أعاني من الهم - ملتقى الشفاء الإسلامي ملتقى الشفاء الاسلامي
 
 

اخر عشرة مواضيع :         مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61184 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29034 )           »          شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13 - عددالزوار : 342 )           »          من شبهات اليهود وأباطيلهم-أن المسجد الأقصى والقدس لم يأخذا في الإسلام قط دوراً مركزيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الزوجة قد تظلم زوجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أخطــاء أبنـائنا كـنز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-01-2021, 08:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,044
الدولة : Egypt
افتراضي أعاني من الهم

أعاني من الهم


أ. مجاهد مأمون ديرانية



السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي: أنا طالب عُمري 20 سنة، أدرس في إحدى الجامعات، ومنذ فترة الثانوية وأنا أدمَنْت دخول الإنترنت، وتغيَّرت حياتي اجتماعيًّا بشكلٍ كبير، حتى أهلي تغيَّرت معهم بسبب الإنترنت، تكاسلْتُ دراسيًّا، وبعد ذلك كنتُ لا أذاكر نهائيًّا حتى في أوقات الامتحان، وكنتُ أنجح.

أحيانًا أغلق باب غُرفتي وأبي وأمي منزعجَيْن مني، فأقوم بالبكاء، ولا أستطيع أن أُصارح أحدًا منهم، وأحيانًا لا أستطيع أن أُصلِّي، وأحيانًا أصلي صلواتي جميعها، حاولتُ أكثر من مرة التخلُّص من هذا الهمِّ والكسل والضِّيق بالخروج مع الأصدقاء، ولكنَّ هذا التخلُّص كان مؤقتًا فقط، فلمَّا أرجع إلى البيت، أُصاب بنفس الأعراض.

لَم أذهب إلى أيِّ طبيب نفسي ولا إلى شيء، دخلْتُ الجامعة بفضْل الله وبتوفيقه في التخصُّص الذي أريده، وأكملت الفصل الأول، ونجحت بذات الطريقة، لَم أُذاكر، ولَم أعمل أيَّ شيءٍ، كنت أعتمد على معلوماتي الخاصة، والآن أنا خائف، خصوصًا أني عشْتُ طفولة ليستْ بسعيدة قطُّ؛ فأبي كان يُعاني من الديون والمطالبات الجزائيَّة وإلى هذه اللحظة يعاني، وأنا أشعر كلَّ يومٍ بأن عليَّ أن أخلِّصَه من هذا الهمِّ الذي أراه منذ طفولتي على مرِّ السنين، من مُطالبات جزائية، وما إلى ذلك.

كنت متفوِّقًا في المرحلة الابتدائيَّة والمتوسطة، ولكن الآن أُعاني من الكسل اللامعقول، وممارسة الألعاب الإلكترونية، والدخول إلى الشاتات الترفيهيَّة؛ ظنًّا مني أنها قد تساعدني على التسلية، ولكنَّها تسليَة مؤقَّتة وسرعان ما تزول، وفي بعض الأحيان لا توجد رغبة لَدَيّ إطلاقًا في الذهاب إلى المسجد، وأصلي ولكن أعلم من داخلي أني لستُ على صوابٍ، وأحتاج إلى علاج عاجلٍ، أرجوكم.

الجواب
كتابتك مشوَّشة ومتداخلة، وقد اضطررت إلى إعادة ترتيبها لكي أفهم منها أنك تعاني من الأعراض التالية:
(1) تعلقتَ بالإنترنت منذ نحو ثلاث سنوات، ووصل تعلقك به إلى درجة الإدمان، ولم تكن كذلك من قبل.

(2) كنت في الماضي شخصاً اجتماعياً لكنك صرت تميل إلى الوَحدة والانطواء.

(3) كنت متفوقاً دراسياً حتى نهاية المرحلة المتوسطة، ثم تراجع اهتمامك بالدراسة منذ بداية المرحلة الثانوية.

(4) إشارتك إلى التقصير في الصلوات في مرحلة التغيرات الجديدة في حياتك أفهمَتْني ضمناً أنك لم تكن كذلك فيما مضى، بل يبدو أنك كنت ملتزماً بالصلاة والعبادة التزاماً حسناً.

(5) وأخيراً يبدو أنك كنت أسعدَ حالاً، فأنت تشير إشارة عامة إلى طفولة غير سعيدة، لكنك تؤكد أن نفسيتك زادت اضطراباً في مرحلة التغيرات التي ركزت حديثك عنها، ووصفتَ حالات من الضيق والهمّ تنتهي أحياناً بالبكاء.

حسناً، هذا هو وصفك لحالك، ثم إنك شَخَّصت العلة فقلت إن سبب مشكلاتك هو التعلق بالإنترنت واستغراقك فيه. قلت بالنص "حتى أهلي تغيرت عليهم بسبب الإنترنت كسلت دراسياً". وبما أن كتابتك كلها تخلو من الفواصل والنقاط فلم يكن ممكناً أن أعرف: هل تغيرت على أهلك بسبب الإنترنت، أم كسلت دراسياً بسببه؟ فلو أنك وضعت فاصلة أو نقطة بعد "أهلي تغيرت عليهم" فسوف يفهم القارئ أنك بدأت بعدها بفكرة جديدة: "بسبب الإنترنت كسلت دراسياً"، أي أنك تتهم الإنترنت بالمسؤولية عن الكسل. أما لو وضعت فاصلة أو نقطة بعد كلمة "الإنترنت" فسوف يفهم القارئ أنك أنهيت المعنى بما سبق من كلمات، أي "تغيرت على أهلي بسبب الإنترنت". هل رأيت كم هي مهمة علامات الترقيم -من نقطة وفاصلة وعلامة استفهام وغيرها- مما لم تستعمل منه شيئاً في كتابتك كلها؟ إذن هذه نصيحة على الهامش: اذهب فتعلم كيف تكتب، وتعرَّفْ إلى هذه العلامات وتدرَّبْ على استعمالها.

ونعود الآن إلى المشكلة: يبدو أنك تظن أن الاستغراق في الإنترنت سبَّبَ لك الهمَّ والكسل وصَرَفك عن العبادة وعن النشاط الاجتماعي والأُسَري. فَلْنَحُلّ المشكلة إذن وَلْنقترح أن تتخلى عن الإنترنت، فهل ستنتهي مشكلاتك عندها؟ جرب أياماً أو أسبوعاً، وسوف تكتشف أنك لم تتقدم خطوة ولم تصنع شيئاً. لماذا؟ لأنك ركزت على نتيجة من نتائج المشكلة وليس على سببها الحقيقي.

يجب أن تعرف أولاً أن تعلقك بالإنترنت عَرَض للمرض وليس سبباً له. المشكلة الأصلية توجد في نفسيتك التي يبدو من وصفك أنها نفسية مُرهَفة إلى حد بعيد، فأنت تتمزق الآن ألماً ليس لأن الناس يلومونك، بل لأنك تلوم نفسك، لأنك تعرف أنك تمشي في طريق غير صحيح. أنت تحبس نفسك في غرفتك وتبكي لأنك تحس أن والديك غير راضيَين عن حالك، وفي ختام الرسالة تقول: "أعلم بداخلي أني لست على صواب وأحتاج إلى علاج عاجل" وقبلها تقول: "لم أزُرْ أي طبيب نفسي". ولا بأس في أن لا تفعل، فأنت لا تحتاج إلى طبيب وعلاج، كل ما تحتاج إليه هو أن تعرف نفسك وأن تدرك سبب مشكلاتك لتتغلب عليها.

رسالتك فيها تفصيلات كثيرة، لكن الجملة المفتاحية فيها التي تخبرنا بكل شيء هي قولك: "أبي كان يعاني من الديون والمطالبات الجزائية إلى هذه اللحظة، وأنا أشعر كل يوم بأن عليّ أن أخلصه من هذا الهم الذي أراه منذ طفولتي على مرّ السنين". هذه الجملة تخبرنا بكل شيء، ولا سيما الجزء الذي لوّنتُه باللون الأزرق منها. لقد نشأتَ في أسرة عادية متوسطة كما يبدو من رسالتك، ولا يبدو أنك عانيت مما يعانيه بعض الأبناء من قسوة الآباء أو من عدم تفهمهم وتواصلهم، فتركزت كل معاناتك في ديون أبيك، وبلغَتْ بك رَهافةُ نفسيّتك إلى أن تحمّل نفسَك مسؤوليةَ هذه الديون لتكفي أباك خطر المطالبات المالية والقضائية.

يا بني: لقد حمّلت نفسك حِمْلاً أكبر من حجمك، حِملاً لا يتناسب لا مع سنك ولا مع قدراتك، فطحنك هذا الحِمْلُ الثقيل وغيّرَ كل شيء في حياتك. ستقول: لكن أبي كان مَديناً منذ طفولتي وقد حملت هذا الهم دائماً، فلماذا غيَّرَتْ ديونُه حياتي بهذه الصورة الدرامية مؤخراً فقط؟ الجواب: نعم، لم يتغير وضع أبيك، ولكنْ تغيّرَ أسلوبُ تعاملك مع المشكلة، لسبب بسيط، لأنك أنت تغيرت في هذه السنين الأخيرة. التوقيت مهم جداً وهو يخبرنا بالحكاية كلها: نهاية المرحلة الإعدادية وبداية الثانوية. لا يهم مسمى المراحل، بل طبيعة الشاب فيها. إن هذه المرحلة من مراحل العمر تحديداً هي التي تفصل بين الطفولة والرجولة، وهي السنوات التي نسميها سنوات "المراهقة".

في هذه السن تتغير نفسية الإنسان فيصبح أكثرَ حساسية وأشدَّ انفعالاً مما كان في الماضي، ويزداد تفكيره عمقاً وشمولاً. ربما تكون قد فكرت بديون أبيك فيما مضى، لكنْ من المؤكَّد أن تفكيرك بها كان ساذجاً وسطحياً؛ ربما قلت لنفسك مثلاً: غداً سأكبر وأشتغل وأكسب في السنة مليون ريال، فأسدد ديون أبي كلها في سنتين وأضمن له تقاعداً كريماً... إلى غير ذلك من أفكار الطفولة البريئة. لكنك ما لبثت أن كبرت وعقلت وأدركت كم هو صعبٌ الحصولُ على المال الحقيقي، فزاد الضغط عليك من ناحية إدراكك لصعوبة حل المشكلة، وزاد أيضاً من ناحية زيادة إحساسك بها. ولا شك أن الضغط قد بدأ يزيد بالتدريج لأننا لا نتغير فجأة، لا تتغير نفسيّاتنا وعقلياتنا بين يوم ويوم، بل على مر الشهور والسنين. فلعلك قد عشت تحت هذا الهم منذ طفولتك، لكنّ تكوينك النفسي والعقلي الطفولي ساعدك على احتمالها، فلما كبرت وراهقت وتغيرَتْ طريقةُ استقبالك للمشكلة وتفاعلك معها زاد ثقلها وتجاوز حدود احتمالك... وأخيراً هربت! إلى أين؟ إلى الإنترنت.

ألا تلاحظ أن آلافاً من الناس ينغمسون في الإنترنت ولا يصيبهم كسل ولا اكتئاب ولا يتقاعسون عن واجب ديني أو دنيوي؟ وما الإنترنت؟ إنه عالَم طويل عريض فيه خير وفيه شر، وفيه نفع وفيه ضر، فلا يصحّ تحميلُه التهمةَ في ما أصابك من مشكلات إلا كما يصحّ اتهام الطعام بالتسبب بمشكلات صحية خطيرة لمريض يعاني من مرض السكر مثلاً. الطبيب لا يقول لذلك المريض: الطعام هو سبب المرض، بل يقول له: هذه الأنواع من الطعام وتلك سبب المرض، فتجنبها، وبالمقابل فلا بدّ لك من أنواع أخرى من الطعام لتمدّك بالطاقة اللازمة للحياة. الطعام على إطلاقه فيه ما ينفع وفيه ما يضر، والمريض مطالَبٌ بمعرفة هذا للإقبال عليه ومعرفة ذاك للابتعاد عنه. والذين يشتغلون بالإنترنت كذلك، عليهم أن يعرفوا النافع والضار، أعني ما هو نافع في الدنيا والدين وما هو ضارّ بالدنيا وبالدين، فيُقبلون على الأول ويُعرضون عن الثاني.

ها قد وصلنا إلى نهاية المشكلة وإلى الحل معاً بحمد الله. إن إدراك المشكلة جزء من حلها، وكثيراً ما يسقط الواحد منا ضحية للهم والقلق لأن عقله الباطن يختزن معلومات مبهَمة أو ذكريات غامضة تسبب له الهم والقلق، فإذا أدركها بالعقل الواعي وأدرك حقيقتها زال قلقه منها... وهذا هو جوهر التحليل النفسي الذي يعتمد على نقل المشكلة من طبقة إلى طبقة، من اللاوعي الذي يصعب التحكم فيه إلى الوعي الذي يقع تحت سيطرة الإنسان.

لقد عرفتَ الآن سبب مشكلتك، وأرجو أن يكون في هذه المعرفة خلاصُك من آثارها السلبية. أعِد التفكير في المشكلة على أساس جديد؛ قل لنفسك: الذي يرزق العباد هو الله، والله قَدَر رزق أبيك وضيّقه لحكمة يعرفها، فلا تغالب القدر. ارضَ بما قسمه الله أولاً، ثم اعلم أن الله سيعين أباك على قضاء دينه إن شاء، وأولاً وأخيراً هو المسؤول عنه لا أنت. لكنك مأجور على نيتك الطيبة، وأرجو أن يأجرك الله عليها وأن يساعدك -بفضل صدق نيتك- على مساعدة أبيك، فعسى أن تنهي دراستك الجامعية على خير وأن تحصل على وظيفة جيدة ذات دخل عال، وعندئذ تساعده بما يفتح الله عليك.

أخيراً أقول لك: فكر بتفاؤل ولا تسمح للتشاؤم أن يسيطر عليك، واعتمد على الله، وكرر لنفسك أولاً وآخِراً وطولَ الوقت: لست أنا المسؤول عن هذا الدَّين، بل أبي، وما دام أبي صادق النية في القضاء فسوف يساعده الله ويعينه حتى يقضي الدين جميعاً. أليس هذا ما نحفظه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن أخذ أموال الناس يريد أداءها أدّى الله عنه"؟ هذا الحديث أخرجه البخاري في الصحيح، وما ينطق رسول الله صلى عليه الله عن الهوى، لكنْ تذكَّرْ أيضاً أن الله تعالى يقول: ﴿ لكلّ أجل كتاب ﴾ . هذا هو وعد الله ووعد رسوله، فَضُمَّ هذا إلى ذاك وعِشْ بالأمل والرجاء: الدَّين مَقضيٌّ لا محالة بإذن الله، ولكن لا يعلم موعد قضائه إلا الله. فلا تنتظر الأجل الموعود بالقلق والتوتر واجترار الهموم والأحزان، بل بالتفاؤل والاعتماد على الله.

ومن أعظم أسباب الاعتماد على الله أن تقوّي علاقتك بالله، فقُمْ من فورك فتوضأ وقف بين يدَي الله فصَلِّ ركعتين خاشعتين، ثم ادعُ في ختامهما بسرعة الفرج وتمامه، ولا تقم من صلاتك حتى تعاهد الله أنك لا تضيّع ولا تؤخر فرضاً بعد اليوم. وفقك الله ووفق أباك ورزقكما من فضله، إنه الرزاق الكريم.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.58 كيلو بايت... تم توفير 1.75 كيلو بايت...بمعدل (3.05%)]