المتنبي في عيون الصاحب بن عباد ومنهجه في رسالته - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         تقوى الله فوزٌ وسعادةٌ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          تَعِسَ عَبْدُ المُوْضَة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          كيف نغرس حب القرآن في نفوس أبنائنا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أدب الطبيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          المرأة وبرُّ الوالدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          خمس نصائح ذهبية لورثة الأنبياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          بشائر لمن يريد العفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          التحقق بمشاعر العبودية لله عز وجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الدعوة في الخطاب الديني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4416 - عددالزوار : 852541 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-01-2021, 03:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,848
الدولة : Egypt
افتراضي المتنبي في عيون الصاحب بن عباد ومنهجه في رسالته

المتنبي في عيون الصاحب بن عباد ومنهجه في رسالته

"الكشف عن مساوئ شعر المتنبي"


إنجاز الطالب: سمير لعفيسي [1]




مقدمة:
لا شك أن ظهور المتنبي في الساحة الأدبية شكَّل حدثًا بارزًا في تاريخ النقد العربي؛ فالناظر في الكتب الأدبية والنقدية لا يكاد يطالع مؤلَّفًا أدبيًّا أو نقديًّا إلا يجد فيه اسم المتنبي ساطعًا، وفي هذه الدراسة سنحاول تناول رسالة نقدية، حاول صاحبها تتبع بعض أبيات هذا الشاعر بالنقد والتمحيص، وكذا الكشف عن عيوبه، ومن ميزة هذه الرسالة أنها من كاتب جمَع بين فنون الكتابة والنقد، وكذا قول الشعر، فكان لا بدَّ أن ينعكس ذلك في رسالته، بغضِّ النظر عن غلوه في الطعن في شِعر المتنبي.

فقد حاول الصاحب[2] في رسالته هذه، أن يَسِم نقده بالموضوعية، وعدم تغليب الهوى، وقد سلك في ذلك مذهبًا نقديًّا حاول من خلاله أن يقتفي ويسير على منهج أستاذه ابن العميد في نقد الشعر.

وقد حاولنا في هذه الدراسة أن نبرز قيمة هذه الرسالة النقدية، باعتبارها وثيقة نقدية تؤرخ لفترة شهدت ذروة في قول الشعر ونقده، كما شهدت بزوغ فجر المتنبي الذي أطفأ فتيل كل قائل للشعر في زمانه، مما ولَّد صراعًا حادًّا خرَج - أحيانًا - من الطعن في شِعره إلى الطعن في شخصه.

كما أن هذه الرسالة تضمَّنت الحديث عن نقد الشعر عند الكتاب، باعتبارهم - حسب الصاحب - أهل هذه الصناعة، والقادرين على تمييز جيد الشعر من رديئه دون غيرهم، وقد تسلَّح الصاحب بهذه الملكة النقدية في توشية شعر المتنبي بلباس يستر به عين القارئ عن محاسن شِعره.

وعليه، فقد قسَّمنا محاور هذه الدراسة كالآتي:
المحور الأول تحدثنا فيه عن السياق العام الذي شهد تأليف هذه الرسالة، والمحور الثاني خصَّصناه لموضوع هذه الرسالة، وقد درسنا فيه أولاً مكانة الكُتاب في نقد الشعر، وتناولنا فيه ثانيًا نقد ابن العميد للشِّعر قصْدَ تقريب صورة هذا الناقد، ثم أخيرًا انتقلنا إلى غرض الرسالة الأساسي، وهو نقد الصاحب لشِعر المتنبي.

1- السياق العام الذي أُلِّفت فيه الرسالة:
تُجمع جلُّ الكتب التي أرخت للأدب العربي على أن العهد العباسي شهد تحولاً كبيرًا في فهم وتذوق الشعر، وتجاوز مجرَّد المفاضلة بين شاعر وشاعر، ومن الذوق الفطري الذي يصدر عن السليقة والطبع إلى النظر في الشعر كفنٍّ وصناعة[3]، وقد ساعدت الحركة الثقافية التي شهدها هذا العصر - من تطور علوم اللغة؛ من نحو وبلاغة وصرف، وانفتاح على علوم الحضارات الأخرى - في اكتساب النقد صفتَي العلمية والتعليلية.

فكان طبيعيًّا أن تَنضج ملكة الذوق عند الأدباء النقاد، لترتبط أساسًا بكثرة ما درسوا ووزنوا وقارَنوا، فجمَعوا بين جمال الطبع نتيجة تضلُّعهم في الأدب القديم، وحسن الصنعة مِن مُمارسة الأدب الحديث، فصَفا ذوقهم وعاد مهذَّبًا لطيفًا سديدًا[4]، ويُمكننا أن نتحدث هنا عن اتجاهين أو نمطين رافَقا النقد العربي طيلة هذه الفترة: نمط كان لعلماء اللغة والأدب فيه الحظ الأوفر؛ حيث كان نقدهم يَرتبط أساسًا بمُراعاة تطبيق قواعد اللغة في الكلام، شعرًا كان أو نثْرًا، أو باستخدام الغريب الذي يَستهوي بعض اللغويين، مثل: الأصمعي، فكان هذا أساس الحكم على الشِّعر بالقَبول أو النفور، وسنرى كيف استفاد ابن العميد في كثير من نقداته من هذا المنهج، وهو منهج سيُوظِّفه تلميذه الصاحب كثيرًا في رسالته لنقد المتنبي.

أما النمط الثاني فهو اتجاه يقوم على النقد نفسه، حاول أصحابه تعليل النصِّ الشعريِّ بمِقياس علميٍّ ونقديٍّ، لا يتعرَّضون فيه إلا للنقد وما يتصل به، باعتباره تارة صنعة، وتارة علمًا، وهذا النمط الثاني هو الذي سيرافق النقد ابتداءً من صحيفة بشر بن المعتمر (210هـ)، ثم تبدأ معالمه تتضح مع الجاحظ (255هـ) في كتابه "البيان والتبيُّن"، ومع النقادِ الذين سيأتون بعده.

غير أن الناظر في العملية النقدية عبر مراحلِها التاريخيَّة يُدرك أن هذين النمطين مرتبطان أشد الارتباط، بل من الصعب الفصل بينهما إلا على أساس منهجي[5].

وظهور المتنبي على مسرح الشعر العربي أحدث دويًّا هائلاً، جعله محط أعين النقاد قبل الملوك والوزراء، فارتبط النقاد بمذهبه الفني، بين معترف له بالإبداع، وناكر له، ويجسد القاضي الجرجاني هذا الحال بقوله: "وما زلتُ أرى أهل الأدب - منذ ألحقتْني الرغبةُ بجملتهم، ووصلَت العنايةُ بيني وبينهم - في أبي الطيب أحمد بنِ الحسين المتنبي فئتين: من مُطنب في تقريظه، منقطع إليه بجملته، منحطٍّ في هواه بلسانه وقلبه، يلتقي مناقِبَه إذا ذُكِرت بالتعظيم، ويُشيع محاسنه إذا حُكيت بالتفخيم، ويُعجَب ويُعيد ويكرِّر، ويميل على من عابه بالزِّراية والتقصير، ويتناول من ينقصُه بالاستحقار والتجهيل، فإن عثر على بيت مختلِّ النظام، أو نبه على لفظ ناقص عن التمام، التزم من نُصرة خطئه وتحسين زلَله ما يُزيله عن موقف المعتذر، ويتجاوز به مقام المنتصر... وعائبٍ يروم إزالتَه عن رُتبته، فلم يسلِّم له فضله، ويحاول حطَّه عن منزلةٍ بوَّأه إياها أدبُه؛ فهو يَجتهدُ في إخفاء فضائله، وإظهار مَعايبه، وتتبُّع سقطاتِه، وإذاعة غَفلاته، وكلا الفريقين إما ظالمٌ له أو للأدب فيه"[6].

والصاحب بن عباد مثَّل هذا الفريق الثاني أحسن تمثيل؛ فكانت رسالته من الرسائل التي اعتنت ببيان مساوئ شعر المتنبي، والتهكُّم عليه، بل والسخرية منه أحيانًا، وترجع جلُّ المصادر الأدبية سبب تأليف الصاحب لهذه الرسالة إلى أن "الصاحب بن عباد طمع في زيارة المتنبي إياه بأصفهان، وإجرائه مجرى مقصوديه من رؤساء الزمان، وهو إذ ذاك شابٌّ، والحال حويلة، والبحر دجيلة، ولم يكن استُوزر بعد، فكتَب يُلاطفه في استدعائه، ويضمن له مشاطرته جميع ماله، فلم يُقِم له المتنبي وزنًا، ولم يُجبْه عن كتابه، وقيل: إن المتنبي قال لأصحابه: إن غُلَيمًا معطاءً بالريِّ يريد أن أزوره وأمدحه، ولا سبيل إلى ذلك، فصيَّره الصاحب غرضًا يَرشُقه بسهام الوقيعة، يتتبع عليه سقطاته في شِعره وهفواته، وينعى عليه سيئاته، وهو أعرف الناس بحسَناته، وأحفظهم وأكثرهم استعمالاً لها، وتمثلاً بها في محاضراته ومكاتباته"[7].


غير أن هذه الرسالة كثيرًا ما قُرئت قراءةَ عابرِ سبيل، وركزت معظمها على أنها رسالة في بيان سَرقات المتنبي، والقدح فيه، ولم تقف وقفة تأمُّل على ما تضمنته من إشارات لطيفة عن نقدات ابن العميد أستاذ الصاحب، وعن منهجه النقدي الذي جعله تلميذه الصاحب مسلكًا له في نقد بعض أبيات المتنبي، فهذه الرسالة تعدُّ وثيقة نقدية، ترسم لنا معالم النقد عند الكُتَّاب بصفة خاصة، وسنحاول بيان بعض ذلك فيما سيأتي.

2. موضوع الرسالة:
2. 1 - مكانة الكُتاب في نقد الشِّعر:
يُحدِّثنا الصاحب في معرض انتقاده للمُتنبي عن بيئات متنوِّعة كانت سائدة في عصره، وكل واحدة منها تدَّعي العِلميَّة والتفوق في معرفة خبايا الشعر والأدب، فكان نقد الشِّعر صفة يدَّعيها العالم والجاهل على السواء، وكلٌّ له شاعر يَمدحه ويُعلي من شأنه، ويذمُّ غيره، أو يحطُّ من قدره، يقول: "وقد بُلينا بزمان، زمن يكاد المنسِم فيه يعلو الغارب، ومُنينا بأعيار أغمار اغترُّوا بمَمادح الجهال، ولا يضرعون لمن حلب العلم أفاويقه والدهر أشطره، لا سيما علم الشِّعر؛ فإنه فُويق الثريا، وهم دون الثرى، وقد يوهمون أنهم يعرفون، فإذا حكموا رأيت بهائم مُرسَلة، ونعائم مجفلة"[8].

وفي وسط تنوع هذه البيئات الثقافية ظهرت أحكام نقدية مختلفة، بعضها ينطلق من انطباعات خاصة، وصفَهم الصاحب بـ: "الجُهال"، وبعضها الآخر ينطلق من تعليلات تراعي جوانب اللغة ككلٍّ، من بلاغة ونحو وصرف وعَروض، وتَنطلق أساسًا مِن الشِّعر باعتباره علمًا وصناعة لها أهلها، وهذه الفئة الأخيرة هي التي خصَّها الصاحب بالمدح، وبصفة خاصة منها الكتَّاب؛ فهم في رأيه الحاذقون لهذه الصناعة؛ ولذلك جعل خير ممثل لها أستاذه ابن العميد؛ حيث يقول: "وهأنذا منذ عشرين سنة أجالس الكبراء، وأباحث العلماء، وأكاثر الأدباء، وأجاري الشعراء، بالجِبال تارة وبالعراق مرة أخرى، وآخذ من رواة محمد بن يزيد المبرد، وأكتب عن أصحاب أحمد بن يحيى ثعلَب، فما رأيتُ من يعرف الشعر حق معرفته، وينتقده نقد جهابذته، غير الأستاذ الرئيس أبي الفضل بن العميد"[9]، فالصاحب بن عباد يرى أن علم الشعر ونقدَه لا يتأتى إلا للكتاب؛ فقد يكون العالم حاذقًا بعلم اللغة وغريبها، أو بما يتصل بالأخبار والأنساب، أو علم النحو والإعراب، ولكنه يعجز عن بيان جيد الشعر من رديئه؛ ولهذا نجده يردف قوله بقول الجاحظ: "طلبتُ علم الشعر عند الأصمعيِّ فألفيتُه لا يعرف إلا غريبه، فرجعت إلى الأخفش فوجدته لا يُتقن إلا إعرابه، فعطفت على أبي عبيدة فرأيته لا ينقد إلا فيما اتَّصل بالأخبار، وتعلَّق بالأيام والأنساب، فلم أظفر بما أردت إلا عند أدباء الكتاب؛ كالحسن بن وهب، ومحمد بن عبدالملك الزيات"[10]، ثم يعلق على قول الجاحظ بقوله: "فلله أبو عثمان، لقد غاص على سرِّ الشعر، واستخرج أدق من السحر"[11]، فهؤلاء الكتاب قد يتزوَّدون بثقافة اللغة وما يتصل بها من أنساب وأخبار وغريب، ولكن تبقى هذه الثقافة اللغوية مجرد أدوات لا تكفي في تفهم النص؛ "ففهم النص الأدبي أو علم الشعر الحق يَنفرد بنفسه، وهو أقرب منالاً عند الكتاب"[12].

بعد هذا التقديم الذي حاول من خلاله الصاحب بن عباد حصر عملية النقد في اعتبارها عملية مرتبطة بفعل الكتابة والإنشاء، وأن الكتاب هم الأكثر موهبة من غيرهم فيها، ينتقل إلى ذكر مجموعات من الانتقادات الشعرية التي سمعها عن أستاذه ابن العميد، ويقدمها دليلاً على ما ذهب إليه في تفضيل الكتَّاب.
يتبع



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19-01-2021, 03:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,848
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المتنبي في عيون الصاحب بن عباد ومنهجه في رسالته

المتنبي في عيون الصاحب بن عباد ومنهجه في رسالته

"الكشف عن مساوئ شعر المتنبي"


إنجاز الطالب: سمير لعفيسي [1]



2. 2 - نقد ابن العميد للشعر:
إن تخصيص حديثنا عن شخصية ابن العميد النقدية ينبني على منطلقين، الأول: كون الصاحب بن عباد خصَّه بالذكر في بداية رسالته، باعتباره من جهابذة النقد الذين تأثَّر بهم وسار على منوالهم؛ حيث يقول: "فما رأيت من يعرف الشعر حق معرفته، وينتقده نقد جهابذته: غير الأستاذ الرئيس أبي الفضل بن العميد... فإنه يتجاوز نقد الأبيات إلى نقد الحروف والكلمات، ولا يرضى بتهذيب المعنى حتى يطالب بتخيُّر القافية والوزن، وعن مجلسه - أعلاه الله - أخذت ما أتعاطى من هذا الفن، وبأطراف كلامه تعلَّقتُ فيما أتحلى به من هذا الجنس"[13].

والمُنطلق الثاني: كون مجمل الدراسات التي تحدثَت عن شخصية الصاحب، وبخاصة رسالته، لم تتحدَّث عن الإشارات اللطيفة التي أوردها الصاحب وعلَّق بها على نقدات أستاذه ابن العميد رغم أهميتها في فهم منهج الصاحب في نقده لشعر المتنبي، فليس كله مبنيًّا على تقصي سقطات شعره وبيان سرقاته، وفي هذا الصدد يقول: "وأنا أقدم شذورًا سمعتها من الأستاذ الرئيس - أدام الله علوَّه في نقد الشعر - تدل على ما بعدها، وتُنبئ عما قبلها، وأين من يفهم هذه الإشارة ويعلم ما وراءها من النكت الدالة؟!"[14].

فالنظر في نقد ابن العميد يُبرز لنا هذه الشخصية القوية التي استفادت من علوم اللغة في تفهُّم النص الشعري، ونورد انتقاداته كالآتي:
أنشده الصاحب بيتًا لأبي تمام يقول فيه:
كريم متى أمدحه أمدحه والورى
معي ومتى ما لمته لمته وحدي


فلما سأل ابن العميد تلميذه الصاحب عن عَيب هذا البيت، أجابه بأن أبا تمام قابل المدح باللوم، فلم يوفِّ التطبيق حقه؛ إذ حق المدح أن يقابل بالهجو أو الذم، فالصاحب نظر إلى التقابل في صدر معنى البيت في كلمة "أمدحه" وبين معنى عجزه في كلمة "لمته"، فلو قابل "أمدحه" بـ: "أذمه" لكان أحسن وقعًا في نظر الصاحب، غير أن ابن العميد كانت له نظرة أخرى غير ما ذهب إليه تلميذه؛ حيث قال: "اعلم أن أحد ما يحتاج إليه في الشعر سلامة حروف اللفظ من الثِّقَل، وهذا التكرير في "أمدحه أمدحه" مع جمع بين الحاء والهاء مرتين - وهما من حروف الحلق - خارج عن حدِّ الاعتدال، نافر كل النفار"[15]، فحسن الكلمة ووقعها الحسن في السمع، وخلوها من تنافر الحروف: هو ما يكسب الكلام رونقه لدى ابن العميد، وهي نظرة توضح كيف يوظف ابن العميد آلته البلاغية في نقد الشعر.

كما نجده أيضًا يَنتقد البيت الشعري الذي لم يَحترم حروف القافية، ويؤاخذ الشعراء الذين لا يَلتزمون بذلك، أو ما يعُده العروضيون سنادًا، ومن أمثلته قول الشاعر:
نعاتبكم يا أمَّ عمروٍ بحبِّكم
ألا إنَّما المقليُّ مَن لا يُعاتَبُ


فقد انتقد هذا البيت لما ذكر بمجلسِه، وعلَّق عليه بالقول: "إنَّ مِن انتقاد الشعر أن ينقد ما في القافية من حركة وحرف"، فقال له الصاحب: "كره سيدنا السناد في تغيُّر حركة الإشباع؛ إذ جاءت فتحة، وهي في سائر الأبيات كسرة، فقال: ما أردت غيره"[16].

ولم يكتفِ بنقد حروف القافية، بل تعداها إلى أوزان بحور الشعر، ما يناسب وما لا يُناسب منها طبيعة الشاعر، وفي ذلك يقول الصاحب: "كنتُ أقرأ عليه شعر ابن المعتز متخيرًا الأنفَسَ فالأنفس، فابتدأتُ قصيدة على المديد الأول، فرسم تجاوزها، وقدرته بحفظها ولا يرضاها، فسألته عنها فقال: "هذا الوزن لا يقع عليه للمُحدَثين جيِّد الشعر، فتتبعت عدة قصائد على هذا الضرب، فوجدتها في نهاية الضعف"[17].

وفي مثل ذلك انتقد بيتًا للبحتري من الخفيف زاد فيه سببًا؛ حيث يقول: "ونحن وإن كنا نعرف للبحتري فضله، فما ندعي العصمة له، وفي شِعره الكسر والإحالة واللحن..."، ثم أنشد هذا البيت:
ولماذا تتَّبع النفس شَيئا
جعَل اللهُ الفردَوس منه جَزاء


فقال للصاحب: "تُنشده: (جعل الله الخلد منه جزاء) فيَستقيم"[18].

ومما انتقده على البحتري أيضًا قوله:
أبو غالبٍ بالجُودِ يَذكُر واجبي
إذا ما غبيُّ الباخلين نَسِيهِ


فقوله: "نسيه" مختلُّ الإعراب، بعيد من الصواب، كما بيَّن أن قوله:
وجوهُ حُسَّادِكَ مسودَّة
أم لُطخت بعدي بالزاجِ


لم يتضمَّن تشبيهًا رائعًا ولا بارعًا، وربما هذا راجع للفظة "الزاج"، التي تعتبر في رأي كثير من البلاغيين لفظة مبتذلة، درج عليها عامة الناس في كلامهم؛ فآلة البلاغة حاضرة في جلِّ انتقادات ابن العميد، وقد سبق بيان انتقاده لأبي تمام في تكريره لكلمة "أمدحه"؛ فالتكرير عنده مظهر من مظاهر التكلُّف، وقد نقل لنا الصاحب عنه في إحدى المجالس قوله: "ما علمتُ أن في طبع البحتريِّ تكلفًا إلى أن قرأتُ قصيدته في صفة الإيوان:
"صنتُ نفسي عما يدنِّس نفسي"[19].

ومما يبرز لنا اطِّلاع ابن العميد على كتب النقد السابقة عليه، واستفادته منها: ما ذكره لنا الصاحب سماعًا عنه؛ حيث قال: "إن أكثر الشعراء لا يدرون كيف يجب أن يوضع الشعر ويبتدأ النسج؛ لأن حق الشاعر أن يتأمل الغرض الذي قصده، والمعنى الذي اعتمده، وينظر في أي الأوزان يكون أحسن استمرارًا، ومع أي القوافي يحصل أجمل اطرادًا، فيركب مركبًا لا يخشى انقطاعه، ويتيقن الثبات عليه"[20]؛ فالظاهر مِن قول ابن العميد أن الشعر عملية تمر بمجموعة من المراحل، يبدأ فيها الشاعر بتأمُّل المعنى وتقليبه في عقله، ويتأمل الغرض الذي قصده في فكرِه، فيتخيَّر له الوزن المناسب، والقافية التي تلائمه، وبهذه العملية التي تُشبه النسج يَبني الشاعر قصيدته التي تُشبه مركبًا متناسق الأجزاء، فلا تجد فيه اختلالاً، بل يكون قائمًا على الانتظام والثبات، وهذه العملية في صناعة الشِّعر - التي ذكرها ابن العميد - هي نفسها التي نَجدها عند ابن طبابطا (322هـ) في حديثه عن بناء القصيدة، يقول: "فإذا أراد الشاعر بناء قصيدة مخَّض المعنى الذي يريد بناء الشعر عليه في فكره نثرًا، وأعدَّ له ما يلبسه إياه من الألفاظ التي تُطابقه، والقوافي التي توافقه، والوزن الذي سلس له القول عليه، فإذا اتَّفق له بيت يُشاكل المعنى الذي يَرومه أثبته"[21].

ومما امتاز به ابن العميد عن كثير من النقاد، كونه لم يكتفِ بتقديم تصور نظري لعملية صناعة الشِّعر، بل قدم مثالاً تطبيقيًّا، نورده كما نقله عنه تلميذه الصاحب؛ حيث قال: "هذا البُحتري أراد مدح أبي الخطاب الطائي، وقد كان ابن بسطام أحسن إلى أبي عبادة بمائتي دينار، فجعلها أبو الخطاب آلاًفا، وأضعفها وجازى ابن بسطام بها، فنظَر البحتري وقد جازاه أضعافًا، وجعل مائتيه آلافًا، وقد كان يَكفي أن يزيده إلى الآحاد أنصافًا، فبنى قصيدته على هذه القافية حتى اتَّسق له ما أحبَّ، وبلغ ما طلب، فقال:
قضيتَ عنِّي ابن بسطامٍ صنيعته
عندي، وضاعفتَ ما أولاه أضعافا

وكان معروفُه قصدًا لديَّ وما
جازيتَ عنِّيَ تبذيرًا وإسرافا[22]"


كما نجد ابن العميد يتحدَّث عن أهمية حسن المطلَع، وأن على الشاعر أن يَفتتح قصيدته بما يشدُّ السامع / المتلقي؛ وذلك بأن يبتعد عن الألفاظ التي تنفِر منها النفوس، وأن يراعي مقام الحديث، فلا يأتي بالألفاظ التي تقال في العزاء، ويفتتح بها قصيدته في موضع الفرح؛ حيث يقول في سياق حديثه عن الشعر: "إنَّ أول ما يحتاج إليه فيه حسن المطالع والمقاطع، وإنَّ فلانًا أنشدني في يوم نوروز قصيدة أولها: "بقبر"، فتطيَّرت من افتتاحه بالقبر، وتنغصتُ باليوم والشعر"[23].

وفي حديثه عن الاختيارات الشِّعرية، نجد ابن العميد يقدِّم اختيارات أبي تمام باعتبارها تحوي جيِّد الأشعار، وتَنفرِد عن غيرها في بابها، يقول الصاحب: "وذكر - أيده الله - اختيارات الشعر فقال: ليس فيها أحسن من كتاب الحماسة، ولقد نظرتُ في الدواوين لأجد ما يلحق لكل باب منه فلم أرَ ما يستحق الإضافة إليه، وقال: وخير الاختيارات بعدها اختيارات المفضل بإسقاط قصيدتي المرقش"[24].

من هذا العرض الموجز لهذه الشذور النقدية التي تضمنتها رسالة الصاحب عن أستاذه ابن العميد، تتضح لنا معالم شخصيته الثقافية الموسوعية؛ فقد استفاد من النقاد القدماء، ووقف على إنتاجهم، وكان مدركًا تمام الإدراك لعملية صناعة الشعر ونقدِه، كما تبين لنا أنه كان بارعًا في علوم اللغة؛ من نحو وصرف وبلاغة وعَروض، وقد تجسَّد ذلك في توظيفه لها كآلة في تحليل النصوص الشعرية، ومما نأسَف عليه أن تلميذه الصاحب لم ينقل لنا عنه إلا هذه النُّتَف القليلة؛ فإنه - كما يذكر لنا في رسالته - تعمَّد أن يقف على اليسير منها، حتى يَنتقل لموضوعه الأساسي، وهو نقد المتنبي، كما أنه لو خصَّص كتابًا مستقلاًّ في طريقة نقد ابن العميد لكان أضاف للتراث العربي صورة واضحة للنقد عند الكتاب، وفي هذا يقول: "ولو تتبَّعت ما عقلت وحفظت عن الأستاذ الرئيس في هذا الباب، لاحتجتُ إلى عقد كتاب مفرد، ولعلِّي أفعل ذلك فيما بعد"[25].

2. 3 نقد الصاحب للمُتنبي:
رأينا، فيما سبق من محاور هذه الدراسة، كيف أسهب الصاحب بن عباد في ذكر مكانة الكُتاب، وتفوقهم في فن النقد، وهي خطوة حاول من خلالها الصاحب أن يعطي صفة النقد الموضوعي لما سيرمي به المتنبي، وأنه ليس ممن سيغلب الهوى، بل سينطلق في نقده مما يقوله شعر المتنبي نفسه، وأن آلته في ذلك ما أخذه عن أستاذه ابن العميد في فنِّ النقد.

ونحن لا يهمنا من عرض نقداته لشعر المتنبي، بيان تعصُّبه أو انتقامه، أو غير ذلك مما وُصِفَ به في كثير من الدراسات، بقدر ما يهمنا مدى التزامه بمنهج ابن العميد.

ذكر الصاحبُ المتنبي في مستهل رسالته قائلاً: "إنه بعيد المرمى في شِعره، كثير الإصابة في نظمه، إلا أنه ربما يأتي بالفقرة الغراء مشفوعة بالكلمة العوراء"[26]، فظاهر قول الصاحب أن أكثر شعر المتنبي متناسق من جهة النظم، وإن كانت بعض فقراته أحيانًا لا تناسب ما سبقها، أما من جهة غرضه وقصده فهو بعيد؛ فهو بهذا يجعل جلَّ شعر المتنبِّي متكلفًا، وبعيدًا عن الطبع؛ يقول في بيان ذلك: "أن لا دليل أدل على تفاوت الطبع من جمع الإحسان والإساءة في بيت واحد؛ كقوله:
بَليتُ بِلى الأطلال إن لم أَقِف بها....
وهذا كلام مستقيم لو لم يُعقبه ويعاقبه بقوله:
....وقوف شحيحٍ ضاعَ في التربِ خاتمُه
فإنَّ الكلام إذا استشفَّ جيده ووسطه ورديئه كان هذا من أرذلِ ما يقع لصبيان الشعراء وولدان المكتب والأدباء"[27].

فالصاحب لا يرى الوقوف بالأطلال يُماثل وقوف الشحيح في طلب الخاتم، ويراه تشبيهًا مُبتذلاً ورديئًا، وكأن الصاحب يقول لنا: إنَّ المتنبي لم يعِشْ تجربة الوقوف على الأطلال، وتشبيهه فيه تكلُّف، وهو ما قصده في بداية حديثه بقوله: "تفاوت الطبع"، غير أننا نجد في تشبيهات العرب ما يسوِّغ للمتنبي تمثيله لصورة الشحيح الواقف في طلب الخاتم؛ يقول الواحدي شرحًا على هذا البيت: "إن وقوف الشحيح وإن كان لا يطول كل الطول، فقد يكون أطول من وقوف غيره، فجاز ضرب المثل به؛ كقول الشاعر:
ربَّ ليل أمد مِن نفَس العا
شق طولاً قطعتُه بانتحاب


وقد علمنا أن أقصر ليل أطول مِن نفَس العاشق، ولكن لما كان نفَس العاشق أمدَّ من نفَس غيره، جاز ضرب المثل به وإن لم يبلغ النهاية من الطول"[28].

فانتقاد الصاحب لهذا البيت يقوم على صدق التجربة التي يَنفيها عن المتنبي، ويرى أن فنَّ الغزل والوقوف على الديار باب قد تناولته الشعراء من قبل، ولا مجال للإبداع فيه، ويعتبر قول المتنبي بمثابة هجوم وإساءة على باب الغزل؛ يقول في سياق نقده لهذا البيت: "وأعجب من هجومه على باب قد تداولته الألسنة وتناولته القرائح واعتورته الأفكار - وهو التشبيب - بإساءة لا إساءة بعدها، ثم أتى بما لا شيء أرذل منه سقوطَ لفظ وتهافُت معنى"[29]، ونحن نعجب من قول الصاحب: "سقوط لفظ، وتهافُت معنى"، وقد سبق أن قال في صدر البيت: "وهذا كلام مستقيم"، والكلام لا يستقيم إلا بتناسق اللفظ مع معناه.

ومِن الانتقادات التي وجَّهها الصاحب للمتنبي وعابه بها: كونه لا يُحسن اختيار الألفاظ والعبارات التي تلائم مقامها، كما لا يراعي طبيعة المخاطَب، ومن ذلك قوله في رثاء أم سيف الدولة:
بعيشكِ هل سلَوتِ فإنَّ قلبي
وإن جانبتُ أرضَكِ غيرُ سالي



يتبع



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19-01-2021, 03:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,848
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المتنبي في عيون الصاحب بن عباد ومنهجه في رسالته

فينتقده الصاحب قائلاً: "إنما يقول مثل ذلك من يرثي بعض أهله، فأما استعماله إياه في هذا الموضع، فدالٌّ على ضعف البصر بمواقع الكلام"[30]، فالصاحب يرى في هذا البيت تطاولاً وسوء أدب مع الملك سيف الدولة، ويرجع ذلك إلى فساد الحسِّ لدى المتنبي، وعدم قدرته على التمييز لمواقع الكلام، فيخاطب الملوك بما يستحقون، ويخاطب العامة بما هم به، غير أن هذا المعنى الذي فهمه الصاحب، قد يقابله معنى آخر للبيت، وهو كون المتنبي قد ذكر هذا على لسان سيف الدولة، يصف حاله بعد فقدِ أمه، فيكون بهذا المعنى مستقيمًا.

كما نجد الصاحب يُنكِر عليه سوء اختياره للألفاظ؛ فهو يرى أن اللفظة الحسنة تكون خفيفة على اللسان، وغير متنافِرة الحروف، وأن تستخدم في مقامها الصحيح؛ حتى يكون لها القَبول الحسن؛ ولذلك ينتقد قول المتنبي:
رواقُ العزِّ فوقَكِ مُسبطرٌّ
وملكُ عليٍّ ابنكِ في كَمالِ


بقوله: إن "لفظة الاسبطرار في مراثي النساء من الخِذلان الصفيق الدقيق المغير"[31]، ونقرأ في شرح الواحدي أن "أبا الفضل العروضي يقول: سمعت أبا بكر الشعراني خادم المتنبي ورَد علينا، فقرأنا عليه شِعره، فأنكر هذه اللفظة، وقال: قرأنا على أبي الطيب، رواق العز فوقك مستظلٌّ، قال العروضي: وإنما غيَّره عليه الصاحبُ ثم عابه به، وعلى هذا فقد سقط ثقل اللفظ وكراهة المعنى"[32]، ويعلق الصاحب على بيت آخر للمتنبي يقول فيه:

نحن مَن ضايق الزمان له في
كَ، وخانته قربَك الأيامُ


فيقول: "إنَّ قوله: "له فيك" لو وقع في عبارات الجنيد أو الشبلي لتنازعته الصوفية دهرًا طويلاً"[33]، فالصاحب يرى هذه العبارة لا تستقيم مع الموصوف بالمدح، ولو قيلت في غيره لربما كان تأثيرها أقوى، وبخاصة في أهل التصوف، ومِن مثل ذلك أيضًا قول المتنبي في رثاء أم سيف الدولة:
صلاة الله خالقنا حنوطٌ
على الوجه المكفَّن بالجَمالِ


فيَنتقده بقوله: "هذه استعارة حِداد في عرس، فلا أدري هذه الاستعارة أحسن أَم وصفُه وجه والدة ملك يَرثيها بالجمال"[34]، فالمقابلة بين الجمال والحنوط تَخلُق نوعًا من التباعد الذي يُحيل إلى حقلَين أو غرضين، حقل دالٍّ على الفرح، تَحمله لفظة "الجَمال"، وحقل ثانٍ دالٍّ على الحزن، فهذا التباعد بين هذه الحقول يَخلق في رأي الصاحب تشبيهات واستعارات مبتذلة، غالبيتُها لا تلائم مقام الخطاب، ولا طبيعة المخاطب.

كما نجد الصاحب يوظِّف منهج الموازنة والمقارنة بين أبيات المتنبي وأبيات الشعراء السابقين عليه، أو مِن مُعاصريه، دون أن يفصل في تحديد أوجُه جمالية هذه الأبيات، فهو يَكتفي بالإشارات والعبارات التي تَجعل من أبيات المتنبي في مرتبة أدنى، ومِن ذلك قول المتنبي:
ولا مَن في جنازتها تجارٌ
يكونُ وداعُهم نفضَ النعالِ


ويُقارنه ببيت مسلم بن الوليد الذي يقول فيه:
أرادوا ليُخفوا قبره عن عدوِّه
فطيبُ ترابِ القبر دلَّ على القبرِ


فهذان البيتان في الرثاء، غير أن معناهما ومقامهما يختلفان، ولم يقدِّم الصاحب تعليلاً واضحًا في بيان تفضيله لبيت مسلم، ثم ذكر بيتًا آخر له يقول فيه:
سُلَّت وسُلَّت ثم سل سليلها
فأتى سليلُ سليلِها مَسلولا


وأردفه بقول المتنبي:
وأفجَعُ من فقدنا من وجدنا
قُبيلَ الفقدِ مفقودَ المِثالِ


ثم يعلق عليه قائلاً: "وأظن المصيبة في الراثي أعظم منها في المرثي"[35]، فالذي نلاحظه أن هذه المقارنة التي انتهجها الصاحب لا تقوم على معيار يَنظر لكل بيتٍ على حدة، ويَنتقده في لفظه أو معناه، أو ينظر في مطابقته لمقام وسياق صياغته، بقدر ما يسعى إلى تصوير أبيات المتنبي في صورة ساخرة.

وبعد أن عرض الصاحب لهذه الأبيات ينتقل إلى وصف كلمات المتنبي بالنُّفور والشذوذ، وقد سبق أن قال مثل ذلك فيما عرضناه؛ فهو يحاول أن ينتقي الأبيات التي تبدو له كلماتها متنافرة من حيث حروفها، أو تقع في موضع غير ملائم لما تَستحسنه الأسماع، ثم يعلِّل ذلك ببُعد المتنِّبي عما يصفه، وأنه يتكلَّف في تشبيهاته، يقول: "ومِن أطَمِّ ما يتعاطاه: التفاصح بالألفاظ النافرة، والكلمات الشاذة؛ حتى كأنه وليد خباء وغذيُّ لبن، ولم يطأ الحضر، ولم يعرف المدر"[36]، وقد مثل لذلك بقول المتنبي:
أيفطمُه التورابُ قبل فطامِه
ويأكلُه قبلَ البُلوغِ إلى الأكلِ


فهو يأخذ عليه لفظة (التوراب) ولا يَستسيغها، بحكم أن المتنبي وليد قرية ومعلم صبية، كما يأخذ عليه عبارته (حلواء البنين) في قوله:
وقد ذقتُ حلواءَ البنين على الصبا
فلا تحسبنِّي قلتُ ما قلتُ عن جَهلِ


وقد علَّق الصاحب على هذا البيت بقوله: "وما زلنا نتعجَّب من قول أبي تمام:
لا تَسقِني ماء الملامِ فإنَّني
صبٌّ قد استعذبتُ ماء بكائي


فخفَّ علينا بـ: (حلواء البنين)، ولَحقٌّ ما قال أبو بكر بن أبي قحافة لعلي بن أبي طالب: "وما من طامة إلا فوقها طامة"[37]، فالصاحب ينظر - غالبًا - لمعنى الكلمات، ثم يقابلها بمعنى عجز البيت، فإذا توافقت معه، كان البيت عنده مقبولاً وحسنًا؛ ولذلك لا عجب أن يستغرب وينفِر من كلمة (حلواء البنين) ويتعجَّب من بيت أبي تمام.

وينتقد الصاحبُ المتنبي في الأبيات الأولى من قصائده، ويعتبرها "عجيبة" في الغرض الذي يَرمي إليه، ومِن ذلك قول المتنبي:
لا يحزن اللهُ الأميرَ؛ فإنني
لآخُذُ مِن حالاته بنصيبِ


وقد قال المتنبي هذا البيت في بداية قصيدة يعزي بها سيف الدولة لما فقد غلامًا له يدعى "يماك"، وقد علَّق الصاحب على هذا البيت بقوله: "ولا أدري لم لا يحزن الله الأمير إذا أخذ أبو الطيب بنصيب من القلق"[38]، غير أن الأمر على غير ما يراه الصاحب؛ يقول الواحدي: "يقول: لا أحزنه الله؛ فإنه إذا حزنَ حزنتُ، ادَّعى لنفسه مشاركةً معه، وغلط الصاحب في هذا البيت، فظن أنه يقول: لا يحزن الله الأمير بالرفع على الخبر، فليس الأمر على ما توهم، والنون مكسورة، وهو دعاء؛ يقول: لا أصابه الله بحزن؛ فإني أحزن إذا حزن، يَعني أن حزنَه حزني، فلا أُصِيبَ بحزنٍ؛ لئلا أحزنَ"[39].

ويعيب الصاحب على المتنبي ألفاظه التي يوظفها في الوصف، ويعتبرها معقَّدة ومتنافرة؛ ومن ذلك وصفه للفرس بقوله:
وتُسعِدُني في غمرة بعد غمرةٍ
سبوحٌ لها منها عليها شواهدُ



يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19-01-2021, 03:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,848
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المتنبي في عيون الصاحب بن عباد ومنهجه في رسالته

فتكرار كلمة "غمرة" لم يَستسغه الصاحب؛ ولذلك وصف هذا البيت بالتعقيد والإبهام، غير أنه لم يقدم شرحًا واضحًا، إلا أنه أردف هذا البيت بقوله: "وما أحسنَ ما قال الأصمعي لمن أنشده:
فما للنَّوَى، جَدَّ النَّوى، قَطعَ النَّوى
كذاك النَّوى قطَّاعةٌ لوِصالِ


لو سلَّط الله على هذا البيت شاةً لأكلت هذا النوى كله"[40]، وذِكرُه لقول الأصمعي تلميح وإشارة لاستقباحه لفظ "غمرة" في بيت المتنبي.

ومن ذلك أيضًا قول المتنبِّي:
فحمدانُ حمدونٌ، وحمدونُ حارثٌ
وحارثُ لقمانٌ، ولقمانُ راشدُ


فقد استقبح الصاحب ذكر هذه الأسامي في هذا البيت، فعلق عليه بقوله: "وهذه من الحكمة التي ذخرها أرسطاطاليس وأفلاطون لهذا الخلف الصالح، وليس على حسنِ الاستِنباط قياس"[41]، ويورد الواحدي شرحًا على هذا البيت قول ابن فورجة: "أما سَبك البيت فأحسن سبك، يريد: أنت تُشبه أباك، وأبوك كان يشبه أباه، وأبوه أباه إلى آخر الآباء، فليتَ شِعري ما الذي استقبحه؟ فإن استقبح قوله: وحمدان حمدون وحمدون حارث، فليس في حمدان ما يُستقبَح من حيث اللفظ والمعنى، بل كيف يَصنع والرجل اسمه هذا، والذنب في ذلك للآباء لا للمتنبي"[42].

والملاحَظ مِن بعض هذه النقدات أن جلَّها يَنظر في فصاحة الكَلمة، وينتقدها في مدى وقعها على السمع، وهو ما يظهر لنا أنَّ الصاحب وإن كان يتهكَّم على المتنبي، فإنه يوظف آلته البلاغية ليطعن ويَستقبح كلمات المتنبي، وهو في هذا نُلامس فيه سيره على خطوات أستاذه ابن العميد، كما نجد الصاحب يَعيب على المتنبي سرقتَه لمعاني بعض الشعراء، ومِن ذلك قول المتنبي:
شوائل تشوال العقاربِ بالقنا
لها مرح مِن تحتِه وصهيلُ


حيث بدأ تعليقه على البيت بقوله: "لا أدري أمدح المقول له أم رقاه، فلم يرضَ بأن سرَق من بشَّار قوله:
والخيلُ شائلةٌ تشقُّ غبارَها
كعقاربٍ قد رُفِّعَت أذنابُها


حتى ضيع التشبيه الصائب بين ألفاظ كالمصائب"[43].


ويرى المعرِّي أن المتنبِّي قد زاد في المعنى الذي ذكَره بشار، يقول: "غير أنه زاد عليه في التشبيه، فبشار شبَّه الخيل الرافعة لأذنابها بالعقارب رافعة أذنابها؛ فالتشبيه واقع على وجه واحد، وهو أوقع التشبيه، من وجهين:

أحدهما: أنه جعل الخيل شائلة بالقَنا، كما تشول العقارب بأذنابها.



والثاني: أنه شبه أطراف الرماح بأذناب العقارب، وأن لها من الطعن مثل ما للعقارب من اللسع، فأخذ معنى بشار، وضمَّ إليه هذه الزيادة، فكان هو أولى به من بشار"[44].



ومن ذلك أيضًا قول المتنبي:



يا مَن يقتِّل مَن أراد بسيفه

أصبحتُ مِن قتلاك بالإحسان






فقد اعتبر الصاحب أن المتنبِّي أخذه من قول الشاعر:



أصلحتَني بالجود بل أفسدتني

وتَركتَني أَتَسَخَّطُ الإِحسانا






وعلق عليه بقوله: "جعل الإفساد عجزًا وبهورًا، هذا ومذهب الشعراء المدح بالإحياء عند الإعطاء؛ وبالإماتة عند منع الحباء"[45]، والناقد المتبصِّر في البيتين يرى بُعدًا واضحًا في الدَّلالة؛ فالمتنبي جعل نفسه من القتلى بالإحسان، ليدلَّ به على ما يتميز به الممدوح من خصال الكرم والجود، فهو يقتل أعداءه بالسيف، ويُكرم أصحابه بالعطايا، وذِكرُه للفظة "قتلاك" له أثر أوقع في النفس من غيرها، أما البيت المقابل، فقد جعل الشاعر فيه نفسه تسخَّط من الإحسان؛ لأنه مفسدة لها، وبين القتل والسخط بون بعيد.



وعمومًا، فالصاحب في نقده لكلمات المتنبي كان غالبًا ما يركز على اللفظة في موضعها، وحسنِ وقعها في السمع، سواء في تلك التي اتهمه فيها بالأخذ والسرقة، أو التي ادَّعى له بها الابتداع المخلَّ، وهو ما يظهر وعيه بأهمية النظر في الكلمة، ومطابقتها للمعنى الذي يَرومه الشاعر، كما ركز - فيما سبق أن أوردناه - على أهمية السياق أو المقام الذي تقال فيه تلك الكلمة.



فالصاحب رغم مغالاته وتهكُّمه الواضح في الحطِّ من أبيات المتنبي، فإنه كان يستعين في ذلك بالنظرة البلاغية؛ أي: النظر في الكلام ومطابقته لمقتضى الحال، ونحن لا يهمنا إن كان قد أصاب في ذلك أو أخطأ، بقدر ما حاولنا بيان اضطلاعه وتمرُّسه بعلم الشعر، وعلوم اللغة.



خاتمة:

لا شكَّ أن الصاحب كان مدركًا تمام الإدراك في نقده لشعر المتنبي أنه يُواجه شخصية علمية، بلغَت أوج العطاء والإبداع في قول الشِّعر، وهذه المكانة المرموقة التي وصل إليها المتنبي جعلت منه محطَّ الأعين مِن قِبَل كل فئات مجتمعه وعصره، فسعَت إليه الملوك بالرسائل والهدايا تخليدًا لذِكرها، وسعى إليه نُقاد الشعر بين مادح معترف، وبين ناقم حاقد عليه، وما هذه الرسالة إلا تجسيد لهذه الفترة، بل هي وثيقة تاريخية تصور لنا تلك الحلقات الثقافية والأدبية التي بلغها عصر المتنبي.



والذي نَخلص إليه من قراءتنا لهذه الرسالة، أنها تضمَّنت إشارات نقدية قيمة، تُظهر بجلاء مكانة الصاحب الأدبية والنقدية؛ فقد استفاد كثيرًا من أستاذه ابن العميد، وحاول كثيرًا تقليده في أسلوب نقده، فهما معًا يشتركان في خاصية تتبُّع الكلمة في البيت، ومقابلة أجزائه، وبيان مدى تطابقه مبنًى ومعنًى، كما أنهما معًا ينظران إلى البيت من جانبه الموسيقي، ومدى احترام الشاعر لقواعد العروض، وإن كُنا لم نعطِ هذا الجانب حقه من الدراسة الكافية؛ فإننا قد لامسنا اضطلاع الصاحب وشيخه ابن العميد بعلوم اللغة من صرف ونحو وبلاغة وعروض، وحسن توظيفهما لهذه العلوم في تفهم النص الشعري، كما أنهما مزَجا بين هذه العلوم وبين صناعة الشعر، وذلك واضح في كلام الصاحب منذ بداية رسالته؛ ولهذا وجدناه في مقدمته يبدأ في ذكر مكانة الكُتَّاب ورفع شأنهم، وأنهم الأقدر على نقد الشعر وتمحيصِه، بحُجة اشتغالهم بعملية الإنشاء والتأليف.



ونحن لا ندعي أننا قد وقفنا على كل جزئيات الرسالة ومضامينها بالتحليل، بقدر ما حاولنا أن نرسم صورة تقرِّبها، وتدعو إلى إعادة قراءتها، بصيَغٍ جديدة تكشف عن شخصية الصاحب النقدية، وبخاصة أن جلَّ الذين اشتغلوا عليها نظروا إليها من زاوية واحدة باعتبارها رسالة في ذكر عيوب المتنبي فحسب، وهذا وإن كان متضمنًا فيها فإنها تبوح بأشياء كثيرة من زوايا أخرى، قد تتجلى بتعدد قراءتها في المستقبل.



المصادر والمراجع:

الأدب العربي: مصطفى ناصف، الدار القومية للطباعة والنشر، القاهرة.

ديوان أبي الطيب المتنبي بشرح أبي الحسن علي الواحدي: فريدرخ ديتريصي، طبع في مدينة برلين المحروسة، 1861.

شرح ديوان أبي الطيب المتنبي: أبو العلاء المعري، تح: عبدالمجيد دياب، دار المعارف، الطبعة الثالثة، ج2، 1992.

الصبح المُنبي عن حيثية المتنبي: يوسف البديعي الدمشقي، تح: مصطفى السقا ومحمد شتا وعبده زياد عبده، دار المعارف، الطبعة الثالثة.

عيار الشعر: ابن طباطبا العلوي، تح: عباس عبدالساتر، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة الثانية، 2005.

الكشف عن مساوئ شعر المتنبي: الصاحب بن عباد، تح: الشيخ محمد حسين آل ياسين، مكتبة النهضة، بغداد، الطبعة الأولى، 1965.

النقد الأدبي: أحمد أمين، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، ج2، 1952.

النقد المنهجي عند العرب: محمد مندور، دار نهضة مصر للطباعة والنشر، 1996.

الوساطة بين المُتنبِّي وخصومه: علي بن عبدالعزيز الجرجاني، تح: محمد أبو الفضل إبراهيم وعلي محمد البجاوي، المكتبة العصرية، صيدا - بيروت، الطبعة الأولى 2006.





[1] طالب باحث في سلك الماستر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية - مراكش، تخصص: الأدب العربي: أصوله اللغوية ومناهجه النقدية.



[2] إسماعيل بن عباد بن العباس، أبو القاسم الطالقاني: وزيرٌ غلَب عليه الأدب، فكان من نوادر الدهر؛ علمًا وفضلاً، وتدبيرًا وجودة رأي (326 - 385 هـ).



[3] انظر: النقد الأدبي: أحمد أمين، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، 1952، (2 / 435).



[4] انظر: مقدمة المحقق، الكشف عن مساوئ شعر المتنبي: الصاحب بن عباد، تح: الشيخ محمد حسين آل ياسين، مكتبة النهضة بغداد، 1965، ط1، (ص: 9).




[5] انظر: النقد المنهجي عند العرب: محمد مندور، دار نهضة مصر للطباعة والنشر، 1996، (ص: 10).



[6] الوساطة بين المتنبي وخصومه، علي بن عبدالعزيز الجرجاني، تح: محمد أبو الفضل إبراهيم وعلي محمد البجاوي، المكتبة العصرية، صيدا - بيروت، 2006، ط1، (ص: 12).



[7] الصبح المنبي عن حيثية المتنبي: يوسف البديعي الدمشقي، تح: مصطفى السقا ومحمد شتا وعبده زياد عبده، دار المعارف، ط3، (ص: 145، و146).



[8] الكشف عن مساوئ شعر المتنبي: الصاحب بن عباد، مصدر سابق، (ص: 30، و31).



[9] نفسه (ص: 31).



[10] الكشف عن مساوئ شعر المتنبي: الصاحب بن عباد، مصدر سابق، (ص: 32).



[11] نفسه.



[12] دراسة الأدب العربي، مصطفى ناصف، الدار القومية للطباعة والنشر، القاهرة، (ص: 9).



[13] الكشف عن مساوئ شعر المتنبي: الصاحب بن عباد، مصدر سابق، (ص: 31).



[14] الكشف عن مساوئ شعر المتنبي: الصاحب بن عباد، مصدر سابق، (ص: 34).



[15] نفسه (ص: 34، و35).



[16] نفسه (ص: 35).



[17] الكشف عن مساوئ شعر المتنبي: الصاحب بن عباد، مصدر سابق، (ص: 35).



[18] نفسه (ص: 35، و36).



[19] نفسه (ص: 38).



[20] الكشف عن مساوئ شعر المتنبي: الصاحب بن عباد، مصدر سابق، (ص: 38).



[21] عيار الشعر؛ ابن طباطبا العلوي، تح: عباس عبدالساتر، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، 2005، ط2، (ص: 11).



[22] الكشف عن مساوئ شعر المتنبي: الصاحب بن عباد، مصدر سابق، (ص: 39).



[23] الكشف عن مساوئ شعر المتنبي: الصاحب بن عباد، مصدر سابق، (ص: 39، و40).



[24] نفسه (ص: 41).



[25] نفسه (ص: 40).



[26] الكشف عن مساوئ شعر المتنبي: الصاحب بن عباد، مصدر سابق، (ص: 29، و30).



[27] نفسه (ص: 44).



[28] ديوان أبي الطيب المتنبي بشرح أبي الحسن علي الواحدي، فريدرخ ديتريصي، طبع في مدينة برلين المحروسة، 1861، (ص: 375).



[29] الكشف عن مساوئ شعر المتنبي: الصاحب بن عباد، مصدر سابق، (ص: 44، و45).



[30] نفسه (ص: 45).



[31] الكشف عن مساوئ شعر المتنبي: الصاحب بن عباد، مصدر سابق، (ص: 46).



[32] ديوان أبي الطيب المتنبي بشرح أبي الحسن علي الواحدي، مرجع سابق، (ص: 390، و391).



[33] الكشف عن مساوئ شعر المتنبي: الصاحب بن عباد، مصدر سابق (ص: 45).



[34] نفسه (ص: 47).



[35] الكشف عن مساوئ شعر المتنبي: الصاحب بن عباد، مصدر سابق (ص: 48).



[36] نفسه.



[37] الكشف عن مساوئ شعر المتنبي: الصاحب بن عباد، مصدر سابق، (ص: 49).



[38] نفسه (ص: 51).



[39] ديوان أبي الطيب المتنبي بشرح أبي الحسن علي الواحدي، مرجع سابق، (ص: 467).



[40] الكشف عن مساوئ شعر المتنبي: الصاحب بن عباد، مصدر سابق، (ص: 51، و52).



[41] نفسه (ص: 53).



[42] ديوان أبي الطيب المتنبي بشرح أبي الحسن علي الواحدي، مرجع سابق، (ص: 466).



[43] الكشف عن مساوئ شعر المتنبي: الصاحب بن عباد، مصدر سابق، (ص: 54، و55).



[44] شرح ديوان أبي الطيب المتنبي: أبو العلاء المعري، تح: عبدالمجيد دياب، دار المعارف، 1992، ط2، (3/ 339)، وهذا الكتاب منسوب خطأ للمعرِّي، كما ذهب إلى ذلك محمد عبدالله عزام، في جلِّ مقالاته المنشورة في مجلة عالم الكتب، وتفصيل ذلك في ع1، مج19، ديسمبر 1997.



[45] الكشف عن مساوئ شعر المتنبي: الصاحب بن عباد، مصدر سابق، (ص: 57).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 127.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 124.12 كيلو بايت... تم توفير 3.28 كيلو بايت...بمعدل (2.57%)]