|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
كيف أتعامل مع زوجي الحاد العصبي؟
كيف أتعامل مع زوجي الحاد العصبي؟ أ. مروة يوسف عاشور السؤال ♦ ملخص السؤال: سيدة متزوجة لا تستطيع التعامل مع زوجها بسبب عصَبِيَّته، وتعامُله مع كلِّ الأمور بحدَّة، حاولت استخدامَ أكثر مِن أسلوبٍ للتفاهم لكن دون جدوى، فهو يعتقد أنه على صوابٍ دائمًا، وأنَّ مَنْ حوله هم المخطئون. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لا أعرف كيف أتعامَل مع زوجي؟ فهو عصبيُّ المزاج جدًّا، ويتعامل مع كلِّ الأمور بحدَّة. اتَّبعتُ معه كلَّ الأساليب للتفاهُم لكن دون جَدْوى؛ فهو يعتقد أنه على صوابٍ دائمًا، وأنَّ مَنْ حوله هم المخطئون! أشعُر بالضيق، وأريدُه أنْ يُشاركني أيَّ حوار أو مناقَشة، لا يحبُّ أن يتكلَّم إلا فيما يُريد هو، وأنا لستُ زوجةً للطبخ وتربية الأولاد فقط. فما الحل؟ أفيدوني، وجزاكم الله خيرًا الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. لن أخوضَ معك في تفاصيلَ لست بحاجةٍ إليها، ولن أحدِّثكِ عن حق الزوج وفَضْل الصبر عليه، وإنما أصدقكِ القول في أنَّ غالبَ ما يُعرَض عليَّ مِن استشارات مِنْ طرف الزوج أو الزوجة يتم عرضُها مِن وجهة نظَر المتحدِّث بأسلوبٍ يختلف تمامًا عما يَعرِضه الطرفُ الآخر؛ لهذا دَعِينا مِن اتهامه، ولنسعَ لمُحاولة فَهْمِ وجهةِ نظره وحل المشكلة دون تجريحه. • مَنْ مِنَ الناس تَرَينه يحكم على معتقداته بالخطأ وغيره بالصواب، ولو لمراتٍ قليلة؟ هذه طبيعةُ النفس البشرية، ولولا اعتقادُه بصحَّة كلِّ ما يُفَكِّر فيه، لما صار اعتقادًا لديه، ولمَا نشأت الاختلافاتُ بين الناس؛ فالاختلافُ مِنْ طبيعة البشر، ومِنْ أبرز سلوكياتهم. كنتُ أتمنَّى حقًّا لو تذكرين عُمْرَ زواجِكِ، والأساليب التي سَلَكْتِها في سَعْيكِ للإصلاح وحلِّ المشكلة، وإن كان يغلب على ظنِّي أنكِ لم تتبعي إلَّا أسلوب النِّقاش المباشر، حين تعتريكِ ثورةُ الغضب إِثْر كلِّ خلافٍ يقع بينكما، أو اتهامه بالعناد والإصرار على رأيه، أو الصياح في وجهه بما يختزنه قلبكِ مِنْ آلامٍ، أو دمعات حارة ترسلينها إلى عينيه التي لا تترفق بها، ويُؤسفني أن كلَّ ذلك لا يُجدِي نفعًا مع زوجٍ له من الصفات ما ذكرتِ، فإنْ كان هذا حالكِ، فأرجو أن تُعِيدي النظَر في ذلك، وتتراجعي عن كلِّ هذا، وتمحيه مِنْ قائمة التجارب. • لا تجعلي مِنَ الحوار مع زوجكِ وضرورة نجاحه مركزَ حياتكِ، ومنبع سعادتك، لا أُجادلُ في أهميته، لكن ماذا لو لم يكن الزوج أهلًا لذلك الحوار؟ هل تعيش المرأةُ - كما تقولين - مجرَّد آلة بَكْمَاء تتحرك كـ "Charlie Chaplin"، وتنفِّذ المهمَّات دون إصدار الأصوات أو التفوُّه بالكلمات؟ عليكِ أن تبحثي فيمَن حولكِ مِنَ الصديقات والقريبات، وتجعلي مِنَ التعامل معهنَّ مُتنفسًا جديدًا تذهبين إليه وقت حاجتكِ، إلى "فضفضة" لا تجدين زوجكِ مُؤَهلًا لسماعها. أرجو أن تتخلي عن قول: أليس مِنْ حقي عليه أن ينصتَ لهمومي، ويستمعَ إلى حديثي، ويُحاورني في شؤونه وشؤوني؟ فلسنا هنا لنناقشَ قضية الحقوق، وإنما نسعى للخروج مِنَ الأزمة، باقتراح حلولٍ تُعِيد إلى نفسكِ توازنها، وإلى عقلكِ راحته. • كثيرٌ من النساء تحصر اهتماماتِها على زوجها حتى تنسى نفسها، فإن لم يتحدَّث الزوجُ لسببٍ ما فالدنيا مُظلمةٌ في عينيها حتى يعودَ، وإن لم يمازحها فالحزنُ نديمها، وإن لم يمتدحْ شكلَها أو فعلَها فلا قيمة لها حتى يرى قيمتها! لا أُنكِر حقَّ الزوج العظيم وفضله الكبير، لكن ما أنكره على بعض النساء المبالَغة في عَلاقتِها بزوجها؛ بحيث تحصر كلَّ سعادتها وتربطها به، وهو بَشَرٌ يسخط ويرضى، يخطئ ويُصيب، يعدل ويجور، وما أكثر ما يكون تقربها منه سببًا لنفورِه منها؛ فالمرادُ القصدُ في التعامل معه. • الزوجُ الغَضوبُ له وضْعٌ خاصٌّ، وكيفيةٌ محدَّدةٌ في التعامل؛ فهو لا يستجيب لنِداء العاطفة مهما علا صوتُه، ولن يرق بالاستغاثة وإن اشتدَّ صياحها، ولن يقتنعَ بالنقاش وإن قويتْ حجته، وإنما يصلح معه أسلوبُ التراخي؛ بحيث تتركين مساحةً واسعةً بينكما يشعر فيها بالشوق إليكِ، والانجذاب نحوكِ، وعليكِ حينها ألا تقعدي يومكِ باكيةً أو متحسِّرة على ما آل إليه حالكُما، أو تعيشي الآمال واللهفة للحظة رجوعه، وإنما عليكِ أن تشغلي نفسكِ كما يشغل هو نفسَه بهواياتٍ أو رغباتٍ، أو اهتماماتٍ تأخذكِ لعالمكِ الخاص الذي يشعركِ بأهميتكِ وشخصيتكِ، ويُكسِبكِ سعادة غير معتمدة على بشرٍ. • متى ما أردتِ مِنْ زوجكِ أن يقتربَ مِنْ عالمكِ، ويهتمَّ لاهتماماتكِ؛ فادخلي عالمه بحذرٍ، واقتربي منه بحِرْصٍ، وأظْهِري له محبتكِ وسعادتكِ بما يطرح مِنْ نقاشات، وتجاوبي معها دون تذمُّر، أو دون التعامل بمبدأ: "لا بد أن تكون هذه بتلك"، وإنما قدِّمي وقدِّمي حتى يأتيَ العطاءُ مِنْ داخله، وينبع الاهتمام مِنْ نفسِه؛ فبعضُ الأمور لا يصلح أن تستجلَب بالقوة، ولا بالنقاشات، ولا العقلانيَّات. • غالبًا ما يكون الشخصُ الغضوب الأناني قد عانى في حياتِه فترة حرمان عاطفي قوي؛ فحاولي مدَّه بالرعاية العاطفية، وأحيطيه بالحنان الزوجيِّ، وامنحيه السكينةَ والراحة التي ينشدها كلُّ زوج في بيته، ولا تنتظري مُقابلًا على ذلك؛ فقد يتأخَّر وصولُه، لكنه سيأتي بلا شك. والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |