قصتي مع الخجل - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 850025 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386212 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 50 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-01-2021, 05:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي قصتي مع الخجل

قصتي مع الخجل


د. ياسر بكار




السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
أنا عُمري 21 عامًا، وأعاني مِن الخجل الشديد والخوف عندَ التعامُل مع الآخرين (خاصَّة إذا كانتْ تربطهم علاقةٌ بأهلي، أما إذا كانوا غرباءَ فيقلُّ الخوف)، وكل ما يتْبعه من عدمِ الثِّقة بالنفْس والارتباك أمامَ الناس الجُدد عندَ مشاركتهم الطعام، أو التحدُّث إذا تحدَّثتُ، والتفكير بردَّة فِعل الآخرين، ومحاسبة الذات دائمًا.

وليس لديَّ الكثير مِن الأصدقاء؛ نتيجةً للخجل، ممَّا يزيد عندي الشعورَ بالقلق والارتباك، والشعور بالغربة والعزلة.

المشكلة بدأتْ منذُ الطفولة، والعنصر الأهم في زِيادة هذه الحالة هم أهلي، فقد كانوا يحاسبونني على أقلِّ الأخطاء أمام الناس (المعلِّمة، زملائي في الصف)، وفي حال حدَث أيُّ سوء تفاهُم مع أحد يتخذون موقفًا ضدي، وأحيانًا ينقُلون كلَّ ما يجري في المنزل مِن مشاكل؛ بقصد إحراجي، ويلْجؤون إلى النَّقْد بدلاً مِن التشجيع، وحينها بدأتُ أثِق بالناس أكثر مِن أهلي، وما زالوا حتى الآن يستمرُّون في هذه المعاملة السيِّئة أمامَ الآخرين، ولا يثقون بي ولا بقدراتي.

لقد علمتُ أنَّ الهدف من هذه المعاملة حاليًّا هو إبراز أختي أمام الناس، خاصَّةً بعد أن تمَّت خِطبتها، والعمل على التقليل من قِيمتي لإبرازها، فكلَّما كان خطيب أختي باستضافتنا تبدأ أمِّي بإعطاء الملاحظات بصوت عالٍ على مسمعه ومُداعبتي وكأنِّي طفلة، وأنا أرفض هذا التصرُّف.

هذه الحالة قد تأزَّمَتْ عندي، وثِقتي بنفسي تضعُف كلَّ مرة، والخوف والارتباك يَزيدان، حتى بدأتُ أكره أهلي، وأشعر بالتمييز الواضِح بيني وبين أختي، مع أنَّه باعتراف أمي أنَّني أجمل منها ومرغوب فيَّ أكثر (بالتأكيد هذا الكلام لا يُقال أمام الناس)، بينما أُلاحِظ تشجيعَ أهلي لأختي، وزِيادة ثِقتها بنفسها والتكلم عن عيوبي أمام خطيبها وأمام الناس؛ لتظهر أنها الأفضل، وأنَّني برغم سِنِّي ما زلتُ صغيرةً، ولا أعرِف كيف أتعامل مع الناس.

هذه المشكلةُ قد تفاقمَتْ عندما بدأتُ التدريبَ في شركة، فكنت ألاحِظ مراقبتي الدائمة مِن قِبل الزملاء في العمل والتحدُّث عن سيِّئاتي عندَ خروجي مِن الغرفة، وانتقادي بشكل دائم، وتم رفْضي مِن قبل رئيسة القِسم وانتقادي بشكلٍ جارح، ولكن فيما بعدُ علمتُ أنَّ هذه الشركة لا تحترم موظَّفيها، وتلجأ للحرام لتحقيقِ الأرباح.

أمَّا ردَّة الفعل فكانتِ ارتداء الحجاب والالتزام به لإكمالِ الواجبات الدِّينيَّة وتحقيق رضا الله - عزَّ وجلَّ - ولكن المشكلة هي عندما كنتُ أقدم على عمل، وتأتي الموافقة للقِيام بلقاء مع مدير الشركة أو قسم التوظيف، فمُنذ دخولي الشركة ألاحظ سخريةً وضحكًا مِن قبل الموظَّفين، وأسْمَع عبارة (ماذا تفعل تلك المحجَّبة في شركتنا؟!) ويكون الردُّ بالرفض وعدم قَبولي للعمل بالشركة بسببِ الحجاب رغمَ تفوُّقي في الجامعة.

هذا الموضوع قد سبَّب لي أزمة الاكتئاب (كل ثلاثة أيام تقريبًا)، والشُّعور بكُره تُجاه أهلي، وغَيْرة أختي منِّي، وأشعر أنَّه غير مرغوب في مِن الناس بسبب الحجاب، ومنذُ تخرُّجي لم أحْظَ بأية وظيفة (8 أشهر).

والآن أفكِّر باللجوء إلى الأدوية (كسيروكسات)، ولكني أخشى مِن أن يكون لها آثار جانبيَّة، وليس باستطاعتي الذَّهاب إلى اختصاصي نفْسي؛ بسبب عدمِ توفُّر المال الكافي، ولا أجرؤ على مصارحةِ أهلي في هذا الموضوع؛ لأنَّ ردَّة الفعل ستكون بأنني غبيَّة وأتخيَّل أفكارًا غير موجودة.

آخر موقِف حصَل أمس: حاولت أختي (هي لا ترتدي الحجاب، بل تقريبًا العكس) إظهارَ نفسها أنها الأفضل أمامَ خطيبها، وأنَّني ما زلتُ مراهقةً وخجولاً جدًّا، وأحتاج دائمًا إلى أمي، علمًا أنَّه ليس هو الواقع على الإطلاق، ردَّة فِعل خطيبها كانتِ الموافقة على ذلك، وبالتالي تَكرار الكلام نفْسه. أرجو منكم المساعدةَ والردَّ، وأنا واثقة مِن أنَّ حلولكم ستساعدني على التغلُّب على هذه الأزمة.


الجواب
مرحبًا بكِ في شبكة (الألوكة) وأهلاً وسهلاً.
قرأتُ رسالتك باهتمام، وأتفهَّم الألَم الذي تمرِّين به بسبب هذه المشكلة، أسأل الله لكِ التوفيقَ والسداد.

بداية: يجب أن أُحيي فيكِ هذا الوعيَ والبصيرة الجيِّدة بأصل المشكلة وتداعياتها، وتُعتبر هذه البصيرة حلَّ نصف المشكلة، هناك أمور أودُّ أن أناقشها هنا:

الأمر الأول: بالرغمِ مِن أنَّ الظروف التي نشأتِ فيها لم تكن عاديةً، وقد تلعب دورًا في نشأة المشكلة، إلاَّ أنَّ التركيز عليها وتذكُّرها واستعادتها أمرٌ سلبي، لن يساعدَنا علي تخطيها؛ وذلك لأنَّه مرتبطٌ بالماضي، والماضي شيء انتهى ومات لا يمكننا تغييره؛ لذلك أدعوكِ إلى توجيهِ تركيزك نحوَ ما يُمكنك فعلُه الآن، وما يمكنك إنجازُه وتجاوزه، وليس ما كان مِن الممكن أن يتمَّ في الماضي؛ لأنَّ هذا التركيز هو الذي سيأتي بنتائج.

الأمر الثاني: أنتِ الآن أمام مشروع مهم، هذا المشروع يجب أن تبدئيه مِن اليوم وسيستمرُّ فترةً من الزمن، وعندما تبدئين هذا المشروعَ يجب أن تُركِّزي على ما يمكنكِ أنتِ فعلُه، وليس ما يقوم به الآخرون، لقد قابلتُ العديدَ مِن الناس ممن مرَّ بظروفٍ مشابهة لما مررتِ بها، البعض منهم حقَّق تقدُّمًا في التعامل مع تلك الذِّكريات، ونهَض بشكلٍ رائع، والبعض الآخَر لم يستطعْ فِعل شيء، بل بقي يائسًا قلقًا.

هل تعرفين ما الفرق بينهما؟ الفرق يكمُن في توجيه التركيز، فالفئة الأولى توجه تركيزَها إلى ما يُمكنها فعلُه، إلى ما يُمكنها إنجازه يومًا بعدَ يوم، أمَّا الفئة الثانية فتصرف تركيزَها إلى ما يقوم به الآخرون تُجاهها مِن أعمال أو تصرُّفات جيِّدة أو غير جيِّدة، نحن نعلم أنَّه لا يُمكننا تغييرُ الآخرين، لا يُمكننا تغييرُ سلوكهم ولا طريقة تفكيرهم أو طريقة حديثهم معنا، تذكَّري أنَّ التغير يبدأ مِن هنا، مِن الداخل، من أنفسنا نحن.

الأمر الثالث: كيف تتحدَّثين مع نفْسِك طوالَ الوقت، كيف تنظرين إلى نفْسك؟ كيف تُقيِّمين أنت نفْسك بغضِّ النظر عن رأي الآخرين عنك؟ هذا مهمٌّ للغاية. إنَّ كثيرًا مِن الناس يبدون بحالة جيِّدة، إلا أنهم يعتقدون في قرارة أنفسهم أنهم ضعافٌ مساكين، وغير أكْفاء، وغير قادرين، هذا الاعتقاد سوف يَقْضي على كلِّ ما يمكنهم القيام به، ولا سبيلَ لأيِّ تقدُّم ما لم يغيروا رأيهم عن أنفسهم، بينما في الجِهة المقابلة، نقابل أشخاصًا تعرَّضوا لظروف صعْبة، لكنَّهم يؤمنون أنهم أشخاص جيِّدون وقادرون وأكْفَاء، وهؤلاء سيخرجون مِن الصعوبات التي يمرُّون بها وسيحقِّقون الكثير.

أعود لكِ لأسألَ نفس الأسئلة السابقة، وأنتظر منك أنت تُجيبي لنفْسك، ومِن ثَم يجب أن تعملي على تغييرِ رُؤيتك لنفسك إلى الجانبِ الإيجابي.

قد تسألين: كيف أفعل ذلك؟

أولاً: يجب أن تبدئي مِن هذه اللحظة في تغييرِ حديثك الداخلي المستمرِّ مع نفسك، أن تستبدلي بهذا الحوار حوارًا آخر يرْفَع قدرك أمامَ نفْسك، وذلك مِن خلال تذكُّر القرارات الصحيحة التي اتخذتِها، والأفعال الحميدة التي تقومين بها كلَّ يوم، ومثال ذلك قرار ارتداء الحجاب، هذا القرار قرارٌ كبير ومهمٌّ وجريء، ويجب أن تُقدِّري نفسَك عليه، وغيرها مِن الأفعال، التي سوف نتكلَّم عنها بعد قليل، فمثل هذه الأفعال يجب أن نتذكَّرها ونَحْمَد الله عليها، ويجب أن تُقدري نفْسك عليها، وتكافئي نفسك عليها، وترْفَعي من قدرك.

الأمر الرابع: الثِّقة بالنفس تتطوَّر عن طريق القيامِ بالأفعال المميزة، التي لا يقوم بها عادةً معظمُ الناس، ومثال ذلك: عددٌ قليل مِن الناس يلتزمون بقِيام الليل، أو قراءة جزءٍ من القرآن الكريم يوميًّا، أو يواصلون القراءةَ وتطوير أنفسهم بعدَ الانتهاء من الدِّراسة الجامعية، أو تقديم خدمات خاصَّة بشكل مجَّاني كمساعدة الجيران، أو تعليم الأطفال، أو غير ذلك كثير، عندما نقوم بأعمالٍ لا يقوم بها الناسُ عادةً سوف نُقدِّر أنفسنا بشكل جيِّد، ونشعر بالفخْر.

الأمر الخامس: هناك مهارةٌ مهمَّة يجب أن نتعلَّمها، وهي التعامُل مع النقد واللمز والغمز والتعليقات التي نَسْمَعها مِن هنا وهناك، أريدك أن تتأكَّدي أنَّه لا يمكننا إقناع الناس بالتوقُّفِ عن ذلك، فلا يوجد قانون عالمي يحمينا مِن النقد والاستهزاء وسخرية الآخرين، إلاَّ أنَّ ما يمكننا فعلُه هو التعامل مع هذا النقْد بشكل صحيح، وأقصد بذلك أن يكون لدينا أداةُ فلترة (تصفية) لهذا النقْد الذي يقوم به الآخرون.

فالنقد النافِع المحقُّ آخُذ منه الفكرةَ المفيدة، وأرمي بالجانب المزعِج منه عُرضَ الحائط، هذا الأمر ليس سهلاً، لكنَّه ليس مستحيلاً، ويحتاج منا إلى التدريب المستمر، هذه المهارة المميزة لا يَملكها إلاَّ مَن يملكون ثقةً بالنفس، أكبر خطأ يمكن ارتكابُه هو إظهار الشُّعور بالضيق والغضب عندما يُوجِّه لنا الآخرون النقد.

إنَّ هذا الإظهار يُغري الآخرين بتوجيه المزيد مِن النقد، وبالتالي نشعُر بالمزيد من الألَم، والصحيح عندما نستمع إلى النقْد الساخر أن ننظُرَ لصاحب النقد بلا اهتمام، أو أن نضحَك مع مَن يضحك وكأنَّ الأمر لا يُثير الغضب، بل مزحة وحسب، أو نظهر عدمَ الاكتراث تُجاهَ ما يقوم به هذا الشخص، العمل على إتقان هذه المهارة لا يأتي فجأةً، بل يحتاج إلى جهْد ووقت وتدريب، ولا يُمكن أن نتدرَّب على هذه المهارة إلاَّ مِن خلال المواقف الساخِنة التي تُثير الانزعاج لك.

الأمر السادس: أتفهَّم تمامًا طريقةَ الوالدة والأخت في إظهار أنفسهنَّ، أو التباهي بشيءٍ ما على حسابك، في مِثل هذه المواقف يمنح أكابرُ الناس وعظماؤهم السماحَ والعفو، ويغضُّون الطرف عنها، فهل تودِّين أن تكوني منهم؟!

وختامًا: بالنسبة لاستخدام الدواء، لا أعتقد أنَّ استخدامه مناسبٌ في حالتك، قد لا يكون هناك ضررٌ مِن استخدامه وقد يُفيدك قليلاً، ولكنَّه غير مُلحٍّ في هذه الفترة، ربما تحتاجين لاستخدامه في فترة قادمة، إلاَّ أنَّ الاعتماد على أساليب تطوير الذات التي تحدثتُ عنها ستعطي نتائجَ أفضل - بمشيئة الله تعالى.

تقبَّلي تحياتي، وأهلاً وسهلاً بكِ دائمًا.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.48 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]