ناشئة الليل - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الاكتفاء بسماع أذكار الصباح والمساء عند قولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الفرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          قراءة القرآن بصوت مرتفع في المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الفرصة الأخيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          ترزقوا وتنصروا وتجبروا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          على أبواب العشر الأواخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          رمضان شهر الإقبال على مجالس العلم والعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          التغيير الشامل في رمضان .. هل هو ممكن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تاريخ غزوة بدر .. الميلاد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 07-12-2019, 06:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي ناشئة الليل

ناشئة الليل
محمد بن عبد الله


ما شيء أجده في قلبي ألذُّ عندي من قيام الليل" ما كان للإمام التابعي الجليل ثابت البناني - رحمه الله تعالى- أن يقول هذا إلا بعدما زكت نفسه، وصلح قلبه، وطابت حياته، بعدما تعرض لنفحات الله في أسحار الليالي، وذاق لذة مناجاته في الأوقات الخوالي، فسبحان من تفضل على عباده بهذا النعيم قبل لقائه، وبصرهم بطريق السعادة، ورزقهم لذة هذه العبادة، فهم بليلهم ألذ من أهل اللهو بلهوهم ولولا الليل ما أحبوا البقاء بالدنيا.
قومٌ إذا جـن الظلامُ علــيهم *** باتوا هنالك ســـجّداً وقيـاماً
خمصُ البطونِ من التعفف ضـمَّراً *** لا يـعرفون سوى الحلال طعاماً
فنعمة قيام المسلم بالليل، هي من توفيق الله له، وإعانته على طاعته، والتقرب إليه بعبادته، فهي شعار الصالحين، ومن سمات عباد الله المتقين، ومن الأسباب العظيمة الموجبة لدخول الجنة بعد رحمة أرحم الراحمين. وإن الناظر في النصوص الشرعية عن حقيقة هذه العبادة تتجلى له مقاصدها في عدة إشراقات قرآنية، وفضائل نبوية تظهر أولاً في كتاب الله –عز وجل- بكون التهجد بالصلاة هو الصلة الدائمة بالله المؤدية للمقام المحمود الذي وعده محمداً - صلى الله عليه وسلم - فما أحوج الآخرين من أمته للاقتداء به لينالوا علو المقام ورفعة الدرجات، ففي سورة الإسراء: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا).
وفي آيات أخرى تبرز عدة أوامر إلهية لرسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - للقيام بهذه العبادة الجليلة ففي سورة المزمل نداء للرسول - صلى الله عليه وسلم - بترك التزمل، وهو التغطي بالليل، والنهوض إلى القيام بالليل والعبادة: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا).
فكان خير مثال في ذلك بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.
وفي آية المزمل الأخرى بينت أن القيام بالليل أجمع للخاطر وأجدر لفقه القرآن: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا) كما قاله ابن عباس -رضي الله عنهما-.
وفي سورة الشرح خطاب له - صلى الله عليه وسلم - بعدم القيام إلا بعد الفراغ من أمور الدنيا وأشغالها؛ لكي يكون نشيطاً فارغ البال مخلصاً الرغبة والنية لله -عز وجل-: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ).
وفي سورة آل عمران ورد الثناء على طائفة من أهل الكتاب بسبب هذا الفعل: (لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ).
وفي سورة الذاريات يبرز في سمات عباد الله المتقين التي استحقوا بها جنة الآخرة: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).
وفي إشراقة أخرى في سورة الزمر يأتي تفضيل القانت الخاشع على غيره: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا).
ويتضح الأمر ثانياً في الأحاديث النبوية، حيث جاء الحث على ذلك في صورة بهية وجزاء وافر في عدة أحاديث كريمة من رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - تارة في الفضل والشفاعة لصاحب هذا القيام: ((فيقول القرآن منعته النوم بالليل))[أخرجه أحمد، وصححه السيوطي وأحمد شاكر والألباني].
ومرة في حث وتربية لشباب الأمة على ذلك: ((نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل))[صحيح البخاري].
وأخرى في حث صريح للأمة بكونه: أفضل الصلاة بعد الفريضة الصلاة في جوف الليل [صحيح مسلم].
وفي حديث آخر بيَّن - صلى الله عليه وسلم - أنه به تكون الغبطة الحقيقية: ((لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار))[صحيح مسلم].
وفي بيان عذب منه - صلى الله عليه وسلم - بيَّن لأمته أنَّ فاعل ذلك محبوب عند الله، فبين أن اللهَ يُحِبُّ ثَلَاثَةً، وذكر منهم: ((رَجُلٌ سَافَرَ مَعَ قَوْمٍ، فَارْتَحَلُوا، حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ وَقَعَ عَلَيْهِمُ الْكَرَى، أَوِ النُّعَاسُ، فَنَزَلُوا، فَضَرَبُوا بِرُءُوسِهمْ، ثُمَّ قَامَ، فَتَطَهَّرَ، وَصَلَّى رَغْبَةً لِلَّهِ - عز وجل -، وَرَغْبَةً فِيمَا عِنْدَهُ))[أخرجه الطبراني والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي].
وفي حث آخر يبين - صلى الله عليه وسلم - أنه اقتداء وقربة وتكفير ومنهاة عن الإثم؛ كما في حديث أبي أُمامة مرفوعاً: ((عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأَبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَهُوَ قُرْبَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ، وَمَكْفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ، وَمَنْهَاةٌ لِلإِثْمِ))[أخرجه الترمذي، وحسنه البغوي، والحافظ العراقي، والألباني].
وتتضح هذه الحقيقة ثالثاً في سيرة سلفنا الصالح - رحمهم الله - في إحياء ليلهم بالصلاة وتدبر القرآن والدعاء والاستغفار، فقد وصفهم صاحبهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بقوله: ((لقد رأيت أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما أرى اليوم شيئاً يشبههم، لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً صفراً..قد باتوا لله سجداً وقياماً، يتلون كتاب الله، يراوحون بين جباههم وأقدامهم..))[حلية الأولياء: 1/76].
وقال عنهم أيضاً ابنه الحسن - رضي الله عنهم - أجمعين -: ((إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل، ويتفقدونها في النهار))[التبيان: 1/29].
بل كانوا يحرصون على ذلك حتى بالسفر، قال ابن أبي مليكة سافرت مع ابن عباس - رضي الله عنهما- من مكة إلى المدينة فكان يقوم نصف الليل فيقرأ القرآن حرفاً حرفاً، ثم يبكي حتى تسمع له نشيجاً.
ولقد كانوا مع ذلك يحرصون أيضاً على أمر أهلهم بالصلاة والقيام كما كان يفعله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حيث كان يصلي من الليل ما شاء الله، حتى إذا كان آخر الليل أيقظ أهله للصلاة، يقول لهم: الصلاة الصلاة ثم يتلو قوله - تعالى -: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا)[أخرجه مالك، وصححه عبد القادر الأرناؤوط].
وكانوا يتعاهدون مع نسائهم وخوادمهم حتى مع وجود ما يشغلهم من أضياف ونحوه، ونعم البيت القرآني الذي يتربى على هذا، فعن أبي عثمان النهدي قال: "تضيفت أبا هريرة - رضي الله عنه - سبعاً، فكان هو وامراته وخادمه يعتقبون الليل أثلاثاً، يصلي هذا ثم يوقظ هذا ويصلي هذا ثم يوقظ هذا"[سير أعلام النبلاء، وصحح إسناده ابن حجر في الإصابة].
حتى إنه بلغ ببعضهم كسفيان الثوري أنه يفرح إذا جاء الليل لأجل القيام بهذه العبادة الجليلة، وإذا جاء النهار حزن. وكان قتادة يقول: "ما سهر الليل منافق" إمعاناً لثقل هذا الأمر على المنافقين والمرائين، وحثاً لعباد الله الصادقين.
وبما أن النساء شقائق الرجال فللعابدات المتهجدات ذكر عال في هذا المقام يزينه فعل أمهات المؤمنين اللاتي تربين على ذلك من مدرسة محمد - صلى الله عليه وسلم - فقامت معه خديجة - رضي الله عنها- في أول الأمـر حين جاء الأمر بـ (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ).
وهذه الصديقة عائشة - رضي الله عنها- الصوامة القوامة روي عنها أنها قامت في آية واحدة، وهي قوله - تعالى -: (فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ) ترددها وتتدبرها وتبكي.
وأم المؤمنين حفصة بنت الفاروق - رضي الله عنها- تظفر بتزكية عالية من الروح الأمين لمداومتها على هذه العبادة، فقد روي أن جبريل - عليه السلام - قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ((راجع حفصة فإنها صوامة قوامة))[أخرجه الحاكم، وصحح إسناده الهيثمي والسيوطي، وحسنه الألباني].
يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 89.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 87.82 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.15%)]