|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
لماذا لا أرتجل الكلام؟
لماذا لا أرتجل الكلام؟ أ. شروق الجبوري السؤال الحمد لله والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله محمدٍ، وعلى آله وصحْبه. وبعدُ: فأنا شاب في السابعة عشرة من عُمري, في الصف الثالث الثانوي، عهدت من نفسي حُبُّ القراءة وأهلها، أقرأ في العربية وعلومها, وفي علوم الشريعة بفروعها, والحمد لله على كلِّ حال، لكني أجد من نفسي عُجْمة وعيًّا، إنْ طُلِب منِّي أن أتَحدَّث ارتجالاً عن موضوع معيَّن سبَق لي أن اطَّلعتُ عليه، وقرأتُ عنه, مع أني لَدَيّ ما يكفي من المعلومات عنه، ولو تكلَّم شخص فيه، قد أستدرِكُ عليه إنْ أخطأ فيه، ولكنِّي - كما قلت - لا أستطيع ضمَّ الكلمات والحروف إلى بعضها "ارتجالاً"، ولوَدِدْتُ أني أتحدَّث ارتجالاً بالدنيا وما فيها، فهل هذا قصور في عقليَّتي وتفكيري؟ مع العلم أنَّ لدَيّ مَلَكَةً في العربية ما عَهدتُها في أقراني - ولله الحمد. أفيدوني ولكم منِّي الدعاء، ومِن الله الأجْر، والسلام عليكم ورحمة الله. الجواب أخي الكريم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. يسرُّنا أن نرحِّب بك في شبكة الألوكة، ونشكر لك استشارتك إيَّانا في أسباب مشكلتك، سائلين المولَى القدير أن يجعلَنا سببًا في حلِّها، ويوفِّقنا إلى ذلك؛ إنه - تعالى - سميع مُجيب. كما أودُّ أن أُحَيِّي فيك حِرْصَك على تعلُّم هذه العلوم المباركة، وتميُّزك فيها، وكذلك قُدرتك على القيام بمداخلات واستدراكات ناجحة؛ لتصحيح خطأ معلوماتي معيَّن. أخي الفاضل، إنَّ قدرتك على إجراء تلك الاستدراكات ارتجالاً ودون التحضير لها، يشير إلى عدم وجود مشكلة عقليَّة أو نحوها لَدَيك، وإلاَّ لكان التلكُّؤ معرقِلاً لتلك المداخلات والاستدراكات. لكن ما تحتاجه اليوم هو مزيد من الجُرْأة والثقة بالنفس في مخاطبة الآخرين، وإنَّ هذا يكون من خلال إيمانك بقُدراتك العلميَّة والتعبيريَّة، والتي يعكسها تفوُّقك في العربية على أقرانك ومداخلاتك الناجحة، وكذلك جُرْأتك على التصحيح للغير. كذلك فإنَّ للتدريب والمران أهميَّةً كبيرة في تعزيز قُدراتك على التحدُّث ارتجالاً؛ حيث يمكن لك أن تبدأ بالتدريب على إلقاء موضوع معيَّن بعد أن تقوم بتحضيره بشكل جيد، ثم تختلي بنفسك في غُرفة ما، أو أي مكان آخرَ يكون بعيدًا عن أسماع أيِّ أحدٍ، وتبدأ بإلقائه وبصوت واضح ومرتفع نسبيًّا، وكأنك أمام حشْدٍ من الناس، ولا تستهنْ بهذا الأمر أبدًا، فإنه أسلوب ناجح لتطوير القدرات، قاد إلى تعديل سلوكيَّات عديدة بعد اقتناع مَن قام به ودَاوَم عليه. ثم احرصْ أخي الكريم - بعد إنجازك أيَّة جلسة بنجاح - على مكافأة نفسك بما ترغب فيه مما هو شرعي ومُباح؛ لتُعَزِّز في نفسك هذا النجاح، وإيَّاك أن تلومَ نفسك على أيِّ إخفاق قد ينتابك فيها، واعْمد لمراجعته ومعرفة أسبابه فقط؛ لتجاوزه في التدريبات اللاحقة. بعد ذلك، قُم بتَكْرار هذه التدريبات أمام المقرَّبين إليك، ممن لا تجد لهم في نفسك حرجًا في مخاطبتهم، واطْلُبْ منهم أن يستمعوا إلى خطابك، وكرِّر عمليات المكافأة والتصحيح المشار إليها سابقًا. كما أن للتغيير الفكري دورًا مهمًّا أيضًا في حالتك؛ حيث لا بدَّ لك أن تهيِّئ نفسك فكريًّا للخطاب الارتجالي بتركيزه على محاور ما تُخطِّط لقوله فقط، دون التفكير أبدًا في نظرات الجالسين أو رأْيهم "الآني" فيما تقول، وما إلى ذلك، فإنَّ إشغال الفكر بأمور تبعده عن هدفٍ يرجوه - وهو في حالة إلقاء موضوع ارتجالي أمام جمع معيَّن - يُصيبه بالتشوُّش، ويعوقه عن التركيز وتحقيق الهدف. واعلم أخي الكريم، أنَّك بعد توكُّلك على الله - تعالى - والاستعانة به - عز وجل - ثم اقتفائك هذه الخُطوات، وإصرارك الواضح على التغيير، وتقدُّمك في السنِّ، ستصل إلى ما تنشده - بإذنه تعالى. وأخيرًا: أختم بدعاء الله - تعالى - أن يفتحَ لك سُبل الخير، ويُطلق لسانك بما يُرضيه - تعالى - وينفع عباده، وأن يوفِّقك في كافة المجالات؛ إنه - تعالى - سميع مُجيب.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |