علم الاجتماع: بحوث سطحية وأخرى استعمارية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4413 - عددالزوار : 851088 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3944 - عددالزوار : 387049 )           »          شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 232 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28478 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60113 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 68 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 859 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام

الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-04-2019, 09:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي علم الاجتماع: بحوث سطحية وأخرى استعمارية

علم الاجتماع: بحوث سطحية وأخرى استعمارية


د. أحمد إبراهيم خضر






اعترافات علماء الاجتماع










الحلقة التاسعة



علم الاجتماع: بحوث سطحية وأخرى استعمارية







تنقسم البحوث الاجتماعية التي تُجرَى في بلادنا إلى نوعين: بحوث عاديَّة محليَّة تُجرَى بجهدٍ وتمويلٍ محلي، وبحوث تُموَّل من الخارج تمَّت بعد الاتِّصال بين الجامعات والمؤسَّسات؛ مثل: هيئة المعونة الأمريكية، ومؤسسة فورد، وبين الجامعات المصرية والعربية.







وعن النوع الأول من هذه البحوث يعتَرِف رجال الاجتماع في بلادنا بما يلي:



أولاً: أنَّ مؤسَّسات البحث الاجتماعي تنشَأ دون هدفٍ واضحٍ، وتُنظَّم بأساليب بدائيَّة قاصرة، وتستغلُّ جُهد العامِلين بطريقةٍ عاجزة معيبة، وأنها لم تنجحْ في تناوُل القضايا الحيويَّة في المجتمع العربي بالتحليل، ولم تُوفَّق في دراسة ما عرضَتْ له من موضوعات.







ثانيًا: أنَّ البحوث الاجتماعيَّة ممسوخة ومُشوَّهة، تستخدم تقنيَّات البحث دُون تدقيقٍ أو إتقان، وتخرُج بنتائج لا تُسهِم في بَلوَرة أيِّ إطارٍ، ولا تُقدِّم أيَّ إضافة لبناء العلم، وتحطُّ من قُدرة علم الاجتماع وأهله.







ثالثًا: أنَّ البحوث الاجتماعية مُبَعثَرة وغير هادفة، وغير متكاملة مع قِطاعات المجتمع المختلفة، ولا تستمدُّ المشكلات الاجتماعيَّة من هذه القطاعات؛ ومن ثَمَّ لا تفيد في ترشيد أيِّ قرارات، ولا تلعب دورًا في تكوين وَعْيٍ اجتماعي على أساسٍ علمي، وليست مُوجَّهة أصلاً إلى مشكلات الجماهير، ولا تهدف إلى مُخاطَبتها بما تتضمَّنه من مفهومات ومصطلحات غامضة.







رابعًا: أنَّ البُحوث الاجتماعيَّة إمَّا جزئية، أو تدرس الأحداث بعد حُدوثها، أو تتناول القضايا ذات الطابع السلبي؛ كالجريمة، والطلاق، والمرض النفسي.







خامسًا: أنَّ الباحثين الاجتماعيين العرب قد أخَذُوا مفهوم المشكلات الاجتماعيَّة كما تجمَّد في الغرب الصناعي، وأوجَدُوا له تطبيقاتٍ عربيَّةً، وأنَّ الذي يُسَيطِر علي دِراسة المشكلات الاجتماعيَّة العربيَّة إشكاليَّات سطحيَّة في التراث الأدبي لعلم الاجتماع، وأنَّ الإشكاليَّات العربيَّة لم تخرُج عن أنماط سلوكيَّة وأفعال انحرافيَّة وقِيَم مرضيَّة.







سادسًا: قلَّما يكون لنتائج هذه البحوث دورٌ فعَّال في التخطيط للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.







والآتي بعدُ هو تفاصيل هذه الاعترافات:



1- عن مؤسَّسات البحث الاجتماعي يقول عزت حجازي: "أمَّا مؤسَّسات البحث الاجتماعي فمُعظَمها ينشَأُ بدون هدفٍ عام واضح، ويُنظَّم بأساليب بدائيَّة قاصرة ولا تستقطب غير القليل جدًّا من العناصر القادرة على العَطاء، الواعِدة، ويستغلُّ جُهد العاملين بطريقةٍ عاجزةٍ معيبة؛ ولهذا فهي لم تنجَحْ في تناوُل القَضايا الحيويَّة في المجتمع العربي بالتحليل، بل ولم تُوفَّق في دِراسة ما عرَضتْ له من موضوعات".







2- عن المسْخ والتشويه في البحوث الاجتماعيَّة وإسهامها في الحطِّ من قدْر علم الاجتماع والمشتغِلين به يقول محمد الجوهري: "أمَّا البحوث الميدانيَّة فظلَّت أمَدًا بعيدًا على تخلُّفها، بل وتعرَّضت في بعض الأحيان للمسخ والتشويه؛ حيث اندفعَتْ بعضُ رسائل الماجستير والدكتوراه إلى استخدام تقنيَّات البحث دُون تدقيقٍ أو إتقان، وعجزت في أغلب الأحوال عن الرَّبط الناجح بين النظرية والبحث؛ إذ كان الباحث ينطلق إلى موضوعه دون رؤيةٍ نظريةٍ مسبقة، ثم ينغَمِس خِلال البحث في مفردات موضوعه وجزئيَّاته، ولا يرى الغابة التي يمشي وسطها من كثْرة الأشجار حولَه، فيخرج في النهاية بنتائج جزئيَّة لا تُسهِم في بَلوَرة أيِّ إطار، ولا تُقدِّم أيَّ إضافةٍ لبناء العلم، ولا ترفع علم الاجتماع وأهله درجةً إلى أعلى".







3- عن غُموض وبَعثَرةِ البُحوث الاجتماعيَّة، وعدم تكامُلها مع قِطاعات المجتمع، وعدم فائدتها في ترشيد أيِّ قَرارات، يقول عبدالباسط عبدالمعطي: "ويكاد يُلخِّص أحد الباحثين العرب علاقة علم الاجتماع في الوطن العربي بواقعه بأنَّها تُشِير إلى اغتراب البحث في علم الاجتماع عن مجتمعه كاغتراب عددٍ من القائمين به عن هذا المجتمع، وأنَّ الصفات الغالبة عليه تُشِير إلى أنَّ معظم البحوث مُبَعثَرٌ غير هادف، وغير مُتَكامِل مع قِطاعات الإنتاج والخدمات والسياسة والثقافة والتعليم... إلخ، فهو لا يستمدُّ مشكلاته البحثيَّة من هذه القطاعات، ولا يفيد في ترشيد أيِّ قَرارات فيها، غالبيَّة البحوث لا تلعَبُ دورًا في تكوين وعْي اجتماعي لدَى الجماهير على أساس علمي... عددٌ غير قليل منها ليس مُوجَّهًا أصلاً إلى مشكلات هذه الجماهير، ولا يهدف إلى مخاطبتها؛ لأنَّه يَكتُب بلغة الخاصَّة، لغة المفهومات والمصطلحات الغامضة التي لا تمتُّ بصلةٍ إلى واقع هذه الجماهير وخصائصها".







4- وعن جُزئيَّة البحوث الاجتماعيَّة ودِراستها للأحداث بعد حُدوثها وتركيزها على الموضوعات ذات الجانب السلبي، يقول سعد الدين إبراهيم: "أنْ تصفَ المُحاوَلات التي قامتْ في البلاد العربية في نِطاق البحث العلمي الاجتماعي لها إمَّا جزئية أو دراسة الأحداث بعد حُصولها، أو تناول القَضايا ذات الطابع السلبي من وجهة نظَر البنية الاجتماعيَّة؛ مثل: الجريمة والطلاق والمرض النفسي والتفكُّك والهجرة الريفيَّة الحضريَّة...".







5- وعن تناوُل الباحِثين الاجتماعيِّين العرب مفهوم المشكلات الاجتماعيَّة كما هو سائدٌ في الغرب الصناعي، وعن الإشكاليات السلبية السطحية المتكرِّرة التي يتناوَلونها، يقول سالم ساري: "تُسَيطِر على دِراسة المشكلات الاجتماعية العربية رغم حيويَّتها إشكاليَّات بحثيَّة سطحيَّة متكرِّرة تأخُذ شكل موضوعات مترسِّبة في التراث الأدبي لعلم الاجتماع، وقد أخَذ الاجتماعيون العرب مفهوم المشكلات الاجتماعيَّة كما تجمَّد في المجتمعات الغربية الصناعية... ووجَدُوا له تطبيقات عربيَّة، فلم تخرُج إشكاليات البحوث العربية بذلك عن أنماط سلوكيَّة وأفعال انحِرافيَّة وقيم باثُولوجيَّة، أو ظواهر مشكلة قابلة للملاحظة والقياس كاخْتلالات فردية واختلافات ثقافية أو وصمات اجتماعية".







6- وعن عدم فعاليَّة نتائج هذه البحوث في التخطيط للتنمية الاقتصادية والاجتماعية يقول سالم ساري: "إنَّ نتائج البحوث الاجتماعيَّة في البلاد العربية قلَّما يكونُ لها دور فعَّال في التخطيط للتنمية الاقتصادية والاجتماعية".







وتكشف اعتِرافات رجال الاجتماع في بلادنا بصفةٍ عامَّة عن أنَّ البحوث الميدانية سطحيَّة مبعثرة غير هادفة، زاخرة بالبيانات، تصدُر تباعًا، تُكتَب بلغة لا يفهمها إلا الخاصَّة، بالإضافة إلى أنها قُطريَّة تجزيئيَّة لا ترتبط بالسِّياق المجتمعي العام، تحتوي على مصطلحات غامضة لا يفهمها إلا أصحابها، لا تَمُتُّ بصلةٍ إلى واقع الناس أو حَياتهم، تقومُ على فكرةٍ من هنا وأخرى من هناك، ثم اختيار عيِّنة عَشوائيَّة عَمديَّة في مُعظَم الأحيان، ثم تصميم استمارة بغَضِّ النظَر عن مُلاءَمتها أو عدم مُلاءَمتها لموضوع البحث، ثم استِطراد في عرض جداول طوليَّة وعرضيَّة ونِسَب مئويَّة للبيانات.







بيانات هذه الاستمارة من صُنع صاحبها يصوغها ليُحاصِر بها المبحوث، وليُجِيب إجابات يريدها هو إمَّا بنعم أو لا.







يخرُج الباحثون بعد انتهاء بُحُوثهم بنتائج جزئيَّة لا تُسهِم في بَلوَرة أيِّ إطار، ولا تُقدِّم إضافة لبناء العلم، ولا تَرفَع علم الاجتماع وأهله درجةً أعلى، وهي في جُملتها تحصيل حاصل؛ لأنَّ الباحثين يلهَثُون لإثبات بدهيَّات ثابتة منذ زمنٍ بعيد.







يُجرِي الباحثون في بلادنا دِراساتهم إمَّا بعد فكرٍ مسبق مُستَنِدين إلى الأدوات البحثيَّة الشائعة في علم الاجتماع، أو يذهبون إلى المجتمع لدِراسته في ضوء نظريَّة أو نتائج بعض الدراسات التي تجمع أفكار العديد من الاتجاهات، أو يستخدمون نظريَّات سائدة في الغرب، أو نظريات لعلماء اجتماع بارزين.







الماركسيون منهم يدرسون المجتمع في ضوء الفكر المادي التاريخي، إمَّا بصُورته القديمة المرتكِزة على نصوص هذا الفكر مباشرة، ثم يُحاوِلون الإتيان من الواقع ما يثبت صدقها، وإمَّا يدرسونه في ضوء مقولات ونظريَّات وقَضايا الماركسيَّة المعدلة.







باحِثون آخَرون يدرسون مجتمعاتنا مُستَنِدين إلى خليطٍ من النظريَّات الغربية والمادية والتاريخية، وهناك مَن يُحاوِل دراستها مسترشدًا بالتقاليع الجديدة التي تُدعَى بالظاهراتية والإثنوميثودولوجيَّة.







تحت شعار شموليَّة المعرفة يدرس الباحثون في بلادنا قَضايانا ومَشاكلنا انطلاقًا من مفاهيم تولَّدت أصلاً في مجتمعات مُغايِرة لنا، فيصلون إلى نفْس الاستنتاجات التي تحقَّقت فعلاً في هذه المجتمعات.







ورغم هذا كلِّه فإنَّ البحوث التي أُجرِيتْ في بلادنا قد أثبتَتْ أنَّ النظريَّات التي اعتمدتْ عليها تحمل خَلَلاً، بدليل أنَّ النتائج التي توصَّلت إليها لم تُحقِّق مصلحةً، ولم تُعْنَ باتِّخاذ قَرارات ملائمة.







أمَّا بالنسبة لطُرُق وأدوات البحث التي استُخدِمتْ في هذه الدراسات، فإنَّ باحثينا قد توقَّفوا عن العَدْوِ الذي مارَسُوه فيها لسنين طويلة، وباتوا يتساءَلون: ماذا قطعنا من الطريق؟ وماذا حقَّقنا من نتائج؟ وما قيمة هذه النتائج؟ وإلى أيِّ مدًى أسهمتْ في تطوير المجتمع؟ وهل تسيرُ البحوث الاجتماعية في طريقٍ مستقيم، أم إنها تسير في مَتاهات لا أوَّل لها ولا آخِر؟ وهل استطاعوا صِياغةَ نظريات محكمة على أساس الرُّكام الضخم من البيانات التي جمعوها في السنين الماضية؟







اعتَرَف رجال الاجتماع في بلادنا بأنَّ المؤلَّفات العربيَّة في المنهج تعتَمِد على النقل الكامل من التراث الغربي؛ ولهذا نلاحظ خلطًا كبيرًا في المنهج في المؤلَّفات العربيَّة وتلك الغربية التي اعتمدتْ عليها واقتبستْ منها أفكارها وقواعدها وحتى أمثلتها.







سَلَّمَ رجال الاجتماع في بلادنا بأنَّ المداخل المنهجيَّة التي استخدَمُوها قاصرة، وأنَّ أدوات البحث معيبة وغير محايدة، تنتَمِي إلى سياقٍ حضاري مختلف عنَّا ولا تصلح للتطبيق في بلادنا، انتهت فقط إلى كمٍّ هائل من الحالات والجداول التي تتوزَّع عليها المعلومات، وكان ناتج الجهود التي بُذِلتْ قدرًا هزيلاً من المعلومات التي لا تُضِيف كثيرًا، وقد لا تُضِيف شيئًا إلى ما يعرفه الإنسان المُثقَّف، بل والعادي عن موضوع البحث.







الذي تحدثنا عنه هو النوع الأول من البحوث، أمَّا النوع الثاني فيشهد على صدق ما قاله (جاك بيرك) من أنَّ علم الاجتماع علمٌ استعماري منذ اللحظات الأولى التي استُخدِم فيها في بلادنا وحتى الآن، البحوث الأولى في علم الاجتماع كانت تُجرَى لخدمة مخططات الغرب وأجهزة مخابراته، سَواء لتسهيل دخول الاستعمار إلى بلادنا، أو جمع المعلومات المختلفة عنها لإعادة تركيب نظمها وحَياتها، والتأكيد على الفُروق العرقيَّة بين أبنائها، والعمل على إبراز الحضارة ما قبل الإسلاميَّة فيها، وتاريخ علم الاجتماع في المغرب العربي مثالٌ صارخٌ على ما نقول.







أمَّا اليوم فإنَّ عقول رجال الاجتماع في بلادنا تابعةٌ لعقول عُلَماء الاجتماع في الغرب، إنهم يفخَرُون بِمَن ذهب واستقرَّ منهم هناك واحتلَّ مكانه في خدمة الأهداف الغربية، وينظُرون إليه على أنَّه عالم فذٌّ قدَّرَه الغرب ويتمنَّون لو كانوا مكانه، ويندبون حُظوظهم وعدم تقدير بلادهم لهم ويُردِّدون دائمًا: "لا كرامة لنبيٍّ في وطنه"، وهم يسعدون لو تكرَّم عليهم الغربيون بنشر مقالاتهم في مجلاتهم، ويُقدِّمون المعلومات عن بلادهم طواعيةً واختيارًا وطمعًا أنْ يَرضَى الغرب عنهم.







نجح الغربيون إلى حَدٍّ كبير في توظيف الخبراء الاجتماعيين من بلادنا في هيئاتهم ومُؤسَّساتهم الدوليَّة منها بصفةٍ خاصَّة، ويُغدِقون عليهم بالدولارات لتقديم المزيد من المعلومات عن مجتمعاتهم.







يُجرِي الغربيون العديدَ من الدراسات عن بلادنا لخدمة أهدافهم السياسية والتي لا صلةَ لها بعلاج مَشاكِلنا، وإذا عُولِجت ففي ضوء مَصالِحهم السياسيَّة والاقتصاديَّة والغربيَّة.







البحوث الأجنبيَّة والمشتركة زادَ عددُها وتعدَّدت موضوعاتها، تبدأ عادة باتِّصال الجامعات الغربية بعددٍ من الباحثين في بلادنا، أو بتشكيل روابط بينها وبين جامعاتنا، وتنشط المؤسَّسات الغربيَّة هنا بصفةٍ خاصَّة وعلى رأسها هيئة المعونة الأمريكيَّة ومؤسسة فورد.







يشترك باحثونا في هذه الدراسات التي تُجرِيها هذه الجامعات أو هذه الهيئات، ويسيل لعابهم أمام العائد الدولاري الكبير، حتى الماركسيون منهم يشتركون فيها أيضًا ويرمون مبادئهم وَراء ظهورهم مُؤقَّتًا، ومنهم مَن يدَّعي أنَّه صاحب مبدأ يرفُض الاشتراك في هذه البحوث المموَّلة ذات العلاقة القويَّة بالمصالح والاحتياجات اليهوديَّة، والمرتبطة ارتباطًا قويًّا بأجهزة المخابرات الغربية، ولكن في قلبه حَسرة على الخلل الذي ترتَّب على اشتراك غيره فيها وإحجامه هو عنها.







لم يستَوعِب باحثونا أنَّ هذه البحوث ما هي إلا شكل آخَر من أشكال خدمة الأهداف الغربيَّة بعد أنْ افتُضِح أمر مشروع كاميلوت، الذي كان يقومُ بنفس هذا الدور في الماضي، والذين استوعبوا ذلك يهاجمونه لا لشيءٍ إلا لأنهم لم يشتركوا فيها، المهم هنا هو أنَّ باحثينا قد دافعوا عن اشتراكهم في هذه البحوث، وكانت حجَّتهم أنَّ الأمريكيين واليهود يحصلون على ما يريدونه من معلومات لأنَّ أعمالهم منشورة، ولأنَّ البحوث في بلادنا بحاجةٍ إلى تمويل وميزانيَّات حكوماتنا لا تكفي، وأنه لا بأسَ من تطوير عِلمنا بأموالهم.







المخطَّطات الغربيَّة تَمضِي قُدُمًا في تحقيق أهْدافها، وكان قد أُشِير في اجتماعات لجنة الشؤون الخارجيَّة بالكونجرس الأمريكي التي ناقَشتْ ما يُسمَّى بـ"الأصولية الإسلامية والتطرُّف الإسلامي" في عام 1985 إلى أهميَّة الدور الذي يجب أنْ تقوم به وكالة الإعلام الأمريكيَّة في الدعوة إلى التعرُّف على الثقافة والمجتمع الأمريكيَّين كأحد وسائل التحكُّم في مَسار الصحوة الإسلاميَّة، وقد عثرنا في عام 1991 على برقيَّة خطيَّة (سريَّة) من وزير التعليم العالي إلى مدير إحدى الجامعات في دولةٍ عربيةٍ تتعلَّق بدور هذه الوكالة، نصها فيما يلي:



"أشير إلى برقية... رقم... بتاريخ... نسخة من برقيَّة وزير الخارجية رقم... وتاريخ... بشأن مذكرة سفارة الولايات المتحدة الأمريكيَّة لدى... والمتضمِّنة الإفادة بأنَّ مجلس تبادُل العلماء الدولي الذي تَرعاه وكالة إعلام الولايات المتحدة الأمريكيَّة سيُقدِّم... منحًا للبحث العلمي خِلال العام الجامعي... وأوضحت السفارة أنَّ هذه المِنَحَ مُموَّلة بالكامل من قِبَلِ وكالة الإعلام، وأنها سوف تُقدَّم ضمن البرنامج الأمريكي لمنح البحوث، وتُوضَع بتصرُّف أساتذة الجامعات في بلدان الشرقَيْن: الأدنى والأوسط، وشمال إفريقيا، وجنوب آسيا؛ لإجراء بحوث في مواضيع متعلِّقة بدِراسة الثقافة والمجتمع الأمريكيَّين، ورغبَت السفارة الأمريكيَّة في توجيه الدعوة إلى أساتذة وباحثي الجامعات للاشتراك في هذا البرنامج".







هذا عن دِراسة الثقافة والمجتمع الأمريكيَّين، أمَّا عن برنامج بحوث الشرق الأوسط التابع لمؤسَّسة فورد، فنُورِد فيما يلي قائمةً بالأبحاث المطلوبة والتي يُموِّلها الأمريكيون كاملة، والتي حددتْ بوضوحٍ اعتبارًا من عام 1986:



برنامج بحوث الشرق الأوسط (merc)



قائمة بالأبحاث الممولة



الدورة الأولى (يونيو 1986):



"تأثير التغيرات في آراء الصفوة السياسيَّة على تحوُّلات السياسة الخارجيَّة المصريَّة: 1970-1977" مصر.







"العرب واليونسكو: دراسة للسياسة الإقليمية في منظمة دولية" مصر.







الدورة الثانية (ديسمبر 1986):



"الرايخ الثالث وفلسطين: 1933-1945" الضفة الغربية.







"الدولة في الشرق الأوسط" تركيا.







"تنظيم جماعات أصحاب العمل والعمَّال في تركيا" تركيا.







"تدخُّل القُوَى العظمى في القرن الأفريقي" السودان.







"التشريعات والتنمية في مصر: 1971-1986" مصر.







"نظام الحزب الواحد في إفريقيا: بين النظرية والتطبيق" مصر.







"دور المعتقدات والإدراك الذاتي: دراسة حالة عبدالناصر والسادات" مصر.







"دور ومستقبل حزب الوفد الجديد في إطار الحياة السياسية المصرية" مصر.







"أثر الهجرة للعمل بالدول العربية على البناء الاجتماعي للقرية: دراسة إنثروبولوجية لبعض قرى مصر والسودان" مصر.







"الاتِّفاقيَّات الدوليَّة التي تكون الدول العربية طرفًا بها" تونس.







الدورة الثالثة (يونيو 1987):



"دور الإسلام في السياسة التركية منذ عام 1980" تركيا.







"الإسلام الأصولي في تركيا" تركيا.







"ما قبل وما بعد الكساد البترولي: تأثير انخفاض اقتصاديات البترول على الهجرة والتحول الاجتماعي في قرية مصرية" مصر.







"أزمة النظام الإقليمي العربي في الثمانينيَّات" مصر.







"دراسة مقارنة للمعارضة السياسة في تونس والمغرب: 1975-1985" مصر.







"السياسية التعليمية ودور المدارس المصرية في التنشئة السياسية" مصر.







"الأبعاد الجديدة لمشكلة الجنوب والقضية الوطنية في السودان" السودان.







الدورة الرابعة (ديسمبر 1987):



"الأيديولوجية والسياسة خلال التحول في السياسات الاقتصادية في تركيا: 1980-1987" تركيا.







"التطوُّر الاقتصادي في تركيا ومصر بين 1970-1985: دراسة مقارنة" تركيا.







"تنظيم العلاقة بين الدِّين والسياسة في الأنظمة العربية المعاصرة - بحث مقارن في مفهوم عربي للعلمنة وفي سبل احتواء النزاعات" لبنان.







"تعظيم المكاسب: الإدارة الأمريكية للنزاع العربي الإسرائيلي: 1973-1988" مصر.







"سياسة العُنف في محتوى إفريقي: دراسة لحركة جيش التحرير الشعبي السوداني" السودان.







الدورة الخامسة (سبتمبر 1988):



"الدولة والشبكات السياسية والإستراتيجية الاقتصادية الجديدة في تركيا" تركيا.







"التحوُّل الاجتماعي الاقتصادي والدولة والنُّظم السياسية في مصر وتركيا" مصر/تركيا.







"سياسة التعاون وإدارة الصراع في البحر الأحمر: دراسة حالة السودان والمملكة العربية السعودية" السودان.







الدورة السادسة (ديسمبر 1988):



"العلاقة بين القُوَى العُظمَى والنُّظم الإقليمية العربية 1955-1970" لبنان.







"التحوُّل الريفي في تركيا: بين المكاسب والخسائر" تركيا.







"العمل الجماعي والتجمُّعات الشعبية: عشرون عامًا من التغيُّر في الضفة الغربية" الضفة الغربية.







"دراسة في دور نادي باريس في مصر في ضوء وظائفه التاريخية والعالمية" مصر.







"حصار بيروت في 1982: دراسة حالة لحرب محدودة كما عاصَرها شاهد عيان عاش في لبنان ما بين 1973-1988" مصر.







"الهجرة الدولية والاستفادة من الرقعة الحضرية في المغرب - حالة ناضور" المغرب.







الدورة السابعة (يونيو 1989):



"جدلية الحرية والقهر: النزاع العربي حول فلسفة السلطة" لبنان.







"أزمة الحوار السياسي الحديث: قراءة في تجربة مصر الليبرالية: 1920- 1935" المغرب.







"الإسهام المرتقب للأشغال اليدوية والصناعات الصغيرة في الإصلاح البنائي في السودان" السودان.







"الانقلابات العسكرية في تركيا في فترة ما بعد الحرب، من وجهة نظَر الأحزاب اليمينية" تركيا.







"صحوة الحركة النسائية في مصر في السبعينيات والثمانينيات" مصر.







"النظرة الإسلامية للغرب في الفكر العربي المعاصر" لبنان.







"عودة مصر إلى التكامل في الاقتصاد السياسي الدولي، السياسة التصديريَّة والأداء التصديري خلال سياسة الانفتاح منذ عام 1973" لبنان.







"التعدُّدية الحزبية والتنمية السياسية في مصر 1976-1990" مصر.







الدورة الثامنة (يناير 1990):



"القدوة: دليل السلوك والوعي السياسي: الصراع حول مكانة المرأة في مصر" مصر.







"تنمية جنوب السودان" السودان.







"دراسة حول الديمقراطية في تركيا: المؤسَّسات السياسية" تركيا.







"الاستمرار والتغيير في السياسة الخارجية التركية تجاه الاتحاد السوفيتي" تركيا.







"العلاقات التجارية بين مصر والسوق الأوروبية المشتركة: تقييم الواقع واستقراء المستقبل" مصر.







"تأثير السياسات التحرُّرية على القطاع الصناعي الحضري: دراسة حالة أنقرة" تركيا.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 76.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 74.57 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.52%)]