|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
سبل حماية الأسرة المسلمة من العنف الأسري
سبل حماية الأسرة المسلمة من العنف الأسري
تعدّ الأسرة حجر الزاوية في بناء المجتمعات، وهي الملاذ الآمن الذي يجد فيه الفرد الحب والدعم والحماية، والأسرة في الإسلام هي أساس استقرار المجتمع، فهي تسهم في تحقيق الأمن والأمان للمجتمع، حيث توفر للأفراد المودة والرحمة والسكن، وتحميهم من الانحراف والانحلال الخلقي، ولها أكبر الأثر في التنشئة الاجتماعية، ومع الأسف، تعاني كثير من الأسر من مشكلة العنف الأسري -بأشكال ودرجات متفاوتة- الأمر الذي يترك آثارًا نفسية واجتماعية عميقة على الضحايا، ويسعى هذا المقال إلى تسليط الضوء على هذه المشكلة من منظور إسلامي، مستندًا إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ويبحث في الطرائق التي يمكن من خلالها حماية الأسرة من هذا الخط الداهم. أولاً: الأسرة المسلمة يدعو الإسلام إلى التعامل بين الأزواج بالمعروف، وهو ما يشمل الرحمة والتفاهم والاحترام، ونفي أي نوع من أنواع الأذى أو العنف، وذلك مصداقا لقوله -تعالى-: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي»، كما يدعو الإسلام إلى بناء العلاقات الزوجية على أساس المودة والرحمة، كما في سورة الروم: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}. إنَّ بيئة الحياة الأسرية الصحية هي أساس لتحقيق الاستقرار النفسي والعاطفي للأفراد وتطوير علاقات قوية ومستدامة بين أفراد الأسرة، ونذكر فيما يلي عناصر أساسية لبيئة الحياة الأسرية الصحية وكيفية تعزيزها: الاحترام المتبادل ويشمل ذلك تقدير مشاعر الآخرين وحقوقهم، والاعتراف بقيمهم الفردية، وفي نطاق الأسرة، يجب أن يكون هناك احترام لرغبات كل فرد واحتياجاته. التقدير والتفهم يجب أن يشعر كل عضو في الأسرة بأنه مهم وله قيمة، وأن تُعطى آراؤهم وقراراتهم الاعتبار، ويمكن تعزيز الاحترام من خلال التواصل الفعّال باستخدام أساليب تواصل بناءة، تضمن احترام مشاعر الآخرين، مثل الاستماع الفعّال وتجنب التحدث بأسلوب هجومي، ولعل من أهم المبادئ في ذلك إيجاد القدوة الصالحة من قبل الوالدين أو ما يطلق عليه (النمذجة السلوكية) ؛ بحيث يكون الوالدان نموذجين يحتذى بهما في احترام الآخرين، ما يُشجع الأطفال على تبني سلوكيات مماثلة. التواصل الفعال ويقصد به فتح قنوات الحوار بما يتيح للأفراد التعبير عن مشاعرهم واحتياجاتهم بطريقة صحية، وبما يسهم في حل النزاعات وفهم وجهات نظر الآخرين، إلى جانب التعامل بصدق وشفافية من أجل تعزيز الثقة بين أفراد الأسرة، وينصح هنا بعقد اجتماعات عائلية دورية لمناقشة القضايا والاهتمامات بطريقة مفتوحة، مع تشجيع أفراد الأسرة على التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم. التفاهم والرحمة ويستدعي ذلك -بلا شك- أن تكون الأسرة مرنة في التعامل مع الاحتياجات والتغيرات، وفهم الظروف التي قد يمر بها الآخرون، وتقديم الدعم العاطفي والتشجيع في الأوقات الصعبة بما يعزز من الشعور بالرحمة والرعاية، ويضاف إلى ذلك إبداء التقدير والاهتمام لإنجازات الأفراد والاعتراف بجهودهم. الموازنة بين الحياة والعمل حيث يساعد تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية على تقليل التوتر والإجهاد، وخلق بيئة أسرية أكثر استقراراً، وما يستدعي ذلك من الحرص على جودة الحياة وقضاء وقت ممتع مع العائلة لتعزيز العلاقات وزيادة الترابط بين أفراد الأسرة. التربية الإيجابية وذلك من خلال استخدام أساليب التوجيه بدلاً من العقوبات، وتقديم نموذج إيجابي للأطفال كما ذكرنا، بمكافأة السلوك الجيد، واستخدام كلمات تشجيعية وبناءة في التعامل مع الأطفال لتعزيز ثقتهم بأنفسهم. الدعم الاجتماعي يمكن للتواصل مع الأقارب والأصدقاء أن يعزز الروابط الاجتماعية ويوفر الدعم العاطفي من خلال الشعور بالانتماء والاندماج في المجتمع، وبناء علاقات قوية وصحية مع الأصدقاء والأقارب. ثانيًا : مفهوم العنف الأسري يقصد بالعنف الأسري أي تصرف يسبب الأذى الجسدي أو النفسي لأفراد الأسرة، ويعد العنف ضد الأسرة في الإسلام خرقًا لمبادئ العدالة والرحمة التي يدعو إليها الدين، ويعرف علم الاجتماع الأسري العنف المنزلي بأنه السلوك العدواني الذي يتم داخل إطار الحياة الأسرية ويشكل سلسلة من الأفعال العدائية بدءاً بالإذلال والقمع اللفظي والعزلة الاجتماعية والإحراج أمام الملأ أو الاستيلاء على الأموال أو التجسس أو الصفع أو الركل أو الصراخ أو تمزيق الثياب أو تحطيم الممتلكات أو التهديد بالقتل أو تهديد الأصدقاء والأقارب أو الطعن بالسكين والرمي بالرصاص أو الحرق وانتهاء بالقتل العمد. وفي المقابل يمكن تعريف الحماية من العنف الأسري بأنها المبادئ والنظم الهادفة إلى حماية أفراد الأسرة من أي إساءة أو إيذاء أو تهديد يرتكبه أحد أفراد الأسرة، أو من في حكمهم ضد فرد آخر منها متجاوزا ما له من ولاية أو وصاية أو سلطة أو مسؤولية، وينتج عنه أذى مادي أو نفسي. ثالثاً : أنماط العنف الأسري يقسم المختصون العنف الأسري إلى نوعين: العنف الموجه ضد المرأة داخل محيط الأسرة، والعنف الموجه ضد الأطفال، ويتخذ العنف الأسري عدة أشكال ومن ذلك ما يلي: العنف اللفظي وذلك من خلال توجيه الألفاظ البذيئة والعبارات المسيئة التي تحط من قدر المعتدى عليه أو تنال من شرفه أو شرف أهله، وقد يتخذ الإيذاء المعنوي أو اللفظي صورة من صور الإكراه، حيث يهدّد الشخص شخصاً آخراً بكشف سره، أو بإيذاء أحد معارفه وأقاربه أو بإتلاف ممتلكاته. العنف البدني وهو أكثر أشكال العنف خطورة ولا سيما إذا صاحبه جروح أو كسور، وقد يأخذ الإيذاء البدني أو الجسدي شكل الاعتداء بالضرب دون إحداث أضرار جسيمة كالصفع على الوجه، والركل بالقدم، والحرمان من الطعام أو الشراب لفترة قصيرة، ويلحق بذلك الإيذاء الصحي بعدم توفير العلاج والدواء والرعاية للزوجة والأبناء حال المرض ولكبار السن أيضًا. العنف الاجتماعي ويكون ذلك من خلال فرض العزلة الاجتماعية على أحد أفراد الأسرة، أو حظر خروج الزوجة من المنزل لزيارة أهلها أو صديقاتها أو تقييد حركة الأبناء في حيز محدد، ومن مظاهره أيضا ما يتعرض له بعض المسنين من عدم الاحترام، أو سوء المعاملة من الزوج أو الأولاد أو الزوجة. العنف الاقتصادي ومن صوره استيلاء الزوج على مرتب زوجته، وسوء استخدام الوكالة الشرعية بين الزوجين، وكذلك استيلاء بعض الذكور على حق النساء في الميراث، ومنع الفتاة العاملة من الزواج من أجل الراتب ودفعها للاقتراض من البنوك أو الشراء بالأقساط، أو الاستيلاء على مهر المرأة دون وجه حق، بالإضافة إلى استخدام الزوج لاسم زوجته في استخراج تراخيص الأعمال التجارية على سبيل المثال. العنف النفسي ويرمز إلى العنف التسلطي الذي من شأنه أن يحدث نتائج نفسية وعقلية واجتماعية، ويشمل طرائق التعبير غير اللفظية كاحتقار الزوجة، أو الأبناء، أو توجيه الإهانة وازدرائهم كالامتناع عن النظر إلى الزوجة واحتقارها بتعابير وجه أكثر احتقاراً وكراهية. رابعاً: الآثار السلبية للعنف الأسري لا شك أن لظاهرة العنف الأسري آثارا سلبية خطيرة تلقي بظلالها على المجتمع (اجتماعياً واقتصاديا وصحيا وأمنيا)، فمن الآثار الاجتماعية حدوث الطلاق وتشتت الأبناء وانحراف الأحداث ومعاقرة المخدرات وشرب المسكر، ومن الآثار السلبية النفسية إصابة أحد أفراد الأسرة بالاكتئاب والاضطرابات النفسية والكرب والضغوط النفسية والتوتر الذي ربما يؤدي إلى الانتحار، ومن الآثار الصحية الإصابات الجسدية والعاهات وأمراض الضغط والسكر والقولون... إلخ، ومن الآثار الأمنية، انتشار سلوك الجريمة والسرقات والاغتصاب وجنوح الأحداث نتيجة حتمية لما اعترى جدران الأسرة من تصدعات رهيبة بسبب العنف الأسري ومن الآثار أيضاً تمزق الروابط الاجتماعية وتدمير العلاقات الأسرية، وبالتالي تهديد كيان المجتمع بأسره. خامساً: أسباب العنف الأسري
سادساً: خطوات التعامل مع العنف الأسري
سابعاً : طرائق حماية الأسرة من العنف
التوصيات
اعداد: ذياب أبو سارة
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |