حين صار العالم بين يدي.. - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7821 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 48 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859386 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393697 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215914 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 77 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-05-2023, 11:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي حين صار العالم بين يدي..

حين صار العالم بين يدي..
أروى التويم

تعالَ بنا يا صاحبي نحلم ساعةً، نغمض أعيننا، ونذهب بعيدًا، هل ترى هذا العالم الكبير الجميل، ببحاره وصحاريه وغاباته، بكل ما فيه من ألوان وتنوُّع واختلاف؟
تعالَ نجعله بين أيدينا، ونتأمَّلُه عن قُرْب، ونرى حياة هؤلاء الناس، ماذا يأكلون؟ وماذا يلبسون؟ كيف يحتفلون؟ وكيف يُفكِّرون؟ بل تعالَ نسألهم ونحاورهم بلغتنا العربية، أليس هذا حلمًا جميلًا يُشبه أحلام الأطفال الواسعة؟ هل بدوت الآن طفلًا صغيرًا؟ حسنًا، ماذا لو قلت لك: إن هذا الحلم يُشبه الحقيقة التي أذهب إليها كلَّ يوم، وأن هذا الحلم قريب من الحياة التي أحياها كلَّ صباح؟ نعم يا صاحبي يجتمع العالم الكبير ذاك بين يدي، نعم أُخاطبه وأحاوره بلُغتي، وأذهب وإيَّاه بعيدًا، اضْحَكْ وقل عني ما تقول، ولكنك لن تُغيِّر حقيقتي الجميلة أبدًا.

كنت أحبُّ لغتي، وكان يكفيني أن أكون في تعلُّمها وتعليمها والبحث في ذلك، لكن الله أعطاني ذلك وزيادة، وسارت بي الدروب إلى هنا تعليم اللغة العربية لغير الناطقات بها، فاجتمع لي مع اللغة تعليمها لغير أهلها، وهذا زاد استمتاعي ومعرفتي، ورفَعها درجاتٍ، وهنا وجدت نفسي، ووجدت حُبِّي، واكتشفتُ حياةً أخرى ملوَّنة.

كنتُ أذهب إلى حجرة صفِّي الصغيرة؛ حيث تجتمع قارات العالم وثقافاته وتناقُضاته، الشرق والغرب الأسود والأبيض، الأصالة والمعاصرة، أذهب كل يوم بحبٍّ واستمتاع، لكني لم أتوقَّع أن صفِّي الصغير سيُغيِّرني، وأن اختلافه وتنوُّعه سيجعلني أفضل.

الاختلاف يُحرِّرُك، يُخرجك من أسْرِ المجتمع، ويفكُّ عنك قيود الفكرة، ويجعل رُوحك بيضاءَ صافية، ويخلع عن عينيك نظارتك التي كنتَ تضعها منذ سنوات.

ستعرف أنَّك صغير جدًّا، وأنك لستَ وحدَكَ على هذه الأرض، وأنه لا أحد أفضل من أحد، وستنزع من أعماقك البعيدة آخر ذرَّات العنصرية والتعصُّب، فتتقبَّل الآخر؛ بل تحبُّه وتحترمه، لن تُسيء الظن فيه، وستجد لأخطائه أعذارًا، وستقرأ الناس والمواقف بطريقة صحيحة.

مع الاختلاف لن تكون محصورًا في فكرة واحدة للجمال، أو معنى واحد للحب، ستتذوَّق أنواع الجمال كلها، ستكتشف ألوانًا لم تعرفها من قبلُ، وستفهم معاني أخرى للأشياء، سترى طرقًا كثيرة لممارسة الحياة، للأكل، للباس والزينة، للزواج، مؤمنًا أنه ليست واحدة أفضل من أخرى، وستعرف في النهاية أننا مهما اختلفنا نحن في الأصل متشابهون، وفي أعماقنا شيء واحد يجمعنا، فكلنا نحبُّ، وكلنا نريد، وكلنا نرفض.

وعندما ترى هذا العالم الكبير كل يوم وتتأمَّله، ستكتشف ماذا ينقصك، وستحمد الله على نِعَم كثيرة تغرق فيها ولا تحسُّ، ستحبُّ نفسَكَ أكثر، ولُغتك، ووطنَك.

الاختلاف باختصار حرية، صحة للرُّوح، ثقافة، الاختلاف يعالجك يومًا بعد يوم، ويُغذِّيك، ويصنعك من جديد، فتكون بعده متفرِّدًا، ويجعلك وحدك أسلوبًا خاصًّا، وعلامة جديدة وغير متكررة.

عندما أخرج من الصف الصغير إلى ساحات الجامعة الكبيرة، أو إلى اجتماع أسري كبير، وأرى النساء هناك متشابهات في كل شيء، في اللون والشكل واللباس؛ بل حتى طريقة تصفيف الشعر ورسم الحاجب ووضع الزينة، أشعر وقتها وكأني خرجت من العالم الكبير إلى مكان صغير جدًّا، ثم أؤمن أن صفِّي الصغير أكبر من ساحات الجامعة تلك، ومن البيوت والاستراحات التي تجمعنا كل أسبوع؛ حيث لا إثراء يذكر، ولا جديد، وأمتلئ رحمةً بأولئك الناس الذين ما زالوا يحصرون الإنسان في قبيلة والجمال في صورة، ولا همَّ لهم إلَّا تصنيف العادات والأساليب والأفكار، فقد سُجِنوا في دنيا ضيقة!
فالحمد لله الذي أنعم عليَّ بهذا العمل، ووهبني حياةً أخرى تُشبه الحلم.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 45.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 43.32 كيلو بايت... تم توفير 2.35 كيلو بايت...بمعدل (5.14%)]