الإسلام والغزو الحديث - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-04-2019, 09:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي الإسلام والغزو الحديث

الإسلام والغزو الحديث
محمد جمال حليم






لقد تعرَّضَت الرِّسالةُ الخاتمة - وما زالَت تتعرَّض - لكثيرٍ من العقبات التي تُحاول أن تقف حائطَ صدٍّ في سبيل انتشارها وذيوعِها، وقد تنوَّعَت صور هذه العَقبات مع تعدُّد العصور والأزمان، حتى اتَّخذَت اليوم أشكالًا وصورًا قلَّ مَن ينتبه إليها، وقبل الشُّروع في الحديث عمَّا تواجهه الدَّعوةُ الإسلاميَّة اليوم، تجدرُ الإشارة إلى صور ذلك العداء في عصر النبيِّ الأمين، وكيف تَعامل معه مع اختلاف صوره وأشكالِه؛ حتى يَظهر مدى التطوُّر الرَّهيب الذي يَجتهد أعداءُ كلِّ عصر في تجديده؛ بُغية الوصول لمآربهم وإطفاء النور مع ضآلة وسائلِهم ووضاعتها: ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 32].

موقف الأعداء من رسالة السماء قديمًا:
لم يكن حال النَّاس قبل بعثة النبيِّ صلى الله عليه وسلم وما جنَته البشريَّة على نفسها آنذاك من ظُلمٍ وقتْل - مانعًا لها من التَّفاؤل؛ فقبل مجيء النبيِّ الكريم صلى الله عليه وسلم تطلَّع القومُ لبعثته، وراحوا يتوقون لحياة العدلِ والمساواة وتَجسيد معاني الخير؛ كما بشَّرَت بها كتبُ السَّماء، إنَّهم يَعرفونه كما يَعرفون أبناءَهم، بل إنَّ من أشكل عليه معرفتُه من عوام الناس لَجأ إلى القساوسة والأحبار يَصفون لهم سمْتَه الخَلقي والخُلُقي، ولا ريب في هذا، فعن الإمام أحمد قال: حدَّثنا أبو النَّضر، حدَّثنا الفرج - يَعني ابن فَضالة - حدَّثنا لقمان بن عامر، سمعتُ أبا أمامة، قال: قلتُ: يا نبيَّ اللهِ، ما كان بدْء أمرِك؟ قال: ((دَعوة أبي إبراهيم، وبُشرى عيسى، ورأَت أمِّي أنَّه خرج منها نور أضاءَت منه قصورُ الشام))[1].

ودعوةُ إبراهيم هي قولُه تعالى على لسان أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام: ﴿ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [البقرة: 129].

وهو صلَّى الله عليه وسلم المبشَّر به على لسان نبيِّ الله عيسى عليه السلام؛ قال الله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ﴾ [الصف: 6].

وأمَّا رؤيا آمِنة، فكانت منامًا رأَته حين حملَت به، وقَصَّتْه على قومها، فشاعَ فيهم واشتَهر بينهم.

ولقد كان من المنتظَر أنْ تخرَّ البشريَّة سُجَّدًا لله بِمَقْدَمِه وتَدِينَ له رؤوسهم، فهم يعرفونه قبل مَقْدمه وفي انتظار بعثته: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ﴾ [البقرة: 146]، بَيْدَ أنَّهم ناصَبوه العداءَ، وراحوا يدبِّرون له المكايد: ﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 101].

ولقد اختلفَت وسائلُ صدِّهم عن الرَّسول ودعوتِه، بعد اتِّفاقهم على استئصال شأفَتِه والنَّيل منه؛ فراحوا تارةً يَستميلونه بالمال، وتارةً بالجاه والسلطان؛ إن أردتَ مالًا أعطيناك، وإن أردتَ مُلكًا ملَّكناك.

ثم تراهم يثيرون عليه رؤساءهم وأسيادَهم؛ يَزعم أنَّه جاء بدينٍ جديد، دين يسوِّي بينكم وبين عبيدِكم، بل يسوِّي بين العربيِّ وغيره، وأنتم أصحاب الوجاهة والمَكانة، فقد نادى في الناس: ((يا أيُّها الناسُ، ألا إنَّ ربَّكم واحدٌ، وإنَّ أباكم واحدٌ، ألَا لا فضل لعربيٍّ على أعجميٍّ، ولا لعجميٍّ على عربيٍّ، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر، إلَّا بالتقوى))[2].

ولا يَمَلُّون من تعدُّد الوسائل؛ فبعد توجه الطعن له بالسِّحر والكهانة والكذب: ﴿ وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ﴾ [ص: 4]، راحوا يَرمون بسِهامهم قِبَل الدَّعوة التي جاء بها التي تَجعل الآلهةَ إلهًا واحدًا، وهو ما لا يصدِّقونه ولا يطيقونه: ﴿ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴾ [ص: 5]، ثمَّ جدَّدوا على أنفسهم العهدَ بالصَّبر على آلهتهم: ﴿ وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ * مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ ﴾ [ص: 6، 7].

وهكذا تَتوالى الأيَّامُ وتكثر المِحَن، ويزداد المكر بالدعوة ونبيِّها، حتى اجتمعوا يَأخذون رأيَهم في إنهاء هذا الحوار الدَّائر والشرِّ المستطير الذي حلَّق فوق رؤوسهم - على حدِّ زعمهم -: ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30].

وبرغم ما تقدَّم من إيذاءٍ فقد اتَّخذ النبيُّ الكريم العفوَ منهجًا: ((اذهبوا فأنتم الطُّلَقاء))، واللِّينَ سبيلًا: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ ﴾ [آل عمران: 159]، والصَّبرَ طريقًا لنشر دعوته وسَط هذه الافتراءات المتكررة والدَّعاوى الباطلة، فانصرَف همُّه للذَّود عن الدعوة، ولم يثأر لنفسه قطُّ، وحينما يشتد به البلاء، يَرفع يدَه إلى السماء، ويقول: ))لعلَّ اللهَ يُخرج من أصلابهم مَن يوحِّد الله)).

ولا يعني هذا التَّسليم في دَعَة ووضاعة، بل بعزَّة نفسٍ، عقَدَ العقودَ، وكتَب العهودَ، بينه وبين اليهود؛ يَستميلُ قلوبَهم، ويخاطبُ ضمائرَهم، وليرسي دعائمَ دعوته التي إن وجدَت لها طريقًا سارَت فيه بذاتيَّة تجوب الصحاري والفيافي، تَجتذب القلوبَ التي أرهقَها السَّيرُ في التِّيه والظلام، وتُقنع العقولَ التي فكرَت في كل شيء إلَّا في وجود إلهٍ للكون يستحقُّ وحدَه العبادة، وهكذا تَمضي الأزمان حتى حطَّت الأمَّة رحالَها في هذا العصر، الذي اختلفَت فيه وسائل الكَيد والتضييق.

الغزو الحديث:
لمَّا كان الإسلام يَدعو أنصارَه إلى التطوُّر والرُّقي ومسايرة العصر بما يُناسبه من وسائل، مع الاحتفاظ بثوابت الدِّين، اتَّخذ الأعداءُ من ذلك مَسلكًا يتسلَّلون منه لواذًا؛ لتَجميد نصوص الدَّعوة تارة، وإنكارها تارةً، وبالكليَّة توجيه التُّهم لرسالة السَّماء بعدم صلاحيتها لمواكبَة العصر ومتطلَّباته، ومن ثمَّ فلم تَعد مناسبة.

ولقد اختلفَت صورُ التَّشكيك كما تنوعَت أساليبُه، وسأقف مع واحدةٍ من أخطر هذه الوسائل تأثيرًا في العصر الحديث:
الشبكة العنكبوتية:
تحتلُّ الشبكة العنكبوتيَّة مكانةً خاصَّة في عصرنا هذا، حتى إنَّه لا تكاد تجد منزلًا أو متجرًا أو مكتبًا يَخلو من جهاز حاسوبٍ يَستطلع من خلاله المستخدمُ كلَّ ما هو جديد في العالَم، لا سيَّما الأخبار العالميَّة اللحظيَّة، وقد تعدَّى الأمر أجهزةَ الحاسوب؛ فالهواتف الخلويَّة أمسَت رفيقًا لمعظم شرائح المجتمع؛ بدايةً من الأطفال، مرورًا بالشباب، وانتهاء بالشيوخ، على اختلاف أنواع الجميع، ذكورًا كانوا أم إناثًا.

ولقد اتَّخذ الأعداءُ - لا سيَّما وأنَّهم يَملكون أدوات هذا المجال - من هذا الشُّيوع والانتشار الواسِع لمستخدمي الشبكة العنكبوتية ذريعةً لطمس الهويَّة الإسلاميَّة؛ بتغريب النَّاس، وبثِّ السموم من الأفكار المنحرفة، وتسطيح الفهم، وأقل ما يمكن أن يجنوه من خيراتٍ لهم أن يُقْصُوا النَّاسَ عن قضايا دينِهم وأمَّتهم، وإضاعة أوقاتهم، وتعريضهم لأمراض التقنية الحديثة.

اللِّص الأزرق:
ويحتلُّ اللِّص الأزرق "الفيس بوك" أخطر هذه الوسائل؛ لانتشاره بين جميع الأوساط، لا سيَّما شريحة الشباب، فيقضون عليه أكثر السَّاعات، وهو ما يعرِّضهم لكثيرٍ من الشبهات، ناهيك عمَّا يترتَّب على ذلك من أمراض نفسيَّة وعضويَّة، فقد أكدَت دراسة دنماركية حديثة أنَّ التوقُّف عن استخدام موقع التواصل الاجتماعي الأكبر في العالم "الفيس بوك" يساهِم في جعل الإنسان يَشعر بسعادة أكبر.

وخلَصت الدِّراسة التي أجراها باحثون في معهد أبحاث السَّعادة بالعاصِمة كوبنهاجن، إلى أنَّ مستخدمي "الفيس بوك" أكثر عُرضةً للإحساس بالضُّغوط بنسبة تصِل إلى 55 بالمائة، بعد دِراسةٍ ميدانيَّة على أكثر من ألف مستخدِم.

هذا، وقد أثبتت العديد من الدراسات التي قام بها باحثون خطرَ الشبكة العنكبوتية - وبخاصة "الفيس بوك" - على التراث الإسلامي، خاصة بعد انتشار عدة نسخ من المصاحف الإلكترونية التي حوت تحريفات وتصحيفات، وأيضًا بعد وجود كتب إسلامية محرفة عن نسخها الأصلية، بعد التصرف في بعض نصوصها "إلكترونيًّا" بزيادة بعض التعديلات التي تخدم أهواء المشككين، وهو ما اعتبرته الدكتورة دينا الحطيبي - أستاذ تكنولوجيا التعليم بجامعة الملك خالد - في دراسة حديثة لها أنه بمثابة "إرهاب إلكتروني"، منوهة في دراستها إلى أن هذا النوع من الإرهاب يعتمد بالشكل الأساسي على استخدام الإمكانيات العلمية والتقنية، واستغلال وسائل الاتصال والشبكات المعلوماتية من أجل تخويف وترويع الآخرين وإلحاق الضرر بهم أو تهديدهم، وهو الخطر الحقيقي لأمن الدول القومي؛ حيثُ أصبحت البنية التحتية لأغلب المُجتمعات الحديثة - كما تقول الدراسة - تُدار عن طريق أجهزة الحاسب الآلي والإنترنت، ما يُعرِّضها لهجمات مُتعددة من الهاكرز والمُخترقين بشكل عام، ويصعب في الوقت نفسه التعامل معه وتتبع مستخدميه.

وأضافَت الدِّراسة: إن كان الإرهاب بصِفةٍ عامَّة بجميع أشكاله وشتَّى صنوفه يَنطلق من دوافع متعدِّدة، ويَستهدف غايات معيَّنة، فإنَّ الإرهابَ الإلكتروني يتميَّز عن غيره من أنواع الإرهاب بالطَّريقةِ العصريَّة؛ المتمثِّلة في استخدام الموارد المعلوماتيَّة، والوسائل الإلكترونية التي جلبَتها حضارةُ التقنية في عصر المعلومات؛ لذا فإنَّ الأنظمة الإلكترونيَّة والبنية التحتيَّة المعلوماتية هي هدف الإرهابيين، وهو ما يمثِّل خطرًا حقيقيًّا يجب التنبُّه له والتعاطي معه، ليس بالوسائل التقليديَّة؛ لِما له من عَظيم الأثر على مقدرات الشعوب والأمم.

ولا يَخفى ما لبعض المنتديات التي تَحوي أشخاصًا مَجهولي الهُويَّة من خطَرٍ داهِمٍ على الدَّعوة الإسلاميَّة؛ بإثارة الشُّكوك ونشرِ الأفكار الهدَّامة المسمومة، وهو ما يؤثِّر بلا شك في بعض شباب المسلمين قَليلي الدِّراية بأساليب هؤلاء، ومن ثمَّ يَقعون فريسةً سهلةً في حملات التغريب والتنصير، بل والإلحاد.

ضوابط:
نعم، لا يُنكِر عاقلٌ الدورَ الكبير الذي تَلعبه الشبكةُ العنكبوتيَّة في الدَّعوة إلى الله وتَسهيلِ البحث وغير ذلك، لكن لا بدَّ من مراعاة الضَّوابط التي تَتناسب وعقيدتَنا الإسلاميَّة؛ حتى لا تُؤتى الدَّعوةُ من قِبَل هؤلاء، وهذه الضَّوابط بعضها يَرجع للمستخدم نفسِه؛ كأن لا يَسمح لنفسه بقَبول الغرباء واختلاطِ الرِّجال بالنِّساء، وألَّا يَتمادى في فتح حواراتٍ لا هدَف من ورائها، وإضاعة الوقت بما لا طائل مِن ورائه، والاشتغال بسفاسِف الأمور، كما أنَّ على المستخدم ألَّا يتطلَّع لأسرار الآخَرين ولا يَبوح هو بما يخصُّه من أمور "خاصة"؛ حيث لا يأمن الانتحالَ الذي يُرديه طريحًا على أرضيَّة الاستغلالِ بشتَّى صوره وأشكالِه، ومن ثمَّ يَقع في براثن "الابتزاز".

وبالجملةِ، فعلى المسلمين أن يَمتلكوا أدواتهم للذبِّ عن الدَّعوة الإسلاميَّة، وأن يَتعاملوا مع هذه التقنيات تعاملَ المحترف لا الممارِس، المتقِن لا المطَّلع؛ فمَن تعلَّم لغةَ قوم أمِن مَكرهم، ولا شكَّ أنَّ التعاطي مع هذه المعطيات بمهارة يساعِد كثيرًا في نشرِ مبادئ الإسلام السَّمحة للناس جميعًا دونما تَحريفٍ أو تزييف، فتعلُّم هذه الأمور الآن أمسى واجبًا كفائيًّا، فينبغي التوجُّه الحثيث لسدِّ هذه الثُّغرة، فهل من مُجيب؟!


[1] "مسند أحمد"، (ج 4 / 127 - 128)، و(5 / 262)، والحاكم في المستدرك (2 / 600)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، وأقرَّه الذهبيُّ، وذكره الهيثميُّ في "مجمع الزوائد" (8 / 222) و(223)، وقال: رواه أحمد والطبراني والبزار، وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصَّحيح غير سعيد بن سويد، وقد وثَّقه ابن حبان.

[2] حديث صحيح: أخرجه أحمد (23536)، والبيهقي في "الشعب" (5137)، وأبو نعيم في "الحلية"، (3 / 100).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.53 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.03%)]