تناقل الصور والمواد المحرمة على الإنترنت - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858439 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 392888 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215491 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-10-2020, 09:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي تناقل الصور والمواد المحرمة على الإنترنت

تناقل الصور والمواد المحرمة على الإنترنت
أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي




الخطبة الأولى
عباد الله، لقد سخر الله - تبارك وتعالى - في هذا العصر تقنيات للتواصل والمعرفة؛ قوّى هذه التقنياتِ وبرامجَها وجودُ هذه الشبكة العالمية المسماة (الإنترنت)؛ وما وفرته في مجال الاتصالات والتواصل ونقل المعلومات، عبر أجهزة متنوعة من حاسباتٍ آلية وجوالاتٍ وأجهزةٍ ذكية، فصار فيها نفع كثير؛ غير أن هذه التقنياتِ والبرامجَ إذا أسيء استخدامها فإن أضرارَها بليغةٌ؛ وعواقبَها وخيمةٌ؛ فكرياً وأخلاقياً.

ومن أسوأ ما حصل في هذه التقنيات قيام البعض - ممن ضعف إيمانهم وقل حياؤهم - بتخزين مواد محرمةً من قصصٍ وصورٍ ومقاطعٍ مرئية سيئة وأخرى غنائية هابطة، وزادت المصيبة وعظمت ممن يتناقلونها وينشرونها، في سلسلة طويلة قد لا تنتهي حتى بعد موت من سعى في نقلها ونشرها، نشرا للفحشاء والمنكر وما لا يرضاه الله. وإنّ أولَ أضرارِ حيازة هذه المواد المحرمة من صورٍ ومقاطعٍ وغيرها على من يحوزُها ويشاهدُها، فأضرارها عليه عظيمة؛ في دينه وأخلاقه وصحته ونفسيّته، ثم يأتي بعد ذلك أضرارُ تناقل هذه المحرمات؛ إذ بعد تخزين أو مشاهدة هذه المواد الفاسدة يقوم البعض غير مكتفٍ بما حصل له من الإثم من النظر إليها أو الاستماع؛ فيقوم ينشرُها أو يدلُ غيرَه عليها؛ يقدمها للغير بوجه الإهداء والصحبة أو لأجل الشهرة، ويدفعُ كثيرًا ممن يفعل ذلك كونهم لا يرون أن في ذلك كبيرَ خطرٍ أو إثم، وكذلك كونهم لا يفكرون في إثم التعاون في معصية الله، والبعض منهم له مآربُ سيئةٌ من نشر هذه المنكرات، كلّ ذلك أدى إلى انتشارها، بل وصاروا يدفعونها إلى من يعرفون ومن لا يعرفون، وتنتشر انتشارا سريعا وكبيرا إذا كانت عبر البرامج التي تعمل بالإنترنت؛ حيث يتلقفها بشـرٌ كثيرٌ لا يعلمُ عددَهم ويحصيَهم إلا الله.

وفي هذا المقام نُنْذِر ونُذكِّر بما يترتبُ على نشر هذه المواد المحرمة من المفاسد العظيمة، ونُذكِّر هنا بثلاثِ مفاسدٍ كبرى؛ تكفي إحداها لرد مَن فَعل ذلك عن غيِّه، وإعادته إلى رشده؛ إن كان في قلبه إيمان:
المفسَدة الأولى: أن من أرسل هذه المواد المحرمة إلى غيره فإنه يبوء بإثم صاحبه مع إثمه من غير أن ينقص من إثم من أُرسلتْ إليه شيء، قال الله - عز وجل -: ﴿ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ [النحل: 25]، قال ابن كثير - رحمه الله -: " أي: يصيرُ عليهم خطيئةُ ضلالهم في أنفسهم، وخطيئةُ إغوائهم لغيرهم؛ واقتداءِ أولئك بهم "، ولا شك - أيها الإخوة - أن هذه الموادُ المحرمة من الضلال المبين، ومن دلّ غيره عليها أو أرسلها له فهو يضله، ويعينه على المنكر؛ بل يدفعه إليه دفعاً، إضافة إلى آثام ما قد ينتج عن ذلك من وقوعِ البعض في ألوانٍ أخرى من المحرمات.

ويقول الله - عز وجل - عما يكون يوم القيامة: ﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ﴾، قال ابن مسعود - رضي الله عنه - في معناها: "ما قدَّمتْ من سُنَّة صالحة يُعمَل بها مِن بعده؛ فله أجر من عمل بها من غير أن يَنقص من أجورهم شيئاً، وما أخرت من سُنةسيئة يُعمَل بها بعده؛ فإن عليه مثلُ وزرِ من عمل بها؛ من غير أن يُنقِص ذلك من أوزارهمشيئاً ". وهذا مصداق حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي قال فيه: " من دعا إلى هدى كان له مـن الأجر مثلُ أجـور مـن تبعـه؛ لا يَنقصُ ذلك من أجورهم شيئاً،ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه؛ لا يَنقصُ ذلك من آثامهم شيئاً " رواه مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
دلت هذه الآيات والأحاديث على أن من هدى غيره إلى ضلالة فهو يحمل أوزارا عظيمة؛ وتزداد هذه الآثام بحسَب أعدادِ من وصلت إليهم هذه المواد المحرمة بسببه، فكيف الأمر الآن مع هذه الوسائل الحديثة السريعة واسعة الانتشار.
ألا وإن العاقلَ يخافُ ذنوبَه؛ ولا يرضى أن يُهلك نفسَه بحملِ آثامٍ بسبب أفعال آخرين، وبل وبأعدادٍ مهولة تزيد بتقدم الأيام؟.

المفسدة الثانية: أن في إعطاء هذه المواد المحرمة للغير مجاهرةً بالذنب، وخروجاً من المعافاة. فإن من نعمة الله -تعالى- على العاصي أن يسترَه ربُـه؛ فلا يفتضحُ أمرُه أمامَ الناس، وهو أقرب إلى التوبة والعفو والمغفرة، وخاصة مع اغتساله بالمكفرات كالصلاة والاستغفار وغيرها، أما من ينشر هذه المحرماتِ فهو مجاهرٌ بعصيانه محارب لدينه ولطاعة ربِّه؛ فحريٌ أن لا يعافى في الدنيا من عقوبة الله؛ ومن هذه العقوبة استمراره في غيِّه وغفلته ليزداد إثما؛ ﴿ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ﴾ [الحشر: 19]، وحريٌ أن لا يعافى من العقوبة في الآخرة. فتناقل هذه المحرمات نذير شؤم على أصحابها قبل مجتمعاتهم؛ فيُخشى عليهم الحرمان من المعافاة في الدنيا والآخرة؛ وهي مما يُنذر بسوء الخاتمة لهم، وشؤم العاقبة عليهم. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه ويصبحُ يَكشف ستر الله عنه ".
اللهم عافنا واعف عنا، واغفر لنا وتب علينا...

الخطبة الثانية
المفسدة الثالثة: إن في تناقل المواد المحرمة من صورٍ ومقاطعٍ وغيرِها إشاعةً للفاحشة في الذين آمنوا؛ وقد قال الله - تعالى: ﴿ إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19]، قال ابن القيم - رحمه الله: " هذاإذا أحبوا إشاعتَها وإذاعتَها؛ فكيف إذا تولوا هم إشاعتَها وإذاعتَها؟ ".

عباد الله، إن من ابتلي بهذه القاذورات فلا أقل من أن يستتر بستر الله تعالى عليه، وليكثر من الاستغفار وليجاهد نفسه ليتوب إلى الله، ولا يكونُ عوناً للشيطان على إخوانه المسلمين، ولْيقصرْ هذا الإثمَ على نفسه ولا يدلُ غيرَه إليه؛ فمن فعل ذلك رُجيت له التوبة والمعافاة.
ومن وقع في نشر هذه المحرمات فليبادر بالتوبة النصوح إلى الله؛ الذي يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، وهو سبحانه يفرح بتوبة عبده، ويحب التوابين ويحب المتطهرين، ولينصح ويحذر من يعرف ممن لا زالوا في نشر هذه المحرمات؛ ولنكن جميعا - الصالحُ منا والعاصي - مجتهدين في نشر الخير والفضيلة والدين. لعل الله أن يتجاوز عنا وعن سيئاتنا؛ ويكتب لنا الأجر والمثوبة.

ونختم بوصية للآباء والأمهات والأولياء أن يكونوا قريبين ممن تحت ولايتهم؛ مصاحبين لهم؛ يتعاهدونهم بالنصيحة؛ ويوجهونهم بالرفق واللين؛ والكلمة الطيبة، ومع تقنين وتنظيم استخدام هذه الوسائل، مع بيان مخاطر سوء استخدامها؛ وإقناعُهم بذلك؛ ليكون الواحدُ منهم رقيباً على نفسه؛ مراقباً لله -تعالى- في كل أحواله، مع تحصينهم بالدين القويم، وملء قلوبهم بمحبة الله - تعالى - ومحبة رسولِه - صلى الله عليه وسلم -؛ ومحبةِ ما يحبه الله ورسولُه - صلى الله عليه وسلم -؛ وبُغض ما يبغضه الله ورسولُه، وإشغالُهم بما يعودعليهم بالنفع عاجلاً وآجلاً.


اللهم أصلحنا وبيوتنا ومجتمعاتنا، واكفنا الفتن.. اللهم أغننا بحلالك عن حرامك.. اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيات، واجعلنا من الراشدين. اللهم اجعلنا هداة مهتدين؛ غير ضالين ولا مضلين.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.77 كيلو بايت... تم توفير 1.66 كيلو بايت...بمعدل (3.10%)]