الاستشهاد بالحديث النبوي في علم النحو - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

 
اخر عشرة مواضيع :         أخطــاء أبنـائنا كـنز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          وسائل إكساب الأطفال المفاهيم الخلقية والسلوكية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          فتن التواصل الاجتماعي.. ونعمه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 39 - عددالزوار : 1206 )           »          لن يتحد صف المسلمين.. إلا إذا اتحدت كلمتهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          للإصلاح طريق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 73 - عددالزوار : 16938 )           »          كلمات في العقيدة حوار من القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 18 )           »          الكفريات في شعر محمود درويش (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الكبائر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 2782 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-01-2021, 12:29 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,035
الدولة : Egypt
افتراضي الاستشهاد بالحديث النبوي في علم النحو

الاستشهاد بالحديث النبوي في علم النحو

د. سعد الدين إبراهيم المصطفى


نَالَ مَوضُوعُ الاستِشهادِ بِالحدِيثِ الشريفِ اهتِمامَاً كبِيراً مِن الباحثينَ المعاصِرِينَ، وأُفرِدَتْ لَهُ بُحوثٌ ومَقالاتٌ علَى نحوٍ يَجعلُنا فِي غَيرِ حَاجةٍ إلَى التَّكرارِ أو تَلخيصِ ما قِيلَ فِي هذا الموضُوعِ، وما يَهُمُّنا هنا بِصورة أساسيَّةٍ هو أنَّ الحديثَ يأتِي فِي المرتبةِ الثانيةِ بعدَ القُرآنِ في الاحتِجاجِ بِهِ.

وكانَ الحديثُ النَّبويُّ الشَّريفُ مَصدراً مِن مَصادِرِ النُّحاةِ يَتَفيؤُونَ ظِلالَهُ، ويَبحثُونَ في ثنايا سُطورِهِ وكلماتِهِ، ويَتناولُونَ القَواعِدَ النَّحويَّة لِدراسة ما فِيهِ، لأنَّ الحديثَ النَّبويَّ الشَّريفَ مادَّةٌ خِصبةٌ ونبعٌ فيَّاضٌ ومَيدانٌ واسِعٌ بِكرٌ فِي الدِّراساتِ النَّحويَّةِ.

ويُعدُّ الحديثُ النبويُّ الشريفُ المصدرَ الثانِي مِن مصادرِ التشريعِ، وقد نَهَضَتْ دِراساتٌ كَثيرةٌ تَتناوَلُ الجوانِبَ الفِقهيَّةَ والشَّرعِيَّةَ فيهِ. أمَّا الدِّراساتُ النَّحويَّةُ فقد كانَتْ قَليلةً قِياساً بِالدِراساتِ النَّحويَّةِ فِي القُرآنِ الكَريمِ، لكِنَّ ذلِكَ لم يُقلِّلْ مِن قِيمةِ النَّصِّ الحدِيثيِّ فِي الدِّراسةِ والقَواعِدِ النَّحويَّةِ أبداً.

وحَظِيَ الحديثُ النَّبويُّ الشريفُ بالدراسةِ والبَحثِ، فمِن الجُهودِ النحويَّةِ فِي إعرابِ الحدِيثِ الشَّريفِ ما قدَّمَهُ العُكبُريُّ (ت 616 هـ) في كتابِهِ: "إعراب الحديث النبوي" فقد تناولَ "جامع المسانيد" للحافظ أبي الفرج بن الجوزي (ت 597 هـ).

وهنا نَقُولُ إنَّ لُغةَ الحَديثِ النَّبويِّ سواءٌ نُقِلَ بِاللفظِ أو بِالمَعنَى إنَّما يُمثِّلُ الُّلغةَ الفُصحَى، تِلكَ المَنسُوبةِ إلَى عَصرِ الاحتِجاجِ، وهِيَ الَّتي يُحكَمُ بِأنَّها أَرفَعُ مُستَوى وَصَلَتْ إلَيهِ العربيّةُ وأكثرُها تَصرُّفاً، وأَعظمُها قُدرةً، وأوسعُها إحاطةً، وأعمقُها دِقَّة، وأهدَاها علَى نَهجِ التَّعبيرِ سَبِيلاً، حَسبُها أنَّها وَسِعَتْ كَلامَ اللهِ تَعالَى، وكَلامَ رَسُولِهِ الكَريمِ، وما دارَ حولَهُما مِن بُحُوثٍ ودِراساتٍ وما صَحِبَ ذلِكَ من آراءٍ أَغَنَتِ الُّلغةَ وقواعِدَها، ونبَّهتِ الدَّارِسِينَ، وفَتَحَتْ أمامَهُم مَجالاتٍ خِصبةً فِي الدَّرسِ القَديمِ والمُعاصِرِ.

ونُؤكِّدُ أنَّ هذِهِ اللغةَ الفُصحَى الَّتِي بَنَى العَربُ قواعِدَهُم علَيها إنَّما كانَتْ تُمثِّلُ لُغةَ الثَّقافةِ والعِلمِ بِمُختَلَفِ أنواعِهِ والأدبِ شِعرِهِ ونَثرِهِ.

وأمَّا العُلمَاءُ المُعاصِرُونَ فقد دافَعُوا عَن مَوقِفِهِم مِن الاستِشهادِ بِالحَديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ وعدُّوه مادَّة خِصبةً لِلدِّراساتِ اللُّغويَّةِ والنَّحويَّةِ، ومِنْ هؤلاءِ الشيخ محمد الخضر حسين في كتابِهِ "دراسات في العربية وتاريخها"، وكذلك فعل الأستاذ سعيد الأفغاني (ت 1417 هـ) في "أصول النحو"، ود. مهدي المخزومي في كتابه "مدرسة الكوفة" الَّذِي رَأَى فيهِ أنَّ النُّحاةَ الِّذينَ لم يحتَجُّوا بالحديثِ الشريفِ ضَيَّعُوا قِسماً كبيراً مِن مصادرِ لُغةِ العربِ. وقد ناقش طه الراوي في كتابه "نظرات في اللغة والنحو" آراءَ المانعينَ من الاحتِجاجِ بالحديثِ الشريفِ، وفنَّدَ حُجَجَهُم، وفعل فِعلَهُ أحمد كحيل في رسالته "النحو في الأندلس" حيث تحدَّثَ عن اهتمامِ الأندلسيينَ أيضاً بالحديثِ الشريفِ والاستشهادِ بِهِ.

وكانَ المحدِّثونَ علَى صِلةٍ وثيقةٍ بعلمِ النحو واللغةِ، فالحديثُ النبويُّ رُوِيَ بهذهِ اللغةِ، وللُّغةِ قَواعِدُ وضَوابِطُ بيَّنَها النُّحاةُ، ولَيسَتِ الرِّوايةُ في الحديثِ أمراً سهلاً، فقد كانَ الصحابةُ رضوان الله عليهم والَّذينَ رَوَوا عنهُم يَتشدَّدونَ في روايةِ الحديثِ، فلا يقولُ القائِلُ منهم: قالَ رسول الله صلَّى اللهُ علَيهِ وسَلَّمَ إلا وهُوَ عالِمٌ مُتيِّقنٌ ممَّا يَروي، لأنَّه يُدركُ تماماً ما معنى هذِهِ الكلماتِ، فقد قال النبي، عليه الصلاة والسلام: (مَنْ كَذَبَ عليَّ مُتعمِّداً فَلْيَتبوَّأْ مَقعَدَهُ مِن النَّارِ)[1].


وعِلمُ النَّحوِ علمٌ مُتمِّمٌ وضَرُوريٌّ وهامٌّ، وهو علَى درجةٍ عظيمةٍ لدارسِي الحديثِ ورواتِهِ، فقد رُوِيَ عن شُعبةَ ابنِ الحجَّاجِ (ت 160هـ) وهو أَحَدُ علماءِ الحديثِ ونقَّادِهِ قولُهُ: "مَنْ طَلَبَ الحَديثَ، ولم يُبصَّرِ العربيَّةَ، فَمَثَلُهُ مَثَلُ رَجُلٍ علَيهِ بُرنسٌ، ليسَ لهُ رأسٌ"[2].

ونَجِدُ كَلاماً مُشابِهاً لهذا المَعنَى عِندَ حماد بن سَلَمةَ (ت 167 هـ): "مَثَلُ الَّذِي يَطلُبُ الحدِيثَ ولا يَعرِفُ النَّحوَ مَثَلُ الحِمارِ علَيهِ مِخلاةٌ لا شَعيرَ فيها"[3].

ومَنْ يَطَّلعُ علَى كُتُبِ تراجمِ المحدِّثينَ والنُّحاةِ يجدُ مدى التَّرابُطِ الوثيقِ والقرابةِ والتلاؤمِ بينَ عِلمَي الحديثِ والنَّحو، والفائِدةِ المتبادلة بينَهُما، فكم انتقلَ العلماءُ بينَ حلقاتِ الحديث والنحو، فقصة سيبويه (ت180هـ) إمامِ النُّحاةِ معروفة، فقد تَتَلمَذَ علَى حمادِ بنِ سَلَمةَ شيخِهِ في الحديثِ.

وهكذا سارَ الاحتِجاجُ بِنصِّ الحَديثِ فِي القُرونِ الأولَى سَيراً بَطيئاً، ولكنَّهُ لم يَكُنْ كثيراً، بل بَقِيَ حتَّى القَرنِ السَّادِسِ في المشرِقِ كما كانَ في القُرُونِ الأولَى، إلا أنَّ نُحاةَ الأندلسِ كانُوا أوَّلَ مَنِ احتَجَّ بِالحديثِ، وكانَ ابنُ مالِك (ت672هـ) أكثرَ هؤلاءِ حَمَاسَةً، إذْ جَعَلَ مِن ظَواهِرِ الحَديثِ النَّبويِّ الُّلغويَّةِ مادَّةً يَتَعقَّبُ بِها القُدماءَ، ويَتَّهِمُهُم بِقِلَّةِ الاستِقراءِ، والجَدِيدُ فِي هذِهِ المَرحلةِ أنَّ النُّحاةَ أَخَذُوا نَصَّهم الحَديثيِّ الأدبِيِّ مِن كُتبِ الصِّحاحِ.


[1] صحيح مسلم: مسلم أبو الحسين بن الحجاج النيسابوري (ت216)، تحقيق: فؤاد عبدالباقي، دار الحديث، القاهرة، 1991م، ص 10.

[2] مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث: ابن الصلاح عثمان بن عبدالرحمن (ت643)، نشره محمد راغب الطباخ، المطبعة العلمية، حلب، 1993م، ص 165.


[3] تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي: السيوطي، جلال الدين عبدالرحمن (ت911)، تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف، المكتبة العلمية، 1959م، ص 317.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.80 كيلو بايت... تم توفير 1.60 كيلو بايت...بمعدل (3.00%)]