مفاتيح الخير مغاليق الشر - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 39 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 43 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-08-2020, 03:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي مفاتيح الخير مغاليق الشر

مفاتيح الخير مغاليق الشر


الرهواني محمد




الخطبة الأولى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً.

معاشر عمار بيت الله:
إن للخير وفعل الحسنات كنوزٌ وخزائن، ولهذه الكنوز والخزائن مفاتيحها، فنسأل الله أن نكونَ من هذه المفاتيح.

وإن للشر وفعل المعاصي والمنكرات كنوزٌ ومخازن، ولهذه الكنوز والمخازن مفاتيحها، نعوذ بالله أن نكون من هذه المفاتيح.

ففي صحيح ابن ماجه بسند حسن، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ مِن النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِن النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ".

وطوبى: كل مستطاب في الجنة من بقاء بلا فناءٍ، وعِزٍّ بلا زوال، وغنىً بلا فقر، والويل: قيل هي النار، وقيل واد في جهنم، وقيل العذاب الشديد والنكال الأليم، حمانا الله وإياكم ووقانا ووقاكم.

وهذا الحديث النبوي العظيم له نظائر كثيرة في كلام النبي صلى الله عليه وسلم تؤكد معناه، وتقرر مدلوله ومضمونه، منها على سبيل المثال: ما أخرجه الترمذي في سننه بإسناد صحيح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: مرّ النبي صلى الله عليه وسلم على نفر جلوس فقال: "ألا أخبركم بخيركم من شرّكم؟ فسكت القوم، فأعادها النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا، فقالوا: بلى يا رسول الله أخبرنا بخيرنا من شرنا، فقال صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُكُمْ مَنْ يُرْجَى خَيْرُهُ وَيُؤْمَنُ شَرُّهُ، وَشَرُّكُمْ مَنْ لَا يُرْجَى خَيْرُهُ وَلَا يُؤْمَنُ شَرُّهُ".

وروى ابن ماجه عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أن هذا الخير خزائن، ولتلك الخزائن مفاتيح، فطوبى لعبد جعله الله مفتاحا للخير، مغلاقا للشر، وويل لعبد جعله الله مفتاح للشر، مغلاقا للخير".

النبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا أن من الناس من يكون كالعافية لغيرهم، فإن حضر أفاد وأحسن، وإن تكلم نفع وأرشد، وإن وَجّه أخلص وصدق‏، سباق للعمل الذي يُرضي الله جل وعلا، وخصوصاً في زمن كثر فيه أهل الشر والباطل وتسلطوا على أهل الخير والفضيلة، فهو مفتاح خير، ودلال معروف، وسفير هداية، ورسول صلاح مغلاق شرِّ، ودافع بلاء، ومانع نقمة، وصمام أمان من غضب الرحمن.

ومن الناس من يكون كالعلة أو الداء‏،‏ إن حضر كان بلاء وشقاء‏، وإذا اجتمع بجلسائه شغلهم بما يضرُّهم ولا يغنيهم ولا ينفعهم، يحرمهم الخير ويشقيهم بالقيل والقال، وإن تعامل أساء، وإذا تولى سعى في الأرض فسادا وإفسادا، قلبه مريض وأفكاره سقيمة، جند نفسه مع حزب الشطان لنشر الفساد والرذيلة فجعل من نفسه مفتاحا للشر مغلاقا للخير.

ومن الوقفات التي نقفها مع هذا الحديث النبوي الشريف، أن كل واحد منا إذا سمع هذا الحديث لا بد أن تتحرك نفسه شوقا وطمعا، وتهتز نفسه رغبة في أن يكون من مفاتيح الخير، وأن لا يكون مفتاحا للشر، وإني لأرجو الله لنفسي ولكل من يسمعني أن يكون كذلك، فاللهم اجعلنا مفاتيح الخير مغاليق الشر.

والنفس يا أحباب الله عندما تتوق لأمر ما، وتطمع فيه، لابد من مجاهدتها لتحقيق الأسباب والإتيان بمقاصدها وغاياتها فعلا وواقعا وعملا وتطبيقا ولا يكفي في ذلك مجرد التمني.

فمن أراد أن يتحقق له ذلك، وأن يكون مفتاحا للخير مغلاقا للشر، فهناك أمور أساسية أنبه وأشير إليها، من جد واجتهد في القيام بها وفي تحقيقها، فإنه بإذن الله يكون من مفاتيح الخير مغاليقِ الشر.

الأمر الأول: الإخلاص لله جلّ وعلا في الأقوال والأعمال، فلا تعمل أي عمل ولا تقل أي قول إلا وأنت ترجو به ثواب الله، فالمخلصون صادقون في أقوالهم وأعمالهم، جادّون فيما يأتون ويتركون، سبيلهم إلى الخير ومآلهم إلى الصلاح والإصلاح، والله عز وجل لا يقبل من العمل إلا الخالصَ لوجهه جلّ وعلا، قال ربنا: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾. ومن نعمة الله سبحانه على عبده المخلص، أن يصرف عنه سبل الشر، وأن يهديه إلى سبيل الخير، وقد قال الله عزّ وجل عن نبيه يوسف عليه السلام:﴿كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾.

الأمر الثاني: الدعاء والإلحاح على الله بالسؤال والطلب، بأن يجعلك من مفاتيح الخير، فالدعاء نفسه مفتاحُ الخير، والله جلّ وعلا لا يُخَيِّب عبدا دعاه، ولا يرد عبدا ناداه، ومن أسماءه العظيمة الفتّاح، فاسأل الله جلّ وعلا، توسل إليه بهذا الاسم وبأسمائه الحسنى وصفاته العلا، بأن يجعلك من مفاتيح الخير ومغاليق الشر.

الأمر الثالث: الإقبال على عبادة الله جلّ وعلا ولاسيما الفرائض، وخاصة الصلاة، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وإذا كان هذا شأن العبد محافظا على أوامر الله، مقبلا على طاعة الله مجدا مجتهدا في التقرب إلى الله، فإنه بأذن الله عزّ وجل يكون مفتاحا للخير مغلاقا للشر.

الأمر الرابع: التحلي بمكارم ومحاسن الأخلاق، والبعد عن حقيرها ورديئها، فصاحب الخلق الكريم يَحجُزه خلقه عن الرذائل، ويُبعده عنها، بخلاف سيء الأخلاق، فإن أخلاقه السيئة تسوقه إلى القبائح والمفاسد.

الأمر الخامس: مجالسةُ الأخيار ومصاحبتُهم ومرافقتُهم، والبعدُ عن قرناء السوء ومخالطةِ الأشرار، لأن الإنسان بطبعه وحكم بشريته يتأثر بصفيه وجليسه، ويكتسب من أخلاق قرينه وخليله، والمرءُ إنما توزن أخلاقه وتُعرف شمائله بإخوانه وأصفيائه، كما جاء في مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالط"، فمجالسةُ الأخيار غنيمة، ومجالسهم تغشاها الرحمة وتتنـزل عليها الملائكة، بخلاف مجالس الأشرار فإنها مُتنزل الشياطين، قال ربنا سبحانه: ﴿ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ، تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ، يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ﴾، وهل يَرضى مؤمن لنفسه أن يُجالس من تتنزل في مجالسهم الشياطين؟

الأمر السادس: النصيحة لعباد الله، فلا تحمل في قلبك تجاه أيّ مؤمن إلا النصيحة، وقد قال عليه الصلاة والسلام وكرَّر وأعاد: "الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة "،والناصح عباد الله هو من يريد الخير لإخوانه، ويسعى في تحقيقه لهم جُهده ومُستطاعه، فالنصيحة إذا وُجدت بين الناس عمّت بينهم الفضيلة، وانتشر بينهم الخير، ولا يكون الإنسان مفتاحا للخير مغلاقا للشر إلا إذا كان ناصحا لعباد الله.

الأمر السابع: تذكّر يوم المعاد والوقوف بين يدي رب العباد، تذكر أنك ستقف يوما بين يدي الله جلّ وعلا، يحاسبك فيه على أعمالك، ويجازيك على ما قدمت في هذه الحياة، فالكَيِّس مَنْ دانَ نفسَه، وعَمِلَ لما بعد الموت.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صلّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

النبي صلى الله عليه وسلم ذكر بأن الناس فريقان، فريق مفتاح للخير مغلاق للشر، وفريق على العكس من ذلك، مفتاح للشر مغلاق للخير، وليتأمل كل واحد منا حاله وأمره وشأنه في هذا المقام العظيم، هل هو من مفاتيح الخير مغاليقِ الشر، أو أنه على العكس من ذلك، لابد من وقفة صادقة ومحاسبة جادة وتأمل، كل واحد منا ينظر في حاله في سلوكه في معاملاته، في مخالطته ومعاشرته للناس، ما شأنه في هذا الأمر، أهو من مفاتيح الخير مغاليق الشر أم أنه على العكس من ذلك.

أقول معاشر المؤمنين والمؤمنات:
لينظر كل واحد منا أعماله اليومية ومدى ما يقدمه، هل هي تخدم الإسلام وأهله؟ أم تخدم الباطل وأهله؟ وما مدى موالاة كلٍّ منا للصالحين ومدى البراءةِ من المفسدين الظالمين؟

لا بد من محاسبة للنفس في هذه الحياة قبل أن نُحاسب عندما نقف بين يدي الله جلّ وعلا، فما ثم إلا مسلكان إما إلى طوبى وإما إلى الويل، ليتفكَّر كل واحد في أمره وحاله، هل هو من مفاتيح الخير أم أنه من مفاتيح الشر، وكل ذلك لا يظهر إلا بالتأمل الدقيق، والنظر والتفحص في أحوالنا وأقوالنا وأفعالنا ومعاملاتنا مع غيرنا ومع أنفسنا، عندها يتبين للبعض مدى توجهه إن كانا سائراً على الدرب الصحيح فليواصل، وإن كان غير ذلك فليصحح مساره، وليعد إلى الجادة وليكن عونا للحق لا عوناً للباطل.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.07 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]