ابنتك زوجة المستقبل كيف تؤهلينها؟! - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191049 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2649 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 656 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 929 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1089 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 851 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 835 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 918 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 564 - عددالزوار : 92797 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-02-2007, 10:52 PM
الصورة الرمزية mahmoud eysa
mahmoud eysa mahmoud eysa غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: ارض الله الواسعه
الجنس :
المشاركات: 491
59 59 سن الزواج وتأثيره على الطفل القادم

الرعاية التمهيدية للطفل قبل ولادته (1)
إخوان أون لاين - 06/05/2006
د. رشاد لاشين




بقلم: د. رشاد لاشين
التخطيط لأطفال الأمة وأجيالها القادمة يبدأ بزواج الشباب؛ والسن التي يتزوج فيها الشاب أو الفتاة ينعكس سلبًا أو إيجابًا على الطفل القادم من عدة زوايا: فلا يعني وصول الفرد إلى مرحلة البلوغ أن يكون صالحًا للزواج، فليست العبرة بالنضج الجسماني فحسب، وإنما الأهم من ذلك النضج النفسي والتربوي والاجتماعي، الذي بدونه لا يكون الفرد صالحًا لدخول عالم الحياة الزوجية ثم عالم الأبوَّة والأمومة؛ كذلك تأخير سن الزواج فيه ما فيه من الأضرارِ لكلٍّ من الزوجين أولاً ثم للأبناء ثانيًا، والذين قد يلحقهم الضرر في حياة الوالدين أو بعد مماتهم كما سنرى.

1- من الناحية الطبية
إذا نظرنا إلى الخُصوبة والإنجاب من الناحية الطبية يتبين لنا الآتي:
أ- المرأة
- منحنى الخصوبة عند المرأة في تناقص مستمر:
يتم تكوين جميع بويضات الأنثى وهي في المرحلة الجنينية وتُولد كل أنثى بعدد ثابت من البويضات، وهذا العدد غير قابل للزيادة على عكس الحيوانات المنوية عند الرجل، بل تتعرض هذه البويضات إلى التناقص التدريجي المستمر مع تقدم السن، حتى تنتهي هذه البويضات تمامًا عند سن اليأس؛ لذلك فإن فُرَص الحمل في تناقصٍ مستمر، والناظر إلى منحنى الخصوبة عند المرأة يجده يبدأ في الصعود عند سن 18 سنة ويصل ذروته في سنّ 30 سنة، ثم يبدأ المنحنى في النزول حتى الوصول إلى سن اليأس (حوالي 45 سنة في المتوسط)؛ حيث تنعدم فرص الإنجاب.

- بويضات المرأة تتعرض للشيخوخة المطردة مما يعرض نسلَها للأمراض:
لمَّا كانت البويضات غير متجددة وموجودة لدى المرأة منذ ولادتها؛ لذلك فهي في عملية شيخوخة مستمرة "وكل يوم يمضي يضاف إلى عمر هذه البويضات، فمثلاً السيدة التي تبلغ من العمر أربعين عامًا فإن عمر البويضات الموجودة لديها أربعون عامًا، وتقدم العمر كما يصيب الإنسان الكامل بأمراض مختلفة فإنه كذلك يؤدي إلى بعض التغيرات في البويضات، والتي تنعكس في اضطرابات مختلفة أثناء الحمل أو أمراض وراثية وغير وراثية بعد الولادة؛ مما يقلل فرص تمتع الطفل بالصحة الكاملة" (خصوبة الإنسان في خطر: للدكتور علي بديوي محمد- مجلة (العربي) يناير 1998/ العدد 470).
وبالنظر إلى سن الزواج من الناحية الطبية يتضح الآتي:
* التعجيل بتزويج الأنثى قبل سن (18) سنة قد يعرِّضها للأضرار؛ حيث لم يكتمل نضجُها بشكلٍ كافٍ؛ مما يعرِّضها لبعض المشكلات الطبية، ويُستثنَى من ذلك المناطق الحارَّة التي تنضج فيها المرأة مبكرًا.

* تأخير تزويج الأنثى إلى سن (35) سنة قد يكون مضرًّا لها ولأطفالها الذين غالبًا ما يُصيبهم التشوُّه والخلَل بالجسيمات الصبغية (الكروموزومات) المسئولة عن الوراثة، مثل حالة (المغولية) أو (طفل الداون)Down Syndrome .

وهي حالة مشهورة غالبًا ما تصيب نسل الأمهات الكبيرات السن ما بعد 35 سنة (تكون أعراض حالة طفل الداون هي تشوه بالوجه يجعله يشبه وجه المغول، مثل الجفون المائلة، وجذر الأنف العريض، واللسان البارز، بالإضافة إلى التخلف العقلي وتشوُّهات القلب الخلقية، مع استعدادٍ للإصابة بسرطان الدم والتهابات الجهاز التنفسي.
ب- الرجل
على عكس المرأة، فإن الرجل يمتلك خلايا مُنشئةً للحيوانات المَنَوية تبدأ عملَها بعد البلوغ بعملية تصنيع حيوانات منوية جديدة، تستمر هذه العملية بشكل متجدد على الدوام، ويستغرق تصنيع الحيوان المنوي الناضج حوالي 64 يومًا تقريبًا.
لذلك تأخير سن الزواج عند الرجل لا يؤثر على عملية الإنجاب، اللهم إلا إذا كان يعاني من أمراض الجهاز التناسلي أو ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكر المتقدمين، أو أي مرض عضوي، أو إدمان مخدرات.. فكل هذا يؤثر على عملية الإنجاب وقد يَنتج عن هذا عقمٌ.


2- من الناحيتين التربوية والاجتماعية
أ- أضرار تبكير سن الزواج قبل النضج
يؤدي التعجيل في سن الزواج إلى الفشل في الحياة الزوجية وكذلك الفشل في العملية التربوية للأبناء؛ وذلك لأن الشاب أو الشابة قد يكونان في مرحلة المراهقة ولم يَصِلا بعد إلى مرحلة الرشد والاتزان والإحساس بالمسئولية، فينهدم بيت الزوجية من أساسه أو يستمر على عِوَج وخلل وضياع للأبناء الذين لا يحظَون بأبٍ يدرك معنى الأبوَّة والمسئولية، ولا بأمٍّ تدرك معنى الأمومة والرعاية كما سنرى.


ب- أضرار تأخير سن الزواج
أولاً: بالنسبة للشاب والفتاة أو أبَوَي المستقبل
- صعوبة الحياة الاجتماعية والمعاناة النفسية والعاطفية بسبب حياة العزوبة.
- التعرض للفتن والانحراف الأخلاقي والمادي.
- الضعف التربوي للأبوين كبيرَي السن؛ حيث إن الأطفال بعادتهم كثيرو الحراك والانطلاق غير الراشد الذي كثيرًا ما يتصف بالسَّفَه فيصيبون مرةً ويخطئون مراتٍ، والعملية التربوية تحتاج من الوالدين إلى يقظة ذهنية وصحة بدنية وجهد جهيد لا يتناسب مع التقدم في السن وضعف القدرة على معاركة الصغار وسياستهم وحسن صياغتهم.
- مَن يتزوج في سن متأخرة فإنه يصيبه الكبر وله ذرية ضعفاء لا يستطيعون حملَه وخدمتَه عند ضعفه وشيخوخته، وكذلك يموت ويتركهم من بعده يتامى، لا يفرح لهم ولا يباشر عملية تربيتهم ولا تقر بهم عينه!!

ثانيًا: بالنسبة للأبناء
- وجود فجوة سنِّية كبيرة بين الأب والابن أو بين الأم والابن تُحدث خللاً في شخصية الأبناء وصياغتهم، فالأفضل للطفل أن يولد من أبَوَين شابَّين ينعم في كنفهما بطفولةٍ مرحةٍ كلها حيوية وانطلاق وإشباع نفسي وعاطفي ثم يتعلم منهما خلال نضجه وإعداده وتربيته كيف يسير في هذه الحياة.. أما الطفل الذي يولد لأبوين كبيرين فإما أن يستقي منهما شيخوخةً سلوكيةً مبكرةً تُفقده الحيوية والنشاط والانطلاق، وإما أن يفلت زمام أمره من يد الوالدين فلا يستطيعان رعايتَه وتوجيهه، فيَهيم على وجهه وتتخبطه الرياح كيفما شاءت، وإما أن يتمرد عليهما تمردًا كاملاً؛ لأنهما من جيلٍ بالٍ عتيقٍ عفا عليه الزمن، فيصعُب التفاهم والتقارب وتفسد العملية التربوية.

- في الغالب يتعرض الأبناء لليُتم وهم في عمرٍ مبكِّرٍ، وما أصعب اليُتم وما أخطره على حياة الإنسان!! والسن المناسبة للزواج أمر نسبي يختلف باختلاف المجتمعات والأوساط التربوية والظروف المهنية والمادية وكذلك الطقس والمناخ؛ حيث يكون النضج الجسمي في المناطق الحارَّة سريعًا على عكس المناطق الباردة، وتحدد التشريعات القانونية في مصر حدًّا أدنى لسن الزواج (16) سنةً للفتاة و(18) سنة للفتى.

وخلاصة الدراسات التي بَحثت الأمر على أرض الواقع ترشح الآتي:
أن أفضل سن للزواج والإنجاب هو السن الذي يقع بين 21، 26 سنة؛ حيث إن هذه أنسب فترة لتكوين الأسرة وتحمل المسئولية، ولقد تزوج رسولنا الحبيب- صلى الله عليه وسلم- وهو في سن الخامسة والعشرين.
وعلى الإجمال فالأمر يجب أن يرتبط باستيفاء الشروط اللازمة التي يحددها هذا المثلث:
(النضج الجسمي+ النضج التربوي+ الإمكانات المادية)




وهذا المثلث يمثل الباءة التي حثَّ رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم- على تحصيلها وأمَرَ الشبابَ بالمسارعة بالزواج عند الوصول إليها، فقال: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج.." (حديث شريف رواه الجماعة)، والباءة: القدرة على الزواج.
فالسن المناسبة مع توفر الظروف المناسبة والنضج المناسب أدعَى للقيام برعايةٍ مناسبةٍ للطفل القادم؛ حتى نقدم لأمتنا نهضةً مناسبةً تَليق بخير أمة أخرجت للناس وتَليق بأعظمِ رسالةٍ أرسلها الله تعالى رحمةً للعالمين.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-02-2007, 10:55 PM
الصورة الرمزية mahmoud eysa
mahmoud eysa mahmoud eysa غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: ارض الله الواسعه
الجنس :
المشاركات: 491
59 59 صحة الزوجين وأثرها على الطفل القادم

الرعاية التمهيدية للطفل قبل ولادته (3)
إخوان أون لاين - 20/05/2006
د. رشاد لاشين


بقلم: د. رشاد لاشين
الطفل فرع من شجرة الأبوين، وتربية طفلٍ قويِّ الجسم تستدعي حسن اختيار الزوجين أحدهما للآخر في جانب الصحة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تخيروا لنطفكم وأنكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم.. " (رواه ابن ماجة عن عائشة رضي الله عنها) وقال أيضًا "تخيروا لنطفكم فإن العرق دسَّاس" (رواه ابن ماجة والديلمي).

فاختيار الوالدين أحدهما للآخر هو الخطوة المهمة والواقعية نحو البداية العملية الصحيحة لرعاية الطفل، ويُقصد به حسن الإعداد لإيجاد طفل قوي الجسم متين الخلق، قال الله تعالى:﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً﴾ (سورة النمل: 72).

لذا وجب أن يتفحص والدا المستقبل كلٌّ منهما الآخرَ قبل الارتباطِ بطريقةٍ مباشرةٍ وغير مباشرة، حتى يستوفيَ كلٌّ في صاحبه سلامةَ الجسم وسلامةَ الأخلاق.

1- سلامة الجسم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف" (رواه مسلم).
شرع الإسلام لكلٍّ من الخطيبين أن يرى من الآخر ما يرغبه فيه ليتعرَّفَ كلٌّ منهما على ما في صاحبه من المحاسن والعيوب؛ حرصًا منه على أن يُؤتيَ عقدُ الزواج ثمارَه المقصودةَ منه من التناسل وغضِّ البصر والسكن والرحمة والمودة.. وللخاطب أن يرى بنفسه وأن يرسل مَن يتفقد له الأمر، بل وله الحق في أن يشترطَ في صاحبِه السلامةَ من العيوب، وله الحق في التفريق بعد العقد إذا تخلفت شروط السلامة ووجد بصاحبه عيبًا، وهي قضيةٌ تعرف في الشريعة الإسلامية بالتفريق بالعيب أو الطلاق بالعيب، وقد رُوِي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوَّج امرأةً فوجد في أحد جنبيها بياضًا يشبه البرص، فقال لها الحقي بأهلك وفارقها بذلك، وصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم قوله: "وفرَّ من المجذوم فرارَكَ من الأسد"، وثبت في الموطأ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "أيما امرأة غُرَّ بها رجلٌ بها جنونٌ أو جذامٌ أو برصٌ فلها المهر بما أصاب منها وصداق الرجل على من غرَّه"، فقد أثبت للرجل حقَّ فراق زوجته بهذه العيوب مع رجوعه على من غرَّه بما دفع من الصداق، وهذا يدل على أن من لم يعلم العيبَ بصاحبه لا يغرم شيئًا، أما إذا تغاضى أحد الطرفين عن عيب علمه بصاحبه قبل العقد فلا يجوز له التفريق بذلك العيب، لذلك يدعو شرعنا الحنيف كلَّ طرف على أن يعرضَ نفسَه لصاحبِه بكلِّ أمانةٍ ووضوحٍ دونما خداعٍ ولا تضليل.

حين اكتشاف أحد الطرفين عيبًا بصاحبه يحق له الامتناع عن الارتباط به دونما حرج، وسوف يُغنِي الله كلاًّ من سعته، ولولا اختلاف الأذواق لبارت السلع كما يقولون، ولله في خلفه شئون، إذ قد يحظى هذا الشخص الذي به عيبٌ بإعجاب شخصٍ آخر، بل ويكون له قرة عين، رغم ما به من عيب ينفر منه الآخرون، وقد يكون الأفضل لشخص مصاب بمرض وراثي أن يرتبط بشخص عقيم ثبت عقمه بزواج سابق أو أن يرتبطَ بشخص آخرَ مصابٍ بنفس المرض فينحصر انتشار ذلك المرض في أضيق نطاق وهكذا.

فحوصات ما قبل الزواج:
الأصل أن تجري عدة فحوص لكل خطيبين قبل الزواج؛ وذلك للأغراض الآتية:
(1) حماية كل منهما من الأضرار التي قد تُصيبه إذا ارتبط بالآخر.
(2) الاطمئنان الأولي على القدرة على الإنجاب، حيث إنه المقصود الرئيس من الزواج.
(3) حماية الأجيال القادمة من الأمراض التي قد تنتقل إليها من أحد الوالدين والاطمئنان الأولي على القدرة على رعاية الأبناء.
والأصل أن توجد مراكز متخصصة لفحوصات ما قبل الزواج يقوم الخطيبان بزيارتها عند التفكير في الارتباط ولديها برنامج كامل بهذا الشأن يتضمن الآتي:
(1) أخذ التاريخ المرضي السابق.
(2) عمل فحص سريري (إكلينيكي) شامل.
(3) عمل بعض التحاليل الطبية وأهمها:
أ. تحاليل الأمراض المعدية.
ب. تحاليل الجسيمات الوراثية (الكروموزومات) لدراسة الوضع الوراثي، وهل يوجد خللٌ وراثيٌّ في أحد الطرفين أو لا، وهل هناك احتمالية لانتقاله للذرية أو لا، وفي مصر تكمن أهمية خاصة للفحص عن وجود مرض أنيميا البحر الأبيض المتوسط: (الثلاسيميا) لانتشار هذا المرض الذي يحتاج إلى نقل دم متكرِّر، ولا يعيش المصاب به أكثر من عشرين أو اثنين وعشرين سنة على الأكثر.
ج. تحليل فصائل الدم وعامل ريزوس (Rh) وصورة دم كاملة للاطمئنان العام.
د. تحليل السائل المنوي للرجل واختبارات الخصوبة للمرأة.
هـ. هناك تحاليل تستجد حسب ظروف كل حالة على حدة.
وبعد إجراء هذه الفحوصات والتحاليل يستطيع كل طرف أن يتعرفَ بوضوح على الحالةِ الصحيةِ لصاحبه، وهل هي سليمةٌ من المشكلاتِ الكبيرةِ التي تستدعي عدمَ الارتباط أو لا، وهذه أيضًا مسألةٌ نسبيةٌ وتختلف باختلاف الأشخاص، فهناك عيوبٌ يمكن أن يتغاضى عنها بينما يرفضها البعض الآخر وهكذا.

بالطبع مسألة الفحوصات الطبية قبل الزواج تبدو شيئًا مثاليًّا أو خياليًّا في بلادنا، والكلام عنه قد لا يلقى القبولَ والتشجيعَ من كثير من الناس؛ وذلك لأسباب عديدة يرجع بعضها إلى الإمكانات المادية، حيث إن بعض الفحوصات غالية الثمن مثل تحليل الكروموزومات، ويرجع بعضها إلى العادات والتقاليد والجمود في مواكبة العلم الصحيح النافع.. هذه الفحوصات تطبق في الدول المتقدمة وتعتبر شيئًا طبيعيًّا لا غضاضةَ فيه، وبدأ تطبيقها في بعض الدول العربية مثل الإمارات العربية المتحدة.

فوائد تحقق المقاصد
والناظر إلى شريعتنا الغرَّاء يجد أن هذا الكلام يتفق مع روح الشريعة وما تدعو إليه من مبادئ كما تقدم، بل يفيد في الواقع العملي التنفيذي، فحينما يقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم" (رواه أبو داود والنسائي والحاكم وصححه) فمن قبل كانت معرفة الولود (القادرة على الإنجاب) معرفة ظاهرية كأن تكون أمها ولودة أو أختها ولودة، أما الآن فيمكن التعرف على ذلك بواسطة فحوص عملية تؤكد هذا الأمر وتختصر على الإنسان تعبه وعناءه في حالة كون زوجته عقيمًا.

من تعاليم الإسلام العظيمة "لا ضرر ولا ضرار"، فمن الحكمة أيضًا أن يتبيَّن كلُّ طرف وضعَ صاحبه، وما إذا كان به مرضٌ معدٍ قد يضرُّه أم لا.. وهكذا فإن هذا الأمر مهمٌّ وضروريٌُّ، ومن حقِّ كلِّ خطيب وكل خطيبة، وإننا لنرجو أن تأتيَ الأيام التي يصبح فيها هذا الأمر طبيعيًّا ومنتشرًا وسلوكًا لا غضاضة فيه، ورسول صلى الله عليه وسلم يقول: "الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها ".

في نهاية الفحوصات نلفت النظر إلى بعض الملحوظات:
- مرض الصرع غير المنضبط علاجيًّا قد يؤثِّر على القدرة على رعاية الأبناء.
- عند الإصابة ببعض أمراض القلب وبعض أمراض الكلى قد تُمنع المرأة من الحمل حمايةً لها.
- مرض السكر المتقدِّم قد يؤثِّر على القدرة الجنسية عند الرجل، وكذلك يؤثِّر على الأجنة عند النساء المصابات بالسكر.
- بعض الأمراض المعدية قد تؤثِّر على كلٍّ من الطرف الآخر والأبناء مثل الإيدز- الالتهاب الكبدي الوبائي (ب) وكذلك الدرن غير المستقر.

وحتى نصل بأمتنا إلى القناعة بأهمية (فحوصات ما قبل الزواج) فإننا بحاجة إلى جهود الإعلاميين والدعاة وأئمة المساجد والتربويين والمثقفين على مدى عدة سنوات حتى تتغير الأفكار والمفاهيم ونطبق السلوك السليم.
بديل متاح يمثل الحد الأدنى:
وفي حالة عدم التمكن من إجراء فحوصات ما قبل الزواج لسبب أو لآخر حتى يأذن الله لأمتنا أن تنهض وحتى ينعم الله علينا بإدارة تخطط لشعوبها كما يليق بقدر خير أمة أخرجت للناس، فلا أقلَّ من أن نلجأ إلى الآتي:
الدراسة الوراثية الجيدة للعائلة التي ترغب الزواج منها: لا يكفي أن يحرص كل فرد على أن يكون شريكه في الحياة فقط خاليًا من الأمراض؛ بل يجب التأكد من خلوِّ العائلة كلها من الأمراض الوراثية: (الأب- الأم- الأخوة- الأخوات- الجدود- الجدات- الأعمام- الأخوال- أبناء الأعمام- أبناء الأخوال- أبناء الأخوة- أبناء الأخوات)

وهذا أمر سهل وبسيط ويستدعي الآتي:
- أن يكون وقت الخطوبة قبل الارتباط كافيًا.
- التعارف الجيد على الأسرة والانفتاح الجيد عليهم وعلى فروعهم وعدم التقوقع أو الانشغال بالطرف المطلوب فقط.
- حسن التقصي للأمور: تعرف بنفسك واسأل الآخرين بذكاء وبلباقة.
- تحكيم العقل قبل إفساح المجال للعاطفة.

يجب أن يدرك كلٌّ من الزوجين أن الارتباط بالزواج ليس فقط الارتباط بشريك الحياة، وإنما ارتباطٌ بعائلةٍ لها تأثيراتُها الوراثية والاجتماعية على ذريته، ﴿وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلا نَكِدًا﴾ (الأعراف: من الآية 58)

إنها لمسئولية كبرى أن يحرصَ الإنسان على أن يجنِّب ذريته الأمراض (الوراثية- المعدية- المزمنة-..) وما تجره معها من معاناة للطفل طوال حياته.. والأمر سهلٌ وبسيطٌ، لو أخذنا بالأسباب وحكمنا العقل ومضينا على بصيرة؛ لأن العرقَ الدسَّاس قد لا يكون ظاهرًا في الآباء، ولكنه كامنٌ فيهم ومدسوسٌ من الأجداد والأسلاف.. اللهم ارزق أمتنا ذريةً قوية الأجسام متينة الأخلاق، وانفع بها الإسلام والمسلمين.. اللهم آمين.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-02-2007, 10:57 PM
الصورة الرمزية mahmoud eysa
mahmoud eysa mahmoud eysa غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: ارض الله الواسعه
الجنس :
المشاركات: 491
59 59 زواج الأقارب وأثره على الطفل القادم

الرعاية التمهيدية للطفل قبل ولادته (5)
إخوان أون لاين - 10/06/2006






بقلم: د. رشاد لاشين
د. رشاد لاشين

في السعي نحو البناء الصحيح لأجيال الغد تمر بالشباب أحيانًا قضية زواج الأقارب بحكم النشأة والعادات أحيانًا، وبحكم التقاليد العائلية الصارمة أو العاطفة الجارفة الغلابة أحيانًا أخرى؛ وإذا كنا نسعى لجيلٍ قوي الجسم متين الخلق يجب أن نزنَ هذه المسألة بالميزان الصحيح، وتغليب السلوك الذي يحقِّق مصلحة الأمة، وما أجمل ما ورد في شأن زواج الأقارب: "لا تنكحوا الأقارب فإن الولد يخلق ضاويًا" (ضاويًا: ضعيف الجسم بليد الذكاء) (حديث مرفوع والبعض ينسبه لسيدنا عمر بن الخطاب).

وإذا نظرنا إلى دائرة علاقات القُربى القريبة لنرى الاشتراكَ في الصفاتِ المتوارثة عن طريق انتقال المورثات أو الجينات من الآباء والأجداد إلى الأبناء والأحفاد.. لأمكننا أن ندرك الآتي: (1) يشارك الطفل كلاًّ من والديه في (1/2) الصفات الوراثية.
(2) يشارك الطفل كلاًّ من أجداده وجداته في (1/4) الصفات الوراثية.
(3) يشارك الطفل كلاًّ من أعمامه وأخواله في (1/4) الصفات الوراثية.
(4) يشارك الطفل كلاًّ من أبناء أعمامه وأبناء أخواله في (1/8) الصفات الوراثية.
(5) في حالة زواج الأقارب يمكن أن تتضاعفَ النسب السابقة في 2 ، 3 ، 4
ومن هنا كان التحذير من زواج الأقارب.

لقد قدَّم الإسلام سبقًا فريدًا على علم الوراثة الحديث بالإرشاد إلى البعد عن زواج الأقارب الذي تبيَّن فيما بعد مخاطره وأضراره.

(1) زواج الأقارب يزيد فرصةَ الإصابة بالأمراض الوراثية التي قد تنحدر من أسلافٍ وأجدادٍ بعيدة.. إذ قد يحمل كل من الزوجين بدون علمه عنصرًا غير طبيعي يخاطر كل منهما بنقل العنصر المخفي (العرق الدساس) إلى طفله؛ حيث تزداد فرصة اتحاد الصفات الوراثية المتشابهة، مما يتيح فرصة ظهور الصفات الكامنة المتنحية، ويجر إلى ويلات الأمراض الوراثية العقلية والجسمية التي تمثِّل معضلة للطب حتى الآن.

(توصل علم الهندسة الوراثية حديثًا إلى تحديد المورثات (الجينات) المسببة للأمراض داخل الخلية، ومن الناحية العلمية فإنه يمكن التعامل معها.. ولكن يبقى الأمر في غاية الصعوبة والتكلفة، والتطبيق الفعلي يحتاج إلى سنوات طويلة.. والوقاية خير من العلاج).

(2) زواج الأقارب قد ينتج عنه سلالات ضعيفة عقليًّا وجسميًّا واجتماعيًّا: فاحتمالية الضعف العقلي والجسمي تكمن خطورته أساسًا في وجودِ مرضٍ وراثيٍّ في الأسرة مثل التخلف العقلي وبعض الأمراض الجسمية مثل ضمور العضلات، الصمم، بعض أمراض الدم مثل: بعض أنواع الأنيميا ومرض سيلان الدم (الهيموفيليا) وغيرها.

أما الضعف الاجتماعي فينشأ من التقوقع العائلي؛ حيث إنَّ الطفل الذي ينشأ من عائلتين مختلفتين يكون أفضل من الطفل الذي ينشأ من عائلةٍ واحدة؛ لأن الأول سيكون مزيجًا من صفاتِ العائلتين العقلية والجسمية والاجتماعية (في حال قوة العائلتين بالطبع)، أما الثاني فسيكون محدودَ القدرات والإمكانات؛ لأنه نشأ في وضعٍ متقوقعٍ على نفسه.

للأسف الشديد يتم زواج الأقارب في كثيرٍ من المجتمعات العربية بشكلٍ مرتب وشبه إجباري، حتى إن البعض يعتبر زواج البنت خارج العائلة عارًا وشنارًا، حتى لو كان هذا الذي من خارج العائلة من العلماء أو علية القوم أو الصالحين والأفاضل، وذلك نوعٌ من الأنفةِ والاستكبار والحمية غير الطيبة.

دور واجب للعلماء والإعلاميين
حرصًا على الإصلاح الاجتماعي يجب أن يسعى الدعاة والعلماء والإعلاميون بدورٍ فاعلٍ وحثيثٍ لنشر الوعي الصحيح ومقاومة العصبية البغيضة التي تجعل بعض العائلات تنغلق على بعضها وتنكفأ على نفسها وتمنع التزاوج من خارجها، ونقوم بحملاتٍ توعي الشباب وتوجه النداء إلى رؤساء العائلات:
- فنخاطب فيهم روحَ الأبوة والرعاية وننادي فيهم ضميرَ الأمانة والمسئولية عن الأجيال بأن يجنبوهم المخاطرَ الجسميةَ والعقلية والاجتماعية التي قد تجرها عادة تقوقع العائلة على نفسها في الزواج وما قد ينتج عن ذلك من معاناةٍ للأطفال ولمَن حولهم.
- ننادي باسم الإسلام والعلم أن يفكوا الحصارَ عن الشباب والفتيات، وأن يطلبوا فقط المواصفات الطيبة التي يحض عليها الإسلام في شروط الزواج دونما تقيُّد بعصبية العائلة والقبيلة.
- أن نهيبَ بهم أن يستجيبوا لنداء المولى تبارك وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ (سورة الحجرات:13).
وأن يستجيبوا لقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "كلكم لآدم وآدم من تراب، ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأبيض على أسود ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى"، وألا ينسوا تنفير رسول الله صلى الله عليه وسلم من التنادي بالعصبية التي قال عنها: "دعوها فإنها منتنة".. لذلك يجب على مجتمعاتنا أن تتخلَّصَ عن هذه العادة حتى لا تخيم الكآبة على حياةِ أسرنا.

* إذا دعت الضرورة إلى زواج الأقارب يراعى الآتي:
1. أن تكون العائلة في تاريخها الماضي خاليةً من الأمراض الوراثية.
2. عمل التحاليل الوراثية (تحليل الجسيمات الصبغية أو الكروموزومات) لكشف احتمالية حدوث مرض وراثي في الأجيال القادمة، وهذا الأمر أصبح الآن متاحًا.
3. يفضل ألا يكونَ والدا الزوجين من نفس العائلة؛ لأن ذلك يقلِّل من احتمالية حدوث الأمراض الوراثية.

* ونحب أن نوضِّح أن زواجَ الأقارب لا يخلق المرضَ ولكن يزيد مخاطر ظهور مرض مخفي.
ونحب أن نوضح كذلك أن هناك زيجاتٍ من الأقارب في غاية السعادة ولديهم أولاد في أحسن صحة.

وإنما الذي نعنيه هنا هو السعي نحو بناء الأجيال القادمة بصورةٍ أفضل وتوفير الظروف الأحسن لذرية طيبة قوية جسمانيًّا واجتماعيًّا، وبعيدًا عن العادات والتقاليد الصارمة التي قد تتنافى في كثيرٍ من أحوالها مع روح الإسلام وروح العلم.

* إذا حدث الزواج بالفعل فما الرعاية اللازمة؟
1. الفحص الجيد للطفل عند الولادة لاحتمال وجود صفات غير طبيعية أو تشوهات خلقية في الجسم عمومًا والوجه خصوصًا؛ وملاحظة وزن الطفل وقدرته على الرضاعة والامتصاص، وكذلك ملاحظة بكاء الطفل وهل هناك تغير في الصوت المعتاد للبكاء، والعرض على طبيب الأطفال لعمل فحص شامل للطفل الحديث الولادة.
2. متابعة النمو الجسمي للطفل وهل يتطور أو لا؟
3. متابعة النمو العقلي للطفل وقياس قدراته وهل تصرفاته مناسبة لسنة أو لا؟
4. في حالة اكتشاف الخلل يتم التعامل معه مبكرًا وتقديم الطفل لبعض المراكز المتخصصة في الرعاية والتأهيل أو العلاج الوراثي حينما يتيسر ذلك في المستقبل بإذن الله.

* في حالة إصابة أحد الأبناء بمرضٍ وراثي:
1. استشارة الطبيب لعمل التحاليل الوراثية اللازمة لمعرفة احتمالية إصابة الذرية القادمة بالمرض، ويكون بالفحص الوراثي للأب والأم والطفل المصاب.
2. أثناء الحمل: قد يفيد كثيرًا فحص السائل المحيط بالجنين (السائل الأمينوسي) أو أخذ عينة من الخملات المحيطة به؛ لتشخيص ما إذا كان الجنين مصابًا بمرضٍ وراثي أم لا، ولكن لا يتم ذلك إلا في مراكز متقدمة.
3. حتى الآن لا يوجد علاج جدي لمنع ظهور الأمراض الوراثية عدا منع زواج الأقارب واستخدام موانع الحمل وإجهاض الجنين المصاب في حالات خاصة إذا أفتى العلماء بذلك.
4. الأمل ينحصر في أن تصبح العلاجات الوراثية الحديثة سهلة التطبيق ميسورة التكلفة.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-02-2007, 11:18 PM
الصورة الرمزية mahmoud eysa
mahmoud eysa mahmoud eysa غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: ارض الله الواسعه
الجنس :
المشاركات: 491
Question ابنتك زوجة المستقبل كيف تؤهلينها؟!

ابنتك زوجة المستقبل كيف تؤهلينها؟!
إخوان أون لاين - 03/01/2007







إعداد: إيمان إسماعيل
أبناؤنا هبة من الله عز وجل وأمانة استرعانا إياها، فالله تعالى سائل كل راعٍ عما استرعاه.. أحفظ أم ضيَّع!!

فالأم صانعة أجيال، فهي المؤثر الأول، فيجب إعدادها لتكون أمًّا وزوجةً، تتحمل مسئولية مهام البيت، وهي كلمة كبيرة يندرج تحتها العديد من العناصر، فالبيت مجتمع صغير لا بد أن يتوفر فيه النظام والنظافة والمهارات المختلفة والتي تقتضي إعداد الفتاة في سن مبكرة.

أولاً: النظافة
البنت في المنزل كالريحانة، فلا بد أن يكون لها أثر طيب، وأهم الصفات الحميدة التي نودُّ أن تنشأ عليها الفتاة منذ الصغر هي النظافة، وهي ليست بالشيء الهيِّن، ولكن يجب أن تربَّى عليه منذ الصغر وتنقسم إلى:

1- النظافة الشخصية: أ- تعويد الاستحمام بصفة دائمة.
ب- غسل اليد والوجه ثلاث مرات على الأقل.
ج- غسل الأسنان.
د- تقليم الأظافر والثناء عليها كلما بادرت بطلب ذلك.

ملحوظة:
كوني حريصةً على أن تكون هناك ملابس خاصة بالنوم وملابس خاصة بالجلوس، وحاولي قدر المستطاع المحافظة على نظافتها.
أثناء تناول الطعام تستعمل فوطة أو مريلة والمحافظة عليها كأسلوب للطعام.
غسل اليدين قبل الأكل وبعده.

2- نظافة المنزل:
فيجب أن تربى البنت على أن تقع عيناها على حجرة نظيفة، بها سلة لتضع فيها مهملاتها حتى لا تعتاد رمي المهملات في أي مكان، وتحرص على وضع كل شيء في مكانه الصحيح، وعند المساء تنظف الحجرة قدر المستطاع بمساعدة الأم كما أوصى نبينا- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-: "نظفوا أفنيتكم وخالفوا اليهود والنصارى".

وعلى الأم أن تُراعي أن هذا ديننا الحنيف فتعلمها مهارة النظافة وتخصص مكافأةً لأكثر الأبناء نظافةً حرصًا على هذا الأدب وتذكرهم (النظافة من الإيمان).

تعليم الطهارة ومبادئها من استنجاء وشروطه وكيفيته إذا كانت خارج أو داخل البيت؛ وذلك للتعود.

يعطى الأمر تدريجيًّا من غرفتها إلى خارجها مع الحرص على عدم طلب أشياء قابلة للكسر، ويجب التأكيد على أن الملائكة تدخل البيت النظيف وتفر من البيت القذر.

وأنها في طاعة الله ما دامت في طاعةِ والدتها، وأثناء الدراسة نخفف عنها بعض الأعمال ونراعي نظافة الحقيبة والأدوات وتحفيزها الدائم بالكلمات الطيبة، وبعد الطعام تحمل طبقها إلى الحوض ثم تدريجيًّا تغسله بمساعدة الأم في البداية ثم تتركها تقوم بالعمل بمفردها.

محاذير
رمي أوراق الحلوى في الأرض بل رميها داخل السلة وقبل النوم تفرغ في السلة الرئيسية.
الأكل دون ضابط مع المرور بالشقة، يجب المكوث أثناء الطعام.


كلما ازداد الحرص على النظافة ازداد الحرص على المحافظة عليها والنتيجة انتماء إلى المكان.

ثانيًا: النظام
وهو موضوع مكمل للنظافة فلا نظافة بدون نظام.. تعويد البنت على تنظيم دواليب الملابس بمساعدة الأم وأرفف الكتب ووضع الملابس في أماكنها المخصصة وغسل مستلزماتها الخاصة بعد أن تتعلم من أمها طريقة الغسل بالتدريج.

ويمكن للأم أن تكرر الغسيل بعدها وإنما هذا لتعويدها حتى تكون ماهرةً به.
يجب تعويدها على نظام المواعيد في الأكل والمذاكرة بقدر المستطاع وتعويدها على وضع كل شيء في مكانه والأم قدوة لها في ذلك.

ملحوظة:
النظافة والنظام من العادات التي يجب أن تباشرها الأم باستمرار وتتابع تنفيذها أولاً بأول حتى تتأكد من تأصيلها في نفوس أولادها.

النواحي الاجتماعية
هذا الجانب من أهم الجوانب التي يجب أن ينمي في نفوس الفتيات، فالجانب الاجتماعي في التربية يأتي في المرتبة الثالثة من حيث الأهمية بعد الجانب الإيماني والأخلاقي؛ لأن عن طريقه يتم رسم الشخصية التي يجب أن تكون عليها الفتاة، وفيه تكتمل شخصيتها الاجتماعية وتنمية هذا الجانب يتم منذ الصغر.

1- يجب أن يتوفر الجو الأسري المترابط بين الأب والأم والإخوة والأقارب من ناحية الأب والأم فذلك الجو يساعد الفتاة على النشأة الاجتماعية الصحيحة، ويكون الحب والمودة هو الجو السائد في الحياة الأسرية.

2- إذ تتعود على العلاقة الحسية والمحترمة مع والديها وإخوتها وتسود العلاقة الحب والرحمة والمودة ومراعاة الحدود الشرعية في علاقتها مع إخوتها الذكور مثل النوم في حجرة منفصلة إذا توفر ومراعاة ملابسها بأن تكون محتشمة أثناء النوم.

وكذلك مراعاة الحدود الشرعية في علاقتها بأولاد العائلة فينمي لديها الحياء منهم وتعود الاختلاط المنضبط معهم في الكلام، والحرص على أن يكونوا دائمًا أمام والديهم وليس في غرفة بمفردهم حتى ولو في جماعة من الأولاد والبنات حتى لا يعتادوا ذلك الأمر لخطورته في الكبر وعند نمو مشاعرهم العاطفية.

3- يربى الأطفال منذ الصغر على استقبال الضيوف وإلقاء السلام عليهم، وعند الكبر يلفت نظرهم لحسن الاستقبال مثل الابتسامة عند الباب والترحيب بالكلمات وإدخال الضيف إلى الحجرة المخصصة لذلك حتى تأتي الأم، وعندما تكون الفتاة في الإعداد تدرب على آداب الحديث وكيفية الكلام مع الضيوف مع الأقارب من النساء وصديقات الأم حتى تأتي الأم وتجلس قليلاً ثم تنصرف إذا كانت الأحاديث لا تخصها، أما إذا كانت الجلسة عائلية فلا مانع من الاستمرار في الجلسة والمشاركة في الأحاديث بما يتناسب معها.

4- تحاول الأم أن توسع من دائرة معارف ابنتها وتتعرف إلى صديقاتها وتساعدها على الاختيار الأمثل ومعايير الاختيار والبنت عندما تكون تربيتها سليمة فإنها لا تختار إلا البنت المؤدبة.

5- تعلم الأم ابنتها كيفية التعامل مع الفتيات الأخريات بسلوكياتهن المختلفة، فتتعلم مثلاً التعامل مع البنت الاستغلالية والثرثارة والأنانية.

وفي نفس الوقت تعلمها كيف تتفقد أحوال صديقاتها والسؤال عن الغائبة منها ولا تكن سلبيةً في التعامل معهن، ولتبدأ بأقاربها من ناحية الأب والأم فهم الأولى بالسؤال وتنمية العلاقة وكذلك المبادرة بالتهنئة في المناسبات السعيدة بالنجاح والأعياد، ثم تأتي الصديقات في المرتبة الثانية فذلك السلوك له تأثير عليها في تكوينها الاجتماعي ويعطيها الإحساس بأهميته ذلك الدور في حياتها؛ حيث يزيد من ترابطها بالآخرين وارتباط الآخرين بها.

6- تساعد الأم ابنتها على إنضاج شخصيتها الاجتماعية وكيف تكون قدوة للأخريات في سلوكها وكيف تؤثر فيهن وعندما نلاحظ انقياد ابنتها للأخريات لا بد من توجيهها حتى تكون لها شخصيتها المستقلة والقيادية.

7- مصاحبة الأم لابنتها في بعض زيارتها لصديقاتها حتى تتعلم الفتاة آداب الزيارة والجلوس والحديث.

تنمية الجانب الثقافي
هذا الجانب مهم جدًّا حتى تنشأ الفتاة مثقفةً مهتمةً بالتعرف إلى كل ما هو جديد حتى تستطيع أن تكون مؤثرةً في أي جلسة تكون فيها، فالفتاة المثقفة هي التي تستطيع أن تنجب طفلاً يواجه التحديات والصعوبات غير الفتاة السطحية التي لا رأي لها ولا فكر، والثقافة تجعل الفتاة تنظر للموضوعات المختلفة نظرة عميقة مدركة للجوانب المختلفة لتلك الموضوعات فالثقافة من الأشياء المكملة والأساسية لشخصية الفتاة، فهي تعرف حقوقها جيدًا وتعرف طرق الحصول على تلك الحقوق أثناء تعاملها مع الآخرين.

والجانب الثقافي ينمى منذ الصغر أيضًا عن طريق الحكايات والقصص والتعود على القراءة والحوار الأسري المشترك مع الأب والأم وإدارة الموضوعات المختلفة معهم ومناقشتها والتعليق على آرائهم وأن يطلب منهم إعداد موضوعات معينة أو تلخيص قصته وإلقائها واستخلاص المستفاد من دروسها وقراءة الجرائد والمشاركة في نشاط الزهرات والإعدادي والثانوي، وأن تساعد الأم ابنتها في تنمية ذلك النشاط ببعض الأفكار والموضوعات.

المهارات المنزلية
يجب تعويد الفتاة منذ الصغر على المشاركة في الأعمال المنزلية، فبعد مرحلة المشاركة يأتي مرحلة الإتقان حتى تصل إلى الدرجة المطلوبة من النظافة فتتعلم تلميع الأثاث وغسل الزهور والنوافذ والأبواب بالتدريج.

وفترة الصيف للبنت مهمة جدًّا؛ حيث إن الوقت يكون طويلاً ويجب أن تشغله الأم بما ينفع ابنتها بدلاً من تركها للفراغ الذي من الممكن أن يقودها إلى أعمال غير مستحبة، فتتعود إتقان الأعمال التي تقوم وتعليمها إعداد بعض الأكلات حتى عندما ما تصل إلى الثانوي تكون متقنةً لعملية إعداد الطعام والحلويات التي تؤهلها لتحمل الأعباء الأسرية كاملةً أثناء غياب الأم لسفرٍ أو لمرض، وكذلك مشاركة الأم أثناء دعوات الأهل، كما يجب أن تتعلم فنون التطريز والخياطة والتركيب حسب رغبتها وميولها وبالذات خياطة الأشياء الضرورية.

الاقتصاد المنزلي
وهو من النقاط الهامة التي يجب التركيز عليها أثناء إعداد الفتاة للزواج ومفهوم الاقتصاد هنا مفهوم واسع ومتعدد وليس المقصود عملية الإنفاق فقط ولكن أيضًا يعني استغلال كل ما هو في البيت استغلالاً أمثل.

أولاً: المصروف من الصغر يجب تعويدهم على كيفية إنفاقه، فلا بد أن يكون هناك جزء منه للصدقة وجزء للادخار وجزء للإنفاق.

وكذلك بالنسبة لأي دخل يحصل عليه الأولاد حتى يحصلوا على بركة هذا المال فكلما تعودوا على الصدقة بارك الله لهم في ذلك المال.

ثانيًا: تعويدهم الإنفاق فيما يفيد مع التدرج معهم في ذلك بالصبر والحيلة وبالذات أن الأطفال يميلون إلى الحلوى بشراهة.

ثالثًا: عندما تصل البنت إلى سن تطمئن فيه الأم إلى حسن إنفاقها ووعيها بذلك الأمر وإحساسها بالمسئولية تجاه مصروفها الخاص، يتم الانتقال إلى مرحلة أخرى وهي تعويدها على تنظيم مصروف البيت وليكن مصروفًا أسبوعيًّا وتعليمها كيفية شراء متطلبات المنزل ووضع الأولويات لتلك المتطلبات وتعريفها بأماكن الأسواق وكيفية شراء البضاعة الجيدة وبثمنٍ معقول، وعملية تنظيم المصروف تتداول بين البنات، وتخصص مكافأة لمن تحسن الإمساك ثم بعد ذلك تعود على تنظيم المصروف الشهري.

من أهم أساليب الاقتصاد المنزلي:
حياكة الملابس وتحويلها إلى أغراض أخرى مثل عمل الفستان القديم جونلة للبنت أو تحويل بعض الأشياء الأخرى إلى مفارش للموائد أثناء الأكل، وهذه الطرق يتم تعلمها من البرامج التليفزيونية وصفحة المرأة في الجرائد والكتب المتخصصة في تلك المجالات.

الاستفادة من بواقي الأطعمة وإعادة تشكيلها مع بعض الإضافات للحصول على وجبة أخرى وتتعلم الفتاة كيفية إعداد الوجبات السريعة في الظروف الطارئة حتى تستطيع مواجهة تلك الظروف بسهولة ويسر دون اللجوء إلى مساعدة الآخرين أو شراء الأطعمة الجاهزة لما في ذلك من إرهاق ميزانية الأسرة.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
((سيارات المستقبل))؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!! AMMAR_ALMSRI ملتقى السيارت والدراجات النارية 12 09-10-2007 05:54 PM
هل تعرض ابنتك?على صاحب دين وخلق؟؟اعطي رايك؟ لؤلؤة المنتدى ملتقى الحوارات والنقاشات العامة 39 17-08-2007 12:12 AM
ازاى تحمى ابنتك ....!! اقصد قطتك نوروان الملتقى الترفيهي 6 26-05-2006 12:41 PM


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 94.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 91.62 كيلو بايت... تم توفير 3.25 كيلو بايت...بمعدل (3.43%)]