التأويل الصحيح لقول النبي - صلى الله عليه وسلم «دعوها فإنها منتنة» - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 32 )           »          الوقـف الإســلامي ودوره في الإصلاح والتغيير العهد الزنكي والأيوبي نموذجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أفكار للتربية السليمة للطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          لزوم جماعة المسلمين يديم الأمن والاستقرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          منهجُ السَّلَف الصالح منهجٌ مُستمرٌّ لا يتقيَّدُ بزمَانٍ ولا ينحصِرُ بمكانٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 38 - عددالزوار : 1190 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 16902 )           »          حوارات الآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 15 )           »          الخواطر (الظن الكاذب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الإنفــاق العــام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-01-2020, 12:50 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,025
الدولة : Egypt
افتراضي التأويل الصحيح لقول النبي - صلى الله عليه وسلم «دعوها فإنها منتنة»

التأويل الصحيح لقول النبي - صلى الله عليه وسلم

«دعوها فإنها منتنة»[1]


وائل حافظ خلف


بسم الله الرحمن الرحيم
لما كَسَع غلامٌ من المهاجرين غلامًا من الأنصار في غزاة بني المصطلق، واستغاث الأول: يا لَلْمهاجرين، ونادى الآخر: يا لَلأنصار، سمِع ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «مَا بَالُ دَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ»، فحكوا له ما جرى، فقال -صلى الله عليه وسلم-: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ».

والحديث مخرج في "الصحيحين" وغيرهما من رواية جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -.
وإن كثيرًا من الشراح ليذهبون إلى أن المراد بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ» هُتافُ الغلامين: يا لَلْمهاجرين، و: يا لَلأنصار.

لكنّ روايةً في "مسند الإمام أحمد" ترجح غير ذلك، وتبين أن المراد بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ»: الكسعةُ[2].

وإنْ خطَّأ بعض الشارحين من رجَّح هذا، فالدليل حكمٌ وأي حكم.

قال الإمام أحمد (3/385): حدثنا سُرَيْج بن النعمان، حدثنا سعيد - يعني: ابنَ زيد -، عن عمرو بن دينار، حدثني جابر بن عبد الله، قال: كسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال الأنصاري: يا لَلأنصار، وقال المهاجري: يا لَلمهاجرين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَلَا مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ؟ دَعُوا الْكَسْعَةَ؛ فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ».

ولا بأس بإسناد ذا الخبر؛ لكلام في سعيدٍ يؤثر، وقد وثقه ابن معين في رواية الدوري، وغيرُه.

ويؤيد ما قلنا روايةُ ابن جُرَيْج، قال: أخبرني عمرُو بن دينار، أنه سمع جابرًا - رضي الله عنه - يقول: غزونا مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد ثابَ معه ناسٌ من المهاجرين حتى كَثُروا، وكان من المهاجرين رجلٌ لَعَّابٌ، فكسع أنصاريًّا، فغضب الأنصاري غضبًا شديدًا حتى تَدَاعَوْا، وقال الأنصاري: يا لَلأنصار، وقال المهاجري: يا لَلمهاجرين، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «مَا بَالُ دَعْوَى أَهْلِ الجَاهِلِيَّةِ؟»، ثم قال: «مَا شَأْنُهُمْ»، فأُخبر بكسعة المهاجريِّ الأنصاريَّ، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «دَعُوهَا؛ فَإِنَّهَا خَبِيثَةٌ»...

فهذا كالصريح. ورواية ابن جريج هذه عند البخاري (3518)، قال: حدثنا محمد (هو ابن سلام)، أخبرنا مَخْلَد بنُ يزيدَ، أخبرنا ابن جريج بها.

ونحوها رواية سفيان بن عيينة عن عمرٍو. وهي لدى البخاري (4905، 4907)، ومسلم (2584/63)، والترمذي (3315).

وأصرح من هذا في المراد رواية أيوبَ عن عمرٍو، وفيها:
كسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فسأله القَوَد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «دَعُوهَا؛ فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ». خرّجها مسلمٌ.

فأفادت هذه الرواية أن النبي قد ذكر نتن الكسعة إذ طُلب القوَد فيها، وهذا فيصل قاض بأنها المرادة بذاك الوصف في هذا الموضع لا دعوى الجاهلية.

وإنما استفهم النبي عن استغاثة الرجلين أهي دعوى جاهلية؟! فلما انجلى له الأمر وأنه لا فتنة، وامَّحَى ما كان قد خشي منه -صلى الله عليه وسلم- ومن أجله سأل؛ قال عندئذ: «لا بَأْسَ».

فعند مسلم (62 /2584) من رواية أبي الزبير عن جابر قال:
اقتتل غلامان: غلام من المهاجرين، وغلام من الأنصار، فنادى المهاجر أو المهاجرون: يا للمهاجرين، ونادى الأنصاري: يا للأنصار، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «مَا هَذَا؟ دَعْوَى أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ؟»، قالوا: لا يا رسول الله، إلا أن غلامين اقتتلا، فكسع أحدهما الآخر، قال: «فَلَا بَأْسَ، وَلْيَنْصُرِ الرَّجُلُ أَخَاهُ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا: إِنْ كَانَ ظَالِمًا فَلْيَنْهَهُ، فَإِنَّهُ لَهُ نَصْرٌ، وَإِنْ كَانَ مَظْلُومًا فَلْيَنْصُرْهُ».

ولعلنا بهذا نكون قد دَلَّلنا على ما إليه ذهبنا. ومن الله التوفيق.


[1] هذه المقالة مستلة من الحلقة السابعة من "الروضة الوائلية"، المنشورة بتاريخ 15 /11 /2013.

[2] قال الإمام الجوهري - رحمه الله - في "الصحاح": (( الكَسْع: أن تضرب دبر الإنسان بيدك أو بصدر قدمك )).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.67 كيلو بايت... تم توفير 1.77 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]