير من اصطفاهم الله من خلقه، واجتباهم لرسالته، وأنزل عليهم كتبه، الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، كيف قدّر عليهم العيش في الدنيا؟، فوجدتهم بين رعي غنمٍ والعمل ثماني حجج لأجل امرأة، وخياطًا ونجارًا وبنّاءًا وتاجرًا، وغير ذلك من المهن التي يفنون فيها أعمارهم ليأكلوا من عمل أيديهم، فقضاء الله القدري والشرعي لهؤلاء الصفوة هو أن يعيشوا الحياة البشرية بشكلها الكلي، كأبٍ وزوجٍ يعمل للقمة العيش، يسعى في تربية أولاده أحسن تربية، يحب زوجه وولده كأنه خُلق ليحبهم، كفرد من عشيرته يهمه ما أهمها ويدفع عنها الأذى، كأمير.. كملك.. كعبد.. كمحسود وحاسد.. كشهيد.. كمذنب تائب.. كل أنماط الحياة البشرية تجدها فيهم.







فعلمتُ حينها أن الحياة في هذه الدنيا وعبادة الله المثلى فيها لم تكن يومًا بالصفة التي تخيّلتُ أولًا، ولم يقدّر الله لبني آدم أن يعيشوا حياة الملائكة، فالملائكة قد تفرّغوا للعبادة المحضة، فهم ساجد وراكع ومسبح وذاكر، لا يفترون عن عبادته ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، أما بني آدم فقد خُلقوا في جسدٍ له حاجيات وشهوات، ونفسٍ لها آمال ورغبات، وأمكنة بها شرور وخير، وكُلّفوا بأن يتقوا المعاصي ما استطاعوا، وأن يعملوا الطاعات قدر جهدهم.







وهذه الطاعات مقصدها عبادة الله وحده، لتتعلق به القلوب دون سواه، وتدعوه رغبة ورهبة، وأي سبب موصل لهذه الغاية فهو عبادة كذلك، فالإنسان قدّر الله عليه أنه لا يستطيع أن يتعبّد إلا إذا أكل وشرب ونام، فإن فعل ذلك لله كان في عبادة، ليس لذاتها ولكن لما تُوصل إليه، والأكل والشرب يحتاج لمن يزرعه ويحصده ويعجنه ويقوم عليه، أو يحتاج لكدٍ تخرج منه المال لشراء احتياجاتك لتتقوى لعبادة الله، فيكون عملك حينئذٍ عبادة إن حسنت النية، بل فعلك لهذه العبادة خير من أن تذهب تعبد الله وأنت فقير تمد يدك إلى من ينفق عليك، فتسأل الناس لقمة ولقمتين، وتقوم وتنام على تعب غيرك، والإنسان قد رُكّبت به شهوة الفرج، لا يستطيع العمل ولا العبادة إلا إن أفرغ شهوته، وإن لم يفعل تكدّر عيشه ولم يأمن من الوقوع في الحرام، فضلًا عن حاجته لأنيس يسكن إليه ويكون بينهما حب ورحمة، وإلى ولدٍ ليعبد الله وليخلف أباه في خلافة الأرض، وهذا كله يجتمع في الزواج، فكان عبادة عظيمة، وهكذا جميع الأمور التي اعتادها الناس، ما هي إلا سبيل للعبادة في الأصل، والذريعة التي تفضي للأمر تأخذ حكمه.







هذا من جهة كون هذه الأمور وسيلة لتحقيق العبادة، ومن جهة أخرى فالإنسان لا ينقطع عن عبادة ولو كان في عمل وجهد دنيوي، فالإنسان مطلوبٌ منها استحضار عظمة الله واستحضار نقصه وعجزه، فيعبد بقلبه وجوارحه ويصرف كل عبادة إلى مستحقها، وينتزع من قلبه أي عوالق لغير الله، وما كانت هذه العوالق إلا لأنه ما قدر الله سبحانه وتعالى حق قدره، أو لأنه لم يعرف ضعفه الجبلي والمكتسب، والعبادة لا تقتصر على صلاة، بل كل لحظة تعمر فيها النفوس بذكر الله وتتفكّر في ملكوته فهي في عبادة، ولنقل مثلًا النجّار وهو في عمله يستحضر فيه أنه سيأكل وأهله من هذا العمل ويتقوى به لطاعة الله، ولولا الله لما تيسّر له العمل ولا معرفته، وكيف أنه سبحانه أخرج الشجر الأخضر من الأرض، وكيف استفادة الإنسان من ذلك في التدفئة والطبخ وصنع الأشياء، وأنه ضعيف لا يعيش إلا بأكل وشرب وحاجات لا تنقطع، ولسانه يسبّح وقلبه يتفكّر ويكون في انكسار وخضوع لله وتفكر في ملكوت الله وصنعه وبديع خلقه، فيكون في عبادة وفي طريقه لعبادة، وكذلك لو قدّر عليه أنه عمل في مكان ما وغاب عنه رقيب البشر، هل يخون الأمانة أم يراقب الله ويتقيه، أو كان في منصب وأراد أن يبطش بأحد بغير حق فهل يراقب الله ويتقه؟، ولو عمل في سوقٍ وكان محله في الطريق وأمكنه رؤية بنات المسلمين هل يغض بصره أم يمده ولا رقيب سوى الله عليه، ففي كل الأماكن فتن ينبغي عليه تعبّد الله بدفعها، (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين).







وقد الله فرض علينا أمورًا لا ينبغي تجاوزها، وترك النوافل والمكروهات حسب ما نطيق، وفصّل لكل أحد حياة فيها تحدّياته ومعاركه، فتقرر أن حياتنا باختلافها إنما كانت ليعبد أحدنا ربه بالصفة التي قدّر الله عليه العيش بها، فإن كان في الساقة عَبَدَه في الساقة، وإن كان في الحراسة عَبَدَه في الحراسة، يعيش كل لحظة يرجو الله ويخافه، يستغفر من ذنبه ويسأل الله حاجته، يرضى بما قسم الله له، يتخلّص من رذائل الدنيا ويشد وثاقه بالسماء، إن سأل سأل الله، وإذا استعان استعان بالله، ونعم المولى ونعم المصير.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.90 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]