القلب الورع (8) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 183 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28422 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60027 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 812 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-09-2020, 03:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي القلب الورع (8)

القلب الورع (8)


د. محمد ويلالي





سلسلة أنواع القلوب (34)
















الخطبة الأولى



تحدثنا في الجمع الخمس السابقة عن الإشارات الإيجابية التي يرسل بها القلب الورع الجوارح، التي تعتبر جنوده ورعيته، فوقفنا عند علاقة هذا القلب بحاسة اللسان، ثم علاقته بحاسة العين، ثم علاقته بحاسة السمع، التي ركزنا في القسم الثاني منها على خطورة إطلاق نعمة السمع في الإصغاء للإشاعات المكذوبة، والافتراءات المختلقة، وما يجر ذلك من تدمير للأسر، وإفساد للعلاقات بين الناس، ونشر للخصومات والنزاعات، وختمنا موضوعنا بسبعة من الإجراءات الوقائية، التي بها نحفظ سمعنا، ونطهر قلوبنا، ونزكي أنفسنا.







وحديثنا - اليوم إن شاء الله تعالى -، سينصب على علاقة القلب الورع بآلة البطش التي هي اليد، هذه النعمة العظيمة، التي سخرها لنا الله تعالى لنستعملها في الأخذ والإعطاء، في الأكل والشراب، في اللباس والطهارة، في المصافحة والتعبير، في الوقاية والدفاع عن النفس، وبها نكتب ونسترزق، وبها نلمس الأشياء فنعلم ناعمها من خشِنها، والمفيد والمؤذي منها.. قلما تستقيم حياة من فقدها، ونادرا ما ترتاح نفس من عدمها، حتى ساقها ربنا - عز وجل - ضمن أعظم النعم التي على الإنسان أن يعيها ويحفظها. قال تعالى: ﴿ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ ﴾ [القيامة: 4]. قال الشوكاني: "قال جمهور المفسرين: إن معنى الآية: أن نجعل أصابع يديه ورجليه شيئًا واحداً، كخف البعير، وحافر الحمار، صفيحة واحدة، لا شقوق فيها، فلا يقدر على أن ينتفع بها في الأعمال اللطيفة، كالكتابة، والخياطة، ونحوهما، ولكنا فَرَّقنا أصابعه لينتفع بها".







وحذرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نستعملها في ما يخالف شرعنا، واعتبر ذلك ضربا من الزنا الذي تمارسه اليد، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ وَزِنَاهُمَا الْبَطْشُ" صحيح سنن أبي داود. وعند الإمام أحمد: "وَالْيَدُ زِنَاهَا اللَّمْسُ". والبطش، هو مطلق الحركة، وفي سياق هذا الحديث، البطش هو: السطوة والأخذ بالعنف والشدة.







قال الإمام النووي: "منهم من يكون زناه حقيقيا.. ومنهم من يكون زناه: الحرامَ.. بالمس باليد، بأن يمس أجنبية بيده". فكان لا مناص في استغلال النعمة في ما يرضي المنعم سبحانه.







ووضع بطش اليد في محله يكسب رضا الله، فلا تتحرك إلا بتوفيقه وتسديده. قال تعالى في الحديث القدسي: "وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطُشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِى بِهَا" البخاري. قال ابن حجر - رحمه الله -: "والمعنى أن كُلِّيته مشغولة بي، فلا يصغي بسمعه إلا إلى ما يرضيني، ولا يرى ببصره إلا إلى ما أمرته به". ولذلك ورد في رواية أخرى:" فبي يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي" الصحيحة. فمحبة الله إذا استغرقت القلب واستولت عليه، لم ينبعث عن الجوارح إلا ما يرضي الله تعالى.





أرُوحُ وَقد خَتَمتَ على فُؤادي

بحُبّكَ أنْ يحِلّ بهِ سِوَاكَا



فلوْ أنّي استَطَعتُ خفَضْتُ طرْفي

فَلَمْ أُبْصِرْ به حتى أرَاكَا










عن أسود بن أَصرَم - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله، أوصني. فقال: "تَملكُ يدك؟" قلت: فماذا أملك إذا لم أملك يدي؟ قال: "تملك لسانك؟" قلت: فماذا أملك إذا لم أملك لساني؟ قال: "لا تبسط يدك إلا إلى خير، ولا تقل بلسانك إلا معروفا" صحيح الترغيب.







وقال الحسن - رحمه الله -: "مَا نظرت بِبَصَرِي، وَلا نَطَقْتُ بِلِسَانِي، وَلا بَطَشْتُ بِيَدِي، وَلا نَهَضْتُ عَلَى قَدَمَيَّ، حَتَّى أَنْظُرَ عَلَى طَاعَةٍ أَوْ عَلَى مَعْصِيَةٍ، فَإِنْ كَانَتْ طَاعَةٌ تَقَدَّمْتُ، وَإِنْ كَانَتْ مَعْصِيَةٌ تَأَخَّرْتُ".







وأثر عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال: "إن هذه الأيدي خلقت لتعمل، فإذا لم تجد في الطاعة عملاً، التمست في المعصية أعمالاً، فاشغلها بالطاعة، قبل ن تشغلك بالمعصية".







ويجري على استعمال اليد الأحكام الخمسة:



1 - فقد يكون استعمالها واجبا، كالوضوء المأمور به. قال ابن القم - رحمه الله -: "لما كانت (العين، والأذن، واليد، والرجل) أكثرَ الأعضاء مباشرة للمعاصي، كان وسخ الذنوب ألصق بها، وأعلق من غيرها، فَشَرع أحكمُ الحاكمين الوضوء عليها، ليتضمن نظافتَها وطهارتَها من الأوساخ الحسية، وأوساخ الذنوب والمعاصي". وفي ذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعَمْرو بْن عَبَسَةَ: "إِنَّكَ إِذَا تَوَضَّأْتَ، فَغَسَلْتَ كَفَّيْكَ، فَأَنْقَيْتَهُمَا، خَرَجَتْ خَطَايَاكَ مِنْ بَيْنِ أَظْفَارِكَ وَأَنَامِلِكَ" صحيح سنن النسائي. ويقول - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ تَوَضَّأَ، فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ، حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ" مسلم.







ومن البطش الواجب إعانة المضطر، ومساعدته على قضاء حاجاته التي يمنعه ضعفه منها. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وَتُعِينُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُهُ عَلَيْهَا، أَوْ تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ" متفق عليه.







2 - وقد يكون استعمال اليد حراما، كمن يحركها تكبرا وتجبرا، وإظهارا للقوة والقسوة. قال خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ: "إِيَّاكُمْ وَالْخَطَرَانِ، فَإِنَّهُ قَدْ تُنَافِقُ يَدُ الرَّجُلِ مِنْ سَائِرِ جَسَدِهِ". قِيلَ: وَمَا الْخَطَرَانِ؟ قَالَ: "ضَرْبُ الرَّجُلِ بِيدِهِ إِذَا مَشَى". وقال ابن عيينة: "ما رُئي علي بن الحسين قط إذا مشى يقول بيده هكذا، كأنه خَطَر بهما". وكان الحسن بن علي إذا مشى، لم تسبق يمينُه شمالَه. والله تعالى يقول: ﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ﴾ [الإسراء: 37]. وحكى القرآن عن قوم عاد قولهم: ﴿ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ﴾ [فصلت: 15]، فقال تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ﴾ [فصلت: 15]، فأهلكهم بالريح الصرصر العاتية.







ومنه استعمال اليد في السرقة، وإعطاء الرشوة أو أخذها، ولعب الورَق من أجل القمار وأخذ المال بالباطل.



ومنه استعمال اليد في مصافحة المرأة الأجنبية، التي ليست بمحرم، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "لَأَنْ يُطعَنَ في رأسِ أحَدِكُمْ بِمَخْيَطٍ من حَدِيدٍ، خَيرٌ له من أنْ يَمسَّ امْرأةً لا تَحِلُّ لَهُ" صحيح الجامع.







ومنه الاعتداء بضرب على المستضعفين والأبرياء، إظهارا للقوة والبطش، وادعاءً للقدرة على القهر والتنكيل. ﴿ وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا ﴾ [النساء: 84].







ومنه استعمال اليد في كتابة ما يحاد الله ورسوله، ككتابة المقالات الإلحادية، التي تحض على التمرد على شرع الله، والتعليقات التواصلية، التي تستهزئ بالمسلمين، وتضع من قيمهم ومعتقداتهم، وككتابة القصص الإباحية، والروايات الغرامية، ونظم الأشعار الغاوية، وكتابة التقارير الزائفة، والاتهامات الكاذبة، والفتاوى المضللة، والعقود المزورة، والشهادات الظالمة، التي تسلب الحقوق، وتعين الظلمة على المساكين والضعفاء. يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من أعانَ ظالِما بباطلٍ، لِيُدحِضَ بباطلهِ حقًّا، فقدْ برِئ من ذمةِ اللهِ - عزَّ وجلَّ - وذمَّةِ رسولهِ" الصحيحة. وقد يفعل ذلك مقابل دراهم معدودة، هي عليه سحت منزوع البركة في الدنيا، وخزي وحسرة يوم القيامة. يقول - تعالى -: ﴿ فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ﴾ [البقرة: 79].





وما من كاتب إلا سيفنى

ويبقى الدهرَ ما كتبت يداه



فلا تكتب بكفك غير شيء

يسرك في القيامة أن تراه










الخطبة الثانية



3 - وقد يكون البطش باليد مستحبا، ككتابة كل ما فيه منفعةٌ في الدين، أو إعانة على الخير. سأل أبو ذر - رضي الله عنه - النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما ذا يُنجي العبدَ من النَّارِ؟ قال: "الإيمانُ بالله". قلتُ: يا نبيَّ اللهِ، مع الإيمانِ عملٌ؟ قال: "أن تُرضِخَ (تعطي) مما خوَّلك اللهُ، و تُرضِخَ مما رزقك اللهُ". قلتُ: يا نبيَّ اللهِ، فإن كان فقيرًا لا يجدُ ما يُرضِخُ؟ قال: "يأمرُ بالمعروفِ، و ينهى عن المنكرِ". قلتُ: إن كان لا يستطيعُ أن يأمرَ المعروفَ، و لا ينهى عن المنكرِ؟ قال: "فلْيُعِنِ الأَخْرَقَ (الذي لا صنعة له)". قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأيتَ إن كان لا يحسنُ أن يصنعَ؟ قال: "فلْيُعِنْ مظلومًا". قلتُ: يا نبيَّ اللهِ، أرأيتَ إن كان ضعيفًا لا يستطيعُ أن يُعينَ مظلومًا؟ قال: "ما تريدُ أن تترك لصاحبِك من خيرٍ؟ لِيُمْسِكْ أذاه عن الناسِ". قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأيتَ إن فعل هذا يدخلُه الجنَّةَ؟ قال: "ما من مؤمنٍ يطلبُ خَصلةً من هذه الخصالِ، إلا أخذَتْ بيدِه حتى تُدخِلَه الجنَّةَ" صحيح الترغيب.








4 - وأما البطش المكروه، فكالعبث، واللعب الذي يضيع الأوقات، وكتابة ما لا فائدة منه. قال تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴾ [المؤمنون: 1 - 3].







5 - البطش المباح، وهو ما لا ثواب فيه ولا عقاب.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.05 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.84%)]