|
|
من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
ذات المآرب (قصة)
ذات المآرب (قصة) محمد صادق عبدالعال يومًا كنت رِدفًا لجدي على دابته الأصيلة، متَّجهين إلى الحقل، وعصا الخَيزُران العتيقةُ ذات الرسوم الجميلة للعصور العديدة بيَمينه؛ ما إن ترى الدابَّة ظلَّها على الأرض فتحذو حَذْو مُراده؛ يُحيِّي بها البعض، ويَرفعها لكل ذي قدر، ويلوح بها لكل ذي غدر. سألتُه من باب التسلية والتسرية لمّا أشرَق وجه الشمس: جدي، كيف تُساق الأمم وتَنساق؟ تغيَّر، ولم يَرد، حتى تمنيتُ لو لم أسأله، لكن داعي التطفُّل جعلني أكرر سؤالي؛ فمعلومٌ عنه الفصاحة والوُلوع بالاطلاع، فضلاً عن كونه حاملاً لكتاب الله: كيف تُساق الأمم وتنساق؟ • نكَز الدابة الأصيلة نكزةً شديدة بعصاه ذات المآرب فأسرَعَت، وددتُ لو لم أستَنفِره؛ مخافة السقوط. ولم لم تقل القُرى؟! ابتسمتُ ولم ير حينها ثَغري: • فلتكُن القرى! هبَّ ملوحًا بالعصا صوب السماء، ورسومُها الذهبية تسطع في عيني؛ فمرةً تتعامد على رأس (رمسيس الثاني)، فأخفض رأسي، فإذا (بفاتح مصر) يركب جَوداه، فيَزداد السطوع مِن وهج السروج، فما زلتُ أتوارى منها ومن رسومها حتى انتهيتُ إلى ظل جدي وهو يقول: • "حقلنا الوحيدُ يا ولدي الذي ما زال يَزرع القمح في زمن التُّفاح". ثم نكز الدابة الأصيلة من جديد، فجَدَّت في السَّير حتى انطلقَت (كخيل الطراد)، أمسكتُ بمجامع ثيابه وأنا أستغيث: • سنَهوي! سنَهوي! استيقظتُ، لا أدري إن كنا قد نجَونا أم بُلينا بالسقوط؛ وقعَت عيني على عصاه التي تَعلو (دولاب) حجرتي، وقد غطَّى الترابُ رُسومَها الجميلة؛ اقتنيتُها، وشَرَعتُ في محو ما ران عليها، وأنا أفكر لها في مآربَ أخرى.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |