الذلة أصل كل علة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 854766 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389658 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-11-2020, 10:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي الذلة أصل كل علة

الذلة أصل كل علة


محمد عبدالرحمن صادق





أترضاها لنفسك؟


كلمة الذلة من المفردات التي تعافها الفطرة السَّوية والنفس الأبية والأخلاق الحميدة.
كلمة الذلة إذا ذكرت نفرت النفوس ممن ارتضاها لنفسه أو سلك طريقها أو دافع عنها أو ارتضاها للآخرين.
كلمة الذلة تلقي في النفس معنى السلبية والإنهزامية وكل ما جاء في هذا الباب من مفردات أقل ما توصف به بأنها مفردات دونية.
ولم لا وصاحب هذه الصفة ينبطح ويتنازل ويتقهقر حتى يُضحي بأعز ما يملك من أجل سفاسف الأمور ومن أجل بريق زائف أو منصب زائل.
ولم لا وصاحب هذه الصفة يبيع نفسه في سوق النخاسة مرة بعد مرة لأسياد يتلذذون بذله لهم.
ولم لا وصاحب هذه الصفة يتغاضى عن انتهاك حريته وانكشاف سوأته وافتضاح أمره بل ربما برر ودافع عن ذلك.
ولم لا وصاحب هذه الصفة يتشتت بين أسياد شتى وشركاء متشاكسون وأراء متناقضة.
ولفداحة الذلة جعلها الله تعالى عذاباً في الدنيا والآخرة لمن يُحاد الله ورسوله.
ولفداحة الذلة لم يقبلها الله تعالى إلا إذا كانت تذللاً - خضوعاً وانقياداً ومحبة - له سبحانه أو لمن يستحقها من أصحاب الفضل وهم الوالدين والمؤمنين.
قال ابن القيم رحمه الله: " لكلِّ عبد بداية ونهاية، فمن كانت بدايته اتباع الهوى كانت نهايته الذُّل والصغار والحرمان والبلاء".
وقال أيضًا: " تجد في المتبع لهواه من ذلِّ النفس ووضاعتها ومهانتها وخستها وحقارتها ما جعله الله سبحانه فيمن عصاه... وقد جعل الله سبحانه العزَّ قرين طاعته، والذُّل قرين معصيته ".

أولاً: تعريف الذلة:
جاء في لسان العرب: الذُّل: نقيض العزِّ، وأصل هذه المادة يدلُّ على الخُضوع، والاستكانة، واللِّين.
جاء في معجم المعاني الجامع: الذلة: كآبة وسواد وجه. ذَلَّ الرَّجُلُ: ضَعُفَ، هانَ، حَقُرَ.
قال ابن عاشور رحمه الله: الذلة: خضوع في النفس، واستكانة من جراء العجز عن الدفع.
جاء في الفروق اللغوية لمؤلفه أبو هلال ابن مروان العسكري رحمه الله: " الفرق بين التذلل والذُّل: التذلل فعل الموصوف به، وهو إدخال النفس في الذلِّ، كالتحلم إدخال النفس في الحلم، والذليل المفعول به الذُّل من قبل غيره في الحقيقة، وإن كان من جهة اللفظ فاعلًا، ولهذا يمدح الرجل بأنه متذلل، ولا يمدح بأنه ذليل؛ لأن تذلـله لغيره اعترافه له والاعتراف حسن، ويقال العلماء متذللون لله تعالى، ولا يقال أذلاء له سبحانه ".

والذُّل منه المحمود ومنه المذموم:
فالمحمود منه: هو ما كان لله تعالى حباً ورغبة وانقيادا وإذعاناً، وما كان للوالدين رحمة وعرفاناً وتقديراً واحتسابً، وما كان للمؤمنين وتواضعاً وتراحماً وعطفاً وودا.
والمذموم منه: هو ما كان للخلق انكساراً وضعفاً وهواناً وتنازلاً.
جاء في " مجموع الفتاوى " لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " كل من علَّق قلبه بالمخلوقات أن ينصروه، أو يرزقوه، أو أن يهدوه؛ خضع قلبه لهم، وصار فيه من العبودية لهم بقدر ذلك، وإن كان في الظاهر أميراً متصرفاً بهم، فالعاقل ينظر إلى الحقائق لا إلى الظواهر، فالرجل إذا تعلق قلبه بامرأة ولو كانت مباحة له؛ يبقى قلبه أسيراً لها تحكم فيه وتتصرف بما تريد، وهو في الظاهر سيدها؛ لأنه زوجها، وفي الحقيقة هو أسيرها ومملوكها، تحكم فيه بحكم السيد القاهر الظالم في عبده المقهور الذي لا يستطيع الخلاص منه. فإن أسر القلب أعظم من أسر البدن، واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن، فإن من استُعبد بدنه واستُرق لا يبالي إذا كان قلبه مستريحاً من ذلك مطمئناً، وأما إذا كان القلب الذي هو الملك رقيقاً مستعبداً متيماً لغير الله؛ فهذا هو الذل والأسر المحض، والعبودية لما استعبد القلب ".

ثانياً: ذكر الذلة في القرآن الكريم: لقد وردت في القرآن الكريم العديد من الآيات التي ترسخ العبودية الحقة لله تعالى كما ترسخ في نفس المؤمن عزة وكرامة ورفعة لا يجدها إلا من انقاد لخالقة حُباً ورغبة وإذعاناً، كما وردت العديد من الآيات الأخرى التي توعدت العُصاة والمجرمين ومن والاهم وسار على دربهم بالذل والصغار في الدنيا والآخرة.

أ) الله تعالى هو العزيز ونزه نفسه سبحانه عن الذل: قال تعالى: ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً ﴾ (الإسراء 111).
قال ابن كثير رحمه الله: " ولم يكن له ولي من الذُّل أي: ليس بذليل فيحتاج أن يكون له ولي أو وزير أو مشير، بل هو تعالى شأنه خالق الأشياء وحده لا شريك له، ومقدرها ومدبرها بمشيئته وحده لا شريك له، قال مجاهد في قوله: وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ: لم يحالف أحدًا، ولا يبتغي نصر أحد، وكبره تكبيرًا أي: عظمه وأجله عما يقول الظالمون المعتدون علوًا كبيرًا ".

ب) الذل أحد طرق العذاب التي يُعذب الله تعالى بها العصاة يوم القيامة: قال تعالى: ﴿ رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ﴾ (آل عمران 192).
1- قال تعالى: ﴿ وَإِذَا جَاءتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللّهِ اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ ﴾ (الأنعام 124).
2- قال تعالى: ﴿ أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ ﴾ (التوبة 63).
3- قال تعالى: ﴿ وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ * فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ﴾(هود 38 – 39).
4- قال تعالى: ﴿ قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ * قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءكُمْ ظِهْرِيّاً إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ * وَيَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُواْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ ﴾ (هود 91 – 93).
5- قال تعالى: ﴿ قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ * ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالْسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ (النحل 26 – 27).
6- قال تعالى: ﴿ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً ﴾ (الفرقان 69).
7- قال تعالى: ﴿ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ * وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ ﴾ (الشورى 44 – 45).
8- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ ﴾ (المجادلة 20).

ج) الذل يكتبه الله تعالى في الدنيا على من يخالف أمره: قال تعالى: ﴿ ...... وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ﴾ (البقرة 61).
1- قال تعالى: ﴿ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ (البقرة 85).
2- قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ (البقرة 114).
3- قال تعالى: ﴿ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ﴾ (آل عمران 112).
4- قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ (المائدة 33).
5- قال تعالى: ﴿ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ (المائدة 41).
6- قال تعالى: ﴿ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ 12 قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴾ (الأعراف 13).
7- قال تعالى: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ ﴾ (الأعراف 117 – 119).
8- قال تعالى: ﴿ بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ * فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَأَنَّ اللّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ ﴾ (التوبة 1 – 2).
9- قال تعالى: ﴿ وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ * فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ﴾ (هود 38 – 39).
10- قال تعالى: ﴿ قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ * قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءكُمْ ظِهْرِيّاً إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ * وَيَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُواْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ ﴾ (هود 91 – 93).
11- قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ * ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾ (الحج 8 – 9).
12- قال تعالى: ﴿ ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴾ (النمل 37).
13- قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ * فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ ﴾ (فصلت 15 – 16).
14- قال تعالى: ﴿ فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ (الزمر 26).
15- قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ 39 مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ﴾ (الزمر 39 - 40).
16- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ ﴾ (المجادلة 20).
17- قال تعالى: ﴿ مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ ﴾ (الحشر 5).

د) الذل سيف يسلطه المنافقون والظالمون على رقاب أهل الحق: قال تعالى: ﴿ قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ ﴾ (يوسف 32)
قال تعالى: ﴿ يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ (المنافقون 8).

هـ) التخويف من الذل وسيلة يستخدمها من بأيديهم زمام الأمور ليسلس لهم قيادة أتباعهم: قال تعالى: ﴿ قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ﴾ (النمل 34 )
و) الذل للمؤمنين وللوالدين من المحامد التي حث عليها الله تعالى: قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ (المائدة 54).
2- قال تعالى: ﴿ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ﴾ (الإسراء 24).

ز) الله تعالى وعد الأنبياء عليهم السلام وتابعيهم بألا يكتب عليهم الذل ولا يعذبهم به: قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ (آل عمران 123 )
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-11-2020, 10:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الذلة أصل كل علة


1- قال تعالى: ﴿ فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ﴾ (يونس 98).
2- قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ﴾ (هود 66).
3- قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ (التحريم 8).
بهذه الآيات وغيرها بيَّن الله تعالى أصناف البشر الذين يستحقون الذلة والصغار والمهانة في الدنيا والآخرة ليعز من عز عن بينة ويذل من ذل عن بينة.

ثالثاً: ذكر الذلة في السنة النبوية المطهرة: من يتتبع حياة النبي صلى الله عليه وسلم ما يجده إلا عزيز النفس مُترفعاً عن كل الدنايا ومُتعالياً على سفاسف الأمور فما ارتضى صلى الله عليه وسلم لنفسه ولا لأحد من أصحابه الذلة والهوان بالرغم من الاضطهاد والعذاب والتضييق الذي وقع عليهم جميعاً.
1- عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يَنبغي للمُؤمنِ أن يُذلَّ نفسَه قالوا: وكيف يُذلُّ نفسَه؟ قال: يتعرَّضُ مِن البلاءِ لما لا يُطيقُ " (رواه الترمذي).

2- عن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال: " علَّمَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَلِماتٍ أقولُهنَّ في الوترِ: اللهمَّ اهدِني فيمن هدَيْتَ، وعافِنِي فيمن عافيْتَ، وتولَّنِي فيمن توليْتَ، وبارِكْ لي فيما أعطيْتَ، وقني شرَّ ما قضيْتَ، فإِنَّكَ تقضي ولا يُقْضَى عليْكَ، وإِنَّه لا يَذِلُّ من واليْتَ، تباركْتَ ربَّنا! وتعاليْتَ " (رواه الترمذي بإسناد حسن وقال: لا نعرفه إلا من هذا الوجه).

3- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ الفقرِ، والقلَّةِ، والذِّلَّةِ، وأعوذُ بِكَ من أن أظلِمَ، أو أُظلَمَ " (رواه أبو داود وصححه الألباني).

4- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما كرَبني أمرٌ إلَّا تمثَّل لي جبريلُ فقال يا محمَّدُ قُلْ توكَّلتُ على الحيِّ الَّذي لا يموتُ والحمدُ للهِ الَّذي لم يتَّخِذْ ولدًا ولم يكُنْ له شريكٌ في الملكِ ولم يكُنْ له وليٌّ من الذُّلِّ وكبِّرْه تكبيرًا " (رواه المنذري في الترهيب والترغيب وقال: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما).

5- عن نفيع بن الحارث الثقفي أبو بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مَن أَهانَ سلطانَ اللَّهِ في الأرضِ أَهانَهُ اللَّهُ " (رواه الترمذي وصححه الألباني).

6- عن تميم الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ليبلُغنَّ هذا الأمرُ مبلغَ اللَّيلِ والنَّهارِ، ولا يترُكُ اللَّهُ بيتَ مدرٍ ولا وبرٍ إلَّا أدخلَهُ هذا الدِّينَ بعزِّ عزيزٍ أو بذُلِّ ذليلٍ، يعزُّ بعزِّ اللَّهِ في الإسلامِ، ويذلَّ بِهِ في الكفر وَكانَ تميمٌ الدَّاريُّ رضيَ اللَّهُ عنهُ، يقولُ: قد عَرفتُ ذلِكَ في أَهْلِ بيتي لقد أصابَ مَن أسلمَ منهمُ الخيرَ والشَّرفَ والعِزَّ، ولقد أصابَ مَن كانَ كافرًا الذُّلَّ والصَّغارَ والجِزيةَ " (رواه الحاكم في المستدرك).

7- عن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أُذلَّ عنده مؤمنٌ فلم ينصرْه وهو يقدر على أن ينصرَه أذلَّه اللهُ عز وجل على رؤوسِ الخلائقِ يومَ القيامةِ " (رواه الشوكاني)

8- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: " أول من أظهر إسلامه سبعة رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد فأما رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه أبو طالب وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدراع الحديد وصهروهم في الشمس فما منهم إنسان إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلال فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأعطوه الولدان وأخذوا يطوفون به شعاب مكة وهو يقول: أحد أحد " (رواه أحمد).

9- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يلقى إبراهيمُ أباه آزرَ يومَ القيامةِ، وعلى وجه آزرَ قتَرةٌ وغبَرةٌ، فيقول له إبراهيمُ: ألم أقُلْ لك لا تعصِني، فيقول أبوه: فاليومَ لا أَعصيك، فيقول إبراهيمُ: يا ربِّ إنك وعدتَني أن لا تُخزيَني يومَ يُبعثون، فأيُّ خزيٍ أخزى من أبي الأبعدُ؟ فيقول اللهُ تعالى: إني حرَّمتُ الجنةَ على الكافرين، ثم يقال: يا إبراهيمُ، ما تحت رجلَيك؟ فينظر، فإذا هو بذِيخٍ مُتلطِّخٍ، فيؤخذُ بقوائمِه فيُلقَى في النَّارِ " (رواه البخاري).

10- عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: " قلتُ: يا رسولَ اللهِ! ألا تستعملُني؟ " قال: فضرب بيدِه على منكبي. ثم قال: " يا أبا ذرٍّ! إنك ضعيفٌ. وإنها أمانةٌ. وإنها يومَ القيامةِ، خزيٌ وندامةٌ. إلا من أخذها بحقِّها وأدَّى الذي عليهِ فيها " (رواه مسلم).

11- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " أُتيَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بسَكرانَ، فأمَرَ بضَربِهِ. فمِنَّا مَن يَضرِبُهُ بيَدِهِ ومِنَّا مَن يَضرِبُهُ بنَعلِهِ ومِنَّا مَن يَضرِبُهُ بثَوبِهِ، فلما انصرف قال رجلٌ: ما لَه أخْزاهُ اللهُ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: " لا تَكونوا عَوْنَ الشَّيطانِ علَى أخيكُم " (رواه البخاري).

12- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم السائب وهي تزفزف. فقال: "مالك؟ ". قالت الحمى أخزاها الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " مه، لا تسبيها؛ فإنها تذهب خطايا المؤمن، كما يذهب الكير خبث الحديد " (صححه الألباني). * تزفزف: ترتعد.

13- عن شقيق بن سلمة رضي الله عنه قال: " قام سهلُ بنُ حنيفٍ يومَ صفِّينَ فقال: أيها الناسُ! اتهموا أنفسكم. لقد كنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يومَ الحديبيةِ. ولو نرى قتالًاً لقاتلنا. وذلك في الصلحِ الذي كان بين رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وبين المشركين. فجاء عمرُ بنُ الخطابِ. فأتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: يا رسولَ اللهِ! ألسنا على حقٍّ وهم على باطلٍ؟ قالا (بلى) قال: أليس قتلانا في الجنةِ وقتلاهم في النارِ؟ قال (بلى) قال: ففيمَ نُعطي الدنيَّةَ في ديننا، ونرجعُ ولما يحكم اللهُ بيننا وبينهم؟ فقال (يا ابنَ الخطابِ! إني رسولُ اللهِ. ولن يُضيِّعني اللهُ أبدًا) قال: فانطلق عمرُ فلم يصبر متغيِّظًا. فأتى أبا بكرٍ فقال: يا أبا بكرٍ! ألسنا على حقٍّ وهم على باطلٍ؟ قال: بلى. قال: أليس قتلانا في الجنةِ وقتلاهم في النارِ؟ قال: بلى. قال: فعلام نُعطي الدنيَّةَ في ديننا، ونرجعُ ولما يحكمُ اللهُ بيننا وبينهم؟ فقال: يا ابنَ الخطابِ! إنَّهُ رسولُ اللهِ ولن يُضيِّعَه اللهُ أبدًا. قال: فنزل القرآنُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بالفتحِ. فأرسل إلى عمرَ فأقرأَه إياهُ. فقال: يا رسولَ اللهِ! أو فتحٌ هوَ؟ قال (نعم) فطابت نفسُه ورجع " (رواه مسلم).

14- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا ضنَّ النَّاسُ بالدِّينارِ والدِّرهمِ، وتبايَعوا بالعِينةِ، وتَبِعوا أذنابَ البقَرِ، وترَكوا الجِهادَ في سبيلِ اللهِ، أدخل اللهُ تعالى عليهِم ذُلًّا، لا يرفعُه عنهُم؛ حتَّى يُراجِعُوا دِينَهُمْ " (صححه الألباني).

15- عن الزبير بن العوام رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لَأَنْ يأخذَ أحدكم حَبْلَهُ، فيَأْتِي بحِزْمَةِ الحطبِ على ظهرِهِ فيَبيعها، فيَكُفَّ اللهُ بها وجهَهُ، خيرٌ لهُ من أن يسألَ الناسَ، أعطوهُ أو منعوهُ " (رواه البخاري).

16- عن جد عمرو بن شعيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يُحْشَرُ المُتَكَبِّرُونَ يومَ القيامةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ في صُوَرِ الرِّجَالِ يَغْشَاهُمُ الذُّلُّ من كلِّ مَكَانٍ يُساقُونَ إلى سِجْنٍ في جهنمَ يُسَمَّى: بُولَسَ تَعْلوهُمْ نارُ الأنْيارِ، يُسْقَوْنَ من عُصارَةِ أهلِ النارِ طِينَةَ الخَبالِ " (رواه الترمذي بإسناد حسن صحيح).
الذر: صِغارُ النَّمْلِ - هَباءٌ، ما يُرَى في شُعاعِ الشَّمْسِ الدَّاخِلِ مِنَ النَّافِذَةِ.
الأنْيارِ: العبودية.
الخَبَالُ : صدِيدُ أهل النار.

رابعاً: نماذج لمن ارتضوا لأنفسهم الذل ومخالفة أمر الله تعالى فأذلهم الله: إن هناك من الناس من لا يطيقون حياة العزة والكرامة فما تجدهم إلا يخوضون في وحل الذل والمهانة وهم يتلذذون بذلك فيعاملهم الله تعالى بجنس اختيارهم في الدنيا والآخرة فيعيشون عيشة ذليلة ويموتون موتة ذليلة ليتلقاهم مصير كله ذل وهوان وصغار.
إن أمثال هؤلاء الأذلاء يصنعون لأنفسهم هالات زائفة وما هم إلا مثل الأواني الفارغة التي تسمع لها جلبة وضجيجاً وهي في حقيقة الأمر هشة فارغة.
إن أمثال هؤلاء الأذلاء يصنعون أمجادهم على أشلاء ضحاياهم وأطلال أوطانهم. فهم الحصان الأسود الذي يراهن عليه أعداء كل أمة وبعد أن يقضي العدو منهم وطره يلفظهم لفظ النواة.
إن أمثال هؤلاء الأذلاء مصيرهم معروف ونهايتهم نكراء وما إن تذكر اسماؤهم إلا تبعتها اللعنات سواء في محياهم أو بعد مماتهم.
إن أمثال هؤلاء الأذلاء هم نماردة وفراعين وقوارين وهامانات كل أمة وكل جيل وكل زمان وكل مكان ينتفشون انتفاشاتهم ويشربون من نفس كأسهم ويلقون نفس مصيرهم.

1- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ترك قتلى بدرٍ ثلاثًا. ثم أتاهم فقام عليهم فناداهم فقال: " يا أبا جهلِ بنَ هشامٍ! يا أميةَ بنَ خلفٍ! يا عتبةَ بنَ ربيعةَ! يا شيبةَ بنَ ربيعةَ! أليس قد وجدتم ما وعد ربكم حقًّا؟ فإني قد وجدتُ ما وعدني ربي حقًّا ". فسمع عمرُ قول النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ. فقال: يا رسولَ اللهِ! كيف يسمعوا وأنى يجيبوا وقد جيفوا؟ قال " والذي نفسي بيدِه! ما أنتم بأسمعَ لما أقول منهم. ولكنهم لا يقدرون أن يُجيبوا " ثم أمر بهم فسُحبوا. فأُلقوا في قليبِ بدرٍ " (رواه مسلم).

2- أبو رغال وتسخيره لنفسه لخدمة أبرهة: يعد أبو رغال الخائن الاكبر الذي ذل نفسه أمام العرب جميعاً وجعل من نفسه دليلاً وعميلاً لابرهة الاشرم عندما عزم على هدم الكعبة، ولقد مر الرسول صلى الله عليه وسلم بقبره فرجمه فأصبح رجمه سُنة باقية إلى يوم الدين.

3- المعلم يعقوب يوحنا وتسخيره لنفسه لخدمة الاحتلال الفرنسي لمصر: عندما غزت الحملة الفرنسيه مصر بقياده نابليون بونابرت عام 1798. استعانت بالمعلم يعقوب يوحنا لاخضاع الصعيد ومطارده جيش مراد بك. وبالفعل أدى دوراً بارزا في خدمة الحملة الفرنسية على مصر وذلك لخبرته بطبيعة المكان وبطبيعة قادة المماليك في ذلك الوقت. ومع نهايه الحمله الفرنسيه على مصر قرر المعلم يعقوب أن يسافر إلي فرنسا وفي عرض البحر اصيب يعقوب بالحمي ومات وتقول بعض الروايات أن الفرنسيين قد قاموا بالتخلص من جثته بإلقائها في البحر.

4- نابليون بونابرت يلقن أحد الخونة درساً مريراً: يُذكر أن أحد الخونة أراد يوماً أن ينافق نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية على مصر، فنقل إليه أسراراً عسكرية عن جيش مصر، وبعد أن حقق نابليون انتصاره أساء نابليون استقبال ذلك الرجل وعامله بحدة وغلظة ثم أعطاه مبلغاً من المال، فقال له المنافق الذليل: " لا حاجة بي إلى المال، وأمنيتي هي أن أصافح الإمبراطور"، فقال له نابليون: " من يخون وطنه وينافق أعداءه على حساب شعبه له المال فقط، أما يد الإمبراطور فإنها لا تصافح إلا الأشراف المخلصين ".

5- جاء في حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني رحمه الله: عن يحيى بن يحيى قال: كنت عند سفيان بن عيينة، إذ جاء رجل؛ فقال: يا أبا محمد، أشكو إليك من فلانة ـ يعني: امرأته ـ أنا أذل الأشياء عندها، وأحقرها؛ فأطرق سفيان ملياً، ثم رفع رأسه؛ فقال: لعلك رغبت إليها لتزداد عزاً؟ فقال: نعم يا أبا محمد؛ قال: من ذهب إلى العز: ابتلي بالذل؛ ومن ذهب إلى المال: ابتلي بالفقر؛ ومن ذهب إلى الدين: يجمع الله له العز والمال مع الدين؛ ثم أنشأ يحدثه، فقال: كنا إخوة أربعة: محمد، وعمران، وإبراهيم، وأنا؛ فمحمد أكبرنا، وعمران أصغرنا، وكنت أوسطهم؛ فلما أراد محمد أن يتزوج، رغب في الحسب، فتزوج من هي أكبر منه حسباً، فابتلاه الله بالذل؛ وعمران: رغب في المال، فتزوج من هي أكثر منه مالاً، فابتلاه الله بالفقر، أخذوا ما في يديه، ولم يعطوه شيئاً؛ فبقيت في أمرهما، فقدم علينا معمر بن راشد، فشاورته، وقصصت عليه قصة إخوتي؛ فذكرني حديث يحيى بن جعدة، وحديث عائشة؛ فأما حديث يحيى بن جعدة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " تنكح المرأة على أربع على دينها وحسبها ومالها وجمالها فعليك بذات الدين تربت يداك ". وحديث عائشة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة ". فاخترت لنفسي الدين، وتخفيف الظهر: اقتداء بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فجمع الله لي العز والمال مع الدين.

إن الخائنين والظالمين والعُصاة يعيشون مُهانين أذلاء منبوذين من أقرب الناس إليهم وليس لهم أي مكانة مهما انتفشوا وانتفخت أوداجهم فهو لا يرتفعون إلا كما ترتفع الجيفة على سطح الماء. والنماذج على مر العصور أكثر من أن تُحصى وستستمر المعركة سِجال والأيام دُول إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها.

خامساً: أقوال عن الذل:
1- قال الحسن البصري رحمه الله: لقد أبى الله أن يعصيه عبد إلا أذلَّه.
وقال أيضاً: قد رأينا أقوامًا آثروا عاجلتهم على عاقبتهم فذلوا وهلكوا وافتضحوا.

2- كان الإمام أحمد رحمه الله يدعو: اللهم أعزَّنا بالطاعة، ولا تذلَّنا بالمعصية .

3- قال المناوي رحمه الله: فينبغي للإنسان أن لا يحتقر أحدًا، فربما كان المحتقر أطهر قلبًا، وأزكى عملًا، وأخلص نية، فإن احتقار عباد الله يورث الخسران، ويورث الذُّل والهوان.

4- قال الإمام ابن القيم رحمه الله: من تعاظم وتكبر ودعا الناس إلى إطرائه في المدح والتعظيم والخضوع والرجاء، وتعليق القلب به خوفًا ورجاءً والتجاءً واستعانةً، فقد تشبه بالله ونازعه في ربوبيته وإلهيته، وهو حقيق بأن يهينه غاية الهوان، ويذله غاية الذل، ويجعله تحت أقدام خلقه.

وقال أيضاً: فإن تمام العبودية هو بتكميل مقام الذل والانقياد، وأكمل الخلق عبودية: أكملهم ذلاًّ لله، وانقياداً، وطاعة، والعبد ذليل لمولاه الحق بكل وجه من وجوه الذل، فهو ذليل لعزِّه، وذليل لقهره، وذليل لربوبيته فيه وتصرفه، وذليل لإحسانه إليه، وإنعامه عليه؛ فإن مَن أحسن إليك: فقد استعبدك، وصار قلبُك معبَّداً له، وذليلاً، تعبَّدَ له لحاجته إليه على مدى الأنفاس، في جلب كل ما ينفعه، ودفع كل ما يضره.

5- قال ابن تيمية رحمه الله: من قهره هواه ذلَّ وهان، وهلك وباد.
6- قال المتنبي:

وإلا تمتْ تحتَ السيوفِ مكرَّمًا *** تمتْ وتقاسي الذُّلَ غيرَ مكرمِ .
وقال أيضًا:
مَن يهُنْ يسهلِ الهوانُ عليه *** ما لجرحٍ بميتٍ إيلامُ .

وختاماً: إن ما يدفع الذل عن العبد هو الإيمان بالله تعالى وحده والاهتداء بهدي نبيه صلى الله عليه وسلم فمن استمسك بهما لا يضل ولا يذل أبداً.
اللهم اكتب لنا عزاً بطاعتك ولا تذلنا لأحد سواك




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 96.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 93.68 كيلو بايت... تم توفير 2.35 كيلو بايت...بمعدل (2.45%)]