|
|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
من أنت؟
من أنت؟ فواز بن ناصر بن حضرم المحمدي هذا السُّؤال قام بِطَرْحه الأستاذُ هشام محمد سعيد قربان على طُلاَّبه في المرحلة الثانويَّة، فانحصرَتْ أجوبة الطُّلاب على جوابٍ يسير، هو: أنا فُلان بن فلان، وهذا الجواب يدلُّنا على النَّقْص الذي تُعانيه ذوات الطُّلاب, وهذا ما اكتشَفَه الأستاذ هشام محمد سعيد قربان. وأنا أقول: نَحْن نعاني فعلاً من عدَمِ إدراك الوعي الذَّاتي في مُجتمعنا، وليس الأمر حصرًا على طُلاَّبنا، بل الأمر يَزِيد فيهم. وهذا السُّؤال يُطرَح كثيرًا في المُقابَلات الشخصيَّة؛ سواء عند التقدُّم إلى وظيفةٍ ما أو مُقابلةٍ ما، والعجيب أنَّ عند اختبار المقابلة الشخصيَّة يُطرَح هذا السُّؤال بشكلٍ غبي، فالأستاذ أو الدكتور أو أيُّ شخص يسأل عن اسم المتقدِّم، وهو يراه بين عينَيْه كاملاً ملصقًا على ورقةٍ بيضاء بين خطوط سوداء، وهذا الأمر يَجْعل المختَبِر أو المتقدِّم في دوَّامة الخوف، وإرهاب المقابلة الشخصية. حاولتُ ببحثٍ سَريع أن أجد مَن أجاب عن هذا السُّؤال بطريقةٍ أُخرى، طريقة تَلْفت النَّظَر، طريقة تدلُّ على قوَّة الشخصيَّة، قوة الذات، عِزَّة المرء بِنَفسه... إلخ. فوجَدْتُها أوَّلاً في نبينًا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - حينما قال: ((أنا النبِيُّ لا كَذِب، أنا ابن عبدالمطَّلب)) فهو - صلَّى الله عليه وسلَّم - يدرك مَن هو، ولا يساوره شكٌّ في نفسه، يقول بالمعنى: إن أردتموها سماويَّة فأنا النبِيُّ المُرسَل للبشر، وإن أردتُموها أرضيَّة فأنا ابن عبدالمطلب. وممن وجدت - أيضًا - الفارس الأسود؛ فارس بني عَبْس عنترة بن شداد، فقد أجاب عن هذا السُّؤال بقصيدةٍ له، يقول فيها: أَنَا فِي الْحَرْبِ العَوَانِ غَيْرُ مَجْهُولِ الْمَكَانِ أَيْنَمَا نَادَى الْمُنَادِي فِي دُجَى النَّقْعِ يَرَانِي وَحُسَامِي مَعْ قَنَاتِي لِفِعَالِي شَاهِدَانِ أَنَّنِي أَطْعَنُ خَصْمِي وَهْوَ يَقْظَانُ الْجَنَانِ أَسْقِهِ كَأْسَ الْمَنَايَا وَقِرَاهَا مِنْهُ دَانِي أُشْعِلُ النَّارَ بِبَأْسِي وَأَطَاهَا بِجَنَانِي إِنَّنِي لَيْثٌ عَبُوسٌ لَيْسَ لِي فِي الْخَلْقِ ثَانِي وعنترَةُ بن شدَّاد يفتخر بنفسه دائمًا أينما حلَّ، ولا يُنْزل نفسه إلاَّ للهَوى، وهذا شَرُّ ما فيه! وقد أجاب عن سؤالنا هذا شاغِلُ الأمَّة بشِعْره، أبو الطيب المتنبِّي، حيث قال: أَنَا ابْنُ اللِّقَاءِ أَنَا ابْنُ السَّخَاءِ أَنَا ابْنُ الضِّرَابِ أَنَا ابْنُ الطِّعَانِ أَنَا ابْنُ الفَيَافِي أَنَا ابْنُ القَوَافِي أَنَا ابْنُ السُّرُوجِ أَنَا ابْنُ الرِّعَانِ طَوِيلُ النِّجَادِ طَوِيلُ العِمَادِ طَوِيلُ القَنَاةِ طَوِيلُ السِّنَانِ يتبع
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
رد: من أنت؟
حَدِيدُ اللِّحَاظِ حَدِيدُ الْحِفَاظِ حَدِيدُ الْحُسَامِ حَدِيدُ الْجَنَانِ يُسَابِقُ سَيْفِي مَنَايَا العِبَادِ إِلَيْهِمْ كَأَنَّهُمَا فِي رِهَانِ يَرَى حَدُّهُ غَامِضَاتِ القُلُوبِ إِذَا كُنْتُ فِي هَبْوَةٍ لاَ أَرَانِي سَأَجْعَلُهُ حَكَمًا فِي النُّفُوسِ وَلَوْ نَابَ عَنْهُ لِسَانِي كَفَانِي وقد قال في أبياتٍ أخرى: أَنَا الَّذِي نَظَرَ الأَعْمَى إِلَى أَدَبِي وَأَسْمَعَتْ كَلِمَاتِي مَنْ بِهِ صَمَمُ فَالْخَيْلُ وَاللَّيْلُ وَالبَيْداءُ تَعرِفُنِي وَالسَّيْفُ وَالرُّمْحُ وَالقِرْطَاسُ وَالقَلَمُ وهذه من صفات العرب قديمًا التي اكتسَبوها من عدَّة أمور - أراها بنظري - منها: صعوبة العَيْش، والتَّربية القاسية، والطعام الذي يقتاتون منه! وقد قمت بِمُراقبة أسرتي حينما يُطرَح عليهم هذا السُّؤال، فأجابوا كما أجاب طُلاَّب الأستاذ هشام، إلاَّ أبي وأُمِّي، فلا يجيبونك بالإجابة المعتادة، بل يَصِفون أنفسهم وصفًا يدُلُّ عليهم، وأحَلْت هذا الأمر إلى الحياة القاسية التي ترَعْرعوا فيها، وإلى لحم الإبِل الَّذي كانوا يأكلون، وبِهذه أخصُّ والدي فقط! فهل سوف تُجيب عن هذا السُّؤال من الآن بالإجابة المعروفة: أنا فُلان بن فلان، أم أنَّك سوف تجيب عليه بِما يدلُّ على قوَّة ذاتك وشخصيتك؟ اقرأ سِيَر العُظَماء؛ لِتَعرف كيف أجابوا عن هذا السُّؤال في ورقة الحياة، ولا تُهمِّش الآخَرين وتَحْتقرهم!
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |