عندما تصفو قلوبنا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7824 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 51 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859465 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393838 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215971 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 82 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-05-2023, 11:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي عندما تصفو قلوبنا

عندما تصفو قلوبنا
فاطمة محمد عبود


أختي الحبيبة، هل تذكرين عندما كنا صغارًا، وكنا نستكشف الأشياء من حولنا؟ عندها كان كل شيء يلفت انتباهنا ونسأل عنه، نسأل عن الغيوم وأشكالها، نشبِّهها، نقلِّدها، نتعلم منها، وأصوات ضحكاتنا تعانقها أجمل عناق.

نسأل عن الأرض واختلافاتها، لماذا تربة حمراء وأخرى سوداء؟ ولماذا الزهور هنا ولا توجد هناك؟ ولماذا؟ ولماذا؟ وأجسادنا تعانق الأرض قيامًا قعودًا، وكأنها حضن دافئ خُلِق ليضمَّنا بحنانه.

وكبرنا أُخيتي وما عاد حضن الأرض يدفئنا، ولا عادت غيوم السماء تسعدنا، ولا عادت الزهور والغابات تأسِر قلوبنا المتعبة، ما عدنا نسأل عن الكون بأسره؛ لأننا وجدنا ما هو أهم من كل هذا، إنه نحن! قلوبنا، مشاكلنا، أحوالنا، هل نحن حزينون أم سعداء؟ هل نشعر بالغربة؟

هل نشعر بالوحشة؟ كيف نعيش مع الله؟
وهنا يأتي القول الشافي من حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: (المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضًا).
نعم حبيبتي، أنا لك وأنت لي، نعيش معًا بأحلامنا وقلوبنا، يؤلِمني حزنُك، ويسعدني فرحُك،
أفخَر بنجاحك وأحزن لفشلك، وكيف لا ونحن الجسد الواحد كما وصفنا رسول الله بأبي هو وأمي بقوله: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطُفِهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرُ الجسد بالسهر والحُمى)).

وانتبهي حبيبتي، فأخوف ما أخاف عليك التكبر والاغترار بالطاعة، وقسوة القلب، فكم مرة رأينا عصاةً ولم ندعُ لهم، بل فرِحنا واغتررنا بطاعتنا! كم مرة رأينا مهمومين ولم نسألهم عن ماهية همِّهم؛ حتى لا نعكِّر مزاجنا ونجرح مشاعرنا!

كم مرة رأينا الدموع ولم نسأل عما وراءها؛ خوفًا من طلبات منا ومساعدة! كم، وكم!

ولكن لا، آن الأوان حبيبتي، ولن أنتظرك أكثر، فأنا أعلم أن كبرياءك لن يسمح لك بالقدوم إلي والشكوى، سآتيك بنفسي أشُدُّ عَضُدَك، وأشركك همَّك وخوفك، أنا قادمة لك أخيتي أحمل لك كل الخير والود، أحمل لك النصح الرقيق، والعفو الجميل، أحمل لك بذورَ السعادة؛ لتنشريها في حياتك، وتَملئي بها رُوحَك ونفسك، أمسح بيدي دمعك وأرسم بسمة الرضا على مُحيَّاك!

واعلَمي أُخيَّتي أنني لست صاحبة فضل بذلك، فحبيبي محمد صلى الله عليه وسلم قد أمرني بنصحك عندما قال لي: (ﻭﻷﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻋﺎﻣﺘﻬﻢ).

أختي الحبيبة، ما نحن إلا ركاب سفينة ننجو جميعًا، أو نغرق جميعًا، فارْأَفي بي، وخُذي بيدي إلى شاطئ الأمان، إلى شاطئ الطاعة والإحسان، فربما تكونين لوح النجاة الوحيد وأنت لا تدرين!

ارحميني إن رأيتني عاصية، وتضرَّعي إلى الله أن يهديني، فأنا لست سعيدة بمعصيتي ولا أحبها، لكنها قيود الشيطان وسلاسله، فساعديني على فكِّها، وخذي بيدي ظالمةً أو مظلومة، كما طلب منك رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما قال صلى الله عليه وسلم: (انصُر أخاك ظالِمًا أو مظلومًا)، قالوا: يا رسول الله، كيف ننصره ظالِمًا؟ قال: (بحجْزه عن ظلمه).

أُخيتي الحبيبة: لا تنتظريني حتى أبكي على عتبة بابك، وأتسوَّل منك مؤازرتك ومساعدتك، بادري أنت إليّ، وهاتي يدك، وأنقذيني من نفسي، ولا تغرَّنك كثرة عبادتي، فلا تعلمين ما بقلبي من خوف وأسى، وربما قد سقطتُ في غياهب الجُب وأنت لا تدرين عن حالي شيئًا، ولا تنسي أن الكلمة الطيبة صدقة، وأنها كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أُكلَها كل حين بإذن ربها.

ها أنت ذا ترين وعد الله بالنتيجة، فلا تبخلي بالبذل حبيبتي، أُحدثك بعيون ملؤها الدموع، وقلب ملؤه الرجاء أن تصل رسالتي إلى قلبك، وسأبقى بانتظارك حبيبتي، فربما تسقين حلمًا قديمًا منسيًّا في قلبي، وتوقظين هِمةً نامت على أعتاب الحياة ومصاعبها.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 46.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 43.73 كيلو بايت... تم توفير 2.32 كيلو بايت...بمعدل (5.05%)]