مِنْ غُرَرِ الحِكَمِ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         كلام جرايد د حسام عقل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 15 )           »          تأمل في قوله تعالى: {وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره... } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          بيان معجزة القرآن بعظيم أثره وتنوع أدلته وهداياته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          { ويحذركم الله نفسه } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          رمضان والسباق نحو دار السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          جدول لآحلى الأكلات والوصفات على سفرتك يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 770 )           »          منيو إفطار 19 رمضان.. طريقة عمل الممبار بطعم شهى ولذيذ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          جددي منزلك قبل العيد.. 8 طرق بسيطة لتجديد غرفة المعيشة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-01-2021, 04:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,650
الدولة : Egypt
افتراضي مِنْ غُرَرِ الحِكَمِ

مِنْ غُرَرِ الحِكَمِ (1)

بشار بكور

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

وبعد فهذه مجموعة من الحكم، بل من درر الحكم وغرر الكلم تخيرتها من شتات تراثنا العربي والإسلامي العريق. و قد جمعت هذه الحكمُ بين جزالة اللفظ و فخامته، وبين شرف المعنى وسموه. ولو كان هناك كلامٌ يُؤْتَدم به لكانت هذه الحِكَمُ مما يؤتدم بها، و كأن الجاحظ رحمه عنى أمثال هذه الحكم النيرة بقوله: "وأحسنُ الكلام ما كان قليلهُ يُغْنيك عن كثيرِه، ومعناه في ظاهر لفظِه، وكان اللُّه عزّ وجلَّ قد ألبسَه من الجَلالة، وغَشّاه من نُور الحكمة على حَسَب نيّة صاحبه وتقوَى قائِله، فإذا كان المعنى شريفاً واللفظُ بليغاً، وكان صحيح الطبع بعيداً من الاستكراه، ومنزَّهاً عن الاختلالِ مصوناً عن التكلُّف، صنَعَ في القُلوب صنيعَ الغَيث في التُّربة الكريمة، ومتى فَصَلت الكلمةُ على هذه الشّرِيطة، ونفذَتْ من قائلها على هذه الصِّفة، أصَحبَها اللَّهُ من التوفيق ومَنَحَها من التأييد، ما لا يمتنع معه من تعظيمها صدورُ الجبابرة، ولا يذهَل عن فهمها معه عقولُ الجَهَلة."[1] وقد سقت هذه الحكم كيفما اتفق دون ترتيب معين، كحال اللؤلؤ المنثور، راجياً أن يعم نفعها والعمل بمقتضاها.

الرافعي: "إذا لم تزِد شيئاً على الدُّنيا كنْتَ أنتَ زائداً على الدُّنيا".

الرافعي: "أنتَ عجزتَ أيها الإنسانُ فأيقنتَ أنَّك لا تستطيع أن تغيِّر أطوارَ الدُّنيا، ولكن كيف نسيتَ الذي يستطيع أن يغيّرها، وهو يغيّرها كلَّ طرفة عين."[2]

الرافعي: "يأتي الغرورُ من ضَعْف النظرِ إلى الحقيقة، لو أن للنملة عيناً وسُئِلتْ عن الذبابة كيف تراها لقالتْ: هذا فيلٌ عظيم."[3]

الرافعي: " إنَّ الباطلَ لا يجد أبداً قوَّتَه في طبيعتِه، بل تأتيه القوةُ من جهةٍ أخرى فتُمْسِكُه أنْ يزولَ، فإذا هي تراخَتْ وقع، وإذا زالت عنه اضْمَحَلَّ. أما الحق فثابتٌ بطبيعته قويٌّ بنفسه."[4]

ابن المعتز:" الحوادث المُمِضة مُكْسِبةٌ لحظوظٍ جزيلةٍ: من صوابٍ مُدَّخَرٍ، وتطهيرٍ من ذَنْبٍ، وتَنبيهٍ من غَفْلة، وتعريفٍ بقَدْرِ النِّعمة، ومُرُونٍ على مُقَارَعَةِ الدَّهر." [5]

الشَّدائد تُصْلِحُ من النَّفْس بمقدار ما تُفْسِدُ من العيش، والتَّرَفُ يُفْسِدُ من النَّفْس بمقدر ما يُصْلِحُ من العيش.

عقول الرجال في أطراف أقلامها. [6]

لا يزال المرء مستوراً، وفي مندوحة ما لم يصنع شعراً أو يؤلف كتاباً؛ لأن شعره تَرجُمانُ علمه، وتأليفَه عنوانُ عَقْله.[7]

حَقٌّ على العاقل أنْ يتَّخِذَ مِرْآتينِ، فينظرُ من إحداهما في مساوِئ نفسه فيتصاغَرُ بها و يُصْلِحُ ما استطاع منها، وينظرُ في الأُخْرَى في مَحاسِنِ النَّاس، فيُحَلِّيهم بها ويأخذُ ما استطاع منها.[8]

الحكيم لا يخوض نهراً حتى يعلمَ مقدارَ غَوْرِه.

حين يكون المرءُ شريفاً في مجتمعٍ تسوده السرقةُ فإن شرَفَهُ يصبح عقوبةً له، وقليلٌ أولئك الذين يتحمّلون تلك العقوبةَ إلى ما لا نهايةَ.[9]

ابن المُقَفَّع: "الدَّيْنُ رِقٌّ فانظرْ عند مَن تضَعُ نفسَك."[10]

ابن الجوزي: "ينبغي للعاقل أن ينتهي إلى غايةِ ما يمكِنُه، فلو كان يُتَصَوَّرُ للآدميِّ صعودُ السماوات لرأيت مِنْ أقبحِ النقائصِ رضاه بالأرض. ولو كانتِ النُّبوَّةُ تحصُلُ بالاجتهادِ رأيتَ المقصِّرَ في تحصيلها في حضيضٍ. " [11]

ابن مالكٍ النحويُّ: "وإذا كانت العُلُومُ مِنَحَاً إلهيةً ومواهبَ اختصاصيةً فغيرُ مستبعَدٍ أن يُدَّخَر لبعض المتأخِّرين ما عسُرَ على كثيرٍ من المتقدِّمين، أعاذنا الله من حسدٍ يسدّ بابَ الإنصاف ويصدّ عن جميل الأوصاف." [12]

مَرارةُ الدُّنيا حَلاوةُ الآخرةِ، و حلاوةُ الدُّنيا مَرارةُ الآخرةِ.

مَن لاحَ له حالُ الآخِرة هان عليه فِراقُ الدُّنيا؛ تذكَّرْ حلاوةَ الوصال يهُنْ عليك مُرُّ المجاهدَة.

خَيْرُ المَعروفِ ما لم يتقدَّمْهُ مَطْلٌ، ولم يَتْبَعْهُ مَنٌّ.[13]

أَرْضَى النَّاس بالَخَسارِ بائعُ الدِّيْنِ بالدِّينار.

إسحاق نيوتن: "إذا كنتُ أستطيع أن أرى أبْعَدَ مِنَ الآخرين فلأني إنما أقِفُ على أكتاف العمالقة."

إذا كان الرأيُ عند مَنْ لا يقبَلُه، والسلاحُ عند من لا يستعمله، والمالُ عند من لا ينفقه ضاعتِ الأمورُ.

إذا كان للمُحْسِنِ منَ الثَّوابِ ما يَنْفَعُهُ، وللمُسِيء من العِقَابِ ما يَقْمَعُهُ، بَذَلَ المُحْسِنُ ما عنده رغبةً، و انْقَادَ المسيءُ للحقِّ رَهْبةً.[14]

أَجْمِلْ في الطَّلَبِ تَكْفِكَ المَقَاديرُ ما هو كائنٌ، فما كانَ لَكَ أتاكَ على ضَعْفِكَ، وما كان عَليك لم تَدْفَعْهُ بقوَّتِكَ.[15]

الابتسامة أقلُّ كلفةً من الكهرباء، وأكثرُ إشراقاً منها.[16]

إذا حلَّتِ المقاديرُ ضَلَّتِ التَّدابيرُ.

إنما يُستجَادُ الشيءُ ويُسترذَل لجودته ورداءته لا لقِدَمِه وحُدُوثِه.

لولا ظُلْمَةُ الخَطَأِ ما أَشْرَقَ نُورُ الصَّوَابِ في القُلُوبِ.[17]

الزُّهور لا تحتاج إلى ألوانٍ تزيّنها.

إذا فشِلْتَ في التخطيط فقد خطَّطتْ للفَشَل.

على المرء أن يتذكَّر أن كلَّ فشلٍ يمكن أن يكون خُطوةً نحو تحقيقِ شيءٍ أفضلَ.

السَّعيدُ مَنْ زادَتْ مَجَاري القَدَرِ في اسْتِبْصَارِه، ووقَعَتْ حوادثُ الغيرِ مَوْقِعَها من اعتِبَاره.[18]

أكثرُ ما يُفْسِدُ الدُّنيا نِصْفُ متكِّلم، ونِصْفُ متفقِّه، ونصفُ متطبِّبٍ، ونصْف نحويٍّ، هذا يفسد الأديانَ، وهذا يفسد البُلدانَ، وهذا يفسد الأبدانَ، وهذا يفسد اللسان.[19]

لا تجعلْ غايةَ همَّتِكَ ومنتهى قصدِكَ أن تمرَّ على الماء، أو تطير في الهواء؛ يصنع الطيرُ والحوت ما أردت؛ طِرْ بجناحِ هِمَّتِكَ إلى ما لا غايةَ له.[20]

احْذَرْ مَنْ لا يُرجَى خيرُه، ولا يُؤمَن شَرُّه.

أَحْمَدُ النَّاس عَقْلاً مَن إذا نزلتْ به النازلة ُكان لنفسه أشدَّ ضبطاً، وأكثرَهُمُ استماعاً من أهل النُّصْحِ حتى ينجوَ من تلك النازلة بالحِيلة والعَقْل والبحث والمُشاورة.[21]

بارِقةُ الحقيقةِ تَظْهَرُ من مُصَادَمة الأفكارِ.

رُبَّ بعيدٍ لا يُفْقَدُ بِرُّه، وقريبٍ لا يُؤْمَنُ شَرُّهُ.[22]

تعلّمْ درْساً من البعوضة، فإنها لا تنتظر أبداً فتحة تنفذ منها بل تصنع واحدةً.

ابن هُرْمُز: "ينبغي للعالم أن يُورث جُلَسَاءَه قَوْلَ "لا أدري" حتى يكونَ ذلك أصْلاً يفزعون إليه."[23]


إنَّ مَنْ عرف فَضْلَ قوَّته على الضعفاء، فاغترَّ بذلك في شأن الأقوياء، قياساً لهم على الضعفاء، كانت قوتُه وَبالاً عليه.[24]

إذا طُعِنْتَ مِنَ الخَلْفِ فاعلمْ أنَّك في المقدِّمة.

إنَّ مَنْ لم يفكِّرْ في العواقب لم يأمَنْ من المصائب، وحقيقٌ ألا يسلمَ من الَمعاطب.[25]

إنّ مَنْ يخوّفك حتى تلقى الأمنَ أشفقُ عليك ممّن يؤمّنك حتى تلقى الخوفَ.

العِلْمُ يستطيع أن يُفَسِّرَ الأشياءَ، ولكنَّه لا يستطيع أن يقول: لماذا وُجِدَتِ الأشياءُ، أو ما هي الغاية من الكون.

لاَ تَكُنْ رَطْباً فَتُعْصَرَ، ولاَ يَابِساً فتُكْسَرَ، ولا تَكُنْ حُلْواً فتُسْتَرَطَ[26]، ولا مُرَّاً فَتُلْفَظَ.

سهل بن هارون: " إذا كان الحُبُّ يُعمِي عن المساوئ فالبُغْض أيضاً يُعمِي عن المحاسِن، وليس يَعْرف حقائقَ مقاديرِ المعاني، ومَحْصولَ حدودِ لطائف الأمور، إلاّ عالمٌ حكيم، ومعتدلُ الأخلاطِ عَليمٌ، وإلا القويُّ المُنَّة، الوَثيقُ العُقْدةِ، والذي لا يمَيل مع ما يستميل الجمهورَ الأعظمَ، والسوادَ الأكبر." [27]

إنَّ العاقِلَ يدبِّر الأشياء ويَقيسها قبل مباشرتها، فما رجا أن يتمَّ له منها أقدم عليه، وما خافَ أن يتعذر عليه منها انحرف عنه، ولم يلتفت إليه.[28]

ابن الجوزي: " مَنْ عَايَنَ بعينِ بصيرتِه تَنَاهِيَ الأمورِ في بِداياتها، نَالَ خيرَها، ونجا مِنْ شَرِّها. و مَنْ لم يَرَ العَواقبَ غَلَبَ عليه الحِسُّ، فعادَ عليه بالألم ما طَلَبَ منه السَّلامةَ و بالنَّصَبِ ما رَجَا منه الرَّاحةَ.[29]


[1] البيان والتبيين 1/83.

[2] كلمة و كليمة، ص 61.

[3] كلمة و كليمة، ص 42.

[4] تحت راية القرآن، ص314.

[5] زهر الآداب 1/599.

[6] عيون الأخبار1/ 107.

[7] العمدة في صناعة الشعر ونقده1/181.

[8] الأدب الصغير، ص 50.

[9] عصرنا والعيش في زمانه الصعب، ص 75.

[10] البيان والتبيين 3/ 267.

[11] صيد الخاطر، ص 163-164.

[12] مقدمة كتابه تسهيل الفوائد و تكميل المقاصد، ص 2.

[13] البصائر والذخائر1/ 170.

[14] التذكرةالحمدونية 1/297.

[15] البصائر والذخائر2/ 128.

[16] المتحدث الجيد، ص 18.

[17] البصائر والذخائر4/ 169.

[18] البصائر والذخائر6/ 170.

[19] مجموعة الفتاوى 5/77.

[20] البرهان المؤيد، ص 47.

[21] كليلة ودمنة، ص 306.

[22] البصائر والذخائر5/ 20.

[23] سير أعلام النبلاء 8/ 77.

[24] كليلة ودمنة، ص 225.

[25] كليلة ودمنة، ص 337.

[26] أي: تبتَلع.

[27] البيان و التبيين 1/ 90.

[28] كليلة ودمنة، ص 158.

[29] صيد الخاطر، ص15.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19-01-2021, 04:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,650
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مِنْ غُرَرِ الحِكَمِ

مِنْ غُرَرِ الحِكَمِ (2)

بشار بكور


ابن السِّيْدِ البَطَلْيَوْسي: "إنَّ اختلافَ النَّاسِ في الحقِّ لا يُوجِبُ اختلافَ الحقِّ في نفسه، وإنما تختلفُ الطُّرُقُ المُوصِلةُ إليه، والحقُّ في نفسِه واحدٌ."

أنْ تَشُقَّ طريقَك بابتسامةٍ خيرٌ لك من أن تشقَّه بسيفِكَ.

ابن عطاء الله السكندري: "الأعمالُ صورٌ قائمةٌ وأرواحُها وجودُ سرِّ الإخلاص فيها."[1] أي: إن أيَّ عملٍ لا إخلاصَ فيه مثلُ الجسدِ الميت الذي لا روحَ فيه.

العمل بغير إخلاصٍ ولا اقتداءٍ كالمسافر يملأ جِرَابَه رَمْلاً يُثْقِله ولا ينفعُه.[2]

إنِ استطعتَ أن تضعَ نفسكَ دونَ غايتكَ برتبةٍ في كلِّ مجلسٍ ومَقامٍ ومقالٍ ورأيٍ وفعلٍ، فافعل؛ فإن رَفْعَ النَّاس إياكَ فوقَ المنزلةِ التي تحطُّ إليها نفسَك، وتقريبَهم إياكَ إلى المجلسِ الذي تباعدْتَ منهُ، وتعظيمهم من أمركَ ما لم تُعظم، وتزيينهم من كلامكَ ورأيكَ وفعلكَ ما لم تُزين، هو الجمالُ.[3]

أَكْثَمُ بن صَيْفي: "مَنْ أصابَ حَظَّاً مِنْ دُنياه فأصارَه ذلك إلى كِبْرٍ وتَرَفُّعٍ فقد أَعْلَمَ أنه نالَ فوق ما يستحقُّ، و مَنْ تواضع وغادر الكِبْرَ فقد أعلم أنه نال دون ما يستحقُّ."[4]

العالم يعرف الجاهِلَ لأنه كان مرَّةً جاهلاً، و الجاهلُ لا يعرف العالم لأنه لم يكن مرةً عالماً. [5]

الرافعي: "لا تكون امرأةٌ معشوقةَ رجلٍ إلا وهو يراها وحدها النساءَ جميعاً، و لا يكون رجلٌ معشوقَ امرأة إلا وهي تراه وحدَه كلَّ الرجال؛ فالحبُّ وحدانيةٌ لا تقبل الشركَ، ومن ها هنا يتألَّه."[6]

لا ينبغي للحكيم أن يخاطِب الجاهلَ، كما لا ينبغي للصّاحي أن يخاطِبَ السَّكْرانَ.[7]

إذا لم يُسَاعِدِ الجَدُّ[8] فالحَركةُ خِذْلانٌ.[9]

إن العاقل لا يغترُّ بسُكون الحقد إذا سكَنَ؛ فإنما مَثَلُ الحقد في القلب، إذا لم يجد مُحرِّكاً، مثل الجمْر المكنون، ما لم يجدْ حَطَباً، فليس ينفكُّ الحِقْدُ مُتطلَّعاً إلى العِلَلِ، كما تبتغي النارُ الحطبَ، فإذا وجد عِلَّةً اسْتعرَ اسْتِعَارَ النار، فلا يطفئه حُسْنُ كلامٍ، ولا لينٌ، ولا رِفْقٌ، ولا خضوع، ولا تضرّع، ولا مصانعة، ولا شيءَ دون تَلَف الأَنْفُس.[10]

علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "إنَّ الحقَّ لو جاءَ مَحْضَاً لما اختلف فيه ذو الحِجَى، و إنَّ الباطل لو جاء مَحْضَاً لما اختلف فيه ذو حِجَى، ولكنْ أُخِذَ ضِغْثٌ[11] مِنْ هذا و ضِغْثٌ مِنْ هذا."[12]

نَصَحَكَ مَنْ أَسْخَطَكَ بالحقِّ، و غَشَّكَ مَن أَرْضَاك بالباطلِ.[13]

أرسطاطاليس: "كما أن البَهيمةَ لا تُحِسُّ من الذَّهَبِ والفِضَّةِ والجَوْهَرِ إلا بثِقَلها فقط، ولا تُحِسُّ بِنَفَاسَتِها، كذلك النَّاقص لا يُحِسُّ من الحكمة إلا بثِقَل التَّعَبِ عليه منها ولا يُحِسُّ نَفَاسَتهَا."[14]

مَنْ أَكْثَرَ مِنْ وَعْيِ الحِكْمَةِ أَوْشَكَ أنْ يَنْطِقَ بها.[15]

الحيلةُ تُجْزِئ مالا تجزئ القوَّةُ.[16]

ابن عطاء الله السكندري: "لا يكنْ تأخُّرُ أمدِ العَطَاء مع الإلحاح في الدعاء مُوجِباً ليأسِكَ، فهو ضَمِنَ لك الإجابةَ فيما يختاره لكَ لا فيما تختارُه لنفسك، وفي الوقت الذي يريد لا في الوقت الذي تريد."[17]

حِلْمُكَ عنِ السَّفيهِ يُكْثِرُ أَنْصَارَكَ عليهِ.[18]

لا تَخَفْ من الخطأ ولكنْ خَفْ من الاسْتِمرارِ فيه.

اعمَلْ لدنياك بقدر مُقامك فيها، واعمل للآخرة بقدر بَقَائك فيها، واعمل لله بقَدْر حاجَتِك إليه، واعمل للنار بقدر صبرك عليها.

محمود محمد شاكر: "إن بعضَ القسوةِ في الحياة يكون كتشْذِيب الشجر في إبَّانه، يُقطَع منه ليزداد قوةً على إثبات وجوده وتقرير حقِّه في البقاء نامياً فَيْنانَ يسمو وينتشر، ويَخْضرُّ ويثمر."[19]

ابن عطاء الله السكندري: "إنما جعَلها مَحَلاً للأغيار ومعْدِناً للأكْدار تَزْهيداً لك فيها."[20] أي: جعل الله تعالى الدُّنيا مكاناً للأمراض والأسقام والمنغِّصات الكثيرة، لكي يزهد فيها العبد ولا يتشبّثَ بها.

مَن عتِبَ على الدَّهر طال عتَبُه.

ليسَ شيءٌ أحقَّ بطولِ سِجْنٍ مِنْ لسان.

المرء مخبوءٌ تحت لسَانِهِ.

محمود محمد شاكر: "إنَّ الباطل المشرِق أَضْرَى وأفتكُ بالبشَرِ من صِنوِه وأخيه المظلم. للباطل المظلم رَدَّةٌ، كرَدَّة الوجه القبيح،[21] يزوي لها الناظرُ ما بين عينيه. أما الباطل المشرِق المضيء فله فتنةٌ تنادي كفتنة وجهِ الحسناء الخبيثةِ المنبِت، تأخذ بعين الناظر، فيُقبِل عليها مُلقِياً بنفسه في مهالك هذا الجمالِ الآسِر، وإذا المنبِتُ الخبيث درَّةٌ مستهلَكة في هذا التيار المترقرق من فِتن الحُسْنِ والهوى." [22]

للباطلِ جَوْلَةٌ ثم يَضْمَحِلّ.

الخطيب البغدادي: "من صنّف فقد جعل عَقْله على طبق يعرضه على النَّاس."[23]


إذا طُبِعَتْ مرآةُ بصيرةِ القلب بتراكم صَدَأِ الغفلة عن الربَّ، توارتْ وجوهُ الحقائق عن بَواطِنِ الإفهام، وامتنعَ عنها إنفاذُ نورِ الإلهام، فأظلمَ وجهُ البيانِ بتصاعد أبخرةِ الخَيالات، وغمامات الأوهامِ.[24]

ابن عطاء الله السكندري: "ما نفعَ القلبَ مِثْلُ عُزْلةٍ يدخل بها مَيْدانَ فكرةٍ."[25] أي: ما نفع قلبَ الإنسان شيءٌ كما تنفعه عزلةٌ مؤقتة يبتعد فيها عن النَّاس، يفكر في ربّه و عظمة خلقه.

إنَّ المتكبِّرَ كالواقفِ في رأس جبلٍ، يرى النَّاسَ صِغاراً و يرونَه صغيراً.

سائلُ اللهِ لا يخيبُ.

سبحان مَنْ لا يُخْلي عَبيدَه عند المِحَن من المِنَح، و في النِّقَمِ من النِّعَم.[26]

يموت الطاغيةُ فينتهي حُكْمُه، و يموت الشهيدُ فيبدأ حُكْمُه.


لايمكن لأحد أن يمتطي ظهرَك إلا إذا كان مُنْحنياً.


[1]الحكم العطائية، ص 23.

[2]الفوائد، ص 64.

[3]الأدب الكبير، ص 101-102.

[4]التذكرة الحمدونية 3/102.

[5]أخلاق الوزيرين، ص 390.

[6] كلمة و كليمة، ص 45.

[7]الإعجاز والإيجاز، ص 53.

[8]أي: الحظ.

[9]البصائر والذخائر4/ 153.

[10]كليلة ودمنة، ص 284.

[11]الضغث: قطعة.

[12]البصائر والذخائر 1/36.

[13]البصائر والذخائر3/ 66.

[14]البصائر والذخائر1/ 107.

[15]البصائر والذخائر4/ 199.

[16]كليلة ودمنة، ص 131.

[17]الحكم العطائية، ص 19.

[18]نهاية الأرب 6/ 48.

[19]جمهرة مقالات الأستاذ محمود محمد شاكر 1/ 199.

[20]الحكم العطائية، ص 57.

[21]أي: يرتدّ عنه الإنسان كما يرتد عن رؤيةِ وجه قبيح.

[22] جمهرة مقالات الأستاذ محمود محمد شاكر 1/ 593.

[23]سير أعلام النبلاء 18/ 281.

[24]البرهان المؤيد، ص 53.

[25]الحكم العطائية، ص 25.

[26] كتاب المبهج، ص 28.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19-01-2021, 04:59 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,650
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مِنْ غُرَرِ الحِكَمِ

مِنْ غُرَرِ الحِكَمِ (3)

بشار بكور






الأعمالُ العظيمة ما هي إلا أعمالٌ صغيرة كُتِبَ لها الاسْتِمرارُ.



أفلاطون: "ينبغي لكَ مع مَعْرِفَتِكَ بأنَّك من هذا البدن بمنزلة مَنْ هو في حبسٍ، ألَّا تَرومَ لنَفْسِكَ إطْلاقَكَ مِنْهُ مِنْ قِبَلِ أنَّك لم تَحْبِسْ نَفْسَكَ فيه، لكن تنتظر الذي حَبَسَكَ فيه أن يُطْلِقَكَ مِنْهُ."[1]



مَنْ فَسَدتْ بِطَانَتُه كان كَمَن غَصَّ بالماء فلا مَساغَ له، و مَنْ خَانه ثِقَاتُه فقد أُتيَ مِنْ مَأْمنِهِ.



مَنْ كان له مالٌ ولا يُنفِقه في حقوقه، كان كالذي يُعَدُّ فقيراً وإنْ كان موسِراً[2].



الرافعي: "لا تغضبْ من حماقةٍ امرأة تحبّها، و لا تغضبي من حماقةِ رجلٍ تُحبّينه، وإلا فأينَ تَدُسُّ الحياةَ سُمَّها إلا في ألذِّ أطعمَتِها؟"[3]



كلُّ غم ٍّكان سبباً للسرور، فهو سرورٌ، وكلُّ ظلمةٍ كانت طريقاً إلى النور، فهي نورٌ.



عامر بن الظَّرِب: "دعوا الرَّأي يَغِبُّ حتى يَخْتَمرَ، وإياكم والرَّأيَ الفَطِيرَ."[4] يريد أن على الإنسان أن يتأنّىَ في الرَّأي و يتثبَّتَ فيه حتى يستحكمَ رأيه.



رُجوعُكَ إلى الله عزَّ وجلَّ عن ذنبٍ قد عَمِلتَهُ خيرٌ لكَ من رجوعِكَ إليه مع الصَّلَفِ[5] من بِرٍّ قدْ أَتَيْتَه[6].



ابن المعتز:"كَرَمُ الله عزّ وجل لا يَنْقُضُ حِكمته، ولذلك لا يجعل الإجابةَ في كل دعوة."[7]



خذوا الحكمةَ ممن سمعتموها مِنْه، فإنه قد يقول الحكمةَ غيرُ حكيمٍ، و تكون الرميةُ من غير الرامي.



الحكمة شجرة تنبُت في القلب، و تثمِرُ في اللسان.



إنَّه مَنْ جمَعَ بين الحقِّ والبَاطل لم يجتمعا له، وكان الباطلُ أَوْلَى به، فإنَّ الحقَّ لم يزل يَنْفِرُ من الباطل، والباطلَ ينفر من الحقِّ[8].



توكَّلْ على الله، فهو أوْفَى وكيلٍ، و أَكْفَى كفيلٍ[9].



ابن عطاء الله السكندري: "ليس المتواضِع الذي إذا تواضعَ رأى أنه فوقَ ما صنع، ولكن المتواضِع الذي إذا تواضَعَ رأى أنه دونَ ما صنع." [10]أي -مثلاً- مَنْ جَلَسَ في آخر المجلس مثلاً ورأى أنه يستحقُّ الجلوس في صدره، وإنما فعل ذلك تواضعاً، فهو المتكَبِّر. ومن رأى أنَّ مرتبتَه أحطُّ من ذلك وأن جلوسَه في آخر المجلِس فوق ما يستحق لكونه لا يرى لنفسه قدراً ولا رتبة، فهو المتواضع[11].



إنَ جوهرَ التطور لا يقوم على التخلّي عن الثابت، و إنما على توفير العلاقة الحيَّةِ والخِصْبة بينه و بين المتغيِّر[12].



عندما تكتشف أمراً بنفسك فإنَّك لن تنساه أبداً.



المستبدُّ برأيه موقوفٌ على مَدَاحِضِ الزَّلَل.



مَنْ ثقَّلَ عليك بنفسه و غَمَّكَ في سؤاله، فأعِرْهُ أُذْناً صمّاءَ و عيناً عمياءَ[13].



الرافعي: "مَن خُلِقَ بطلاً فلا عجبَ أن توجِد له الأقدارُ مِن كل ما حوله مادةَ حربٍ."[14]



محمد بن الحنفية: "ليسَ بحكيمٍ مَنْ لم يُعَاشِرْ بالمعروفِ مَنْ لم يجِدْ مِنْ مُعَاشَرَتِهِ بُدَّاً، حتَّى يجعلَ اللهُ له مِنْ ذلك فَرَجَاً ومَخْرَجَاً."[15]



ليس العاقلُ الذي إذا وَقَعَ في الأمر احتالَ له، ولكن العاقلَ يحتال للأمر حتى لا يقعَ فيه[16].



لا خيرَ في طُولِ الرَّاحةِ إذا كان يُورِثُ الغفلةَ، ولا في طولِ الكِفَايةِ إذا كان يؤدي إلى المَعْجَزَةِ، ولا في كَثْرَةِ العَيِّ إذا كان يُخْرِجُ إلى البَلادَةِ[17].



لا يجب عليكَ أن تقولَ كلَّ ما تعرف، لكن يجب عليك أن تعرفَ كلَّ ما تقول.



ذو النون المصري: "ليس العَجَبُ ممن ابْتُلِيَ فَصَبَرَ، إنما العَجَبُ ممن ابْتُلِيَ فَرَضِيَ."



أحبِبْ حبيبَكَ هَوْناً ما، عسى أن يكون بَغيضَك يوماً ما، وأبغِضْ بغيضَك هوناً ماً، عسى أن يكون حبيبَك يوماً ما. أي: كنْ معتدلاً في الحبِّ والبغض، ولا تبالغ فيهما.



الرافعي: " إذا لم يكن الإيمانُ بالله اطمئناناً في النَّفْس على زلازلها و كوارثها، لم يكنْ إيماناً، بل هو دعوى بالفكر أو باللسان لا يعْدُوهما، كدعوى الجبان أنه بطلٌ، حتّى إذا فَجَأَه الرَّوْعُ أَحْدَثَ في ثيابه من الخوف."[18]




وكيع: "لا يكمُلُ الرجلُ أو لا ينبُل حتّى يكتبَ عمّن فوقَه، و عمّن هو مثلُه، و عمّن هو دونَه."[19]



بديع الزمان النورسي: "لقد وضع الظُّلمُ على رأسِهِ قَلَنْسُوةَ العدالةِ، ولبستِ الخيانةُ رداءَ الحَميَّة، وأُطلِقَ على الجهاد اسمُ البغيِ، وعلى الأَسْرِ اسمُ الحريَّةِ، وهكذا تبادلتِ الأضدادُ صُوَرَها."



مثَل المؤمن مثل النَّحلة، تأكل طيِّباً وتضع طيباً.



المخلوق إذا خفتَه استوحشتَ منه وهربت منه و الله تعالى إذا خِفْتَه أنِسْتَ به وقربت إليه.



مَعْروفُ زَمانِنَا هذا مُنْكَرُ زَمانٍ قد مَضَى، ومُنْكَرُ زَمانِنا هذا معروفُ زمانٍ يأتي[20].





[1] البصائر والذخائر1/ 110.




[2] كليلة ودمنة، ص 98.




[3] كلمة و كليمة، ص 34-35.




[4] نهاية الأرب 6/77. الرَّأي الفطير: الرَّأي العجِل الذي لم يختمر بعد، مأخوذ من قولهم: عجينٌ وطينٌ فطير، وهو ما خبز أو طين به من ساعته قبل أن يختمر. و الفطير: كلُّ ما أُعْجِل به قبل نضجه. أساس البلاغة (فطر).




[5] الترفُّع و التكبّر.




[6] البصائر والذخائر2/ 162.




[7] زهر الآداب 1/599.




[8] التذكرة الحمدونية 1/396.




[9] كتاب المبهج، ص 29.




[10] الحكم العطائية، ص 160.




[11] الحكم العطائية بشرح الشرنوبي، ص 160.




[12] عصرنا و العيش في زمانه الصعب، 46.




[13] البيان والتبيين 1/ 203.




[14] كلمة و كليمة، ص 36.




[15] البصائر والذخائر1/ 147.




[16] التذكرة الحمدونية 3/266.




[17] التذكرة الحمدونية 6/382.




[18] وحي القلم 2/ 93.




[19] تهذيب الكمال في أسماء الرجال1/ 166.




[20] البصائر والذخائر4/ 199.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19-01-2021, 05:00 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,650
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مِنْ غُرَرِ الحِكَمِ

مِنْ غُرَرِ الحِكَمِ (4)

بشار بكور







الحسن البصري: "اسْتَوَى النَّاسُ في العافية، فإذا نَزَلَ البَلاءُ تَبَايَنُوا "[1].



الرافعي: "مئةٌ مِنْ مئةٍ في التوكُّل على الله تكون مئةً من مئةٍ في النجاح، و لكنَّ تسعةً و تسعين من المئة في التوكّل لا تكون إلا خيبةً محقَّقةً "[2].



الرافعي: "أشدُّ العداوةِ لا تكون إلا من أشدّ الحبِّ "[3].



الرافعي: "الحياةُ في المدينة كشُربِ الماء في كُوبٍ من الخَزَفِ، و الحياةُ في الطبيعة كشرب الماء في كوبٍ من البلُّور السَّاطع؛ ذاك يحتوي الماءَ و هذا يحتويه و يُبْدِي جمالَه للعين "[4].



الرافعي: "إنْ رضي المحبُّ قال في الحبيب أحسنَ ما يعرف، و ما لا يعرف، وإنْ غضِبَ قال فيه أسوأَ ما يعرف، و ما لا يعرف، و مالا يمكن أن يعرف "[5].



الرافعي: "ما العَقْل النَّاقصُ إلا كالعينِ المريضة: لا ترى أثرَ مرَضِها إلا في الأشياء التي تراها، والأشياءُ مع ذلك صحيحةٌ لا مَرَضَ فيها "[6].



الجاهلُ صغيرٌ وإن كان كبيراً، والعالم كبيرٌ وإن كان صغيراً [7].



عكرمة: "إنَّ للعلم ثمناً فأعطوه ثمنه". قيل: وما ثمنُه؟ قال: "أن تضعه عند مَن يحسِن حفظَه ولا يضيِّعه ".



ثعلب: "كلُّ شيءٍ يَعِزُّ حين ينزُرُ إلا العِلْمَ فإنه يَعِزُّ حين يَغْزُر "[8].



حاول الاضطلاعَ بأمورٍ تفوق إمكانياتِك، وخطِّطْ لما هو أبعدُ من قُدُراتك، ثم ابدأِ العملَ.



ابن عطاء الله السكندري: "رُبَّ عمُرٍ اتسعتْ آمادُه وقَلَّتْ أَمْدَادُه. ورُبَّ عمرٍ قليلةٍ آمادُه كثيرةٍ أمدادُه. "[9] أي: رب عمرٍ لشخص اتسع زمنُه حتى طال وقلَّت أمداده، أي فوائده بأن كان الشخص من الغافلين. وربَّ شخصٍ آخرَ قلَّ عمره لكن كان عمله من العظمة والنفع بمكان. [10] وفي حكمة أخرى للسكندري: " مَنْ بُورِك له في عمره أدركَ في يسيرٍ من الزمن مِنْ مِنَنِ الله تعالى ما لا يدخل تحت دوائر العبارة، ولا تلحقه الإشارة "[11].



إنْ لم تكنْ حليماً فَتَحَلَّمْ، فإنه قَلَّ مَنْ تشبَّهَ بقومٍ إلا أَوْشكَ أن يكون منهم.



الدُّنيا كالماء المِلْح الذي لا يزداد شاربُه شُرْباً، إلا ازداد عَطَشاً [12].



الدُّنيا كلُّها همومٌ، فما كان منها في سرورٍ فهو ربحٌ.



الذِّكْرُ مِغْنَاطِيسُ الوصلِ وحَبْلُ القُرْبِ [13].



الحَزْمُ في الرأيِ سلامةٌ مِنَ التَّفْرِيطِ، وداعيةٌ إلى الظَّفَرِ [14].



ما هَلَكَ مِنْ مالِكَ ما وَعَظَكَ.



الناكح مُغْترِسٌ، فلينظرِ امرؤٌ منكم حيثُ يَضَعُ غرْسَه [15].



اجْعَلْ سِرَّكَ إلى واحدٍ، ومشورتَكَ إلى ألفٍ [16].



إذا انتهى السِّرُّ من الجَنَانِ إلى اللسانِ، فالإذاعةُ مُستوليةٌ عليهِ [17].



إذا أردتَ أن تُسْعِدَ نفسَك فأسْعِدِ الآخرينَ.



ليست الشجاعةُ في أن تقول كلَّ ما تعتقد، بل الشجاعة في أن تعتقد كلَّ ما تقول.



مَنْ أتَى فَضْلاً فقد أوْجَبَ شُكْراً.



مَنْ جعل الحمدَ خاتماً للنِّعمة جعَله الله مفتاحاً للمَزِيد [18].



إذا أبْصَرتِ العَيْنُ الشهوةَ عَمِي القَلْبُ عن الاختيار [19].



العتّابي: "حظُّ الطَّالِبينَ من الدَّرْك، بحسب ما اسْتَصْحَبوا من الصَّبْرِ "[20].



إنَّ شرَّ الأَخِلَّاء مَنِ التمس منفعةَ نفسِه بضُرِّ أخيه، ومن كان غيرَ ناظرٍ له كنَظْرَةِ نفسه، أو كان يريد أن يرضيه بغير الحق لأجل اتّباع هواه [21].



إن مُجاوِرَ رجالِ السوء ومُصاحِبَهم كراكبِ البحر: إنْ سَلِمَ من الغرق لم يَسْلَم من المَخاوِف [22].



إنَّ في السُّكُوتِ ما هو أَبْلَغُ منَ الكَلامِ، فإنَّ السَّفيهَ إذا أعْرَضْتَ عنه تركْتَه في اغْتِمامٍ [23].



إنَّ مشقَّةَ الطَّاعةِ تَذْهب ويَبْقى ثوابُها، وإنَّ لذَّةَ المعصية تَذْهب ويبقى عِقَابُها.



ابن عطاء الله السكندري: "أنت حرٌّ مما أنت عنه آيِسٌ، وعبد لما له طامعٌ "[24].



أرسطاطاليس: "لا غنى لمن مَلَكَهُ الطَّمَعُ، واستولتْ عليه الأَمانيُّ "[25].



لا تلُومَنَّ مَنْ أساءَ بك الظَّنَّ إذا جَعْلتَ نفسَك هدَفاً للتُّهْمَة [26].



العجَلةُ لا يزال صاحبُها يجتني ثمرةَ الندامة، بسبب ضَعْفِ الرَّأي [27].



مَنْ عمِيَ عن مَكامِنِ الغدر في نفس عَدُوِّه كان قَميناً (جديراً) أن يرتَكِس في مَهَاويها.



إنَّ العظيم بحق هو مَنْ يُشعر الجميع في حَضْرته بأنهم عظماء.



أَوْلى النَّاس بالعفو أقدرُهم على العقوبة.



العُجْبُ فَضيلةٌ يَراها صَاحِبُها في غيرِهِ فَيَدَّعيها لنَفْسِهِ [28].



الجمال الظَّاهِرُ الحُسْنِ يَقْدِرُ المُصَوِّرُ أن يحكِيَه بالأَصْباغ، أمّا الجمالُ الذي للأَنْفُسِ فلا يمكن؛ لأنه للإنسان بالطَّبْع[29].



العَقْل أَمُورٌ بالمَعْروفِ، نَهُوٌّ عن المُنْكَرِ، فمَنْ لم يَنْهَهُ عَقْلُه نهاه أَدَبُه، ومَنْ لم يَنْهَه أَدَبُه نَهَتْهُ التَّجَارِبُ [30].



ليس الكاملُ من صدرَ عنه أنواعُ الكراماتِ، وإنما الكاملُ الذي يقعد بين الخَلْقِ يبيع و يشتري معهم، و يتزوج و يختلط، و لا يَغْفُلُ عن الله لحظةً [31].



السَّريُّ السَّقَطِيُّ: "صِدْقُ الانقطاعِ ألا يكونَ لكَ إلى غيرِ الله عزَّ وجلَّ حاجةٌ "[32].



كيف يكون عاقلاً مَنْ باع الجنَّةَ بما فيها بشهوةِ ساعة؟[33].






[1] صيد الخاطر، ص 269.




[2] كلمة و كليمة، ص 36.




[3] كلمة و كليمة، ص 56.




[4] وحي القلم 1/49.




[5] كلمة و كليمة، ص 38.




[6] تحت راية القرآن، ص267.




[7] زهر الآداب 1/429.




[8] أمالي القالي 1/ 175.




[9] الحكم العطائية، ص 174.




[10] الحكم العطائية بشرح الشرنوبي، ص 174 بتصرف.




[11] الحكم العطائية، ص 174.




[12] كليلة ودمنة، ص 78.




[13] البرهان المؤيد، ص44.




[14] التذكرة الحمدونية 3/316.




[15] البيان والتبيين 2/ 67.




[16] البصائر والذخائر1/ 69.




[17] نهاية الأرب 6/13.




[18] أخلاق الوزيرين، ص 390.




[19] أخلاق الوزيرين، ص 389.




[20] زهر الآداب 2/1145.




[21] كليلة ودمنة، ص 298.




[22] كليلة ودمنة، ص 28.




[23] البصائر والذخائر4/ 236. أي إن سكوتك عن الردّ على السفيه يجعله في غمٍّ و انزعاج.




[24] الحكم العطائية، ص 63.




[25] التذكرة الحمدونية 3/117.




[26] زهر الآداب 2/780.




[27] كليلة ودمنة، ص 296.




[28] البصائر والذخائر1/ 200.




[29] البصائر والذخائر 9/ 214.




[30] البصائر والذخائر4/ 241.




[31] الكنوز الربانية، ص 20-21.




[32] البصائر والذخائر 2 / 157.




[33] الفوائد، ص 45.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19-01-2021, 05:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,650
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مِنْ غُرَرِ الحِكَمِ

مِنْ غُرَرِ الحِكَمِ (5)

بشار بكور



الرافعي: "إنما النَّكبةُ مَذْهبٌ من مذاهبِ القَدَرِ في التَّعليم، وقد يكون ابتداءُ المصيبةِ في رجلٍ هو ابتداءَ الحكمةِ فيه لنفسه أو لغيره، وما من حزينٍ إلا وهو يشعر في بعضِ ساعات حُزْنه أنه قد غُيِّبَتْ فيه أسرارٌ لم تكن فيه، وهذا من إبانةِ الحقيقة عن نَفْسِها وموضِعِها كما لَأْلَأَ في سيفٍ بَريقُهُ."[1].

مَنْ ذاقَ طعْمَ المعرفة وجد طَعْمَ المحبَّة[2].

الجاحظ: "اعلمْ أنّك متى تفرَّدتَ بعلمكِ استرسَلْتَ إليه. ومتى ائتَمنتَ على نفسكِ نَوَاجِمَ خَوَاطرك، فقد أمكنت العدوَّ من رِبْقة عُنُقِكَ. وبنيةُ الطَّبائعِ وتركيبُ النُّفوسِ والذي جرت عليه العادةُ، إهمالُ النفس في الخَلا، واعتقالها في المَلا"[3].

وهب: "العِلْم كالغَيْثِ ينزل من السَّماءِ حُلْواً صَافياً فتَشْرَبُه الأشجارُ بعروقِها فَتُحَوِّلُه على قَدْرِ طُعُومِها فيَزْدَادُ المُرُّ مَرارةً والحُلْوُ حَلاوةً؛ فكذلك العِلْم تَحْفَظُه الرِّجَالُ فَتُحَوِّلُه على قَدْرِ هِمَمِها وأَهْوائِها فيزيدُ المُتَكبِّرُ كِبْراً والمتواضِعُ تَوَاضُعَاً.[4]".

يحيى بن خالد لأولاده: "انظروا في سائر العلوم، فإنَّ مَنْ جهِلَ الشيء عاداه، وأكره أن تكونوا أعداءً لشيء من العلوم.[5]".

أنْ تكونَ ذَنَبَاً في الحقِّ خيرٌ من أنْ تكونَ رَأْسَاً في الباطل.

إنَّ الحقَّ لا يُعْرَفُ بالرجال، اعْرِفِ الحقَّ تعرفْ أهلَهُ[6].

مَنْ عُرِفَ بالحِكْمَةِ لاحَظَتْهُ العُيونُ بالهَيْبَةِ.

الحِلْمُ مَطيَّةٌ وَطيئةٌ تُبَلِّغُ رَاكبَها قَاصيةَ المَجْدِ، وتُمَلِّكُه نَاصيةَ الحَمْدِ[7].

مَرارة الدُّنيا حَلاوةُ الآخرة، وحلاوةُ الدُّنيا مَرارةُ الآخرة.

ذِكرُ الله أعذَبُ ما طُرِح إلى الأفواه، يا سَعادةَ مَن شُغِفَ به لسانُه، واشتفَّتْه شفتاه.

إنَّ البَلاءَ كلَّ البلاءِ أن يكونَ الرَّأي لمن يملِكُه دون مَنْ يُبْصِرُه[8].

بإجالة الفِكْرِ يُستَدرُّ الرَّأيُ المُصيبُ.

رأيُ الشيخِ خيرٌ من مَشْهَدِ الغُلام. المراد: أن خبرةَ وتجربة الكبير في السنِّ مقدَّمةٌ على رؤية الشاب.

على العاقلِ أن يَجْبُنَ عن المُضِيِّ على الرَّأي الذي لا يجدُ عليه مُوافِقاً وإنْ ظنَّ أنَّهُ على اليقينِ[9].

ليكنْ أصدقاؤك كثيراً، وصاحبُ سرِّك واحداً من ألف.

إذا قصَّرَتْ يدُك بالمكافآت، فأطِلْ لِسِانَك بالشُّكْرِ.

ابن عطاء الله السكندري: "إذا علمتَ أن الشيطان لا يَغْفُل عنك فلا تغفلْ أنتَ عمَّنْ نَاصِيتُك بيده."[10].

صحبةُ الأخيارِ تورث الخيرَ، وصحبةُ الأشرارِ تورث الشرَّ، كالريح إذا مرَّتْ على النَّتْنِ حملتْ نتناً، وإذا مرَّتْ على الطِّيْبِ حملت طِيباً[11].

مَنْ عُدِمَ فَضيلةَ الصِّدْقِ في مَنْطِقِهِ فقدْ فُجِعَ بأكْرَمِ أخْلاقِه[12].

إذا أملقْتَ فتاجرِ اللهَ بالصَّدقة.

رُبَّ صدقةٍ من بين فَكَّيْكَ خيرٌ من صدقةٍ من بطنِ كَفَّيْكَ.

ربّما كان السكوتُ جَواباً.

الصَّمت حكمةٌ وقليلٌ فاعِلُه.

عجباً لمَنْ عُومِلَ فَأُنْصِفَ كيف يَظْلِمُ، وأَعْجَبُ مِنْهُ مَنْ عُومِلَ فَظُلِمَ إذا عَامَل كيف يَظْلِمُ![13].

مالُ الظُّلْمِ قليلُ المعونةِ والمَغوثة، قبيحُ الذِّكرِ والأُحْدُوثة[14].

عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "العِلْم أكثرُ مِنْ أن يُؤتى على آخره، فَخُذوا من كلِّ شيءٍ أحْسَنَه."[15].

الشَّعْبِيُّ: "العِلْم ثَلَاثَةُ أَشْبَارٍ فَمَنْ نَالَ مِنْهُ شِبْرًا شَمَخَ بِأَنْفِهِ وَظَنَّ أَنَّهُ نَالَهُ. وَمَنْ نَالَ الشِّبْرَ الثَّانِيَ صَغَرَتْ إلَيْهِ نَفْسُهُ وَعَلِمَ أَنَّهُ لَمْ يَنَلْهُ، وَأَمَّا الشِّبْرُ الثَّالِثُ فَهَيْهَاتَ لَا يَنَالُهُ أَحَدٌ أَبَدًا. "[16].

ابن الصلاح: "ليس كلُّ خلافٍ يُسْتَرْوَحُ إليه، ويُعْتمَد عليه، ومَنْ تتبَّع ما اختلفَ فيه العِلْماء، وأخذ بالمُرَخَّص مِنْ أقاويلهم، تزنْدقَ أو كاد."

أوثقْ غضبَكَ بسلسلة الحِلْمِ فإنه كلبٌ إنْ أُفلِتَ أَتْلفَ[17].

سهل بن هارون: "النَّاس مُوَكّلُون بتعظيم الغريب، واستِطراف البعيد، وليس لهم في الموجود الرَّاهنِ، وفيما تحتَ قُدرتهم مِن الرَّأي والهوى، مِثْلُ الذي لهم في الغريب القليل، وفي النادرِ الشاذِّ، وكلِّ ما كان في مِلْك غيرهم، وعلى ذلك زَهِدَ الجِيرانُ في عالمِهِم، والأصحابُ في الفائدة من صاحبِهم. وعلى هذا السّبيلِ يستَطْرفون القادمَ عليهم، ويرحَلُون إلى النَّازح عنهم، ويتركون مَن هو أعمُّ نفعاً وأكثرُ في وجوه العِلْم تَصَرُّفاً، وأخفُّ مَؤُونةً وأكثرُ فائدة.[18]".

الحسن البصري: "إنَّ الله لا يُطالِبُ خَلْقَهُ بما قَضَى عليهم وقَدَّره، ولكنَّه يُطالبهم مِنْ حيث نَهَى وأَمَرَ، فطالِبْ نَفْسَكَ من حيث يُطالِبُكَ ربُّكَ تَنْجُ."[19].

عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه: "إنَّ القلوبَ تمَلُّ كما تمل الأبدانُ، فابتغوا لها طَرائفَ الحكمةِ.".

الشَّوْقُ إلى الله ولقائِه نَسيمٌ يهُبُّ على القلب يروِّحُ عنه وَهَجَ الدُّنيا[20].

لا تطلبوا الحوائجَ مِنْ كذوبٍ، فإنه يقرِّبها وإنْ كانت بعيدةً، ويبعّدها وإنْ كانت قريبةً.

لا تأمننَّ مَنْ كذَب لك أن يكذب عليك، ولا مَنْ اغتابَ عندك أن يغتابَك عند غيرك[21].


[1] وحي القلم 2/ 106.

[2] جاء في "صيد الخاطر" لابن الجوزي: "إنَّ الرضى من جملة ثمراتِ المعرفة، فإذا عرفته [أي: الله] رضيتَ بقضائه، وقد يجري في ضمن القضاء مراراتٌ يجد بعض طعمها الراضي. أما العارف فتقلُّ عنده المراراتُ لقوة حلاوة المعرفة. فإذا ترقى بالمعرفة إلى المحبة، صارت مرارةُ الأقدار حلاوةً." ص 95.

[3] رسائل الجاحظ (رسالة الوكلاء) 4/ 97.

[4] إحياء علوم الدين 11/26.

[5] المصون في الأدب، ص 113.

[6] البيان والتبيين 3/ 211.

[7] نهاية الأرب 6/ 50.

[8] البيان والتبيين 1/ 253.

[9] الأدب الصغير، ص 22-23.

[10] الحكم العطائية ، ص 156.

[11] الصداقة والصديق، ص 54.

[12] البصائر والذخائر1/ 94.

[13] البصائر والذخائر3/ 35.

[14] كتاب المبهج، ص 39.

[15] الإعجاز والإيجاز، ص 44.

[16] أدب الدنيا والدين، ص 84.

[17] الفوائد، ص 66.

[18] البيان والتبيين 1/90.


[19] البصائر والذخائر1/ 208.

[20] الفوائد، ص 129.

[21] الإعجاز والإيجاز، ص 56.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19-01-2021, 05:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,650
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مِنْ غُرَرِ الحِكَمِ

مِنْ غُرَرِ الحِكَمِ (6)

بشار بكور


الرافعي: "البلاء محمولٌ على همَّةِ الروح لا على الجسم."[1]

مَنْ تذَكَّرَ قُدْرَةَ اللهِ لم يَسْتَعْمِل قُدْرَتَه في ظُلْمِ عباده.[2]

مَنْ ترك لله شيئاً، لم يجد لما ترك فَقْداً.

للطالب المُنْجِحِ لذَّةُ الإدراكِ، وللطالب المحرومِ لذَّةُ اليأسِ.[3]

لو عرفتَ قَدْرَ نفسِك عندنا ما أهنتها بالمعاصي. إنّما أبْعَدْنا إبليسَ إذ لم يَسْجُدْ لك، وأنت في صُلْبِ أبيك. فواعجباً كيف صالحتَه وتركتنا! [4]

بقدْرِ السموِّ في الرِّفعة تكون وَجْبَةُ الوَقعة، ولكل ناجِمٍ أُفولٌ.[5]

التاجِرُ مَجْدُه في كِيْسِهِ، والعالم مَجْدُه في كَرَاريسه.[6]

معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه: "لا أضَعُ لساني حيث يكفيني مالي، ولا أضع سَوْطِي حيث يكفيني لساني، ولا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي، فإذا لم أجدْ من السيفِ بُدّاً ركبتُه." [7]

لا تتحدَّ إنساناً ليس لديه ما يخسره.

ذُلُّ الطَّالِبِ بقَدْرِ حَاجَتِهِ.

عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه: "حدِّثِ النَّاس ما حَدَجُوك بأبْصارهم[8]، وأَذِنُوا لك بأسْماعِهم، وإذا رأيتَ منهم فَترةً فأمسِكْ."[9]

خالطوا النَّاس مخالطةً إنْ غبتمْ حَنُّوا إليكم، وإنْ مُتُّمْ بكَوْا عليكم.[10]

في القلب شعَثٌ لا يلمُّه إلا الإقبالُ على الله.

القلَمُ صائِغُ الكلام، يَسْبُكُ ما يُفْرِغُهُ القلبُ، ويَصُوغُ ما يجْمَعُهُ الُّلبُّ.[11]

علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "قيمةُ كلِّ امرئٍ ما يُحسن."

علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "الكريمُ لا يَلينُ على قَسْرٍ، ولا يَقْسُو على يُسْرٍ."[12]

سُقراط: "كما أنَّ الأطبَّاء بهم يكونُ صَلاحُ المَرْضَى وتخلُّصُهم، كذلك بالشَّرائِع يكون صَلاحُ الجَائرينَ." [13]

محمد بن علي بن الحسين: كُنْ لِمَا لا ترجو أَرْجَى مِنْكَ لما ترجو، فإنَّ موسى بنَ عِمْرانَ خرج يَقْتَبِس ناراً فعاد نبيَّاً مُرْسَلاً.[14]

رُبَّ غيظٍ تجرّعتُه مخافةَ ما هو أشدّ منه.[15]

رُبَّ كنايةٍ تُرْبي على إفصاح، ولحْظٍ يدلُّ على ضمير.

مَنْ لم يقبل من نُصحائِه ما يَثْقل عليه مما ينصحون له به لم يُحْمَدْ رأيُه؛ كالمريض الذي يدع ما يبعث له الطبيب، ويعمد إلى ما يشتهيه.[16]

إنَّ السلطان إذا كان صالحاً، ووُزَراؤه وزراءَ سوءٍ، مَنَعوا خيرَه، فلا يقدر أحَدٌ أن يدنوَ منه. ومَثَلُه في ذلك مَثَلُ الماء الطيِّب الذي فيه التماسيحُ، لا يقدر أحدٌ أن يتناوله، وإن كان إلى الماء محتاجاً.[17]

ركّزْ على المظاهر الإيجابية في النَّاس الذين تتعامل معهم.

ابن عطاء الله السكندري: " مَنْ لم يعرف قَدْرَ النِّعَم بوِجْدانها عَرفها بوجود فِقْدانها."[18] يعني: أن مَنْ لم يعرف قَدْرَ النِّعَم التي أنعم اللَّه بها عليه بوجودها عنده لغلَبة الغفلة عليه، عرفها بوجود فقدانها فإنه لا يعرف قدْرَ نعمة البصر إلا مَنْ وصل العمى إليه. ولذا كان بعض الصالحين يقول في دعائه: اللهم عرِّفْنا النعم بدوامها، ولا تعرِّفْنا لها بزوالها.[19]

مُعَالجةُ الموجودِ خَيْرٌ مِنَ انْتِظارِ المَفْقُودِ.[20]

العَيْشُ حُلْوُ الدَّرِّ مُرُّ الفِطَامِ.[21]

عِيٌّ صامِتٌ خيرٌ مِنْ عيٍّ نَاطقٍ.

غايةُ كلِّ مُتَحَركٍ إلى سكون، ونهايةُ كلِّ مُتَكَوِّنٍ أَلاَ يكون.[22]

رُبَّ صَفْوٍ في إناءٍ مَشُوبٌ بَكَدرِ البَلاءِ.[23]

الرافعي: "لا موعظةَ في كلامٍ لم يمتلئ من نفسِ قائله، ليكونَ عملاً فيتحوّلَ في النفوس الأخرى عملاً ولا يبقى كلاماً؛ وإنَّه ليس الوعظُ تأليفَ القول للسامع يسمَعُه، لكنّه تأليفُ النَّفْس لنفسٍ أخرى تراها في كلامها، فيكون هذا الكلامُ كأنه قرابةٌ بين النَّفْسَيْنِ، حتى لكأنَّ الدمَ المتجاذبَ يجري فيه ويدور في ألفاظه."[24]

العارف المتمَكِّنُ لا شيءَ عنده من العرش إلى الثَّرى أعظمُ من سروره بربه، والجنَّة وكلُّ ما فيها في جَنْبِ سروره بربّه أصغرُ من خَرْدَلَةٍ مُلقَاةٍ في أرضٍ فلاة.[25]

لا تَخَفْ مَوْتَ البَدَنِ، ولكنْ خَفْ مَوْتَ النَّفْس.[26]

كلّما عَظُمتِ الحقيقةُ عَظُمَ نَقْدُها.[27]

إننا نملك قدرةًكبيرةً على تفسير الأشياء بتفسيراتٍ عديدةٍ، فاجْنَحْ دائماً إلى التفسير الإيجابي ما وجدتَ إليه سبيلاً.

الممالك بلا عدلٍ غاباتٌ مُلِئت باللصوص.[28]

إذا كان المالُ عَصَبَ الحرب فهو أيضاً شَحْمُ السِّلْمِ.[29]

النَّاس كإبلٍ مئةٍ لا تكاد تجدُ فيها رَاحلةً.[30] (حديث شريف). والمعنى: أَن الإنسان الفاضلَ، المهذَّبَ، صاحبَ الخلق الرفيع، نادرُ الوجودِ بين النَّاس، كندرة وقلة وجود النِّجيب من الإِبل، القويّ على الأَحمال والأَسفار، ففي كل مئة من الإبل ربما توجد راحلةٌ واحدة.


منِ اتّكلَ على زادِ غيره طال جوعُه.


[1] وحي القلم 2/ 92.

[2] التذكرة الحمدونية 1/183.

[3] أخلاق الوزيرين، ص 390. المنجِح: الذي حقق بغيته ونال مراده.

[4] الفوائد،ص 100.

[5] المجتنى، ص 62.

[6] كراريسه: كتبه.

[7] المجتنى، ص 51.

[8] أي: أقبلوا عليك ورمقوك.

[9] البيان والتبيين 1/104.

[10] الصداقة والصديق، ص 212.

[11] البصائر والذخائر2/38.

[12] المرجع السابق 1/ 41.

[13] البصائر والذخائر2/ 173.

[14] التذكرةالحمدونية 1/273-274.

[15] البيان والتبيين 2/ 76.

[16] كليلة ودمنة، ص 138.

[17] المرجع السابق، ص 158-159.

[18] الحكم العطائية، ص 136.

[19] الحكم العطائية بشرح الشرنوبي، ص 136.

[20] البصائر والذخائر4/ 96.

[21] المرجع السابق 3/ 179.

[22] زهر الآداب 1/ 415.

[23] البصائر والذخائر4/ 153.

[24] وحي القلم 2/ 163.

[25] البرهان المؤيد، ص 47-48.

[26] البصائر والذخائر2/ 109.

[27] "من الأقوال المأثورة في الأدب الغربي والعربي"، مجلة الثقافة- العدد 373، ص 6.

[28] المرجع السابق.

[29] المرجع السابق.

[30] الرَّاحِلَة من الإبل: البَعيرُ القويُّ على الأسفارِ والأحمال.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19-01-2021, 05:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,650
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مِنْ غُرَرِ الحِكَمِ

مِنْ غُرَرِ الحِكَمِ (7)

بشار بكور






في البلايا والأسقامِ والفاقات من أسرار الألطافِ ما لا يَفهمه إلا أولو البصائر؛ ألم ترَ أنَّ البلايا تُخمِد النَّفْس وتُذِلُّها، وتُدهشُها عن طلب حظوظها، ويقع مع البلايا وجودُ الذِّلَّة، ومع الذلةِ تكون النُّصرةُ؛ ï´؟ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ ï´¾ [آل عمران: 123][1].



الجُنَيْدُ: "لا يَكون العارِفُ عارِفًا حتى يكون كالأرض يَطَؤُه البَرُّ والفاجِرُ، وكالسحاب يُظِلُّ كلَّ شيء، وكالمطر يَسْقي ما يحبُّ وما لا يحبُّ"[2].



إنَّ الخيرَ للمرء أن يكون أُميًّا لا يقرأ ولا يكتب مِن أن يكون رجلاً لا يعرف غيرَ القراءةِ والكتابة[3].




قد يصِحُّ للإنسان أن يغيِّرَ رأيَه، ولكن لا يصحُّ له أن يُغيِّرَ مَبْدَأه[4].



الخلافُ في الدين يُنتج من الخصومة أكثرَ مما ينتجُ الخلافُ في السياسة[5].



في السياسةِ ليست هناك كلمةٌ أخيرةٌ[6].



النَّاس نِيامٌ فإذا مَاتوا انْتَبَهُوا.



الرافعي: "النَّاس يزاحمون في الدُّنيا لأجسامهم؛ فإمَّا بؤسٌ وإما سعادةٌ، والحكماء والمحبُّون يزاحمون لأرواحهم، فإمَّا بؤسان وإما سعادتان".



بزرجمهر: "مَن رَجا الحزمَ بغيرِ رَويَّة، والحمدَ بغيرِ استِحقاق، والمحبَّةَ بغيرِ لِينِ الكلمة، ومُناصَحةَ الأنصارِ بغير التَّوسِعة، وما عند القُضاةِ بغير حُجَّة - فقد رجا ما يَصعُب على رَجائه، واتَّكلَ على ما الغُرورُ في الاتِّكال عليه"[7].



مَن رَكب هواه ورَفض ما ينبغي أن يعمل بما جرَّبه هو أو أعلمه به غيرُه، كان كالمريض العالم برديءِ الطعام والشراب، وجيِّده وخَفيفِه وثقيلِه، ثم يحمله الشَّرَهُ على أكْلِ رديئِه وتَرْكِ ما هو أقربُ إلى النجاة والتخلُّصِ من عِلَّته[8].



قال أفلاطون: "إذا كَبُرَتِ النَّفسُ استشعرَتِ الخلودَ، فعملَت في العاجل ما يَبقى لها في الآجل، وإذا صَغُرتِ استشعرتِ الفَناء، فاستعجلَتِ الأشياءَ؛ خوفًا من فَواتها"[9].



بعض النَّاس ينجحون لأنهم مَحظوظون، ولكنَّ معظم الناجحين قد نجحوا لأنهم كانوا مصمِّمين على النجاح.



من زرعَ الإحَن حَصَد المحَن.



من طَلب عِزًّا بباطلٍ أورثه الله تعالى ذُلاًّ بحقٍّ[10].



القوَّةُ ليست علاجًا[11].



الفشلُ أمرٌ سيِّئ، لكن الأسوأَ منه ألا تحاولَ النجاحَ أبدًا.



قتَلَ القنوطُ صاحبَه، وفي حسن الظنِّ بالله راحةُ القلوب[12].



قطرَةُ الماء تَثقُب الحَجَر؛ لا بالعنف، لكن بتواصلِ السقوط.



المسؤول حُرٌّ حتى يَعِد، ومُسترَقٌّ بالوعدِ حتى يُنجز[13].



قليل ُالموعظة مع نشاط الموعوظ خيرٌ من كثيرٍ وافقَ من الأسماعِ نَبوةً، ومن القلوبِ مَلالةً[14].



الهمُّ نصفُ الهَرم.



كثيرًا ما ترتقي الصداقةُ إلى حبٍّ، ولكن الحبَّ لا يهبطُ أبدًا إلى صداقةٍ[15].



النَّاسُ بأزمانهم أشبَهُ منهم بآبائِهم؛ أي: إن تأثُّر الإنسان ببيئته ومحيطه يغلب على تأثره بأبويه واتِّباعه لهما.



بديع الزمان النورسي: "إنَّ عزَّة النَّفس التي يشعر بها الضَّعيف تجاه القويِّ، لو كانت في القويِّ لكانت تكبُّرًا، وكذا التَّواضعُ الذي يشعر به القويُّ تجاه الضعيف، لو كان في الضعيفِ لكان تذلُّلاً".



النَّدامة على الفائتِ تَضييعُ وقتٍ ثانٍ[16].



ما كلُّ ما يُعلَم يُقال، وما كلُّ ما يقال يُصدَّق.



احترِسوا من النَّاس بسوءِ الظنِّ[17].



إذا كنتَ تقود سيارتَك وأزعجك سائقٌ، فطبِّق القاعدةَ المكتوبة على المرآة الجانبية: "الأجسام التي تراها هي أصغرُ مما تبدو عليه في الواقع".



إذا أردتَ أن تطاعَ فسَلْ ما يُستَطاع.



إذا اسْتَخار العبدُ ربَّه، وشاورَ نَصيحَه، واجتهد رأيَه، فقد قضى الذي عليه لنفسه، ويقضي الله في أمره ما أحبَّ[18].



الرافعي: "لا تتمُّ فائدةُ الانتقالِ من بلدٍ إلى بلدٍ إلا إذا انتقلتِ النَّفْسُ من شُعورٍ إلى شعورٍ، فإذا سافرَ معك الهمُّ فأنتَ مُقيمٌ لم تَبرح"[19].



لا تجادلِ الأحمقَ، فقد يُخطِئ النَّاس في التفريق بينكما.



الإنسانُ مَلولٌ لما ظفِرَ به، ومُستطرِفٌ لما مُنِع منه.



إنْ كنتَ ناقلاً فالصحةَ، أو مدَّعيًا فالدليلَ.



إنَّ امرأً ذهبت ساعةٌ من عُمُرِه في غير ما خُلِقَ له، لَخليقٌ أن تطول عليها حسرتُه[20].



ما لا ترضاه لنَفْسِك لا تصنَعْه لغيرك؛ فإنَّ في ذلك العدلَ، وفي العدل رضا الله تعالى ورضا النَّاس[21].



مثِّلْ بنفسِك مِثالَ ما استَحسنتَ من غيرِك فاعمَل به، وما استقبحتَ من غيرِك فاجتنِبه؛ فإنَّ المرءَ لا يرى عيب نفسِه[22].



كلُّ إناء بما فيه ينضَح.



كُلُّ مُجْرٍ في الخَلاء يُسرُّ؛ أصل المثل أن الرَّجل يُجري فرسَه بالمكان الخالي لا مُسابقَ له فيه، فهو مسرورٌ بما يرى من فرسِه ولا يَرى ما عند غيره، يُضرب مثلاً للرجل تكون فيه الخَـلَّةُ يَحمدها مِن نفسه ولا يشعر بما في النَّاس من الفضائل[23].





[1]التنوير في إسقاط التدبير، ص 27.




[2]الرسالة القشيرية، ص 244.




[3] مقالة "بطون الكتب"، مجلة الثقافة (لأحمد أمين)، العدد 528، السنة (11) 1949، ص 20.




[4] "من الأقوال المأثورة في الأدب الغربي والعربي"، مجلة الثقافة، العدد 372، ص 3.




[5] "من الأقوال المأثورة في الأدب الغربي والعربي"، مجلة الثقافة، العدد 372، ص 4.




[6] "من الأقوال المأثورة في الأدب الغربي والعربي"، مجلة الثقافة، العدد 372، ص 4.




[7] البصائر والذخائر 1/ 136.




[8]كليلة ودمنة، ص 90.




[9]التذكرة الحمدونية 2/ 17.




[10] البصائر والذخائر 7/ 26.




[11] "من الأقوال المأثورة في الأدب الغربي والعربي"، مجلة الثقافة، العدد 372، ص 4.




[12]المجتنى، ص 65.




[13]التذكرة الحمدونية 8/ 160.




[14]رسائل الجاحظ 1/ 289.




[15] "من الأقوال المأثورة في الأدب الغربي والعربي"، مجلة الثقافة، العدد 372، ص 4.




[16]البصائر والذخائر 5/ 207.




[17]المراد من هذا أنه ما كل شخص أهلاً للثقة، فعلى الواحد أن يحترس من البعض ممن يرتاب فيهم، مستعينًا بالحذر وسوء الظن.




[18]التذكرة الحمدونية 3/ 316.




[19]وحي القلم 1/ 48.




[20]البيان والتبيين 2/ 194.

[20] الإعجاز والإيجاز، ص 69.




[21] كليلة ودمنة، ص 341.




[22]زهر الآداب 1/ 438.




[23] أمالي القالي 2/ 89.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 19-01-2021, 05:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,650
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مِنْ غُرَرِ الحِكَمِ

مِنْ غُرَرِ الحِكَمِ (8)

بشار بكور






الرافعي: "في جمالِ النَّفسِ يكون كلُّ شيءٍ جميلاً، إذ تُلقِي النَّفسُ عليه من ألوانها، فتنقلبُ الدارُ الصغيرة قصرًا؛ لأنها في سَعَةِ النَّفسِ لا في مِساحتها هي، وتَعرِفُ لنور النهارِ عذوبةً كعذوبة الماء على الظَّمأِ، ويظهر الليل كأنه معرضُ جواهرَ أُقيمَ للحورِ العين في السماوات، ويَبدو الفجرُ بألوانه وأنواره ونسماته كأنَّه جنةٌ سابحةٌ في الهواء"[1].



مَنِ استسلمَ إلى الله في واردات الامتحان أعاد الله عليه شوكَها رَيحانًا، وخوفَها أمانًا[2].



إنَّ نهايةَ طريقِ الصوفية نهايةُ طريق الفقهاء، ونهايةَ طريقِ الفقهاءِ نهايةُ طريق الصوفية، وعقباتُ القَطعِ التي ابتُلِيَ بها الفقهاءُ في الطلب هي العقباتُ التي ابتُلِيَ بها الصوفيةُ في السلوك، والطريقة هي الشريعةُ، والشريعة هي الطريقة، والفرق بينهما لفظيٌّ، والمادةُ والمعنى والنتيجة واحدةٌ[3].



لا تُوحشنَّك الغُربةُ إذا آنَسَتكَ الكِفايةُ مع لُزُومِ الأَوطانِ[4].



العاداتُ قاهراتٌ، فَمَن اعتادَ شيئًا في سِرِّه فَضَحهُ في عَلانيته[5].



قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "ما عاقبتَ مَن عصى اللهَ فيكَ بمِثلِ أن تطيعَ اللهَ فيه"[6].



ما أضمرَ أحدٌ شيئًا إلا ظهرَ في فَلَتاتِ لسانه وصَفَحَات وجهه[7].



العَاقِلُ لا يَتفُلُ في بئرٍ يَشرَبُ منها، والبَارُّ لا يَلعَنُ الصُّلبَ الذي خرجَ من مَتنِهِ، والشَّاكِرُ مَن لا يَشتُمُ الرَّحِمَ التي اشتَملَت عليه[8].



دافعِ الخَطرةَ،[9] فإن لم تفعل صارت فكرةً، فدافعِ الفكرةَ، فإن لم تفعل صارت شهوةً، فحاربها، فإن لم تفعل صارت عزيمةً وهمَّةً، فإن لم تدافعها صارت فعلاً، فإن لم تتداركه بضدِّه صار عادةً فيصعب عليك الانتقالُ عنها[10].



رُبَّ صَبابَةٍ غُرِسَت من لَحظةٍ، ورُبَّ حَربٍ جُنِيَت مِن لَفظَةٍ[11].



الرجالُ أربعةٌ: اثنانِ تَختبرُ ما عندهما بالتَّجرِبةِ، واثنان قد كُفِيتَ تجرِبتَهما، فأما اللذانِ تحتاجُ إلى تجربتهما، فإنَّ أحدَهما برٌّ كانَ مع أبرارٍ، والآخر فاجرٌ كان مع فُجارٍ، فإنَّك لا تدري لعل البَرَّ منهما إذا خالط الفُجار أن يَتبدَّلَ فيصيرَ فاجرًا، ولعلَّ الفاجِرَ منهما إذا خالَطَ الأبرارَ أن يَتبدَّلَ بَرًّا، فَيَتبدَّلُ البَرُّ فاجرًا، والفاجِرُ بَرًّا، وأما اللذان قد كُفِيتَ تجرِبتهما وتبيَّن لك ضَوءُ أمرِهما، فإنَّ أحدهما فاجِرٌ كان في أبرارٍ، والآخَرَ بَرٌّ كان في فُجارٍ[12].



الوَعدُ سحابةٌ والإنجازُ مَطَرٌ[13].



اجتماعُ الضَّعيفَينِ قوَّةٌ تَدفَعُ عنهما، وافتراقُ القَويَّينِ مَهَانةٌ تُمَكِّنُ منهما[14].



إنَّه ليس مِن نِعَمِ الله وفرائد قِسَمِهِ وإن حَسُنَ موقِعُها ولَطُفَ مَحَلُّها نعمةٌ تعدِل النِّعمَةَ في الولَد؛ لنَمائها في العدد، وزيادتها في قوَّة العَضُدِ، وما يُتَعَجَّلُ من عظيم بَهجتها، ويُرجَى مِن باقي ذِكرِها في الخُلُوف والأعقاب، ولاحِقِ بَرَكتِها في الدعاء والاستغفار[15].



هرمز بن سابور: "لو دام المُلكُ لمَن قبلنا لم يَصِل إلينا"[16].



أفلاطون: "الملِك كالبَحرِ تَستَمِدُّ منه الأنهارُ، فإن كان عَذبًا عَذُبَت، وإن كان مِلحًا مَلُحَت"[17].



العاقلُ يستشير عارِضًا للآراءِ على رأيه، وقائِسًا بعضَها ببعضٍ، حتى يقع اختيارُه على أَسَدِّها وأَولاها بالصَّوابِ طريقًا، والجاهلُ يستشير متردِّدًا في أمره، لا يزداد بما يسمع من الآراء إلا حيرَةً وشَعاعَ قلبٍ، وتَفييلَ رأيٍ، حتى ينزلَ به المحذورُ ويلحَقَه المكروهُ[18].



منِ استغنى برأيه فقد خاطرَ بنفسِه[19].



إن المَلِكَ إذا كَثُرَت أموالُه مما يأخذ من رعيَّته، كان كمَن يَعمُرُ سَطحَ بيته بما يقتلع من قواعدِ بنيانه.



إنَّ الملوكَ لها سَورةٌ كسَورة الشراب[20]، فالملوك لا تُفيق من السَّورة إلا بمواعظ العِلماء وأدب الحكماء[21].



الرافعي: "أساسُ المرأةِ في الطبيعة أساسٌ بدنيٌّ لا عقليٌّ، ومِن هذا كانت هي المصنعَ الذي تُصنَعُ فيه الحياةُ، وكانت دائمًا ناقصةً لا تتم إلا بالآخَر الذي أساسُه في الطبيعة شَأنُ عقلِه وشَأنُ قوتِه"[22].



الرافعي: "التزيُّدُ في الأنوثةِ زيادةٌ في الأنثى عند الرجلِ، ولكن التزيُّدَ في الرجولة نقصٌ في الرجل عند الأنثى"[23].



تَنعم السفنُ في الموانئ بالأمان، ولكنَّها لم تُصنَع لذلك.



الجاهل يَعتمد على أمله، والعاقل يَعتمد على عَمَله.



خلودُ الأسماء ليس دليلاً على عَظَمة أصحابها.



رُبَّ لحظٍ أنمُّ من لفظ؛ أي: رب إشارةٍ أبلغ من عبارة.



منِ استرعى الذئبَ ظلم؛ أي: من ولَّى غيرَ الأمين فقد جاء الظلم مِن جهته.



ما أشَدَّ فِطامَ الكبيرِ، وأعسَرَ رِياضةَ الهَرِمِ!



الظنُّ يُخطئ تارةً ويُصيبُ.



إذا غلَبَتكَ نَفسُكَ بما تَظُنُّ، فاغلِبها بما تَستَيقِنُ.



الأناةُ محمودةٌ إلا عند إمكان الفرصة.




النظَّام: "ما ترفَّعَ أحدٌ في مجلسٍ إلا لضَعَةٍ يجدها في نفسه".





[1] وحي القلم (1 / 47).




[2] التنوير في إسقاط التدبير (ص: 107).




[3] البرهان المؤيد (ص: 127 - 128).




[4] ربيع الأبرار (3 / 67).




[5] ربيع الأبرار (2 / 304).




[6] البيان والتبيين (1 / 261).




[7] الإعجاز والإيجاز (ص: 38).




[8] البصائر والذخائر (4 / 185).




[9] أي: الخاطر الذي يَرد إلى البال.




[10] الفوائد (ص: 46).




[11] البصائر والذخائر (9 / 170).




[12] الأدب الصغير (ص: 49 - 50).




[13] التذكرة الحمدونية (8 / 161).




[14] البصائر والذخائر (2 / 199).




[15] صبحُ الأعشى (9 / 56).




[16] الإعجاز والإيجاز (ص: 61).




[17] التذكرة الحمدونية (1 / 307).




[18] التذكرة الحمدونية (3 / 314).




[19] نهاية الأرب (6 / 70).




[20] أي لها حدَّة وشدة، شبيهة بحدة شرب الخمر.




[21] كليلة ودمنة (ص: 44).




[22] وحي القلم (1 / 164).




[23] وحي القلم (1 / 181).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 224.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 219.82 كيلو بايت... تم توفير 5.11 كيلو بايت...بمعدل (2.27%)]