لماذا؟ (قصة) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12495 - عددالزوار : 213492 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-02-2021, 03:44 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,873
الدولة : Egypt
افتراضي لماذا؟ (قصة)

لماذا؟ (قصة)











د. عبدالحكيم الأنيس


الحكم بن المطلب المخزومي المدني:

شخصية فذة، له نفسٌ شريفة، تتحلى بأجمل الصفات، وأروع المزايا...



وكان يجمع إلى جمال الصورة، وإشراقة الوجه، وجاذبية المنظر - كرمًا فيَّاضًا؛ جعله مقصدَ الشعراء، ومنتجَعَ الراغبين، ومطلبَ السائلين...



كان اسمُه يتردَّدُ في مدينته (المدينة المنورة) وفي مدن أخرى من مدائن الإسلام، ويرحَلُ إليه الراحلون الراغبون في العطاء، ورؤية الأجواد الكبار...



ولم يكن (الحكمُ) جميلَ الخُلقِ والصورة فحسب، بل كان جميلَ الأخلاق، واسعَ الصدر، لطيفَ المَعْشرِ.



ومن أحسن أخلاقه وأشهرها برُّه بأبيه المطلب...



ولكن المطلب كان مشغوفًا بابنه الآخر (الحارث)، وإن لم يكن بمنزلة (الحكم) في البرور والحبور...



ولم يكن هذا يؤذي (الحكم) ما دام لأبيه فيه هوًى، وله فيه سرور.

♦ ♦ ♦







مرتِ الأيامُ وقلب (الحكم) لم يخفق لأحدٍ، ولم يَحِنَّ إلى شيء، ولم يشعر بما يشعر به آخرون من مشاعرَ تجعلُ ضوءَ الشمس على جدارِ بيتٍ ما أجملَ منه على جدرانِ بيوتٍ أخرى...



إلى أن رأى ذاتَ يومٍ جاريةً بارعةَ الجمال، خرجتْ تسعى في شأنٍ ما، ولعلها كانت تريد قضاءَ حاجةٍ لسيِّدها أو سيدتها...



ولأول مرة أحَسَّ (الحكم) أن بين جنبَيْه قلبًا غير القلب الذي يضخ دمًا... قلبًا بدأ يضخ حبًّا...



ولأول مرة أحسَّ بسحر العينين الساحرتين، وسهم النظرتَيْنِ النَّفَّاذتَيْنِ...



وعاد إلى بيته، ولكنَّ قلبَه لم يَعُدْ معه...إنه الحب إذًا!



وذهب غلمانُه يَستعلِمُون خبرَ الجارية حتى وقعوا عليها، وعلى أهلها.



وكانت ساعةُ موافقتهم على بيعها لـ(الحكم) من أجمل الساعات، وأحبِّها إلى نفسه، على الرغم من المال الجليل الكثير الذي طلبوه.



وفي ليلة اللقاء جهَّزها أهلُها أحسنَ تجهيز، وتهيَّأ هو بأجمل الثياب، وتطيَّب بأطيب الطيب، وكان الناس ينتظرون لحظة اجتماع الشمس والقمر، وكاد الزمن يتوقف استعدادًا لتلك اللحظات.




وقبل أن يدخل (الحكم) على جاريته الحسناء دفعَه برُّه إلى الدخول على أبيه المطلب ليُسلِّمَ عليه، ويَأنَس بدعواته له بدوام السعادة، وطيب العيش... وليته لم يفعل...



دخل (الحكم) على أبيه، وكان هناك أخوه الحارث، فقال أبوه: إنَّ لي إليك حاجةً.



فقال (الحكم):

يا أبة، إنما أنا عبدُك، فمُرني بما تشاءُ، واطلب ما تحبُّ.



فقال:

حاجتي أن تهبَ هذه الجاريةَ الحسناءَ إلى أخيك الحارث، وأن تخلَعَ عليه ثيابَك النفيسة هذه، وتطيبَه من طِيبك، وتَدَعَه حتى يدخُلَ على هذه الجارية، فإني لا أشك أن نفسه تاقتْ إليها!



صُعِقَ الحارث، وعاتب أباه، وغضب، فما كان لتُحدِّثه نفسُه بهذا، وما كان ليُنغِّصَ على أخيه فرحتَه، ولا لِيُفسِدَ عليه حياته، ولا ليَسلبَه سعادته، ولا ليحُول بينه وبين أمنيته التي انتظرها حتى أصبحتْ قريبة منه قرب الوريد... وقال: والله - أراد أن يحلف أنه لن يقبل - فبادر (الحَكَمُ) وسبقه، وقال: لا يا أخي، الجارية حرةٌ إن لم تفعل ما أمرك أبي، فإن قرةَ عينَيْه أسرُّ إليَّ من هذه الجارية - يقول هذا على ما في قلبه من حبٍّ متأجج.



ونزع ثيابَه تلك، وقدَّمها لأخيه، وكان ينزع قلبَه معها، وطيَّبَه من طيبه، وخلاَّه، فذهب إليها، وخرج، ولكنَّ قدَمَيْه لم تكونا تحملانه!



ولعلَّه ركب فرسه، وانطلق إلى سفح جبل أُحُد، وجلس هناك يسامر البدرَ البعيد الذي حرَمَه البرُّ من مسامرة أخيهِ البدرِ القريبِ...



أما الجارية الحسناء المسكينة التي فُجِعتْ بفارس أحلامها الرجل الجليل، الجَواد النبيل، فقد انطوتْ على نفسها، وتأكدتْ أن سعادتَها لم تكنْ سوى حلم ساربٍ، وخيال هارب!



ولا بد أنَّ الحارث كان يُقدِّرُ لها وفاءَها الصامت لأخيه... ويتغاضى عن سهوها، ووجومها، وحزنها.

♦ ♦ ♦



ولم تَعُدِ المدينة تَسَعُ (الحكم) ولم تَعُدِ الدنيا تحلو له... فتخلى عن أملاكه ومماليكه، وشدَّ رِحالَه إلى ثغور الإسلام مرابطًا مجاهدًا، يُعرِّض نفسه للشهادة حتى مات بمدينة مَنْبِج في الشام في سنة 125 للهجرة تقريبًا.



ولم يكن دينُه يسمح له أن يرسل ولا كلمةَ وداع إلى المرأة الوحيدة التي أحبَّها؛ لأنها الآن في عصمة شقيقه!



ولكن لعله وهو على فراش الموت في مغتربه البعيد كان يَذكُرُ تلك الليلةَ التي فجَعَه والدُه فيها بحبِّه وقلبه!



ولعله مات وهو يقول في سرِّه:

يا أبتِ الحبيب، لقد قتلتني!



أبي الحبيب: لماذا؟[1]




[1] أصل الخبر في كتاب "نسب قريش"، وغيره.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.76 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]