فإذا قيل لك: بم عرفت ربك؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12410 - عددالزوار : 208862 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 167 - عددالزوار : 59544 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 60 - عددالزوار : 752 )           »          الأعمال اليسيرة.. والأجور الكثيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          خواطر متفرقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          السلفية منهج الإسلام وليست دعوة تحزب وتفرق وإفساد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 24 )           »          القذف أنواعه وشروطه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 58 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 15857 )           »          الضلع أعود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-01-2020, 04:00 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,380
الدولة : Egypt
افتراضي فإذا قيل لك: بم عرفت ربك؟

فإذا قيل لك: بم عرفت ربك؟



د. فهد بن بادي المرشدي


(المحصول الجامع لشروح ثلاثة الأصول)




قال المصنف رحمه الله: (فَإِذَا قِيلَ لَكَ: بِمَ عَرَفْتَ رَبَّكَ؟ فَقُلْ: بِآيَاتِهِ وَمَخْلُوقَاتِهِ، وَمِنْ آيَاتِهِ: اللَّيْلُ، وَالنَّهَارُ، وَالشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ. وَمِنْ مَخْلُوقَاتِهِ: السماوات السَّبْعُ، وَالأَرَضُونَ السَّبْعُ، وَمَنْ فِيهِنَّ، وَمَا بَيْنَهُمَا).



الشرح الإجمالي:

(فإذا) سُئلت، و(قيل لك: بم عرفت)؛ أي: بأي شيء استدللت على معرفتك (ربك)، وخالقك ومعبودك الذي تعبده، (فقل) له: عرفته (بآياته)؛ أي: علاماته وبراهينه ودلائله التي نصبها دلالة على وحدانيته، وتفرُّده بالربوبية والألوهية، (و) عرفته بـ(مخلوقاته) الباهرة التي أوجدها بعد العدم، وجعلها دالة عليه، (ومن) أعظم (آياته) المشاهدة بالأبصار الدالة على وحدانيته: إقبال (الليل)، (و) إدبار (النهار)، واختلافهما بالطول والقصر، وعدم اجتماعهما في زمن واحد، وهما يتعاقبان علينا تسخيرًا لنا، فهذا يذهب، وهــذا يأتي بعده بانتظام كامل وتناسق بديع، (و) من الآيات الباهرات الدالة على وحدانية الله وتدبيره: (الشمس) المشرقة، وهي سراج الكون، (والقمر) المضيء في الدهماء، وكونهما يجريان هذا الجريان المتقن، وما فيهما من المنافع العظيمة، (ومن مخلوقاته) العظيمة: (السماوات السبع)، وسعتها وارتفاعها، (والأرضون السبع)، وعلوهــا وسعتها واستدارتها، وعظم خلقها، (ومن فيهن)؛ أي: ما في السماوات السبع من المخلوقات العظيمة التي لا يعلمها إلا خالقها، وما في الأرضين السبع من الجبال والبحار، وأصناف المخلوقات من الحيوانات والنباتات، وسائر الموجودات، (وما بينهما)؛ أي: ما بين السماوات والأرض من الهواء وغيره، فتبارك الله رب العالمين[1].



الشرح التفصيلي:

هذا السؤال الثاني بعد السؤال الأول: (من ربك؟)، فالمصنف ذكر فيما سبق أن الله جل وعلا هو الرب، وبيَّن دليله، وأراد أن يُبين هنا أنه يلزم على الإنسان أن يتعرف على ربه جل وعلا بالدليل؛ فقال: (فإذا قيل لك: بمَ عرَفت ربَّك؟)، وكشَفَ عن الدليل، فقال: (فقل: بآياته ومخلوقاته)، فالدليل المرشد إلى معرفة الرب عز وجل هو شيئان اثنان: أحدهما: التفكر في آياته الكونية، والآخر: التدبر في آياته الشرعية[2]، وهما مذكوران في قول المصنف رحمه الله تعالى: (بآياته)؛ لأن الآيات شرعًا لها معنيان:

أحدهما: الآيات الكونية الخلقية، وهي المخلوقات، مثل: السماوات والأرض والإنسان والحيوان والنبات، وغير ذلك، فهنَّ مخلوقات، وهنَّ آيات؛ أي: علامات على خالقها وصانعها ومُحكم نظامها.



والثاني: الآيات الشرعية القولية، وهي ما أنزله الله من الكتب، والوحي الذي جاءت به الرسل، فهو آية من آيات الله.



فالله جل وعلا عرَّف عباده بنفسه بآياته الكونية، وهي المخلوقات، وبآياته الشرعية، ومن أكبر الآيات الشرعية التي تدل على الرب جل وعلا القرآن، فهو من أكبر الآيات وأعظم المعجزات، ويَتبع ذلك الآيات الشرعية الفعلية، ومنها معجزات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام[3]؛ وعليه فقول المصنف: (ومخلوقاته) يدخل تحت قوله: (بآياته)؛ لأن المخلوقات هي الآيات الكونية، فيكون قوله: (ومخلوقاته) من باب عطف الخاص على العام؛ لأن المخلوقات هي بعض الآيات، وهي مختصة بالآيات الكونية[4]، والخاص يُعطف على العام على سبيل الاهتمام بالخاص، ولفت الذهن إليه، ولهذا أفرد المصنف المخلوقات مع أنها داخلة في الآيات للاهتمام بها؛ لأنه مرئية يدركها العالم وغير العالم[5]؛ فيكون قوله: (بآياته ومخلوقاته) من عطف الخاص على العام؛ اهتمامًا به وتنويهًا بشأنه وتعظيمًا له، ووجه عظمته في هذا المقام أن بُدُوَّ الربوبية في وجود المخلوقات أظهرُ من بُدوِّها في الآيات الشرعية، فإن الآيات الشرعية النازلة على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام نازعتهم فيها أقوامهم، وأما الآيات الكونية، فإن الأمم قاطبةً إلا نفرًا قليلًا من الشُّذاذ مُقرون بذلك، ومن شذَّ فإنما جحدها علوًّا، فالفطر المبصرة للآيات الكونية تُذعن بأن هذه الآيات إنما وُجدت بتقدير ربٍّ هو الله جل جلاله[6]، فالله عز وجل يُعْرف بآياته الشرعية وما فيها من العدل، والاشتمال على المصالح، ودفع المفاسد، الدالة على ربوبيته واستحقاقه للعبادة دون غيره، وآياته الشرعية سبحانه وتعالى كثيرة لا حصر لها، وكذلك يُعْرف بآياته الكونية، وهي المخلوقات العظيمة وما فيها من عجائب الصنعة، وبالغ الحكمة، ومعرفة العباد ربهم بآياته الكونية معرفة عقلية؛ لأن من ينظر في هذه الآيات ويتدبرها، يدرك أن لها خالقًا، وأن الذي خلقها حكيم وعليم وقدير وعظيم سبحانه وتعالى[7].



قال المصنف: (ومن آياته: الليل، والنهار، والشمس، والقمر)، و(من) هنا: للتبعيض، فذكَرَ أربع آيات، وذكَرَ الآيات الظاهرة البينة التي يدركها كل أحد، والتي توجب لفت الأنظار إليها في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: (ومن مخلوقاته: السماوات السبع، والأرضون السبع، ومن فيهن، وما بينهما)، وكل هذه آيات دالةٌ على أن الرب هو الله جل وعلا، وأنه الرب لكل شيءٍ سبحانه وتعالى، والمصنف فرَّق بين الآيات والمخلوقات، فجعل الليل والنهار والشمس والقمر مخصوصة باسم الآيات، وجعل السماوات والأرض وما بينهما مخصوصة باسم المخلوقات، مع أنها كلها تدخل في جملة الآيات الكونية وتسمى مخلوقات، فالليل والنهار والشمس والقمر هي آيات ومخلوقات، والسماوات والأرض ومن فيهن هي آيات ومخلوقات[8]؛ قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ ﴾ [الروم: 22]، وقد اعترض بعضهم على المصنف في تفريقه هنا، ولكن تفريقه رحمه الله تعالى دقيقٌ مناسبٌ لأمور:

الأول: أن فيه موافقة ومتابعة للسياق القرآني؛ فإن غالب السياق الوارد في القرآن أنه إذا ذكر الليل والنهار والشمس والقمر، وُصِفْنَ بكونهنَّ آيات، وإذا ذكرت السماوات والأرض، أطلق عليهما صفة الخلق؛ كما سيأتي في الأدلة التي ساقها المصنف [9].



الثاني: أن فيه رعاية لحال من يُعَلَّم هذه الأصول؛ حيثُ مثَّل للآيات بمتغيرات لا تثبت، وهي: الليل والنهار والشمس والقمر، فهذا يذهب وذاك يجيء وهذا يشرق وذاك يغيب، ومثَّل للمخلوقات بثوابت لا تتغير، فيُصبح العبد ويُمسي ويكبر، وهي ثابتة في نظره لم تتغير ولم تتبدل، فهو يصبح ويرى السماء، ويصبح ويرى الأرض، فإِلفُه للسماء وللأرض يحجب عنه كون هذه آيات، فكون المتغيرات أمثلة للآيات أظهرُ وأوضح؛ لأن ذلك ظاهر بَيِّنٌ واضح للمراد منه، فالأشياء المتغيرة المتقلبة التي تذهب وتجيء، هذه أظهر في كونها آية، فالمتغيرات من ليل ونهار وشمس وقمر، هي في الدلالة أوضح وأظهر من المخلوقات الثابتة، مع كونها جميعًا آيات كونية مخلوقة، وفيها جميعًا دلالة على المراد[10].



الثالث: أن فيه موافقة للوضع اللغوي للآية والخلق، فإن الآية أصدق في الدلالة على الليل والنهار؛ لأنها في لسان العرب: العلامة البينة الواضحة الدالة على المراد، والليل والنهار والشمس والقمر تتغير وتتحول في علامات ظاهرة، فلأجل دورانهنَّ بالظهور والخفاء صرن علامات، فناسبهنَّ اسم الآية؛ أما الخلق فإنه موضوع في لسان العرب على معنى التقدير الذي لا يطرأ عليه تغيير، والسماوات والأرض لا تتغير، بل هي مصورة على هذه الصورة الثابتة علينا دون تغيير أو تبديل، فناسبها اسم الخلق، فعُبِّر عنها باسم المخلوقات وإن كانت من جملة الآيات؛ فيكون كلام المصنف رحمه الله تعالى غير مضطرب كما توهمه بعض الشراح، بل هو جار على متابعة السياق القرآني، الموافق للوضع اللغوي للآية والخلق [11].



والأمثلة التي ساقها المصنف للآيات تدل على إرادته هنا بالآيات التي تحصل بها معرفة الرب جل وعلا: الآيات الكونية دون الشرعية، ووجه تخصيص الآيات الكونية بالذكر هنا أمران:

أحدهما: أن دلالة الآيات الكونية على ربوبية الله أظهر وأجلى، وهي المقصود إثباته في هذه الجملة؛ فإن الربوبية طريق الإقرار بالألوهية، فإن العبد إذا أقر بالله ربًّا أقرَّ به معبودًا مألوهًا.



والآخر: عموم معرفة الآيات الكونية، فيشترك في معرفتها المؤمن والكافر، والبر والفاجر؛ لأنها ظاهرة قاهرة [12].





[1] ينظر: حاشية ثلاثة الأصول، عبدالرحمن بن قاسم (27)، وتيسير الوصول شرح ثلاثة الأصول، د. عبدالمحسن القاسم (58-60)، وحصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول، عبدالله الفوزان (58- 60).




[2] تعليقات على ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالله العصيمي (19)، وينظر: المحصول من شرح ثلاثة الأصول، عبدالله الغنيمان (76).




[3] ينظر: تعليقات على ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالله العصيمي (19)، وشرح الأصول الثلاثة، عبدالرحمن البراك (18)، والمحصول من شرح ثلاثة الأصول، عبدالله الغنيمان (77).




[4] تعليقات على ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالله العصيمي (18)، وشرح ثلاثة الأصول، محمد بن صالح العثيمين (47).




[5] حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول، عبدالله الفوزان (58).




[6] التعليقات على القول السديد فيما يجب لله تعالى على العبيد، للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي (8).





[7] ينظر: شرح ثلاثة الأصول، محمد بن صالح العثيمين (47)، وشرح الأصول الثلاثة، عبدالرحمن البراك (18).




[8] تعليقات على ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالله العصيمي (19).




[9] ينظر: تعليقات على ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالله العصيمي (19).




[10] ينظر: شرح ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ (61)، وتعليقات على ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالله العصيمي (19).




[11] تعليقات على ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالله العصيمي (19).




[12] الشرح الصوتي: (تعليقات على ثلاثة الأصول)، صالح بن عبدالله العصيمي، برنامج مهمات العلم السابع بالمسجد النبوي 1437هـ.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.25 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.12%)]