تجديد أم تخريب؟! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         هذا أسعد يوم في حياتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          فضل الوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          التكبير: فضله - مواطنه - حكمه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          يا أهل المساجد خذوا زينتكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          كيف يحقق المؤمن عبودية الافتقار إلى الله تعالى؟ (9) (عز القناعة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          دوام العلاقة مع الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          خطبة عيد الفطر 1445هـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          نعمة الأمن والأمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          التجمل والتزين للصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          عناية الإسلام بكبار السن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-02-2024, 02:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,871
الدولة : Egypt
افتراضي تجديد أم تخريب؟!

تجديد أم تخريب؟! (1)



كتبه/ مصطفى حلمي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإن المضي في تصور التجديد وَفْق نمط الثقافة الغربية والفلسفة المستوردة، له دور (تخريبي)، كما يذكر الأديب الكبير "مصطفى صادق الرافعي"، مستندًا إلى حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ونصه -كما أورده-: "إن قومًا ركبوا في سفينة، فانقسموا، فصار لكل رجل منهم موضع، فنقب رجل منهم موضعه بفأس، فقالوا له: ما تصنع؟ قال: هو مكاني أصنع فيه ما شئت! فإن أخذوا على يده نجا ونجوا، وإن تركوه هلك وهلكوا" (قلتُ: هذا الحديث لم أعثر عليه بنصه، ولكن هناك حديث آخر يشبه معناه: روى الإمام ابن كثير عن الإمام أحمد بسنده قال: سمعت النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- يخطب يقول -وأومأ بأصبعيه إلى أذنيه- يقول: مثل القائم على حدود الله، والواقع فيها -أو المدهن فيها- كمثل قوم ركبوا سفينة، فأصاب بعضهم أسفلها وأوعرها وشرها، وأصاب بعضهم أعلاها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا الماء مروا على من فوقهم، فآذوهم، فقالوا: لو خرقنا في نصيبنا خرقًا فاستقينا منه ولم نؤذ من فوقنا؛ فإن تركوهم وأمرهم هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا جميعًا). انفرد بإخراجه البخاري، دون مسلم).
ثم علق الرافعي قائلًا: "فكان لهذا الحديث في نفسي كلام طويل عن هؤلاء الذين يخوضون معنا البحر ويسمون أنفسهم بـ(المجددين)، وينتحلون ضروبًا من الأوصاف كـ(حرية الفكرة)، و(الغيرة)، و(الإصلاح)، ولا يزال أحدهم ينقر موضعه من سفينة ديننا وأخلاقنا وآدابنا بفأسه، أي: بقلمه... " (وحي القلم).
ويعلل ذلك بأنه: "لا حرية هنا في عمل يفسد خشب السفينة، أو يمسه من قرب أو بعد، ما دامت ‌مُلَجِّجَة في بحرها، سائرة إلى غايتها؛ إذ كلمة (الخرق) لا تحمل في السفينة معناها الأرضي، وهناك لفظة (أصغر خرق) ليس لها إلا معنى، وهو (أوسع قبر). ففكر في أعظم فلاسفة الدنيا -مهما يكن من حريته وانطلاقه- فهو ها هنا محدود -على رغم أنفه- بحدود من الخشب والحديد، تفسيرها في لغة البحر: حدود الحياة والمصلحة، وكما أن لفظة (الخرق) يكون من معانيها في البحر: القبر، والغرق، والهلاك، فكلمة (الفلسفة) يكون من بعض معانيها في الاجتماع: الحماقة، والغفلة، والبلاهة، وكلمة (الحرية) يكون من معانيها: الجناية، والزيغ، والفساد، وعلى هذا القياس اللغوي: فالقلم في أيدي بعض الكُتَّاب من معانيه: الفأس، و(الكاتب) من معانيه: المخرب، و(الكتابة) من معانيها: الخيانة، قال لي الحديث: أَفَهِمْتَ؟" (وحي القلم).
وفي موضع آخر من كتابه يشرح دور القرآن والسنة في قيام الحضارة الإسلامية، وأثرها في حضارة العصر، فيقول: "إن ها هنا دنيا الصحراء، ستلد الدنيا المتحضرة التي من ذريتها: أوروبا وأمريكا؛ فالقرآن والحديث يعملان في حياة أهل الأرض بنور متمم لما يعمله نور الشمس والقمر. وقد كان المسلمون يغزون الدنيا بأسلحة في ظاهرها أسلحة المقاتلين، ولكنها في معانيها أسلحة الأطباء، وكانوا يحملون الكتاب والسنة؛ ثم مضوا إلى سبيلهم، وبقي الكلام من بعدهم غازيًا محاربًا في العالم كله حرب تغيير وتحويل" (وحي القلم).
وقريبًا من معنى (التخريب) الذي ذهب إليه الأستاذ الرافعي، نرى الاستعمار حقق أهدافه باستخدام مصطلح (التجديد)، أي: إن الغزو الثقافي أو (التغلغل الثقافي) -كما يسميه المستشرق الفرنسي هنري لاوست- هو هدف مجمع عليه من دول الاستعمار الغربية، وغرضه إضعاف قوة المقاومة الإسلامية، وبواعثه عداوة الغرب للإسلام.
وهو يقول بالحرف الواحد: "كان هناك التهديد والقائم على تواطؤ الإمبريالية الأوروبية مع المذاهب المنحلة، ضد الاتجاه السني الصحيح... ولكن الاستعمار الأوروبي لم يخطر على باله أن يحدث إحياءً للعلوم الفقهية لدى العلماء، وأن يعاد تجمع القوى المعنوية الإسلامية، وهو الذي لديه المهارة في أن يجذب إلى صفِّه أو يقضي على وحدة أية نخبة تنجح بصعوبة في أن تعيد تجمعها، وذلك بصرفها عن رسالتها الاجتماعية مقابل مزايا مادية، أو مقابل تحقيق مصالحها الخاصة... فالإمبريالية الغربية والاستعمار يرافقهما سياسة (تغلغل ثقافي)، أو بث لفكرة وطنية، أو عملية دمج الناس في مفاهيم دينية معينة. أما نمو الأفكار العلمانية ونشاط الدفاع الديني المسيحي فلم يكن لهما من هدف، سوى إضعاف قوة المقاومة الإسلامية، وتمهيد طريق الذل والهوان أمام الإسلام... " (شرائع الإسلام في منهج ابن تيمية ، لهنري لاوست).
وإن أحد النماذج الدالة على ذلك التغلغل الثقافي يتمثل في إحاطة الفلسفة الوجودية الإلحادية بهالة من الدعاية الواسعة بوسائل الإعلام.
وللحديث بقية -إن شاء الله-.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-02-2024, 01:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,871
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تجديد أم تخريب؟!

تجديد أم تخريب؟! (2)



كتبه/ مصطفى حلمي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فعندما زار سارتر مصر هو وعشيقته (سيمون دي بوفوار) قُوبلا بحفاوة بالغة، أشبه بمظاهرة في العهد الناصري، بجريدة (الأهرام). ومثال ذلك: حين كتب أحد الشيوعيين مقالًا بعنوان: "سارتر ضمير العصر!"؛ مما جعل (سارتر) نفسه يتساءل: "أنا ضمير العصر كله؟! أنا لست حتى ضمير نفسي!".
أما التبجح الفج الدال على الفجور المحض وعدم الحياء؛ فقد صدر عن المدعوة (سيمون دي بوفوار)، إذ قالت لنساء مصر بوقاحة تامة: "نحن نريد أن نحطم (قوامة) الرجل!"، ودعت إلى حياة زوجية محررة من (العقد الشرعي)، كحياتها الداعرة مع (سارتر)! (إعادة النظر في كتابات العصريين في ضوء الإسلام، لأنور الجندي).
ولا نجد ردًّا على تلك المرأة الخرقاء أفضلَ من حكم الدكتور (مراد هوفمان) المهتدي للإسلام، الذي يحمل خبرة عميقة بالمجتمع الغربي ومكانة المرأة فيه، مع دراسته العميقة للشريعة الإسلامية من مصادرها؛ قال: "نزلت الشريعة الإسلامية للعالم كله، بأجناسه المختلفة رجالًا ونساءً، فطبقًا للقرآن الكريم خُلق الرجال والنساء لنفس الغرض، اشتركوا في التكاليف التي تأهلوا لها، يتعرضون لنفس السنن الكونية، وسيحاسبون في الآخرة بنفس المقاييس... هل يمكن القول بأن مثل هذه الشريعة تعادي المرأة؟!" (الإسلام كبديل، لمراد هوفان، تعريب: عادل المعلم).
ويستطرد قائلًا: "وكنقطة بداية، يجب أن نعترف بواقع تمييز الرجل عن المرأة في العالم كله... أكدت (سيلفيا آن هيوليت) في كتابها: (الحياة الأدنى - خرافة تحرير المرأة في أمريكا) 1986: إن النساء في أمريكا ما زلن يكسبن 64% مما يكسبه الرجال، وحتى السويد بنسبة 81%) (الإسلام كبديل، لمراد هوفمان، تعريب عادل المعلم).
وفي موضع آخر يقرر: "المرأة المسلمة تمتعت بملكيتها الخاصة منذ 1400 سنة، بينما لم تحصل المرأة الأوروبية على ذلك -إن كانت قد حصلت عليه- إلا في منتصف القرن العشرين... ويعتبر الإسلام الأمومة وتربية الطفل أنبل وأكرم أدوار المرأة، وترفعها قدرتُها على حمل الحياة في بطنها لِمقام سامٍ.. أليس من الأهمية بمكان أن تأمر الشريعة بجلد مَن يقذف المحصنات الغافلات ثمانين جلدة؟".
وأما عن انحراف الحداثيين وانحدارهم إلى منزلق خطر، ونحن ندعوهم إلى قراءة نبذة عن موقف الشاعر الألماني جوتة من الإسلام، إذ كان أحد أسباب إكباره للقرآن الكريم تكمن في إحساسه بقيمته اللغوية المتميزة، فوصفه بأنه مثير للعجب والدهشة وأن أسلوب القرآن مُحكم سامٍ... وفي مواضع عديدة يبلغ قمة السمو حقًّا.. وإذا علمنا أن جوتة قرأ القرآن الكريم مترجمًا إلى اللاتينية والألمانية، فماذا كان سيقول عنه يا تُرى لو قُدّر له أن يقرأه بالعربية؟!
هذا بينما الحداثيون العرب ولغتهم عربية ويفهمونها حق الفهم يتعاملون مع النص القرآني نازعين عنه صفة القداسة، فوقعوا في جحود فاحش وانحراف مُهلك!
كذلك يتبين أن الدكتور نصر حامد أبو زيد أصابته عدوى الحداثيين الغربيين بتعامله مع النص القرآني، وقد نفى عنه صفة القداسة لخطوة من خطوات التحليل الموضوعي، وطبق عليه ما يطبق على تحليل قصيدة أو قصة أو مسرحية.
ومما سبق بيانه تفصيلًا، فإن موقفه هذا ليس من الموضوعية في شيء (خطاب القرآن الكريم عن اليهود - دراسة نصية، لعرفة عبد المقصود عامر)، بل هو تقليد حرفي للتيار الحداثي الغربي دون اعتبار لما تميز به القرآن الكريم من دلائل الإعجاز التي تبرهن أنه كلام الله.
قال الدكتور طه حسين: "إن أحد وجوه الإعجاز في القرآن هو نظمه، أي: أسلوبه في أداء المعاني التي أراد الله أن تؤدي إلى الناس. لم يؤد إليهم هذه المعاني شعرًا... ولم يؤدها إليهم نثرًا أيضًا، وإنما أداها على مذهب مقصور عليه وفي أسلوب خاص به لم يسبق إليه ولم يلحق فيه، ليس شعرًا لأنه لا يتقيد بأوزان الشعر وقوانينه... وليست نثرًا؛ لأنه لا يطلق إطلاق النثر ولا يقيد بهذه القيود التي عرفها الكُتاب في الإسلام، وإنما هو آيات متصلة لها مزاجها الخاص في الاتصال والانفصال، وفي الطول والقصر، وفيما يظهر من الائتلاف والاختلاف" (مرآة الإسلام لطه حسين).
إلى أن قال: "وقد ألفت كتب قديمة وحديثة في إعجاز القرآن، ولكنها على كثرتها لم تقل في إعجازه كل ما يمكن أن يُقال؛ لأنه أروع روعة وأبهر جمالًا من أن يستنفد فيه القول" (مرآة الإسلام لطه حسين).
وقال أيضًا في ختام عرضه لإعجاز القرآن: "ولو ذهبت أصف فنون الإعجاز في القرآن وملاءمة كل مذهب من مذاهب القول فيه لما فرغت من هذا الحديث!" (مرآة الإسلام لطه حسين).
ونعود لعرض خلاصة قول الدكتور عرفة عبد المقصود: "في ضوء تكامل التناص القرآني وتماسكه بين سورة البقرة وسورة النمل... تكتمل اللوحة التي توضح سر عداء اليهودية للإسلام؛ لأنه كشف وسائل إعلامهم وذكر عنهم كل صغيرة وكبيرة، فجاء النص مكملًا آيات البقرة، ومؤكدًا مفارقتين كلتيهما مرَّ على نفسية اليهود المحطمة التائهة:
الأولى: (‌إِنَّ ‌هَذَا ‌الْقُرْآنَ ‌يَقُصُّ ‌عَلَى ‌بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) (النمل:76).
والثانية: (‌وَإِنَّهُ ‌لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) (النمل:77)، فهو كلام رب العالمين".

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.79 كيلو بايت... تم توفير 2.17 كيلو بايت...بمعدل (3.62%)]