رفاهية العيش منفعة أم مضرة؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3952 - عددالزوار : 390915 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4419 - عددالزوار : 856322 )           »          حق الجار والضيف وفضل الصمت.محاضرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          حبل الله قبل كلّ سبب وفوقه .! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          اضربوا لي معكم بسهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          ونَزَعْنا ما في صدورهم من غِلٍّ إخواناً على سُرُر متقابلين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أنت وصديقاتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          التشجيع القوة الدافعة إلى الإمام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          شجاعة السلطان عبد الحميد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          نظرات في مشكلات الشباب ومحاولة الحل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-04-2019, 12:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي رفاهية العيش منفعة أم مضرة؟

رفاهية العيش منفعة أم مضرة؟[1]
محمد بلال البربري










إنسان اليوم وإنسان الأمس:

لم يكن باستطاعة كثير ممن سبقنا من إنسان الأمس أن يتيسر لهم مرافق الحياة المعجبة والتسهيلات الماتعة، كما قد تيسرت على إنسان اليوم، فيصبح وهو على فراش وثير مريح واضعًا رأسه على وسادة لينة تفوح مسكًا، في غرفة معتدلة الهواء بالمكيِّفات والسخَّانات، يجد ماءًا حارًّا للطهارة والاغتسال بدون أن يهتم بأسباب لإعداده، فيذهب إلى المرحاض ويفتح الحنفية والماء يتدفق منها كما أعجبه وأراحه، يستعمل من أنواع الصابون والشامبو ذوات الروائح العطرة، ويلبس من الملبس ما يوافق الجو صيفًا وشتاءً، يتناول الفطور وبين يديه لذائذ من المأكولات والمشروبات يأخذ منها ما شاء، ويترك ما شاء للغد دون خوف فساده أو تغير طعمه، يخرج من بيته فيركب مركبًا يوصله بعد دقائق إلى مسافة ربما تقتضي ساعات لو مشى إليها، وذلك مع الراحة دون أن يلحقه مشقة أو تعب مما كان يلحق المسافر بعد قطع مثل تلك المسافة.



ومن جانب آخر، فنرى أنه كان باستطاعة إنسان الأمس أن يأتي بأعمال ممتازة وأن يتصف بقيم متفوقة، صعُب أو استحال على إنسان اليوم الاتصاف والإتيان بها، فيراها إنسان اليوم حلمًا مخترعًا أو رؤيا، فإنسان الأمس نراه يقطع مسافات بعيدة ماشيًا على قدميه الخاليتين من النعال الناعمة، أو راكبًا على إبل وفرس يقفز كلما يقفز المركب، يلحقه الغبار والتراب ما يسود وجهه ويوسخ ثيابه، يقضي أيامًا وليالي على نفس الحالة من غير وني وفتور، وإذا اضطجع نهارًا أو ليلًا لم يحتج أن يسوي فراشًا وأن يضع متكأً، فينام نومًا هنيئًا بالدعة والطمأنينة وهو على أحجار صلبة لا يعتريه قلق أو تشويش، وهو على ذلك قوي البدن صحيح الجسم سالم القوى، بعيدًا عن الأمراض المشوشة المضنية، والأسقام المؤدية إلى انهيار بنيان إنسان اليوم.



من هنا ينشأ السؤال: هل رفاهية العيش التي يتمتع بها إنسان اليوم صباحًا ومساءً زادته نفعًا بتسهيلاتها الطيبة الظاهرة أم زادته نقصانًا بعواقبها الوخيمة الكامنة؟ وهل إنسان اليوم أكثر راحةً في جسمه وروحه أو إنسان الأمس؟ وبألفاظ أخر: هل "المادية" التي قلبت حياة الإنسان رأسًا على عقب مما كانت في الماضي أورثت خيرًا في حياة الإنسان أو طرحت شرًّا فيها؟ وسوف يكون التركيز في هذه الدراسة المختصرة على الإجابة عن السؤال المذكور من منظور ديني مع كبح العنان عن إجراء البحث في عقليات الفلسفة العميقة ومصطلحاتها المعقدة، حيث لا تتسع لها هذه الصفحات.



ثلاث وجهات:

الوجهة الأولى: إن الرفاهية المادية في شتى المجالات من ضروريات الإنسان وحاجياته وتحسينياته، نفع وخير كلها، وإنها لمقياس عقلي عادل يستحق أن يعتبر في تقييم التنمية والازدهار فردًا ومجتمعًا، فالفرد يعد عقلانياً ما دامت تنمو حالته في المادية من الأدنى إلى الأعلى، والمجتمع يعد راقيًا ما دام أفراده عقلاء ماديين، يزدادون في الرفاهية ساعةً فساعةً، ويزيدون في اقتناء أسباب العيش الجديدة يومًا فيومًا، وعلى العكس من ذلك، إن كان الفرد لا يلتفت إلى هذا النوع من النمو والرقي، والمجتمع لا يشجع أهله على جلب الماديات، فذلك الفرد أحمق ومجنون، وهذا المجتمع مجموعة من الحمقى والمجانين، وهذا ما عليه فلاسفة الغرب بعد التحول الكبير الذي وقع فيهم من ناحية الفلسفة العقلية في رؤيتهم إلى معاني الحياة الدنيوية إبان زمن التنوير (Age of Enlightenment).



الوجهة الثانية: إن الرفاهية أصل الشر، والشر داخل في ماهيتها، لا يفارقها في حين، ولا يبلغ الإنسان الذروة العليا لدى الله إن كان آكل الملذات وشارب المشتهيات ومتزوج الفتيات، وإنه لا مخلص من شرها إلا أن يحذر الإنسان من كل شكل من أشكالها، فيحترز عن الملذات كلها، ويبتعد عن التنعمات بأسرها، فلا يأكل إلا إذا أنهكه الجوع، ولا يشرب إلا إذا كاد العطش أن يأتي على حياته، ولا يقرب من المرأة أصلًا، وهذه وجهة جماعة العباد من الهنود والبوذيين والرهبان وبعض المتشددين من جهلة الصوفية الذين تأثروا بفكرة الفئات المذكورة، وطريق هؤلاء هي الرهبنة التي ابتدعوها، وما كتبها الله عليهم إلا ابتغاء رضوان الله، فما رعوها حق رعايتها، فجعلوا أنفسهم في حرج وضجر تكلفًا بما لم يلزمه الله عليهم.



الوجهة الثالثة: إنه لا بد من اختيار الطريق المتوازن في الأمر، فالرفاهية المادية كالسكين الحاد، إن استعمل بحذر فيقطع من الفواكه والخضروات ما يتمتع به الإنسان، وإن اعترى الإنسان الغفلة فإنه ينقلب آلة جارحة تقطع الأعناق والأطراف، فكذلك الرفاهية المادية، ما دام الإنسان يتناولها ويتمتع بتسهيلاتها لفائدة اليسر، وفي أمور الخير بكل حذر واحتياط تجر الرفاهية إليه الخير واليسر، وإن غفل الإنسان في أخذ الرفاهية يأخذها حيث شاء ومن أين أحب وبأي شيء رضيت به نفسه وتيسرت له سبله، فهي مفسدة في الأولى والآخرة، فهي سراب يلوح ماءً، ويزيد الاقتراب منه عطشًا، فهي مطاط بارز وممتاز يرى ممتدًّا ولكنه سوف ينكمش، وهي لمعة برق خاطفة يبعث لمعانها أملًا، ولكنها كادت أن تحرق ما وقعت عليه فتهلكه وتعدمه، وهي سحابة قوم لوط سوف تمطر حجرًا، وستنقلب صيحة ثمود يصعقون بها أهلها صعقة واحدة.



وهذا الوجهة الوسطى بين إفراط الماديين وتفريط الرهبان والبوذيين، هي ما يدعو إليه نبي الإسلام، ويعلن به خاتم الأديان، كما اتخذها رأيًا وموقفًا بعض أهالي الأديان السماوية من اليهودية والنصرانية ويذيعون بها على منصات مختلفة من وسائل الإعلام كتبًا وخطبًا آونة فأخرى.



دلائلهم:

فالماديون (Materialists) أو كما يسمون أنفسهم "العقلانيون" (Rationalists) الذين يعلنون ويصرخون بأعلى ما لديهم من القوة والطاقة عبر الوسائل الدراسية والتعليمية والإعلامية إنما يبنون رأيهم على نقطة: أن الإنسان حيوان مشتاق إلى إشباع رغباته الطبيعية، وإنما يعد عقلانيًّا أكثر ما دام تواقًا إلى الإشباع المذكور، وما دام راغبًا في اقتناء الأشياء، واجتلاب المنافع، فقد حصروا العقلانية في نقطة وحيدة، وهي عبارة عن الازدياد في الرفاهية، أو كما اختاروا في التعبير عنه: تعظيم المنفعة (Utility Maximization)، ومذهبهم مشهور بين الفلاسفة الاقتصاديين بمذهب المنفعة (Utilitarianism).



أما الطائفة الثانية فإنهم على عكس من الماديين، فالبوذيون يرون مجرد الاشتغال بكسب المال صدًّا ومانعًا من الدخول في مرتبة من مراتب المذهب؛ لأنه أصل الشر الذي به يتخبط المرء ويضل، ومتمسكهم حياة بوذا الأكبر الذي ترك التمتع بكل أنواع الملذات شغلًا دينيًّا، وأما الرُّهبان والقِسِّيسون فيعتقدون التعزب عبادةً، وينصحون أول من يريد أن يترهب أن يتأكد من عدم الرغبة في التناسل والزواج، ويجعلونه حاجزًا عن الوصول إلى الرب والتقرب منه، فلا يشتغلون بالكسب والاكتساب، ويقضون حياتهم على الضرائب والمدفوعات المالية التي يتقاضونها من أهل ملتهم، ويتهمون حسب معتقدهم تلك التفاحة الممنوعة التي أكلتها حواء زوج آدم في الجنة، والتي لأجلها ضحى المسيح حياته مصلوبًا على الأخشاب، فتلك التفاحة هي الرفاهية التي يجتنبونها، عساهم يقعون في المهلكة كما وقع فيها بنو آدم لتخطئة أمهم.



وأما متبعو نبي الإسلام وخاتمة الأديان فيتمسكون بحياة نبيهم، يرونه متمتعًا بالنعم على قدر جائز مع تيقظ، فاختاروا ذلك سبيلًا لهم، يجدونه مشتغلًا بالكسب والتجارة، فاعتقدوا الاشتغال بالتجارة وفق تجارته عبادةً مع العقيدة بأن التجار الأمناء سيحشرون مع الصِّدِّيقين والشهداء، ومع ذلك يرونه يمنع عن هذا وذاك من اختيار سبل الربا والغش والخيانة والإسراف والتبذير، فيحكمون بتحريمها، ويسمعونه يرغب في الإنفاق في سبل الخير، ويحرض على منح المال لقضاء حوائج المضطرين، فيهتمون بأداء الصدقات والزكاة، ومع ذلك يسمعونه يمنع عن مد يد سائلة، ويذكر أن اليد السفلى السائلة تعلوها اليد العليا المعطية دنيا وآخرةً، وأن من سأل عن غير حاجة يأتي يوم القيامة ووجهه مخدوش ومخموش، فيحترزون عن الوقوع في رذيلة السؤال، ويقنعون بما قسم لهم الرزاق من الكفاف مع المصابرة على المجاعات والفاقات، فالدين الإسلامي يجعل كلًّا على سبيل يرى فيه خيرًا له وللآخرين، ويصد كلًّا عن زلل يعود بالشر للذي زلت قدمه والآخرين.



المقارنة بين الآراء:

قد توسع نطاق البحث في هذه الوجهات بين الموافقين المدافعين والمنكرين الرادين، وقد ألف عدد كبير من الكتب في هذا الموضوع، وفيما يلي سأذكر المقارنة بين هذه الآراء موجزًا ليتضح الأولى والأحسن:

فمن الماديين والموافقين لهم من يأتي بصور من الخير والنفع في أحوال الإنسانية والتنمية المادية التي يتمتع بها الإنسان في ظل الرفاهية وازديادها يومًا فيومًا، فيرى ويري الناس الماكينات التي سببت السهولة العجيبة في أعمال كانت مرهقة ومنهكة للإنسان في الماضي ويتمسك باتساع نطاق التجارة والاقتصاد العالمي عبر التكنولوجيا ما قد كان حلمًا مستحيلًا قبل مدة من الزمان.



ومن الرهبان والمتشددين المضادين للرفاهية من يأخذ كاميرته ويصور جرائم الإنسان المادي الحريص في هيروشيما وناغاساكي، ويذهب بنا إلى المجاعات الناتجة من حرص الماديين الرأسماليين وإضاعتهم الوسائل الغذائية ليتوصلوا بالقلة إلى تنفيذ كيدهم ومكرهم وتوسيع قوتهم وطاقتهم، وتلك المجاعات الواقعة في شتى أكناف العالم قد نزلت بالإنسانية في عمق المذلات، حيث اضطر الإنسان الجائع إلى أن يبيع كل ما يملك من دون أن تمنعه غيرة أو يصده حياء من اقتراف جريمة مهما عظمت.



والإسلاميون هم على طريق وسط: فمن جانب يتهمون الماديين، وينكرون على المتشددين من جانب آخر، فيرون الخير البحت والنفع المحض في التمسك بدين الإسلام فحسب، وهو الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن بدعًا من الرسل، فهذا قدر متفق عندهم، وليس معنى هذا التمسك أن نرغم الإنسانية ونكرهها على التمذهب به، بل إن هذا الدين هو مجموعة من التعليمات الآفاقية غير المختصة بزمان أو مكان، بل تعم أفراد الإنسانية كافةً على انتشارهم في الأمكنة وتنوعهم في الأزمنة، على اختلاف ألسنتهم التي وضعوها، وأمزجتهم التي ولدوا عليها، على افتراق مذاهبهم التي اتخذوها، ونحلهم التي انتحلوها، فإنه سلام كله لكل، وأمن أجمعه للجميع، إلا من صد من إيصال الخير إلى الإنسان وقام ضدًّا أمام الحق الصراح، فهذا الدين قد وضع الميزان بين المادية الرأسمالية الآثمة، وبين الرفاهية الممتعة الطيبة، فالأولى هي التي تجر إلى الظلم والحرص والشح والبخل والإسراف والتبذير، والثانية هي التي تصاحب السهولة والرفق والرحمة والسلام والطمأنينة والإنفاق والمسرة، فيحرم الرغبة إلى الأولى التي هي شر كلها من ناحية، ويجيز اتخاذ الثانية التي هي خير كلها.



النتيجة:

فالتنمية والارتقاء من السنن الإلهية الكونية التي مضت عليها الدنيا منذ أن أبدعها خالقها وصانعها، وهذه السنة الكونية سارية ونافذة في الرفاهية والمادية بحيث لا أحد ينكرها أو يخالفها أو يضادها، فكان الإنسان فيما مضى يتخذ أوراق الشجر لأن يستر بها بدنه، فارتقى منازل بعده، وكان يسكن الكهوف فانتهى الأمر إلى البيوت والقصور، وكان معاشه منحصرًا أن يصطاد فيستفيد من لحم الصيد وجلده فصار الأمر إلى الزراعة والتجارة والمبادلة، كان وكان ثم صار وصار إلى نهاية ما نرى الإنسان عليه اليوم.



كما أنه من السنن الكونية الإلهية حيث رزق الإنسان الوحشي من القوة ما يوافقه، والإنسان المدني ما يوافقه، فالأول يتسلق الجبال الشوامخ من غير أن يلحقه حرج، بينما الثاني يتعبه المشي على الهضبة والتل فهذه الأصول ما يجعلنا نتمسك بما ذهب إليه أهل الوجهة الثالثة، فهو الرأي المعتدل الذي يوافق السنة الكونية التي لا محيص عنها، فالمادية مهما ارتقت ووصلت لا خير فيها من حيث ذاتها؛ إذ هي الدنيا، والدنيا ملعونة وملعون ما فيها، إلا أنه لا حرج في اقتنائها والاستفادة منها ما دام ذالك الاقتناء والاستفادة خاضعًا لاجتلاب النفع لكافة الإنسانية، مستعملًا لتسهيل أمور الحياة، غير ضارة ومخلة في القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية، وإن المضادة لرقية المادية مضادة من السنة الكونية التي لا ينجح من خالفها أو عاداها.



والاعتراض بأن هذه التنمية المادية والرفاهية في العيش قد أدت إلى ضعف بنية الإنسان وانهيار قواه حيث كان يقوى على أعمال شديدة فيما مضى، وقد ضعف عن الإتيان بها بعدما اختار الترفيهات والمرافق، فمدفوع بأن الله قد خلق خلقًا ودبر لهم أمرًا، فالأمور جارية على ما قدر لهم، فجعل لهم من قوى غير القوى التي منحهم بها فيما قبل، فهو يخلق خلقه ويودع فيه قدرات ومواهب ما يوافق وقتًا وزمانًا، فرزق الإنسان في الماضي من القوة ما يتقوى به الإنسان على العيش الهادئ في ذلك الوقت، إلى أن رزقه الآن منها ما يتقوى به على العيش الآن، وسيرزقه في المستقبل كذلك، إلى أن يأتي الله بأمره، والله أعلم بالصواب.





[1] عضو هيئة التدريس ولجنة التأليف والتحقيق، جامعة العلوم الإسلامية بنوري تاؤن كراتشي باكستان.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.26 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.05%)]