الفرق بين الحوار البناء و العقيم.

[أبو الشيماء]

بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاته .

من الأمور المهمه والخطيرة في الوقت الحاضر هو عدم إدراك آداب الحوار لبعض المتحاورين , ومن باب النصح لجميع اخوانى واخواتى احببت ان اوضح بعض اداب وفن الحوار على قدر اجتهادي وارجوا من الله ان اوفق في ايصال الفكرة للجميع .
في البداية ما هو تعريف الحوار؟
الحوار هو اشتراك طرفين او اكثر في مناقشة موضوع ما بقصد الوصول للحقيقة والصواب وإثبات كل من المتحاورين ما لديه من ادلة ومن اقناع للوصول الى الحقيقة باسلوب راقي بعيداً عن المهاترات التى لاتفيد.
وفى نظرى القاصر أن الحوار المجدي والبناء يتلخص بعدة امور منها: -

*

البشاشة والأبتداء بالسلام وحسن الخلق ورحابة الصدر في الحوار.

*

ان يدخل المتحاورين الحوار وفي نصب اعينهم معرفة الحقيقة والصواب وليس اتباع الهوى والانتصار للنفس او المحاباه .

*ان يكون نية الطرفين رضاء الله سبحانه وتعالى فيما يقولون ليحصل لهذا الحوار الفائدة والتوفيق من الله .
*لاتقلل من قيمة المحاور اثناء الحوار لان ذلك يغضب الطرف الآخرويشعره بعدم الاحترام والتقدير مما يفسد الحوار ويؤدي لنتائج سلبية .
*

- تصويب كلام الطرف الآخر اذا كان محقا في كلامه وهذا يعطيه شعور بالارتياح والغبطة والاحترام مما يدفعه للاستمرار في الحوار بسعادة ونشاط ويشجعه كذلك لتصويب كلام الطرف الآخر ردا بالمثل ....

*

النقاش بالمنطق وبالحجه المقنعه:

اي عدم النقاش بجهل والتكلم بدون ان تعرف عما تتكلم لان ذلك يزيد من اقتناع مناقشك انك على خطأ حتى لو كنت على حق.....
*اظهار للطرف الأخر الإحترام والتقدير والجوانب الحسنة فى موضوعه ثم ابداء الحوار حتى يقبل منك
*الاستناد الى مصدر معتمد من الطرفين...
فمثلا ان كان النقاش في الدين فيكون الاتفاق على ان المرجع هو القران والسنة ثم الأئمة و العلماء فتكون الادله والحجج والبراهين منها ، وهذه الطريقه تؤدي الى نجاح النقاش والوصول الى رأي واحد(الاتفاق)...
*الرضوخ لحكم العقل والمنطق...
فاذا تبين لاحد الطرفين ان مناقشه محق في وجهة نظره فعليه ان يعترف بذلك وليس ان يتبع التكبر ويستمر على رأيه ظنا منه انه من المذل او من المعيب الاعتراف بالحق فالاعتراف بالحق والذنب فضيلة ولا تأخدك العزة بالإثم ،وبالعكس من رضخ للحق واعترف بانه كان صاحب رأي مغلوط فهو شجاع يستحق الاحترام.
*ان يفترق الطرفان ولا يحمل كل منهما في نفسه على الآخر وهذا يدل على نجاح الحوار.
****
**وفى نظرى القاصر ان الحوار العقيم المدمر يتلخص في عدة امور منها: -
-ان يكون احد المتحاورين يدخل الحوار وهو في قرارة نفسه انه على الحق المطلق ولا يمكن التراجع عنه مهما قدم الطرف الاخر من حجج واثباتات وهذا كذلك لاينفع معه الحوار لانه معجب ومغرور برأيه وهذا من الذين يقولون ( رأيي صواب لا يحتمل الخطاء ورأي غيري خطاء لا يحتمل الصواب )
-اذا كان كل المتحاورين لديهم فكرة سيئة جدا عن الطرف الاخر وانه على باطل فيكون كل الطرفين مشحون من الآخر ويرغب فى محاورته لا ليستفيد من الحوار ويفيد بل ليشفي غليله من محاوره ويسفه اراءه وينال منه بقدر ما يستطيع وهذا الحوار من اخطر الحوارات واسوأها على الاطلاق ونتائجها مدمرة وخطيرة , لان كل المتحاورين ليس هدفهم الوصول للحقيقة في الامر المتحاور عليه وانما ليشفي كل طرف منهم غليله من الآخر وينال منه وحتى لو قدم كل الطرفين الاثباتات المقنعة لان الحوار دخله هوى النفس والشيطان وهذا يسمى حوار الطرشان .
-ان يكون احد المتحاورين في الحوار يشعرا الطرف الآخر بانه ليس نداً كفوء في الحوار معه.
-- ان لا يكون لاحد المتحاورين المام كافي بموضوع الحوار ولكن بحب المشاركة والظهور فيبدأ بالمداخلة ثم بالتنصل والتهرب واتباع الاساليب الملتوية.
-المساس المتعمد بما يعتقده أحد الأطراف ( عقيدة.. توحيد..ولاء...)وهذا من اخطر الامور التي تفشل الحوار .
-

ان لايكون هم الطرفين الحوار والفائدة فيما يقولون وانما همهم الانتصار للنفس والهوى-(إن يتبعون إلا الظن و ما تهوى الأنفس).او تشويه سمعة او الأنتصار لطرف على الاخر .

-

ان ينتهى الحوار وكل من المتحاورين يحمل على الآخر وهذا من اخطر واسواء الحوارات لما يترتب عليه من تبعات خطيرة جدا تفسد المداخلات والحوارات مستقبلاً.

-

نجد احيانا من يتمسك بمبدأ رأيي صحيح ولا يحتمل الخطأ...ولا يفهم سوى ان لم تكن معي فانت ضدي..

ويعتقد ان تمسكه برأيه من قوة الشخصية...حتى وان كان في قرارة نفسه يعرف انه خطأ...
الا انه يرفض تغييره.. ويعتقد إن فعل سيخسر شيئا كبيرا من شخصيته...فقوة الشخصية بمفهومه تعني التمسك بالرأي....
ويستمر على رأيه ظنا منه انه من المذل والمعيب الاعتراف بالحق واظهار خطأه.....ويظل في المراوغة....
*****

ولكي يتفادى المحاور هذا الموقف عليه بما يالي:

-

انت لن تستطيع ابدا ان تغير تفكير اي شخص عنيد في ما يتعلق باعتقاده المزعوم دون بينة.

- لا تتناقش مع من عهدت منهم تصلبا في الرأي و جمودا في الفكر و جدلا في النقاش و جهلا واضحا بيّنا.

-إذا اختلف احدهم مع ما تطرح من رأي او فكره, فأنت الآن في موضع النقاش و الحوار , اشرح وجهة نظرك و غادر.
يمكنك ان تشرح و تستفيض و لكن لن تكون في نفس "الموجة الفكرية" مع من لا يؤمن و لم يجرب الإيمان...
كالذي يُشبَه بالشجرة العقيمة التي لاتثمر ولا تعطينا أي خير...

بمعنى أصح انه لا طائل ترجوه منه ولا فائدة...فالأفضل الابتعاد عن الدخول في حوار مع هذا النوع من الشخصيات...
وان حصل... فالانسحاب افضل حل ،صونا للكرامة وترفعا عن الدنايا(من أرادني فاليصعد إلي..).
*********

موضوع ارتأيت ان أكتبه لاننا نعاني منه بصراحه ووصلت جذوره للاسف في منتدانا العزيز ، إلى حظر البعض و إنذار الغيروتوقيف العضو،وسحب الصلاحية من المشرفين.
والله من وراء القصد.
تحياتي للجميع..وتقبلوا مني خالص الاحترام والتقدير.......
(اضع إن شاء الله نسخة في قسم الحدث و اخبار المسلمين).
في حفظ الله.

[مصطفى المسلم]

بارك الله فيك

[ahmad12]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،،

بارك الله بك أخي الكريم وجزاك عنا كل خير ونسأل الله أن تصفو القلوب وأن يجمعنا على كلمة التوحيد وهدي سلفنا الصالح ، إن شاء الله نتعلم من أخطائنا وخصوصا أن لنا تجارب سابقة.

[hamamzajil]

بارك الله فيك أخي الكريم على إثارة هذا الموضوع
أعتقد أن ثقافة الحوار هي من أهم مايجب على الأنسان تعلمه بوصفه إجتماعي بالطبع.

وأنا يؤسفني جدا أن اجد في ملتقانا مواضيع مغلقة بسبب لغة الحوار السائدة و بالتالي فقد حرمت و غيري من الإخوة من حقه في إبداء الرأي ولو أن كل واحد يدخل الحوار من منطلق أنه لا يملك الحقيقة المطلقة وان الامر هو مجرد راي براي حتى الوصول إلى الحقيقة لكان في الامر رحابة و سعة.

فالحوار بين أفراد المجتمع الإسلامي عندما يكون وفق اجتهاداته المختلفة لابد أن نعمل بمبدأ:" نصف رأيك عند أخيك" ومبدأ المحافظة على وحدة الصف الإسلامي: نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا عليه"

أن متأكدة أننا إخترنا هذا الملتقى لاننا نعاني من ضيق الأفق في ما يخص حرية التعبير بسبب سلطة :" ما أريكم إلا ما أرى"وهذه الحرية آخذة في الإنحصار كلما إزداد الناس وعيا بقضاياهم الإسلامية..

وإخترناه منبرا إسلاميا لأن الإسلام هو مطلبنا في هذه الحياة مهما إختلفت توجهاتنا أو درجة وعينا لان كل الحلول المستوردة من هنا و هناك قد إستنفذت وقتها و لم تحقق المطلوب منها.

مهما إختلفت الآراء فإن الناس ستختار الاصلح منها طال الزمن أو قصر كما عبر عن ذلك القرآن ( فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ) الرعد آية 17

الاسلام هو الدين الوحيد الذي كفل للإنسان حرية التعبير لأن الطبيعة الإنسانية ميالة بطبعها وفطرتها إلى الحوار أو الجدال كما يطلق عليه القرآن الكريم في وصفه للإنسان {وَكَانَ الإنْسَانُ أكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا}، بل إن صفة الحوار أوالجدال لدى الإنسان في نظر الإسلام تمتد حتى إلى ما بعد الموت، إلى يوم الحساب كما يخبرنا القرآن الكريم في قوله تعالى: {يَوْمَ تأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا".

ولنأخذ مثلا من الحوار الإيجابي من التاريخ الإسلامي وقد حدث هذا الحوار في غزوة بدر حين تجمع المسلمون للقاء الكفار وكانت آبار المياه أمامهم وهنا نهض الحباب بن المنذر رضى الله عنه وسأل رسول الله : أهو منزل أنزلكه الله أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ فأجاب رسول الله بل هو الرأي والحرب والمكيدة. فقال الحباب : يا رسول الله ما هذا بمنزل وأشار على رسول الله بالوقوف بحيث تكون آبار المياه خلف المسلمين فلا يستطيع المشركون الوصول إليها، وفعلاً أخذ الرسول بهذا الرأي الصائب وكان ذلك أحد عوامل النصر في تلك المعركة .

وإذا حاولنا تحليل هذا الموقف نجد أن الحباب بن المنذر كان مسلما إيجابيا على الرغم من أنه أحد عامة المسلمين وكان أمامه من الأعذار لكي يسكت أو يعطل تفكيره فهو جندي تحت لواء رسول الله الذي يتلقى الوحي من السماء وهناك كبار الصحابة أصحاب الرأي والمشورة ولكن كل هذه الأسباب لم تمنعه من إعمال فكرة ولم تمنعه من الجهر برأيه الصائب ولكنه مع ذلك التزم الأدب الرفيع في الجهر بهذا الرأي فتساءل أولا إن كان هذا الموقف وحي من عند الله أم أنه اجتهاد بشرى فلما عرف انه اجتهاد بشرى وجد ذلك مجالا لطرح رؤيته الصائبة ولم يجد الرسول غضاضة في الأخذ برأي واحد من عامة المسلمين وهذا الموقف يعطينا انطباعا هاما عن الجو العام السائد في الجماعة المسلمة آنذاك، ذلك الجو المليء بالثقة والمحبة والإيجابية وإبداء النصيحة وتقبل النصيحة.

وإذا كانت النظم الديمقراطية الحديثة تسمح للمواطن أن يقول رأيه إذا أراد ذلك، فإن الإسلام يرتقى فوق ذلك حيث أنه يوجب على الإنسان أن يقول رأيه حتى ولو كان جنديا من عامة الناس تحت لواء رسول الله وهذا المستوى من حرية الرأي لا نجده الآن في أكثر الدول مناداة بالحرية فلا يجرؤ جندي أن يشير على القائد الأعلى للقوات المسلحة في أية دولة عصرية بتغيير الخطة العسكرية حيث لا يزال الحوار الفوقي السلطوي هو السائد حتى في أكثر الدول تقدماً.

أسال الله أن يوفقنا لما يحبه و يرضاه

[أبو الشيماء]

[quote=مصطفى المسلم;795826]بارك الله فيك[/quote
***************************
وفيك بارك الله أخي الكريم.
في حفظ الله.

[أبو الشيماء]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmad12

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،،

بارك الله بك أخي الكريم وجزاك عنا كل خير ونسأل الله أن تصفو القلوب وأن يجمعنا على كلمة التوحيد وهدي سلفنا الصالح ، إن شاء الله نتعلم من أخطائنا وخصوصا أن لنا تجارب سابقة.

******
وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته.

أهلا بالأخ أحمد 12 .
بارك الله فيك أخي الكريم،وجزاك الله خيرا على المرور و التعليق.

في حفظ الله.

[أبو الشيماء]

السلام عليكم و رحمة الله.

أخي الفاضل:حمام زاجل.
جزاك الله خيرا على التعليق و على الإضافة القيمة.

جعلها الله في ميزان حسناتك.
في حفظ الله.