العناية الإلهية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح النووي لحديث: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أنسيت بأنك في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 855245 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 390069 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-01-2021, 09:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,931
الدولة : Egypt
افتراضي العناية الإلهية

العناية الإلهية


د. فؤاد صدقة مرداد






الخطبة الأولى






إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرورِ أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهدِ الله فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هاديَّ له وأشهدُ أن لا إله إلاَّ الله وحدهُ لا شريك له وأشهد أن محمداً عبدهُ ورسوله وصفيه من خلقه وخليله بلغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حق جهاده فجزاه الله خير ما جزى نبياً عن أمته وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:

أوصيكم ونفسي بتقوى فاتقوا الله ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281].



في السنة التاسعة من الهجرة وقعت غزوة تبوك التي يسميها أهل التاريخ غزوة جيش العسرة، لأنها جاءت في ظروف استثنائية كل أحداث هذي الغزوة رُصدت بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية ومواقف مختلفة من السيرة إلا أن ثمة موقف رصده القرآن بوضوح، إنهم الثلاثة الذين خلفوا لكنهم صدقوا، وكان ما كان من شأنهم قصة يعرفها الصغير قبل الكبير، إلا أن ثمة ملحظ نقف اليوم أمامه و نَلِجُ منه إلى ما نريد أن نقوله، الثلاثة أمر النبي عليه الصلاة والسلام لمقاطعة المجتمع لهم فلا حديث ولا بيع ولا شراء بل حتى الزوجات يغادرونهم بعد فترة من البقاء معهم خمسون ليلة، كانت قاسية على أولئك الثلاثة، أحداث مختلفة حدثت فيها لكن القران اختزلها بكلمة واحدة جامعة مانعة ﴿ ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ﴾ [التوبة: 118] إنها لحظة الإغلاق الكامل من كل أسباب هذه الدنيا، إغلاق كل الأبواب، كل الفرص، تحطم كل الآمال، الباب الوحيد المفتوح هو الباب الإلهي، والذي لم يغلق يوما ما فلما وصلوا إلى هذه المرحلة كان التدخل بالعناية الإلهية ﴿ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ﴾ [التوبة: 118] فنزلت البشائر من الله على النبي عليه الصلاة والسلام بتوبة أولئك، إنها العناية الإلهية في لحظة الإغلاق، تظن أن الدنيا كلها أغلقت لا لك فرج أو مخرج.. تتدخل العناية الإلهية لتخرجك مما أنت فيه:

وإذا العناية لاحظتك عيونها ♦♦♦ نم فالحوادث كلهن أمانُ



قال عليه الصلاة والسلام "إن الله عز وجل خلق يوم خلق السماوات والأرض مائة رحمة، كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض، في الأرض منها رحمة واحدة، فبها تعطف الوالدة على ولدها، والوحش بعضها على بعض، وأخر تسعة وتسعين إلى يوم القيامة" كل المظاهر الدنيوية من عنايات إلهية هي ضمن رحمة إلهية واحدة اليوم.. ولازلنا نعيش وسيعيش كثير من الناس حالة من الإحباط الحالي، والمستقبلي، وفقد الأمل، وظهور ظاهرة التشاؤم.. كان من الضروري أن نقول ثمة عناية إلهية تتدخل لإنقاذنا من المواقف المختلفة.. العجيب بأن هذه العناية الإلهية تتدخل تارة مع العصاة، بل مع أعصى العصاة.. فالله بعث موسى إلى فرعون برغم ما وصل إليه فرعون من الكفر والعناد قال تعالى: ﴿ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾ [طه: 44] بل حتى أن جبريل عليه السلام لما جعل يدفع الماء في فم فرعون في اللحظات الأخيرة.. خشي أن تلحق رحمة الله وعناية الله بأعدى أعداء الله وهو فرعون فيرحمه..



قضية العناية الإلهية يجب أن تكون ظاهرة في أعيننا أو حاضرة أمامنا.. فالله جل في علاه لما تتأمل قصة المرأة البغي من بني إسرائيل أيضا الكل يحفظها لكن ثمة ملحظ لا نشير إليه أحيانا.. فنحن نشير أحيانا إلى قضية رحمة الله بهذه المرأة البغي التي سقت الكلب آجرها بدخولها الجنة.. غفر لها كل ما مضى لكن ثمة ملحظ آخر ألا تلاحظون أن الله يسر في تلك الصحراء الواسعة وشدة العطش يسر رحمة قذفت في المرأة البغي أو أن يسر قدومها إلى ذلك البئر ويسر نزول الرحمة على قلبها من أجل أن تسقي كلبا رحمه الله في الصحراء لما رأوه عطشانا في الصحراء.. هيأ له وسائل مختلفة امرأة تأتي من بعيد من أجل أن تنزل إلى البئر ثم يأتي برحمة في قلبها من أن تسقي الكلب أمور متتالية لتحقيق العناية الإلهية..



ذكروا في السير عن رجل أنه قال: ذهب يوم إلى الصحراء فتفاجأ في الصحراء بغراب أسود أعمى مكسور الجناح.. قال في الصحراء وغراب أعمى ومكسور الجناح!! هذا كيف يعيش قال: وما هي إلا برهة فجاء غراب آخر يحمل الطعام إليه فجعل يلقمه من فمه إلى فمه..



واليوم مع وسائل التواصل الاجتماعي عشرات المواقف والصور فينقلون لنا صور رحمات مستغربة.. تستغرب أن نمراً قضى على الأم وهي القرد ويرعى جنينها.. تستغرب أن حصانا يطعم حصانا آخر لأن صاحب الحصان الثاني منعه من الطعام تستغرب، لكن لا تستغرب هي تدخلات من عناية إلهية.. العناية الإلهية التي أخبر عنها النبي عليه الصلاة والسلام إنها المعونة بقدر المؤونة حتى في قضايا البشر.



ذكر في السير عن أبي قلابة أنه اشتد به الحال يوما لا طعام لا مال لا حبوب في البيت يأكلها ويأكلها أبناؤه في البيت، الأولاد يصيحون جوعا.. قال: فخرجت في دهليس البيت جلس على طرف الباب وهو يرى بأن الأمور معقدة.. أمطار في كل مكان، الوحل في كل مكان أين يذهب!! حتى يأتي برزق.. ومن أين هو ذلك الرزق!! يقول بينما هو على هذا الحال إذ مرت امرأة على موكباً ومعها خادم والخادم يسأل هذا الرجل الذي على دهليس الباب أين منزل أبو قلابة قال هذا منزله وأنا هو.. فسألته مسألة في الدين فأجابها ففرحت ودفعت له ثلاثين دينارا..



أحيانا تغلق كل الأبواب بل يكون ثمة باب مفتوح ترى فيه كل البؤس والشرور والنكبات وإذا في باطنه الرحمة ظاهره من قِبَلِهم العذاب لكن باطنه كل الرحمات.. لما عرض القرآن عشرات القصص قصص الأنبياء كان ملمح العناية الإلهية مطلب.. مطلب أن ننظر إليه لما تتألم أم موسى على ابنها وترميه في النهر تتدخل العناية الإلهية بعد قال تعالى ﴿ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ * فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا ﴾ [القصص: 24، 25] ولما تتدخل العناية الإلهية مع إبراهيم وتخرجه من النار.. أيضا العناية الإلهية في إنقاذ ابنه من الذبح.. والقضية تتكرر مع يعقوب وهو يفقد ابنه الحبيب يوسف عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم.. وفي بطن الحوت العناية الإلهية تتدخل تنقذ يونس عليه السلام.. ونوح ييأس وسفينته في الصحراء وعناية إلهية أخرى.. عشرات المواقف العناية الإلهية حاضرة في كل المواقف.. ولما تقول عائشة للنبي عليه الصلاة والسلام: ما أشد ما أنزل بك يا رسول الله؟ تريد أن ترى ماهي أشد المواقف ويخبرها: بأن يوما ما عرض نفسه على أناس كثيرون ورفضوا ومن همه خرج مهموم وإذا هو بقرن الثعالب يخرج مسافة طويلة لا يدري أين يذهب.. وهناك تأتي عناية إلهية جبريل مع ملك الجبال.. وملك الجبال يقول أمرني تريد أن أطبق عليهم الأخشبين جبلي مكة أطبق عليهم.. ليست القضية الآن إطباق الأخشبين بقدر ما أن النبي عليه الصلاة والسلام في هذه اللحظة كان بحاجة إلى جرعة.. تدخل عناية إلهية تبعد عنه كمية اليأس والإحباط التي ألمت به بسبب إعراض الناس..



واليوم أنا وأنت لو مررنا بمواقف فيها إحباط.. إحباط مالي أو إحباط مع الأولاد أو فقد أمل أو أو... تذكر جيدا أن عين الله ترعاك وأنك الأصل تحت عناية إلهية.. فقط تحتاج أن تدل عليها لتخرج مما أنت فيه..



أسأل الله العلي العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يعرفنا عليه بأن يعرفنا عليه أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فيا لفوز المستغفرين.



الخطبة الثانية

الحمد لله وحده‏ والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده.. وبعد، ‏إخوتي في الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله‏..



أيها المسلمون: هناك أسئلة صريحة مع النفس يسأل الإنسان نفسه‏ أحياناً لماذا هذا الإحباط؟! ‏لماذا كمية الإحباط التي تصيبه أحياناً؟ ‏ألا يعلم أن هناك عناية إلهية!!‏ ‏الجواب قطعاً يعلم ذلك..



‏ألا يعلم أن القدرة الإلهية أعظم من كل قدرة، يعلم ذلك.. ألا يعلم أن رزقه مكتوب وأجله مكتوب ‏من قبل وهو في بطن أمه‏، يعلم ذلك.. فما الذي يحصل؟ ‏لماذا نفشل في الاختبارات الدنيوية ‏ونصاب بالإحباط واليأس‏، أعتقد أنها ثلاثة أسباب رئيسية ‏وقد تكون هناك أسباب ‏كثيرة ‏لكن أبرز ‏ثلاث أسباب والله أعلم:

أولها: هناك - ‏وهذه أسئلة صريحة مع النفس - ‏تساؤلات صريحة مع النفس ‏هناك ضعف‏ في العلاقة الحقيقية مع الله،‏ التوكل أحياناً مزيف، ‏اليقين بالله مزيف ‏أحياناً، أحياناً‏ التوكل على البشر أعظم،‏ اليقين بالبشر أعظم‏ القناعات بأن كل شيء ‏في الدنيا بيد الله.. أمره كن فيكون‏.. يجري لك هذا يسهل لك هذا، ‏ينهي لك المعاملة الفلانية‏ في المكان الفلاني،‏ ليس تدخل بشري‏ بل هي عناية إلهية‏ ساقها للبشر ‏حرك فلان لفلان، ‏لأنها عناية إلهية‏ الأصل أنها عناية إلهية لكن لما ضعفت ‏العلاقة مع الله ‏أصبحت هناك ‏ترددات وتخبطات.



ثانياً: ‏تمكين العدو من النفس ‏أعدى أعدائك الشيطان، ‏وأفضل وسائل الشيطان‏ التي يستخدمها معي ومعك ‏(الشيطان يعدكم الفقر) ‏كل المستقبل ‏في نظارة الشيطان تشاؤمية.



‏لا يمكن أن الشيطان يحدثك ‏عن أمر مستقبلي جميل، لا يمكن ‏كل ما تتوقعه في المستقبل هو السيء هو المحبط ‏هي النكبات‏ هي الأزمات أين نذهب‏ كيف نعمل، ‏الأمور تسير على غير ما يرام‏ الوضع غير مستقر، ‏لغة شيطانية تماماً ‏﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ ﴾ [البقرة: 268].



ثالثاً: الاستعجال‏ أحياناً.. نفشل في قضايا الاختبارات ‏الإلهية‏.. ستدخل العناية الإلهية ‏لإنقاذك، ‏لكن هناك‏ اختبار يجب أن تجتازه ‏قال عليه الصلاة والسلام: (‏ يستجب لأحدكم مالم‏ يعجل‏، يقول دعوت ودعوت ولم يجيب لي ) ‏فشل في الاختبار الإلهي ‏أخر الله عنه الفرج ‏لفترة معينه ‏بهدف معين فيستعجل ‏ويفشل ‏وإلا فالعناية قادمة لا محاله.. إذاً أحتاج الأن أن أعيد الأمل إلى نفسي.. ‏وأعيده إليك.. ‏أحتاج أن أبحث‏ عن عناية الله بي ‏وهي حاصلة لا محالة، أعظم ما يعين‏ على ذلك: أولاً خلوة صادقة مع الله‏ وتأمل في ذلك التعامل الإلهي نختلي بكل شيء الزوجة لها وقت، الأولاد لهم وقت، العمل له وقت، البحث عن المال له وقت،‏ كل شيء له وقت..



أما الجلوس ‏مع النفس ‏في حوار بين يدي الله، ‏هذا الذي لا نجد له ‏وقتاً!!‏ إذا أذن المؤذن‏ بين الأذان والإقامة فرصة‏ أن تجلس مع نفسك بين يدي الله،‏ تأمل مع الله ‏هذا الوقت أحياناً ‏لا تجده أصلاً، ‏لما تقول لشخص ‫ثلث الليل ‏الآخر فرصة للخلوة مع الله‏.. قد يكون هذا الوقت هو أساساً وقت النوم‏ عند كثير من الناس‏.. أقول خلوة مع النفس ‏في التأمل.



ثانياً: تعلم من حياتك.. ‏والله وأقول والله غير حانث ‏لو كل واحد فينا‏ تأمل عناية الله عليه‏ ماضي حياته.. ‏هو نفسه ‏هو ليس الآخرين لا نحتاج قصص.. ‏لو تأمل في ماضي حياته لوجد ‏عشرات مئات‏ آلاف التدخلات الإلهية‏ لإنقاذه من مواقف مختلفة.. ‏مرض يوما فشافاه الله، ومرض ولده يوما فعافاه الله، وتأزم يوما مالياً ويسر الله، ودخل في مشكله أسرية وأنهاها الله له، وخذ عشرات الأمثلة عنايات إلهية هذا يعني تعلم من الماضي.



ثالثاً: أغلق أفواه المتشائمين قليلاً.. هؤلاء الذين لا يعرفون من هو الله أغلق أفواههم، إذا تحدثوا بلغة التشاؤم فلا تحتاج أن تسمعهم وأيضاً لاتكن منهم.. بعض الناس يتحول الى بغبغاء يردد ما يردده الآخرون وإذا جالسك في مجلس لا ترى إلا كل الإحباط والتشاؤم والنسيان للعناية الإلهية، تذكر جيداً أن الله ما يقضيه لك هو خير تذكر جيدا بأن كل تدابير أمورك في هذه الدنيا بيد الله، ما خلقك ليضيعك.. ما خلقك ليتركك.. ما خلقك ليعذبك.. الأصل أنه خلقك ليرحمك.. فقط أن تعرف من هو الله.. وتعرف لماذا يحصل هذا حولي هيا دلالات على هيا عودة إلى الله أدرك جيداً بأن هناك كلمات قد تكون جميلة لوقت ما.. وعندما يدخل الإنسان لتحديات حقيقية قد ينسى مثل هذه الكلمات لكن العون من الله أن يعينك على هذا التبصر هو من الله.. تستغرب وأنت تقرأ عشرات القصص من السلف الصالح لما تنزل البلية يحمدون الله يستبشرون بالبلية، أي قلوب وصَلُوا إليها!! كيف تستبشر بمصيبة.. لكن هؤلاء كشفوا ما وراء الحقيقة.. قفزوا إلى البواطن إلى الشيء الذي لا يرى.. أدركوا بأن هذه المصيبة سياق من الله لأمر يريده الله.. أراد الله لي هذا الأمر لأمر يحبه لي فعاقبته خير.. ولذلك قبلوا ورضوا وسلموا وأصبح لدى الواحد فيهم تسليم عظيم.. كل مصائب الدنيا لا تساوي عنده شيئا كل ما نزل في مأزق وهو يستبشر بذلك المأزق وبكل الأمور وهو يقول الله يدبر الأمر..




أوصيكم ختام هذه الخطبة.. أن تذهبوا بعد هذه الخطبة اليوم أو غداً افتحوا القرآن واستخرجوا آيات ﴿ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ﴾ [يونس: 3] واقرؤوا تفسيرها.. اقرأ تفسير قول الله تعالى: ﴿ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ﴾ [يونس: 3] ماذا يعني يدبر الأمر.. أترك الأمر لكم لتقرؤوه.. وأسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا وإياكم ممن يتعرف عليه ويؤمن به حقيقة ويتوكلُ عليه صدقاً.. إنه ولي ذلك والقادر عليه..



ألا وصلوا وسلموا على البشير النذير والسراج المنير فإن الله أمركم في كتابه ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]...



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.71 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (2.85%)]