بداية سورة الأنفال - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         المقنطرون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          رسالة المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الموت الرحيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أحكام الصلاة على الميت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          المسائل الفقهية المتعلقة بالمسبحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          دم الاستحاضة سببه ركضة الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          حكم التسميع والتحميد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          فضل الصلاة في الصف الأول والصفوف المقدمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          جوانب خفية في الخلاف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الوجيز في فقه الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-10-2020, 02:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,951
الدولة : Egypt
افتراضي بداية سورة الأنفال

بداية سورة الأنفال


د. أمين الدميري









لقد استهلت السورة الكريمة بقوله تعالى ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ وقد اشتملت هذه الآية الكريمة على مجموعة من الوسائل وهي كما يلي:

أولًا: وسيلة "السؤال":

معنى الوسيلة: لغة: توسل إليه بوسيلة: إذا تقرب بعمل، والوسيلة: ما يتقرب به إلى الغير[1]. قال تعالى: ﴿ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾ [2].

الوسيلة في الاصطلاح: ما يتوصل به الداعية إلى تبليغ دعوته قولًا أو فعلًا و خلقًا بحيث يتأتى بذلك النجاح المرجو والغاية المنشودة[3].



دلالة السؤال:

السؤال وسيلة من وسائل تبليغ الدعوة، عن طريقه يمكن للداعي أن يبلغ دعوته للمدعو (أي السائل)، كما يمكن له -أي السائل- أن يتعلم أمور دينه؛ ولقد سأل الصحابة رضي الله عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأنفال حيث لم يكونوا قد علموا حكم الله فيها؛ وهكذا فإن على الجاهل بالحكم أن يبادر بالسؤال إلى من يعلم عما لا يعلم، وكذا عند الاختلاف على أمر ما، فإنه يجب الرجوع إلى الله ورسوله، أي إلى كتاب الله عز وجل والى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، والعلماء عليهم أن يبينوا للناس أحكام الإسلام، والدعاة عليهم أن يبصروا الناس بأمور دينهم وما فيه صلاح معاشهم ومعادهم.



وحينما سأل الصحابة عن الأنفال لم يجبهم في الحال عما سألوا عنه ولكن أخر إجابة السؤال ووجه أنظارهم إلى ما هو أهم وأسمى، وأثار فيهم نوازع الخير، وخاطبهم بما يجب أن يكونوا عليه ويتحلوا به.. وهو تقوى الله عز وجل وإصلاح ذات البين، وأن يكونوا مؤمنين بحق، فإن رابطة الأخوة الإيمانية، وما يتعلق بها من تبعات وصفات كفيلة بإزالة الخلاف ودافع السؤال حيث يحل الإيثار والحب والمودة مكان الخلاف والنزاع.

وسؤال الصحابة دليل على إيمانهم وطاعتهم لله والرسول، لأنهم أرادوا معرفة الحكم، فلا يتصرفوا من أنفسهم ولا حسب أهوائهم، قال تعالى ﴿ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [4].

ولابد من مراعاة أحوال المدعوين عند الإجابة على السؤال، ومراعاة موضوع السؤال ذاته، فقد كانت إجابة النبي صلى الله عليه وسلم تتنوع حسب حال السائل؛ فكان يجيب عن سؤال واحد بأجوبة مختلفة على حسب اختلاف الأحوال والأشخاص[5].



روى الإمام مسلم[6] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله. قال ثم ماذا؟ قال الجهاد في سبيل الله. قال ثم ماذا؟ قال حج مبرور) [7]. وروى عن أبي ذر رضي الله عنه قال: (قلت يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال: الإيمان بالله والجهاد في سبيله، قال. قلت: أي الرقاب أفضل؟ قال: أنفسها عند أهلها، وأكثرها ثمنًا. قال. قلت: فإن لم أفعل. قال: تعين صانعًا، أو تصنع لأخرق، قال: قلت يا رسول الله: ارأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟ قال: تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك) [8]، وروى عن عبد الله بن مسعود[9] قال: (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل؟ قال: الصلاة لوقتها. قلت ثم أي؟ قال: بر الوالدين. قال قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله) [10]؛ فكان السؤال واحدًا لكنه من عدة أشخاص، وكانت الإجابات متنوعة لاختلاف الأشخاص والأحوال؛ وفي هذا يقول الإمام النووي[11]: (فقد يستشكل الجمع بين الأحاديث؛ ففي حديث أبي هريرة جعل الأفضل الإيمان بالله ثم الجهاد ثم الحج؛ وفي حديث أبي ذر: الإيمان والجهاد، وفي حديث ابن مسعود: الصلاة ثم بر الوالدين ثم الجهاد، فقد جرى اختلاف الجواب على حسب اختلاف الأحوال والأشخاص فإنه قد يقال: خير الأشياء كذا ولا يراد به خير جميع الأشياء من جميع الوجوه، وفي جميع الأحوال والأشخاص، بل في حال دون حال أو نحو ذلك.. وقيل اختلف الجواب لاختلاف الأحوال، فأعلم كل قوم بما بهم حاجة إليه أو بما لم يكملوه بعد من دعائم الإسلام ولا بلغهم علمه.. فقدم الجهاد على الحج لأنه كان أول الإسلام ومحاربة أعدائه والجد في إظهاره، وقيل إنه محمول على الجهاد وقت الزحف الملجئ والنفير العام، فإنه حينئذ يجب الجهاد على الجميع، وإذا كان هكذا فالجهاد أولى بالتحريض والتقديم من الحج لما في الجهاد من المصلحة العامة للمسلمين مع أنه متعين متضيق في هذا الحال بخلاف الحج والله أعلم..) [12].



ومن هنا فقد تبين أهمية السؤال كوسيلة من الوسائل الدعوية، وأهمية الإجابة عن السؤال وأن ذلك يحتاج إلى ذكاء وحكمه وفهم عميق للدين أولًا ولحال المدعوين ثانيًا.



ثانيًا: وسيلة القول (قل) والتي استهلت بها السورة الكريمة (ويسمى أسلوب تلقين للإجابة عن سؤال أو الرد على شبهة أو بيان حجة..) [13].

والقول يشمل الدعوة الفردية، والخطبة، والدرس، والمحاضرة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصح، وقد سبق الحديث عن تلك الأنواع في أول الفصل (المبحث الأول المطلب الثاني).



وعلى الداعي أن يقول كلمة الحق ولا يخاف في الله لومة لائم، وعلى هذا كان الصحابة رضي الله عنهم، روى الإمام مسلم عن عبادة بن الصامت[14] رضي الله عنه قال: (بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا وعلى ألا ننازع الأمر أهله وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم) [15].



كذلك فإن على الداعي أن يكون عذب الكلام، ويتخير الألفاظ الحسنة والبليغة، وأن يبدأ بلين الكلام، ثم التغليظ في القول أو في الفعل حسب الحال؛ ففي القول اللين: يقول الله تعالى: ﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾ [16]، وفي القول الحسن يقول تعالى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ ﴾ [17]، وفي القول البليغ، يقول تعالى: ﴿ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا ﴾ [18]، كذلك الكلمة الطيبة تأتي بثمار طيبة، قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾[19].



وقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الكلمة الطيبة صدقة) [20]. وقد يضطر الداعي إلى التغليظ في القول أو في الفعل، فلا بأس بذلك بعد قياس المصالح والمفاسد وحساب النتائج والعواقب، فعن التغليظ يقول تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ ﴾ [21]



والقول هو الوسيلة الأصلية في إيصال الحق إلى الناس لذا كان لابد له من ضوابط، فالضوابط العامة في القول هي:

أ- أن يكون القول واضحًا بينًا، مفهومًا عند السامع، لهذا أرسل الله تعالى كل رسول بلسان قومه، قال تعالى ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الَعَزِيزُ الحَكِيمُ ﴾ [22]؛ واللسان يشمل لغة التخاطب كما يشمل لغة الخطاب[23] والتي لابد أن تتناسب مع تطورات العصر، وحال المدعوين، وأن يراعي ما يلي:

1- التقدم في مجال الاتصالات، وانعكاساتها على العالم بأسره حتى أصبح العالم كما يقال "قرية صغيرة"، وسهولة الاتصال عن طريق ما يسمى بشبكة المعلومات الدولية أو "الإنترنت"، والتي سهلت للدعاة إلى الله تعالى اتصال الداعي بالأفراد والجماهير لعرض الدعوة بسهولة ويسر، خصوصًا وأن أصحاب المذاهب الضالة والعقائد المنحرفة يروجون لمذاهبهم، ويدعون الناس لعقائدهم، كما أنهم عن طريق المواقع الخاصة بهم على شبكة المعلومات الدولية يهاجمون الإسلام ويشككون فيه، فعلى الدعاة أن يردوا تلك الشبهات وأن يحصنوا الشباب بمزيد من المعلومات عن الإسلام، وذلك عن طريق إنشاء مواقع للدعاة، وهذه هي أهم الوسائل الآن، حيث يستطيع الداعي ولو كان في أقصى الشرق أن يتصل بأي إنسان يريد دعوته ولو كان في أقصى الغرب.



2- التقدم في مجال المعلومات، فقد أصبح من اليسير الحصول على المعلومات والرجوع إلى الكتب في كافة المجالات كالتفسير والحديث والفقه، والمقالات الإسلامية والفتاوى والأحكام وغير ذلك من علوم عصرية لابد للداعي أن يتزود بها وأن يكون على علم ودراية بها وهو المعرفة بما يسمى "لسان الحال" أو "لغة الخطاب"؛ فالناس في ظل هذه الطفرات المعلوماتية يريدون المعلومة بسرعة وسهولة وباختصار، ولهذا كانت مهمة الداعي في هذه الأيام شاقة ولابد من الإعداد الجيد لمواجهة تلك التطورات.



3- الوقوف على أحوال المدعوين، من ناحية الثقافة والأعمار مع مراعاة ما يبثه الإعلام المضاد من ترويج للأفكار المخالفة للإسلام كالعلمانية التي تدعوا إلى فصل الدين عن الحياة، وأن الدين هو مجرد عبادات تؤدى بلا روح ولا ثمرة تعود على المسلمين، والتي تدعو إلى إقصاء الشريعة الإسلامية بدعوى أنها غير صالحة في هذا الزمان، أو أنه كما فعل الغرب وترك المسيحية فعلى المسلمين أن يتركوا الإسلام؟!



ب- أن يكون القول بعيدًا عن التكلف والتفاصح حتى يمكن فهمه وقبوله عند المدعوين، كما يجب أن يكون بعيدًا عن الركاكة، فلا تستعمل الألفاظ الخارجة، حتى لا يتساوى الداعي مع غيره من عوام الناس.



ج- أن يكون القول مناسبًا للواقع من ناحية بيئة الدعوة، وحال المدعوين؛ فإن الدعوة في مجتمع مسلم تختلف عن الدعوى في مجتمع آخر غربي مثلًا، ودعوة المسلمين تختلف عن دعوة غير المسلمين، فإن دعوة غير المسلمين تكون على أساس بيان عقيدة التوحيد وما يدعو إليه الإسلام من قيم وأخلاق.



د- أن يكون القول سديدًا، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [24]، يقول القرطبي رحمه الله: (قولًا سديدًا) أي قصدًا وحقًا، وقيل: صوابًا، وقيل: الذي يوافق ظاهره باطنه.. وهو مأخوذ من تسديد السهم ليصاب به الغرض[25]. فالقول لابد أن يكون هادفًا مؤثرًا وحكيمًا وبالغًا مرماه، قال تعالى: (حكمة بالغة)[26]، مع مراعاة الأحوال والأشخاص لتحقق الثمرة المرجوة للمنهج المرسوم للدعوة.



هذا وقد سبق بيان أن من أنواع القول: الدعوة الفردية، والخطبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (بالقول)، وبالإضافة إلى ذلك: الدرس والمحاضرة والندوة والمناظرة، فإنها أيضًا من القول باعتبارها أداة من أدوات التبليغ وتؤدي ما يؤدي إليه القول[27].



الدرس: وهو غالبًا ما يكون شرحًا لآية أو حديث أو بيانًا وتعليمًا لمسائل الفقه، أو قضايا في التوحيد أو اللغة العربية، أو شرح كتاب، وفي العادة يكون الحاضرون هم من طلبة العلم، والمدرس عادة ما يكون متخصصًا فيما يتكلم فيه.



المحاضرة: والمحاضر غالبًا ما يكون شخصية عامة، وعلى علم واسع ودراية بما يحاضر فيه وبما يدور من أحداث، أما الحاضرون فلاشك أنهم أصحاب اهتمامات أو "مثقفون" يبحثون عن المعرفة والإحاطة بجوانب الأمور، والمحاضرة تعتمد على الأدلة والمعلومات بعيدًا عن العاطفة والانفعالات.



المناقشة والجدل: وفيها تعرض وجهات النظر[28] وعرض الشبهات، وكلٌ يقدم أدلته مع الالتزام بأدب الحوار، ويكون الهدف هو الانتصار للحق لا للنفس والهوى، ومن الأمور التي تراعى في المناقشة والجدل عدم التصادم مع الخصم من أول الأمر بل من الذكاء استدراجه إلى الحقيقة حتى يكون هو الحكم على نفسه، ويبدأ المناقش أو المجادل بما من شأنه زحزة الخصم عن موقفه وذلك بتشكيكه في معتقده.. كما فعل إبراهيم عليه السلام في حواره مع عبدة النجوم والكواكب، وقوله (هذا ربي)، فهو يحاري الخصم ويستدرجه، ويفترض- جدلًا - صحة ما يعتقده الخصم، حتى يكون الخصم هو المقر بخطئه، قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لاَ أُحِبُّ الآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى القَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ القَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ ﴾[29].



جدير بالذكر أن تقوى الله عز وجل وطاعة الله والرسول والإيمان بالله عز وجل وتوثيق الصلة به والتوكل على الله عز وجل هي زاد الداعية في دعوته، والإيمان بالله عز وجل وتوثيق الصلة به هي الدافع له رجاء الثواب من الله عز وجل وابتغاء مرضاته. والتوكل على الله تعالى من أهم الوسائل في منهج الدعوة وحياة الداعية لأنه يشتمل على شقين: الأول: الأخذ بكل الأسباب والعوامل كالإعداد والدراسة ووضع الخطط وتحديد نقطة البدء وتوصيف المرحلة والإحاطة ببيئة الدعوة؛ ثم المضي قدمًا حسب الخطة الموضوعة.. وأما الشق الثاني: فهو الاعتماد على الله عز وجل والتفويض إليه في نجاح الدعوة وتحصيل النتائج، فإن ذلك بيد الله تعالى وحده؛ فالهداية والتوفيق بيد الله عز وجل، أما الداعي فعليه الأخذ بالأسباب.



ثالثًا: إصلاح ذات البين:

هو وسيلة طيبة وفرصة سانحة لإصلاح المجتمع وتقويم أفراده، عن طريق الدعوة الفردية والجماعية وإزالة الشحناء والبغضاء، وترسيخ أواصر المحبة والأخوة بين المسلمين.



ما يتعلق بالأساليب:

الأسلوب لغة: الطريقة أو الفن: يقال سلك زيد أسلوب عمر: أي طريقته. وأسلوب الكاتب: أي فنه في الكتابة أو طريقته فيها، أو مذهبه.

الأسلوب اصطلاحًا: (طريقة الداعي في دعوته)، أو (كيفية تنفيذه لمناهج دعوته) أو (طريقة تقديم قضايا مناهج دعوته في عبارات وصيغ مناسبة لأحوال المدعوين) [30]



وعلى هذا فإن الأسلوب غير المنهج (لأن المنهج هو الطريق البين الواضح) أما الأسلوب فهو "الطريق" فقط) [31]، فالأسلوب هو الطريقة التي يسلكها الداعي في دعوته، أو هو فن الدعوة، أي كيفية تطبيق وتنفيذ المنهج بما يتناسب مع حال المدعوين، والترغيب والترهيب من الأساليب التي اشتمل عليها المنهج الدعوى في السورة الكريمة.



معنى الترغيب:

لغة: يقال هو راغب فيه وراغب عنه، ورغب فيه وارتغب، ورغب عنه.. وخطب فلان فأصاب المرغب.. وفي الدعاء: اللهم إليك الرغباء ومنك النعماء، وقد فترت رغباتهم.. وإلى الله أرغب، وإليه أرفع رغبتي أن يعصمني. ورغبته، وترغبوا في الخير[32].



الترغيب: اصطلاحًا: كل ما يشوق المدعو إلى الاستجابة وقبول الحق والثبات عليه) [33]، ومن هنا يتضح أن الترغيب "هو حث الناس على قبول الدعوة وتحبيبهم في الطاعة وتبشيرهم بحسن العاقبة وموفور الجزاء".



معنى الترهيب:

لغة: يقال: رهبته، وفي قلبي رهبة منه، وهو رجل مرهوب، عدوه منه مرعوب. ويقال: الرهباء من الله، والرغباء إلى الله والنعماء بيد الله. وأرهبته ورهّبته واسترهبته: أزعجت نفسه بالإخافة[34].

الترهيب: اصطلاحًا: (كل ما يخيف ويحذر المدعو من عدم الاستجابة أو رفض الحق أو عدم الثبات عليه بعد قبوله) [35].

ومن هنا يتضح أن الترهيب هو تحذير الناس من المعصية وإنذارهم العقوبة إن هم رفضوا الدعوة.



ومن أساليب الترغيب في السورة الكريمة ما جاء في مطلعها من مقاطع كقوله تعالى: ﴿ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾، ﴿ إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ ﴾، ﴿ أُوْلَئِكَ هُمُ المُؤْمِنُونَ حَقًا ﴾ ثم التبشير بحسن الجزاء في قوله تعالى ﴿ لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾، وفي ذلك أسلوب ترغيب في الالتزام بشروط الإيمان، والاتصاف بصفات المؤمنين والتحلي بأخلاق الإيمان وعلاماته ودلائله، وبيان أن الإيمان الحق هو الالتزام والاتصاف بتلك الأوامر والعلامات والشروط، وفي ذكر الثواب العظيم المتمثل في رفع الدرجات والمغفرة والرزق الكريم حث وحفز على الاستجابة لنداء الإيمان..



ومن أساليب الترهيب، ما جاء في التحذير من التولي والتشبه بشر الدواب؛ فالمؤمن يخاف من التولي ويحذر أن ينزل إلى مستوى البهائم التي لا تسمع ولا تتكلم ولا تعقل، ويبرأ بنفسه أن يكون كالعصاة من الكافرين الذين لاهم لهم إلا متع البطون؛ فلا خير فيهم ولا استعداد لقبول الحق.



ما يتعلق بالداعي:

الداعي لغة: دعوت فلانًا وبفلان: ناديته وصحت به، ودعاه إلى وليمة، ودعاه إلى القتال.. والنبي داعي الله. وهم دعاة الحق (أو دعاة الباطل) [36].



وفي الاصطلاح: الدعاة هم المتحملون لأعباء الدين تبليغًا له وحماية عنه من أول الإمام إلى آخر مسلم: فكل على ثغر من ثغور الإسلام؛ وفي هذا التعريف يدخل الخليفة والفقهاء والمجتهدون والأئمة المحدثون والقواد والمرابطون وحماة الدين الذين يذبون عنه، ويحيطونه من كل غيلة أو اعتداء بالفكر أو بالسيف[37]. وعلى هذا: فالداعي: هو المبلغ دعوة الله عز وجل إلى الناس المدافع عن دين الله عز وجل بكل ما يستطيع من قول وفعل.

يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-10-2020, 02:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,951
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بداية سورة الأنفال

وعلى الداعي أن يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو أول الدعاة إلى الإسلام وأول من تحمل في سبيل الدعوة المشاق؛ فقد دعا قومه والناس جميعًا إلى توحيد الله عز وجل والالتزام بتكاليف الإسلام من حلال وحرام وجهاد في سبيل إقامة الدين، وتعبيد الناس لله الواحد القهار؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلاَ أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَئَابِ ﴾ [38]، هذا والدعوة إلى الله تعالى فريضة على كل مسلم ومسلمة كل حسب علمه واستطاعته؛ جاء في كتاب أصول الدعوة: "إن المكلف بالدعوة إلى الله هو كل مسلم ومسلمة لأن الأمة الإسلامية تتكون منهم، فكل بالغ عاقل من الأمة الإسلامية- وهي المكلفة بالدعوة إلى الله- مكلف بهذا الواجب، ذكرًا كان أو أنثى، فلا يختص العلماء أو كما يسميهم البعض: رجال الدين، بأصل هذا الواجب، لأنه واجب على الجميع، وإنما يختصون بتبليغ تفاصيله وأحكامه ومعانيه نظرًا لسعة علمهم به ومعرفتهم بجزئياته، ويزيد الأمر وضوحًا - وهو أن المكلف بالدعوة إلى الله هو كل مسلم ومسلمة - قول ربنا جل جلاله: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ ﴾ [39]، فاتباع الرسول صلى الله عليه وسلم المؤمنون به يدعون إلى الله على بصيرة- أي علم ويقين- ومعنى ذلك أن من اللوازم الضرورية لإيمان المسلم أن يدعو إلى الله، فإذا تخلف عن الدعوة دل تخلفه هذا على وجود نقص أو خلل في إيمانه يجب تداركه بالقيام بهذا الواجب) [40].



وعلى الداعي أن يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم في حكمته، ومراعاته أحوال المدعوين؛ ومن أمثلة ذلك: أنه كان ينصح بما يطاق، أي بما يطيقه السائل ويستطيع المداومة عليه؛ فقد كان عليه الصلاة والسلام ينصح حسب حال المدعوين وما يحتمله من وصايا وتكاليف. فقد جاءه رجل من أهل نجد، ثائر الرأس، يُسمع دوى صوته، ولا يُفقه ما يقول، حتى دنا، فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خمس صلوات في اليوم والليلة، فقال: هل على غيرها؟ قال لا إلا أن تطوع. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وصيام رمضان. قال: هل على غيره؟ قال: لا إلا أن تطوع. وذكر له الرسول صلى الله عليه وسلم الزكاة، قال: هل على غيرها؟ قال لا إلا أن تطوع، فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص. قال صلى الله عليه وسلم: أفلح إن صدق) [41].



وفي الشرح: قوله (ثائر الرأس): إشارة إلى قرب عهده بالوفادة، وإن هذا الرجل كان وافد قومه جاء ليتعلم ويعلمهم[42].. وعلى هذا فقد راعى النبي صلى الله عليه وسلم حالة السفر ومشقته فلم يثقل عليه في الجواب ولا في ذكر التكاليف، ثم إنه كان وافد قومه، فكان عليه أن يخبره بالأهم مع مراعاة الاختصار وعدم الإطالة كي لا ينسى ولا يمل.



وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة. قال من هذه؟ قالت: فلانة تذكر من صلاتها. (قال: مه، عليكم بما تطيقون فوالله لا يمل الله حتى تملوا، وكان أحب الدين إليه ما داوم عليه صاحبه) [43]؛ وفي الفتح: قوله (عليكم بما تطيقون): أي اشتغلوا من الأعمال ما تستطيعون المداومة عليه، فمنطوقه يقتضي الأمر بالاقتصار على ما يطاق من العبادة، ومفهومه يقتضي النهي عن تكلف ما لا يطاق) [44]، كما كان صلى الله عليه وسلم يتألف لناس بالعطايا، وهذا من باب علمه بطبائع النفوس؛ فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أعطى رهطا وسعد جالس فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا وهو أعجبهم إلى، فقلت يا رسول الله مالك عن فلان، فوالله إني لأراه مؤمنًا، فقال: أو مسلمًا، ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي، وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال يا سعد إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلى منه خشية أن يكبه الله في النار) [45]؛ جاء في الفتح: (إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوسع العطاء لمن أظهر الإسلام تألفًا، فلما أعطى الرهط وهم من المؤلفة، وترك هذا الرجل وهو من المهاجرين مع أن الجميع سألوه خاطبه سعد في أمره؛ فأعلمه بالحكمة في إعطاء أولئك وحرمان هذا الرجل مع كونه أحب إليه فيمن أعطى لأنه لو ترك إعطاء المؤلف لم يؤمن ارتداده فيكون من أهل النار...) [46]؛ فكان صلى الله عليه وسلم طبيب النفوس وكان حريصًا على هداية الناس وإنقاذهم من النار، كما كان رفيقًا حليمًا، بعيد النظر وهكذا يجب على الداعي أن يتحلى بهذه الأخلاق العالية.



وكان من حكمته ورحمته صلى الله عليه وسلم ومعرفته بأحوال الناس، أنه كان يأتيه الرجل فيقول له أوصني، وكان عليه الصلاة والسلام يقدم له الوصية التي تنفعه وتصلحه بعبارات موجزة، وهكذا يكون النصح؛ فقد جاءه رجل وقال له يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا بعدك (أو أحدًا غيرك) قال: قل آمنت بالله ثم استقم) [47]. وقدم إليه رجل فقال يا رسول الله. "إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به: قال: "لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله) [48]، وأتاه صلى الله عليه وسلم رجل فقال: أوصني، فقال: لا تغضب، فردد الرجل مرارًا، فلكم يزد عليه الصلاة والسلام على قوله: "لا تغضب"[49].



ومن هنا يتبين للداعي كيف يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته، فيكون حليمًا، رقيقًا، واسع الصدر، مراعيًا أحوال السائلين، ولهذا اجتمع الناس حوله، ودخلوا في دين الله أفواجًا؛ قال تعالى: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًا غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ ﴾ [50]



ومن الصفات التي يجب أن يتصف بها الداعي والتي جاء ذكرها في مطلع السورة الكريمة ما يلي:

1- تقوى الله عز وجل.

2- طاعة الله والرسول.

3- الإيمان بالله عز وجل.

4- الخشية من الله تعالى والوقوف عند أوامره، والوجل عند ذكره.

5- التدبر في كتاب الله عز وجل والاستماع إليه استماع تعقل وتفهم وتدبر حتى تتحقق زيادة الإيمان.

6- التوكل على الله عز وجل.

7- إقامة الصلاة والمحافظة عليها والمداومة على أدائها.

8- الإنفاق من رزق الله.

وعلى الداعي أن يدعو الناس إلى ما سبق، وأن يجعل هذه الأمور موضوع دعوته، على أن يكون مثلًا وقدوة طيبة، فيكون مؤتمرًا قبل أن يكون آمرًا، ومنتهيًا قبل أن يكون ناهيًا، كي يوافق قوله فعله.



ما يتعلق بالمدعوين[51]:

جاء ذكر صنفين من المدعوين وهم:

1- المؤمنون حقًا: وهم المتصفون بالصفات الآتية:

الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم.

وإذا تليت عليهم آيته زادتهم إيمانًا.

وعلى ربهم يتوكلون.

الذين يقيمون الصلاة.

ومما رزقناهم ينفقون.

ثم جاء الثناء عليهم وبيان جزائهم:

أولئك هم المؤمنون حقًا.

لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم.

ولا شك أن هذا الصنف من المؤمنين الذين وصفوا بهذه الصفات وهم الصحابة رضي الله عنهم قد دعوا بالحكمة، فإنهم سرعان ما استجابوا، بل إنهم كانوا في انتظار أوامر الله تعالى ليعلنوا استجابتهم وطاعتهم لله وللرسول.



2- الكفار: الذين وصفوا وشبهوا بشر الدواب التي لا تعقل ما تسمع، وهم كفار مكة الذين جاءوا للحرب المسلمين.. وهؤلاء - وأمثالهم- معاندون، رافضون للدعوة فهؤلاء يدعون بالموعظة ثم يجادلون ثم حين الإعراض يكون الجلاد. فإن كفار مكة لما أصروا على كفرهم، وجاءوا لحرب المسلمين في وطنهم الجديد يريدون القضاء على الدعوة وعلى رسولها واتباعها لم يكن أمام المسلمين إلا القتال دفاعًا عن الدعوة وعن رسولها، وقد تقرر بذلك القتال وسيلة جديدة للدفاع عن الدعوة.





[1] مختار الصحاح.



[2] سورة الإسراء (57).



[3] الدعوة الإسلامية د. محمد يوسف حمودة، ط1، 1993م، ص 77.



[4] سورة النساء (65).



[5] انظر (مراعاة أحوال المخاطبين)، د. فضل الهي، دار ابن حزم، بيروت، 2000م، ط1، ص58.



[6] الإمام مسلم هو مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري أبو الحسين ولد بنيسابور س 204هـ، رحل إلى الحجاز، وشد الرحال إلى مصر، وذهب إلى خراسان، والرى والعراق، لازم البخاري، اجمع العلماء على إمامته، توفى بنيسابور سنة 261هـ.



[7] صحيح مسلم، ج1، ص 268، ط دار الشعب.



[8] المرجع السابق، ص269.



[9] عبد الله بن مسعود، يكنى أبا عبد الرحمن أسلم قبل دخول الرسول صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، كان سادساً في الإسلام، شهد بدراً والمشاهد كها، وكان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم في هديه وسمته وولى قضاء الكوفة وبيت المال لعمر وصدراً من خلافة عثمان، مات بالمدينة سنة 32 هـ ودفن بالبقيع.



[10] صحيح مسلم، ج1، ص 270.



[11] الإمام النووي: هو يحيى بن شرف بن مرى حسن بن حسين بن حزام النووي الشافعي، ولد سنة 631هـ في قرية نوى من قرى حوران بالقرب من دمشق وقد ولى مشيخة دار الحديث الأشرفية ولم يتناول من مرتبها درهما، مات في 24 رجب سنة 676 هـ، ودفن بقريته نوى.



[12] صحيح مسلم- شرح النووي، ج1، ص272.



[13] دراسات في تفسير سورة الأنعام، د. عبد العزيز عزت عبد الحكيم، كلية أصول الدين القاهرة، ط1، 1995، ص21.



[14] هو عبادة بن الصامت بن قيس بن حزم فهر بن ثعلبه بن غنم الخزرجي، كان من الأنصار الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الأولى، وكان أيضاً من النقباء الذين حضروا البيعة الثانية، رضي الله عنه.



[15] صحيح مسلم، المجلد الرابع، ص 506.



[16] سورة طه (43، 44).



[17] سورة فصلت (33).



[18] سورة النساء (63).



[19] سورة إبراهيم (24، 25).



[20] فتح الباري، ج10، ص368 (كتاب الأدب باب طيب الكلام).



[21] سورة التوبة (73).



[22] سورة إبراهيم (4).



[23] وهو ما يسمى الآن بلغة "الخطاب الديني" أو الخطاب الدعوي" أو "لسان الحال" أو "لغة العصر"، أما لغة التخاطب فالمراد اللغة العربية أو الأجنبية؟.



[24] سورة الأحزاب (70).



[25] تفسير القرطبي، ج8، ص 5335.



[26] سورة القمر (5).



[27] أصول الدعوة. د. عبد الكريم زيدان، ص474 وراجع "وسيلة القول" في المطلب الثاني، المبحث الأول، الفصل الأول، من هذا الباب.



[28] كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم لما كان البعض ممن خرجوا معه كارهين للقتال؛ فقد عرض عليهم الأمر قائلاً: ما ترون في قتال القوم؟ فتكلم المهاجرون ثم الأنصار، وانظر السيرة النبوية لابن هشام، ج2، ص 188.



[29] سورة الأنعام (75-79).



[30] مباحث في الدعوة أ. د. عبد الخالق إبراهيم إسماعيل، ص215.



[31] المرجع السابق.



[32] أساس البلاغة للزمخشري، ج1، ص 351، مادة (رغب).



[33] أصول الدعوة، د. عبد الكريم زيدان، ص 437.



[34] أساس البلاغة مادة (رهب)، ص 385.



[35] أصول الدعوة د. عبد الكريم زيدان ص437.



[36] أساس البلاغة.



[37] الدعوة الإسلامية، د. محمود يوسف حمودة، ص 286.



[38] سورة الرعد (36).



[39] سورة يوسف (108).



[40] أصول الدعوة د. عبد الكريم زيدان، ص309.



[41] فتح الباري، ج1، كتاب الإيمان باب الزكاة من الإيمان، ص 87.



[42] المرجع السابق.



[43] المرجع السابق، باب أحب الدين إلى الله أدومه، ص 83.



[44] المرجع السابق، ص84.



[45] فتح الباري، ج1، ص 68، باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة، وكان على الاستسلام أو الخوف من القتل.



[46] المرجع السابق.



[47] صحيح مسلم، شرح الفودي، ج1، ص 213، باب جامع أوصاف الإسلام.



[48] سنن الترمذي، باب ما جاء في فضل الذكر رقم 3375 ، ص829 وقال حسن غريب.



[49] صحيح البخاري، كتاب الآداب- باب الحذر من الغضب، رقم الحديث 6116 (انظر المختصر للزبيدي، ص5 ،4).



[50] سورة آل عمران (159).



[51] المدعو: هو الشخص المراد منه فعل الخير والاستجابة لأوامر الله - عز وجل - أو هو المأمور بالمعروف والمنهي عن المنكر- والمدعون: هم مجتمع الدعوة وانظر: الدعوة الإسلامية د. محمد يوسف حمودة، ص 330.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 106.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 103.89 كيلو بايت... تم توفير 2.36 كيلو بايت...بمعدل (2.22%)]