قبول توبة المبتدع - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-08-2020, 02:32 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي قبول توبة المبتدع

قبول توبة المبتدع


د. محمود عبدالعزيز يوسف


تحرير محل النزاع:
محل الاتفاق: اتفق الفقهاء على أن المعاصي كلها غير البدع يمكن فيها التوبة من أعلاها وهي الكبائر إلى أدناها وهي اللمم. [1].

محل الخلاف: اختلف العلماء في قبول توبة المبتدع على قولين كالآتي:
القول الأول: أن المبتدع ليس له من توبة؛ وممن اختار هذا أبو إسحاق الشاطبي؛ وأبو إسحاق بن شاقلا من أصحاب أحمد؛ وهو مذهب الربيع بن نافع. [2]

القول الثاني: أن المبتدع له توبة كأي مذنب ولا حائل بينه وبين التوبة؛ لأن باب التوبة مفتوح والتوبة لا تنقطع حتى تطلع الشمس من مغربها؛ واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وصوبه، وقال إنه قول جماهير أهل العلم. [3]

احتج أصحاب القول الأول القائلون بأن المبتدع ليست له توبة بالآتي:
1 - عن جرير بن عبد الله أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: « من سن في الإسلام سنة سيئة، فعمل بها بعده، كتب عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء». [4]

ووجه الدلالة: أن المبتدع يلازمه وزر بدعته ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، وهذا يعني أنه من الأخسرين أعمالاً فلا توبة له؛ لأن بدعته حالت بينه وبين التوبة.

ونوقش: أن الحديث محمول على ما إذا لم يتب؛ لأن التوبة تجبّ ما كان قبْلها كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم. [5]

قال ابن عقيل: "الرجل إذا دعا إلى بدعة، ثم ندم على ما كان، وقد ضل به خلق كثير، وتفرقوا في البلاد وماتوا، فإن توبته صحيحة إذا وجدت الشرائط، ويجوز أن يغفر الله له ويقبل توبته ويسقط ذنب من ضل به بأن يرحمه ويرحمهم، وبهذا قال أكثر العلماء".[6]

2 - وبما روى أبو حفص العكبري عن أنس مرفوعاً: "إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته".[7]

ووجه الدلالة:
أن المبتدع محجوب عن التوبة والتوبة محجوبة عنه؛ لأن بدعته قد أحاطت به والعياذ بالله.

قال القاضي: سئل الإمام أحمد رحمه الله عما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أن الله احتجز التوبة عن كل صاحب بدعة" وحجز التوبة أيش معناه؟ قال أحمد: لا يوفق ولا ييسر صاحب بدعة".[8]

ويعلل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عدم توبة أهل البدع والأهواء بقوله: "لأن اعتقاد هؤلاء لبدعهم يدعوهم إلى ألا ينظروا نظرا تاما إلى دليل مخالفيهم من أهل الحق فلا يعرفون الحق ولهذا قال السلف: إن البدعة أحب إلى إبليس من المعصية. وقال أبو أيوب السختياني وغيره: إن المبتدع لا يرجع". [9]

أما الشاطبي رحمه الله فيبرر عدم قبول توبة صاحب البدعة بقوله: "أما أن صاحبها ليس له من توبة فلما جاء من قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة"، وعن يحيى بن أبي عمرو الشيباني قال: "كان يقال: يأبى الله لصاحب بدعة بتوبة؛ وما انتقل صاحب بدعة إلا إلى أشر منها ". ونحوه: عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "ما كان رجل على رأي من البدعة فتركه إلا إلى ما هو شر منه". [10]

وعن عمر بن عبد العزيز أنه كان يقول: "اثنان لا نعاقبهما: صاحب طمع وصاحب هوى فإنهما لا ينـزعان". [11]

ثم ذكر أحاديث منها: قوله صلى الله عليه وسلم عن أهل الأهواء والبدع: "يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، ثم لا يرجعون إليه حتى يرجع السهم على فوقه". [12]

وعن أبي ذر أنه صلى الله عليه وسلم قال: "سيكون من أمتي قوم يقرءون القرآن ولا يجاوز حلاقيمهم يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه هم شر الخلق والخليقة". [13]

قال الشاطبي:" فهذه شهادة الحديث الصحيح لمعنى هذه الآثار وحاصلها: أنه لا توبة لصاحب البدعة عن بدعته فإن خرج عنها فإنما يخرج إلى ما هو شر منها؛ ومن هنا قلنا: يبعد أن يتوب بعضهم لأن الحديث يقتضي العموم بظاهره ". [14]

واحتج أصحاب القول الثاني القائلون بأن المبتدع له توبة بالآتي:
أولاً: الكتاب
1 - قال تعالى: ﴿ قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].[15]

ووجه الدلالة: أن الله نهى المسرفين على أنفسهم أن يقنطوا من رحمته؛ لأنه سبحانه يغفر الذنوب جميعاً. وهؤلاء المبتدعة من عباده المسرفين على أنفسهم بهذه البدع الذين أخبر وهو أصدق القائلين أنه يغفر الذنوب جميعا وبدعة هؤلاء ذنب يشمله هذا الوعد منه سبحانه. وما دام الأمر كذلك فلا مجال لتخصيص أهل البدع بعدم التوبة.

2 - قال تعالى: ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ [طه: 82]. [16]

ووجه الدلالة: أنه سبحانه أخبر بأنه كثير الرحمة والمغفرة لجميع من تاب وآمن وعمل صالحا، ثم اهتدى. وكلمة (من) من صيغ العموم فتشمل كل المذنبين والمبتدع منهم.

3 - قال تعالى: ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ ﴾ [الرعد: 6]. [17]

ووجه الدلالة: أنه سبحانه أخبر أنه صاحب مغفرة لجميع الناس الظالمين، والمبتدع من الناس وبدعته من الظلم فيشمله الغفران وتشملها المغفرة كذلك؛ ولهذا ورد عن علي بن أبي طالب قوله: ما في القرآن آية أوسع من هذه الآية: ﴿ قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].[18]

وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: وهذه أرجى آية في القرآن. فقال عبد الله بن عباس: أرجى آية في القرآن قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ ﴾ [الرعد: 6].[19]

ثانياً: السنة:
1 - عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: "من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه". [20]

2 - عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها". [21]


فهذان الحديثان الشريفان أفادا بمنطوقهما أن المبتدع باب التوبة له مفتوح لدخوله في عموم قوله صلى الله عليه وسلم (من تاب) و (مسيء الليل) و (مسيء النهار).

قال الإمام النووي رحمه الله: "إن للتوبة ثلاثة أركان: الإقلاع والندم على فعل تلك المعصية والعزم على ألا يعود إليها أبدا. فإن كانت المعصية لحق آدمي فلها ركن رابع وهو التحلل من صاحب ذلك الحق. واتفقوا على أن التوبة من جميع المعاصي واجبة وأنها واجبة على الفور ولا يجوز تأخيرها سواء كانت المعصية صغيرة أم كبيرة. والتوبة من مهمات الإسلام وقواعده المتأكدة. ولا يجب على الله قبولها إذا وجدت بشروطها عقلا عند أهل السنة لكنه سبحانه وتعالى يقبلها كرما وفضلا وعرفنا قبولها في الشرع والإجماع". [22]

من هذا يظهر جلياً أن الله سبحانه وتعالى قد شمل جميع عباده بقبول التوبة وأهل البدع مشمولون بهذا الفضل إذا حسنت توبتهم وأقلعوا عما أحدثوا ولا يبعد أن يمن الله عليهم برؤية الحق واتباعه والإقلاع عن البدع التي أحدثوها. [23]

ثالثاً: المعقول:
إن الله تعالى قد بين في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أنه يتوب على أئمة الكفر الذين هم أعظم من أئمة البدع. [24]

المناقشة والترجيح: أن هذه الأحاديث والآثار التي استدل بها القائلون بالمنع من قبول التوبة معارضة بالآيات الصريحة والأحاديث التي أوردت طرفاً منها فتقدم عليها. أو أن يقال إنها محمولة على ما إذا لم يتب هؤلاء وماتوا على بدعتهم؛ وأما ما كان منها مروياً عن السلف فمحمول على التنفير من هذه البدعة وأهلها أو على من مات ولم يتب؛ لأن شأن المبتدعة عدم التوبة بناء على التجربة التي مارسها علماء السلف مع هؤلاء. ولكن مع هذا فالمعول عليه هو النصوص المتواترة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والتي صرحت بأن باب التوبة مفتوح ويد الله مبسوطة لكل مذنب يريد التوبة، حتى لو كان كافراً أو زانياً أو قاتلاً ولا نطيل في هذا لأنه من المسلَّمات.

وتوبة المبتدع أن يعترف بأن ما عليه بدعة، والرجوع عنها، واعتقاد ضد ما كان يعتقد منها. وفي الرعاية: من كفر ببدعة قبلت توبته على الأصح، قيل إن اعترف بها وإلا فلا. قال الإمام أحمد في رواية المروذي في الرجل يشهد عليه بالبدعة فيجحد: ليست له توبة إنما التوبة لمن اعترف فأما من جحد فلا توبة له.



[1] راجع: الاعتصام للشاطبي 2/ 281.

[2] راجع: الاعتصام 2/ 281؛ غذاء الألباب 2/ 581.

[3] راجع: غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب 2/ 581.

[4] أخرجه مسلم في كتاب العلم باب من سن سنة حسنة أو سيئة ومن دعا إلى هدى أو ضلالة برقم (1017) 4/ 2059.

[5] راجع: مجلة البحوث الإسلامية (14/ 183 - 185).

[6] راجع: غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب 2/ 583.

[7] أخرجه الطبراني في الكبير وإسناده حسن، وصححه الألباني في صحيح الترغيب.

[8] راجع: غذاء الألباب 2/ 583.

[9] راجع: غذاء الألباب 2/ 581.

[10] أخرج هذه الآثار ابن وضاح؛ الاعتصام للشاطبي 2/ 281.

[11]راجع: الاعتصام للشاطبي 2/ 281.

[12] أخرجه ابن حنبل في مسنده 3/ 64 برقم: 11632.

[13] أخرجه مسلم في الزكاة باب الخوارج شر الخلق والخليقة برقم 1068؛ 2/ 750.

[14] راجع: الاعتصام للشاطبي 1/ 123.

[15] سورة الزمر الآية رقم (53).

[16] سورة طه الآية رقم (82).

[17] سورة الرعد الآية رقم (6).

[18] سورة الزمر الآية رقم (53).

[19] سورة الرعد الآية رقم (6).

[20] رواه مسلم.

[21] رواه مسلم.

[22] راجع: النووي على شرح صحيح مسلم.

[23] راجع: مجلة البحوث الإسلامية (14/ 183 - 185).

[24] راجع: غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب 2/ 581.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.26 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (2.74%)]