في التناص - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 183 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28422 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60027 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 812 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-09-2020, 04:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي في التناص

في التناص


د. وليد قصاب





لم يتَّفِق النقادُ العرب المعاصرون على تعريب للمصطلح الإنكليزي (intertextuality)، فبعضهم عرَّبه بـ(التناص)، وبعضهم عرَّبه بـ(تداخل النصوص) أو(تَعالُق النصوص) أو (هجرة النصوص) أو(التنقُّل النصي)، وغير ذلك، وهذا جزء من أزمة تعريب المصطلحات الأجنبيَّة التي تتمُّ - في العادة - باجتهادات شخصيَّة، يكاد أحدها يَجهل أو يتجاهل ما قام به الآخرون، وذلك في غَيبة لدور المؤسسات الثقافيَّة الحكومية، التي يُفترَض أن تتولَّى الترجمة والتعريب، وأن تُذيعَ المصطلحات التي تتبنَّاها.



وانصرافًا عن قضيَّة أزمة المصطلحات التي ليست موضِع كلامنا في هذا المقال، وعودة إلى مصطلح (التناص)، الذي هو أكثر تلك المصلحات شيوعًا وانتشارًا، أقول: إن هذا المصطلح الذي صدِّعت به رؤوسنا، وصار حديثَ الرائح والغادي، وعُدَّ فتحًا عظيمًا، ونُسِب ابتداعه إلى البلغارية (جوليا كرستيفا) - ليس جديدًا على ثقافتنا العربية، ولا هو فتح جديد من فتوحات النقد الغربي حظِي بنعمتِه نقدنا العربي، الذي أصبح نقدًا تابعًا للنقد الغربي في كلِّ شيء، لا يُجاوِز أُفُقَه، ولا يحلِّق في غير سمائه.



إن (التناصَّ) هو فكرة قديمة معروفة في ثقافتِنا الأدبيَّة، وهي تعني أن ما نقوله أو نُنشئه من النصوص ليس ابتداعًا من العدم، وإنما هو حصيلة من أقوال مَن سبقونا، إنْ في اللفظ وإنْ في المعنى، وقد يأخذ ذلك أشكالاً مختلفة، أُطلِق عليها في نقدنا العربي تسميِّات مختلفة؛ فقد يكون سرقة، أو نَسْخًا، أو قَلْبًا، أو إغارة، أو انتحالاً، أو مُعارَضة، أو نقيضة، أو تَوارُد خواطر، أو تضمينًا، أو اقتباسًا، أو ما شاكَل ذلك من تسميات كثيرة معروفة، ولكلٍّ منها دَلالته الخاصَّة.



وفي تراثنا الأدبي أقوال كثيرة للشعراء والنقاد تُشعِر أن المتأخِّر من منشئي القول يَستعين بنصوص مَن سبقه، ويَستلهِمها، ويستوحي منها، وقد يُكرِّرها، أو يُعيدها، فالنصوص مُتداخِلة مُتعالِقة، يولِّد بعضها بعضًا، ويُولَد بعضها من بعض.



وهذا زهير بن أبي سلمى من العصر الجاهلي - وقبل أن يُكثِر القائلون، وتتشعَّب آفاق الكلام، وتتراكم نصوص الشعر والنَّثر - يقول:



ما أرانا نقولُ إلا مُعادًا

أو مُعارًا من لفْظِنا مكرورا








وهذا عنترة الجاهلي يُحِسُّ أنه يَقبِس ممن سبَقه، ولا يكاد يكون عنده شيء جديد يقوله؛ لأنَّ من تقدَّمه أو عاصَره لم يَكد يدع شيئًا لم يُقلْ:

"هل غادر الشعراءُ من متَرَدَّمِ ..."



ومضى اللاحقون يتأثَّرون بالسابقين، ويأخذون منهم، أو يَقعون في شِراك أقوالهم؛ حتى وهِم قومٌ فقالوا: "ما ترك الأوَّل للآخر شيئًا".



إن التناصَّ شيء قديم معروف في نقْدنا، وهو يعني أن النصَّ الأدبيَّ ليس بمَعزِل عن الخارج، ولا هو مستقِلٌّ مُغلَق كما تقول البنيوية وغيرها؛ بل هو نص مُنفتِح على البيئة والثقافة والمجتمع والناس، وهو منتوج لعلاقات كثيرة، إنه لا يعيش في عُزْلة، أو فراغ، ولا يُولَد من عدم؛ إنه مكرور معاد بصيغ مختلفة، وإضافات وتحويرات متنوِّعة، بحسب عبقريَّة قائله، وقد يَصِل هذا التحوير - عند المبدعين الحقيقيين - حدَّ أنْ يُظَنَّ أنه جديدٌ كلَّ الجدة.



كان سيدنا علي - رضي الله عنه - يقول: "لولا أن الكلام يُعاد لنَفِد".



إن الكتَّاب يتغذَّى بعضهم بأفكار بعض، وبأخذ بعضهم عن بعض، قال الجاحظ مصوِّرًا هذه الحقيقة أدقَّ تصوير: "لا يُعلم في الأرض شاعر تَقدَّم في تشبيه مصيب تامٍّ، وفي معنى غريب عجيب، أو معنى شريف كريم، أو في بديع مُخترَع، إلا وكلُّ من جاء من الشعراء من بعده أو معه، إنْ هو لم يعدُ على لفظه، فيَسرِق بعضه، أو يدَّعيه بأسْرِه، فإنه لا يدع أن يستعين بالمعنى، ويجعل نفسه شريكًا فيه، كالمعنى الذي تتنازَعه الشعراء، فتختلِف ألفاظهم وأعاريض أشعارهم، ولا يكون أحدٌ منهم أحقَّ بذلك المعنى من صاحبه، أو لعلَّه أن يجحد أنه سمِع بذلك المعنى قط، وقال: إنه خطر على بالي من غير سماعٍ كما خطر على بالِ الأول"[1].



ولا ينفي ذلك الأخذُ أو التناصُّ الواقعان لا محالة الإبداعَ عن اللاحق، ولا يعني - كما يقول بعضهم -: إنه مجرد ناسخٍ أو مجترٍّ لنصوصٍ سبقته؛ إذ إن اللاحق الذي يأخذ من السابق يُضيف إلى ما أخذ، ويُخرِجه إخراجًا طريفًا، وهو يكسوه باستمرار حُلَّةً جديدةً، إنْ في اللفظ وإنْ في المعنى.



ما من نصٍّ أدبيٍّ إذًا بلا جذور؛ إنه دائمًا من محصول نصوصٍ سابقة، كان الشاعر الفرنسي بول فاليري يقول: "لا شيء أدعى إلى أصالة الكاتب وشخصيَّته من أن يتغذَّى بآراء الآخرين؛ فما الليث إلا عدة خِراف مهضومة"[2].



إن أبا تمام، أو البحتري، أو المتنبي، أو أبا العلاء، أو غيرهم، هم أحفاد امرئ القيس، وزهير، وبشار، وغيرهم وغيرهم، ولكنهم ليسوا نُسَخًا مكرورة عنهم؛ في أشعارهم أصداء من أولئك وبصمات، ولكنها - مع ذلك - شيء آخر، شيء جديد.



إن التناصَّ حقيقة تعني أن ما نقوله مولود من رَحِم أقوال مَن سبقنا، مصنوعٌ من مادتها، ولكن فيه رؤيتنا الخاصة، وتصوُّرنا الذاتي للكون والأشياء والناس.





[1] الحيوان (3: 311).





[2] نقلاً عن تداخل النصوص في الرواية العربية؛ لحسن محمد حماد (ص: 38).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.74 كيلو بايت... تم توفير 1.92 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]