موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشوره - الصفحة 135 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4387 - عددالزوار : 836929 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3919 - عددالزوار : 379447 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191303 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2671 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 664 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 951 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1105 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 857 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1341  
قديم 12-12-2013, 04:43 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبـــــــــع الموضوع السابق


وثيقة في زماننا هذا وعلاقات الكنيسة بالإسلام


أما فيما يتعلق "بالخلافات والعداوات " التي اندلعت بين المسيحيين والمسلمين، فمن الثابت في وثائق ونصوص المؤرخين المسيحيين أن الإسلام قد تمت محاربته منذ بداية انتشاره على أنه "هرطقة" من الهرطقات التي كانت ترفض تأليه يسوع. ومنذ أولى الأيام قام الكتّاب المسيحيون بوصف الإسلام بأقذع وأحط الأوصاف. ففي النصف الأول من القرن الثامن قاميوحنا الدمشقيبتشبيه الإسلام بحركة هرطقية شديدة القرب من الأريوسية – والأسقف أريوس كان من الذين يرفضون تأليه يسوع وشلحته الكنيسة. وفى منتصف القرن التالي نطالع في حوليات تيوفان قوله : "أنه في عام 622 توفى نبي مزيف من سلالة إسماعيل" (وارد في كتاب فيليب سيناك : صورة الآخر صفحة 30). ونطالع في صفحة 97 من نفس الكتاب : " ومنذ ذلك الوقت لن يذكر اسم نبي الإسلام إلا مقروناً بالمسيح الدجال. وفى منتصف القرن الثاني عشر، قال القديس برنار الذي كان يحث على الحرب الصليبية الثانية أن نهاية المسيح الدجال قد اقتربت وان المسلمين الذين يتهددون القدس ليسوا سوى أولياء الظلمات وقد اجتمعوا من أجل نهايتهم المحتومة ". ومن المحزن، للأسف، أن نرى القديسين يسقطون في هاوية التزوير والتحريف للتاريخ. وعلى أي حال فهذا القديس لم يكن وحده هو الذي انجرف إلى هاوية التحريف والتزوير التي تتواصل حتى يومنا هذا بهوسٍِِ أكثر تسلطاً !
وهل لنا أن نضيف ما قاله الأب كاسبا في صفحة 209، بعد أن استعرض العداوات والخلافات التبريرية المسيحية، من " أنه طوال القرنين الماضيين (والنص مكتوب في سنة 1965 ) قام الغرب المسيحي بالهجوم والاعتداء على البلدان الإسلامية باستعمارها أو بوضعها تحت الحماية (...) والمسيحيون الذين يعيشون وسط المسلمين، ولو في تداخل جزئي، تبيّن أنهم غير قادرين على إدراك ما يكوّن جوهر وعظمة الإسلام، وهى: التصعيد المطلق لله الواحد. وكان الوضع في الغرب المسيحي أسوأ . فلمدة قرون طويلة سيكتفي الغرب بنشر أسوأ وأحط الأحكام على الإسلام ونبيه، دون حتى أن يكلفوا أنفسهم بتبيين حقائق ذلك المذهب". ولا جدوى من إضافة هنا أن حتى البابا بنديكت السادس عشر لم يتمكن من إدراك عظمة التصعيد المطلق لله الواحد الأحد في الإسلام، ووجد أنه أمر لا يتفق مع العقل والمنطق !!!
وهنا لا يسعنا إلا أن نتساءل لماذا إيقاد كل ذلك الحقد والكراهية ضد الإسلام والمسلمين والإصرار على المحافظة عليه ؟! لماذا ذلك الوجه المزدوج أو التعامل بوجهين، خاصة حينما نقارنها مع التنازلات التي قدمها الفاتيكان لليهود ؟! بل وما الذي يمكن قوله عن ذلك الإصرار على اقتلاع الإسلام كديانة توحيدية وبكل تلك الضراوة ؟ ومع ذلك فالتاريخ شديد البساطة والوضوح رغم كل عمليات التحريف تلك.
فإذا ما استبعدنا كافة التفاصيل لنتخطى الزمن لتناول تاريخ رسالة التوحيد في بضعة كلمات سنجد: أن رسالة التوحيد نزلت على موسى النبي عليه الصلاة والسلام، ثم عاد اليهود إلى العجل وقتل الأنبياء. فأُنزلت رسالة التوحيد على عيسى النبي عليه الصلاة والسلام موضحا أنه لم يرسل إلا من أجل خراف بيت إسرائيل الضالة (متى 15 : 24). وفى مطلع القرن الرابع، في سنة 325، قام المتحكمون في الكنيسة الكاتوليكية بتأليه يسوع، ثم بعمل عقيدة الثالوث وفرضوها غير عابئين بالنصوص والحقائق التاريخية، واقعين بذلك في هاوية الشرك بالله. لذلك تم تبليغ الرسالة لثالث مرة على النبي محمد عليه الصلاة والسلام. وكانت رسالته لا من أجل إرجاع الخراف الضالة في الرسالتين السابقتين إلى التوحيد فحسب وإنما للعالمين، ليسيروا على الصراط المستقيم الحق وعبادة الله الواحد الأحد. وهو ما نطالعه بوضوح في نص شهادة الإسلام: " لا إله إلا الله لا أشخاص مؤلهة ولا ثالوث يشرك بالله . وهذا هو ما يؤكد بوضوح التصعيد المطلق لله الواحد الأحد، الله الذي ليس كمثله شيء.
وعلى عكس ما تقوله وثيقة الفاتيكان الشهيرة حول "أحكام الله المخفية" في الإسلام، فإن وضوح الأحكام الإلهية الإسلامية، التي تم الحفاظ عليها سالمة بدقة وحرص شديدين، ترجع إلى أنه لا توجد معميات مفروضة بظلمات أيا كانت، لا يوجد إيمان بألوهية المسيح، لا يوجد تاريخ تم " توضيبه " وفقا للأهواء بعد تغييره وتحريفه، لا يوجد مسيحا ولا وساطة منسوجة بين الله والبشر، لا يوجد خلاص على يد أحد وكلها بدع مختلقة ! لا يوجد في الإسلام أي شيء من هذه الأحابيل الكنسية. لا يوجد سوى اختيار واضح بين الخير والشر، بين الحلال والحرام، بين الصراط المستقيم وصراط معوجّ ملتوي. أنه اختيار متواصل على كل إنسان أن يقوم به وهو ما يضعه وحده أمام الله، ولا شيء معه سوى أعماله التي قام بها في الدنيا والتي اختارها طواعية ليجزيه الله في يوم الحساب. ذلك هو الإسلام.
إن هذا الوضوح البسيط للأحكام الإلهية في الإسلام، وهذه النزعة الإنسانية العميقة والعادلة، هي التي جعلت أنه على مدى أثنى عشرة سنة انتشر الإسلام فيما بين النهرين وفلسطين وسوريا ومصر، مخلّصا شعوبها من الاضطهاد المتعصب، بفضل الإسلام والمسلمين, وهو ما يؤكد ويضفى مصداقية واضحة على ظاهرة انتشار الإسلام، وهى من الظواهر الأكثر وضوحا والأكثر تأثيرا على العالم، منذ مطلع القرن السابع وحتى يومنا هذا.
وإذا انتقلنا بإيجاز شديد إلى تاريخ النصوص، ما الذي سنراه وفقا للأبحاث الحديثة خاصة ؟ أن النصوص العبرية قد احترقت مع المعبد قبل الميلاد بخمسة قرون، ثم قام عزرا بكتابتها من الذاكرة بعد ذلك بقرنين أو ثلاثة، ولم تنته صياغتها إلا في القرن العاشر الميلادي ! ونصوص العهد الجديد قد تمت صياغتها في أواخر القرن الميلادي الثاني، بأقلام كتبة مجهولون وليست الأسماء التي هي معروفة بتاتاً . ثم قام القديس جيروم بصياغتها من بين أكثر من خمسين إنجيلا. والخطاب/المقدمة الذي يوجهه للبابا داماز، الذي طلب منه القيام بذلك العمل، لأكبر دليل على التحريف والتلاعب الذي تم في نصوص العهد الجديد (راجع طبعة البنديكتين سنة 1693 ) ! وعلى أي حال فلم يكن بلا سبب أن تقوم الموسوعة البريطانية بقول أن هناك 150,000 خطأ ترجمة وتناقض وعدم توافق في الأحداث. وقد قام العلماء حديثا برفع هذا الرقم إلى الضعف بفضل الأبحاث التي أجروها. وفى واقع الأمر، لا توجد أي وثيقة واحدة أصلية لا بلغة عيسى عليه السلام ولا من عهده : كل هذه النصوص عبارة عن نصوص منقولة عن نصوص منقولة ومعاد نقلها . وهو ما يجب أن نضيف عليه إعادة تغيير هذه النصوص والعقائد عبر المجامع ومن طبعة إلى أخرى على مر العصور. وعلى العكس من ذلك، فمن الثابت والمعروف لدى الجميع أن النص القرآني هو النص المنزّل الوحيدالذي تم الحفاظ عليه بلا تحريف أو تغيير ولو حرف واحد من حروف ، منذ انزله الله حتى يومنا هذا وسيظل محفوظا إلى يوم الدين ...
وقبل عصر التنوير بكثير، وفى زمن لم يكن أحد بعد يعرف بما يدور في كواليس المؤسسة الكنسية، قام القرآن الكريم بإنكار صَلب يسوع، وبإنكار تأليه يسوع، وبدحض الثالوث، كما قام بكشف مختلف أنواع التلاعب الذي تم في النصوص الإنجيلية. وهو ما تم إثباته قطعا طوال القرن العشرين خاصة، بل ومن قبله .. بحيث أن هذه المعلومات في الغرب باتت من المعلومات الدارجة التي نطالعها في الموسوعات والقواميس، حتى المدرسية منها من أمثال قاموس لاروس الصغير. وهذه الحقائق هي في الواقع التي تثير أحقاد المتحكمين في المؤسسة الكنسية. ونذكر مما أورده القرآن الكريم على سبيل المثال :
·وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ( النساء / 157).
·يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (النساء/171).
·وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (البقرة 42).
·فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (البقرة / 59 ).
· أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (البقرة / 75 ).
ومن الملاحظ طوال النص القرآني أن عيسى عليه السلام يطلق عليه : "عيسى بن مريم " لستبعادا لتلك الهرطقة التي تقول أنه "ابن الله" أو"الله نفسه" !
وهنا لا يمكننا إلا أن نتساءل بكل مرارة : ألم تكف ألفا عام من التاريخ المدرج بالدماء والحروب الضارية التي قادتها هذه المؤسسة الفاتيكانية لتفرض نفسها بكل ذلك الطغيان، لكي تفهم أنها ليست على الطريق المستقيم ؟! وبدلا من مواصلة فبركة التحريف والتزوير والغش لتبشير الشعوب، لتنصير الشعوب، خاصة بعد كل تلك الأبحاث الجديدة الجادة والتي عرضنا منها تلك الشذرات الواردة بهذا المقال، أليس أكثر إنسانية وأكثر منطقية أن تترك الناس في حالها وأن تكرس جهودها لاستبعاد كل تلك الآلام التي تغص بها الأرض، وكل هذه الأوبئة، والمجاعات، والأمراض، وكل هذه الكوارث الطبيعية أو المفتعلة، التي تتهدد الحياة على الكرة الأرضية بكلها، دون الإصرار الأعمى على تنصير الشعوب ؟! إن مليارات الدولارات التي تنفق هباء وبعته لتنصير العالم سوف تعاون بلا شك على التخفيف أو تحسين ذلك المصير المأساوي الذي ينتظرنا جميعا ..
وفى النهاية، لا يسعنا إلا العودة إلى تلك الجملة البذيئة والظالمة، لكنها جدّ كاشفة، والتي تصف الإسلام " بأنه عبارة عن خطأ مطلق لا بدمن دحضه، وخطر بالنسبة للكنيسة لا بد من محاربته "، لنسأل تلك المؤسسة الفاتيكانية، بكل صدق وموضوعية، أي الديانتين يعد خطأ مطلق بالنسبة للدنيا : تلك المسيحية الفاتيكانية المتعنتة، المتصلبة الرأي، والتي تم اختلاقها تلفيقا عبر المجامع على مر العصور، أم الإسلام، الذي لم يهن عليكم حتى ذكر أو كتابة اسمه في تلك الوثيقة، والذي لم تكفّوا عن محاربته بضراوة وعدم أمانة لا مثيل لهما ؟!
بقلم الدكتورة زينب عبد العزيز
أستاذ الحضارة الفرنسية
يمكن مراسلة المؤلفة :
[email protected]
  #1342  
قديم 12-12-2013, 04:50 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الفاتيكان وعصر التنوير
صورة لمتحف الفاتيكان
بقلم الدكتورة زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية

تساءل العديد من القراء عما جاء فى مقال " خطاب ال138 والفاتيكان " ومطلب البابا بنديكت السادس عشر بأنه "يتعين على المسلمين أن يسلكوا الطريق الذى سلكته وأتمته الكنيسة الكاثوليكية تحت ضغوط عصر التنوير"، وعبارته الأخرى والأكثر وضوحا: " أن العالم الإسلامى يجد نفسه اليوم فى حاجة ملحّة أمام مهمة شديدة الشبه بتلك التى تم فرضها على المسيحيين إبتداء من عصر التنوير، والتى أتى لها مجمع الفاتيكان الثانى بحلول جذرية للكنيسة الكاثوليكية بعد أبحاث طويلة مضنية"..
لذلك سنتناول هنا موضوع " الفاتيكان وعصر التنوير" باختصار شديد أو بالقدر الذى يسمح به تناول عدة قرون فى بضعة صفحات !. ومن هنا سينقسم التناول إلى جزئين أساسيين، الفاتيكان كدولة وكرسى بابوى، ثم عصر التنوير، وتسبقه نبذة عن عصر الظلمات الذى كان سببا فى إنطلاقة وإستمرار عصر التنوير..
1 ـ الفاتيكان:
ينقسم مسمى الفاتيكان إلى جزئين: مدينة دولة الفاتيكان، ويمكن تشبيهه بالبنتاجون، من حيث أن له قوانينه الغامضة، المقلقة على الأقل كنظام دولة لا دولة له، وكل الذين ينتمون إليه يميلون إلى الحذر والإبهام.. فدولة مدينة الفاتيكان هذه تنعم بوضع دولى لا مثيل له فى العالم، من حيث تاريخها المثقل بالدماء عبر القرون، ومن حيث حداثة ميلادها كدولة، إذ تم إنشاؤها فى 11/2/1929 ! وذلك بناء على معاهدة لاتران التى حددت مكانها ومساحتها فى تلك الهكتارات الأربعة وأربعين، على أحد تلال روما السبعة والمسمى فاتيكانوس، ومنه اسم الفاتيكان. فهى ليست دولة بمعنى الكلمة، وإنما هو وضع يسمح للمؤسسة الكنسية بالتدخل فى الشؤن الدولية ! لكن ما من أحد يعترض على عدم المشروعية هذه، والجميع يغضون الطرف !
و المسمى الآخر، وهو: الكرسى الرسولى أو البابوى، نسبة إلى بولس الرسول، و يترأس إدارة الشؤن الدينية المتعلقة بالكنيسة الكاثوليكية فى العالم. والإثنان، مدينة دولة الفاتيكان والكرسى الرسولى يترأسهما البابا ! وهو ما يكشف عن مدى إستمرار تمسك البابوية بالسلطة المدنية أو الدنيوية، التي انسحبت منها، على الأقل اسما، بموجب معاهدة لاتران عام 1929.
وترجع هذه التقسيمة أو تحديد مساحة الفاتيكان، وكانت تسمى قبل ذلك "الممالك البابوية "، إلى الوضع التاريخي، إذ كانت تلك الممالك تضم مساحات شاسعة، استحوذ عليها البابوات على مر التاريخ، بناء على وثيقة مزوّرة، قام بتزويرها أحد البابوات فى عام 754 م، وتسمى " هبة قسطنطين ".. وتعنى أن الإمبراطور قسطنطين كان قد وهب البابا سيلفستر الأول، عام 335، أى بعد تأليه السيد المسيح بعشرة أعوام.. بما أن البابا خليفة القديس بطرس، فإن له الأولوية على البطرياركات الشرقية التالية: إنطاكيا، والإسكندرية، والقسطنطينية، والقدس. وكذلك الأولوية على كافة أسقفيات العالم. وتشير الوثيقة إلى أن قسطنطين قام بالتنازل للبابا عن قصر لاتران، وهو أكبر وأجمل قصر شيد حتى ذلك الوقت. وتنص على أن بازليكا مدينة لاتران فى روما والتى بناها قسطنطين ستترأس كافة الكنائس حتى كنيستا القديس بطرس والقديس بولس. وهى الكنيسة التى أصبح نيكولا ساركوزى رئيسا فخريا لها يوم الخميس 20 ديسمبر 2007 !!
وتواصل وثيقة "هبة قسطنطين" المزورة تزويد كنيستا بطرس وبولس بممتلكات ثرية. كما وهب الإمبراطور للبابا لقب رئيس أساقفة روما، الذي يمكّنه من إستقبال أعضاء مجلس الشيوخ، وأنه سيحصل على نفس التكريم والمميزات التى يحصل عليها أعضاء مجلس الشيوخ. ومثلها مثل الإمبراطور، فإن كنيسة روما سوف يكون لها الحاشية الخاصة بها، وطاقم الضيافة الخارجى والداخلي، والحرس الداخلي والخارجي. كما سوف ينعم البابا بنفس الحقوق الفخرية والتبجيلية كالإمبراطور، ومن بينها إرتداء التاج الإمبراطورى والرداء القرمزى وإجمالا كافة العلامات والشارات الخاصة بالتمييز الإمبراطوري. أي إن كل الهيلمان البذخى الذى ينعم به قادة تلك المؤسسة مبنى على وثيقة مزورة وهو أبعد ما يكون عن تعاليم السيد المسيح عليه السلام !!
خريطة الفاتيكان
وتضيف الوثيقة أن الإمبراطور قد أضفى على البابا شرف التكريم الذى يحصل عليه الفارس وجواده. كما تضيف الوثيقة أن الإمبراطور قسطنطين قد منح البابا وكل من يخلفونه من بعده إضافة إلى قصر لاتران مدينة روما وكل المقاطعات التى من حولها وكافة مدن إيطاليا وكافة المناطق الغربية للإمبراطورية !
وظل العمل بهذه الوثيقة المزوّرة ساريا ومستخدما إلى أن قام العالِم لورنزو فاللا( L.Valla) وأثبت تزييفها عام 1442. إلا أن المؤسسة الكنسية لم تعترف بتزويرها سوى فى القرن التاسع عشر، وعلى الرغم من ذلك، لم تتنازل عما استولت عليه زورا وبهتانا. ويمثل البحث الذى أجراه فاللا حجر الأساس لتيار نقد النصوص والوثائق الدينية الذى وصل به القس ريشار سيمون إلى القمة فى القرن السابع عشر.
وظلت هذه "الممالك البابوية" حتى الثورة الفرنسية، عندما تم إرسال الجنرال نابليون بونابارت وإستولى على روما فى 6/2/1798، وطالب البابا بالتنازل عن السلطة المدنية. وتواصل الصراع البابوى للحفاظ على السلطتين حتى تم توحيد إيطاليا وتحديد مقر البابا أيام موسولينى و إنشاء "مدينة دولة الفاتيكان" عام 1929 !.
ولم تكن وثيقة "هبة قسطنطين" Donation of Constantine)) هي الوثيقة االمزوّرة الوحيدة فى تلك المؤسسة الكنسية وإنما هناك عدد لا حصر له من الوثائق المعروف باسم "القرارات المزورة " False Decretals )) والتى أضفوا عليها عبارة " التزوير الورع " خجلا وتمويها Pious Forgery )).. وهو ما يكشف عن الأساس الفاسد وغير الشرعى الذى يرتفع عليه بنيان ذلك الصرح الفاتيكانى..
2 ـ عصر الظلمات:
عصر الظلمات هى تلك الفترة الممتدة فيما بين الإعتراف الرسمى بالمسيحية كديانة وحيدة للإمبراطورية الرومانية، في أواخر القرن الرابع، حتى بدايات عصر التنوير فى القرن السابع عشر، والتي تمت فيها محاربة العلم ومنع التعليم إلا على الكنسيين، بل لقد تم منع الأتباع من قراءة الأناجيل ! ويندرج في هذه الفترة كل ما اعتراها من أحداث خاصة فى القرون الوسطى، كمحاكم التفتيش والحروب الدينية والحروب الصليبية، التي تم توجيهها للمسلمين وللمسيحيين المنشقين على كاثوليكية روما، وحرق الناس أحياء و حرق المكتبات والكتب، وخاصة ما يطلقون عليه "عام الخلاص" سنة 1492، الذى تخلص فيه التطرف الكنسى من المسلمين و اليهود فى إسبانيا، ومحارق البروتستانت فى فرنسا وأوروبا.
فلقد تم حرق ثمانية قرون من الثقافة الإسلامية وكتب الترجمة التى قام بها المسلمون من اليونانية والتى تمثل، فى واقع الأمر، القاعدة الثقافية التى قامت عليها أوروبا الجاهلية أو الهمجية آنذاك ! فقد إختفى كل ما كتب من عام 711 إلى عام 1492.. ومما له مغزاه فى علم الأخلاق والتسامح أن يحتفلوا عام 1992 بمرور خمسمائة عام على إقتلاع الإسلام من إسبانيا..
ومن أشهر الوسائل التى استخدمها الفلاسفة والعلماء لمحاربة عصر الظلمات ما يعرف باسم "الكتابات السرية "التي كان يتم تداولها سرا كمخطوطات، بعد ان أطبقت الكنيسة يدها على المطبعة والمطبوعات بالخطب الرسولية ولم يعد من الممكن طباعة أى كتاب إلا بموافقتها ! ومن أشهر هذه الكتابات "وصية الأب جان ميلييه" (J.Mesliers)، و "دراسة الدين " للفيلسوف دى مارسيه Du Marsais)و"موعظة الخمسون" للفليسوف الأديب الساخر فولتير.
3 ـ عصر التنوير:
عبارة عصر التنوير تعنى إختصارا الحركة الفكرية والثقافية والفلسفية التى سيطرت على أوروبا عامة، وخاصة فى فرنسا، فى القرن الثامن عشر، وإن كانوا يحددونها أساسا فيما بين عام 1685 و 1815. وقد تركزت جهودهم لمحاربة القهر والطغيان الكنسى المتواصل، بل لقد تمخض عن هذا التيار التنويرى عبارة "معاداة الإكليروسية " Anti-clericalism )) التي صارت مذهبا ممتدا حتى يومنا هذا.
ومن أشهر العبارات التى أُطلقت آنذاك، ما قاله الأديب الفرنسى( ةmile Zolaإميل زولا) 1840-1904: " إن الحضارة لن تصل إلى كمالها حتى يسقط آخر حجر من آخر كنيسة على آخر قسيس " (الأناجيل الأربعة، 1899)..
صورة للشاعر الفرنسي إميل زولا
وأول ما يجب تحديده هنا هو عدم جواز إطلاق عبارة "عصر التنوير" على أي مجال إسلامي، فالإسلام لم يعرف في حياته "عصر الظلمات" التى مارستها المؤسسة الكنسية لكى يتحرر المسلمون من هذه الوصمة، مثلما يقول البعض أو يطالب بالتنوير فى البلدان الإسلامية !! فقد مارست المؤسسة الكنسية عصر الظلمات بالفعل بينما بدأ الإسلام بفعل أمر " إقرأ "، كما فرض العلم والتعليم ونشره على كل مسلم ومسلمة.
ومن أهم ما أعلنه ديكارت فى فرنسا أن النهضة الفلسفية يجب أن تكون عِلمانية، أي قائمة على العلم والمنطق وبعيدة عن الدين ورجاله، رافضا أن تكون الفلسفة مجرد "خادمة للاهوت" ـ فكثيرا ما تم استخدام الفلاسفة حتى يفلسفوا ويمنطقوا ما لا فلسفة ولا منطق له.. والظروف الخاصة بفرنسا ومركزيتها وكاثوليكية الدولة وعدم التسامح الديني، وموقفها من حركة الإصلاح الدينى ومحاولة إقتلاع البروتستانت، جعلت من الفلسفة فى ذلك البلد فلسفة معادية للكنيسة بصفة عامة، خاصة بعد تقدم العلوم اللغوية ودراسة النصوص الدينية وترجماتها.
وبخلاف التقدم فى العلوم فإن أهم ما اتى به عصر التنوير هو دراسة هذه النصوص الدينية ومقارنة الترجمات التى تمت عن اللغة اليونانية، المكتوب بها كل النصوص الإنجيلية والتراثية، واكتشافهم عمليات التغيير والتبديل والتحريف، وأخطاء الترجمة المتعمدة والتى بُنيت عليها عقائد متعددة، كما قاموا بعمل حصر للتناقضات الواردة بالأناجيل، كالتناقض في موعد ومكان ميلاد يسوع، واختلاف مدة تبشيره، واختلاف شجرة العائلة وإمتداها، وعدد الحواريين، وإختلاف يوم وموعد صلبه وبعثه بين الأناجيل، الخ.. ولا يسع المجال هنا لمزيد من الأمثلة، لكنهم أثبتوا أنها بالآلاف. كما أثبتوا أن التاريخ الكنسي مليء بالأساطير والخرافات، لذلك تضافرت جهود الكثير من العلماء لإعادة صياغته. وهو ما نجم عنه محاولات البحث عن يسوع التاريخى والفصل بينه وبين يسوح الإيمان أو كما تقدمه الكنيسة ! وهو التيار الذى واصل أعماله معهد "ويستار" وندوة عيسى Jesus Seminar)) التي أقيمت في مطلع التسعينات من القرن الماضى بأمريكا وأثبتوا فيها أن 82 %من الأقوال المنسوبه لعيسى لم يتفوه بها، و86 %من الأعمال المنسوبة إليه لم يقم بها !.

ولا تزال أعمالها تتواصل لإثبات صحة الأماكن التى تنقّل بينها.

ويعد القس ريشار سيمون
(1638ـ1712) أشهر من إرتبط إسمه بهذا المجال فى فرنسا، إذ أرسى قواعد نقد النصوص الإنجيلية وكيفية إقرار درجة مصداقيتها وأصالتها بعيدا عن أية تأثيرات، بل لعله أول من أثبت أن موسى ليس هو كاتب أو مؤلف الأسفار الخمسة خاصة إنه يتحدث عن وفاته ودفنه !!.. ومن مؤلفات ريشار سيمون: "تاريخ نقد العهد القديم" (1678)، و "تاريخ نقد العهد الجديد" (1689)، و"دراسة ترجمات العهد الجديد" (1690)، و "تعليق على العهد الجديد" (1693). كما قام بالفحص الدقيق للوثائق مشيرا إلى عمليات التعديل والتبديل التى تمت وعدم التوافق التاريخى بين الأحداث المذكورة والأحداث الفعلية.
ومن أهم ما اثبته العلماء الدارسين لنصوص العهد الجديد أن معاداة السامية ترجع إلى الأناجيل وأعمال الرسل وخاصة إلى بولس. وهو ما كانت له آثاره فى القرون التالية. ومع تزايد الإعتراضات البروتستنتية والسوسينية، أتباع سودزينى، اللذين رفضوا تأليه المسيح، وان مريم " أم الله "، و الأسرار الكنسية، وخاصة الإفخارستيا وفكرة أن المناولة أو قطعة البسكويت " تتحول إلى لحم ودم المسيح فعلا وحقا " واستبعدوا أية قيمة للتراث الكنسي. وكان الفيلسوف سْبينوزا، منذ عام 1670، قد قام بمهاجمة المعجزات والأسرار ومناقشة مصداقية النصوص ليصل إلى " أن المسيحية ليست سوى ظاهرة تاريخية مرتبطة بحقبة زمانية معينة "..
وتمثل "الموسوعة" الفرنسية وما واكبها من معارك (1751ـ1766) أهم سلاح تم إستخدامه فى عصر التنوير، بتضافر جهود العديد من العلماء والفلاسفة، لنشر العلوم الحديثة للقارىء فى مختلف مجالاتها، والإطاحة بالأفكار المسيحية التى لا يتقبلها العقل وكل ما يفرضه الدين من أساطير ومفاهيم لا علاقة لها بالعقل والمنطق، و خاصة عدم التسامح والاستبداد. مما تولد عنه تيار الإلحاد فى أوروبا والأزمة المعروفة بإسم " أزمة المعتقد ". فالإلحاد لم يكن معروفا فى فرنسا قبل النصف الثانى من القرن السادس عشر. والبنيان السياسى والأخلاقى والدينى فى القرن السابع عشر كان قد تصدع من جراء هذه الأزمة وأدت بالفلاسفة وقطاع كبير من طبقة المثقفين برفضهم كلية للحلول اللهوتية وسلطة الكنيسة.
وهنا لا بد من توضيح أنه يجب الفصل بين معنى عبارتى " مقاومة الإكليروس" و " الإلحاد ": فالأولى تعنى رفض الفكر الكنسي ومحاولة رجال الدين السيطرة على المجتمع، بينما الثانية تعنى إنكار وجود الله.
لوحة تمثل مجمع نيقية الأول
وقبل الربط بين هذه الإشارات التوضيحية و خطاب ال138 مسلما إلى البابا، لا بد من الإشارة إلى المجامع الكنسية فى عجالة، والفرق بين مسمى مجمع عادى، أي ينعقد لرأب أية مشكلة خاصة بالدين والأتباع، وهى تقريبا خاصة بكل كنيسة على حدة، وبين المجامع المسكونية، أي العالمية، بمعنى أنها ملزمة لكافة الكنائس والملوك والرؤساء المسيحيين، بموجب اعتراف الجميع بسيادة بابا روما.
ومن أهم هذه المجامع "مجمع ترانت" الذى بدأ عام 1545 وإمتد إجتماعه 18 عاما على 25 دورة، وتتالى عليه ثلاث بابوات، وتنقل بين ثلاث مدن، وانتهى عام 1563. ومجرد إلقاء نظرة على التواريخ ندرك مواكبته لأية أحداث وأهمها محاربة البروتستنتية. ومن أهم قراراته فرض أن الكتاب المقدس منزل وأن " الله هو المؤلف الوحيد له " ! وأصر على تأكيد الخطيئة الأولى والأسرار السبعة و فرض "حلول المسيح فعلا وحقا" فى الإفخارستيا، كما فرض "أن ممتلكات الكنيسة هى ملكية شخصية لله "!! ورفض مطلب البروتستانت ليكون من حق الجميع الحصول على نسخة من الإنجيل وقراءته بلغة كل شعب.. وهو ما يكشف إلى أى عهد كان محرّما على الأتباع قراءة الأناجيل حتى لا يكتشفوا ما تم بها من تغيير أو متناقضات..
وقد انعقد مجمع الفاتيكان الأول (1869- 1870) للإحتجاج على تقليص "الممالك البابوية" و إدانة الأخطاء العصرية والعلمانية والتقدم العلمى أوالمطالبة بالحريات وكل ما هو ناجم عن الثورة الفرنسية، كما أقر رئاسة بابا روما على كافة الكنائس، معصوميته من الخطأ بأثر رجعى بما أنه "الممثل الرسمى لله " على الأرض !!.
أما مجمع الفاتيكان الثانى(1963ـ1965) فهو يعد أول مجمع هجومى فى التاريخ ، وجعل "مريم أم ألله " و "أم الفادى "، وبصفتها "أم المنقذ" فهى تساهم فى عملية الفداء مثلها مثل إبنها ! ـ وهو ما يخالف عقيدة أن المنقذ الوحيد لخلاص البشر هو المسيح وفقا للأناجيل، وطالب بمحاصرة الإلحاد، وتجديد الخطاب الدينى، وغرس الإنجيل فى كل بلدان العالم إعتمادا على الغرس الثقافي، واقتلاع اليسار ولاهوت التحرر فى أمريكا اللاتينية، واقتلاع الإسلام !
وترد عبارة تنصير المسلمين بوضوح لا لبس فيه، في قرارات الدورة الخامسة، البند السادس عشر، إذ يقول النص: " إلا أن هدف الخلاص يتضمن أيضا الذين يعترفون بالخالق، ومن بينهم أولا وأساساً المسلمين، الذين بممارستهم إيمان أبراهام، يعبدون معنا الإله الواحد، الرحيم، الذي سيحاكم الناس آخر يوم ".. وهى الجملة التى صيغت عليها وثيقة " فى زماننا هذا "، والتي استبعد فيها الفاتيكان المسلمين من سلالة سيدنا إبراهيم ووضع الإسلام ضمن عقائد جنوب آسيا !!
بعد هذا التحايل على الدين لتبرأة اليهود من دم المسيح وفقا لما يرد فى أكثر من مائة آية، هل سيتم سحب كل هذه الآيات من الأناجيل؟ هل سيتم رفع طريق الآلام من الكنائس ؟ هل سيقال للكاثوليك أن الكنيسة خدعتكم منذ عشر قرون لتدافع عن مصالح دولة غازية مستعمِرة ومغتصبة لأرض فلسطين ؟ هل سيتم الإعتراف لهم بأن المسيحية الكاثوليكية الرومية هى إستمرار للعديد من الوثنيات القديمة ؟ وخاصة هل سيقال لهم أن عقيدتهم قد تم إنشاؤها بعد عام 70 وهدم المعبد، وأن من أنشأها هم اليهود، وأن العهد القديم كُتب فى المدرسة الماسّورية عام 930 م، وأن المسيحيين فى القرن الأول وما بعده لم يكن لديهم أية دراية عن يسوع المصلوب وكانوا يعبدون الإله آتيس ـ بدليل أن مجمع نيقية الأول عام 325 لم يذكر فى عقيدة الإيمان عملية صلب يسوع وإنما ذُكرت فى مجمع خلقيدونيا عام 351 ؟!..
مثل كل هذا التلاعب بالدين مطلوب من المسلمين أن يقوموا به فى الإسلام، وأن يحذفوا ما يشاء البابا بنديكت من القرآن، ويلغوا التوحيد بالله لنعبد معه "ربنا يسوع المسيح " الذى تم تأليهه فى مجمع نيقية عام 325، و " نُحب القريب " الذى أجبرنا على إقتلاع ديننا ونشكره على " الخلاص" منه، وللبابا الحمد !!!
وللعلم: إن القرار السادس من قرارات مجمع الفاتيكان الثاني، في البند الثالث من الفصل الأول يقول: "يسوع المسيح أُرسل إلى العالم كوسيط بين الله والبشر. وبما أنه الله فإن كل الكمال الإلهى يسكن فيه جسديا " ! فهل ذلك هو ما يؤمن به المسلمون، يا أيها الموقعون على أننا نعبد نفس الإله ؟!.
لقد أعلن الكاردينال وولتر كاسبار فى المؤتمر الذى عقدته منظمة سانت إجيديو، وهى أكبر منظمة تبشيرية تابعة للفاتيكان، من 21 إلى 23 أكتوبر، فى المدة بين تقديم ذلك الخطاب المشبوه وإنتظار رد البابا، قائلا: "فيما يتعلق بالمسلمين إن القيام بعمل تفسير وتعديل للقرآن بناء على مواقف تاريخية وثقافية، دون التخلي عن المضمون الأساسي، ليست مسألة مغلقة بل على العكس مفتوحة ومتاحة، وهو نفس رأى البابا قبل وبعد خطابه فى راتسبون ".. وهو ما يعنى ضمناً أن خطابه هناك كان متعمدا مقصوداً، وأن سبّه للإسلام وللنبى عليه صلوات الله كان متعمداً..

والأمر مرفوع إلى كل من يجد فى نفسه بقية من إيمان، في جميع المؤسسات الإسلامية، وكل المسلمين أينما كانوا، للدفاع عن الإسلام.. فلقد تم تحديد موعد لقاء أعضاء "النخبة المختارة"، التى حظيت برضاء الفاتيكان للإجتماع باللجنة الكنسية الموقرة التي ستتدارس معهم كيفية تنفيذ قرارات " قداسة البابا " لعمل تفسير جديد للقرآن بعد تعديله وحذف ما لا يروقه فيه، وذلك فيما بين أواخر فبراير 2008 وأوائل مارس، أي قبل سفر قداسته إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليعلن فى الخطاب الرسمى الذى اختار وحدد أن يلقيه فى "جراوند زيرو"، أى مكان الثلاثة أبراج التى نسفوها فى الحادي عشر من سبتمبر 2001 ليتلفعوا بشرعية دولية لإقتلاع الإسلام، وهو ما يدور حاليا بصورة لايجروء أى إنسان على إنكارها !..
وحسبى الله ونعم الوكيل..
بقلم الدكتورة زينب عبد العزيز
أستاذ الحضارة الفرنسية
يمكن مراسلة المؤلفة :
  #1343  
قديم 12-12-2013, 04:51 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

شبهة حول الإعجاز الغيبي في الكتاب المقدس


بقلم الأستاذ عبد الرحيم الشريف

ماجستير في علوم القرآن والتفسير

أولاً: عرض ونقد نصوص الإعجاز الغيبي المزعومة

نص الشبهة

" لا يخفى أن الكتاب المقدس يشتمل على قسم كبير من النبوات التي تمّ أكثرها،والباقي لا بد من أن يتمّ في حينه، وقد سبق الله فأنبأ بفم أنبيائه الكرام بحصول حوادث متعددة من قيام ملوك وسقوط آخرين،وخراب مدن عظيمة،وانقراض أمم شادت لنفسها عزاً باذخاً،ولم تكن لتحلم بما حل بها من الفناء قبل حصوله،

فناحوم النبي تنبأ بصراحة بخراب نينوى قصبة الأشوريين،المدينة العظيمة التي كان ارتفاع أسوارها مئة قدم،ومحيطها ستين ميلا، وعليها ألف وخمس مئة برج،ارتفاع كل منها مئتا قدم في حالة عظمتها، وقد تم هذا حرفياً، وإشعياء وإرميا تنبأا بخراب بابل قصبة الكلدانيين،وهي في حال سمو مجدها وعظمة اقتدارها وزهوها،فلم يمض مئة وستون سنة من تاريخ النبوة حتى خربت بابل العظيمة حسب النبوءة، وقد ذكر هيرودتس وزنفون المؤرخان كيفية خرابها مما يطابق أشد المطابقة ما أنبأ به النبيان، ومن النبوات الكتابية أيضاً نبؤة [الصواب: نبوءة] حزقيال عن مدينة صور حيث نرى الحقائق التالية التي أثبتها وشهد لها التاريخ، في الأصحاح 26 عدد - 8 - يخرب نبوخذ نصر هذه المدينة، وفي العدد - 3 - يقول النبي تقوم دول كثيرة عليها وفي - 4 - تصبح صخرة عارية وفي - 25 - يبسط الصيادون شباكهم على موقعها و- 12 - تلقى أنقاضها في البحر وفي - 14 - ولن تقوم للأبد و- 21 - تقرير وتأكيد زوالها، وبعد نبوة حزقيال بثلاث سنوات حاصر ملك بابل صور مدة 13 سنة حتى استسلمت له وقبلت شروطه - 585 573 ق،م - ولما اقتحمها اكتشف أن سكانها قد هجروها بالسفن إلى جزيرة جديدة في عرض البحر على بُعد نصف ميل من صور،، فقام بتخريب صور كما أشار النبي حزقيال في 26:8، وجاء الاسكندر الكبير، فحاصر المدينة الجديدة العاصية مستخدماً أنقاض القديمة كممر بحري إلى الجديدة بعد 60 متراً واستولى عليها، كما أشار حزقيال في 26:3 و12 وأضحت صخرة عارية كما تقول النبوة في عددي 4 و5".

الجواب:

أولاً: مناقشة النبوءات المزعومة:

1. نبوءة ناحوم: ناقضها ما ورد في سفر يونان (يقولون إنه يونس u).

فقد تحدث سفر يونان عن توبة أهل نينوى، بعد التقام الحوت ليونان. بينما ورد في سفر ناحوم ـ الذي توفي بعد يونان ـ أن نينوى لم تُعرَف إلا بالشرور والكذب.

انظر مثلاً [ناحوم 3/1]: " ويل لمدينة الدماء كلها ملآنة كذباً وخطفاً ".

و[3/19]: " جرحك عديم الشفاء. كل الذين يسمعون خبرك يصفقون بأيديهم عليك ".

2. نبوءة إشعيا:

لا يوجد دليل على صحة نسبة الموجود في سفر إشعيا إليه؛ نقل رحمة الله الهندي عن أبرز علماء النصارى قولهم: " لا يمكن أن يكون الباب الأربعون وما بعده إلى الباب السادس والستين من كتاب إشعيا من تصنيفه"، فسبعة وعشرون باباً ليس من تصنيف إشعيا ".

ثم ذكر خطأً تاريخياً فيه ـ عزاه النصارى لخطأ المترجِم ! ـ: " في الآية الثامنة من الباب السابع من كتاب إشعيا هكذا ترجمة عربية سنة 1671م وسنة 1831م: "وبعد خمسة وستين تفنى أرام أن يكون شعباً " ترجمة فارسية سنة 1838م (بعد شصت وبنج سأل فرائم شكته خواهدشد) وهذا غلط يقيناً لأن سلطان أسور تسلط على افرائم في السنة السادسة من جلوس حزقيا كما هو مصرح في الباب السابع عشر والثامن عشر من سفر الملوك الثاني، ففنيت أرام في مدة إحدى وعشرين سنة وقال (وت رنكا) وهو من علماء المسيحية: "وقع الغلط في النقل ههنا، وكان الأصل ست عشرة وخمس وقسم المدة هكذا من سلطنة أخذ ست عشرة سنة ومن سلطنة حزقيا خمس سنين"، وقوله وإن كان تحكماً صرفاً لكنه معترف بأن العبارة الموجودة الآن في كتاب إشعيا غلط وحرف مترجم الترجمة الهندية المطبوعة سنة 1843م في الآية الثامنة المذكورة هداهم اللّه لا يتركون عادتهم القديمة ".

3. نبوءة أرميا:

ويقول رحمة الله الهندي عن صحة نسبته إليه أيضاَ: " (وكتاب أرميا) الباب الثاني والخمسون منه ليس من تصنيف أرميا قطعاً، وكذلك الآية الحادية عشرة من الباب العاشر ليست منه، أما الأول فلأن آخر الآية الرابعة والستين من الباب الحادي والخمسين هكذا ترجمة فارسية سنة 1838م: (كلمات يرميا تابدينجا اتمام بدرفت) ترجمة فارسية سنة 1845م (كلام يرميا تابدينجاست) ترجمة عربية سنة 1844م (حتى إلى الآن كلام أرميا) وأما الثاني فلأن الآية المذكورة في اللسان الْكسْدي وسائر الكتاب في اللسان العبراني، ولم يعلم أن أي شخص ألحقهما، والمفسرون المسيحيون يقولون رجْماً بالغيب: لعل فلاناً أو فلاناً ألحقهما، قال جامعو تفسير (هنري واسكات) في حق الباب المذكور: "يعلم أن عزرا أو شخصاً آخر ألحق هذا الباب، لتوضيح أخبار الحوادث الآتية التي تمّت في الباب السابق ولتوضيح مرتبته"، وقال هورن في الصفحة 195 من المجلد الرابع: " أُلحِقَ هذا الباب بعد وفاة أرميا، وبعد ما أُطلق اليهود من أسر بابل، الذي يوجد ذكره قليلاً في هذا الباب" ثم قال في المجلد المذكور: " إن جميع ملفوظات هذا الرسول بالعبري إلا الآية الحادية عشرة من الباب العاشر فإنها بلسان الكسدينر، وقال القسيس (ونما) إن هذه الآية إلحاقية ".

في الباب الخامس والعشرين من كتاب أرميا هكذا: " القول الذي كان لأرميا عن جميع شعب يهوذا في السنة الرابعة ليواقيم بن يوسيا ملك يهوذا، وهي السنة الأولى لبختنصر ملك بابل، (11) ويكون كل هذه الأرض قفراً وتحيراً وتعبد جميع هذه الأمم لملك بابل سبعين سنة، (12) وإذا تمت سبعون سنة افتقد على ملك بابل وعلى تلك الأمة يقول الرب بإثمهم وعلى أرض الكلدانيين وأجعلها قفراً أبدياً "

وفي الباب التاسع والعشرين من الكتاب المذكور هكذا: "وهذه هي أقوال الكتاب الذي أرسل به أرميا النبي من أورشليم إلى بقايا مشيخة الجلاء وإلى الكهنة وإلى الأنبياء وإلى كل الشعب الذي سباه بختنصر من أورشليم إلى بابل(2) من بعد خروج يوخانيا الملك والسيدة والخصيين ورؤساء يهوذا وأورشليم والصناع والحاضر من أورشليم (10) هكذا يقول الرب إذا بدأت تكمل في بابل سبعون سنة أنا أفتقدكم وأقيم عليكم كلمتي الصالحة لأردكم إلى هذا المكان"..

وفي الباب الثاني والخمسين من الكتاب المذكور هكذا " (28) هذا هو الشعب الذي أخلاه بختنصر في السنة السابعة ثلاثة آلاف وثلاثة وعشرين يهوديا (29) في السنة الثامنة والعشرين لبختنصر من أورشليم ثمانمائة وثلاثين نفساً (30) في السنة الثالثة والعشرين لبختنصر أجلى بنور زادن قائد الجيش سبعمائة وخمسة وأربعين نفساً، فجميع النفوس أربعة آلاف وستمائة ".

فعلم من هذه العبارات ثلاثة أمور:

1. أن بختنصر جلس على سرير السلطنة في السنة الرابعة من جلوس يواقيم. وهو الصحيح، وصرح به يوسيفس اليهودي المؤرخ أيضاً في الباب السادس من الكتاب العاشر من تاريخه فقال: " إن بختنصر صار سلطان بابل في السنة الرابعة من جلوس يواقيم" فإن ادعى أحد غير ما ذكرنا يكون غلطاً ومخالفاً لكلام أرميا u، بل لا بد في اعتبار السنين أن تكون السنة الأولى من جلوس بختنصر مطابقة للسنة الرابعة من جلوس يواقيم.

2.أن أرمياء أرسل الكتاب إلى اليهود بعد خروج يوخانيا الملك ورؤساء يهودا والصناع.

3. أن عدد الأسارى في الإجلاءات الثلاثة كان أربعة آلاف وستمائة وكان الإجلاء الثالث في السنة الثالثة والعشرين. فأقول: ههنا ثلاثة أغلاط:

الغلط الأول: أن جلاء يوخانيا الملك ورؤساء يهودا والصناع كان قبل ميلاد المسيح، على ما صرح المؤرخون بخمسمائة وتسع وتسعين سنة، وصرح صاحب ميزان الحق في الصفحة 60 من النسخة المطبوعة سنة 1849م بأن هذا الإجلاء كان قبل ميلاد المسيح بستمائة سنة، وكان أرميا أرسل كتابه إليهم بعد خروجهم، فلا بد أن يكون إقامة اليهود في بابل سبعين سنة، وهو غلط لأنهم أطلقوا بحكم قورش سلطان إيران قبل ميلاد المسيح بخمسمائة وست وثلاثين سنة، فكان إقامتهم في بابل ثلاثاً وستين سنة، لا سبعين، وأنقل هذه التواريخ من كتاب مرشد الطالبين إلى كتاب المقدس الثمين المطبوع سنة 1853م في بيروت، وهذه النسخة تخالف النسخة المطبوعة سنة 1840م في أكثر المواضع على العادة الجارية في المسيحيين، فمن شاء تصحيح النقل فعليه أن يقابل النقل بعبارة النسخة المطبوعة سنة 1862م وهذه النسخة موجودة في كتبخانة جامع بايزيد بالأستانة، فأقول: في الفصل العشرين من الجزء الثاني في جدول تاريخي للكتاب المقدس من هذه النسخة المطبوعة سنة 1852 هكذا

السنة قبل المسيح





سنة العالم‏

599


كتابة أرمية لليهود المأسورين هناك أي في بابل


3405

536


وفاة داريوس المادي خال قوش وخلافة قورش مكانه على مادي وفارس وإطلاقه اليهود وإذنه لهم بالرجوع إلى اليهودية


3468



الغلط الثاني: أن عدد الأسرى في الإجلاءات الثلاثة أربعة آلاف وستمائة، وقد صرح في الآية الرابعة عشرة من الباب الرابع والعشرين من سفر الملوك الثاني أن عشرة آلاف من الأشراف والأبطال كانوا في الإجلاء الواحد، والصناعون كانوا زائدين عليهم.

والغلط الثالث: أنه يُعلم منه أن الإجلاء الثالث كان في السنة الثالثة والعشرين من جلوس بختنصر، ويعلم من الباب الخامس والعشرين من سفر الملوك أنه كان في السنة التاسعة عشرة من جلوسه ".

أما عن صحة نسبة أسفار الأنبياء إليهم، فهي قضية شائكة عند علماء اللاهوت. وقد عقد د. منقذ السقار فصلاً بعنوان: " إبطال نسبة أسفار الأنبياء إليهم " ومما جاء فيه:

" - سفر إشعيا:

وينسب السفر للنبي إشعيا في القرن الثامن قبل الميلاد، فقد عاصر الملك عزيا ثم يوثام ثم أحاز ثم حزقيا، ولكن السفر يتحدث عن الفترة الممتدة بين القرنين الثامن والسادس قبل الميلاد مما يؤكد أن ثمة كاتباً أو كاتبين قد كتبوا ذلك بعد إشعيا، ومن أمثلة ذلك حديثه عن بابل الدولة العظيمة وتنبؤه بانهيارها.

وأيضاً حديثه عن كورش الفارسي الذي ردّ اليهود من السبي (انظر 44/28 - 45/1).

كما يتحدث عن رجوع المسبيين والشروع في بناء الهيكل في الإصحاحات 56 – 66، لذا يقول العالم الألماني أستاهلن: " لا يمكن أن يكون الباب الأربعون وما بعده حتى الباب السادس والستين من تصنيف إشعيا".

- سفر إرمياء:

أما سفر إرمياء فإن تقاليد الكنيسة تنسبه للنبي إرمياء، ولا تصح هذه النسبة، إذ هو من عمل عدة مؤلفين، بدليل تناقضه في ذكر الحادثة الواحدة، ومن ذلك تناقضه في طريقة القبض على إرمياء وسجنه (انظر: إرمياء 37/11 - 15 و38/6 – 13).

كما يحمل السفر اعترافاً بزيادة لغير إرمياء ففيه [36/33] " فأخذ إرمياء درجاً آخر، ودفعه لباروخ بن نيريا الكاتب، فكتب فيه عن فم إرميا، كل كلام السفر الذي أحرقه يهوياقيم ملك يهوذا بالنار، وزيد عليه أيضاً كلام كثير مثله ".

وفي موضع آخر [51/64] " إلى هنا كلام إرمياء "، ومع ذلك يستمر السِّـفر، فمن الذي أكمله؟ ".

فبنقض نسبة الأسفار إلى الأنبياء، لا يكون للإعجاز التاريخي فيها أي معنى.. فما المانع من أن تكون نصوصه كتبت بعد حصول تلك الحوادث ؟!

4. نبوءة حزقيال:

ما نسب إلى حزقيال من نبوءة صادقة فهو كلام مغلوط، بحسب التفصيل التالي:

ملخص في الباب السادس والعشرين من كتاب حزقيال هكذا: "وكان في السنة الحادية عشرة في أول الشهر فكان إلى قول الرب: ها أنا ذا أجلب على صور بختنصر ملك بابل، مع خيل ومراكب وفرسان وجيش وشعب عظيم، وبناتك التي في الحفل يقتلهن بالسيف، ويحاصرك ويرتب حولك مواضع للمناجق، ويرفع عليك الترس، ويضرب بالمنجنيق أسوارك وبروجك يهدمها بسلاحه ويدوس جميع شوارعك، ويقتل شعبك بالسيف ومناصبك الشريفة إلى الأرض، وينهبون أموالك ويسلبون تجارتك، ويهدمون أسوارك وبيوتك العالية ويخربونها، وحجارتك وخشبك وغبارك يلقونهن في وسط المياه، وأعطيتك لصخرة صفية وتصير لبسط الشباكات ولن تبنى" اهـ ملخصاً.

وهذا غلط، لأن بختنصر حاصر صور ثلاث عشرة سنة، واجتهد اجتهاداً بليغاً في فتحها، لكنه ما قدر ورجع خائباً ولما صار هذا الخبر غلطاً احتاج حزقيال إلى العذر، وقال في الباب التاسع والعشرين: "وكان في السنة السابعة والعشرين قول الرب إلى أن بختنصر استعبد جيشه عبودية شديدة في ضد صور، بحيث صار كل رأس محلوقاً، وكل كتف مجرداً وأجره لم يرد عليه، ولا بجيشه من صور، فلهذا أعطيت بختنصر أرض مصر يأخذ جماعتها ويسلب نهبها ويخطف أسلابها ويكون أجراً لجيشه والعمل الذي تعبد به ضدها فأعطيته أرض مصر من أجل أنه عمل لي" انتهى ملخصاً.

وفيه تصريح بأنه لما لم يحصل لبختنصر ولعسكره أجر بمحاصرة صور، وعد اللّه له مصر، وما علمنا أن هذا الوعد كان بمثل السابق، أم حصل له الوفاء، هيهات هيهات!! أيكون وعد اللّه هكذا أيعجز اللّه عن وفاء عهده؟

الفرق بين نبوءة سورة الروم وما نسب إلى حزقيال فرق كبير:

1. فسيدنا محمد rحاضر لتلك النبوءة، بيان النبوءة كان في حياته، وكذلك تأكيدها في حياته أيضاً. فلم يتراجع عنها أو يؤولها وهذا أشد ثباتاً.

2. نبوءة القرآن الكريم أدق في تحديد موعدها، فالآية الكريمة حددته ببضع سنين، بينما نص سفر حزقيال كان عامَّـاً.

3. درجة الصعوبة أشد لبعد مكان حرب الفرس والروم، وجهل العرب ببيئة كل طرف، وحالته الاقتصادية والعسكرية.

4. لا يوجد ما يقطع بصحة موعد كتابة سفر حزقيال، فلا مانع من كتابتها بعد سقوط صور.

5. كثير من نبوءات سفر حزقيال لم تتحقق.. ومنها:

- يقول إن الله وعد نبوخذ نصر الوثني وعداً لم ينجز فهو من الأغلاط ولا ريب، فقد وعده أن يملكه على مدينة صور، ثم لم يتحقق له ذلك، فوعده بأرض مصر، ولم يتحقق ذلك أيضاً، فدل ذلك على أن هذا الوعد ليس من الله، لأن الله قادر على إنجاز وعده، فقد جاء في سفر حزقيال [26/7-14] : " قال السيد الرب: هاأنذا أجلب على صور نبوخذ راصر ملك بابل من الشمال، ملك الملوك، بخيل وبمركبات وبفرسان وجماعة وشعب كثير، فيقتل بناتك في الحقل بالسيف، ويبني عليك معاقل، ويبني عليك برجاً، ويقيم عليك مترسة، ويرفع عليك ترساً، ويجعل مجانق على أسوارك، ويهدم أبراجك بأدوات حربه، ولكثرة خيله يغطيك غبارها، من صوت الفرسان والعجلات والمركبات تتزلزل أسوارك عند دخوله أبوابك كما تدخل مدينة مثغورة، بحوافر خيله يدوس كل شوارعك، يقتل شعبك بالسيف، فتسقط إلى الأرض أنصاب عزك، وينهبون ثروتك، ويغنمون تجارتك، ويهدّون أسوارك، ويهدمون بيوتك البهيجة، ويضعون حجارتك وخشبك وترابك في وسط المياه.. لا تُبنين بعد، لأني أنا الرب تكلمت ".

لكن هذا الوعد لم يتحقق، إذ استعصت صور على ملك بابل، ولم يدخلها، ولم يغنم منها غنيمة، فوعد بأرض مصر بدلاً عنها، يقول السفر [29/17-20]: " كلام الرب كان إليّ قائلاً: يا ابن آدم، إن نبوخذ راصر ملك بابل استخدم جيشه خدمة شديدة على صور، كل رأس قرع، وكل كتف تجردت، ولم تكن له ولا لجيشه أجرة من صور لأجل خدمته التي خدم بها عليها، لذلك هكذا قال السيد الرب: هاأنذا أبذل أرض مصر لنبوخذ راصر ملك بابل، فيأخذ ثروتها، ويغنم غنيمتها، وينهب نهبها، فتكون أجرة لجيشه، قد أعطيته أرض مصر لأجل شغله الذي خدم به، لأنهم عملوا لأجلي".

ولم يتحقق ذلك الوعد إذ لم يملك نبوخذ نصر أرض مصر أبداً، وإن وصلت جيوشه إلى حدود مصر سنة 605 ق.م، حين هزمت قواته المصريين في معركة قرقميش، لكن بقيت مصر تحت حكم الأسرة السادسة عشر من حكام الفراعنة.

ولم تتحقق تلك الوعود التي استمرت الأسفار تعرضها في أربعة إصحاحات من سفر حزقيال، ومما جاء فيها [29/8-15] " لذلك هكذا قال السيد الرب: ها أنذا أجلب عليك سيفاً، واستأصل منك الإنسان والحيوان. وتكون أرض مصر مقفرة وخربة.. وأجعل أرض مصر خِرباً خربة مقفرة، من مجدل إلى أسوان إلى تخم كوش، لا تمر فيها رجل إنسان، ولا تمر فيها رجل بهيمة، ولا تُسكن أربعين سنة. وأجعل أرض مصر مقفرة في وسط الأراضي المقفرة، ومدنها في وسط المدن الخربة تكون مقفرة أربعين سنة، وأشتت المصريين بين الأمم، وأبددهم في الأراضي، لأنه هكذا قال السيد الرب: عند نهاية أربعين سنة أجمع المصريين من الشعوب الذين تشتتوا بينهم، وأرد سبي مصر، وأرجعهم إلى أرض فتروس، إلى أرض ميلادهم، ويكونون هناك مملكة حقيرة، تكون أحقر الممالك، فلا ترتفع بعد على الأمم، وأقللهم لكيلا يتسلطوا على الأمم".

ويمضي السفر فيقول [30/6 – 10]: " قال الرب: ويسقط عاضدو مصر وتنحط كبرياء عزتها من مجدل إلى أسوان يسقطون فيها بالسيف. يقول السيد الرب: فتقفر في وسط الأرض المقفرة، وتكون مدنها في وسط المدينة الخربة فيعلمون أني أنا الرب.. قال السيد الرب: إني أبيد ثروة مصر بيد بنوخذ نصر ملك بابل ".

" قال السيد الرب: سيف ملك بابل يأتي عليك، بسيوف الجبابرة أسقط جمهورك، كلهم عتاة الأمم، فيسلبون كبرياء مصر، ويهلك كل جمهورها، وأبيد جميع بهائمها عن المياه الكثيرة، فلا تكدرها من بعد رجل إنسان، ولا تعكرها أظلاف بهيمة، حينئذ أنضب مياههم، وأجري أنهارهم كالزيت.

يقول السيد الرب: حين أجعل أرض مصر خراباً، وتخلو الأرض من ملئها عند ضربي جميع سكانها يعلمون أني أنا الرب " [حزقيال 32/11 – 15]، وكل من هذه الوعود لم يتحقق، وعدم تحققه يدل على أن هذا من أغلاط الكُتّاب، وهو دليل بطلانه وكذب كاتبيه.

وغيرها كثير...

كان ينبغي لكاتب سفر حزقيال أن يتواضع كما تواضع يسوع الذي أنكر علمه للغيب ـ رغم أنه إله معبود عندهم ـ فقد جاء في إنجيل مرقص [13: 32] أن المسيح بعدما سئل عن موعد الساعة قال: " وأما ذلكَ اليومُ وتلكَ الساعة فلا يعرفهما أحد، لا الملائكة الذين في السماء ولا الابن، إلا الآبُ ".



ثانياً: نبوءات أخرى لم تتحقق في الكتاب المقدس:

- من هذه الوعود، قول التوراة أن الله قال لإبراهيم: " وأما أنت فتمضي إلى آبائك بسلام، وتدفن بشيبة صالحة، وفي الجيل الرابع يرجعون إلى ههنا" (أي فلسطين). (التكوين 15/15-16).

والواقع التاريخي يكذب هذا النص فقد كان الجيل الثالث والرابع من إبراهيم وهم الأسباط وأبناؤهم، كانوا هم الداخلين إلى مصر، لا الخارجين منها، وأما الخارجون منها فهم الجيل السادس من أبناء إبراهيم.

ومن هذه الوعود الزائفة ما زعمه كاتب سفر الأيام، حين قال بأن الله وعد إسرائيل بقوله لناثان النبي: " وعينت مكاناً لشعبي إسرائيل، وغرسته، فسكن في مكانه، ولا يضطرب بعد، ولا يعود بنو الإثم يذلونه كما في الأول " (الأيام الأول 17/9).

ولم يتحقق هذا الوعد الذي زعموا أن الله وعده، فقد ذل بنو إسرائيل على يد بختنصر، وأخرجوا من ديارهم، ولم يتحقق ما قيل لناثان: " متى كملت أيامك، واضطجعت مع آبائك أقيم بعدك نسلك الذي يخرج من أحشائك، وأثبت مملكته، هو يبني بيتاً لا سمي، وأنا أثبت كرسي مملكته إلى الأبد " (صموئيل الثاني 7/10 - 13).

- وأيضاً من الوعود التي لم تتحقق: حديث إرميا عن نسل داود فيقول: " كما أن جند السماوات لا يعد، ورمل البحر لا يحصى، هكذا أكثر نسل داود عبدي، واللاويين خادمي " (إرميا 33/22).

لكن الواقع يكذب ذلك، فاليهود أقل أهل الأرض عدداً، إذ لا يبلغ تعدادهم في الأرض كلها ستة عشر مليوناً، أكثرهم غير ساميي الأصل.

في المقابل: لم يكن احتمال انتصار الروم على الفرس في غضون سنوات قليلة أمراً يتوقعه أي إنسان. وما كان محمد rليعلن هذا صراحة ويتحدى العالم بأنه سيكون بعد بضع سنين، فما الذي ألزمه تلك المغامرة غير معلومة العاقبة، لو لم يكن متأكداً 100% ، وأنى له ذلك التأكد بحسب مقاييس الدنيا، ولكنه الوحي الصادق.. إنها النبوة.

[1]

[2]المرجع ذاته، 1/ 44. وفيه أيضاً 1/76: " قال آدم كلارك في المجلد الرابع من تفسيره ذيل الآية الثانية من الباب الرابع والستين من كتاب أشعيا: "المتن العبراني محرف كثيراً ههنا والصحيح أن يكون هكذا: "كما أن الشمع يذوب من النار.. في تفسير هنري واسكات. "الرأي الحسن أن المتن العبري محرف"، وآدم كلارك ذيل عبارة أشعياء نقل أولاً أقوالاً كثيرة وردها وجرحها ثم قال: "إني متحير ماذا أفعل في هذه المشكلات غير أن أضع بين يدي الناظر أحد الأمرين: إما أن يعتقد بأن اليهود حرفوا هذا الموضع في المتن العبراني والترجمة اليونانية تحريفاً قصدياً، كما هو المظنون بالظن القوي في المواضع الأخر المنقولة في العهد الجديد عن العهد العتيق، انظروا كتاب أَوْ وِنْ من الفصل السادس إلى الفصل التاسع في حق الترجمة اليونانية، وإما أن يُعتقد أن بولس ما نقل عن ذلك الكتاب، بل نقل عن كتاب أو كتابين من الكتب الجعلية، أعني مِعْراج أشعياء، ومشاهدات إيلياء اللذين وُجدت هذه الفقرة فيهما، وظن البعض أن الحواري نقل عن الكتب الجعلية، ولعل الناس لا يقبلون الاحتمال الأول بسهولة فأنبه الناظرين تنبيهاً بليغاً على أن جيروم عدّ الاحتمال الثاني أسوء من الإلحاد ".‏

[3]إظهار الحق، رحمة الله الهندي 1/27.

[4]إظهار الحق، رحمة الله الهندي 1/45.

[5]هل العهد القديم كلمة الله ؟، د. منقذ السقار، ص29.

[6]انظر: إظهار الحق، رحمة الله الهندي 1/45. وفي الكتاب أدلة كثرة على ذلك التحريف.

[7]ليس توقع زوال أمة من الأمم، أو اندثار حكومة دولة ما ـ فضلاً عن قرية صغيرة ـ، عجيبة من الأعاجيب، فتلك سُنة كونية ثابتة. جاء في مقدمة ابن خلدون، ص170، تحت عنوان: " الفصل الرابع عشر: في أن الدولة لها أعمار طبيعية، كما للأشخاص ": اعلم أن العمر الطبيعي للأشخاص ـ على ما زعم الأطباء والمنجمون ـ مائة وعشرون سنة.. الدولة ـ في الغالب ـ لا تعدو أعمار ثلاثة أجيال.. ".
إظهار الحق، رحمة الله الهندي 1/ 27.
[8] انظر: هل العهد القديم كلمة الله ؟ د. منقذ السقار، ص99-112
  #1344  
قديم 12-12-2013, 04:54 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

دراسة نقدية للإعجاز العلمي المزعوم في الكتاب المقدس

بقلم الأستاذ عبد الرحيم الشريف
ماجستير في علوم القرآن والتفسير
زعمت بعض مواقع الإنترنت التنصيرية الإعجاز العلمي في الكتاب المقدس !!! ومن أشهر تلك المزاعم .. اختارت صفحة (تساؤلات حول القرآن) أكثر آيات الإعجاز العلمي شهرة وأثراً في غير المسلمين، وهي الآيات المتعلقة ببداية خلق الكون، وتكون الجنين في بطن أمه. فعقدت مقارنة بين ما ورد في القرآن الكريم، وكتبهم المقدسة حول هذين الموضوعين:
أولاً: بدء خلق الكون:
" يقول الدكتور النجار عن الإعجاز العلمي للقرآن تحت عنوان "الآيات الكونية" أن: " قضية خلق السموات والأرض التي يتحدث عنها القرآن الكريم في ست آيات محدودة، تحكي قصة الخلق والإفناء، وإعادة الخلق بالكامل في إجمال وشمول ودقة مذهلة على النحو التالي:
1ـ "فلا أُقْسِمُ بمواقعِ النجومِ. وإنه لقسم لو تعلمون عظيم" (الواقعة 75و76)
2ـ "والسماء بنيناها بأيدٍ وإنَّا لموسعون" (الذاريات 47)
3ـ "أو لم ير الذين كفروا أن السمواتِ والأرضَ كانتا رَتْقا ففتقناهما " (الأنبياء30)
4ـ "ثم استوى إلى السماء وهي دخَان..." (فصلت1)
5ـ "يوم نطوِي السماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ للكتب، كما بدأنا أولَ خلقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً علينا إنا كنا فاعِلين" (الأنبياء104)
6ـ "يومَ تُبَدَّلُ الأرضُ غيرَ الأرضِ والسمواتُ" (إبراهيم48)
ويعلق الدكتور النجار على ذلك قائلا: (قصة خلق الكون يجمعها القرآن الكريم بدقة متناهية في ست آيات تلخص خلق الكون، وإفنائه، وإعادة خلقه من جديد في إجمال ودقة وإحاطة معجزة للغاية، لم يستطع الإنسان أن يصل إلى تصور شيء منها حتى أواخر القرن العشرين) كتاب (من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ص 45)
وإني لأعجب كل العجب من كلام عالم يُفتَرَضُ فيه الأمانةُ العلمية في البحث، والتدقيقُ في التعبير. فكيف يعمم هذا العالم أنه: لم يستطع الإنسان أن يصل إلى تصور شيء منها حتى أواخر القرن العشرين!!!
لماذا لم يبحث في الكتاب المقدس، وفي تاريخ علم الفلك، وهو الباحث الحاصل على درجة الدكتوراة، التي تقرر بأنه قد وضع قدمه على سلم البحث العلمي الموثوق به. أين هي الثقة التي أولتها له الجامعة التي حصل منها على هذه الدرجة العلمية. هل عدم بحثه في الكتاب المقدس وكتب الفلك، ناتج عن الجهل بهما؟ إن كان كذلك فهذه مصيبة!!! وإن كان عدم بحثه فيهما ناتج عن تجاهُلِهما، فالمصيبة أفدح!!!
ماذا يفعل هذا العالم الجليل عندما يكتشفُ سامعوه وقارؤوا [الصواب: قارئوا] كتبِه، الحقيقةَ التي تعمد إخفاءها عنهم، فيجدوها واضحة جلية في الكتاب المقدس الذي كُتِبَ قبلُ الإسلام بآلاف السنين، وتحدثت عنها كتب علم الفلك التي تعود إلى الحضارات الموغلة في القدم أي قبل الإسلام بآلاف السنين أيضا ؟؟؟؟ ".
وبدأت بعدها بنقاش تفصيلي لسبق آيات القرآن الكريم في بيان خلق الكون، كما ذكر الدكتور زغلول النجار، مقارنةً ذلك بنصوص كتابهم المقدس:
" لذلك دعنا نناقش هذه الآيات القرآنية على ضوء ما جاء بالكتاب المقدس وعلم الفلك القديم.
الآية الأولى: "فلا أُقسِمُ بمواقعِ النجومِ. وإنَّه لقَسَمٌ لو تعلمون عظيمٌ" (الواقعة 75و76)
يعلق الدكتور النجار على هذه الآية تعليقين، إذ يقول: "يعجب الإنسان من القسم المغلظ بمواقع النجوم، والنجوم من أعظم خلق الله في الكون" (من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ص 38)
وعن هذا يقول سيادته: قصة خلق الكون يجمعها القرآن الكريم بدقة متناهية في ست آيات تلخص خلق الكون، وإفنائه، وإعادة خلقه من جديد في إجمال ودقة وإحاطة معجزة للغاية، لم يستطع الإنسان أن يصل إلى تصور شيء منها حتى أواخر القرن العشرين) كتاب (من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ص 45)
الإيضاح: ينقسم ردنا على كلامه بخصوص هذه الآية إلى أربعة أقسام: 1ـ قصةُ خلقِ الكونِ. 2ـ النجوم والكواكب. 3ـ لماذا أقسم الله بمواقع النجوم؟ 4ـ رؤية مواقع النجوم، لا النجوم ذاتها.
القسم الأول: قصة خلق الكون:
قصة خلق الكون التي يقول عنها سيادته: لم يستطع الإنسان أن يصل إلى تصور شيء منها حتى أواخر القرن العشرين) ويقول عنها: (قصة خلق الكون يجمعها القرآن الكريم بدقة متناهية في ست آيات تلخص خلق الكون...)
أقول لسيادته هل قرأت قصة الخلق في أكثر دقة وسلاسة في سفر التكوين الذي كتب قبل الإسلام بحوالي 2000 سنة؟ اسمع ما يقوله الكتاب المقدس في أول صفحة منه، أي في الإصحاح الأول من سفر التكوين: "في البدء خلق الله السمواتِ والأرضَ. وكانت الأرضُ خربةً وخاليةً وعلى وجهِ الغمرِ ظلمةٌ، وروح الله يرف على وجه المياه... وقال الله لتكن أنوار في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل وتكون لآياتٍ وأوقات وأيام وسنين. وتكون أنواراً في جلد السماء لتنير على الأرض. وكان كذلك. فعمل الله النورين العظيمين. النور الأكبر لحكم النهار، والأصغر لحكم الليل. والنجوم جعلها الله في جلد السماء لتنير على الأرض، ولتحكم على النهار والليل، ولتفصل بين النور والظلمة" (سفر التكوين إصحاح 1ـ 19)

هل وجدت يا عزيزي، دقة وسلاسة نظير هذا الكلام. أرجوك أن تقرأ الكتاب المقدس، أي التوراة والإنجيل لتستزيد علما، وأعيد عليك قول رسولك عنهما[1]: "قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه" (سورة القصص 49)
القسم الثاني: النجوم والكواكب:
النجوم مذكورة بكل دقة في الكتاب المقدس. ففي سفر أيوب الذي كُتِبَ قبل الإسلام بحوالي 2600 سنة نجد ذكرا لأسماء لكثير من النجوم والكواكب لم يذكر القرآن الكريم ـ مع احترامنا له ـ شيئا نظيرها:
ففي (أيوب 7ـ9) يقول: "الآمر الشمس... و(الذي) يختم على النجوم. الباسط السموات وحده... صانع النعش والجبار والثريا ومخادع الجنوب" (وهي أسماء ومواقع لبعض النجوم)
وفي (أيوب 3/ 31و32) يقول الله لأيوب النبي ليظهر ضعفه: "هل تربط أنت عُقْدَ الثُّرَيًّا أو تفك رُبُطَ الجَبَّارِ، أتُخْرِجُ المَنَازِلَ في أوقاتها، وتَهدِي النَّعُشَ مع بَنَاتِه، هل عرفت سنًنَ (أي قوانين) السموات أو جعلت تسلطها (أي تحكمها) على الأرض؟" (وذلك أيضا أسماء ومواقع لبعض النجوم تتوافق مع المعروف في علم الفلك) ولكن دعنا نناقش ذلك بأكثر تدقيق:
(1) ما هو عُقدُ الثريا؟
1ـ عُقْدَ: مجموعة منتظمة من النجوم كالعِقد.
2ـ أما الثريا: فيقول عنها (قاموس الكتاب المقدس ص 234): (الثريا إسم مجموعة من النجوم، وموقعها في عنق برج الثور، وتظهر في أوائل الربيع. كما أنه يمكن رؤية ستة أو سبعة من نجومها بالعين المجردة... ولقد كان العبرانيون الأول والساميون عامة (أي من قديم الزمن) يعنون عناية خاصة بدراسة الفلك)
وهذا الكلام يتفق تماما مع العلم الحديث الذي قال عن الثريا: (هي عنقود في كوكبة الثور يحتوي على بضع مئات من النجوم أبعادها 325 إلى 350 سنة ضوئية، ولكن يظهر منها للعين ستة فقط، أطلق عليها اسم الشقيقات السبع... وكانت قديما أكثر لمعانا بحيث أنها كانت تبدو للعين المجردة (الموسوعة العربية الميسرة ص 579)
(2) ما هو الجبار؟ جاء في سفر أيوب من الكتاب المقدس (3/31) " أو تفك رُبُطَ الجَبَّارِ" وأيضا في سفر (عاموس 8) "الذي صنع الثريا والجبار"
جاء في (قاموس الكتاب المقدس ص 245) الجبار اسم لأحد الأبراج "أوريون" وهو مجموعة من الكواكب تحتوي على 1000 كوكب ويرى بالتلسكوب... ويشبه الجبار بإنسان عظيم القوة... وترى هذه المجموعة بقرب (الدب الأكبر)
وهذا يتفق مع ما جاء (بالموسوعة العربية الميسرة ً610) (الجبار كوكبة يمثلها الأقدمون بصورة محارب، وتحتوي على سبعة نجوم براقة...
(3) أما عن المنازل التي قيل عنها في أيوب "أتخرج المنازل"؟ المنازل هي البروج، فالبرج في اللغة هو المنزل المبني على الحصن (المعجم الوسيط الجزء الأول ص 47)
وجاء عنها في (قاموس الكتاب المقدس ص 968): (المنازل هي الكواكب الإثني عشر، وكان القدماء الوثنيون يعبدونها، حتى يهود القدس أنفسهم عبدوها زمن الملك يوشيا الذي أبطل عبادتها (2مل2 5)
وقد جاء عنها (بالموسوعة العربية الميسرة ص 1507) (هذه الكواكب الإثني عشر موجودة حول دائرة البروج (الكوكبات البروجية)
(4) وماذا عن النعش المذكور في (أيوب 9) "صانع النعش والجبار والثريا" وفي (أيوب3 31) "وتهدي النعش مع بناته؟"
وجاء عنها في (قاموس الكتاب المقدس ص 972) (النعش كوكب كبير ذات نور قوي أسماه اليونان والرومان الدب الأكبر
وجاء عنها في (الموسوعة العربية الميسرة ص 782) (الدب الأكبر كوكبة شمالية... أطلق عليها أسماء قديمة، مثل المحراث، والعربة (أي النعش)...
(5) وبناته (أي بنات النعش) تقول (الموسوعة العربية الميسرة ص 782): (ويظهر مع كوكبة الدب الأكبر (النعش) أربعة نجوم تمثل المغرفة، وثلاثة تمثل اليد...)
(6) وماذا عن "مخادع الجنوب": هي كواكب الجنوب، فبعد أن ذكر كواكب ونجوم الشمال ذكر أيضا بقية كواكب السماء في الجنوب.
ثم إلى جوار ما أعلنه الكتاب المقدس منذ آلاف السنين كما أوضحنا، هل يعلم سيادة الدكتور العالم أن علم الفلك ودراسة الأجرام السماوية شغلت عقول الناس منذ أقدم العصور وبلغوا فيها شأوا عظيما وسبروا أغوار عميقة في معرفة أسرار الكون، فليسمع الحقائق التالية:
1ـ عن النجوم: يذكر (قاموس الكتاب المقدس ص 958) ما يلي: (استرعت النجوم انتباه الإنسان الشرقي منذ العصور الغابرة (أي من آلاف السنين) (تك2/1ا7) ومن هنا قام علم الفلك الذي ازدهر ازدهارا عظيما في حضارات ما بين النهرين (القرن الرابع قبل الميلاد) وتأثرت به باقي حضارات الشرق.
ويذكر أيضا (قاموس الكتاب المقدس ص 234) "لقد كان العبرانيون الأول والساميون عامة (أي من القرن الخامس قبل الميلاد) يعنون عناية خاصة بدراسة الفلك) وهذا واضح من قول إشعياء النبي: " ليقف راصدوا الأفلاك، الناظرون في نجوم السماء المنبئون عند رأس كل شهر" (أش4/ 13)
أوَلا يدري سيادته ما جاء في (الموسوعة العربية الميسرة ص 1311) عن علم الفلك وقِدَمِ أيامه (أي أنه يعود إلى آلاف السنين) إذ تقول هذه الموسوعة: (علم الفلك هو علم دراسة الأجرام السماوية... وتكشِفُ آثار بابل والصين والهند (الحضارات القديمة من آلاف السنين قبل الميلاد) معرفة فلكية، وكان الفلك عند قدماء المصريين تطبيقيا كعمل الخرائط النجومية، وصنع الآلات لرصد النجوم وتسميتها بأسماء خاصة. وقد عرفوا النظر في النجوم منذ أبعد عهدهم بحياة الاستقرار (أي قبل الميلاد بآلاف السنين)... فرصدوا جري القمر، وجري الشمس... والمصريون القدماء عرفوا كسوف الشمس وخسوف القمر وسجلوا بعض أحداث السماء، كظهور جرم في جنوب السماء ذي ذنب طويل... وعرفوا بروج القمر، والنجوم الزهر، والنجوم الخنس (زحل والمشترى والمريخ والزهرة وعطارد (المعجم الوسيط ص 259))، وتركوا لنا في قبر سيتي الأول (1290ق م) خريطة فلكية، وفي معبد دندرة دائرة فلكية.. إن معرفة قدماء المصريين بالفلك لم تكن ضئيلة.
وتواصل أيضا الموسوعة فتقول وقد نهض علماء اليونان (قبل الميلاد بمئات السنين) بالناحية النظرية، ومن بينهم طاليس (540 ق م) وفيثاغورس (500 ق ب) وأرسطورخوس (القرن 3 م أي قبل الإسلام بـ 9 قرون) الذي اتخذ الشمس مركزا للكون... وينقسم علم الفلك إلى عدة أقسام: منها الفلك الديناميكي: ويبحث في الحركات الذاتية للنجوم والمجموعة الشمسية.
وتواصل الموسوعة الحديث قائلة وكان التقسيم عند القدماء، وخاصة العرب (قبل زمن محمد) ثلاثة أقسام نظري وعملي وتنجيم... ومن أهم المراجع التي اعتمدوا عليها: كتاب السندهند وهو في الحقيقة خمسة مؤلفات هندية قديمة... وكذلك على كتاب لبطليموس عالم الاسكندرية (323 ق.ب)، وهو في الحقيقة الدستور الذي الذي سار على هديه فلكيو العرب) (معنى هذا أن العرب قبل محمد كان لهم معرفة بالفلك والنجوم).
القسم الثالث: لماذا أقسم الله بمواقع النجوم؟ [...]
الواقع أن محمدا في بداية دعوته أراد أن يجذب سكان الجزيرة لدعوته بالتقرب إلى النصارى واليهود وأتباع المعبودات الأخرى الموجودة في الجزيرة العربية.
ومما يثبت هذا الرأي، أنه جاء في هذه السورة نفسها (سورة النجم 19و20) قوله: (أفرأيتم اللاتَ والعُزَّى، ومناةَ الثالثةَ الأخرى) وهي معبودات من الأصنام، وأضاف كلاما ذكر عنه الإمام النسفي والجلالان ما يلي:
(1) الإمام عبد الله ابن أحمد النسفي المتوفي سنة 710هـ: "إنه uكان في نادي قومه (أي في مجلسهم) يقرأ سورة "والنجم إذا هوى، ما ضل صاحبكم (أي محمد) وما غوى" فلما بلغ قوله: (أفرأيتم اللاتَ والعُزَّى، ومناةَ الثالثةَ الأخرى) جرى على لسانه (أي أضاف) "تلك الغرانيق العلى (أي: الرائعة الجمال، العالية المقدار) وإن شفاعتهن (أي وساطتهن) لترتجى" قيل: فنبهه جبريل u، فأخبرهم أن ذلك كان من الشيطان... (تفسير النسفي الجزء الثالث ص161)
(2) وقد جاء في تفسير الجلالين: أنه عندما قرأ النبي rفي سورة النجم بمجلس من قريش، بعد الكلمات "فرأيتم [الصواب: أفَرَأَيْتُمُ] اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى" ما ألقاه الشيطان على لسان الرسول من غير علمه، r: "تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى" ففرحوا بذلك. ثم أخبره جبريل بما ألقاه الشيطان على لسانه، فحزن، فسُلِّىَ (تعزى) بهذه الآية.[2]
ألا تدرك معى أيضا محاولة الرسول استرضاء القبائل العربية بالجزيرة بتعظيم معبوداتهم تماما مثلما قال عن الصابئة وهم أيضا عباد النجوم والكواكب (المعجم الوسيط للمجمع اللغوي الجزء الأول ص 505) إذ قال: في (سورة المائدة 69) "إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخِر وعمل صالحا فلا خوفُ عليهم ولا هم يحزنون" وأيضا: في (سورة البقرة 62)
فمواقع النجوم يقصد بها الأماكن التي يعبدون فيها النجوم. وقد تهرب من القسم بالنجوم حتى لا يتهم بأنه يعبدها نظيرهم.
القسم الرابع: رؤية مواقع النجوم، لا النجوم ذاتها:
أما محاولة الدكتور زغلول النجار أن يلبس هذا اللفظ ثوب الاكتشافات العلمية الحديثة ليرقى بها إلى حد التنبؤ والإعجاز العلمي!! بقوله: "إن الإنسان من فوق سطح هذه الأرض لا يمكن له أن يرى النجوم على الإطلاق، ولكنه يرى مواقع مرت بها النجوم" (من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ص 39)
ظانا أن هذه الحقيقة العلمية كان أول من تكلم عنها هو القرآن الكريم. نقول له: لقد تكلم الكتاب المقدس علة حركة النجوم الدائمة بصورة بلاغية رائعة إذ قال إنها "نجوم تائهة" (يهوذا آية13)
وبالرغم من وجود كل تلك الحقائق في الكتاب المقدس قبل القرآن الكريم بستة قرون إلا أننا لم ولن ندعي [الصواب: ندَّع] أن الكتاب المقدس فيه إعجاز علمي. ولكننا نركز دائما على أن الكتاب المقدس هو كتاب روحي يقدم للإنسان ما يحتاج إليه من غذاء روحي، وإرشاد لمسيرته الروحية نحو الله المحب ".
الرد على الشبهة :
فرق في أن تتحدث عن اسم ظاهرة طبيعية كالكسوف وشروق الشمس، أو ما تقع عليه العين من مخلوقات كالجبل والنجم... وأن تخبر عن علتها وما جهله الناس من خصائصها (وهو الإعجاز العلمي).
فلم يقل أحد من علماء الإعجاز العلمي أن قوله تعالى: " وَاَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى " [النجم: 49] إعجاز علمي لأن الله تبارك اسمه قد ذكر اسم النجم باسم الشعرى، فهذا الاسم مشهور يعرفه الناس لمخلوق يرونه.
والمتأمل لما ذكِر من إعجاز علمي في كتبهم المقدسة، يجد أنها لا تتعدى كونها مشاهدات سطحية لأشخاص رأوها بمنظار علم ذلك العصر..
وللمقارنة بين قصة بدء خلق الكون في القرآن الكريم وكتبهم المقدسة ـ كما طلب ـ ينبغي بسط الموضوع للإحاطة به من جميع جوانبه كما يلي:[3]
" جاءت قصة خلق العالم في التوراة في روايتين من سفر التكوين، أولاهما تسمى الرواية الكهنوتية التي كتبت بواسطة الكهنة في عصر المنفى. والثانية رواية (يَهَوِيَّة) ـ أي من بين النصوص التوراتية التي تستخدم لفظ (يهوه) للتعبير عن اسم الإله ـ وهي أقدم تاريخياً من الرواية الأولى، وإن جاءت في النصوص تالية لها، على النحو التالي[4]:
الرواية الأولى:
(( في البدء خلق الله السموات والأرض، وكانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه. وقال الله ليكن نور فكان نور[5]. ورأى الله النور أنه حسن [!!]، وفصل الله بين النور والظلمة. ودعا الله النور نهاراً والظلمة دعاها ليلاً. وكان مساء وكان صباحٌ يوماً واحداً.
وقال الله ليكن جلداً في وسط المياه. وليكن فاصلاً بين مياه ومياه. فعمل الله الجلد وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد ـ وكان كذلك ـ ودعا الله الجلد سماء. وكان مساء وكان صباح يوما ثانياً.



يتبـــــــــــــــــــــــــــــع



  #1345  
قديم 12-12-2013, 04:55 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبــع الموضوع السابق

دراسة نقدية للإعجاز العلمي المزعوم في الكتاب المقدس


وقال الله لتجتمع المياه تحت السماء إلى مكان واحد ولتظهر اليابسة ـ وكان كذلك ـ ودعا الله اليابسة أرضاً. ومجتمع المياه دعاه بحاراً. ورأى الله ذلك أنه حسن [!!] وقال الله لتنبت الأرض عشباً وبقلاً يبزر بزراً وشجراً ذا ثمر يعمل ثمراً كجنسه بزره فيه على الأرض ـ وكان كذلك ـ فأخرجت الأرض عشباً وبقلاً يبزر بزراً كجنسه وشجراً يعمل ثمرا بزره فيه كجنسه. ورأى الله ذلك أنه حسن [!!]. وكان مساء وكان صباح يوماً ثالثاً.
وقال الله لتكن أنوار في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل. وتكون لآيات وأوقات وأيام وسنين. وتكون أنواراً في جلد السماء لتنير على الأرض ـ وكان كذلك ـ فعمل الله النورين العظيمين. النور الأكبر لحكم النهار والنور الأصغر لحكم الليل. والنجوم وجعلها الله في جلد السماء لتنير على الأرض ولتحكم على النهار والليل ولتفصل بين النور والظلمة. ورأى الله ذلك أنه حسن [!!] وكان مساء وكان صباح يوماً رابعاً.
وقال الله لتفض المياه زحّافات ذات نفس حية وليطر طير فوق الأرض على وجه جلد السماء. فخلق الله التنانين العظام وكل ذوات الأنفس الحية الدبابة التي فاضت بها المياه كأجناسها وكل طائر ذي جناح كجنسه. ورأى الله ذلك أنه حسن [!!]. وباركها الله قائلاً: أثمري وأكثري واملأي المياه في البحار. وليكثر الطير على الأرض. وكان مساء وكان صباح يوماً خامساً.
وقال الله لتخرج الأرض ذوات أنفس حية كجنسها. بهائم ودبابات ووحوش أرض كأجناسها. وكان كذلك. فعمل الله وحوش الأرض كأجناسها والبهائم كأجناسها وجميع دبابات الأرض كأجناسها. ورأى الله ذلك أنه حسن [!!]. وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا. فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الأرض وعلى جميع الدبابات التي تدب على الأرض. فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكر وأنثى خلقهم. وباركهم الله وقال لهم أثمروا واكثروا واملأوا الأرض وأخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض. وقال الله إني قد أعطيتكم كل بقل يبزر بزراً على وجه الأرض وكل شجر فيه ثمر شجر يبزر بزرا. لكم يكون طعاماً. ولكل حيوان الأرض وكل طير السماء وكل دبابة على الأرض فيها نفس حية أعطيت كل عشب أخضر طعاماً. وكان كذلك.
ورأى الله كل ما عمله فإذا هو حسن جداً [!!!]. وكان مساء وكان صباح يوماً سادساً. فأكملت السماوات والأرض وكل جندها. وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل. فاستراح في اليوم السابع[6] من جميع عمله الذي عمل. وبارك الله اليوم السابع وقدسه. لأنه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقاً )).

الرواية الثانية:
(( هذه مبادئ السموات والأرض حين خلقت. يوم عمل الرب الإله الأرض والسموات كل شجر البرية لم يكن بعد في الأرض وكل عشب البرية لم ينبت بعد. لأن الرب الإله لم يكن قد أمطر على الأرض. ولا كان إنسان ليعمل الأرض. ثم كان ضباب يطلع من الأرض ويسقى كل وجه الأرض. وجبل الرب الإله آدم ترابا من الأرض. ونفخ في أنفه نسمة حيوة. فصار آدم نفسا حية. وغرس الرب الإله جنة في عدن شرقاً. ووضع هناك آدم الذي جبله. وأنبت الرب الإله من الأرض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل ))..

يتفق النص القرآني مع الرواية التوراتية في مسألتين فقط:
1ـ عدد أدوار الخلق الستة.
2ـ جعل النجوم مصدر النور.
أما وجوه الاختلاف فكثيرة يمثل كل منهما خطأ علمياً وقعت فيه الرواية التوراتية، وتأكيداً علمياً على صحة النص القرآني، وهذه الوجوه هي:
1ـ انفراد القرآن ببيان كيفية نشأة الكون من الكتلة الأولية التي تفتقت بفعل انفجار كبير يطلق عليه العلم الحديث نظرية الانفجار العظيم The Big Bang[7].
2ـ المراحل الست في القرآن مراحل زمنية مديدة وليست ستة أيام بشرية بحساب تعاقب شروقين أو غروبين، كما يشير إلى ذلك قوله تعالى: " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4) يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ(5) " [السجدة].
وهذا ما يؤكده علماء الفيزياء الكونية من أن انفصال الأرض عن الشمس كان منذ خمسة آلاف مليون سنة تقريباً، وأن الأرض ظلت مئات الألوف من السنين كى يبرد سطحها[8].
ويقابل هذا المفهوم القرآني لمراحل الخلق الستة، حصر توراتي خاطئ للمراحل الست في ستة أيام بشرية تبدأ بالأحد وتنتهى بالجمعة ويعقبها يوم السبت المقدس يوم الراحة الذي استراح الله [حاشاه سبحانه وتعالى ] فيه من عملية الخلق، وباركه وقدسه.
ويفسر جيمس فريزر عالم الديانات المقارنة الشهير أسباب وقوع الرواية التوراتية في هذا الخطأ العلمي الشنيع، بأن رواية خلق العالم في التوراة لم تكن سوى تمهيد من الكهنة لخلع القداسة على يوم السبت يوم العبادة والراحة لدى اليهود[9]. وكان المصدر الذي استقى منه الكهنة تقديس اليوم السابع من أيام الخلق هو ملحمة خلق العالم البابلية (انوما ايليش)[10].
وقد ترتب على هذا الخطأ في رواية الخلق التوراتية خطأ آخر وقعت فيه روايات العهد القديم وكذلك العهد الجديد كما يبدو في تصور إنجيل لوقا لشجرة أنساب المسيح، ألا وهو حساب عمر الإنسان على الأرض بأنه بدأ في التاسعة صباح يوم الثالث والعشرين من شهر تشرين الأول عام 4004 قبل الميلاد[11]. أي قبل ستة الآف سنة من عامنا هذا.
3ـ إشارة القرآن إلى حالة غازية في بداية عملية الخلق " ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ " [فصلت: 11].
وهى تتطابق مع معطيات العلم الحديث[12]؛ فالقشرة الأرضية احتاجتملايين السنين حتى بردت قشرتها. بينما ذكرت الرواية التوراتية، أن الماء كان في اليوم الأول من خلق الأرض.
4ـ وجود العوالم الوسطية التي أخبر القرآن الكريم بخلقها بين السموات والأرض يسميها العلم الحديث بالبواقي أو المادة الكونية المنتشرة بين النجوم، ويصفها بأنها ذات كتل هائلة[13].
5 ـ اشتمال رواية العهد القديم ـ منفردة ـ على الأخطاء التالية [14]
ـ الإشارة إلى وجود المياه في المرحلة الأولى من مراحل الخلق.
ـ ذكر النور في اليوم الأول قبل أن تخلق النجوم.
ـ ذكر الليل والنهار في اليوم الأول قبل وجود الأرض ودورانها حول الشمس.[15]
ـ وجود العالم النباتي في اليوم الثالث قبل خلق الشمس في اليوم الرابع، رغم أن النبات يحتاج ضوء الشمس لإكمال عملية البناء الضوئي (الكلوروفيلي).
ـ خلق الشمس والقمر بعد خلق الأرض، وذلك يناقض المعلومات الأساسية عن تشكل النظام الشمسي.
ـ خلق العشب قبل وجود الشمس.
ـ الإشارة إلى عالم الحيوان والطيور في اليوم الخامس مع أن وجود الطيور تال لوجود عالم الحيوان ".

طلبت صفحات الإنترنت التنصيرية مقارنة قصة بدء الخلق بين القرآن الكريم وكتابهم المقدس من الناحية البيانية، فلهم ذلك:
- (في البدء خلق الله السماوات والأرض، وكانت الأرض خربة وخالية، وعلى وجه الأرض ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه).
هكذا بدأ وأنشأ الله السماوات والأرض جميعاً دفعة واحدة، ولم يذكر أي شيء عن بدء خلق الماء.
تعبير ساذج وتفكير وثني، لا يفهم إلا الشيء المتجسد ؛ أين كان الله إن كانت روحه ترف وتحوم حول الماء ؟ أكان بلا روح، أم هو الذي تجسد فصار هذا الحيز الضئيل كالحمامة ؟ خلق الكون كله وهو جزء صغير منه.
- (وقال الله: ليكن نور. فكان نور، ورأى الله النور أنه حسن) !
لم يكن يعرف أنه سيكون حسناً، ولكن لما ظهر له أعجبه. عمل من طريق الصدفة البحتة، وتجربة نجحت وجاءت بشيء جميل.
أهذه هي البلاغة ؟! لا فصاحة تعبيرية ولا حقيقة علمية.
ونقرأ بقية هذه البداية فنجد: أن
- (الله فصل بين النور والظلمة، وسمى النور نهاراً والظلمة ليلاً، وقال لتجتمع المياه تحت السماء إلى مكان واحد، ولتظهر اليابسة. ودعا اليابسة أرضاً).
وهكذا يمضي سفر التكوين مضطرباً في الكلمات القليلة التي بدأ بها.
في البداية خلق السماوات والأرض وكانت الأرض خربة، وبعد ذلك خلق وسط الماء شيئاً جامداً أسماه أرضاً، وسمى بعضاً منه سماء.[16]

كل هذا يبين الفرق بين الحق الراسخ في القرآن الكريم، بعكس مخالفة ما سواه لبدهيات العلم والمنطق.

ثانياً: مراحل تكون الجنين:

يناقش فيه قول المسلمين إن: " القرآن الكريم في إعجازه العلمي هو أول كتاب يتكلم عن خلقة الإنسان وأطوار الجنين في بطن أمه. وقد ذكر ذلك في آيات عديدة.
الرد: أقول لك هذه الآيات القرآنية، أليست هي: سورة المؤمنون 12 ـ 14 "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين، ثم جعلناه نطفة (المني أي الحيوان المنوي) في قرار مكين، ثم خلقنا النطفة علقة (قطعة الدم التي يتكون منها الجنين) فخلقنا العلقة مضغة (قطعة من اللحم) فخلقنا المضغة عظما فكسونا العظم لحما ثم أنشأناه خلقا آخر..." وسورة النحل 4 "خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين" وسورة الحج 5 "... فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مُخَلَّقَةٍ لنبين لكم، ونُقر في الأرحام ما نشاء، إلى أجل مسمى، ثم نخرجكم طفلا، ثم لتبلغوا أشُدَّكُم.." وسورة القيامة37 "ألم يك نطفة من مًنِيِّ يُمنَى" والواقع يا عزيزي أن القرآن ليس أول من ذكر أطوار خلقة الإنسان، وإليك الحقيقة:
1ـ من الكتاب المقدس: (في سفر أيوب 1 / 8ـ12) "يداك كونتاني وصنعتاني كلي... إنك جبلتني كالطين... ألم تَصُبَّني كاللبن [السائل المنوي]، وخثرتني كالجبن [أي صار كياني مثل قطعة الجبن]، كسوتني جلدا ولحما، فنسجتني بعظام وعصب، منحتني حياة ورحمة، وحفظت عنايتك روحي". {كتب سفر أيوب بما يزيد عن (2000) ألفين [الصواب: ألفي] سنة قبل الميلاد أي قبل الإسلام بما يزيد عن 2600 سنة}
(مز139/ 13ـ16) "... نسجتني في بطن أمي، أحمدك لأنك صنعتني بإعجازك المدهش، لم تختفِ عنك عظامي حينما صنعتُ في الرحم، أبدعتني هناك في الخفاء رأتني عيناك عَلَقَةً وجنينا وقبل أن تخلق أعضائي كُتِبَتْ في سفرك يوم تصورتها" {كتبت المزامير بما يزيد عن 500 سنة قبل الميلاد أي قبل الإسلام بما يزيد عن 1100 سنة}
2ـ من علم الطب: (الموسوعة العربية الميسرة ص 1149و1150) [تشير الآثار على نشوء مهنة الطب لدى السومريين والبابليين (قبل الميلاد ببضعة قرون). وقد أحرزت المدنيات القديمة في الصين، والهند، ومصر، وفارس درجات متفاوتة في التقدم في المعلومات التشريحية... كما وجدت بردية بالفيوم تحتوي على معلومات في الطب التشريحي، وفيها جزء خاص بأمراض النساء والحمل... يرجع تاريخها إلى حوالي سنة 1800 ق.م (أي ما يزيد عن 2400 سنة قبل الإسلام)... وتحتوى على وصف لأجزاء الجسم. وقد ساهم العرب على وجه ملحوظ في علم الطب... فترجموا الكتب المصرية واليونانية القديمة... في الطب]
ألا ترى معي أن الإسلام لم يأت بجديد، بل أخذ عن الكتاب المقدس ما قاله قبل القرآن بما يزيد عن 2600 سنة ؟؟!! ".
الجواب: قام القمص زكريا بطرس (كاتب صفحة تساؤلات حول القرآن) بتحريف في النص الذي استشهد به من سفر أيوب (كعادته !!).
وحتى تتكون نظرة متكاملة للموضوع، سيتم نقل النص من العهد القديم:
فالنص من المزامير [139/13-16] كما يلي: " (13) لأنك أنت اقتنيت كليتيّ. نسجتني في بطن أمي.(14) أحمدك من اجل أني قد امتزت عجبا.عجيبة هي إعمالك ونفسي تعرف ذلك يقينا.(15) لم تختف عنك عظامي حينما صنعت في الخفاء ورقمت في أعماق الأرض.(16) رأت عيناك أعضائي وفي سفرك كلها كتبت يوم تصورت إذ لم يكن واحد منها ".
أين عبارة: " صنعتني بإعجازك المدهش " ؟ وأيضاً: " الرحم " ؟ وأيضاً: " علقة " ؟ وأيضاً: " جنيناً " ؟
كيف يتجرأ رجل دين ـ يعِظ الناس على الفضائيات يومياً ـ على التحريف والزيادة على كلام ربه وتحوير الكلام فيضيف تلك الكلمات ؟
ما وجه الشبه بين التخثير (كالجبن) والثابت علمياً من قضية تكون الجنين في رحم الأم ؟
لقد قام بذلك التحريف؛ ليصرف الانتباه عن اتفاق النص المذكور أعلاه، والفكرة المغلوطة حول الجنين القزم.[17]
ألم يقرأ ما ورد في سفر العدد [12/12] " فلا تكن كالميت الذي يكون عند خروجه من رحم أمه قد أكِلَ نصف لحمِهِ " ؟! ما رأيه بالتشبيه هنا ؟
ولا عجب في ذلك، فالأخطاء العلمية في كتبهم المقدسة كثيرة جداً. منها ما ذكره العهد القديم (التوراة المحرفة) أن الأرنب من الحيوانات المجترة، كما نص سفر التثنية [14/7]: " الجمل والأرنب والوبر لأنها تجترّ، لكنها لا تشق ظلفاً، فهي نجسة لكم ".
وسفر التثنية [11/20-23] أكد وجود طائر خرافي له أربعة أقدام: " وكل دبيب الطير الماشي على أربع فهو مكروه لكم. إلا هذا تأكلونه من جميع دبيب الطير الماشي على أربع.. لكن سائر دبيب الطير الذي له أربع أرجل فهو مكروه لكم ".
ولا يخلو الإنجيل المحرف من معلومات تناقض حقائق العلم ومنها:
1- نجم يتمشى على سطح الأرض: تحدث متى عن قصة المجوس الذين جاءوا للمسيح عند ولادته وسجدوا له فقال [2/1-10]: " ولما ولد يسوع في بيت لحم في أيام هيرودوس الملك إذا مجوس من المشرق قد جاءوا إلى أورشليم قائلين. أين هو المولود ملك اليهود ؟ فإننا رأينا نجمة في المشرق وأتينا لنسجد له.. ذهبوا إذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم حتى جاء، ووقف فوق حيث كان الصبي، فلما رأوا النجم فرحوا فرحاً عظيماً جداً.. ".
من المستحيل أن يشير نجم يبلغ حجمه أضعاف حجم الشمس بلايين المرات إلى موضع ولادة شخص في حظيرة حيوانات. وهذا يدل على جهل كتبة الإنجيل وعدم معرفتهم بحجم وطبيعة النجم ؟
2- رؤية الشمس والقمر ! يقول كاتب سفر الرؤيا [6/12]: " ونظرت لما فتح الختم السادس وإذا زلزلة عظيمة حدثت والشمس صارت سوداء كمسح من شعر والقمر صار كالدم، ونجوم السماء سقطت إلى الأرض كما تطرح شجرة التين سقاطها إذا هزتها ريح عظيمة ".
بما أن الشمس ستصبح سوداء ـ أي ظلاماً دامساً ـ فالجزء المحيط كفراغ جوي حول الكرة الأرضية، سيصبح أسود دامساً حالكاً في السواد.. فكيف إذاً سنرى الشمس أولاً ؟ ثم كيف يمكننا رؤية القمر ثانياً ـ ولونه كالدم بحسب زعم النص ـ حال كون الشمس ظلمة أو سوداء ؟ خصوصاً ونحن نعلم أن القمر إنما يستمد نوره من الشمس فهو كالمرآة يعكس ضوء الشمس، فإذا كانت الشمس سوداء فكيف للقمر أن يصبح دماً أو كالدم ؟
وذاك ينفي زعمهم كون القمر يستمد ضوءه من الشمس اعتماداً على ما ورد في سفر أيوب [25/5]: " هو ذا نفس القمر لا يضيء والكواكب غير نقية في عينيه ".فالكتاب المقدس يؤكد إن نور القمر مستقل بذاته، تلك حقيقة لا ينكرها من يقرأ عباراته. وانظر أيضاً: حزقيال32/7، وإشعيا 13/10 و30/26، ومرقص13/24، ومتى24/29. بينما العبارة المذكورة في سفر أيوب تبين أن القمر كان يراه الناس مضيئاً، ثم صاروا لا يرونه كذلك بتعبير أدبي شاعري..
3- للأرض زوايا أربعة !!!
لا يمكن لأحد أن يفكر أن للكرة الأرضية زوايا ذلك لأن الأشكال الهندسية ـ عدا الدائرية ـ فقط هي التي لها زوايا، إلا أن الكتاب المقدس يدعي بأن للأرض أربعة زوايا !
وهذا طبقاً لما جاء في سفر الرؤيا [7/1]: " ورأيت بعد ذلكَ أربعة ملائكَة واقفين على زوايا الأرض الأربع، يحبسون رياح الأرض الأربع، فلا تهب ريح على بر أو بحر أو شجَر ".
ومثله في سفر حزقيال [7/2]: " النهاية قد أزفت على زوايا الأرض الأربع ".
وهي مسطحة بحسب الإصحاح الرابع من سفر دانيال: " فرؤى راسي على فراشي هي اني كنت ارى فاذا بشجرة في وسط الارض وطولها عظيم. (11) فكبرت الشجرة وقويت فبلغ علوها الى السماء ومنظرها الى اقصى كل الارض. (12) اوراقها جميلة وثمرها كثير وفيها طعام للجميع وتحتها استظل حيوان البر وفي اغصانها سكنت طيور السماء وطعم منها كل البشر ". كيف يراها الكل، إذا كانت الارض كروية؟!
ومثلها دليل آخر على كون الأرض غير كروية في الكتاب المقدس: ما كتب متى في إنجيله [4/ 8] عن تجربة الشيطان للمسيح: " ثم أخذه إبليسُ أيضاً إلى قمة جبلٍ عالٍ جداً، وأراه جميعَ ممالك العالم وعظمتها، وقال له: أعطيك هذه كلها إنْ جثوت وسجدتَ لي ". فكيف رأى جميع الممالك ؟!
4- يقول بولس: " أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها ". [أفسس 5/ 26] وهذا الكلام خطأ لأنه لم تكن هناك كنائس في زمن المسيح، ولم يأت المسيح بدين جديد، والكنائس بنيت بعد المسيح بعشرات السنين.
5- قال متى في إنجيله [27/51 - 54] عند موت المصلوب: " (51) واذا حجاب الهيكل قد انشق الى اثنين من فوق الى اسفل. والارض تزلزلت والصخور تشققت. (52) والقبور تفتحت وقام كثير من اجساد القديسين الراقدين. (53) وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين. (54) واما قائد المئة والذين معه يحرسون يسوع فلما رأوا الزلزلة وما كان خافوا جدا وقالوا حقا كان هذا ابن الله ".
هذه الحكاية كاذبة ويدل على كذبها عدة وجوه:
أولاً: هذا الحدث مناقض للموجود في أعمال الرسل [26/23]: " أن المسيح يتألم ويكون أول من يقوم من بين الأموات ". فلو صح قيام القديسين من قبورهم، لم يكن المسيح أول قيامة الأموات، وأي الأمرين أخذت به لزمك تكذيب ما سواه.
ثانياً: كيف كان حال هؤلاء الموتى بعد قيامهم من قبورهم؟ ولمن ظهروا ومع من تكلموا؟ وأين بقيت أكفانهم، وهل كانوا حفاة عراة بين أهالي أورشليم، وماذا حدث لهم بعد ذلك، وهل بقوا أحياء أم رجعوا إلى قبورهم ؟!
ثالثاً: أن هذه الأمور العظيمة، لما كانت ظاهرة ومشهورة، يستبعد جداً أن لا يكتبها أحد من مؤرخي ذلك الزمان، وإن امتنع المخالف عن كتابتها لأجل سوء الديانة والعناد، فلا بد أن يكتبها الموافقون، لا سيما لوقا الذي وعد في الاصحاح الأول من إنجيله أنه يكتب كل شيء بتتبع وتدقيق.
رابعاً: أن اليهود ذهبوا إلى بيلاطس في اليوم الثاني من الصلب قائلين: يا سيد قد ذكرنا أن ذلك المضل قال في حياته أني أقوم بعد ثلاثة أيام، فمر الحارسين أن يضبطوا القبر إلى اليوم الثالث وقد صرح متى أن بيلاطس وامرأ ته كانا غير راضين بقتله فلو ظهرت هذه الأمور ما كان يمكن لهم أن يذهبوا إليه والحال أن حجاب الهيكل منشق والقبور مفتوحة والأموات حية لأن بيلاطس لما كان غير راض من أول الأمر ورأى هذه الأمور أيضاً لصار عدواً لهم وكذبهم، وكذا كان ألوف من الناس يكذبونهم.
خامساً: هذه الأمور آيات عظيمة، فلو ظهرت لآمن كثير من اليهود والروم على ما جرت به العادة ألا ترى أنه لما نزل روح القدس على الحواريين وتكلموا بألسنة مختلفة تعجب الناس وآمن نحو 3000 آلاف رجل كما هو مصرح في الإصحاح الثاني من سفر أعمال الرسل. وهذه الأمور أعظم من حصول القدرة على التكلم بألسنة مختلفة.
لا يمكن مقارنة ما في القرآن الكريم من حقائق علمية، كانت سبب رفعة العرب بعد جاهليتهم. بأغلوطات علمية كانت سبباً في تأخر النصارى، الذين لم يتقدموا قبل لفظها وراء ظهورهم، بعد الثورة الفرنسية.
  #1346  
قديم 12-12-2013, 05:00 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

تعقيب على تعليقات هستيريا تنصير العالم

بقلم الدكتورة زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية
نظرا لعدد الردود والتعليقات التى وصلتنى حول مقال "هيستريا تنصير العالم"، فل "هيستريا تنصير العالم"، فقد آثرت دمج أهم ما ورد بها فى رد واحد علّه يفيد أكبر عدد ممكن من الذين راسلونى أو علقوا على نفس المواقع التى نشر بها.
وأكثر ما أدهشنى فى هذه التعليقات المعترضة على المقال هو: ضحالة مستوى المعلومات العامة لكاتبيها وجهلهم الشديد حتى فيما يتعلق بالمسيحية التى يدينون بها وبتاريخها، سواء القديم أو المعاصر، وعدم متابعتهم للأحداث، وحشر موضوعات متعددة لا شأن لها بموضوع المقال، إضافة إلى انهم لم يفهمو المقصود من الموضوع الذى تناولته. أى انهم بدوا كأناس لا يقرأون، وإن قرأوا فلا يُدركون تماما معنى ما يقرأونه. فالمقال كان يدور أساسا حول الهَوَس الذى يقود به الفاتيكان عملية تنصير العالم، إعتمادا على نصوص فنّدها العلماء، وعلى أقوال لم ينطق بها يسوع، هذا من جهة، ومن جهة أخرى تساؤل حول وضع اليهود، الذين اعترف لهم الفاتيكان بدولة لا حق لهم فيها بكل المقاييس، وعن وضعهم من عملية التنصير العالمية هذه؟ هل سيتم تنصيرهم أم إن الفاتيكان هو الذى سيتهوّد ؟!
ونظرا للخلط والتداخل الشديد بين العناصر التى تناولوها، وكلها تقريبا خارج أو على هامش الموضوع، فسوف أتناول كل منها على حدة حتى يعوا تماما ما أقول وعلها تفيدهم كمعلومات عامة:
* التهجم على المسيحية: إن الاستشهاد بالحقائق العلمية التى بدأت تتوالى منذ عصر التنوير فى الغرب، والثابتة تاريخياً، بأسلوب علمي موضوعي، لا يسمّى "تهجما على المسيحية " إلا فى نظر من لا يعرف هذه الحقائق أو يعتم عليها لعدم إنتشارها..
* التشكيك فى ثوابت المسيحية: إن ما كُتب حول هذه النقطة، منذ عصر التنوير حتى يومنا هذا، وكثير من هذه الأبحاث بأقلام لاهوتيين، وأغلبه أتى تحت بند "التحريف فى المسيحية"، إذ أن تلك هى السمة الرئيسية لها، أصبح من أبجديات المعلومات العامة. وإثبات وانتشار هذه الحقائق المُرّة هو الذى أدى بالغرب إلى الإلحاد والإبتعاد عن ذلك الدين، وليس طغيان المادة كما يردد بعض المدافعين.
* الزعم بوجود آلاف المتناقضات: لو طالع أي قارئ الموسوعة البريطانية لعرف أن هناك أكثر من 150 الف تناقض وتحريف وأخطاء ترجمة عن النص اليوناني المكتوب في القرن الرابع ويسمى "الفولجات". وهذا النص كتبه القديس جيروم، الذى أعترف في مقدمة هذه النسخة أنه قام بالتوفيق والتغيير والتبديل اللازم، بين عشرات الأناجيل، لتخرج "الفولجات" فى الشكل الذى هي عليه. وهو النص الرسمى الذى فرضته الكنيسة لأكثر من الف عام على ان الله "هو المؤلف"، ثم تراجعت عن ذلك ! وقد رفع العلماء حديثا رقم هذه الآلاف إلى الضعف، أي إلى أكثر من عدد كلمات العهد الجديد نفسه..
* إتهامى بزعم أن إضافات كثيرة أضيفت: لو أن القراء الأجلاء قد تابعوا أعمال معهد ويستار (Westar Institute) بأمريكا، وما قام به من أبحاث تحت عنوان "ندوة يسوع" jesus seminar 200، الذي بدأ نشر نتائج أبحاثه منذ عام 1992، وهى أبحاث ساهم فيها أكثر من مائتين عالم متخصص فى اللاهوت والتاريخ الكنسي واللغوي، وخرجوا منها بأن 82 % من الأقوال المنسوبة ليسوع لم يتفوه بها، وإن 86 % من الأعمال المنسوبة إليه لم يقم بها، لو أنهم يقرؤون ويتابعون تاريخ عقيدتهم لما كتبوا هذه العبارة أو إتهموني بالتهجم على المسيحية !

* مجمع الفاتيكان الثانى (1965): عا
ر علي كل مسيحي تفضل بالرد عليّ عدم متابعة المجامع المسكونية خاصة، أي العالمية، والتي تعد قراراتها مُلزمة لجميع المسيحيين بمختلف توجهاتهم ومشاربهم التى وصلت فى أمريكا، التي يتغنون بها، إلى أكثر من 33.000 طائفة، وعدم معرفة قرارات هذا المجمع تحديداً، إذ تم وصفه فى الغرب المسيحي بأنه "أول مجمع هجومي في التاريخ". وذلك لأن كافة المجامع السابقة كانت تلفيقية، بمعنى: محاولة رأب أي صدع جديد قبل أن يتسع. وقرارات هذا المجمع الفاتيكانى الثاني صدرت في عدة وثائق، موجودة في إصدارات الفاتيكان وغيره من المكتبات، و يمكنكم مطالعتها إن شئتم.. وأبادر بتلخيص أهم هذه القرارات، وهي:
1 ـ تبرأة اليهود من دم المسيح، رغم وجود أكثر من مائة آية تتهمهم صراحة في الأناجيل. وهذا القرار وحده من الأسباب الرئيسية الحديثة لتباعد الكثير من الأتباع في الغرب، فالتلاعب بالنصوص صارخ إلى درجة لا يمكن إغفالها. والأناجيل لديكم وإقرأوها.
2 ـ إقتلاع اليسار في عقد الثمانينات، هو ولاهوت التحرر في أمريكا الجنوبية. وهو ما تم تنفيذه فعلاً، سواء بإسقاط الإتحاد السوفييتى أو بإخراس الأسقف ليوناردو بوف (Leonardo Boff) وأتباعه.
3 ـ إقتلاع الإسلام في عقد التسعينات حتى تبدأ الألفية الثالثة والعالم كله قد تنصر.
4 ـ توصيل الإنجيل لكافة البشر، وهي الصيغة المضغمة الأولى التى أعلنوا بها قرار تنصير العالم، أملاً في تمرير القرار دون ردود أفعال تُذكر.
5 ـ توحيد كافة الكنائس تحت لواء كاثوليكية روما ـ علماً بأن الخلافات بينها عقائدية. وذلك يعنى أن تتنازل الكنائس الأخرى عن عقائدها، وهو ما بدأ تنفيذه فعلاً، وما عليكم إلا المتابعة ! ومنذ ثلاثة أيام، أي في 23 نوفمبر الحالي، في اجتماع الكرادلة، أكد البابا بنديكت السادس عشر أنه لا تراجع فى عملية توحيد الكنائس بمعنى اقتلاعه لفرض كاثوليكية روما..
6 ـ فرض عملية التبشير على كافة الأتباع الكنسيين منهم والعلمانيين أو المدنيين. وهو ما يمثل الهَوَس الدائر حالياً على الصعيد العالمي.
7 ـ إستخدام الكنائس المحلية فى عملية التبشير ( وآخر نقطتين 6 و7 تضعان الأقليات المسيحية فى موقف عدم الأمانة بالنسبة للبلدان الإسلامية التى يعيشون فيها).
8 ـ إختلاق بدعة الحوار مع الديانات غير المسيحية ـ فالحوار فى كافة الكتابات الخاصة به، في الوثائق الفاتيكانية، يعنى: " فرض الإرتداد والدخول فى سر المسيح ".
9 ـ إنشاء لجنة للحوار.
10 ـ إنشاء لجنة لتوحيد الكنائس وكل من هاتين اللجنتين برئاسة أحد الكرادلة.
وفى عام 1982 أعلن البابا يوحنا بولس الثانى ضرورة تنصير العالم صراحة، وهو ما عبّرت عنه جريدة "لوموند ديبلوماتيك" الفرنسية قائلة آنذاك " أنه يمشى على الإسلام بشاحنة من حجارة " ! وفى عام 1995 أصدر نفس ذلك البابا خطاباً رسولياً بعنوان: "عشية الألف الثالثة" وهو ما وصفته الصحافة الفرنسية عند صدوره بأنه "بمثابة الخطة الخمسية لتنصير العالم ".. كما يمكن للأخوة الأفاضل الإطلاع، على الأقل، على أعمال "معهد أبحاث تنصير العالم" فى لوزان بسويسرا، ليروا المبالغ التى تُعد بالتريليونات من أجل التنصير، وأنه يوجد أكثر من 45 مؤسسة كنسية رسمية عالمية من أجل تنصير الشعوب، ومنها منظمة "سان إيجيديو" (SantEgidio)، و"فوكولارى" (Foccolari) وكل منها يتبعها عشرات بل مئات المنظمات الفرعية..

* مؤسسة الفاتيكان: دفاع بعض الأخوة عن هذه المؤسسة ساذج إلى درجة الهزل ! فما من إنسان أصبح يجهل اليوم ما يمتلكه الفاتيكان من مؤسسات ترويعية، وأولها محاكم التفتيش التى تغير إسمها في مجمع الفاتيكان الثانى (1965) إلى "لجنة عقيدة الإيمان"، ومحاكم التفتيش هذه لا تزال سارية، وسارية المفعول القمعي، وكان يترأسها فى آخر أربع وعشرين سنة الكاردينال راتزنجر، المعروف حاليا تحت اسم البابا بنديكت السادس عشر. ولا أقول هنا شيئا عن منظمة "أوبس داي" (Opus Dei) ول
ا عن مدى تدخلها فى القيادات العليا للمنظمات الدولية والسياسية والإجتماعية على مستوى العالم، وتكفى الإشارة إلى ما قامت به حديثا من أعمال وملاحقة، للحد من وقع رواية "شفرة دافنشى" والفيلم المأخوذ عنها على الأتباع. وللعلم: إن الفيلم لم يُمنع من العرض إلا فى البلدان التى بها أقليات مسيحية على الصعيد العالمي ! ويمكن مراجعة المقالات الثلاث التى كتبتها حول هذا الموضوع..
* الألعاب الأولمبية و استخدامها فى التبشير: لو أن كاتب هذه الملاحظة قد تابع نشاط الفاتيكان حاليا ولجان التنصير لها له ما يعدّونه من الآن للدورة الأولمبية القادمة عام 2008 التى ستنعقد فى الصين، والقول صراحة: " يقينا أن الوضع الدينى فى البلد لن يصبح كما كان عليه قبلها " وقد تم تعيين أسقفا جديدا فى الصين والعمل جارى على قدم وساق من أجل زيادة إيقاع عملية تنصير الصينيين !..
* الإنجيل لم ينتشر أبداً بالقتل والغزو: من أكثر الأمور التى باعدت الأتباع فى الغرب عن الكنيسة كل ما تكشف من أهوال حتى باتت عناوين من قبيل "الصفحة السوداء للكنيسة" أو "الصفحة السوادء للمسيحية" من أكثر الكتب التى تناولت الأهوال القمعية التى قامت بها المؤسسة الكنسية على مدى تاريخها، ولا أذكر هنا إلا على سبيل المثال لا الحصر: ما قام به الإمبراطور شارلمان وذبحه للآلف يومياً لرفضهم التنصير، وتنصير الأوربيين بالسيف، أوالحروب الصليبية التى لم ترسلها الكنيسة إلى المسلمين وحدهم وإنما إلى كل من خالفها من الشعوب المسيحية مثل الفودوا والكاتار والبوجوميل الذين أبادتهم عن بكرة أبيهم لأنهم يدينون بالأريوسية الرافضة لتأليه المسيح. وهى البدعة التى تمت فى مجمع نيقية سنة 325 م. ومحاكم التفتيش، وحرق الناس أحياء، وفرض الف عام من الظلمات والتعتيم، وإقتلاع السكان الأصليين للأمريكتين، ومنع قراءة الأناجيل حتى لا يكتشف أحد القراء ما يتم بها من تعديل وتغيير.. ولا أقول هنا شيئا عما كالته الكنيسة لليهود بغرسها معاداة السامية منذ صياغتها للأناجيل، وهم يتفننون حاليا فى كيفية أن يُشربوها نفس الكأس، بالتدريج، حتى يتمكنوا تماما ـ وكله تاريخ مكتوب ومُعاش، وتصل أرقام قتلاه إلى عشرات بل مئات الملايين، فكيف تجهلونه ؟!
* حمل الجنود الأمريكيين للكتاب المقدس: إن تكرار هذه الملاحظة لدى أكثر من معلق يجعلنى أقول: قسما بالله أنا خجلة لمستوى معلوماتكم العامة ولمتابعكم الأحداث القريبة ولا أقول حتى التاريخية، ولطريقة لىّ الحقائق.. وإن كنتم طلبة عندى فى الجامعة لأعدتكم إلى المرحلة الإبتدائية ! ففضيحة إقحام المبشرين والأناجيل مع العتاد الحربى للغزو الأمريكى فى أفغانستان وخاصة فى العراق، وعبارات جيرى فالويل المتعصبة وغيره من المبشرين تناولتها الصحافة الغربية ومجلاتها، باسهاب بالصور والأرقام، قبل أن تتناولها الصحافة العربية أو المحلية. إن لىّ الحقائق وتحريفها لا يقلل من شأنها أبدا وإنما يمس بمصداقية من يقوم بذلك وبأمانته الموضوعية..
* بناء كنائس فى السعودية: في حدود مستوى معلومات كاتب هذه الملاحظة، لعله لا يعرف أن ارض السعودية بكلها أرض حَرَم، بقول الرسول عليه الصلاة والسلام، ولا يجوز فيها بناء أى دور عبادة اخرى غير الإسلام، وإستشهاده بالمسجد المبني قرب المطار فى روما، وليس "قرب الفاتيكان" كما زعم، إستشهاد فى غير مكانه، إلا إن كان يرى أن يسمح الفاتيكان ببناء مسجد داخل أرضه التى هى 0.44 كم مربع، عندها يحق له الكلام والإقتراح، ورغمها، فالآرض الحَرَم فى الإسلام لا مساس بقدسيتها.
* إنكار مجهودات الغرب في الحد من الفقر والتى لا ينكرها إلا كل مخادع: أبدأ بقول إن إسقاط عملية "الخداع" علىّ غير مجدية فكل كلمة أقولها أو أكتبها فى هذا المجال موثقة علمياً ولا يمكن تفنيدها ! أما تلك المجهودات التى يعنيها من طرح هذه الملاحظة، فكلها مرتبطة يقينا و بلا إستثناء بعمليات التنصير، وما عليه إلا مراجعة الوثائق الرسمية للمؤسسات التبشيرية العالمية ذاتها، وعددها أكثر من ثلاثمائة، وفقا لبيانات معهد التنصيرالسالف الذكر فى لوزان، وإلى توجيهات الفاتيكان ومساعيه حتى في هيئة الأمم وغيرها من المنظمات الدولية، بل ولدى الملوك والرؤساء ـ على حد قول البابا يوحنا بولس الثاني في كتاب " الجغرافيا السياسية للفاتيكان ".
* لم يسمع أحدهم عن مجرد عملية توزيع كتيب أو إنجيل !: من الغريب أن رجل الأعمال الأمريكي دوج بيري، فى كانزاس سيتى، قدم تقريرا هذا الأسبوع، عن حالة الفساد التى تعم منظمات التبشير التى تنفق أكثر من 1.1 مليارا من الدولارات سنويا على كتيبات الدعاية التبشيرية بثلاثة آلاف لغة مختلفة، ورغمها لم يتنصر العالم بعد ! ويمكن قراءة التقرير فى نفس معهد لوزان للتنصير، وهذا الموقع ملىء بالمعطيات التى تفيدكم كمعلومات عامة وكثير مما يتم لتنصير العالم..
* تبرع بيل جيتس ووارين بوميت: لا شك فى أنهما قد حازا بتقدير وإعجاب كل من طالع الخبر، لكن، لكي نكون أمناء، لقد أغفل كاتب هذا التعليق في عرضه للموضوع أن الضرائب هناك تصاعدية، وأن التبرعات تخصم من الوعاء الضريبي.. أو لعله لا يعرف هذه المعلومة البدائية أيضا ؟ وهذا لا يقلل من قيمة عملهم الخيرى.
* مهاجمتي للعقيدة المسيحية وأننى "أتخفى وراء هكذا خطابات وهكذا عناوين" أو تعليق القارىء الآخر "بأنها الطريقة المثلى الآن للترقى والحصول على المكاسب والمناصب": سبق و أوضحت أننى لن أتدنى إلى مستوى بعض العبارات السوقية الواردة فى هذه التعليقات، فأنا لا أهاجم العقيدة المسيحية وإنما أنتقد تصرفات بعض المسؤلين عنها ومحاولتهم إقتلاع الآخر وتنصير العالم، والفرق شاسع بينهما. فالمؤسسة الكنسية التى دأبت على مهاجمة وإقتلاع العقائد الأخرى منذ بداية الإعتراف بها كديانة رسمية للإمبراطورية الرومانية فى القرن الرابع، وحتى الآن، هى التى لا تعرف معنى للتسامح أو لوجود الآخر.
وللعلم: إن إيمان المسلم لا يكمل إلا لو آمن بكل الرسل والأنبياء السابقين ومنهم السيد المسيح عليه الصلاة والسلام. وكلنا كمسلمين نؤمن به ونجلّه كنبى من الأنبياء وليس كإنسان تم تأليهه فى مطلع القرن الرابع وأدى إلى ما أدى إليه من مجازر.. ولو رجعتم إلى الأناجيل الحالية رغم ما تم بها من تعديل وتبديل ستجدون أن السيد المسيح بفرّق بينه وبين الله عز وجل، وانه فى زمنه كان يُعد "إنسا نبيا مقتدرا " بين قومه، ـ رغم أن أسرته كانت تتهمه بالجنون ! وهذه من ضمن التناقضات الموجودة والتى أغضبتكم الإشارة إليها ! ومن الواضح أنكم لا تقرأون حتى الأناجيل التى تتبعونها.
أما عن المناصب والمكاسب، وله كل العذر بمستوى معلوماته كاتب هذه العبارة، فلعله لا يعرف أننى كنت أشغل منصب أستاذ للحضارة ورئيس قسم اللغة الفرنسية وآدابها، وتقدمت بمعاش مبكر لأتفرغ للبحث العلمى والدفاع عن دينى بكشف موقف الغرب من الإسلام. ونظرا لحساسية الموضوع الذى تفرغت له وكرست له حياتى، وخاصة فى نظر من هم فى مستواكم المعلوماتى، فأنا لا أكتب كلمة إلا وكانت وثيقتها العلمية عندى. وبالمناسبة، لى حوالى عشرين كتابا بالعربية والفرنسية فى هذا المجال، آخرها: "المساومة الكبرى، من مخطوطات قمران إلى مجمع الفاتيكان الثانى".. ويوم يمكنكم الإطلاع عليها وعلى كشف المراجع الموجودة بكل منها، وكلها مراجع أجنبية، واستيعاب ما بها، عندئذ فحسب يمكنكم مناقشتى فيما كتبت، وليس بالمستوى العلمى والمعلوماتى بل والأدبى الذى أنتم عليه الآن.
يمكن مراسلة المؤلفة على الإيميل التالي:
[email protected]
  #1347  
قديم 12-12-2013, 05:01 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

التبشير أجباري بأمر من البابا

بقلم الدكتورة زينب عبد العزيز

علم الفاتيكان
أستاذة الحضارة الفرنسية
فى الرابع عشر من ديسمبر 2007 أصدرت لجنة عقيدة الأيمان " مذكرة توضيحية حول بعض ملامح التبشير "، تؤكد فيها أن عملية التبشير التى يقودها الفاتيكان ( بهيستريا جامحة فى كافة الإتجاهات فى العالم )، هى ضرورة لا بد منها ولا نقاش فيها، وأنها حق موكل إليها من الرب يسوع مباشرة، على أنها الكنيسة الوحيدة بين كافة الكنائس التى تتمتع بهذا الإمتياز الخاص ـ إذ أن باقى الكنائس ناقصة أو معيبة وفقا لما أعلنه البابا فى يوليو الماضى !
وهذه المذكرة هى ثمرة جهود مضنية بدأت منذ عدة سنوات، عندما كان رئيس اللجنة هو الكاردينال راتزنجر، البابا الحالي الذى يترأس الفاتيكان. وفى هذه الوثيقة تعيد الكنيسة الكاثوليكية تأكيد حقها فى تنصير العالم، وترفض بموجبها كل الإتهامات التى وجهها إليها ألكسيس الثاني، باتريارك الروس الأرثوذكس، اعتراضاً على عمليات التبشير التى يقودها الفاتيكان فى روسيا، لتحويل الأرثوذكس إلى كاثوليكية روما، وذلك منذ ان تم غرس أربعة أسقفيات كاثوليكية فى روسيا عام 2002.
ففي 12/2/2002 كانت الكنيسة الكاثوليكية قد قامت برفع درجة إدارتها الرسولية في الأراضي الروسية إلى درجة أسقفيات. مما أدى آنذاك إلى إعتراضات عنيفة من جانب الباترياركية الأرثوذكسية فى موسكو. وعند عدم إستجابة الفاتيكان لاعتراضاتها، قرر ألكسيس الثاني تجميد العلاقات الرسمية بينه وبين الكرسي الرسولى. فبالنسبة للمسؤلين الأرثوذكس الروس إعتبروا محاولات التبشير التى يقودها الفاتيكان لتحويلهم إلى الكاثوليكية، " عمليات إستفزازية و محاولة لإقتلاعهم من عقيدتهم ".
وبخلاف الكنائس الشرقية، التي تعترف بسيادة السلطة البابوية فى روما، فإن "الاتهام الموجه من جانب الكنيسة الأرثوذكسية فى موسكو ضد عمليات التبشير التى يقودها الفاتيكان تسمم العلاقات بين روما وموسكو منذ فترات بعيدة ". بل لقد تسببت هذه الإتهامات من جانب الكنيسة الروسية إلى إفساد أعمال اللجنة المشتركة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية إلى درجة أدت إلى وقف المناقشات خلال إجتماع لهم فى مدينة بلتيمور بالولايات المتحدة عام 2000، ولم يتم إستئنافها إلا عام 2006.
ولا يكف المسؤلون عن باترياركية موسكو عن الإحتجاج بانتظام ضد عمليات محاولة إقتلاع الأرثوذكس الروس عن عقيدتهم لصالح كاثوليكية روما. وفى اللقاء الذى تم يوم 7/12/2007 بين البابا بنديكت السادس عشر وسيريل سْمولنسك Smolensk، رئيس أساقفة الروس المسؤل عن العلاقات الخارجية للكنيسة الروسية، قد أوضح أنه لكى تكون العلاقات طيبة بين الكنيستين، الروسية والفاتيكانية، فإنه يتعين على الفاتيكان التخلى عن الأسقفيات التى أنشأها فى الأراضى الروسية ويكتفى بإعادتها إلى ما كانت عليه، أى إلى مجرد إدارات رسولية لا يحق لها ممارسة أى نشاط تبشيرى,
وفى 14 ديسمبر الحالي، عندما قام الفاتيكان بالإعلان عن تلك " المذكرة التوضيحية حول بعض ملامح التبشير"، فإنه قد تمت مراعاة عدم ذكر أن هذه الوثيقة بمثابة رد واضح صريح لرفض إتهامات موسكو، والاكتفاء بقول: " إن هذه الوثيقة قد تمت صياغتها قبل الإتهامات الحديثة التي أعلنتها الكنيسة الأرثوذكسية " !.
والمعروف أن الكاردينال وليم جوزيف ليفادا، رئيس لجنة توحيد الكنائس تحت لواء كاثوليكية روما، لم يحضر حفل الإعلان عن هذه المذكرة، وأنه كان قد أعرب رسميا يوم 23 نوفمبر الماضي عن " ضرورة تحسين طريقة تقديم الوثائق العقائدية للكرسي الرسولي، خاصة عندما تكون هذه الوثائق قد تؤدى إلى جرح مشاعر المسيحيين الآخرين " !! وعلى الرغم من عدم موافقته على أسلوب المذكرة، فمن الواضح أن البابا قد مررها اعتماداً على باقي الأعضاء متخطيا رئيس اللجنة وإحتجاجه..
فالمذكرة تنص على " أن التبشير يتم أيضا فى بلدان يعيش فيها مسيحيون غير كاثوليك، خاصة في البلدان التي لها تراث وثقافات مسيحية قديمة "، إشارة إلى البلدان التى بها أرثوذكس، وأن ذلك " يتطلب إحترام تراثهم وضرورة إيجاد روح التعاون بينهم".. احترام، لكنه لا يمنع عملية إرتدادهم ! لذلك تشير المذكرة بنفس الأسلوب الملتوي، الشبيه بتلك النكتة التى تكشف عن الديمقراطية والحرية في عالم الحيوان، حينما يسأل الأسد ضحيته : " أكلك مسلوق ولا مشوى ؟! " .. إذ تنص المذكرة قائلة بوضوح :
" إذا تقدم أحد المسيحيين غير الكاثوليك، لأسباب ترجع إلى ضميره وقناعته بالحقيقة الكاثوليكية، طالبا التحول إلى الكاثوليكية، فلا بد من إحترام رغبته على إنها من عمل الروح القدس !.
كما تشير المذكرة إلى الميزة العقائدية للكنيسة الكاثوليكية، مستشهدة بأحد اقوال البابا بنديكت السادس عشر : " إن التبشير بالمسيحية والإعلان عن الإنجيل هي الخدمة الأولى التي يمكن للمسيحيين أن يقدمونها لكل إنسان وإلى الإنسانية جمعاء، بما أن ذلك مطلوب منهم للتعبير عن حب الله الذي تكشّف كلية فى ابنه، فالفادي الوحيد للعالم هو: يسوع المسيح " !!.
ولم أتناول هذه هذه الجزئية من المذكرة وما تحتويه من عبارات تؤكد أن عملية تبشير وتنصير العالم وفقا لكاثوليكية روما، بناء على قرارات مجمع الفاتيكان الثانى (1965)، هي مسألة محسومة ولا رجعة فيها ولا نقاش، إلا لأوضح للذين ينفونها مندهشين أو لا يتصورون إمكانية حدوثها، أو لا يستعقلونها، فهذا القرار من جانب الفاتيكان هو أمر واقع لا محالة، وغني عن القول الإشارة إلى ما يدور اليوم من عمليات تنصير إستفزازية فى كافة بلدان العالم الإسلامي، وهو ما يضع أمانة الإخوة المسيحيين تجاه البلد محل نظر !. وإذا أخذنا فى الإعتبار بعض العبارات الواردة بهذه المذكرة على سبيل المثال، وغيرها كثير:
" أن التبشير بالإنجيل لا يعنى المطالبة بتغيير الدين وإنما هو واجب كنسي، وإن التعبير عن الإيمان المسيحى والإعلان عن الإنجيل لا يعنى أنه القيام بعملية تبشير غير مشروعة، وإنما هي من صميم حق المسيحية " ! وإن "دعوة الشخص بصورة أمينة، مع مراعاة ذكاءه وحريته، لأن يذهب طواعية للقاء المسيح وإنجيله، ليس تدخلاً في غير مكانه فى حقه، وإنما هي خدمة شرعية وجليلة تقَدَم له بحيث تجعل العلاقات بين البشر أكثر ثراء " !!. أو أنه " لا بد من الفهم بوضوح أن الإنضمام كاملا إلى المسيح، الذي هو الحق، والدخول في كنيسته، لا يقلل من الحرية الإنسانية وإنما يرفع من شأنها" ! و " أن كل النشاط الكنسي له بُعد تبشيري أساسي ولا يمكن فصله أبداً عن الالتزام بمساعدة كل البشر على لقاء يسوع فى الإيمان ".. وأن المسيحية هي " الحقيقة الوحيدة التى يجب أن تنغرس فى قلوب البشر "، أو:" إن الإعلان عن المسيح، ابن الله الذي تجسد بشرا، وأنه المنقذ الوحيد، بصراحة وإخلاص تبشيري، دون خشية مخاوف لا أساس لها، إعتمادا على قوة الحق الناجم عن الرب شخصيا سيساند الحقيقة الوحيدة التى يجب أن تنغرس فى قلوب البشر " ..
وإضافة إلى ذلك فإن المذكرة توجز عملية التبشير " بأنها واجب لا يمكن للمسيحيين التخلي عنه، وفى نفس الوقت أنها أحد حقوقهم التى لا نقاش فيها، وتعبير عن الحرية الدينية التي لها أبعادها الموازية للقيم الأخلاقية الإجتماعية والسياسية، وأن أية شهادة مسيحية تظل عاجزة ما لم يمكنها الإعلان بوضوح وبلا مواربة عن ربنا يسوع " . أى إن المسيحي الذى لا يشارك فى عملية التبشير، التى فرضها مجمع الفاتيكان الثانى على كافة الأتباع، يعد إيمانه بمسيحيته ناقصا !
ومن ناحية أخرى، إذا أخذنا فى الإعتبار الخطاب الذى سعى الفاتيكان إلى أن يكتبه بعض أعوانه من المسلمين، ووقّع عليه 138 مسلما من جميع أنحاء العالم، سواء ثقة أو حرجا ممن قدمه أو جهلا بكل تلك الخلفيات، لأدركنا فداحة الموقف : فقد إعتبره قادة الفاتيكان أنه يمثل إجماعا من المسلمين !.
وما هو مطلوب من المسلمين بموجب هذا الخطاب المشبوه هو : الإعتراف بأن الإرهاب من الإسلام، وبناء عليه لا بد من حذف آيات الجهاد من القرآن، وأننا نعبد نفس الإله الذى هو بالنسبة للمسيحيين "ربنا يسوع المسيح"، وبناء عليه لا بد من حذف كل الآيات التى تشير إلى الشرك بالله وتدين عملية تأليه المسيح وإختلاق الثالوث، وكلها آيات تعادل ثلث القرآن الكريم تقريبا !!
وما اقوله ليس ادعاءات على من كتبوه، فالخطاب منشور وله موقع على الإنترنت، لكنني أجزم بأنه مكتوب باسلوب غير أمين كمن يقول " لا تقربوا الصلاة " ويقسم بأن ذلك قرآنا، ويسقط باقي نفس الآية القائلة : " وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون " ! ويتضمن بصورة ملتوية عملية التمهيد لتنفيذ كل مطالب البابا بنديكت السادس عشر الرامية إلى إقتلاع الإسلام !! مثلما سبق للفاتيكان وتعاون مع المخابرات المركزية الأمريكية، أيام ريجان، بالتعاون مع جورباتشوف لإقتلاع اليسار ولاهوت التحرر ـ وفقا لقرارات مجمع الفاتيكان الثانى التى تم تنفيذها فعلا، فكلنا عاصرنا إقتلاع اليسار ورأينا كيف تغوَّلت وفحشت تلك السياسة التى يتبعها البيت "الأبيض" !
ولقد تعمدت فى هذا المقال إبراز السبب الحقيقى الذى أدى إلى كتابة هذه المذكرة التفسيرية، لحسم موقف الخلاف بين كنيستين مختلفتين، ليرى المهروِلون من المسلمين كيف أن حتى الطوائف المختلفة من نفس العقيدة المسيحية يصعب عليها التخلى عن معتقداتها، فما بالنا نحن، المسلمون، المطلوب منا إقتلاع الإسلام بأيدينا و تواطؤنا، ـ علما بأن الإسلام جاء أساسا لتصويب ماتم فى رسالة التوحيد فى المسيحية من تبديل وتعديل وتحريف وشرك بالله، فكيف نطيح بأدينا بكل ما أنزله الله سبحانه وتعالى إرضاءً للفاتيكان وتواطؤا معه ؟! إن النفس لتجذع اشمئزازا وغضبا من مجرد تصور هذا الهوان على بعض المسلمين !.
ولا يسعنى إلا أن أعرض هذه الوثائق والمعلومات على كافة المؤسسات الإسلامية فى جميع أنحاء العالم، وخاصة إلى اولئك الذين يساهمون فى عمليات الحوار المشبوه، المعروف بالحوار بين الأديان، والذي بات الغرض منه معلن بصريح العبارة، فتنصير العالم بات أمرا مفروغ منه فى نظر البابا بنديت السادس عشر !
إتقوا الله، أيها المسلمون، وأفيقوا من ثباتكم للدفاع عن الإسلام.
يمكن مراسلة المؤلفة على الإيميل التالي:
  #1348  
قديم 12-12-2013, 05:03 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الإساءة الدنماركية

د. علي بن عمر بادحدح
دكتوراه في أصول الدين ـ جامعة أم القرى
حب النبي صلى الله عليه وسلم إيمان تخفق به القلوب، ودم يجري في العروق، و ذكرٌ تلهج به الألسنة لأن الله جعل له المقام الأرفع والمكان الأسمى { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ* وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ }[ الشرح:1-2] وهو عليه الصلاة والسلام نبي الرحمة {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107] وهو رسول الصدق صلى الله عليه وسلم { والذي جاء بالصدق وصدّق به } [الزمر:33] وهو صاحب المقام المحمود {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا }[الإسراء:79]
إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم أصل من أصول الإيمان، يقول الله سبحانه وتعالى { قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } [التوبة:24]، فالله جل وعلا جمع في هذه الآية كل محبوبات الدنيا، وكل متعلقات القلوب، وكل مطامع النفوس ووضعها في كفةٍ وحب الله وحب رسوله في كفةٍ.
وفي الحديث الصحيح المشهور قوله: ( لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) (1).
ومعلوم أن من لوازم حبه صلى الله عليه وسلم الذبّ عن عرضه ، والغيرة على سنته ، والحمية له إزاء ما قد يوجه إلى جنابه الكريم من إساءةٍ لا تضر مقامه ولا تنقص من قدره قطعاً ويقيناً لكنها تؤثر في قلوب محبيه وتشعل في نفوسهم من الغيرة ما يحركهم للانتصار لنبيهم صلى الله عليه وسلم.
تكررت الإساءة الدنمركية بالرسوم الكرتونية وعاد الحديث مرة أخرى عن الإساءة والنصرة وهذه وقفات مهمة أقدّم لها بأن تصرفاتنا محكومة بأمرين:
الأمر الأول: أن تكون ابتغاء وجه الله وقصد مثوبته والتجرد لمرضاته وفق مراده وأمره.
والأمر الثاني: أن تراعي تحقيق المصلحة الشرعية للأمة الإسلامية. فليس من هدي الإسلام القيام بعمل بمجرد العاطفة المتقدة أو الحماسة المشتعلة فإن أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم قالوا له في بيعة العقبة الثانية ( لو شئت أن نميل على أهل هذا الوادي ميلة واحدة لفعلنا ) فقال: ( كلا إنا لم نؤمر بذلك) ولما جاء الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه بحماسته وغيرته في يوم صلح الحديبية أجابه سيد الخلق صلى الله عليه وسلم: (إني رسول الله وإنه لن يضيعني).
الوقفة الأولى: غضبنا جميعاً وسنغضب دائماً من كل من يسيء إلى رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم لأن حبه صلى الله عليه وسلم يستولي على قلوبنا، ولأن قدره هو الأرفع في نفوسنا ولأن ذلك يمس صميم ديننا ولكن دعوني ألفت النظر إلى غضب آخر من خلال القصة الشهيرة لإسلام عمر الفاروق رضي الله عنه يوم ذهب متوجهاً بغضبه وشدته وثورته يريد قتل النبي صلى الله عليه وسلم فاعترضه أحد المسلمين ولما عرف قصده غيّر مساره بذكاء وفطنة قال: اذهب أولاً إلى بيت أختك فإنها قد تبعت محمداً صلى الله عليه وسلم ، ولسان حاله يقول له: قبل أن تقاوم الأطراف الخارجية قاوم صفوفك الداخلية. فرجع عمر إلى بيت أخته وكان ما كان من إسلامه ورجع عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً محباً متبعاً بعد أن توجه سابقاً إليه كارهاً مبغضاً مقاتلاً.
نحن اليوم نتوجه للغيرة والغضب وذلك حق مشروع تفرضه علينا حقيقة الإيمان والغيرة لله عز وجل والحب والانتصار للرسول صلى الله عليه وسلم ، لكننا بحاجة إلى من يردنا إلى الجبهة الداخلية فيقول لنا: أين أنتم من غياب سنة وهدي نبيكم صلى الله عليه وسلم في بيوتكم؟ أين أنتم من غفلتكم عن العيش مع رسولكم صلى الله عليه وسلم بالإطلاع على سيرته والقراءة لسنته والمعرفة لأحكامه والإتباع لهديه ؟ إن علينا جميعاً أن نراجع أنفسنا ونحن ننصر نبينا صلى الله عليه وسلم في مدى قيامنا بلوازم إيماننا بحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فهو إيمان إقرار وتسليم، ومحبة وتعظيم وإتباع واقتداء هكذا ينبغي أن يكون.
لقد أساء القول لنبينا وهم غير مؤمنين به.
لكن ما شأن إساءة بعض المسلمين عندما يُخالفون هدي النبي صلى الله عليه وسلم فترى منهم تشجيع تبرج النساء ومتابعة القنوات والأفلام التي تعرض الفسق والمجون. وتبادل السباب والشتائم وهم يعلمون أن نبيهم صلى الله عليه وسلم لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا سباباً ولا طعانا.
أين موقفنا ممن يستهزئ بأحكام الشريعة من الحجاب وغيره من شعائر الإسلام. لماذا لم نغضب لذلك كله؟
لماذا لا نغضب ونلوم أنفسنا على تقصيرنا الكبير والكثير في حق نبينا صلى الله عليه وسلم ؟
لماذا لا ننتقل من الغضب العاطفي إلى العمل المثمر والإصلاح المؤثر لنغير واقع أمتنا ونزيل أسباب التطاول على ديننا ونبينا صلى الله عليه وسلم.
الوقفة الثانية: إن هدف الغضب هو التغيير ، فنحن نغضب ونريد إزالة ما سبب غضبنا ؛ ومن هنا فإن علينا أن نعمل ما يمنع تجدد الإساءة بل يحولها إلى إشادة ، نعم علينا أن نحول إساءة القوم إلى ثناء وتقدير، ولنسأل أنفسنا:
منذ أن حدثت الإساءة الأولى، ماذا قدمنا؟
كم كتاباً طبعنا أو ترجمنا للتعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم وسنته وسيرته وهديه؟
كم فلماً أنتجنا للتعريف بالأخلاق والمحاسن التي اشتملت عليها السيرة؟ كم جهداً دعوياً بذلنا؟ كم حواراً علمياً ومنهجياً أقمنا؟
لكي يكون لغضبنا ثمرة فلنحوله إلى طاقة ، ولكي يكون لغيرتنا أثر فلنجعلها دعوة.
إن نجاحنا الأعظم وانتصارنا الأكبر يوم نصل إلى تحويل شعوب العالم إلى شعوب تعترف بعظمة نبينا ، وتشيد بأخلاقه ، وتقر خيره وفضله على البشرية ، وأعظم من ذلك أن نحوّل المسيئين إلى مسلمين.
الوقفة الثالثة: إن ديننا العظيم يوجهنا إلى مراعاة المصالح الشرعية في تصرفاتنا ولذلك قال سبحانه: { وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ } [الأنعام:108] قال ابن عباس في سبب نزول الآية: " كان المسلمون يسبون آلهة الكفار فسبوا بذلك الله سبحانه وتعالى وهو إله المسلمين فنهوا عن ذلك " وقال ابن كثير رحمه الله في تفسيره عن سب آلهة الكافرين قال: " يقول تعالى ناهيا لرسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين عن سب آلهة المشركين، وإن كان فيه مصلحة، إلا أنه يترتب عليه مفسدة أعظم منها، وهي مقابلة المشركين بسب إله المؤمنين، وهو الله لا إله إلا هو "..
وذكر القرطبي في تفسيره عن حكمة هذا النهي قال: " فنهى سبحانه لمؤمنين أن يسبوا أوثانهم، لأنه علم إذا سبوها نفر الكفار وازدادوا كفرا " وقال أيضاً: " وفيها دليل على أن المحق قد يكف عن حق له إذا أدى إلى ضرر يكون في الدين " وهذه من الحكم الشرعية في مراعاة المصالح والمفاسد وكما قال بعض المفسرين أيضاً: " إن حقيقة النهي هو النهي عن ترك الدعوة إلى الشتم - كيف - قال كأن الله يقوم لا تتركوا دعوتهم ومحاجتهم بالحجة والبرهان إلى سب آلهتكم فتمتنع الدعوة ويحصل النفور" وذلك من الأمر المهم البارز الظاهر وقال القرطبي في هذه الآية: " إن حكمها مستمرٌ " وقال: " فمتى ما كان الكافر في منعة وخيف أن يسب الإسلام وأن يسب القرآن وأن يسب رسوله صلى الله عليه وسلم فإنه يمتنع من ذلك " وهذا الأمر مهمٌ جداً فإنه لا يجوز كما قال بعض أهل العلم أن يفعل بالكفار ما يزدادون به كفراً لأننا أمة دعوة ولذا نغضب ولكن دون أن نُحدث ما يزيد الإساءة.
الوقفة الرابعة: لابد أن ندرك أن القوم هناك لا يوقرون نبيناً مطلقاً ولا يقيمون لدينٍ وزناً لأن واقع أمرهم أنهم لا ينتمون حقيقةً إلى دينٍ وإن كانوا ينتمون اسماً وعليه فلا يكفي أن ننتقدهم ونذم فعلهم ونقف موقفاً يدركون منه عظم إساءتهم.
وهناك حقيقة أخرى وهي وجود فئات عنصرية حاقدة على الإسلام والمسلمين وهؤلاء يعملون على تأجيج الصراع بين المسلمين والمجتمعات التي يعيشون فيها وغرضهم عزل المسلمين وتشويه صورتهم بل ومضايقتهم لإخراجهم بكل الطرق وهؤلاء يعرفون باسم "النازيون الجدد ".
إلا أنه والحق يقال فإن جمهوراً كبيراً من شعوب تلك المجتمعات لا يعبر عن هذا الاتجاه كما قال تعالى: { لَيْسُوا سَوَاءً } [آل عمران:113]. وهذه الشريحة الأكبر في المجتمعات الغربية هي التي يجب أن نستهدفها بالجهود التي تبرز عظمة الإسلام وإعجاز القرآن ومكانة النبي صلى الله عليه وسلم ليقر هؤلاء بعد ذلك بحقنا كمسلمين في المحافظة على ديننا والغضب لرسولنا صلى الله عليه وسلم، ولا يتأثروا بما يبثه أولئك النازيون المتطرفون لأن هذه الإساءات لا تمثل حريةً حقيقية وإنما تمثل عنصريةً مخفية.
قد نعجب عندما نقرأ قوله تعالى: { لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ } [آل عمران:186]. إنها آية تجسد ما نحن فيه، نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قدم المدينة فوجد منا اليهود والمشركين في المدينة أنواعاً من الأذى لكنه صلى الله عليه وسلم لم يلتفت إلى ذلك وانطلق يقيم دعائم دولته ويؤسس قواعد المجتمع المسلم ولم يُقِم لتلك الأقوال وزنا حتى لا يحدث شرخاً في المجتمع الذي يعيش فيه دون أن يكون في ذلك تحقيقٌ للمصلحة الكبرى.
وما لبثت تلك الألسنة المؤذية أن خرست، وأُخرج اليهود من المدينة بسبب تتابع غدرهم وقبح أعمالهم.
والعمل بهذه الآية واجب علينا، فالصبر المأمور به في الآية يمنع من رد الإساءة بالإساءة، والتقوى تحفظ الإيمان في القلب وتبقي جذوة الغيرة مشتعلة لتنير الطريق إلى عمل مثمر مستمر في الدعوة إلى دين الله وليس هذا بالأمر الهين بل هو من عزائم الأمور كما قال الله عز وجل: { وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ } [آل عمران:186] " أي من صواب التدبير الذي لا شك في ظهور الرشد فيه ، وهو مما ينبغي لكل عاقل أن يعزم عليه ، فتأخذ نفسه لا محالة به " (2).
وعليه فقد آن الأوان لكي نقوم بالجهد المطلوب في دعوة البشرية وتعريفها بسيد الإنسانية نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم بكل جهدٍ علمي مدروس وبكل وسيلة حضارية تقنية وبكل منهجية حوارية دعوية حتى ننتصر لنبينا صلى الله عليه وسلم انتصاراً يتحول فيه العدو الذي كان مبغضاً لرسول الله إلى مؤمنٍ محبٍ له كما انتصر النبي صلى الله عليه وسلم وحقق المعجزة يوم حول الذين كفروا به وسبوه وآذوه إلى الذين فدوه بدمائهم وأرواحهم وجعلوا صدورهم تقيه سهام الأعداء.
لن نترك الغضب والحمية لنبـينا لكننا نريد أن نجمع إليها ما يترجمها بالصورة العظيمة المثلى التي فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم عملاً بوصية القرآن { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } [الأعراف:199] فالجاهلون الذين لا يقيمون وزناً لشيء قد يكون من الحكمة ترك الرد المباشر عليهم لتأتيهم بما هو أجل وأعظم ليتحولوا من الكفر إلى الإيمان، ومن الإساءة على الإحسان وما ذلك على الله بعزيز.
يمكن التواصل مع المؤلف على الإيميل التالي:
----------------
الهوامش:
(1) صحيح البخاري، حديث رقم [14] صحيح مسلم، حديث رقم [63].
(2) تفسير الرازي – [ج 5 / ص 3].
  #1349  
قديم 12-12-2013, 05:04 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الزوجان متساويان غير متماثلين

في حوار ونقاش طويل بين المساوين للرجل بالمرأة مع الاحتفاظ بالفوارق في التشريعات الشرعية في الميراث وغيره، وبين الرافضين تمامًا لمساواة المرأة بالرجل، توصل الفريق الأول إلى أن المرأة والرجل متساويان في الحقوق العامة كالأصل الواحد، وحق الحياة، وحق الحرية، وحق الكرامة، والذمة المالية المستقلة، وحق فض الحياة الزوجية بالتطليق من جانب الرجل والخلع من جانب المرأة، والحق في المشاركة في الحياة العامة وفق الضوابط الشرعية، والحق في العمل خارج البيت وفق الضوابط الشرعية أيضًا، والحق في التعليم وعدم التمييز في الحب والمعاشرة الزوجية، وعدم التمييز بين الزوج والزوجة في النشوز، وعلاجه إلى غير ذلك من الحقوق الممكنة للمرأة في الحياة الكريمة، والمعاملة الإنسانية الكريمة والحق في الاحترام والتكريم وغير متطابقين في الأحكام الشرعية.
وكل هذا مفصل في كتب تمكين المرأة في الشريعة الإسلامية ومنها كتابنا تمكين المرأة في الشريعة الإسلامية المطبوع عام 2007م بواسطة جمعية الشورى الإسلامية في مملكة البحرين ويوزع مجانًا.
وفي أثناء الحوار: استند المؤيدون لمساواة المرأة بالرجل إلى العديد من الآيات القرآنية، والأحاديث والسيرة النبوية مثل قوله تعالى: " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف " البقرة (228)، وقول ابن عباس أنه يتزين لزوجته كما يحب أن تتزين له لهذه الآية وقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: " إنما النساء شقائق الرجال "، وهو حديث صحيح، وتمكين المرأة في جميع مناحي الحياة. إما المعارضون فيستندون إلى قوله تعالى: " وليس الذكر كالأنثى " آل عمران (36)، وما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة، والنساء ناقصات عقل ودين، و(الرجال قوامون على النساء) النساء (34)، وميراث البنت نصف ميراث الابن، وحق الرجل في ضرب المرأة. وقد ثبت أن هناك خلط في فهم هذه الآيات وتولي المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف في مصر الرد على هذه الشبهات من قبل علماء أفذاذ في كتاب متميز بعنوان: حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين الطبعة الثالثة 2005م.
وفي هذا المقال أود أن أبين أن المرأة والرجل متساويان في الحقوق العامة وغير متطابقين في بعض الأحكام الشرعية التي ثبت أن غير التماثل هذا كان في صالح المرأة وليس تمييزًا للرجل عليها. وحتى نقرب المسألة إلى الأذهان نقول أن في حساب المثلثات هناك المثلثان المتساويان في المساحة غير المتطابقين في الشكل، والموظفان المعينان على نفس الدرجة ونفس اليوم في أقسام المؤسسة الواحدة متساويان في الدرجة والراتب وغير متماثلين في نوعية العمل والمسؤوليات. وهكذا المرأة والرجل في الإسلام متساويان في الحقوق والواجبات العامة غير متماثلين أو غير متطابقين في بعض الأحكام الشرعية، فالمرأة ترث نصف الرجل في أربع حالات فقط، وتتساوى معه أو تزيد عنه في ثلاثين حالة أخرى، والأخت ترث نصف الأخ ميراثًا ماديًا خالصًا ولا تدفع مهرًا أو تؤثث بيتًا، ولا تلزم بالإنفاق على الأسرة، وتأخذ المهر خالصًا مخلصًا ( نحلة ) كما قال الله تعالى " وآتوا النساء صدقاتهن نحلة " النساء (4)، والرجل يوفر السكن ويؤثثه، وينفق على الزوجة حتى ولو كانت غنية، وعليه حمايتها والإنفاق عليها في عدة الطلاق وفي الرضاعة، وينفق على أمه وأخته، وجدته، وعمته، إن احتجن إلى الإنفاق، والخلاصة أن المرأة مكرمة في شرع الله تكريمًا بالغًا لن تبلغه أي امرأة في العالم، وأن ما نراه من ظلم للمرأة وعدم تمكينها في الحياة السياسية، والاقتصادية والتعليمية، والتربوية، والاجتماعية، وكل ذلك يعود إلى الخلط بين العادات الاجتماعية الجاهلية التي جاء الإسلام بالقضاء عليها، وبين الأحكام الشرعية، وتأثر معظم المشرعين بهذه العادات والتقاليد، والذين يميزون الرجل على المرأة حاليًا هم أتباع الفهم الخاطئ للوضع الشرعي الصحيح للمرأة، والذين يساوون المرأة بالرجل، ويميزونها عليه في العديد من مناحي الحياة يستندون إلى الفهم الشرعي المتخلص من الفهم الخاطئ والمتجرد من خلط العادات والتقاليد المنافية لشرع الله بشرع الله، وكما قلنا سابقًا فالمرأة والرجل متساويان في حقوق الإنسان الواردة في الإعلان الإسلامي لحقوق الإنسان والمتضمنة للحقوق الأساسية، والحقوق السياسية وحقوق الأسرة، وحق الانتماء والجنسية وحقوق التعليم والتربية، وحقوق العمل والضمان الاجتماعي، حق التقاضي، وحق التنقل واللجوء السياسي. هذا الإعلان الذي اتخذ من قول الله تعالى: " يا أيها الناس إننا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم " [الحجرات: 13] والصادر عن أعضاء منظمة المؤتمر الإسلامي، والذي أسهب الدكتور محمد الزحيلي حفظه الله في شرحه ومقارنته بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان في كتابه المتميز حقوق الإنسان في الإسلام دراسة مقارنة مع الإعلان العالمي والإعلان الإسلامي بحقوق الإنسان 1997م، وهناك دراسة متميزة صادرة عن جامعة الكويت عام 1997م للدكتور عبد العزيز مخيمر عبد الهادي بعنوان حقوق الطفل بين الشريعة الإسلامية والقانون الدولي دراسة مقارنة, وأصدر أ.د. صلاح الدين سلطان دراسة فقهية متميزة بعنوان امتياز المرأة على الرجل في الميراث والنفقة بين فيها أن المرأة ترث مثل الرجل أو أكثر منه في ثلاثين حاله.
الخلاصة كما قلنا وحلا للإشكاليات بين المؤيدين لحقوق المرأة المسلمة والمعارضين لها من المسلمين هو أن المرأة والرجل متساويان في الحقوق والواجبات العامة وغير متطابقين في بعض الأحكام الشرعية والخصائص الخلقية (فتح الخاء وتسكين اللام) والأدوار الاجتماعية وهذا اختلاف تنوع وتكامل ورحمة وليس اختلاف إذلال وتسلط من طرف على طرف.
ونحن ضد مساواة المرأة والرجل في الميراث على الإطلاق، وفي الأحكام الشرعية المفرقة بينهما في دين الله.
فالمسلم لا ينكر معلومًا من الدين بالضرورة، ولا يحكم بغير ما أنزل الله، ويرضى بحكم الله ويسلم له تسليمًا، وهناك فارق بين حكم الله واختلاف فهم الإنسان للآيات الظنية الدلالة التي فتحت الباب واسعًا للاجتهادات العلمية والشرعية للعلماء والفقهاء وهي اختلافات أدب وسعة ورحمة، وهذا من صلاحية شرع الله لكل زمان ومكان، ومن مراعاة الشريعة لمصالح العبد، والحفاظ على دينه وبدنه وعقله وماله ونفسه، وهو ما يعرف بالكليات الخمس أو المقاصد العامة للشريعة الإسلامية.
فالمراة والرجل متساويان كما قال تعالى: " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف " البقرة (228)، وغير متماثلين كما قال تعالى: " وليس الذكر كالأنثى " آل عمران (36).
أما الفريق الثالث الذي يساوي بين المرأة والرجل في كل شيء فهؤلاء يتبعون منهاجًا ماديًا أباح زواج الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة وهذا ما تأباه معظم الحيوانات في كل بقاع الأرض حتى الصراصير والجرذان تأباه.
أ.د. الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى
www.nazme.net
  #1350  
قديم 12-12-2013, 05:07 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الرد على شبهة تأليف القرآن

بقلم د. غازي عناية
نص الشبهة:

إنّ القرآن من تأليف محمد. صاغه بأسلوبه، وعبّر عنه ببيانه، ونمّقه ببلاغته، وزخرفه بتهيؤاته، ودعمه بمعجزاته، ثم نسبه إلى خالقه، وادعى أنه وحيه، ليكسيه هالة قدسية، جذباً لاحترام، وثقة الناس فيه، ليصبو به إلى مآربه الدنيوية في التسلط، والسيادة، والحكم، والزعامة.
ـ تفنيد هذه الشبهة:
أولاً: إذا كان القرآن من تأليف محمد، فحديثه الأضعف منه بلاغة، وفصاحة، وبياناً، يكذب ذلك. ولكان الأولى ألا ينسب لنفسه حديثاً، وأن يجعل كل كلامه قرآناً فالتمايز بين القرآن، والحديث النبوي على درجة من الشدة، والوضوح، بحيث لا يخفى على أحد، وعلى الأخص على فطاحل اللغة العربية. فالقرآن في أسلوبه، ونمطه، وبيانه وتناسقه، وخصائصه الأخرى تجعله فريداً في نوعه، مميزاً عن كلام البشر، حيث جاء معجزاً، متحدى به، لم يستطع أحد أن يعارضه، أو يقلده، أو يضاهيه، أو يعيبه، أو يأتي بمثله، أو حتى يحرّفه.
أما الحديث النبوي ـ وإن بلغ الذروة في فصاحته، وبيانه ـ فقد تناولته ألسنة المعارضة، والتقليد، والتحريف، فهو لم يجيء معجزاً، ولم يتحد به، ولذا فقد مسّته شواهد التحريف، فكان منه الحديث الصحيح، والحسن والضعيف، والموضوع. وأما ادعاء أعداء الإسلام أن لكلام محمد ضربين: الأول: وهو أن القرآن جاء به على انتظار، وتمهل، وترتيب، وتحضير، فأكسبه مزيداً من التهذيب، والتنميق، والتحبير. والثاني: وهو الحديث النبوي، فعبر عنه دون تريث، أو تفكير، أو تمهل، فجاء محرراً من كل تنميق، أو تخبير. ويرد عليهم: بأن هذا الادعاء يفقد كل أساس مسوغ لصحته. فالقرآن الكريم نزل معظمه مفاجأة، وعلى غير انتظار، أو تمهل، أو تريث، فجاء منمقاً، مهذباً، سامياً في لغته، وأسلوبه، وإعجازه. ونفس الشيء بالنسبة للحديث النبوي: فمنه ما جاء على انتظار، وتمهل وتريث، ومنه ما جاء على غير ذلك، ومع ذلك فكلاهما ورد بنفس الأسلوب، والنمط، والخصائص. وقلما نجد تفاوتاً بينهما، وإنما يبقى التفاوت واضحاً بين القرآن، والحديث في الأسلوب، والنمط، والبيان، والخصائص، ويبقى بينهما كالتفاوت بين مقدور الخالق، ومقدور المخلوق لا يقلل من هذا التفاوت زعم، أو باطل، أو ادعاء، وإلى قيام الساعة.
ثانياً: إن القرآن الكريم لو كان من تأليف محمد، لكان قد نسبه إلى نفسه، ولادّعى الألوهية فضلاً على النبوة، فيحيطه بهالة أكثر قدسية، فيكسب مزيداً من ثقة الناس فيه، فتزيد قداسته فيهم، وبالتالي تتقوى زعامته فيهم، ويشتد تسلطه عليهم. فلو كان القرآن من تأليف محمد لكان الأولى ألا يفرق بينه وبين الحديث، ولا ينتظر أن ينسبه غيره إليه ولكن (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً) فالمؤكد تماماً حتى عند أدعياء الكفر أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) لم يدع جاهاً، ولا زعامة، ولا دنيا، وهو الذي قال لأعرابي عندما هالته عظمة النبوة: «هوّن عليك، فإنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة». ومن الثابت أيضاً حتى بالنسبة لأدعياء الكفر أنه لم يدّع كتاباً، أو علماً من عنده، وما هذه الشبهات إلا من قبيل الكفر، والكفر عناد. والرسول (صلى الله عليه وسلم) هو الذي قال فيه ربه في سورة العنكبوت: (وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون) آية 48.
ثالثاً: إن القرآن الكريم لو كان من تأليف محمد لاستطاع أئمة الفصاحة، والبلاغة، والبيان من العرب أن يكتشفوا ذلك، وكان سهلاً عليهم، فيدحضوا به زعم محمد أن القرآن يوحى إليه من عند الله من جهة، ويقلدونه ـ وهم قد عجزوا عن ذلك ـ من جهة أخرى. فالقرآن الكريم ـ وهم أهل الفصاحة، والبيان ـ أعجزهم في لغتهم، وغزاهم في عقر بلاغتهم، وتحداهم، وبأطلق لسان فيهم، وأعرب لغة بينهم، أن يجاروه، ولو بأقصر سورة منه تتكون من ثلاث آيات، وهي سورة الكوثر، ولكن هل استطاعوا؟ ... قال تعالى: (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين) سورة البقرة آية 23 وقال تعالى: (أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا مَن استطعتم من دون الله إن كنت صادقين) سورة يونس آية 38. (فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين) سورة الطور آية 34. ولكن هل استطاع هؤلاء العرب ـ وهم أصحاب الصناعة البيانية، والبلاغية الفائقة ـ أن يجاروا هذا القرآن، أو يعارضوه، أو يقلدوه؟ ... وهل قبلوا التحدي، وهم ملاك النباهة، والحسّ والذوق الأدبي الرفيع؟ الجواب على ذلك أبداً: فقد عجزت أقلامهم، وخرست ألسنتهم، وسقطت شبهاتهم، وفنّدت ادعاءاتهم، فهم المتقولون مصداق قوله تعالى: (أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون) سورة الطور آية 33. وهم الخراصون، مصداق قوله تعالى: (إن هم إلا يخرصون) سورة الزخرف آية 20. وقوله تعالى: (قتل الخرّاصون) سورة الذاريات آية 10. وهم المجادلون مصداق قوله تعالى: (ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق) سورة الكهف آية 56.
رابعاً: إن القرآن الكريم لو كان من تأليف محمد، لكان أسرع الناس في الرد على مَن حاجّهُ في ادعائه، أو افترى على زعمه، أو اعتدى على حرماته. فهذه قصة الإفك التي نالت من شرف زوجته عائشة، ومن كرم نبوته، فقد تأخر نزول الوحي بالقرآن تبرئة لها حوالي الشهر ذاق هو، وزوجته الأمرين طيلة هذه المدة، فلو كان القرآن من تأليفه، فما الذي يمنعه من الرد السريع القاطع لألسنة المتقولين في شرفه؟ ... ولكن، وأنّى لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يتقول على الله، أو يتقول على الناس وإن فعل ـ وحاشا لله أن يفعل ـ فحكمه إلى الله مصداق قوله تعالى: (ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين) سورة الحاقة الآيات 44 ـ 47.
وهذه قصة تحويل القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام، حيث صلّى الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وصحابته حوالي ستة عشر شهراً نحو بيت المقدس بقي طيلة هذه المدة يقلب وجهه في السماء راجياً من الله تعالى أن يحول القبلة إلى المسجد الحرام بمكة، فاستجاب له، مصداق قوله تعالى: (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينّك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام) سورة البقرة آية 144. فلو كان القرآن من تأليفه فما الذي منعه من تحويلها ـ أي القبلة ـ من أول الأمر!!.
وهذه قصة أصحاب الكهف، والذين سئل عنهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فأبطأ عليه الوحي حوالي مدة أربعين يوماً بقي طيلتها في حرج من يهود حيث سألوه عنهم، فلو كان القرآن من عنده فما الذي يمنعه من سرعة الرد عليهم؟!!.
خامساً: إن القرآن الكريم لو كان من تأليف محمد، فكيف نفسر عتاب الله له في القرآن، وفي أكثر من موضع؟!! فهذا عتاب الله له في قبوله لأعذار المنافقين، وإذنه لهم بالتخلف عن غزوة تبوك، مصداق قوله تعالى: (عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين) سورة التوبة آية 43. فمن خلل الرأي، وفساد العزيمة، ونقص الادعاء أن يعتب مدع، أو صاحب فرية على نفسه، وبقوله الذي يدعيه. ولو صحت دعوى نسبة القرآن لنفسه، لما عاتب نفسه، ولما خطأ رأيه، لأن هذا من قبيل التناقض الذي يتحاشاه أصحاب الافتراءات، والرسول (صلى الله عليه وسلم) كان أحوج إلى ادعاء الصحة في أقواله وتصرفاته، جذباً للناس حوله، ولاعتناق قرآنه، وليس تنفيرهم، وليس بأن يناقض نفسه، وأن يعيب كتابه. إذن فلو كان القرآن من عنده لما كانت هناك ضرورات لأن يعاتب نفسه أكثر من مرة. وأيضاً هذا عتاب الله له في قبوله الفداء من أسرى بدر، مصداق قوله تعالى: (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم * لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم) سورة الأنفال آية 67 ـ 68. فمن شطحات الأفكار، وتجنب الصواب أن يعتب صاحب فرية على نفسه في تصرف سلكه، أو في رأي أبداه، أو في حكم قرره، وأن يخطئ نفسه، وينذرها بالعذاب العظيم، ومن غيره. وأيضاً هذا عتاب الله له في تولّيه عن أعمى هو عبدالله بن أم مكتوم جاءه يسأله عن دينه، فتولى عنه اهتماماً بأكابر من قريش كان يرجو أن يهديهم الله إلى الإسلام، وهم له كارهون، مصداق قوله تعالى: (عبس وتولى * أن جاءه الأعمى * وما يدريك لعله يزكّى * أو يذكر فتنفعه الذكرى * أما مَن استغنى * فأنت له تصدى * وما عليك ألا يزكى * وأما مَن جاءك يسعى * وهو يخشى * فأنت عنه تلهى * كلا إنها تذكرة) سورة عبس آية 1 ـ 11.
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 19 ( الأعضاء 0 والزوار 19)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 235.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 229.63 كيلو بايت... تم توفير 5.80 كيلو بايت...بمعدل (2.46%)]