موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشوره - الصفحة 170 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 850185 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386318 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 71 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 72 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 57 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1691  
قديم 02-01-2014, 06:51 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الالتزام بالمنهج العلمي لدراسة الإشارات العلمية في الأحاديث النبوية

إعداد الأستاذ الدكتور كارم السيد غنيم
أستاذ علم الحشرات ـ جامعة الأزهر
أمين عام جمعية الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
إذا كانت هناك كتابات أو مؤلفات وضعها أصحابها لإبراز بعض ما تحتويه الأحاديث النبوية من إشارات علمية، أو طبية، أو ما يسمى بالإعجاز العلمي، فإن البعض لم يكن من التحري والتمحيص بحيث يوصف بأنه سار في محاولاته على هدى منهج علمي واضح الضوابط والقواعد، ومن هنا كانت أهمية وضع البحث الحالي، لتحديد الجوانب الرئيسية في هذا المنهج، الذي يجب الالتزام به عند دراسة إشارات الأحاديث، أو بحث دلالاتها العلمية هذا المنهج الذي يتضمن خمس عشر قاعدة أو ضابطاً، إضافة إلى أساس جوهري في الموضوع هو الإخلاص لله تعالى، والتجرد عن الهوى والأغراض الشخصية في هذا العمل مع توفر الموهبة وامتلاك الأدوات الضرورية لولوج هذا الباب الذي يعد بحق من ضرورات تطوير وسائل الدعوة الإسلامية في العصر الحالي، عصر الثورة العلمية والقفزة المعلوماتية، عصر لا يمؤن فيه كثير من البشر إلا بالعلم وحقائقه.
أما ضوابط هذا المنهج او قواعده الخمس عشرة فهي: القواعد اللغوية والضوابط البيانية – توثيق النصوص – التثبت من المعطيات العلمية الحديثة – الوحدة الكلية ودور القرآن في فهم الحديث – خطورة رد أحاديث الآحاد – خطورة رد الأحاديث الصحيحة عموماً – الموقف من الأحاديث الضعيفة – الشرح الموضوعي للسنة – تخصيص العموم – معرفة أسباب الورود – الثابت والمتغير في الأحاديث – الجمع والتوفيق بين النصوص الصحيحة المتعارضة – الترجيح والتفضيل فيما بين النصوص الصحيحة المتعارضة – الناسخ والمنسوخ – الإشارات العلمية سبيل للهداية الإسلامية.
ويمكن إيجازها فيما يلي:
1- القواعد اللغوية والضوابط البيانية: إذا لا يتوقع فهم لمن لا يعرف لغة ما لنص مكتوب بها، ناهيك عما تتميز به اللغة العربية من أساليب متعددة وما طرأ على مفرداتها من تغيّر في الدلالة عبر العصور المتوالية، وعليه فمن الواجب مراعاة أقسام اللفظ، من خاص وعام ومشترك، ومن حقيقة ومجاز وصريح وكناية، وكذلك مراعاة تعدد مدلولات اللفظ وهذه خصيصة من خصائص اللغة العربية.
2- توثيق النصوص: إذ أن النصوص الواردة ليست جميعها في نفس الدرجة من الثبوت والنسبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ثم فيجب قبل أية مسألة في الحديث النبوي أن نستوثق من ثبوته وصحة نسبته إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وفقاً للمعايير التي وضعها أهل الاختصاص، سواء كان هذا الحديث مندرجاً في السنة القولية أو السنة الفعلية أم السنة التقريرية، ويشتمل هذا السنة القولية أم السنة الفعلية أم السنة التقريرية ويشتمل هذا الاستيثاق على السند والمتن كما يجب على الباحث أن يكون ملمّاً بالقواعد العامة والأصول اللازمة في علوم الحديث وعلى دراية بمستويات كتب الحديث وأقسام الصحيح ومعرفة شروط رواية الحديث بالمعنى دون اللفظ.
3- التثبت من المعطيات العلمية الحديثة: فالمعارف العلمية في تطوّر دائم وهذه خاصية من خصائص العلم، ولذلك فعلى الباحث أن يكون واعياً لمستويات العلم ولذلك فعلى الباحث أن يكون واعياً لمستويات العلم، من ظنون وتخمينات وفروض ونظريات وحقائق، على أنه من الأحوط أن يقوم الباحث بشرح الأحاديث النبوية باليقيني الثابت من العلوم، لا بالظنون ولا بالنظريات لأن ربط النصوص الشرعية ( قرآناً وسنة ) بالمتغير من العلم، لا الحقائق الثابتة فيه، قد يؤدي إلى إنكار البعض من الناس لهذه النصوص إذا تغيرت الفروض والنظريات أو تعدلت أو رفضت أو هدمت.
ومن الواجب على الباحث – أيضاً – ألّا يجزم بأن ما توصّل إليه في فهم الحديث النبوي هو القول الفصل، بل يترك الباب مفتوحاً لفهم جديد وشرح مزيد مع توالي العصور وتطور العلوم، وذلك لنسبية المعارف العلمية كما أشرنا وإذا وقع تعارض بين نص من الوحي وبين نظرية أو حقيقة علمية فعلى الباحث أن يكون ملماً بكيفية معالجة هذا الأمر.
4- الوحدة الكلية ودور القرآن في فهم الحديث: إذ من الواجب فهم جزئية معينة في الحديث النبوي في إطار العام، وضمن الوحدة الكلية للحديث، أي لا يجوز اجتزاء عبارة أو جملة أو لفظة من السياق أو انتزاعها دون وضعها في جو السياق العام لها أما الاهتداء في فهم الحديث بما ورد بشأن موضوعه في القرآن الكريم، فهو مما لا شك في ضرورته إذ إن القرآن هو الميزان الأساسي لقبول الحديث أو لفهمه فهماً صائباً.
5- خطورة رد أحاديث الآحاد: وهي الأحاديث التي يخطئ البعض حين يظن بأنها هي من رواها راو واحد، بل حديث الآحاد هو الذي لم يصل نقلته مبلغ الحديث المتواتر ومعظم الأحاديث في كتب الصحاح من هذا الصنف، إذ المتواتر فيها قليل، أما إنكار أحاديث الآحاد، أو عدم الاحتجاج بها فليس وليد العصر، بل يمتد إلى عصر الخوارج والرافضة والمعتزلة وذلك لأسباب متعددة تتعلق بالأهواء الشخصية والتوجهات المذهبية إلا أن العمل بأحاديث الآحاد له شروط، سواء في الراوي ( المخبر ) أم في مدلول الحديث ( المخبر عنه ) أم في اللفظ الدال ( الخبر نفسه )
وأما حجية العلم بأحاديث الآحاد فثابتة، وعلى هذا تعددت الدلالات من القرآن ومن السنة ومن الإجماع وهناك أمور ومسائل وموضوعات شتى ثبتت عن طريق أحاديث الآحاد كالشفاعة العظمى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومعجزاته كلها ما عدا القرآن وأحاديث بدء الخلق وصفات عوالم الغيب.
6- خطورة رد الأحاديث الصحيحة عموماً: فهناك أحاديث صحيحة، توقف البعض عندها، ولم تسعفهم قرائحهم بإدارك ما فيها أو بفهم مدلولاتها فردها البعض أو أنكرها أو اعتبرها من الضعيف أو الموضوع، وليس من الصحيح الثابت سنداً ومتناً. ومن أهم الأحاديث التي يمكن ضربها في هذا المجال: حديث خلق العالم الأرضي، حديث الذباب، وحديث الفأرة... وإن كانت هناك أحاديث صحيحة كثيرة يردّها البعض كأحاديث الشفاعة !!
7- الموقف من الأحاديث الضعيفة: فإذا كان بعض العلماء قد أجاز الأخذ بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال والحث على الخير والبر، فإن في الصحيح ما يغني عن الضعيف، إذ أن الأحاديث الضعيفة ما هي إلا ملفقات نسبها البعض زوراً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبهذا فهم يدخلون في الدين ما ليس منه أما رواية الحديث الضعيف في فضائل الأعمال، فإنها لا تعني إثبات حكم به، ويجب على الباحث أن يبتعد عن الأحاديث الضعيفة التي تشتمل على مبالغات أو تهويلات يمجّها العقل أو الشرع أو اللغة.
8- الشرح الموضوعي للسنة: يجب جمع الأحاديث الصحيحة التي تشير تصريحاً أو تلميحاً إلى الحقيقة الكونية أو الطبية، وكذلك روايات الحديث الواحد وردّ متشابهها إلى محكمها، وحمل مطلقها على مقيدها، وشرح عامها بخاصها، بهدف دراستها وبيان ما تدل عليه من حقائق علمية أو حكم صحية، وإنه لمن الخطورة بمكان عظيم، أن يقتصر الباحث في فهم الظاهرة الكونية أو الحقيقة الطبية على حديث نبوي واحد، أو على رواية واحدة للحديث النبوي، إذ قد لا يتبيّن هذا إلّا في ضوء بقية الأحاديث المتعلقة بالموضوع.
9- تخصيص العموم: وردت أحاديث نبوية عديدة في مناسبات خاصة وظروف معينة، وبالرغم من ذلك سحبها البعض لتعم وتشمل ولا تخص أو تقصر.. والأحاديث المحتوية لإشارات علمية أو حكم صحية أو أمور طبية، قد تكون مفيدة لجميع الأحوال وكافة البيئات، وقد لا تكون هكذا وهذا يتضح من فقه التخصيص الوارد فيها ودراسة ظروفها... كما أن هناك قاعدة أخرى متعلقة بالقاعدة الحالية، هي ( الحصر النسبي) أي الحصر غير المطلق، وهذا شكل من أشكال بلاغة الرسول صلى الله عليه وسلم في التعبير، وذلك لجذب الانتباه، ولكن دون أن يقصر قصراً حقيقياً، ولعل حديثه الشريف: ( الشفاء في ثلاثة في شرطة محجم أو شربة عسل أو كية بنار وأنهى أمتي عن الكي ) لدليل على عدم عصر هذه العلاجات الثلاث، إذ إنه صلى الله عليه وسلم وصف أنواعاً أخرى لعلاج الأمراض والعاهات والأوجاع والآلام في مناسبات أخرى.
10- معرفة أسباب الورود: لما كانت الأحاديث النبوية تعالج الكثير من الأمور الجزئية والمسائل الفرعية والشمائل الموضعية والتفاصيل الخاصة، التي لم يتناولها القرآن، فإن من الواجب على الباحث أن ينتبه للظروف والمناسبات والملابسات التي ورد فيها الحديث النبوي، حتى يمكن فهمه فهماً سليماً واستنباط ما يمكن استنباطه وفي السيرة أمثلة تدل على أن الصحابة تركوا العلم بظاهر بعض الأحاديث، حين تبدّلت تلك الحال عما كانت عليه في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم.
11- الثابت والمتغيّر في الأحاديث: فالثابت هو الهدف والمتغير هو الوسيلة لتحقيق هذا الهدف ويجب عدم الخلط بين الاثنين كما يجب عدم الإهمال أو التركيز على الوسيلة دون الهدف، والأمثلة لذلك عديدة منها أحاديث فضل الرمي بالسهم، فالسهم وسيلة وليس هدف، وسيلة تتغير بتغير العصور وتقدم لا حضارة وتطور التقنيات، أما الهدف فهو الرمي وهو الثابت عبر العصور، وكذلك أحاديث رؤية أول رمضان للصوم فالرؤية المجردة كانت في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم لأن الأمة كانت لا تكتب ولا تحسب ( وورد بهذا حديث نبوي شريف ) ولكن بعد تقدم العلوم أصبح الحساب الفلكي وسيلة مهمة لتحديد بدايات الشهور..
12- الجمع والتوفيق بين النصوص الصحيحة المتعارضة: لا يمكن أن يكون الاختلاف فيما بين النصوص ذاتياً، لأن مصدرها واحد ولأن مصدرها هو الوحي من الله، ولذلك فالتعارض فيما بين النصوص الثابتة الصحيحة لابد وأن يكون مصدره قصوراً في كفاءة الباحث. ولقد وضع العلماء شروطاً للعمل بقاعدة التوفيق أو الجمع بين هذه النصوص الصحيحة التي يبدو فيما بينها تعارض، منها: ثبوت الحجية لكل من الحديثين المتعارضين عدم إبطال نص شرعي إذا حدث الجمع بينهما، زوال التعارض فيما بينهما عدم الاصطدام بحديث ثالث يخالف هذا الجمع، أن يكون الحديثان واردين في زمن واحد حتى لا يكون أحدهما ناسخاً لما قبله... الخ
13- الترجيح فيما بين النصوص الصحيحة المتعارضة: وهو مذهب المتحدثين والفقهاء الأصوليين الذين أوجبوا العمل بالحديث الراجح دون المرجوح، أما الحديثان المتعارضان اللذان يخضعان لأعمال هذه القاعدة، فيجب استوائها في الحجية، ويجب إعمالها بعد تعذر الجمع بينهما، ويجب ألّا يكون أحدهما ناسخ للآخر، ويجب ألّا يكون أحدهما أو كليهما متواتراً لأن الأحاديث المتواترة قطعية وليست ظنية الدلالة.
14- الناسخ والمنسوخ: النسخ هو التوقف عن الأخذ بنص لأن هناك نص آخر جاء بعده فأبطله أو عدّله فكأن الآخر ( المتأخر ) قد نسخ الأول ( المتقدم ) ويمكن معرفة المتقدم تاريخياً بعدة أشياء كأن يكون المتن يصرح بذلك، او ينطق به لفظ الصحابي، أو يعرف من حكاية الصحابي له، أو من فهم الروايات.. الخ
15- الإشارة العلمية سبيل للهداية الإسلامية: لا يجوز عقد سباق يبن إشارات ومدلولات الأحاديث النبوية وبين الكشوف العلمية الحديثة، لأننا بذلك نزج بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في تفصيلات ليست من أهدافها الرئيسية فالرسول صلى الله عليه وسلم بعث لهداية البشر جميعهم، ولم يبعث ليعلم الناس قوانين الطفو ودوران الأفلاك وانشطار الذرة وغيرها.
كما يجب أن تكون المعرفة بالحقيقة العلمية طريقاً لتحصيل معارف أخرى، بمعنى أن الحقائق العلمية الواردة في الأحاديث الواردة في الأحاديث النبوية لم تأت لمجرد السرد العلمي، وإنما جاءت للاستدلال بها على حقيقة غيبية، كوجود الله أو بيان قدرته في خلقه...
يمكن إرسال التعليقات حول المقالة إلى فضيلة الدكتور كارم السيد غنيم
  #1692  
قديم 02-01-2014, 06:54 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

هذا الموضوع طويل شوي


الإسلام في اليابان

التاريخ والانتشار والمؤسسات القائمة هناك
صورة لأحد المساجد في العاصمة اليابانية طيوكيو
بقلم / د / مهدي السامرائي رئيس المركز الإسلامي في اليابان
المقدمة :
انبثق نور الإسلام من الجزيرة العربية وامتد شرقاً إلى العراق وإيران وأفغانستان وشبه جزيرة القارة الهندية ثم ماليزيا وإندونيسيا وحتى الصين والفلبين.
واستغرق هذا الانتشار زماناً ، وامتد مكاناً ، وتأخر وصول الإسلام إلى اليابان إلى أواخر القرن التاسع عشر.
ويعبر اليابانيون مسلمهم وغير مسلمهم عن أسفهم واستغرابهم من التأخير في الوقت الذي وصل فيه الإسلام الصين والفلبين ، وعلى أية حال وبقدر من الله سبحانه وتعالى حدث الذي حدث.
وإنني بهذه الورقة آثرت أن أعرض الوجود الإسلامي زمنياً Chronology وحددت محطات وأرخت لكل فترة ما تيسر من معلومات عاشرت الأربعين سنة الأخيرة منها ، وتتبعت المراحل التي قبلها بالبحث والتنقيب لفترة زادت على الثلاثين سنة.
ولا أدعي الإحاطة وكل إنسان يرى التاريخ يبدأ من عند نفسه، وحين تتعدد الكتابات والمصادر فإن الصورة قد تصل إلى ما هو أقرب إلى الكمال ، وها أنا أدلي ببضاعتي معتذراً إن كان لحظ النفس فيها شيء، وهو غير مقصود، فتجارة الدنيا تمحق بركتها إن لم يصاحبها الصدق والإخلاص، فكيف بالتجارة مع الله ، وهو يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وإني أسأل الله العفو والمغفرة وأرجو من إخواني الصفح.
مرحلة ما قبل 1900 :
في بداية عصر النهضة اليابانية ويدعى "عصر ميجي ""MEIJI والذي بدأ عام 1868 كانت دولتان وحيدتان في آسيا هما اللتان تتمتعان بالاستقلال وهما العثمانية واليابانية ، وكلاهما تواجهان ضغوطاً من الدول الغربية ، فحرص الجانبان على إقامة علاقات ودية بينهما ، وتم تبادل الزيارات، وكانت أهمها البعثة التي أرسلها المرحوم السلطان عبد الحميد الثاني إلى اليابان على الباخرة "آل طغرل" وعلى ظهرها أكثر من ستمائة ضابط وجندي عثماني (ترك وعرب وألبان وبوسنيون .... الخ) يقودهم الأميرال عثمان باشا، وذلك عام 1890.
وبعد أن أدت البعثة مهمتها في اليابان وقابل رئيسها الإمبراطور، عادت أدراجها، إلا أنها وهي لا تزال على الشواطئ اليابانية وليس بعيداً عن أوساكا هب عليها إعصار شديد، أدى إلى تحطمها واستشهد أكثر من خمسمائة وخمسين شخصاً بما فيهم أخو السلطان ومعهم عثمان باشا.
هزت الحادثة الطرفين، ونقل الناجون على باخرتين يابانيتين إلى إسطنبول، ودفن الشهداء عند الموقع، وعمل متحف بجانبهم، ويحتفل اليابانيون والأتراك إلى يومنا هذا كل خمس سنوات بهذا الحادث في نفس الموقع رغم تبدل الحكومات، وهذا دليل على إخلاص اليابانيين في صداقتهم.
بعد سنة من الحادث تصدى صحفي ياباني شاب (أوشاتارو نودا) لجمع تبرعات من اليابان لعوائل الشهداء وذهب إلى اسطنبول عام 1891، وسلم التبرعات للسلطات العثمانية، وقابل السلطان عبد الحميد ، وأثناء إقامته في إسطنبول لقي أول مسلم إنجليزي وهو "عبد الله غليام" وهو من مدينة ليفربول، وبعد التحادث معه قبل دين الإسلام وتسمى "عبد الحليم"، كما تظهر الوثيقة العثمانية المرفقة.
ويمكن اعتبار "عبد الحليم نودا" أول مسلم ياباني ، تبعه بعد ذلك يامادا الذي وصل إسطنبول عام 1893 يحمل التبرعات لعوائل الشهداء وطلب منه السلطان عبد الحميد تدريس اللغة اليابانية للضباط العثمانيين، واتخذ اسـم خليل أو عبد الخليل، فبذا يمكن اعتباره ثاني مسلم ياباني.
أما الشخص الثالث فهو أحمد أريجا Ahmad Ariga وكان مسيحياً يعمل في التجارة، زار مدينة بومبي عام 1900، ولفت نظره مسجد فيها فدخله وأسلم هناك، وعاد داعية وشارك في أحد ترجمات القرآن الكريم لليابانية ، وفي هذه المرحلة سكن تجار مسلمون من الهند في كل من طوكيو ويوكوهاما وكوبي ، وبهذا يعتبرون أول جالية إسلامية تقيم في اليابان.
العشرتان الأولى من القرن العشرين ( 1900- 1920 )
زار اليابان مبعوث للسلطان عبد الحميد يدعى "محمد علي" في عام 1902 وذكرت الوثائق أنه كان يخطط لإقامة مسجد في يوكوهاما.
كما زار اليابان الضابط برتو باشا، مبعوث السلطان عبد الحميد لمراقبة الحرب اليابانية الروسـية (1904-1905) وأقام سنتين، وقابل الإمبراطور وألف كتاباً من جزأين باللغة التركية.
وبعد الحرب اليابانية الروسية نشرت أنباء عالمية عن اهتمام اليابان بالإسلام والعالم الإسلامي، مما حفز المسلمين في كل مكان على القيام بنشر الإسلام في اليابان ، فقد ذكر العقاد أن ضباطاً مصريين بهرتهم انتصارات اليابان على روسيا فتطوعوا في الجيش الياباني وتزوجوا يابانيات، وخلفوا، منهم من عاد إلى مصر ومنهم من بقي .
كما زار الداعية الهندي سر فراز حسين اليابان في أواخر عام 1905 وأوائل 1906 وألقى محاضرات عن الإسلام في ناغاساكي وطوكيو ، وأقيم أول مسجد في أوساكا للأسرى المسلمين الروس بعد الحرب التي ذكرناها وذلك عام 1905.
كما نشرت الأخبار في العالم الإسلامي أن مؤتمراً يعقد في طوكيو عام 1906 يقارن فيه اليابانيون بين مختلف الأديان لاختيار الدين الصحيح، هكذا وصلت الأخبار المبالغ فيها، فتحمس المسلمون في كل مكان لحضور المؤتمر، وذكر السيد على أحمد الجرجاوي وهو محامي شرعي أزهري أنه ذهب لحضور المؤتمر ، وألف كتاباً عام 1907 أسماه "الرحلة اليابانية" ادعى أنه ومعه داعية صيني يُدعى سليمان الصيني وروسي يدعى مخلص محمود وهندي اسمه حسين عبد المنعم، كونوا جمعية في طوكيو للدعوة الإسلامية، وأسلم على أيديهم اثنا عشر ألف يابانياً.
وبعد سنتين أو ثلاث زار اليابان عبد الرشيد إبراهيم وهو رحالة وداعية مسلم من روسيا واستهجن هذا الإدعاء ، واستهجن كذلك بادعاء الجرجاوي الداعية والمفكر الهندي محمد بركة الله الذي أقام في اليابان خمس سنوات ما بين 1909-1914، وإن كاتب السطور منذ بضع سنوات يجري التحقيق :هل زار الجرجاوي اليابان أم لا، ولم يتمكن من الحصول على أي دليل مادي غير الكتاب الذي ألفه الجرجاوي.
وجاء الداعية عبد الرشيد إبراهيم الذي سبق ذكره إلى اليابان عام 1909 وأقام ستة شهور، قابل فيها رجالات اليابان من الوزراء إلى الفلاحين ، وأسلم على يديه نخبة من المفكرين والصحفيين والضباط الشباب، كما زار الصين وكوريا والهند والحجاز ، وألف كتاباً من ألف صفحة باللغة العثمانية أشرف كاتب هذه السطور على ترجمته ومراجعته وسيصدر قريباً إن شاء الله .
وعبد الرشيد رحالة وداعية وسياسي وأديب وعالم وقال عن كتابه المرحوم عبد الوهاب عزام : إنه أهم من كتاب ابن بطوطة، كما روى ذلك الدكتور محمد رجب البيومي في مقالة له في مجلة الأزهر.
كما زار اليابان محمد بركة الله من بهوبال في الهند ، وهو أول من علم الأردية في جامعة اللغات الأجنبية في طوكيو وأصدر لثلاث سـنوات مجلة "الأخوة الإسلامية " ISLAMIC FRATERNITY مابين 1910-1912.
وأسلم علي يديه عدد من اليابانيين، ولم أحصل إلا على عددين من مجلته، ولا أزال أفتش عنها لأنها تحمل براعم انتشار الإسلام في اليابان ، ومن الضباط الذين ذكرهم العقاد عرفت عن أحمد فضلي الذي أقام في اليابان وتزوج يابانية عام 1908 ولقي عبد الرشيد إبراهيم وتعاون معه، كما تعاون مع بركة الله لستة شهور في إصدار المجلة ثم تركه، وألف فضلي كتاب "سر تقدم اليابان" عام 1911عربية، كما ترجم من اليابانية كتاب "النفس اليابانية" التي توضح الشخصية اليابانية، وزار جامعة واسيدا بصحبة عبد الرشيد ، وترجم له محاضرة عن الإسلام بالجامعة لثلاث ساعات ..
وذكر عبد الرشيد أن في جامعة واسيدا حوالي الألف صيني من بينهم تسع وثلاثون مسلمون ، وهم الذين أصدروا صحيفة إسلامية باللغة الصينية عنوانها" الاستيقاظ الإسلامي" هكذا كتبوا العنوان بالعربية.
كما أصدر حسن هاتانو الذي أسلم على يد بركة الله مجلة شهرية مصورة باللغة الإنجليزية أسماها أيضاً " الأخوة الإسلامية " واسمها بالإنجليزيةIslamic Brotherhood ولم أعثر على أي عدد منها حتى الآن وذلك في عام 1918، كما أنه أصـدر في عام 1911 مجـلة Islam باليابانية والإنجليزية، ولم أعثر حتى الآن على أي عدد منها ، وأدى الحج أول ياباني عام 1909 عمر ياما أوكا ، فقد صاحب عبد الرشيد إبراهيم إلى الديار المقدسة ثم إلى إسطنبول.
ونشرت مجلة العالم الإسلامي بالفرنسية عام 1911 خبراً عن إسلام شخصين يابانيين مقيمين في الصين، وعزمهما على نشر الإسلام في اليابان بعد عودتهما إلى بلدهما.
العشرينات : 1920-1930:
تمام اليابان بالعالم الإسلامي لأغراض متعددة، توسعية، اقتصادية، ثقافية، كما تمت ترجمات لمعاني القرآن الكريم ، وشكلت الجمعيات ، وألفت الكتب الإسلامية الاستشراقية.
وبدأ المهاجرون من المسلمين التتار يفدون اليابان فراراً من الحكم الشيوعي في روسيا، واستقر أكثرهم في طوكيو وناغويا وكوبي ، كما أدى ثاني مسلم ياباني فريضة الحج وهو المرحوم نور أبي تاناكا IPPEI TANAKA الذي أسـلم في الصين ، كما أسلم في الصين المرحوم عمر ميتا مترجم معاني القرآن الكريم ، زار عمر ياما أوكا مصر ، وذهب إلى الأزهر عام 1924 وله صورة تذكارية بالزي الأزهري، يعلو وجهه النور ، وكأنه أحد علماء إندونيسيا وماليزيا .
الثلاثينات 1930 – 1940:
برز اسم "عبد الحي قربان علي" كزعيم ديني للمسـلمين التتار ، وأصدر مجلة باللغة التتارية "جابان مخبري" توزع في داخل اليابان وخارجه، وأنشأ مطبعة بالحروف العربية طبع فيها الكتب الإسلامية باللغة التتارية ، وطبع القرآن الكريم الذي كان قد طبع في مدينة قازان قبل الحكم الشيوعي ، وقوى علاقاته بالسلطات اليابانية مما دفعها لمساعدة المسلمين في بناء أول مسجد في طوكيو عام 1938 ، والذي حضر افتتاحه المرحوم حافظ وهبة سفير المملكة في لندن مندوباً عن المرحوم الملك عبد العزيز آل سعود ، وحضر سيف الإسلام الحسين من اليمن ، ومحمود فوزي قنصل مصر في اليابان ، والذي أصبح فيما بعد وزيراً للخارجية ونائباً لرئيـس الجمهورية.
ولدى كاتب هذه السطور الكلمات التي ألقيت وترجمتها والصور التي أخذت بالمناسبة.
عاد ثانية إلى اليابان عام 1933 الداعية عبد الرشيد إبراهيم وتعاون مع قربان علي في قيادة الجالية الإسلامية حيث أصبح الضباط الشباب الذين أسلموا على يديه في زيارته الأولى أصبحوا هم الذين يتولون سياسة البلد.
كما جاءت شخصية هندية لامعة لليابان وهو "نور الحسن برلاس" الذي تولى كرسي اللغة الأردية في جامعة اللغات الأجنبية منذ عام 1932 إلى عام 1949، وكان له نشاط مع المسلمين وكتب الكثير عن الإسلام في اليابان باللغة الأردية ، ترجمها كاتب هذه السطور للعربية ، وقابلت ابنه في كراتشي عام 1997 وأحفاده في كراتشي وإسلام آباد والرياض.
وزار اليابان كذلك الداعية العالم الهندي "عليم الله صديقي" وألقى محاضرات عن الإسلام في طوكيو ، وهو من أوائل الرحالة والدعاة العالميين الذين أنشئوا مراكز وزاروا أقطار الدنيا، وترك أثراً في كل بلد، وعندي خطابه الذي ألقاه في فندق الأوريون في جينـزا GINZA بقلب طوكيو عام 1936 عن مكانة المرأة في الإسـلام ، وقد أسس في هذه الفترة مسجد كوبي عام 1935 من قبل المسلمين الهنود وساهم المرحوم فيروز بأكبر قسط من المال ، وقابلت ابنه في دلهي عام 1995 وقبلت رأسه احتراما لوالده.
كما بنى المسلمون التتار مسجداً في مدينة ناجويا بنفس الفترة ، واهتمت اليابان بتركستان الشرقية ( التي هي جزء من الصين ) واستدعت زعماء المسلمين هناك والطلبة لليابان ، ومنهم أمين إسلامي الذي أصبح إماماً لمسجد طوكيو من 1938 إلى 1953، وهاجر بعدها للملكة في الطائف ثم جدة ، وعمل في الإذاعة ووزارة الحج وأبناؤه في جدة.
كما برز في هذه الفترة وأسلم المرحوم مصطفى كومورا ، وكان له دور مع مسلمي تركستان الشرقية ويوننان في الصين ، وبعد الحرب شكل جمعيتين إسلاميتين معترف بهما رسمياً ، وبهذا يعتبر أشطر وأول اليابانيين المسلمين في التسجيل الرسمي ، والذي يعتبر أصعب شيء في اليابان ، وأرسل عشرات الطلبة إلى باكستان وماليزيا ثم المملكة، وشارك عمر ميتا في ترجمة معاني القرآن الكريم في مكة المكرمة ، وألف موسوعة ضخمة عن تاريخ الإسلام في اليابان باللغة اليابانية ترجمناها للإنجليزية وهي قيد الإعداد للطبع.
وفي هذه الفترة بدأ سيل من المسلمين اليابانيين الذهاب لأداء فريضة الحج في سنوات متتالية ، حظي أبرزهم المرحوم صالح سوزوكي بمقابلة المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود ، حيث كان يعطي اهتماما كبيراً للحجاج اليابانيين ، كما روى لي السيد العامودي الذي كان يعمل في رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة أن السيد جابان أوغلو وهو عديل للسيد قربان علي ، زار المملكة وقابل المرحوم الملك فيصل في الطائف في وسط الثلاثينات ، وحدثه عن مسلمي اليابان ، وطلب من المملكة دعمهم .
وجاء اليابان التاجر اللبناني الأديب عبد الرحمن قليلات قادماً من البرازيل ومعه عائلته، وله إسهامات مع المسلمين في اليابان، كما سكنت اليابان عائلة الدبس وكبيرهم المرحوم عبد الهادي الدبس، وهم تجار كبار من سوريا، وإن ابن عمه السيد فؤاد الدبس متعه الله بكامل الصحة والعافية، الذي يقيم في كوبي ، وله ولآل الدبس أيادي بيضاء في دعم الوجود الإسـلامي في اليابان.


يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
  #1693  
قديم 02-01-2014, 06:55 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبــع الموضوع السابق


الإسلام في اليابان


الأربعينات 1940- 1950:
وصل اليابان عام 1941 الشيخ عبد الله طوغاي مبعوث الأزهر إلى اليابان ، وبقى ستة أشهر فقط حيث عاد إلى مصر بسبب انضمام مصر إلى الحلفاء ضد المحور أثناء الحرب العالمية الثانية، وتعلم العربية عليه الأستاذ عمر هاياشي.
ومع عبد الله طوغاي تواجد في اليابان محمد كامل طبارة تاجر الأسهم اللبناني، وهو الذي فك الرموز والكتابات التي تمتلكها قبائل العَينو ، وهم سكان اليابان الأصليين.
إن هذه الكتابات عجز عن فكها فطاحلة علوم الألسن والأجناس اليابانيون ، وأعلن طبارة ترجمتها في مؤتمر صحفي كبير في طوكيو عقد في حينه ، اطلعنا عليه في الوثائق التي وجدناها.
دخلت اليابان الحرب واحتلت أجزاء من آسيا، واحتك اليابانيون بمسلمي الصين وماليزيا واندونيسيا والفلبين وبورما ، وظهرت أسماء "عمر يوكيبا" متعه الله بوافر الصحة والعافية ، وهو موجود بالندوة هذه ، حيث أسلم في ماليزيا، والمرحوم عبد المنير واطانابا أسلم في إندونيسيا ، والمرحوم صادق إيمازومي ، والمرحوم فاروق ناغاسي وسودا وماتسوباياشي وغيرهم.
- توفي رائد الدعوة الإسلامية في اليابان عبد الرشيد إبراهيم عام 1944 وهو دفين مقبرة المسلمين في "مقبرة تاما" بضواحي طوكيو.
- خسرت اليابان الحرب وعاد ثلاثة ملايين ياباني ومن بينهم الذين أسلموا في آسيا.
رجع نور الحسن برلاس عام 1949 وباع طوابع قديمة ليقطع تذكرة له ولزوجته ليعود إلى باكستان ، وقابلت ابنه عام 1997 كما قلت في كراتشي ، ويبلغ من العمر 82 عاماً وكان قد درس في يوكوهاما.
الخمسينات 1950 – 1960:
- اجتمع المسلمون اليابانيون، عمر ميتا، صادق إيمازومي، عبد المنير واطانابا، عمر يوكييا، عمر ياما أوك، مصطفى كومورا .. الخ ، وشكلوا أول جمعية للمسلمين اليابانيين عام 1953.
- بدأت طلائع جماعة الدعوة والتبليـغ ترد اليابان من باكستان، ما بين 1956 - 1960 فأول بعثة لهم كانت عام 1956 (بقي شبير أحمد الوحيد من بينهم على قيد الحياة وقابلته قبل بضعة شهور في رايوند بلاهور).
لقد زاروا اليابان أربع مرات، رافقتهم في المرة الرابعـة عام 1960.
لقد أحيوا المســلمين القدماء بروح الدعوة )عمر ميتا ومصطفى كومورا) وأدخلوا جدداً في الإسلام ، عبد الكريم سايتو رحمه الله ، خالد كيبا (متعه الله بالصحة)، والدكتور عمر كاواباتا وزكريا ناكاياما وعلي موري وأمين ياماموتو (والأربعة الآخرون رحمهم الله من أكبر الدعاة إلى الله في جزيرة شكوكو رابع جزيرة في اليابان وهم من جماعة خالد كيبا).
كما أسلم على يد صادق إيمازومي كل من رمضان إيسـوزاكي وزبير سوزوكي وصديق ناكاياما ويوسف إيموري (متعهم الله بوافر الصحة )
- وبرز في هذه الفترة رائد عملاق وهو المرحوم عبد الرشيد أرشد وهو مهندس باكستاني من التبليغ وحافظ للقرآن الكريم وداعية من الطراز الأول، زار اليابان في بعثة تدريبية على حساب الحكومة اليابانية عام 1959 والتحق بالبعثة التبليغية الثالثة ، وأسلم على يديه خيرة الناس ومنهم خالد كيبا.
وهو الذي شجع كاتب هذه السطور على المجيء إلى اليابان حيث تعرفت عليه بواسطة المرحوم السيد علي أبو الحسن الندوي، حينما قابلته في زيارة له لباكستان حيث كنت أدرُس الزراعة في لائلبور "فيصل آباد".
وبعد عودة عبد الرشيد من اليابان لقيته في رايوند قرب لاهور في نوفمبر 1959 في اجتماع التبليغ السنوي فكان يشجعني للذهاب إلى اليابان ويقول: اليابان كالبستان الزاهر، مملوء بالفاكهة اليانعة، تدخله وتجمع الثمار بكل سهولة، وإن من بين الذين يسلمون من هم أشبه بالصحابة.
أشرف عبد الرشيد أرشد في أوائل الستينات على مد الخطوط التلفونية بين مكة والمدينة وأخبرته وأنا في اليابان في عام 1961 أن عمر ميتا بدأ يترجم معاني القرآن الكريم، حيث كنت أسكن مع عمر ميتا في غرفة واحدة لمدة سنة تقريباً فاتصل وهو مقيم بمكة المكرمة بالرابطة حين أول تأسيسها فاستدعت عمر ميتا وبعدها مصطفى كومورا ، وترجم ثلاثتهم سوية معاني القرآن الكريم لليابانية، وتوفى عبد الرشيد بحادث سيارة بين المدينة ومكة عام 1964 أو أوائل 1965، وكان معه مصطفى كومورا وعمر ميتا فنجاهما الله ليتما نشر ترجمة معاني القرآن الكريم.
- وممن أسلم في هذه الفترة عملاق ياباني آخر ورائد كبير في مسيرة الدعوة الإسلامية في اليابان ، وهو المرحوم البروفسور عبد الكريم سايتو، أسلم على يد أهل التبليغ وعمل أستاذاً في جامعة تاكشوكو Takushoku وأسلم على يديه عشرات من الشباب اليابانيين.
أرسلناهم سوية في الستينات للأزهر وفي السبعينات للمملكة العربية السعودية، وهم الآن يتولون تعليم اللغة العربية في الجامعات اليابانية والعمل في كبرى الشركات، ومنهم من يتولى إدارة جمعية مسلمي اليابان الآن مثل الأستاذ خالد هيكوجي Higuch رئيس الجمعية والأستاذ أمين توكوماتسو والأستاذ يحيى إيندو.
الستينات 1960 – 1970:
وصل اليابان الطلاب المسلمون الأجانب ، باكستانيون، عرب (ومنهم كاتب هذه السطور)، أتراك، وأعداد كبيرة من إندونيسيا، وشكلنا أول جمعية للطلبة المسلمين في اليابان في أوائل عام 1961 ومن إدارتها د. زحل من إندونيسيا (الآن بروفسور في جامعة جاكرتا الوطنية ووزير سابق ، وجمع لنا مبلغاً محترماً للمساعدة في إعادة بناء مسجد طوكيو المركزي )، مظفر أوزي (تركي) أحمد سوزوكي (ياباني أزهري يمثل الجيل الثاني حيث إن والده مسلم وخاله مسلم) وعبد الرحمن صديقي (باكستاني) وصالح السـامرائي (عربي).
- شكل الطلبة المسلمون مجلس مشترك للدعوة مع جمعية مسلمي اليابان (عمر ميتا، عبد المنير واطنابا، وعبد الكريم سايتو) من الجانب الياباني و (عبد الرحمن صديقي ومظفر أوزي وصالح السامرائي من جانب الطلبة) ومن النشاطات التي قام بها المجلس:
1ـ أصدر كتيبات عن الإسلام من تأليف عمر ميتا ، وترجم ونشر كتاب ما هو الإسلام للمودودي.
2 ـ ساعد الأخ فاروق ناغاسي بإصدار جريدة صوت الإسلام في اليابان.
3 ـ أرسل الشباب اليابانيين للدراسة في الأزهر ، وقبل إرسالهم عمل لهم دورات مكثفة.
4 ـ والى شؤون الدعوة في أنحاء اليابان بعد أن انقطع أهل التبليغ. .
5 ـ اشترى المجلس أول مقبرة للمسلمين في إينـزان بتبرع من المملكة العربية السعودية والكويت ، ومن خالص أموال المرحوم عبد الكريم سايتو (سجلت المقبرة فيما بعد باسم جمعية مسلمي اليابان ، وعلى أساسها حصلت الجمعية على التسجيل الرسمي في محافظة ياماناشي المجاورة لطوكيو).
6 ـ قدم المجلس البروفيسور عبد الكريم سايتو للعالم الإسلامي ، فأول ما زار العراق ثم مصر ثم المملكة العربية السعودية ، وبعدها الكثير من البلدان الإسلامية.
7 ـ فتح المجلس أول مركز إسلامي في طوكو شيما بجزيرة شكوكو عام 1965 ، ولم يستمر إلا لسنة واحدة.
8 ـ فتح أول مركز إسلامي في طوكيو عام 1965 بدعم من أول سفير لدولة الكويت الشقيقة (الأستاذ الصنيع وعلمت أنه ذهب إلى ربه، رحمه الله رحمة واسعة). واستمر المركز لسنة تقريباً ، وأغلق لأن السفير انتقل من اليابان وانقطع الدعم.
- سعادة الأستاذ المنقور سفير المملكة العربية السعودية في طوكيو ومعه الأستاذ محمد بشير كردي متعهما الله بوافر الصحة والعافية ، والأستاذ صلاح الحسيني يرحمه الله (وهو نجل المرحوم حاج أمين الحسيني مفتي فلسطين) في سفارة المملكة بطوكيو كانوا يدعمون نشاطنا، والأستاذ المنقور كان يدفع لنا في كل مناسبة مبلغاً محترماً للقيام بالنشاطات المختلفة.
- الإخوة الإندونيسيون كان لهم مقر ضخم في قلب طوكيو وقرب مسجدها المركزي، وكنا نحيي فيه المناسبات الإسلامية وخصوصاً عيد الفطر المبارك، حيث يعملون حفلة ضخمه فيها لذيذ الطعام يسمونها "الحلال بالحلال" يأتيها المسلمون وكبار المسئولين اليابانيين ، وحتى أعضاء البرلمان فكانت تظاهرة إسلامية كبيرة.
- في الثلث الأخير من هذه الفترة وبعد أن عاد أكثر الطلبة إلى بلدانهم وقل نشاطهم جاء إلى اليابان عملاق آخر وداعية قل نظيره، هو "سيد جميل" المحاسب القانوني الأول في حكومة باكسـتان Chief Accountant ورئيـس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بكراجي ، لقد تابع ما بدأ به الآخرون ووسع.
كما نشر بعض الرسائل باللغة اليابانية وشمل نشاطه كوريا أيضاً.
- وجاء إلى اليابان أستاذ مصري قدير هو المرحوم علي حسن السمني حيث علم اللغة العربية في جامعة اللغات الأجنبية والمعاهد اليابانية الأخرى من 1963 - 1978 وتخرج عليه المئات من اليابانيين، وراجعه كبار الأساتذة واستفادوا منه، وأنعم عليه إمبراطور اليابان السابق بوسام رفيع تقديراً لخدماته في حقل الثقافة العربية الإسلامية.
وكان يجلس في السبعينات في مسجد طوكيو بعد عصر كل يوم أحد ومعه المرحوم عبد الكريم سايتو وكاتب هذه السطور لاستقبال من يسأل عن الإسلام من اليابانيين.
- كما لا ننسى إمامي المسجد المركزي في طوكيو مفتاح الدين وعينان صفا تغمدهما الله برحمته وكذلك السيد كلكي إمام مسجد كوبي رحمه الله ، وهم من التتار المهاجرين حيث كانت لهم خدمات جلية للجالية الإسلامية.
- ونود أن نؤكد أنه في هذه المرحلة كان الدعم المادي الرئيسي للنشاطات العامة التي يقوم بها المجلس الإسلامي المشترك كان من الكويت الشقيق، وكان الواسطة في ذلك الأستاذ عبد الله العقيل والمرحوم عبد الرحمن الدوسري، حيث كانا يجمعان لنا التبرعات من أهل الخير وعلى رأسهم المرحوم عبد الرزاق الصالح المطوع القناعي والشيخ عبد الله العلي المطوع وغيرهم، فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
في السبعينات 1980 – 1970:
- في عام 1970م زار المرحوم الملك فيصل بن عبد العزيز طيب الله ثراه اليابان والتقى بوفد من المسلمين في اليابان ومعهم وفد من مسلمي كوريا، وتقدم الدكتور عبد الباسط السباعي رئيس جمعية الطلبة المسلمين في اليابان في ذلك الحين بطلب للملك فيصل يرجو ابتعاث الدكتور صالح السامرائي الأستاذ بجامعة الرياض ليساعد في الدعوة الإسلامية في اليابان، فاستجاب رحمه الله لهذا الطلب في عام 1973م ، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
رعى المرحوم الملك فيصل ترجمة معاني القرآن الكريم لليابانية الذي قام بها عمر ميتا ، ورصد الأموال في سفارة المملكة بطوكيو لتصرف كلما نفذت الطبعة ، وذكر عمر ميتا في المقدمة أن السيد أحمد سوزوكي والدكتور صالح السامرائي ساعداه في المراجعة الأخيرة بالرياض صيف 1970 .
- في السنتين الأوليتين استمر سيد جميل يقود العمل الإسلامي في اليابان وكوريا.
- في عام 1973 أرسل الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله كاتب هذه السطور للدعوة الإسلامية في اليابان ومعه ستة آخرون خالد كيبا (ياباني) وأسعد قربان علي (ابن مؤسس مسجد طوكيو المرحوم عبد الحي قربان علي) وعبد الباسط السباعي (مصري) وعلي الزعبي (سوري) وعبد الرحمن صديقي (باكستاني) وموسى محمد عمر (سوداني) وهم ممن درس في جامعات اليابان ، ولهم سابقة بالعمل الإسلامي فيها.
أسس هذا الفريق أول مركز إسلامي متكامل في اليابان بالتعاون مع آخرين يابانيين ومقيمين من أمثال عمر ميتا مترجم معاني القرآن الكريم لليابانية ، وعبد الكريم سايتو ومصطفى كومورا ، وتميم دار محيط ، وعبد المنير واطانابا ، وعمر دراز خان ، وعلى حسن السمني ، ومطلوب علي ، وعينان صفا.
ولا ننسى دور الشيخ حسن بن عبد الله آل الشيخ ـ رحمه الله ـ فقد كان الساعد الأيمن للمرحوم الملك فيصل في هذا الأمر ، ووالى دعم نشاط المركز الإسلامي والدعوة الإسلامية في اليابان، وكذلك جهود المرحوم الشيخ عبد العزيز بن باز، وهذان الرجلان عملاقان في الدعوة الإسلامية ، وقل من يدانيهما في هذا المستوى، فعليهم من الله رحمة ، وأجزل لهما الأجر ، ولكل من يعمل للإسلام.
- جاء تشكيل المركز في فترة هامة مرت بها اليابان وهي أزمة البترول لعام 1973 وما بعدها فبدأ اليابانيون يهتمون بالإسلام، حيث إن أكثر الدول المصدرة للبترول إن لم تكن جميعها هي دول إسلامية.
وكان تأسيس هذا المركز تحقيقا لحلم كل من اهتم بالدعوة الإسلامية في اليابان منذ مائة عام حيث كل من قرأنا لكتاباتهم من الذين زاروا اليابان وعملوا في الدعوة من أمثال عبد الرشيد إبراهيم وبركة الله ونور الحسن برلاس وغيرهم كانوا يتمنون إقامة مركز إسلامي يقوم بالدعوة ويعمل به يابانيون ومن لهم معرفة باللغة اليابانية ، ويصدر كتبا باللغة اليابانية ويقدم الإسلام للشعب الياباني.
1 ـ بدأ يفد إلى المركز الإسلامي الآحاد والعشرات بل المئات من اليابانيين ودخلوا في الإسـلام أفواجاً .
2 ـ قام المركز بإصدار أعداد كبيرة من الكتب والكتيبات عن الإسلام باللغة اليابانية ، وأصدر مجلة السلام باللغة اليابانية.
3 ـ غطى البلاد من أقصى الشمال إلى الجنوب بالنشاط الدعوي ووصل الإسلام لأول مرة جزيرة هوكايدو في أقصى الشمال ، وفتح الفروع في مدن عدة.
4 ـ أرسل الطلبة إلى المملكة العربية السعودية ومصر للدراسات الإسلامية.
5 ـ أسس أول مجلس للتنسيق بين الجمعيات الإسلامية ، وعددها حينذاك اثنا عشر تضم التجمعات الإسلامية اليابانية في عدة مدن والجالية الإندونيسية وجمعية الطلبة المسلمين ، وذلك في عام 1976.
6 ـ كما عملت في عام 1977 أول ندوة عن الشريعة الإسلامية أقامها المركز بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي وجامعة شو أو CHUO وكان محركها الأستاذ خالد كيبا ، وحضرها عم الإمبراطور الحالي وأعضاء المحكمة العليا وثلاثمائة من أئمة القانون في اليابان ، وحضرها المرحوم محمد علي الحركان أمين عام رابطة العالم الإسلامي ، واسـتمرت لثلاثة أيام ، ونشرت وقائعها باللغات العربية واليابانية والإنجليزية، وكان من نتيجة هذه الندوة أن عملت دراسات مستمرة حتى يومنا هذا عن الشريعة الإسلامية في اليابان.
7 ـ كما عقدت ندوات ثقافية حضرها الآلاف في طوكيو والمدن الأخرى برعاية كبريات الصحف اليابانية التي تصدر الملايين لكل صحيفة بالتعاون بين المركز الإسلامي وجامعة الرياض حيث حضرها معالي الدكتور عبد العزيز الفدا وسعادة الدكتور توفيق الشاوي متعهما الله بالصحة والعافية.
8 ـ نظم رحلات إلى الحج أولها عام 1976 واستمرت سنوياً بدعم سخي من سمو الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود نائب وزير الداخلية ، واسـتضافة كريمة من رابطة العالم الإسلامي، كما أشرف على أكبر بعثة حج لثلاثة وأربعين مسلماً ومسلمة يابانيين قاموا بها بخالص أموالهم بقيادة الداعية الياباني الحاج محمد ساوادا، وأرسل المركز معهم الأستاذ نعمة الله ، والأستاذ عبد الرحمن صديقي.
كما شارك في إعداد أكبر تجمع آخر للحج بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين في حج عام 1420. وإن آخر بعثة نظمها المركز لحج 1421 هي بدعم سخي واستضافة كاملة من سمو الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز آل سعود فجزي الله الجميع خير الجزاء ، وأخلف عليهم بالخير.
9 ـ وفي زيارة للمركز قام بها معالي المرحوم حسن آل الشيخ عام 1975 طلب المركز من معاليه إقامة معهد عربي إسلامي في طوكيو ؛ ليكون مرجعية إسلامية في اليابان ، ويعلم اللغة العربية والثقافة الإسلامية للشعب الياباني ، فأحال الأمر إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وتولى معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي حفظه الله المهمة فأنشأ هذا الصرح الشامخ ، ونهل آلاف اليابانيين منه الثقافة الإسلامية واللغة العربية وأسلم العديد.
كما تنازل سمو الأمير سعود الفيصل عن مقر سفارة خادم الحرمين الشريفين في طوكيو وأرضها ليبنى عليه هذا الصرح الذي نحتفل بافتتاحه ، حيث إن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ومتعه بوافر الصحة والعافية دعم البناء الحالي بعشرة ملايين دولار ، وجهزه ومول تسييره بأكثر من مليون دولار.
وإنني هنا أقف موقف المؤرخ وليس المداح، أرصد الحقائق من أجل أن يدعو المسلمون في كل مكان وعلى مر الأجيال للعاملين في حقل الدعوة الإسلامية في اليابان والداعمين لها.
10ـ كنا نعد المسلمين اليابانيين قبل هذه الفترة ما بين ألف إلى ثلاثة آلاف، وبدأنا فيها نعد المسلمين بعشرات الآلاف، وانتشر الوعي الإسلامي لدى الشعب الياباني، فبعد أن كان الدين الإسلامي يدعى كاي كيو KaiKyo أصبح يدعى إسرام Isram، لعدم وجود حرف اللام باللغة اليابانية ، ويستبدلونها بالراء.
- وفي آخر هذه الفترة، رجع الداعية المرحوم سيد جميل ثانية إلى اليابان ، وأدى آخر أعماله الجليلة في المنطقة ، ورافقه فيها عملاق آخر هو الشيخ نعمة الله الذي لا يزال في قمة النشاط الدعوي في اليابان حتى يومنا هذا.
- كان الدعم الرئيسي المادي والأدبي والثقافي للنشاطات الإسلامية في اليابان خلال هذه المرحلة والمراحل التي بعدها يأتي أولاً من المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً ومن رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة ، كما كان الدعم يأتي من دولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة والكويت وسلطنة عمان ، وكذلك من جمهورية مصر العربية ممثلة في أزهرها العتيد وليبيا بالدعاة الذين أرسلتهم.
وهنا نذكر الأستاذ حمد الهاجري أول سفير لدولة قطر الشقيقة في اليابان ، حيث قدم لنا أول دعم مادي في أول مرحلة من تأسيس المركز ، والمرحوم الشيخ عبد الله الأنصاري رئيس المحاكم الشرعية في قطر ، وكذلك المرحوم عبد العزيز المبارك رئيس المحاكم الشرعية في الإمارات العربية المتحدة والمرحوم عبد الله المحمود في الشارقة لدعمهم النشاطات الإسلامية في اليابان.




يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

  #1694  
قديم 02-01-2014, 06:57 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو


يتبــع الموضوع السابق


الإسلام في اليابان



الثمانينات والتسعينات وحتى يومنا هذا 1980 -2001:
- في أوائل الثمانينات تبرع الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله بأرض من أجل إقامة مقر شامخ للمركز الإسلامي، ورعى الأميران الكريمان نايف بن عبد العزيز وأحمد بن عبد العزيز تشييد البناء ، وبذلك أصبح المركز الإسلامي معلماً إسلامياً يقصده الأساتذة والطلبة والصحافيون والتلفزيون وعامة الناس، منهم من يعلن إسلامه ، ومنهم من يستعلم عن الإسلام ، ولا يزال هذا المقر يؤدي دوره بتطور وتحسن مستمر. .
- وقد زار المركز سمو الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود عام 1985 وسمو الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود عام 1986 وقدما الدعم المادي والأدبي لنشاطاته فجزاهما الله كل الخير.
- إن أكبر تطور في تاريخ الوجود الإسـلامي في اليابان بدأ من أواسط الثمانينات حتى الآن، ألا وهو هجرة أعداد كبيرة من المسلمين إلى اليابان بعد أول هجرة للمسلمين التتار، إن أكثرهم من إندونيسيا وباكستان وبنغلادش والهند وسريلانكا وإيران وأفغانستان ثم من الأفارقة والأتراك ويليهم العرب ، لقد جاء الجميع إلى اليابان طلباً للرزق فتزوجوا اليابانيات بعد إسلامهن ، وحصلوا على الإقامة الدائمة ، ومنهم من حصل على الجنسية وأبناؤهم يابانيون بالولادة ، فأبناء اليابانية هم يابانيون.
لقد بنى هؤلاء المساجد والمصليات ، وأقاموا محلات بيع المواد الغذائية الحلال ، وفتحوا مطاعم الحلال ، وعمروا المساجد بالصلاة ، وأصبحت مقراتهم ومساجدهم محلات لقاء وتربية للمسلمين الجدد من اليابانيين.
- في عام 1986 هدم مسجد طوكيو وسط دموع المسلمين وكان الهدف هو إعادة بنائه في نفس الموقع ، إلا أن صعوبات جمة وعراقيل وضعت أمام ذلك ، وبعد جهود متواصلة من قبل المركز الإسلامي ومن قبل المحبين للإسلام في داخل تركيا الشقيقة وخارجها، أعيد بناء المسجد في وسط عام 2000 صرحاً شامخاً جميلاً وعلى الطراز العثماني ، وأصبح مقصداً لجميع اليابانيين يزورونه ، ويتعرفون على الإسلام بواسطته ، وقد أشرفت رئاسة الشؤون الدينية في تركيا على البناء تقريباً، وقام المسلمون في اليابان وخارجها بجمع ثلث كلفة البناء تقريباً، تولى مركزنا الإسلامي جمع أكثرها.
وتتولى رئاسة الشؤون الدينية مأجورة إدارة المسجد إماماً ومؤذناً وإدامة.
- كما تم بناء ملحق بمسجد كوبي العريق يتخذ مركزاً إسلامياً ثقافياً في جنوب غرب اليابان ، وتولى أكثر الصرف على بنائه عائلة الدبس وممثلهم في كوبي الأستاذ فؤاد الدبس، وهو صرح إسلامي آخر في ذلك الجزء من اليابان يؤدي دوره الإسلامي بكل كفاءة.
- وفي ناغويا تم بناء مسجد جميل، عوض الله به عن المسجد القديم الذي دمرته قنابل الحرب العالمية الثانية، وتولى تأسيسه التاجر الباكستاني المفضال الأستاذ عبد الوهاب قريشي ، وافتتحه معالي الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد رئيس إدارة الحرمين الشريفين ، وأصبح هذا المسجد ملتقى لمسلمي المنطقة، على سعتها، للعبادة والتعلم ، وأقام هذا الأخ مدرسة قريبة منه لتعليم أولاد المسـلمين ، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
- أما الأخوة الباكستانيون والبنغلادشيون والأفارقة فمساجدهم لا تعد ولا تحصى، فمن مسجد إيجي نيواري الذي بناه أهل التبليغ وسلسلة مساجدهم الأخرى إلى مساجد الحلقة الإسلامية من أتباع الجماعة الإسلامية في باكستان ، ومسجد أوتسوكا الذي حظي بتبرع كريم من صاحب السمو الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ، وافتتحه فضيلة الدكتور عمر بن عبد الله السبيل إمام الحرم المكي الشريف، ومسجد تودا الذي كان مصنعاً، ومسجد إيساساكي ، ومسجد الأخوة الأفارقة وغيرها ، ولدى المركز قائمة بكل مساجد اليابان سيتولى طبع عناوينها وخرائطها إن شاء الله .
كما حظي الأخوة في جمعية مسلمي اليابان بتبرع كريم من سمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز مكنهم من شراء مقر جديد لهم .
. - إن هدم مسجد طوكيو في عام 1986حدث، باطنه الرحمة وظاهره العذاب، فرغم الحزن الذي عم المسلمين والحيرة والتفرق بعد أن كان يجمعهم هذا المسجد، هيأ الله سبحانه وتعالى بدائل وشجع المسلمين الذين تزايدت أعدادهم على إقامة المساجد والمصليات، وكان أول بديل هو المعهد العربي الإسلامي بمقره القديم والجديد ، حيث قام بالدور الرئيسي في استيعاب المصلين في الأوقات الخمسة والأعياد ، فجزي الله القائمين عليه خير الجزاء .
كما إن الأخوة الإندونيسيون استوعبوا أعداداً كبيرة من المصلين في مصلى سفارتهم ومصلى مدرستهم، وكذلك الأخوة في سفارتي إيران وماليزيا، إن جماعة الدعوة والتبليغ هم أول من كسر حاجز إقامة مساجد جديدة ، وأعقبهم بقية المسلمين في شراء وتأجير المصليات.
والمركز الإسلامي يتحمل نصف أجرة المصليات في المناطق التي يتواجد فيها الطلبة ويقل فيها التجار المسلمون، وذلك من أقصى شمال اليابان إلى جنوبه.
ومن أحدث المساجد التي أقامها المسلمون مسجد في مدينة أيبينا Ebina في محافظة Kanagawa التي تعتبر يوكوهاما مركزها ولا تبعد كثيراً عن طوكيو.
إن المسجد كلف مليون دولار ، ولم يجمع المسلمون قرشاً خارج محافظتهم.
أما آخر صرح للدعوة الإسلامية فهو المسجد الذي تبرع ببنائه مأجوراً سمو الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله في منطقة هاجي أوجي Hachioji في ضواحي طوكيو ، وهو إضافة في سلسلة قافلة الخير التي تقودها وتدعمها المملكة العربية السعودية ملكاً وحكومةً وشعباً ، فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
- ومن الأحداث المهمة في هذه الفترة ندوة "العلاقات بين اليابان والعالم الإسلامي ومائة عام من تاريخ الإسلام في اليابان" التي أقامها المركز الإسلامي في اليابان بالتعاون مع منظمة المؤتمر الإسلامي ومقرها في جدة ، وذلك في شهر مايو عام 2000 بدعم سخي من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز أيده الله ومن رابطة العالم الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية والندوة العالمية للشباب الإسلامي والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت، حيث حضر الندوة حوالي السبعين ممثلاً للمسلمين من الدول المجاورة وذات الاهتمام وعلى رأسهم معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة ، وحضرها جمع غفير من المثقفين اليابانيين وألقى كبار الأساتذة اليابانيين المسلمين وغير المسلمين أبحاثاً قيمة ، وكذلك كلمات وأبحاث من الوفود بما فيهم مندوب وزير الخارجية الياباني.
كما حضرها وتعاون في إنجاحها مندوبون من مختلف الجمعيات الإسلامية داخل طوكيو وخارجها، واستمرت الندوة لثلاثة أيام ، أبرزت الوجود الإسلامي ، ورحب المسئولون اليابانيون وخصوصاً في الخارجية اليابانية بهذا النشاط، وطالبوا بتكراره لتعميق الصلات بين اليابان والعالم الإسلامي.
- كما شهدت هذه الفترة إقامة مخيمات سنوية نظمها المركز الإسلامي بالتعاون مع الندوة العالمية للشباب الإسلامي ودعم من سمو الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز مادياً وأدبياً ، بحضور مسـتشار سموه فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن عبد الله البريك الذي أضفى على هذه المخيمات حياة في مجال العقيدة والعلم والتوجيه.
- كما كان لفضيلة الشيخ سعد البريك دور كبير أثناء انعقاد المخيمات في إحياء مجلس التنسيق بين الجمعيات الإسلامية الذي كان نشيطاً للعشرين سنة الماضية ، وتوقف نشاطه بوفاة منسقه العام البروفيسور عبد الكريم سـايتو رحمه الله.
فقد وقع أثناء هذه المخيمات ثلاثمائة وخمسون مندوباً مسلماً من جميع أنحاء اليابان على إحياء هذا المجلس ، وانتخاب الأستاذ خالد كيبا العالم الياباني المعروف وعضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي ومدير الشؤون المالية في المركز الإسلامي منسقاً عاماً لمجلس التنسيق .
لقد والى المركز الإسلامي إيفاد بعثات الحج ، ومنها إشرافه على أكبر بعثة حج لثلاثة وأربعين مسلماً يابانياً ومسلمة ، وقدموا من خالص أموالهم ، وكانوا بقيادة الداعية الياباني الحاج محمد ساوادا، وأرسل المركز معهم للإرشاد الشيخ نعمة الله والأستاذ عبد الرحمن صديقي، كما ساهم المركز بدور كبير في إعداد تجمع ضخم للحج من اليابانيين عام 1420 بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز.
وإن آخر بعثة نظمها المركز للحج عام 1421 وهي بدعم سخي واستضافة كاملة من سمو الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز، فجزي الله الجميع خير الجزاء ، وأخلف عليهم بالخير.
- إن من أكبر هموم المسلمين في اليابان دفن موتاهم خصوصاً بعد أن أصبح وجودهم كثيفاً ، يابانيون وأجانب مقيمون.
إن كلفة الحصول على قبر في المقبرة الحالية إينـزان والتي أصبحت تحت إشراف إخواننا بجمعية مسلمي اليابان تبلغ أكثر من مليون ين (أكثر من عشرة آلاف دولار)، لهذا فقد حرص المسلمون على شراء أرض في إحدى المحافظات المجاورة لطوكيو ، يدفن بها موتى المسلمين مجاناً ، وبدءوا بمحاولة لجمع تبرعات من الجالية ، وهنا جاءهم العون، فقد امتدت يد كريمة لترعى مشروعهم ، وهي يد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ حيث قدم تبرعاً كريماً مقداره سبعمائة ألف دولار لشراء أرض للمقبرة.
إن لجنة المقبرة ورئيسها الأستاذ ميان أفتاب التاجر الباكستاني في يوكوهاما ، وهو من كرام الناس ، ومن جملة التجار المسلمين الذين يبذلون الكثير في المشاريع الإسلامية ، هذه اللجنة طلبت أن تسجل أرض المقبرة باسم المركز الإسلامي ؛ لأنه يكاد يكون الهيئة الدينية الرئيسية الوحيدة المسجلة رسمياً لدى الحكومة اليابانية؛ لأن الهيئة الدينية الرسمية هي التي من حقها أن تطلب إقامة مقبرة، وقد لبى المركز الأمر ، ويسعى سوياً مع اللجنة لاستكمال امتلاك أرض للمقبرة.




يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع



  #1695  
قديم 02-01-2014, 06:57 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو


يتبــع الموضوع السابق


الإسلام في اليابان



الوجود الإسلامي الحالي:
إن المسـلمين في اليابان يابانيون ومقيمـون يتواجدون من أقصـى جزيـرة في شـمال اليابان (هوكايدو) إلى أقصى جزيرة صغيرة في جزر أوكيناوا جنوباً قرب تايوان، ومن أقصى الشـرق (طوكيو) إلى أقصى الغرب (كانازاوا وشمياني توتوري).
ويمكن أن نصنف المسلمين في اليابان في الفئات التالية:
أولاً : المسلمون اليابانيون
وهم موزعون كالآتي :
1ـ جمعيات خاصة بهم ، ومن الأمثلة على ذلك:
أ‌- جمعية مسلمي اليابان
إن حصيلة الوجود الإسلامي للمسلمين اليابانيين حتى عام 1953 هي جمعية مسـلمي اليابان، وهي أول جمعية إسلامية خالصة أسسها مسلمو ما قبل الحرب العالمية الثانية ، والذين عادوا بعد إسلامهم في إندونيسيا وماليزيا والصين ، وكذلك من بقي حياً من المسلمين الأوائل في اليابان ، ولقد سبقتها قبل الحرب جمعيات إسلامية استشرافية.
لقد أدت هذه الجمعية ولا تزال دوراً كبيراً في الدعوة الإسلامية ، ويقوم عليها الآن خريجو الأزهر ، وجامعات المدينة المنورة ، وأم القرى فهي الجمعية الأم، ويكاد ينحصر نشاطها في طوكيو ورئيسها الحالي الأســتاذ خالد هيكوجي Higuchi أزهري ، ومن أعضائها يحيى إندو (الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ) نور الدين موري (أم القرى في مكة المكرمة ).
ب‌- الجمعية الإسلامية في هوكايدو (عبد الله أراي ) .
ج- جمعية الصداقة الإسلامية في كيوتو (علي كوباياشي(
د- جمعية الدعوة الإسلامية في أوساكا (عبد الرحيم ياما كوجي).
هـ- الجمعية الإسلامية في نارا (محمد ناكامورا)
و- جمعية المرأة المسلمة - أوساكا وكيوتو ( الأخت زيبا كومي ).
ز- جمعية الثقافة العربية في طوكيو (الأخت جميلة تاكاهاشي ) .
2 ـ جماعات مندمجة مع جمعيات تضم الطلبة المسلمين والمسلمين الأجانب المقيمين.
إن هذا الصنف منتشر في جميع أنحاء اليابان وأعدادهم كبيرة ، ومن الأمثلة عليهم الأستاذ خالد كيبا (مع المركز الإسلامي وله جمعية خاصة به في طوكوشيما بجزيرة شكوكو) البروفسور عبد الجبار مائدا (الجمعية الإسلامية في ميازاكي-كيوشو) والأخ محمد سـاتو (مع الجمعية الإسلامية في سنداي) البروفيسور مرتضى كوراساوا (في جامعة ناغويا وهو أحد مدراء المركز الإسلامي) وإلى غير ذلك من الشخصيات والأفراد اليابانيين .
3 ـ أفراد: الواحد منهم يعادل أمة في نشاطه الإسلامي ، وهم الأكثرية الساحقة من المسلمين اليابانيين يديرون أكثر من خمسة عشر صفحة الكترونية باللغة اليابانية، يدعون فيها الناس للإسلام ، ومثال عليهم:
- سليمان هاماناكا في جزيرة شكوكو (له صفحة الكترونية)
- بروفيسور كوسوجي في جامعة كيوتو، له صولات وجولات في التلفزيون الوطني الرئيسي لليابان NHK وفي قاعات المحاضرات والمؤتمرات.
- بروفسور أونامي (جامعة كيوتو- هندسة)، يضع ترجمة معاني القرآن الكريم باليابانية على صفحته الإلكترونية.
- بروفيسور شيرو تاناكا (متقاعد من جامعة اللغات الأجنبية في كيوتو ، وحافظ للقرآن الكريم ).
- بروفيسور هشام كورودا (الجامعة الدولية في نيغاتا ، وصاحب المؤلفات العديدة ، وتلميذ العالم الراحل المشهور جعفر إيزيتسو IZITSU
-الأستاذ أشرف ياسوي (أستاذ اللغة العربية في المعاهد اليابانية).
إن وضع مسلمي اليابان أشبه ما يكون بالعهد المكي ، حينما كان المسلمون الجدد أفراداً متواجدين في مدن وقرى وواحات الجزيرة العربية ، كل يقيم دينه في محل إقامته، منهم من يخفي إيمانه ، ومنهم من يظهره ويؤذى بسببه ، ومنهم من يدعو رغم الإيذاء إلى أن أذن الله بالهجرة إلى المدينة المنورة.
ويبرز هنا سؤال: كم هو عدد المسلمين اليابانيين ؟ ونجيب على ذلك بأنه ليس هناك إحصاء لعدد المسلمين اليابانيين ، ففي اليابان أكثر من مائة جمعية وتجمع إسلامي ، وعشرات إن لم يكن مئات من المساجد والمصليات ، ويدخل يومياً عن طريق هذه الجمعيات والمساجد والمصليات عدد كبير من اليابانيين الإسـلام.
كما يسافر سبعة عشر مليون ياباني سنوياً للسياحة خارج البلاد ، فمنهم من يسلم في البلاد الإسلامية ، ومنهم من يسلم في أوربا وأمريكا، حيث تأتي طلباتهم لمركزنا الإسلامي للكتب عن طريق الانترنيت ، ونستجيب لهم في الحال.
(كتبت لنا مسلمة يابانية من كوالالمبور في البريد الإلكتروني أنه يوجد خمسون ياباني ويابانية يرغبون في التعرف على الإسلام ، وتطلب مدهم بالكتاب الإسلامي باللغة اليابانية(.
نقول أحياناً : إن عدد المسلمين اليابانيين يقارب المائة ألف أو يزيدون ، والأجانب ثلاثمائة ألف أو يزيدون ، وهذه أرقام تقديرية ينظر إليها المراقبون من زوايا مختلفة ، ويعطون أرقاماً متعددة ، ولكنه من المؤكد أن المسلمين اليابانيين يتزايدون، وأن الشعب الياباني من أقرب شعوب الأرض للإسلام، يحترمون هذا الدين ، ويرون فيه تأكيداً لمثلهم وتقاليدهم العريقة
ثانياً: المسلمون المهاجرون
1 ـ إن طلائع المسلمين المهاجرين إلى اليابان هم من شبه القارة الهندية قبل الاستقلال، جاءوا لليابان في أواخر القرن التاسع عشر ، واشتغلوا بالتجارة ، وأقاموا في طوكيو ويوكوهاما وكوبي، وهم الذين بنوا أول مسجد دائم في اليابان وذلك في مدينة كوبي عام 1935، وصمد هذا المسجد شامخاً رغم قنابل الحرب العالمية الثانية التي حطمت كنيسة مجاورة له ، ورغم الزلزال الكبير عام 1995 الذي هدم الكنيسـة المجاورة للمرة الثانية.
1 ـ أما الدفعة الثانية من المهاجرين فهم المسلمون التتار أو أتراك القازان الذين لجئوا لليابان فراراً من الشيوعية ، وجاءوا في أوائل العشرينات من القرن الماضي، وعاشوا مع الهنود في كوبي ، وضم الجميع مســجدها ، وأقاموا مسـجداً في ناغويا (دمرته الحرب العالمية الثانية) وأقاموا مسجد طوكيو عام 1938، قائدهم في العمل المرحوم "عبد الحي قربان علي" ومن بقاياهم حتى الآن الأستاذ تميم دار محيط متعه الله بالصحة والعافية، وهو بين الحضور الآن.
نستطيع أن نقول : إنهم هم أول جالية إسلامية تستقر في اليابان، ولقد هاجر شبابهم إلى تركيا وأوربا وأمريكا والقليل منهم موجود الآن في اليابان.
3 ـ الإندونيسيون والماليزيون هم ثالث جالية ترد اليابان وهم الذين حدث خلاف مذهبي بينهم (وهـم على مذهب الإمام الشــافعي) وبين التتار وهـم (أحناف) مما دفع المرحوم "عبد الحي قربان علي" الإمام التتاري أن يكتب لإمام الحرمين "المعصومي" عن هذا الخلاف فأجابه المعصومي برسالة "هدية السلطان إلى بلاد اليابان" وذلك في الثلاثينات من القرن العشرين ، وقد أعيد طبع هذه الرسالة عدة مرات وهي متداولة الآن.
ولا تزال الجالية الإندونيسية من أكبر الجاليات ، ولهم مدرسة ومسجد في طوكيو، أدى دوراً كبيرا ً حين افتقد المسلمون مسجد طوكيو.
4 ـ أما الهجرة الكبرى فهي التي حدثت منذ الثمانينات والتي سبق ذكرها ، وتمثل مختلف الجنسيات ، والكثير منهم استقر بعد زواجه من اليابانيات ، ويوجد اتجاه جديد وهو زواج اليابانيين بعد إسلامهم من المسلمات ، وأكثرهن من إندونيسيا وماليزيا والفلبين ، ومن العربيات المسلمات ، ومن آخر الزيجات زواج ياباني بعد إسلامه من مسلمة روسية.
ثالثاً: الطلبة المسلمون القادمون من البلدان الإسلامية.
إن أوائل الطلبة المسلمين هم من المسلمين الصينيين الذين درسوا في جامعة واسيدا عام 1909 وعددهم حوالي الأربعين ، وأصدروا مجلة باللغة الصينية "الاستيقاظ الإسلامي"، كما جاء ثلاثة طلاب عثمانيون إلى جامعة واسيدا عام 1911 منهم ابن الرحالة الداعية عبد الرشيد إبراهيم ، وأثناء الحرب العالمية الثانية جاءت أعداد من الطلبة الإندونيسـيين والماليزيين، استشهد منهم عدد في قنبلة هيروشيما ، ومنهم من شفى من أثر القنبلة وبقي على قيد الحياة، وقد اجتمعنا بأحدهم قبل سنتين في إندونيسيا.
كما درس أبناء التتار المهاجرين في الجامعات والمدارس اليابانية ، منهم الدكتور التنباي والأستاذ تميم دار محيط ، وحرمه الدكتورة ثالثة ، ورمضان صفا ، وأسعد قربان علي، متعهم الله جميعاً بالصحة ، وكانوا أسسوا جمعية خاصة بهم في الأربعينات من القرن العشرين.
أما الأعداد الكبيرة من الطلبة المسلمين فقد بدأت بعد الحرب العالمية الثانية ، وفي أواخر الخمسينات وهي تتزايد حتى يومنا هذا .
إن أكثرهم من الإندونيسيين ثم الماليزيين ثم من باكستان وبنغلادش ثم العرب والترك والإيرانيين والأفارقة.
إن هؤلاء مع المسلمين اليابانيين والمسلمين المقيمين شكلوا تجمعات مشتركة ، في كل مدينة يقيمون مصلى مؤجراً (وبدءوا بإقامة مساجد ثابتة مملوكة) يضم مكتبة وثلاجة لبيع اللحم الحلال ، إضافة لمكان الصلاة والاجتماعات، وعلى ذكر المصليات كنت دائماً أتأسف وأقول ، كل الأقوام المسلمة من المقيمين في اليابان أقاموا مصليات ومسـاجد إلا قوم الرسول صلى الله عليه وسلم من العرب، وأخيراً أقام الطلبة العرب وأكثرهم مصريون ، أقاموا مصلى في منطقة إقامتهم في ضواحي طوكيو (شن ميساتو( Shin Misato وأدى خمسـة وعشرون شخصاً منهم ومن الطلبة الآخرين فريضة الحج لعام 1421، إضافة لأعداد كبيرة من الطلبة من الجنسـيات الأخرى حجت هذا العام.
رابعاً : المتدربون من البلدان الإسلامية.
تأتي اليابان أعداد كبيرة من المتدربين من البلدان الإسلامية لفترة من أسابيع إلى سنة ، وهؤلاء لهم احتياجاتهم من التعرف على الأطعمة الحلال ومواقيت الصلاة، كما إن الكثير منهم يتعرضون لأسئلة عن الإسلام، وبذلك تأتينا في المركز الإسلامي أسئلة وطلبات بالبريد الإلكتروني والفاكس ننفذها في الحال.
إن لهؤلاء المتدربين دور كبير في التعريف بالدين الإسلامي، وإن محض وجودهم كمسلمين يعلم اليابانيين شيئاً عن الإسلام، خصوصاً حينما يتحرى هؤلاء المسلمون العيش ضمن تعاليم الإسلام.
خامساً : التجار والسياح المسلمون .
العلاقات التجارية بين العالم الإسلامي واليابان قديمة ومستمرة ، ويؤم اليابان سنوياً عدد من التجار ، وكذلك السياح، ولهؤلاء دور في التعريف بالإسلام.
إن مركزنا الإسلامي متخصص في الكتاب الإسلامي باللغة اليابانية ، ويزود كافة الجمعيات الإسلامية في اليابان والطلاب والمتدربين والتجار والسياح وغيرهم بالمادة الإسلامية المقروءة ، ويزود المتدربين وحديثي القدوم إلى اليابان بالمعلومات اللازمة عن المساجد وأوقات الصلاة والأطعمة الحلال ومراكز تجمع المسلمين.
مداخلة :
وهنا نؤكد مرة أخرى أن الشعب الياباني تتمثل به الأخلاق العالية والصفات الكريمة، بل أقول : إن الياباني إذا تعرف على الإسلام يجده مطابقاً للمثل التي يعتنقها مجتمعه، فينال استحسانه، وإذا أراد الله له الهداية فإنه يعتنق هذا الدين الذي أعجب به ، وإننا نرفق وثيقة تظهر الصــفات الأصيلة للشـعب الياباني التي ورثها عن زعمائه الفرسـان (السامورائي).
يكتب لنا شخص على البريد الإلكتروني أنه درس الإسلام ويريد اعتناقه، هل عليه أن يتعلم الصلاة قبل النطق بالشهادتين أم يقول الشهادتين ثم يتعلم الصلاة؟ وهل الختان لازما ، وإن كان كذلك فهل يجب أن يقوم به طبيب مسلم ؟ وإلا فهو على استعداد لعمله بأي مستشفى مجاورة لمكان تواجده؟ والأخرى تكتب لنا رسالة إنها درست الإسلام استعدادا لتقديم بحث في جامعتها فأعجبها الإسلام وتريد أن تدعو طلبة جامعتها إلى الإسلام بطريقة علمية ، وتقول: إني أعرف أن تحريم الخنـزير أمر له علاقة بالصحة، أليس هناك أشياء في الإسلام أثبتها العلم حتى أستطيع بها أن أدعو طلبة جامعتي للإسلام ؟
أما محمد داود فقد زار القدس وغزة قبل سنتين فأحب الإسلام فرجع إلى كيوتو ، واتصل بالأخت الداعية زيبا وتعلم منها الإسلام فأسلم (أقول عن الأخت زيبا كومي : إنها تعادل مائة رجل إن لم يكن ألفا).
أما عثمان فهو طالب في السنة الثانية من الجامعة في مدينة كيوتو، زار تركيا لأسبوع فأحب الإسلام ورجع وقرأ كتب المركز ، حيث طلبها من الأخت زيبا وأسلم ، وفاطمة ناكاسوني شابة تدرس في "برد فورد" في بريطانيا، كانت مسيحية وصادقت فتاة من أصل باكستاني فأسلمت، وهي تضع النقاب مع إنها في بريطانيا، هكذا كتبت لنا في بريد إلكتروني، وأخرى كتبت من أمريكا تريد معاني القرآن الكريم في اليابانية فأرسلنا لها ما تريد، وحينما سألناها عن الجالية الإسلامية في منطقتها قالت : نحن مائة شخص ، وأنا المسـلمة اليابانية الوحيدة ونريد بناء مسجد، وذكرت لنا أن لها صفحة إلكترونية خاصة بها فإذا هي أستاذة للموسيقى في إحدى الجامعات الأمريكية وتعالج بالموسيقى.
وفكتوريا الروسية كتبت لنا من داخل اليابان تريد بنكاً إسلامياً لإيداع نقودها تحاشياً للربا فأعطيناها عنوان البنك الوطني الباكستاني، وتحدثت معنا بالتلفون من مدينة لا تبعد كثيراً عن طوكيو ، وهي متزوجة من ياباني مسلم، وقلنا لها : بعد سبعين سنة من الحكم الشيوعي نرى مسلمة روسية تحرص أن تضع ما تملك في بنك غير ربوي ، هذه معجزة الإسلام وأرسلنا لها ترجمة معاني القرآن الكريم باليابانية ومنشورات المركز ليقرأها زوجها الياباني فشكرتنا على ذلك.
أما الرسالة التي كتبتها جارة مسجد طوكيو بعد أن دعاها للإسلام الشيخ نعمة الله في صباح ذات يوم قرب مسجد طوكيو وحينها كان تحت الإنشاء، وأعطاها نشرة ما هو الإسـلام وعليها البريد الإلكتروني للمركز هذه الرسالة فحواها كالآتي:
نشأت وأنا طفلة في بيت مجاور لمسجد طوكيو ....
وقد كان منظر قبته الزاهية قبيل غروب الشمس يأخذ بالألباب ....
وعندما هدم المسجد انتابني حزن شديد .....
وها إن المسجد قد بدأت إعادة بنائه فإنني أشعر بغاية الفرح والسرور..
وقد كتبت السيدة رسالتها على الانترنيت بورق أخضر وهو رمز الجنة عند اليابانيين.
ومثل هذا يحدث يومياً لنا في المركز ، وفي المعهد العربي الإسلامي ، وفي مسجد طوكيو المركزي ، ومسجد كوبي ، ومع الجمعيات الإسلامية كلها.
إن وجود التجمعات الإسلامية العديدة في اليابان يهيئ فرصة للمسلمين الجدد أن يلتفوا حولها ويتعلموا الحياة الإسلامية منها.
إن المركز الإسلامي في اليابان منارة شامخة للإسلام يهتدي بها من يريد أن يعرف شيئاً عن الإسلام ، ويهتدي بها المسلمون القادمون لليابان، وموقعنا الإلكتروني سهل الوصول إليه، فأي إنسان يضغط زراً بسيطاً إسلام- اليابان يصل إليه في الحال، وهنا تأتي الأسئلة والطلبات وهنا تأتي الإجابة السريعة، ونحن نحتفظ بكل البريد الإلكتروني الذي وصلنا، وإجماع المرسلين يشكروننا على الاستجابة السريعة.
كتب لنا طالب عربي من سياتل غرب الولايات المتحدة يقول : معنا أعداد من الطلبة اليابانيين يريدون التعرف على الإسلام ، ويرجو أن نرسل له كتباً باللغة اليابانية ، وإن طالبة رجعت إلى اليابان وعنوانها كذا ، ويرجو أن نرسل لها كتباً، فما كان منا إلا أن أسرعنا بإرسال مجموعة من الكتب وترجمة معاني القرآن الكريم له ، وكذلك للطالبة فكان تعليقه على ذلك أنه من بين مليون مسلم يوجد واحد من أمثالكم، ويشكر تجاوبنا السريع معه.
زد على ذلك أن مركزنا يعتبر من أقدم المؤسسات الإسلامية في اليابان ، ومعروف لدى الحكومة ووسائل الإعلام والجامعات والمدارس والجماعات الدينية في اليابان، مما جعله مرجعية دينية في اليابان ، ونحمد الله العلي القدير أن جعلنا في موضع نتمكن به أن ندعو لدينه القويم ، والقيام بفرض الكفاية نيابة عن الأمة الإسلامية، ونشكر كل الذين يقدمون الدعم لنا لتسهيل مهمتنا، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول لسيدنا علي : "لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من الدنيا وما فيها أو خير لك من حمر النعم "
الجيل الثاني مشاكله ومستقبله :
إن أهم مشكلة تواجه المسلمين في اليابان هي أبناء وبنات الجيل الثاني وأكثرهم من الزواج المشترك أجانب مع يابانيات ، وبالمثل مسلمات أجنبيات مع يابانيين مسلمين ، وكذلك أبناء المسلمين اليابانيين.
التعليم اجباري وأساسي، والآن لا توجد مدرسة إسلامية واحدة في اليابان ، ويوجد الآلاف من الأبناء المسلمين، وما لم نهيئ لهم وسيلة لتعليمهم الإسلام فلا شك أنهم سيذوبون في المجتمع غير الإسلامي ، والذي يحدث أن المسلم الباكستاني أو البنغلادشي يرسل زوجته اليابانية وأولاده إلى بلدانهم للتعلم ، ومع وجود الفروق الاقتصادية والاجتماعية بين اليابان وهذه البلدان فأن مشاكل كثيرة تظهر، وقد تؤدي إلى هدم الحياة الزوجية ، ولابد من حل جذري لهذه المشكلة.
إن المركز الإسلامي بصدد إقامة أول مدرسة إسلامية في اليابان، واشترى لذلك أرضاً مجاورة لمسجد طوكيو المركزي، ويعتزم إقامة مدرسة عليها ليكسر حاجز التردد في إقامة المدارس الإسلامية عند المسلمين في اليابان، كما كسر حاجز التردد في بناء المساجد في هذا البلد.
إننا إذا اعتنينا بأبناء الجيل الثاني فإن هؤلاء هم الذين سيقدمون الإسلام للشعب الياباني بكفاءة أعلى منا، فهم يابانيون ولغتهم يابانية ، وهذان عاملان مهمان.
وإننا نتقدم بالشكر والامتنان لسمو الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود على المساعدة التي قدمتها مؤسسته الخيرية لشراء أرض المدرسة، والشكر والامتنان كذلك للبنك الإسلامي للتنمية على موافقته لدعم ثلث تكاليف بناء المدرسة.
شكر وامتنان
وفي الأخير إننا نتقدم بالشكر والامتنان العميقين للمملكة العربية السعودية لما قدمته وتقدمه لرفع شأن الإسلام والمسـلمين في اليابان ، إن الكثير من العمل الإسلامي في اليابان هو نبتة مباركة زرعتها المملكة العربية السعودية ، كما إننا نشكر دول الخليج الشقيقة لدعم المسلمين في اليابان وكذلك الدول العربية والإسلامية الأخرى .
وإني بهذه المناسبة أتقدم بالشكر للأساتذة الأكاديميين اليابانيين الذي يهتمون بالثقافة الإسلامية، ويحرصون على تقديمها لأبناء قومهم بحياد تام ومن منابعه الأصلية بعيداً عن تأثير الغرب، ومن روادهم الحاليين على سبيل المثال لا الحصر البروفيسور إيتاجاكي Itagaki والبروفسورة كاتاكورا Katakura والبروفيسور كوماتسو والبروفسوران Sugita اللذان يحملان نفس اللقب في جامعة طوكيو والبروفيسورغوتو Gotoوغيرهم كثيرون، فتحية لهم وشكراً.
كما نشكر حكومة اليابان لإعطائها الحرية الكاملة للمسلمين في اليابان ورعايتها لهم ، وحرصها على تعميق التفاهم بين اليابان والعالم الإسلامي، وفي مقدمتهم معالي وزير الخارجية السـيد كونو Kono وكذلك البوليس الياباني بمختلف أشكاله ورتبه هو أول من يحرص على التعاون مع المسلمين أفراداً وجماعات.
ونحيي كذلك الشعب الياباني الصديق الذي ما إن يسمع كلمة "الإسلام" إلا ويتلقى نشراته وكتبه بكل احترام ويعبر عن ارتياحه لهذا الدين.
إن الدراسات التي تقوم بها الحكومة اليابانية على الأجانب تشير إلى أن المسلمين هم من أهدأ الجاليات وأقلها مشاكل.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
المصدر : المركز الإسلامي الياباني Islamic Center - Japan
موقع التأريخ http://www.altareekh.com
  #1696  
قديم 02-01-2014, 06:58 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

تسبيح الله .. بك أستجير

للشاعر السوداني: إبراهيم علي بديوي ( رحمه الله )
قصيدة رائعة أوردتها لما فيها من فوائد وعبر
بك أستجير ومن يجير سواكا *** فأجر ضعيفا يحتمي بحماك
إني ضعيف أستعين على قوى *** ذنبي ومعصيتي ببعض قواكا
أذنبت ياربي وآذتني ذنوب *** مالها من غافر إلا كا
دنياي غرتني وعفوك غرني *** ماحيلتي في هذه أو ذا كا
لو أن قلبي شك لم يك مؤمنا *** بكريم عفوك ما غوى وعصاكا
يا مدرك الأبصار ، والأبصار لا *** تدري له ولكنه إدراكا
أتراك عين والعيون لها مدى *** ما جاوزته ، ولا مدى لمداكا
إن لم تكن عيني تراك فإنني *** في كل شيء أستبين علاكا
يامنبت الأزهار عاطرة الشذا *** هذا الشذا الفواح نفح شذاكا
يامرسل الأطيار تصدح في الربا *** صدحاتها إلهام [. ...]
يامجري الأنهار : ماجريانها *** إلا انفعالة قطرة لنداكا
رباه هأنذا خلصت من الهوى *** واستقبل القلب الخلي هواكا
وتركت أنسي بالحياة ولهوها *** ولقيت كل الأنس في نجواكا
ونسيت حبي واعنزلت أحبتي *** ونسيت نفسي خوف أن أنساكا
ذقت الهوا مراً ولم أذق الهوى *** يارب حلواً قبل أن أهواكا
أنا كنت ياربي أسير غشاوة *** رانت على قلبي فضل سناكا
واليوم ياربي مسحت غشاوتي *** وبدأت بالقلب البصير أراكا
ياغافر الذنب العظيم وقابلا *** للتوب: قلب تائب ناجاكا
أترده وترد صادق توبتي *** حاشاك ترفض تائبا حاشاك
يارب جئتك نادماً أبكي على *** ما قدمته يداي لا أتباكى
أنا لست أخشى من لقاء جهنم *** وعذابها لكنني أخشاكا
أخشى من العرض الرهيب عليك يا *** ربي وأخشى منك إذ ألقاكا
يارب عدت إلى رحابك تائباً *** مستسلما مستمسكاً بعراكا
مالي وما للأغنياء وأنت يا *** رب الغني ولا يحد غناكا
مالي وما للأقوياء وأنت يا *** ربي ورب الناس ماأقواكا
مالي وأبواب الملوك وأنت من *** خلق الملوك وقسم الأملاكا
إني أويت لكل مأوى في الحياة *** فما رأيت أعز من مأواكا
وتلمست نفسي السبيل إلى النجاة *** فلم تجد منجى سوى منجاكا
وبحثت عن سر السعادة جاهداً *** فوجدت هذا السر في تقواكا
فليرض عني الناس أو فليسخطوا *** أنا لم أعد أسعى لغير رضاكا
أدعوك ياربي لتغفر حوبتي *** وتعينني وتمدني بهداكا
فاقبل دعائي واستجب لرجاوتي *** ماخاب يوما من دعا ورجاكا
يارب هذا العصر ألحد عندما *** سخرت ياربي له دنياكا
علمته من علمك النوويَّ ما *** علمته فإذا به عاداكا
ما كاد يطلق للعلا صاروخه *** حتى أشاح بوجهه وقلاكا
واغتر حتى ظن أن الكون في*** يمنى بني الانسان لا يمناكأ
و ما درى الانسان أن جميع ما *** وصلت إليه يداه من نعماكا؟
أو ما درى الانسان أنك لو أردت *** لظلت الذرات في مخباكا
لو شئت ياربي هوى صاروخه *** أو لو أردت لما أستطاع حراكا
يأيها الانسان مهلا وائتئذ *** واشكر لربك فضل ماأولاكا
واسجد لمولاك القدير فإنما *** مستحدثات العلم من مولاكا
الله مازك دون سائر خلقه *** وبنعمة العقل البصير حباكا
أفإن هداك بعلمه لعجيبة *** تزور عنه وينثني عطفاكا
إن النواة ولكترنات التي *** تجري يراها الله حين يراكا
ماكنت تقوى أن تفتت ذرة *** منهن لولا الله الذي سواكا
كل العجائب صنعة العقل الذي *** هو صنعة الله الذي سواكا
والعقل ليس بمدرك شيئا اذا *** مالله لم يكتب له الإدراكا
لله في الآفاق آيات لعل *** أقلها هو ما إليه هداكا
ولعل ما في النفس من آياته *** عجب عجاب لو ترى عيناكا
والكون مشحون بأسرار إذا *** حاولت تفسيراً لها أعياكا
قل للطبيب تخطفته يد الردى *** ياشافي الأمراض : من أرداكا؟
قل للمريض نجا وعوفي بعد ما *** عجزت فنون الطب : من عافاكا؟
قل للصحيح يموت لا من علة *** من بالمنايا ياصحيح دهاكا؟
قل للبصير وكان يحذر حفرة ***فهوى بها من ذا الذي أهواكا؟
بل سائل الأعمى خطا بين الزَّحام *** بلا اصطدام : من يقود خطاكا؟
قل للجنين يعيش معزولا بلا *** راع ومرعى : مالذي يرعاكا؟
قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء *** لدى الولادة : مالذي أبكاكا؟
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه *** فاسأله : من ذا بالسموم حشاكا؟
وأسأله كيف تعيش ياثعبان أو *** تحيا وهذا السم يملأ فاكا؟
وأسأل بطون النحل كيف تقاطرت ***شهداً وقل للشهد من حلاَّكا؟
بل سائل اللبن المصفى كان بين *** دم وفرث مالذي صفاكا؟
وإذا رأيت الحي يخرج من حنايا *** ميت فاسأله: من أحياكا؟
وإذا ترى ابن السودِ أبيضَ ناصعاً *** فاسأله : مِنْ أين البياضُ أتاكا؟
وإذا ترى ابن البيضِ أسودَ فاحماً *** فاسأله: منْ ذا بالسواد طلاكا؟
قل للنبات يجف بعد تعهد *** ورعاية : من بالجفاف رماكا؟
وإذا رأيت النبت في الصحراء يربو *** وحده فاسأله : من أرباكا؟
وإذا رأيت البدر يسري ناشرا *** أنواره فاسأله : من أسراكا؟
وأسأل شعاع الشمس يدنو وهي أبعد *** كلّ شيء مالذي أدناكا؟
قل للمرير من الثمار من الذي *** بالمر من دون الثمار غذاكا؟
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى *** فاسأله : من يانخل شق نواكا؟
وإذا رأيت النار شب لهيبها *** فاسأل لهيب النار: من أوراكا؟
وإذا ترى الجبل الأشم منا طحاً *** قمم السحاب فسله من أرساكا؟
وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال *** جرى فسله؟ من الذي أجراكا؟
وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج *** طغى فسله: من الذي أطغاكا؟
وإذا رأيت الليل يغشى داجيا *** فاسأله : من ياليل حاك دجاكا؟
وإذا رأيت الصبح يُسفر ضاحياً *** فاسأله: من ياصبح صاغ ضحاكا؟
هذي عجائب طالما أخذت بها *** عيناك وانفتحت بها أذناكا!
والله في كل العجائب ماثل *** إن لم تكن لتراه فهو يراكا؟
يا أيها الإنسان مهلا مالذي *** بالله جل جلاله أغراكا؟
  #1697  
قديم 05-01-2014, 04:09 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

منهج دراسة الآيات الكونية في القرآن الكريم

إعداد الأستاذ الدكتور كارم السيد غنيم
أستاذ علم الحشرات ـ جامعة الأزهر
أمين عام جمعية الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
من المؤكد أن كافة المؤيدين يتفقون على ضرورة وجود المنهج والقواعد والضوابط التي بها يتعاملون مع آيات القرآن الكريم في دراسة الإشارات العلمية وفي التفسير العلمي، غير أنهم متفاوتون في الالتزام بشروط الدراسة ولكنهم جميعاً يحرصون على إجلال القرآن وتعظيمه واحترامه واحترام مقاصده ومعانيه
المنهج والضوابط والقواعد
1) تفسير القرآن بالقرآن:
من المعلوم لدى العلماء أن القرآن يفسر بعضه بعضاً، فما أجمل في موضع فصل في موضع آخر، وبالتالي يجب ألا تتعارض المعالجة العلمية لنص قرآني مع مضمون نص قرآني آخر، وبهذا تكون المطابقة بين الحقيقة الكونية وجملة ما يتصل بها أو بموضوعها من الآيات القرآنية، لا بينها وبين آية واحدة قد يخفى معناها على الناظر ولا يتبين إلا في ضوء آية أو آيات أخرى في نفس موضوعها
2) الرجوع إلى المأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
وذلك بالاستعانة بالأحاديث النبوية في تفسير الآيات الكونية، إذا وجدت، والأخذ بصحيح المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه توسيع لمدلولات الآيات القرآنية
3) الاستئناس بالتفسير:
على القائم بمعالجة الآيات القرآنية قبل أن يقدم عليها أن يرجع إلى كتب التفسير متجنباً الدخيل من الإسرائيليات والمدسوسات والخرافات التي قد توجد في بعض التفاسير وعند النظر في إشارة علمية قرآنية يجري تفسير وفهم النص القرآني بالرجوع إلى التفاسير واختيار أقرب الأقوال إلى الحقيقة العلمية موضوع المطابقة مع الإشارة العلمية فمثلاً إذا كان البحث يدور حول المياه الملتهبة بقاع المحيطات والتفسير يتناول النص القرآني:"والبحر المسجور" وهناك ما يفسر "المسجور" بمعنى ( الممتلئ ) وما يفسر الكلمة بمعنى الملتهب أو المحترق، فالأفضل الاعتماد على التفسير الذي يختار المعنى الثاني
4) الإلمام بعلوم القرآن المساعدة:
عند التعامل مع الآيات القرآنية الكونية، سواء في مجال دراسة وجه الإعجاز العلمي، أم في مجال التفسير العلمي فلابد من الإلمام بالمعلومة الكونية المستخدمة في الدراسة، كما يجب الإلمام بالقدر المناسب من قواعد اللغة العربية التي تعينه على فهم النص القرآني فهماً صحيحاً وعميقاً، كما يجب الإلمام بالقدر الضروري من علوم القرآن الذي يحتاجها الباحث في دراسته. وذلك يتحقق على أحسن وجه بأن يعمل العلماء المتخصصون في العلوم الكونية والمتخصصون في علوم القرآن واللغة العربية كفريق عمل متعاون
5) الالتزام شروط التأويل:
ذكرت الحقائق العلمية في مختلف فروع العلم في القرآن الكريم على وجه الحقيقة تارة وعلى وجه المجاز تارة أخرى، ولذلك يجب تفسير اللفظ في النص القرآني على ظاهره ما لم يكن في النص قرينة تدل على المجاز، أو كان المعنى يستعصي فهمه على ظاهر اللفظ ومخالفة هذه القاعدة يؤدي إلى الوقوع في كثير من الأخطاء في الفهم والتفسير
6) التثبت من حقائق المعطيات العلمية:
يجب على القائم بالمعالجة العلمية للآيات الكونية في القرآن الكريم، ألا يأخذ في دراسته إلا بالحقائق العلمية الثابتة، ويبتعد عن النظريات وما دونها، كالفرضيات والاحتمالات والظنون والتخمينات وإذا كانت النظريات قد استقرت ولكنها لم تخضع للتجريب – وكثيراً ما يكون ذلك في علوم الفلك والجيولوجيا – فلا بأس من استخدامها مع التنبه إليها
7) مراعاة معاني الألفاظ وتعدد المدلولات:
ينبغي أن تخضع المعالجة العلمية للآيات القرآنية للمعنى اللغوي السليم للألفاظ، مع التنبيه إلى تعدد المدلولات للفظ الواحد، ولهذا فإذا أخذ أحد الأسلاف من العلماء في تفسيره لكلمات القرآن الكريم بمعنى معين، فلا ضير على من يقوم بدراسة الإعجاز العلمي أن يأخذ بمعنى آخر لنفس اللفظ، مادام أنه وارد بالمعاجم، وذلك بقصد تعميق اللفظ أو للاقتراب من المفهوم العلمي للإشارة الكونية القرآنية كما يراعى أن تكون لغويات الآية محل الدراسة وفقاً لما جاء بالمعاجم بحسب المعاني الأصلية للكلمات، وليس وفقاً لما طرأ على معاني الألفاظ من تغيير عند الناس بمرور الزمن.. وبعبارة أخرى يجب أن يؤخذ معنى اللفظة القرآنية من معانيها الأصلية
8) مراعاة تعدد مواضع الإشارات العلمية:
قد تحوي آية قرآنية واحدة حقائق كونية عديدة، وقد تأتي الحقيقة أو الظاهرة الكونية الواحدة في آيات قرآنية متفرقة، ولهذا يجب عند دراسة الإشارات القرآنية المتعلقة بتلك الظاهرة أو الحقيقة الكونية أن ينتبه الباحث إلى ذلك، وعليه أن يملك أحد مسلكين أو كلاهما ليخرج باستنتاجات شاملة ومتكاملة، وهما:
أ‌- تحليل الآية الجامعة إلى الحقائق ( أو الظواهر ) الكونية الموجودة بها، ثم تناول كل على حدة مع تقصي، وبحث مواضع ذكرها في آيات أخرى من القرآن ومناسبة إيراد كل منها في موضعه، مع الربط بين الكلام في الحقيقة أو (الظاهرة ) الكونية الواحدة وبين السياق العام للآية
ب‌- عرض كافة الآيات الواردة في حقيقة ( أو ظاهرة ) كونية واحدة وتدبرها، لإبراز أوجه الإعجاز الموجودة بها، ويعني هذا أنه من الضروري عدم الاقتصار في فهم الآية الكونية – في الموضوع الواحد – على آية واحدة قد يخفي معناها على الباحث، ولا يتبين إلا في ضوء بقية الآيات الأخرى الواردة بها الحقيقة ( أو الظاهرة ) الكونية ذاتها، وهي آيات متفرقة في سور القرآن
9) التوفيق بين القطعي والظني:
هناك نصوص قرآنية قطعية الدلالة، وهناك حقائق علمية كونية قطعية، كما أن هناك نصوص قرآنية ظنية في دلالتها وكذلك ففي العلم نظريات ظنية في ثبوتها، ولا يمكن أن يقع صدام بين قطعي في كلا الجانبين، فإن وقع في الظاهر فلابد أن يكون هناك خلل في اعتبار قطعية أحدهما
أ‌- وإذا وقع توافق بين دلالة قطعية للنص القرآني وبين نظرية علمية، كان النص القرآني دليلاً على صحة تلك النظرية
ب-وإذا كان النص القرآني ظنياً والحقيقة العلمية قطعية يؤول النص بها
جـ- وإذا كان النص القرآني قطعياً واصطدم في ظاهره بحقيقة علمية، قلنا أن نؤول النص القرآني، ولنا أن نعتبر الحقيقة العلمية ناقصة الاكتشاف، أي عرف بعضها ويتبقى جزء منها غير معروف ومثال ذلك ( القلب )، فقد أمكن التعامل معه بشكل مادي واضح، والقرآن والسنة يتحدثان عنه بشكل معنوي، وهناك يكون الموقف كما قلنا فإما نؤول النص القرآني وتصبح كلمة ( قلب ) بمعنى ( عقل)، وإما أن نعتبر كل ما عرف من القلب حتى الآن يتناول فقط جانبه العضوي، ومازال جانبه المعنوي مجهولاً، بالرغم من الإحاطة العلمية الكاملة به واستقراره.. كحقيقة طبية ذات طبيعة مادية
وبعد.. فهذه جملة من الضوابط والقواعد التي يجب الالتزام بها عند المعالجة العلمية للآيات القرآنية، والبحث في الإعجاز العلمي وقد يفتح الله على متخصص في العلوم الكونية فتنكشف له حقيقة كونية من الإشارة العلمية القرآنية دون أن يتبع الضوابط والقواعد، فعليه حينئذ أن يقبلها ولا يرفضها ثم بعد ذلك يخضعها لمنهج البحث، حتى يتأكد من سلامة الاستنتاج ومطابقة الفهم للضوابط والقواعد.. وقد تأتي خاطرة علمية في ضوء آية قرآنية لقارئ للقرآن، فإذا جاءت فعليه أن لا يكتمها، بل عليه أن ينقلها إلى أهل الذكر من علماء الكونيات وعلماء الدين، فلعل فيما خطر له منها يفيد في مجال الإعجاز العلمي للقرآن الكريم
خصائص الأسلوب القرآني
أسلوب القرآن الكريم – وعباراته الدقيقة – بالغ الأهمية في إدراك مواطن الإعجاز العلمي والتعامل العلمي مع الإشارات الكونية بالقرآن الكريم ولا نتجاوز الحقيقة حين نقول:إن معرفة الإعجاز العلمي تقوم أساساً على الأسلوب القرآني، ونستطيع أن نقرر بأن الإعجاز العلمي يعرف من خلال الإعجاز البلاغي، ولهذا فمن الضروري أن نتعرف على بعض خصائص الأسلوب القرآني التي بها تتحقق معرفة الإعجاز العلمي
الخاصية الأولى: مراعاة العام والخاص:
القرآن الكريم إذ سمعه العامة فهموا منه على قدر استعدادهم – لغة وفكراً وثقافة – ونالوا منه ما يرضي عقولهم ويريح نفوسهم.. الخاصة – مثقفون ومتخصصون - إذا سمعوا نفس الآيات فهموا منه أكثر والمتخصصون في العلوم الكونية يدركون المعطيات العلمية الموجودة بآيات القرآن الكونية، فكلمة ( الأرض ) إذا سمعها العامة فهموا منها انبساط الأرض، والمتخصصون يفهموا منها كروية الأرض
الخاصية الثانية: السياق القرآني:
سياق الآيات والترابط الذي يوجد فيما بينها – أو الارتباط بما قبلها وبما بعدها – يكون مرشداً على مواطن الإعجاز العلمي وكذلك ترتيب مقاطع الآية وتسلسل موضوعها انظر مثلاً إلى قول الله تعالى في سورة المرسلات: ( وجعلنا فيها رواسي شامخات وأسقيناكم ماءً فراتاً ) [الآية] وتأمل الحكمة في ترتيب سقيا الناس الماء بعد الجبال الشوامخ وستصل إلى السر في الترتيب إذا علمت أن السحاب إذا لامس أعالي الجبال الشامخة ذات السطوح الباردة تكاثف بالتجمع وبالتبريد، وبهذا تكون الأنهار التي تمد الناس بالماء العذب أصلها من مياه البحار المالحة التي هي مصدر السحاب وجاءت كلمة ( فراتاً ) للتنبيه إلى نعمة الله سبحانه وتعالى، كما أنه بمفهوم المخالفة، أي ( الماء المالح ) تكمن الإشارة العلمية إلى مصدر السحاب، هو مياه البحار المالحة
وقد يكون السياق – أي الارتباط بين الآيات في الموضوع طويلاً وقد يكون قصيراً، حيث تنتقل الآيات سريعاً من موضوع إلى موضوع وعندما يحدث ذلك بين آيات أحداث الدنيا وآيات أحداث الآخرة، وتتداخل الآيات في بعضها البعض، يلزم اللجوء إلى القرائن التي تفرق بينهما
وأوضح مثال لذلك هو آيات سورة النمل ( 83- 88 )، فإنك تجد فيها ذلك التداخل، مما أوقع بعض المفسرين في سوء الفهم، وذلك بصرف آيات أحداث الدنيا إلى أحداث الآخرة، وحدث ذلك في ( الآية 88 ) وهي قول الله سبحانه وتعالى:(وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمرّ مرّ السحاب صنع الله الذي أتقن كلّ شيء ) فقالوا بأن سير الجبال يحدث في الآخرة وصرفوا الآية إلى يوم القيامة ولكن بعضهم نظر إلى قوله تعالى في الآية:( صنع الله الذي أتقن كل شيء ) فاعتبروا ذلك قرينة على أن الآية تكر أمور واقعة في الدنيا لأنها موصوفة بالاتفاق الذي يتناسب مع الخلق والوجود والإبداع وهذه القرينة لا تصلح لأحداث يوم القيامة التي تتصف بالتدمير والتخريب والفناء
الخاصية الثالثة: جمعه بين الإجمال والبيان:
إذا قرأت النص القرآني تراه واضح المعاني، فإذا أمعنت النظر فيه لاحت منه معاني جديدة، ولهذا فإن الآيات القرآنية التي تتناول الكونيات نزلت محملة بفيض من الأسرار التي تنكشف تباعاً بحسب ما يظهر من نتائج، وبحسب ما ينتج عنها من اكتشافات ومثال ذلك قول الله تعالى:( ألم تجعل الأرض مهاداً والجبال أوتاداً ) [سورة النبأ] فعند مطابقة المعنى الوارد في التفاسير تراه مقتضباً ولا يخرج عن المعنى اللغوي وعند قراءة العلماء المتخصصون لهاتين الآيتين وتدبرهم في الكلمتين:مهاداً وأوتاداً يستخرجون منهما فيضاً من المعارف الكونية، ويجدون فيهما الكثير من الحقائق العلمية
الخاصية الرابعة: دقة البيان القرآني في التعبير العلمي:
عند قراءة النص القرآني عل الباحثين عن الإشارات العلمية أن ينتبهوا إلى دقة البيان القرآني وإلى اللطائف اللغوية ولو على مستوى الحرف انظر إلى قول الله سبحانه وتعالى:( وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء ) [سورة الحجر] فلقد ثبت علمياً أن الرياح تقوم بتلقيح السحاب بما يجعلها تمطر والمفتاح البياني لفهم هذه الحقيقة الكونية هو ( فاء السببية ) وهكذا يكون تلمس الإشارات العلمية في كل جزء من النص القرآني ولو على مستوى الحرف..
وانظر إلى قول الله تعالى( والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي ) [سورة الحجر] فلقد جاءت فيه كلمة ( في ) بدلاً من ( على )، وفي ذلك إشارة علمية إلى أن الجبال لم تطرح على سطح الأرض، طرحاً بل غرست في الأرض، وهذا ما يطابق ما عليه الجبال من تعمق في باطن الأرض وقد يكون جزء الجبل المنغرس في باطن الأرض مساوياً للجزء الظاهر على سطح الأرض أو أطول، وكانت (في ) المفتاح البياني للفهم العلمي لهذه الآية..
الخاصية الخامسة: التشبيه البليغ والنظرة التوافقية:
جاء التشبيه البليغ في آيات القرآن الكونية ليقود العلماء إلى التلمس العلمي لهذه الآيات وإدراك ما بها من إشارات علمية، وذلك من خلال مطابقة المجهول بالمعلوم، كما في قوله تعالى:( والجبال أوتاداً) والأوتاد معلومة صفة وأداءً وعلى العلماء أن يدرسوا الجبال على ضوء ذلك التشبيه، وقد تحقق ذلك وتوصل العلماء إلى معلومات كثيرة في هذا الموضوع
ويلاحظ أن التشبيه القرآني من باب تشبيه الأعلى بالأدنى، وهو ما يعرف ( بقلب التشبيه ) فهو ليس من باب التهويل الذي يكون في لغة الناس، ولكنه من باب الدعوة إلى النظرة التوافقية والتوجيه إلى البحث في أوجه الشبه
دقة اختيار المصادر والاشتقاقات:
لدقة اختيار المصادر بآيات القرآن الكريم فائدة في بحث ودراسة الآيات ذات الإشارات العلمية، انظر مثلاً إلى ( بناء، بنيان ) للفعل ( بنى ) ( وبناء )، فلم يرد بالآية كيفية تعلقها بالسماء، كما في قوله سبحانه وتعالى: (الله الذي جعل لكم الأرض قراراً والسماء بناء ) [سورة غافر ] أما ( بنيان ) فلم يرد إلا متعلقاً بالأرض، كما في قوله سبحانه وتعالى: ( فأتى الله بنيانهم من القواعد ) [ سورة النحل ] واختصاص السماء في كتاب الله بأحد الاسمين ( بناء )، واختصاص الأرض بالاسم الآخر ( بنيان ) – على تعدد المواطن في سور القرآن – أمر له دلالته، وهو إشارة علمية دقيقة إلى أن هناك فرق بين طبيعة بناية السماء وطبيعية البنيان في الأرض.
وبعد:فهذه بعض جوانب البيان القرآني التي تعين على معرفة الإعجاز العلمي والبحث عن الإشارات والحقائق العلمية الواردة بالقرآن الكريم.. ونحن نطالب علماء اللغة بالمزيد من الاهتمام في الكشف عنها ودراستها بالمفهوم العلمي، والاشتراك مع المتخصصين في العلوم الكونية في البحث عما بها من إشارات علمية، ليتولوا جميعاً بيان الإعجاز العلمي والتفسير العلمي للقرآن الكريم

يتبـــــــــــــع


  #1698  
قديم 05-01-2014, 04:10 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبــع الموضوع السابق


منهج دراسة الآيات الكونية في القرآن الكريم

شواهد الإعجاز العلمي
لو أن ما جاء بالقرآن الكريم من المعارف الكونية بالقدر اليسير، لقال قائل بأنها جاءت من قبيل الخواطر، ولو أنها في موضوع واحد، لقال إنها من قبيل المصادفة الفكرية، ولو كانت قاصرة على المألوف من المعارف الشائعة في وقت نزول القرآن، لقيل إنها من قبيل ما يعرفه عامة البشر..
ولكن تلك المعارف الكونية جاءت بالوفرة والتنوع والسبق ودقة البيان بحيث تشكل موسوعة تتناول حقائق علمية وإشارات كونية في كافة العلوم على أحدث ما عرفه علماء الكونيات بعد قرون، ومازالوا يكتشفونه، وفي ذلك تأكيد وبرهان على وجود الإعجاز العلمي للقرآن
وفي هذا الفصل سنذكر أمثلة من الكشوف العلمية والحقائق الكونية التي جاءت في إشارات بالقرآن الكريم وسنكتفي بالقدر اليسير ومن أراد المزيد فعليه بالرجوع إلى عشرات الكتب الحافلة بتلك الموضوعات، وقد ذكرنا أسماء بعض هذه الكتب في الفصل الثالث.
في علم طبقات الأرض
1) قول الله سبحانه وتعالى: ( والجبال أوتاداً ) [سورة النبأ] جاءت الآية في معرض من الله على عباده وبيان مظاهر قدرته وحكمته فيما أودعه من المنافع في هذه الجبال
• فالجبال – من حيث الوصف – مطابقة للأوتاد في أمور كثيرة، منها:يوجد جزء ظاهر فوق الأرض وجزء يغوص في باطن الأرض، وهما معاً يأخذان وضعاً مائلاً ويختلف الرسوخ في الأرض بحسب الصلابة والشكل وطبيعة الأرض ولابد من التشكيل بصورة معينة والدق على الأرض بقوة، كل ذلك كان معروفاً عن الأوتاد ولكنه كان مجهولاً عن الجبال واحتاج تفسيره إلى إجراء دراسات لم يقم بها العلماء ليكتشفوا أسرار الجبال إلا في عصور متأخرة
• أما عن وظائف الأوتاد فهي تثبت الخيام، فما هي وظيفة الجبال المجهولة التي تشابه وظيفة الأوتاد المعلومة، والتي لم يكتشفها علماء طبقات الأرض إلا منذ عهد قريب ؟ إن وظيفة الجبال هي التثبيت أيضاً.. إنها تثبت القشرة الأرضية التي تطفوا على باطن الأرض المنصهر، وذلك بجذورها المنغمسة في باطن الأرض، ولولا لطفت القشرة الأرضية وتحركت وانعدم ثباتها، وهذا مصدقاً لقول الله تعالى: ( وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم ) [سورة النحل] فالجبال ممسكات للقشرة الأرضية.. وهناك وظيفة أخرى للجبال لم تعرف إلا حديثاً وهي تثبت الغلاف الجوي المحيط بالكرة الأرضية، تماماً كما تقوم الأوتاد بتثبيت الخيمة، والغلاف الجوي هو بمثابة خيمة عظمى أوجدها الله سبحانه وتعالى لحماية الأرض
هذا ما قاله العلماء عن الإشارات العلمية التي تشير إليها الآيات القرآنية التي تتكون من كلمتين فقط، فهل هناك جدال حول ضرورة بيان إعجاز العلمي للقرآن الكريم ولينظر المتحفظون إلى تلك الحقائق العلمية التي دل عليها القرآن بالتشبيه البليغ
2) قول الله سبحانه وتعالى: ( والجبال أرساها ) [سورة النازعات] آية تشير إلى حقائق كونية حديثة الاكتشاف، والمدخل البلاغي الذي تكمن فيه الإشارة العلمية إلى تلك الحقائق هو كلمة (أرساها): فالرسو يشير إلى حالة من حالات الثبات يكون الجسم فيها طاف ومستقر فوق سطح السائل، وبحيث يكون الجزء الغاطس في السائل بالقدر الذي يتناسب مع حجم الجسم الطافي وثقله، فيما يعرف بقوانين الطفو والذي يحدث للسفن الراسيات على الماء بفعل قوانين الطفو يحدث للجبال التي تستقر عائمة راسية على الطبقة السائلة في باطن الأرض
فانظر كيف حملت كلمة ( أرساها ) تلك الحقائق العلمية التي ذكرها علماء طبقات الأرض بكثير من لتفصيل فيما يعرف ( بعلم وصف الجبال ) Orography"".. ونحن هنا نقول لمن ينكرون الإعجاز العلمي للقرآن الكريم:حكّموا عقولكم ولا تحكموا أهواءكم !!
3) قول الله سبحانه وتعالى: ( والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها ) [سورة النازعات] وفي تفسيره يقول المفسرون:أخرج من الأرض العيون والينابيع، وهذا هو المعنى القريب الذي يفهمه الناس جميعاً في كل الأزمان، وعن التعمق في فهم النص القرآني عرف المتخصصين أشياء أخرى كشفت عنها الأبحاث والدراسات في الأزمنة الحديثة، نذكرها باختصار فيما يلي:
أصبح هناك اعتقاد علمي بأن الماء على الكرة الأرضية في أول الأمر خرج من باطن الأرض نفسها على هيئة بخار الماء الذي قذفت به البراكين في بداية تكوين الأرض وتشكيلها:( والأرض بعد ذلك دحاها ) فالماء جاء من باطن الأرض بهذه الصورة في البداية
أما المياه الجوفية التي يتحصل عليها الناس من الآبار، وعلى شكل ينابيع فهي نتيجة لسقوط الأمطار على الأرض وتسريبها إلى الباطن، ثم خروجها بعد ذلك من الأرض، فتكون المياه في هذه الحالة ليست من ذات الأرض ولكنها من الأمطار التي سقطت عليها
وهنا يظهر الفارق الكبير بين فهم آيات القرآن الكونية بالمعنى اللغوي العام – ببساطته وسطحيته – وبين فهمها بالمعنى العلمي – بعمقه وحقائقه – مما يكشف عن الإعجاز العلمي للقرآن الكريم.. ونقول لمفكري الإعجاز العلمي:تأملوا وتدبّروا !!
4) قول الله سبحانه وتعالى:( ألم نجعل الأرض مهاداً ) [سورة النبأ] وفيه يقول المفسرون:وجعلنا الأرض مهداً لكم كالفراش، وهذا هو المعنى اللغوي لكلمة (مهدا) أما علماء الكونيات فقد فهموا من الكلمة جملة من المعطيات العلمية التي توصلت إليها الاكتشافات الحديثة، والتي تندرج تحت الكلمة بالمطابقة السليمة بين المعنى اللغوي والدلالة العلمية، ونوجز ذلك فيما يلي:
كان سطح الأرض في الأزمنة السحيقة صلباً وخشناً وله بروز وغير مريح للإقامة وغير سهل للسير عليه، فتولته عناية الله سبحانه وتعالى بما سخره من عوامل التعرية التي قامت بتشكيل قشرة الأرض بدقة بالغة وبالشكل المناسب، وألقت التربة الناعمة على السطح لتصبح بمثابة الفراش ويصبح سطح الأرض مهداً..
وقد ورد بالقرآن نظائر كثيرة لكلمة ( مهاداً ) يفسر بعضها بعضاً وتزيد من الرؤية العلمية، ومنها [فراشاً، بساطاً، مهداً، قراراً، سطحت.. ]، وجاءت هذه الكلمات في آيات قرآنية موزعة على عدة سور منها( الزخرف – طه – النازعات – البقرة – نوح – الرعد – الملك – الغاشية – الحجر – النبأ... الخ )
ولقد كانت التوافقية واضحة بين العلم وبين هذه المفردات القرآنية، مما يقرب إلى الأذهان مفهوم الإعجاز العلمي للقرآن ويؤكده.. ونقول للمنكرين للإعجاز العلمي:اقرؤوا وتدبروا !!
في علوم الفلك والأرصاد والفضاء
1) يقول الله سبحانه وتعالى:( وهو الذي مدّ الأرض..) [سورة الرعد]، وفيه ( مد ) بمعنى ( بسط )، والكلمة بمفردها تشير إلى الحقيقة العلمية عن كروية الأرض، حيث أن الشكل الكروي هو الشكل الهندسي الوحيد الذي لا نهاية لبسطه والذي ليست له حافة هاوية وتظهر بلاغة التعبير باستخدام كلمة ( مد ) لتعبر عن انبساط الأرض فيما يشاهده الناس فيفهمونها، كما أنه تعبر عن ( كروية الأرض ) التي يحققها علماء الكونيات فيقبلونها، وهنا يتحقق الإعجاز البياني الذي يقود إلى الإعجاز العلمي
أما إذا كانت كلمة ( مد ) بمعنى الزيادة، فيصبح بها إشارة علمية أخرى إلى ما يحدث في الأرض من زيادات تتمثل في تكوين الجبال الرسوبية ودلتات الأنهار ورفع القيعان على شكل جزر، إلى آخر تلك الزيادات التي تطرأ على الجزء اليابس من كوكب الأرض
وبهذا تحمل الكلمة القرآنية أكثر من حقيقة علمية، وذلك بحسب المعنى اللغوي وإلى مثل ذلك نلفت نظر الباحثين في آيات القرآن الكونية، والراغبين في التعرف على الإعجاز العلمي وتعدد الإشارات العلمية في الكلمة الواحدة من آيات القرآن الكريم
2) قول الله سبحانه وتعالى:( أولم يروا أنّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها.. ) [سورة الرعد] يحمل عبارة (ننقصها) من أطرافها الكثير من الحقائق العلمية:فإلى جانب حقيقة النقص الموجود عند القطبين تصبح الأرض ناقصة التكوير، فإنه توجد أمور أخرى لإنقاصها حتى يكون ذلك مطابقاً لكلمة ( أطرافها )، ولا يكون النقص قاصراً على (الطرفين) ومن المعلوم أنه في الشكل الكروي يكون سطح الكرة كله بمثابة الأطراف، وعليه فإن سطح الكرة الأرضية هو ( أطرافها )، أما النواقص فهي كثيرة وتتمثل في إزالة أجزاء من مرتفعات سطح الأرض بفعل عوامل التعرية والنحت والعوامل الهوائية والمائية الأخرى، وبفعل النشاط التشويهي، وهبوط بعض الشواطئ أو غمرها بالماء، وما ينطلق من الأرض من الأجسام والمواد إلى الفضاء الخارجي في حالة تجاوزها قوة الجاذبية الأرضية.. إلى غير ذلك من أشكال النقص التي يذكرها العلماء
ولم يقتصر الفهم العلمي لعبارة "ننقصها من أطرافها" على ما حدث لقطبي الكرة الأرضية، وذلك لسببين لغويين:الأول أن الفعل جاء بصيغة المضارع الذي يفيد حدوث النقص في الماضي، كما يفيد حدوثه في الحاضر مع استمراره وثانيهما أن الكلمة ( أطراف ) بالجمع مما يجعل النقص غير قاصر على الطرفين وهكذا يسير البيان اللغوي مع البيان العلمي ويصبح الإعجاز اللغوي هو المعبر إلى الإعجاز العلمي.. ونقول لمنكري الإعجاز العلمي للقرآن الكريم:كونوا موضوعيين ولا تكونوا مشاغبين !!
3) قول الله سبحانه وتعالى: ( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمرّ مرّ السحاب صنع الله الّذي أتقن كل شيء إنّه خبير بما تفعلون ) [سورة النمل]، وفيه يرى كثير من المفسرين أن الآية تصف أحوال يوم القيامة أو ما يسمونه ( بين يدي يوم القيامة )، والسبب في ذلك الفهم أن الجبل لا تشاهد متحركة بل هي ثابتة في مواقعها كما أن الآيات في السياق تتحدث عن أحوال الآخرة
ولكن "الزمخشري" أدرك بذوقه البياني عدم التلاؤم بين قوله تعالى( صنع الله الذي أتقن كل شيء ) وبين ما سيحل بالجبال من نسف وتدمير غير أنه توقف عن القول أن حركة الجبال حاصلة في دنيا البشر، حيث أن ذلك يصطدم بالمشاهد
وقد أصبحت الآية – في العصر الحديث، وعلى ضوء الاكتشافات الكونية – واضحة المعنى، فهي تشير إلى الحقيقة العلمية ( حركة الجبال ) بحركة الأرض التي تحملها، كما تتحرك السحب محمولة بالرياح.. وتصبح الآية كاشفة لدوران الأرض قبل أن يكتشفه العلماء بقرون كثيرة ولعل الزمخشري أقدم على القول بذلك
أما القول بالسياق، وأن الآية جاءت في سياق آيات تتحدث عن يوم القيامة فقد جاءت الآية (86) التي تتحدث عن أمور كونية في الدنيا، وهي قول الله تعالى: ( ألم يروا أنّا جعلنا اللّيل ليسكنوا فيه والنّهار مبصراً إنّ في ذلك لآيـات لـقوم يؤمنون ) [سورة النمل]، جاءت هذه الآية في نفس السياق لآيات يوم القيامة بحيث تتخلل الآيات التي تتحدث عن الآخرة آيات تتحدث عن الدنيا، وهكذا يوجد تداخل أحياناً بين الموضوعين وإلى هذا نلفت النظر ونقول لمنكري الإعجاز العلمي للقرآن الكريم:ألا تكفيكم هذه البراهين ؟
4) قول الله سبحانه وتعالى( والسمآء بنيناها بأييد وإنا لموسعون ) [الذاريات] يشير إلى ما اكتشفه العلماء حديثاً بشان الكون واتساعه المستمر، وتباعد المجرات عن بعضها والنجوم عن بعضها
وقد جاء النص القرآني معبراً بصراحة عن اتساع السماء، وذلك منذ أكثر من 1400 عام في حين أن العلم لم يتوصل إلى ذلك إلا منذ وقت قصير، مستخدماً أحدث الأجهزة وقد اكتشفوا امتداده واتساعه من خلال رصدهم للمجرات والأجرام السماوية التي تبعد عنا بملايين السنين الضوئية، وخاصة ما يسمى منها بأشباه النجوم "الكازار" وهي أبعد الأجرام السماوية التي تم التعرف عليها حتى الآن لشدة بريقها، إذ يتألق ( الكازار ) ببريق يساوي بريق مئات المجرّات
وقد وجد العلماء في رصدهم لحركة هذه الأجرام البعيدة عن طريق أطيافها أنها مزاحة نحو اللون الأحمر من طيف قوس قزح وهو ما يسمّى "ظاهرة الإزاحة الحمراء"، ومعناها أن هذه الأجرام تتحرك مبتعدة عنا.. كما وجدوا أنه كلما زاد بعد المجرة عن الأرض زادت سرعة ابتعادها عنا
وبذلك أثبت العلماء أن الكون يتمدد ويتسع بابتعاد مجراته بعضها عن البعض.. هذا التمدد مستمر حتى تفقد الجاذبية سيطرتها على هذه الأجرام الكونية فتتناثر في الفضاء محدثة نهاية العالم.. وصدق الله العظيم القائل:( وإذا الكواكب انتثرت وإذا البحار فجّرت وإذا القبور بعثرت علمت نفس ما قدّمت وأخّرت ) [سورة الانفطار] ونقول لمنكري الإعجاز العلمي للقرآن:دعكم والمراء وكونوا مع الحق !!
5) قول الله سبحانه وتعالى:( الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ) [سورة الرعد]، يشير إلى أن السماء – وهي الكون وما به من الأجرام – قائمة ومرفوعة على عمد لا تُرى، وهي إشارة في باب الإعجاز العلمي للقرآن، حيث تشير إلى تلك القوى التي تحافظ على بقاء الكون مرفوعاً، ومنها الجاذبية العامة التي تحافظ على البناء السماوي بمكوناته البنائية، والتي قال عنها القرآن:( والقمر إذا تلاها ) [سورة الشمس]، والجاذبية العامة لم يكشفها ويكشف قوانينها العالم "نيوتن" إلا في القرن السابع عشر الميلادي أي بعد نزول القرآن بأكثر من عشرة قرون وبهذا السبق القرآني يكون الإعجاز العلمي
6) قول الله سبحانه وتعالى:(أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما.. ) [سورة الأنبياء] وفيه يقول المفسرون بأن السماوات والأرض كانتا في بدء خلقهما ملتصقتين ثم فصلهما الله سبحانه وتعالى عن بعضهما البعض والآية الكريمة تعد من عجائب الإعجاز العلمي في القرآن لأنها سبقت معطيات علماء الفلك المحدثين من أن الكون كله كان كتلة واحدة في أبسط صور التجمع وذلك قبل أن يصبح على وضعه الحالي، ثم حدث الفتق والانفصال بين أجزاء هذه الكتلة ونشأت الأجرام السماوية – بما فيها الأرض التي نعيش عليها.. وهم حتى الآن لا يدرون بالضبط كيف حدث هذا
وواضح أن السماوات – بالجمع لا بالإفراد هي والأرض تشمل الكون كله في حالته السديمية الأولى قبل أن تتخلف سموات وأرضين، كما أخبر الله سبحانه وتعالى في سورة الطلاق:( الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزّل الأمر بينهنّ ) ونقول لمنكري الإعجاز العلمي بالقرآن الكريم:اعقلوا وتدبّروا !!
7) قول الله سبحانه وتعالى:( والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ) [سورة يس] نقول في بعض معانيه ما يلي:المدخل إلى التعرّف على الإشارة العلمية بالآية القرآنية هو:كلمة "تجري" فهي تدل على حركة حقيقية عظيمة القدر، تختلف عن الحركة الظاهرية التي نراها للشمس والتي هي بسبب دوران الأرض حول الشمس والحقيقة العلمية التي كشفها العلم الحديث هي أن الشمس تتحرك – جرياً – بسرعة قدروها، كما رصدوا الجهة التي تجري الشمس نحوها في الفضاء الكوني الرهيب.. وذلك بالإضافة إلى حركة الجري حول المجرة
وهناك وجه آخر للإعجاز في هذه الآية الكريمة إذا كانت قراءة "لمستقر" بالقراءة الثانية، وهي:"لا مستقر" وقد كشف العلماء أخيراً أن المستقر الذي حددوا موقعه وهو ما يسمى ( فيجا ) – إن صح أن هذا هو المستقر – فهو الآخر في انطلاق في بحر الفضاء الكوني، فتكون الشمس مستمرة في جريانها مع حركة الكون الشاملة، فلا مستقر لها في جريها الذي رصده العلماء، وذلك يتمشى مع قراءة ( لمستقر )، فيكون استقرارها ليس في فضاء الكون الذي حدده العلماء، ولكنه استقرار عند الأجل الذي عنده تكف الشمس عن الجري وهو الأجل الذي حدده الله سبحانه وتعالى
ونلفت النظر إلى أن حركة الشمس وردت في بعض الآيات بفعل ( تجري )، كما وردت في بعض الآيات بفعل ( يسبحون ).. يقول الله سبحانه وتعالى:( لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ) [سورة يس ].. ولا يخفى أن ( الجري ) غير ( السبح ) فلابد أن يكون للشمس حركتان تختلفان في طبيعتهما، وهذا يستوجب جهود علماء الكونيات للكشف عنه علماً أن ( يسبحون ) جاءت للتعبير عن حركة الشمس في الفلك – وإذا كان الفلك معناه في اللغة هو كل شيء مستدير، تكون كلمة ( يسبحون ) تعبيراً عن دوران الشمس حول نفسها وحول مركز المجرة.
وقد يقرّب ذلك الفهم بيان الفارق بين ( تجري ) و ( يسبحون )، فيكون الفعل ( تجري ) تعبيراً عن الحركة السريعة في أعماق الفضاء الكوني، ويكون الفعل ( يسبحون ) تعبيراً عن الحركة الدائرية للأرض.. ويحتاج الأمر – كما قلنا – إلى دور علماء الكونيات لبيان الفروق بين الحركتين عن طريق دراسات وبحوث علم الفلك.. وبهذا تكون الاستفادة من الإعجاز العلمي في مجال البحوث والاكتشافات التي تنطلق من الإشارات العلمية بالآيات القرآنية، وما قلناه مثال لذلك
ونقول للمتخوفين والمتحفظين على الإعجاز العلمي والتفسير العلمي للقرآن الكريم:اطمئنوا ولا تنزعجوا
8) قول الله سبحانه وتعالى:( ولو فتحنا عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكّرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون ) [سورة الحجر]، يشير إلى صعود الإنسان في الفضاء وإلى بعض ما يشاهده في الفضاء الكوني ومعنى ( سكّرت أبصارنا ) هو سدت ومنعت عن الإبصار وفي هاتين الكلمتين إشارة علمية إلى الظلام الدامس الذي يخيّم على الفضاء الكوني، لتصبح العيون غير قادرة عل الرؤيا، وكأنها ممنوعة من الإبصار
ومعنى ( نحن مسحورون ) :هو على غير طبيعتنا، وفي ذلك إشارة إلى ما يواجهه الإنسان وهو في الفضاء الكوني من أحوال غير مألوفة:كمنظر الأجرام السماوية بأحجامها وألوانها المغايرة لما هو مألوف على الأرض، وكمنظر المذنبات السابحة في السماء بذيولها وألوانها، بالإضافة إلى الشعور بانعدام الوزن، وضيق الصدر، وانعدام سماع الصوت، وتأثير الأشعة الكونية المنتشرة في الفراغ.. إلى غير ذلك من المتغيرات التي يقابلها الصاعدون في السماء، يظنون أنهم قد سُحروا وهذا ما يشعر به ويشاهده روّاد الفضاء الذين يصعدون في السماء
وبهذا تكون الآية الكريمة قد أشارت إجمالاً إلى ما يحدث لأهل الأرض عندما يصعدون في الفضاء الكوني وهو ما لا يمكن إدراكه إلا لمن صعدوا فعلاً، ولذلك فإن وجود هذه الإشارات العلمية وأمثالها بالقرآن الكريم إنما هو من قبيل الإعجاز العلمي لهذا الكتاب الموحى به من عند الله العليم الخبير على رسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ونقول للمتخوّفين والمتحفّظين:اقبلوا ولا تترددوا
9) قول الله سبحانه وتعالى:( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضلّه يجعل صدره ضيّقاً حرجاً كأنّما يصعّد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون ) [سورة الأنعام]
جاء على سبيل الهداية، وهذا من مقاصد القرآن الأساسية – ولكن هذه الآية حملت إشارة علمية في قوله تعالى: يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنّما يصّعّد في السماء  والحقيقة العلمية التي يشير إليها النص القرآني وهي ( ضيق الصدر ) أصبحت من المعارف المؤكدة علمياً وتجريبياً في طب الفضاء، وأول ملاحظات عنها كانت بعد ما يزيد عن ألف سنة من نزول القرآن، والسؤال المطروح هو:كيف استطاع هذا النبي الأمّيّ ( سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ) وهو الذي عاش كبقية مجتمعه بعيداً عن حياة الجبال الشاهقة، أن يصف ظاهرة تصعد الإنسان في الفضاء وما يصاحبها من ضيق شديد في الصدر ؟ لابد أن يكون الجواب هو أن القرآن الذي جاء به ذلك النبي الأمّيّ صلى الله عليه وسلم وحياً من الخلاق العليم، وأن ما بالقرآن من إشارات علمية هو ولا شك من إعجازه

يتبــــــــــــــــع

  #1699  
قديم 05-01-2014, 04:11 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو


يتبــع الموضوع السابق


منهج دراسة الآيات الكونية في القرآن الكريم



في علوم الجغرافيا والبحار والرياح
1) قول الله سبحانه وتعالى:( غُلبت الروم في أدنى الأرض ) [ سورة الروم ] نقول في معناه ما يلي:
التفسير:غلبت فارس الروم في أقرب الأراضي من العرب، وهي من أطراف الشام، وتكون ( أدنى ) بمعنى ( أقرب ) وإذا كانت ( أدنى ) بمعنى الواطي والمنخفض ) والتي هي نقيض الأعلى، تكون بها إشارة علمية، حيث إنه قد يثبت من الدراسات التاريخية والجغرافية أن المعركة الحاسمة التي كانت في الشام كانت في أكثر الأماكن انخفاضاً عن سطح البحر، وهي واقعة بالقرب من البحر الميت – والمعروف عنه الانخفاض الشديد عن سطح الأرض
2) قول الله سبحانه وتعالى:( والبحر المسجور ) [سورة الطور/6/] وفيه يصرف المفسرون الآية إلى أحداث يوم القيامة، وقالوا:البحر الملتهب، كما إنهم صرفوها إلى أحداث الدنيا وقالوا:البحر الممتلئ بالماء والصواب هو إن الآية عن أحداث الدنيا، لأن الآيات التي سبقتها كلها عن أشياء في الدنيا قبل الآخرة:فطور سيناء – والقرآن – والبيت المعمور في السماء – وسقف السماء المرفوع، الواردة بالآيات الخمسة السابقة لتلك الآية، كلها موجودة حالياً، فإذا أخذنا بتفسير ( البحر الملتهب ) وذلك لمن جعل ( المسجور ) بمعنى الملتهب، يكون بالآية إشارة علمية إلى حقيقة كونية لم تعرف إلا حديثاً ( وهي المياه الملتهبة في قاع المحيطات ) ولم يبدأ العلماء في دراسة قاع المحيطات إلا منذ عام 1920م بعد اختراع أجهزة الغطس، ولم يتمكنوا من دراسة قاع المحيطات العريقة إلا في أوائل النصف الثاني من القرن العشرين الميلادي، بعد اختراع أجهزة التصوير في أعماق البحار، ولقد وجدوا بقاع كثيرة من المحيطات العميقة عبارة عن براكين متفجرة باللهب وإذا استبعدنا المعارف البشرية لهذه الظاهرة البحرية المتمثلة في البحار الملتهبة تصبح هذه المعلومات من مصدر غير بشري، ولا تكون إلا وحياً من الله سبحانه وتعالى أنزله بعلمه في القرآن الكريم.. وفي هذا دليل على إعجازه العلمي
وهنا نلفت النظر إلى الفارق بين آية "البحر المسجور" بسورة الطور وآية (وإذا البحار سجّرت ) [سورة التكوير]، فالآية الأولى تتحدث عن "بحر مسجور" في الوقت الحالي، وقد جاءت في سياق آيات تتحدث عن أمور موجودة في الدنيا
أما الآية الثانية فتتحدث عن حالة تقع للبحار بين يدي يوم القيامة وليست في الوقت الحالي، وقد جاءت الآية في سياق آيات تتحدث عن أحداث يوم القيامة ولهذا، فلا يجوز أن تفسر إحدى الآيتين الأخرى ويجري بينهما تطابق، فالأولى كما قلنا عن الأحداث التي نعيشها في دنيانا، والثانية من أحداث نهاية العالم ويؤخذ بهذه الضابطة عند البحث عن الإشارات العلمية في الآيات القرآنية، دون التعجل في صرف آيات القرآن الكونية إلى أحداث يوم القيامة في مسألة ما إذا كان المفهوم العلمي لهذه الآيات غير معروف وكانت الموضوعات غير معقولة بسبب الجهل العلمي بها ونقول للمتخوفين والمتحفظين، تأمّلوا أعمال المشتغلين بدراسة الإعجاز العلمي تتعرفوا منهجهم وضوابطهم
3) قول الله سبحانه وتعالى:( أو كظلمات في بحر لجّيّ يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور.. ) [ سورة النور ] جاء في معرض الهداية لبيان حالة الكفار الذين يعيشون في ظلمات الكفر، وكان الحديث يصف بدقة أموراً كونية لا يعرفها إلا من عاش في مناطق المحيطات العميقة.. كما تحمل الآية شارات علمية لحقائق كونية كانت مجهولة للعلماء إلى وقت قريب فالموجات المائية تحت سطح البحر، والموجات التي يعلوا بعضها البعض لم تكن معروفة لأحد ولم تكتشف إلا قريباً، وكان المعروف فقط للناس جميعاً هو الموجات المائية السطحية
أما اجتماع الظواهر الكونية الثلاثة، وهي:الموجات المركّبة تحت سطح البحار، والسحب الكثيفة التي تحجب بشدة ضوء الشمس، والظلمة المتناهية تحت سطح البحر، والتي تحول دون رؤية الإنسان ليده، فإنه لا يتحقق إلا في مناطق المحيطات ذات الأعماق، وهي واقعة فعلاً بهذه الصورة الدقيقة التي وصفها القرآن الكريم.. وحيث أن ذلك كله لم يكن معلوماً لأحد من عامة الناس، أو من العلماء إلى عهد قريب، فإن المعطيات العلمية للقرآن الكريم في هذا الموضوع يكون مصدرها الوحي الإلهي، وهذا يبين ويؤكد الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، وأنه من عند الله الخالق العليم.. أليس في ذلك دليل يقنع المنكرين للإعجاز العلمي
4) قول الله سبحانه وتعالى( مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان ) [سورة الرحمن] يقول فيه المفسرون:أرسل الله سبحانه وتعالى البحر المالح والعذب متجاوران، ويلتقيان ولا يمتزجان بسبب حاجز بينهما من صنع الله سبحانه وتعالى
وقد تم اكتشاف الحواجز بين البحار المالحة عند الالتقاء، وكذلك عند منطقة التقاء البحر المالحة مع مياه الأنهار العذبة، وأصبحت تلك الحواجز حقيقة علمية جرى تحديدها وتصويرها ومعرفة طبيعتها، وتبيّن أنها عبارة عن حاجز مائي يتكون من اختلاط ماء البحرين عند الالتقاء وهو الحافز الذي يقوم بمنع امتزاج ماء البحرين، سواء كان بحراً مالحاً يلتقي مع بحر مالح، أم كان بحراً عذباً يلتقي مع بحر مالح
أليس ذلك من عجائب الإعجاز العلمي للقرآن الكريم.. وماذا يقول المنكرون للإعجاز العلمي عن هذا الدليل وغيره من الأدلة التي سبق ذكرها ؟! ونقول للمتخوّفين:أليس في منهاج دراسة العلماء للإعجاز العلمي وما يقدمونه من دراسات:ما يطمئنكم ويقنعكم بأنهم يضيفون الجديد في فهم الآيات القرآنية
5) قول الله سبحانه وتعالى( وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماءً ) [ سورة الحجر ]، فيه إشارة علمية إلى تدخُّل الرياح في تلقيح الزروع، وذلك يكون بنقل حبوب اللقاح إلى الأعضاء المؤنثة في الأزهار ولم يفطن أحد من المفسرين إلى دور الرياح في تلقيح السحب لإنزال المطر كما لم يعرف ذلك على وجه الحقيقة العلمية إلا حديثاً
وقد اكتشف العلماء دور الرياح في تلقيح السحب بأنوية التكاثر من الغبار أو الملح أو قطرات ماء البحار، والجمع بين السحاب وكهربائيته السالبة وكهربائيته الموجبة، فيما يشبه التلقيح، وكل ذلك يترتب عليه سقوط المطر.. ولهذا فتقليح السحب هو الأقرب إلى فهم المقصود في قوله تعالى:( وأرسلنا الرياح لواقح ) وليس تلقيح الزروع كما كان يظن المفسرون القدامى والسياق في النص يؤكده ذلك المعنى، فالتلقيح هنا يتبعه نزول المطر من السماء، أي أن التلقيح هنا للسحب وليس للأزهار والأشجار، كما أن تاء السببية في كلمة ( فأنزلنا ) دليل آخر على ذلك المعنى
وهنا نتساءل:لماذا غفل العلماء والمفسرون عن هذا المعنى مع أنه يحتاج فقط إلى المعرفة اللغوية وإلى حكمة السياق في النص، وهما المفتاح الذي يفهم به المعنى الصحيح للنص القرآني، وبه يسهل إدراك تلك الإشارة والحقيقة العلمية بالآية القرآنية، والتي لم يكتشفها علماء الكونيات إلا في أوائل القرن العشرين الميلادي وكان الأحرى بالمفسرين القدامى أن يفطنوا إلى ذلك، ولكن ترددهم في توسيع المنظور العلمي لفهم وتفسير آيات القرآن الكريم أضاع عليهم فرصاً كثيرة وجعلهم بموقفهم هذا يحجبون عن علماء زمانهم تلك المفاهيم العلمية وهذه الإشارات الكونية.. لذلك نطالب بالانتهاء عن هذا التردد، وندعو المفسرين المعاصرين إلى أن يتنبهوا لهذه السلبيات، وأن يقبلوا على فهم وتفسير الآيات القرآن الكونية، بأسلوب متجدد وبفكر أكثر إطلالاً على المعارف الكونية، ونضع ذلك أمانة في أعناقهم ونحملّهم المسؤولية عن أي تقصير في دراسة الإعجاز العلمي بسبب المواقف السلبية منه.. ونقول لهم غوصوا بفهم عقلاني في أوجه الإعجاز البياني، وقدموا لعلماء الكونيات الجديد من المفاهيم والمعاني للآيات الكونية بالقرآن الكريم، حتى يقوموا بدورهم في الدراسة والبحث والاكتشاف، أو يقوموا بنقل المعارف والحقائق العلمية – التي يكتشفها العلماء من بحوثهم في الكون وسنن الفطرة – إلى مجال التفسير من أجل توضيح الآيات الكونية بالقرآن
في علوم الطب
الشواهد كثيرة في شتى العلوم الطبية:علم الأجنة – علم التشريح – علم الصحة الغذائية – علم الطب الوقائي – علم الطب النفسي.. وسوف نكتفي بذكر القليل من الشواهد ومن يرد المزيد فعليه بالكتب المؤلفة والأبحاث المقدمة من الندوات والمؤتمرات العالمية للإعجاز العلمي وفيما يلي بعض الشواهد على الإعجاز العلمي للقرآن الكريم
1) يقول الله سبحانه وتعالى:( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلنه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ) [ سورة المؤمنون ]
لقد نال خلق الإنسان اهتماماً كبيراً من القرآن الكريم، وجاءت به إشارات علمية في هذا الموضوع على جانب من الأهمية وهي تمثل حقائق عن تكوين الجنين وعن أطواره داخل الرحم، لم تكن معروفة إلى وقت قريب، وكانت كل المعلومات عن تكوين الجنين مغلوطة حتى القرن العشرين ففي القرن السابع عشر الميلادي كان المعتقد أن الإنسان يخلق خلقاً كاملاً في الحيوان المنوي للرجل على صورته الإنسانية، أي أنه لا يمر بأطوار في رحم الأم.. وفي القرن الثامن عشر عندما اكتشف العلماء بويضة المرأة قالوا:إن بويضة المرأة هي التي خلق فيها الإنسان كاملاً..
وأخيراً جاء العلم الحديث ليعطي المعلومات الدقيقة عن تكوين الجنين ومراحل تطويره والتي جاءت مطابقة لما ورد بآيات القرآن الكريم، وليعلن على لسان العلماء سبق القرآن وإعجازه العلمي.. والآية القرآنية السابقة الذكر تشير إلى المراحل البيولوجية لخلق الإنسان منذ أن يكون نطفة إلى أن يصبح إنساناً كاملاً..
وقد حظيت هذه الآية القرآنية – ونظائرها التي تناولت خلق الإنسان – باهتمام كبير من جانب كبار علماء الأجنة العالميين – مسلمين وغير مسلمين – نظراً لما بها من حقائق علمية بارعة جاءت بأدق العبارات والكلمات، وقاموا بمناقشة الطرح القرآني لموضوع الأجنة من خلال أبحاثهم التي حررها على ضوء تلك الآية القرآنية، ولم يسعهم إلا أن يعلنوا إعجابهم وتقديرهم بالإشارات العلمية التي جاءت بها، واعترفوا بالإعجاز العلمي للقرآن الكريم
وهذا هو واحد من مشاهير علماء الأجنة – الأستاذ الدكتور / كيث مور – الذي يعتبر واحداً من أشهر ثمانية في العالم في ذلك العلم، يلقي عدة محاضرات بعنوان " مطابقة علم الأجنة لما في القرآن والسنة " كما يقوم بتأليف كتاب دراسي في علم الأجنة يستخدم فيه الكلمات القرآنية:نطفة – علقة – مضغة – اعترافاً منه بالدقة العلمية الفائقة لهذه الكلمات
وإلى المعارضين نوجه النداء بالاقتداء بأولئك العلماء الذين حكموا العقل واحتكموا إلى العلم وتجردوا من الهوى والتزموا بالإنصاف..!!
2) يقول الله سبحانه وتعالى:( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه ) [سورة الإنسان]
تظهر أهمية هذه الآية وإعجازها العلمي الباهر إذا علمنا أن البشرية لم تكن تعلم شيئاً عن النطفة الأمشاج المكونة من نطفة الرجل وبها الحيوانات المنوية ( أي الحيمنات ) ونطفة المرأة وبها البويضة ( أي البييضة )، إلا عندما تمكن أحد العلماء في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي من تلقيح الحيوان المنوي للبويضة وأثبت أن كلاً من الحيوان المنوي والبويضة يشتركان في تكوين البويضة المنقحة ( اللاقحة، أي الزيجوت ) ومفتاح الفهم العلمي للآية القرآنية هو كلمة ( أمشاج ) وهي إشارة علمية دقيقة إلى اختلاط ماء الرجل ( بمكوناته المتعددة ) بماء الأنثى ( بمكوناتها المختلفة ) واتحاد الحيوان المنوي الموجودة بماء الرجل وماء الأنثى مختلط، وكل هذا الخلط الهائل المكون من مكونات كثيرة يؤلف ( أمشاجها ) بالجمع لا ( مشيجاً ) بالمفرد
3) يقول الله سبحانه وتعالى:( خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب) [ سورة الطارق ]
هكذا بوضوح شديد يذكر القرآن الكريم أن أماكن تكوين الماء الدافق ( النطف جمع نطفة ) هو في منطقة تقع بين الصلب ( أي العمود الفقري ) والترائب ( أي الضلوع وعظام الصدر ) ولأن المشاهد بعد التكوين الكامل للإنسان والمعلوم وهو أعضاء التناسل بشكلها وأماكنها وهي مصدر الماء الدافق، فقد أعطى النص القرآني الفرصة لخصوم الإسلام إلى إثارة الشبهات حول صحة ما جاء به، وقالوا بأن القرآن يخالف الحقائق العلمية
وأخيراً ومنذ عهد قريب شاء الله سبحانه وتعالى للحقيقة العلمية أن تكتشف وللإعجاز القرآني أن ينبلج وتوصل العلماء إلى كشف علمي جاء بياناً وتفسيراً للنص القرآني، وذلك مصدقاً لقوله تعالى بشأن القرآن الكريم ( ولتعلمنّ نبأه بعد حين ) [ سورة صاد ] فقد عرف علماء الأجنة بداية تكوين أعضاء التناسل منذ لحظة التكوين الخلوي وقبل تشكيل الجنين، أي منذ أن كان نسيجاً خلوياً، طبقتين تسميان:الأديم الظاهري ( الاكتودرم ) والأديم الباطني ( الإندودرم ) وبينهما يوجد ( الشريط البدائي ) وطبقة الأديم المتوسط ( ميسودرم ) وفي هذه المرحلة الأولى لتكوين الجنين تعرفوا على المنقطة التي تتكون منها أعضاء التناسل وحصروها في ( الكتلة الخلوية الوسطية ) وهي تقع بين منطقة الظهر ومنطقة تكوين الترائب وهكذا نجد القرآن الكريم قد أرجع الأعضاء التناسلية إل أصولها الأولى، وأشار إلى حقيقة علمية شديدة الخفاء، ولم يردد معلومات مألوفة وشائعة عن مصدر ( الماء الدافق ) في زمان نزوله، وبذلك فهو يعلن عن إعجازه العلمي بما لا يدع مجالاً للشك إلا في عقول المكابرين وقلوب الحاقدين
4) يقول سبحانه وتعالى:( الله يعلم ما تحمل كلّ أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكلُّ شيء عنده بمقدار ) [ سورة الرعد ]
يتعرض القرآن أحياناً لبعض التفاصيل الكونية ولا يقف عند العموميات ليعلم الناس أنه من لدن عليم حكيم وأنه كما قال تعالى: كتاب فصّلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون  [ سورة فصّلت ] والنص القرآني ( وما تغيض الأرحام ) شاهد على ذلك فهو يشير إلى مرحلة جزئية يمر بها الجنين عقب تلقيح البويضة مباشرة التي تنغمس في جدار الرحم وتختفي في هذا الجدار وتغيض وقد يكون في النص إشارة إلى ما يطرأ على بطانة الرحم من أحوال تغيض فيها، أي يقل سمكها
5) يقول الله سبحانه وتعالى:( وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون ) [ سورة السجدة ]
من المعلوم أن السمع يذكر مقدماً على البصر في أكثر الآيات القرآنية التي جاء ذكرها فيها وهناك حقيقتان علميتان تفسران سبق السمع للبصر:
أما الحقيقة الأولى:فقد أثبتتها كشوف علم الأجنة، وهي أن جهاز السمع يتطور في الجنين قبل جهاز البصر ويتكامل وينضج حتى يصل إلى حجمه الطبيعي في الشهر الخامس من حياة الجنين، في حين لا يتكامل نضج العينين إلا بعد الولادة والجنين يسمع في بطن أمه – وبالتحديد في الشهر الخامس من حياته الجنينية – في حين لا يستطيع الإبصار إلا بعد ولادته، أي تتطور وتنضج كل المكونات العصبية لحاسة السمع قبل نضج مثيلاتها البصرية بفترة طويلة نسبياً
وأما الحقيقة الثانية:وهي أن مراكز السمع توجد بالمخ في موضع متقدم عن مراكز البصر
6) يقول سبحانه وتعالى( كلما نضجت جلودهم بدّلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب ) [ سورة النساء ]
في الآية إشارة علمية إلى أن الأعصاب التي تحس بالحرارة موجودة تحت الجلد مباشرة، بحيث إذا احترق الجلد انتهى الإحساس بالألم تماماً، وهذه حقيقة لم يعرفها العلم إلا حديثاً وبهذه الإشارة العلمية فإن أستاذ التشريح العالم "تاجاسن" شهد بمعجزة القرآن وأعلن إسلامه في المؤتمر الطبي السعودي في سنة 1982م
7) يقول سبحانه وتعالى:( وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود ونقلّبهم ذات اليمين وذات الشمال ) [ سورة الكهف ]
تشير الآية إلى حقيقة طبية يعمل بها في حالات الرقاد الطويل عند المرض، وهي حدوث المضاعفات نتيجة لهذا النوم الطويل، ومن أخطرها( قرح الفراش ) حيث يتآكل الجلد والأنسجة العميقة في أماكن الضغط التي يتعرض لها جسم المريض.. والعلاج الأمثل لهذه الحالات هو منع حدوثها والوقاية منها وذلك بتقليب المريض – كما قال القرآن – وتغيير وضعه على الجنين كل فترة
في علوم الزراعة
1) يقول سبحانه وتعالى:( ومثل الذين ينفقون ابتغاء مرضات الله وتثبيتاً من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أُكلها ضعفين فإن لم يصبها وابلٌ فطلٌ والله بما تعملون بصير ) [ سورة البقرة ]
في هذه الآية القرآنية التي تهدي إلى أعمال الخير جاءت ( حقيقة علمية ) يشير إليها جزء من الآية هو:" ربوة عالية " وهكذا تأتي الإشارات العلمية بالآيات الكونية خدمة للدعوة والهداية
والحقيقة العلمية الزراعية التي يشير إليها النص القرآني ( بربوة عالية ) هي أن بساتين الفاكهة ( الجنات ) تجود زراعتها بالمناطق المرتفعة التي تعلو عن مستوى الماء الأرضي، حيث يجد المجموع الجذري لأشجارها متسعاً للنمو والتعمق والامتداد في الأرض، وذلك يؤدي إلى تثبيت الأشجار مع الحصول على الماء والغذاء الوفير بواسطة الجذور الكثيرة التي تنزل إلى أعماق أكثر من التي تنزل إليها جذور نباتات المحاصيل الحولية، كالقمح والبقول
كما أن زراعة الأشجار بالأراضي المنخفضة القريبة من سطح الماء يجعل جذورها تتعرض للتلف، وتصاب الأشجار بالمرض. وبهذا البيان القرآني وضحت الحقيقة العلمية، وهي تفضيل زراعة البساتين بالأراضي المرتفعة عن سطح البحر في الأعم الغالب، وهكذا يتبين الإعجاز العلمي للعلماء المتخصصين في المجالات الكونية من خلال آيات القرآن الكريم
2) يقول الله سبحانه وتعالى:( إن الله فالق الحب والنوى ) [ سورة الأنعام ]
ثلاث كلمات هي:" فالق الحب والنوى "، تحمل إشارات علمية كثيرة ( فالفلق ) يوحي بالتفجير والتكسير والتحطيم، وقد أثبت علماء النبات أن الطاقة اللازمة لتكسير قشور البذور المختلفة أثناء الإنبات هي طاقة ضخمة نسبياً وتترتب على الشراهة الشديدة للبذور لامتصاص الماء والزيادة الشديدة في حجم البذور وفي ذكر ( الحب والنوى ) إشارة إلى وجود فروق كثيرة بينهما عند الفلق والإنبات.. وهذا ما كشفه العلماء وتوصلوا إلى الاختلافات الدقيقة في ترتيب ميكانيكية الفلق والإنبات بين الحب والنوى والإشارات العلمية التي يحملها هذا النص القرآني القصير شاهد عيان على الإعجاز العلمي للقرآن الكريم
في العلوم الهندسية
يقول الله سبحانه وتعالى:( قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ) [ سورة النحل ]
هذه الآية القرآنية فيها الوعيد للكافرين، وهي للوعظ، وجاءت الآية كمثل وفي صيغة تشبيه، وهي تحمل إشارة علمية.. وذلك شأن الآيات القرآنية الكونية
والإشارة الهندسية في الآية إلى سقوط المباني من علو إلى أسفل بسبب انهيار القواعد توضح أن أبرز ما في عملية الهدم هو سقوط السقف كتلة واحدة، وهذا الشكل من انهيار المباني لا يتأتى إل في نوع واحد من التصميمات، وهي المباني الخرسانية التي تقوم على القواعد الحاملة للأسقف، وهي المنتشرة في وقتنا الحاضر ولم تكن معروفة في الماضي
وهذه القواعد ( الأساسات والأعمدة ) هي نقطة الضعف في البناء، وإذا أرادوا هدم عمارة – مهما كانت ضخامتها – فإنهم يقومون بتهشيم القواعد ( الأعمدة ) وسحبها متباعدة عن بعضها فينهار المبنى من علو إلى أسفل.. وذلك يطابق ما جاء بالآية القرآنية والمهندسون أكثر الناس إدراكاً للإشارة الهندسية وما بالآية القرآنية الحالية من إعجاز علمي.
يمكن إرسال التعليقات حول المقالة إلى فضيلة الدكتور كارم السيد غنيم
  #1700  
قديم 05-01-2014, 04:17 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الطب ومكانته في التشريع الإسلامي

بقلم الدكتور محمد نزار الدقر
إنه لمن نافلة أن العلوم الكونية ومنها العلوم الطبية لا تدخل بشكل مباشر في مهمات الرسالات السماوية، فإن تطوير هذه العلوم وترقيتها متروك للجهد البشري وأبحاث العلماء. إلا أن الدين الحنيف على العلوم الطبية بالتوجيه الرباني والإشراف النبوي حتى تستخدم لصالح الإنسانية.
وتعود أهمية الطب لحاجة الناس إليه، فهو الذي يحفظ البدن ويدفع عنه غوائل المرض وأنواع السقم. وفي هذا يقول الإمام الشافعي: (صنعتان لا غنى للناس عنهما: العلماء لأديانهم والأطباء لأبدانهم) وليس غريباً أن يعنى الإسلام بأسس الصحة العامة وسبل الوقاية من الأمراض بصورة عامة، ذلك أن المسلم إذا كان قوياً صحيح البنية، كان أقدر على القيام بالواجبات المترتبة عليه، سواء تجاه ربه، أو تجاه نقسه وأسرته ووطنه، وبكلمة أخرى كان أقدر على القيام بالمهمة التي أوكله الله بها من إعمار الأرض وجعله خليفة فيها. قال تعالى: (هو أنشأكم من الأرض وأستعمركم فيها).
ومن هنا كانت أمور الطب الوقائي ووضع أسس الحفاظ على الصحة العامة ووضع التشريعات للممارسة الطبية الصحيحة هي من واجبات الدولة من منظار شريعتنا الغراء. لا بل نزلت النصوص القرآنية المحكمة، والتي جاءت كقواعد صحية عامة، وكانت بمثابة مواد دستورية في هذا الشأن:
قال تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) البقرة: 195
وقال تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً) النساء: 29
وقال جل شأنه: (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) البقرة 222.
ثم جاءت النصوص النبوية لتوضح هذه القواعد علماً وتطبيقاً ولتجعل من المحافظة على صحة البدن وقوته وحياته أمراً شرعياً: يقول النبيe:(إن لجسدك عليك حقاً) رواه البخاري. ويقول e: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف) رواه مسلم.
وتدل النصوص النبوية أن الإسلام جعل للصحة والعافية المقام الأول بعد اليقين بالله: يقول المصطفى e(سلوا الله المعافاة فما أوتي أحد بعد اليقين خيراً من المعافاة)رواه ابن ماجه.
ويقولe: (سلوا الله العفو والعافية فما أوتي أحد بعد يقين خيراً من معافاة)رواه النسائي. وقال e: (ما سئل الله شيئاً أحب من العافية)رواه الترمذي.
وقد روى الترمذي بسند حسن أن رجلاً قال: اللهم إني أسألك الصبر، فقل له النبيe: (سألتالله البلاء فاسأله العافية)وقالe(يا أيهاالناس إن الناس لم يعطوا في الدنيا خيراً من اليقين والمعافاة فسلوها الله عز وجل) رواه أحمد بإسناد حسن.
وقال عليه الصلاة والسلام: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ) رواه البخاري.
ويجعل علماء العقيدة من (حفظ النفس) المقصد الثاني من مقاصد الشريعة الإسلامية بعد حفظ الدين، وفي هذا يقول الإمام الباجوري في متن جوهرة التوحيد:
وحفظ دين، ثم نفس، مال نسب ومثلها عقل وعرض، قد وجب.
ويؤكد هذا المعنى الإمام الشاطبي في الموافقات: الشريعة وضعت المحافظة على الضرورات تتصل بوجوب المحافظة على صحة البدن، ألا وهي النفس والعرض والعقل.
وإذا كان الإسلام قد أوجب المحافظة على النفس والعقل، أو ليست هذه غاية الطب، يقول العز بن عبد السلام: (الطب كالشرع وضع لجلب مصالح وضع لجلب مصالح السلامة والعافية، ولدرء مفاسد الأعصاب والأسقام) ويقول الإمام الشافعي: (لا أعلم علماً بعد الحلال والحرام أنبل من الطب).
والإسلام دين الفطرة، وله السبق نسبة للتشريعات الوضعية في مجال الرعاية الصحية.
وحفظ الصحة أم نلحظه بين فقرات كثيرة من التشريعات الإسلامية والتي نجدها مبثوثة في كتب والفقه والآداب الإسلامية وفي أمور الحلال والحرام، وحتى العبادات المحضة التي نؤديها شك طاعة لله سبحانه وتعالى: نجد حفظ الصحة في أس بنائها، أو ليس في طهارة الثوب والبدن والمكان المطلوبة قبل أداء الصلاة، وفي الوضوء خمس مرات يومياً، والغسل من الجنابة، والأغسال المسنونة نظافة رائعة في وقاية البدن من كثير من الأمراض ونحن لا نؤدي الصلاة (رياضة بدنية) كما يحلو للبعض أن يقول، إننا نصلي تعبداً وخضوعاً وامتثالاً لأمر الخالق العظيم. ولكن هل ينكر أحد أن أداء الصلاة بإتقان ركوعها وسجودها أمر يدرب عضلات الجسم ويمتع تيبس مفاصله، وهي آفات قلما تحصل عند المسلمين كما يؤكد ذلك كبار الأطباء.
والصوم، نؤديه تقرباً إلى الله طاعة وزلفى، ولكن ألم يثبت لعلماء الغرب أن الصوم الإسلامي صيانة (لمعامل البدن) شهر كل سنة، ينقي البدن من فضلاته وسمومه ويصقل الأجهزة ويعيد إليها (جدتها) وعملها الفيزيولوجي السوي.
أليست الدعوة إلى السواك في قول النبي e: (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب) سبق صحي ليس له مثال، دعا إليه نبي الرحمة يوم كانت نبيلات روما يتمضمضن بالبول، أليس عود الأراك مفخرة لأمتنا بين الأمم يوم لم يكن هناك فرشاة ولا معجون لتنظيف الأسنان، وهو بما فيه من مواد كيماوية طبيعية صالح لأن يجمع خواص كل من المعجون والفرشاة على السواء.
وآداب الطعام والشراب في تشرعنا الإسلامي تلحظ صحة البدن والمحافظة عليه، ولها السبق في ذ لك على كل ما قروه الطب الوقائي الحديث، أليس في قوله تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا) وقول النبي e: (ما ملأ ابن آدم شراً من بطنه). وقاية للبدن من أمراض البدن التخمة وويلاتها. وقواعد الشرب وآدابه التي وصفها محمدeللشاربين، من النهي عن الشرب واقفاً، والشرب على ثلاث و...، لقد أكد الطب الحديث إعجازها، خاصة وقد أمر بها النبي الأمي e، الذي لم يصل الطب في زمانه إلى كل هذه المعطيات.
وضع الإسلام قواعد صحية رائعة لتنظيم ساعات العمل والنوم ما تزال هي الأمثل بين كل التشريعات الوضعية. قال تعالى: (وجعلنا الليل لباساً وجعلنا النهار معاشاً) وقال النبيe: (بورك لأمتي في بكورها)إذ تؤكد إحصاءات منظمة الصحة العالمية كثرة انتشار الأمراض بين فئة العاملين نهاراً. كما أكدت أن الإنتاج العضلي والفكري للإنسان في ساعات الصباح الباكر تفوق إنتاجه بقية ساعات النهار أو الليل نوعاً وكماً.
لقد أثبت الطب أن النوم على البطن يؤدي إلى تشوهات عضوية وآثار مرضية سيئة على البدن أليس في هذا توافقاً مع نهي النبي eمن النومعلى البطن حين عدها (ضجعة يبغضها الله ورسوله) ثم ما أثبته الطب اليوم أن أفضل ضجعة للنوم هي النوم على الجانب الأيمن التي دعا إليها نبي الرحمةeإن محمداًeلم يدرس التشريح ولم يكن علم التشريح في عهد محمدeليعرف تفصيلات في الجسد عرفت اليوم، ومع ذلك فإن دعوة محمد eتنسجم تماماً مع كل معطيات العلم الحديث.
ولعل أروع ما في تشريعنا الإسلامي، تنظيم غريزة الجنس ووضعها في إطار يفجر طاقاتها لمصلحة الجسد لا لتدميره، لقد دعا النبيeإلى الزواج المبكر حين قال: (يا معشر طاقاتها من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) ودعا إلى اختيار الزوجة الصحيحة السليمة فقال: (تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس) ونظم قانوناً لمنع انتشار الأمراض العائلية بالوراثة في كلمتين خالدتين حين قال: (اغتربوا ولا تضووا)[1] ، وفي قول عمر لآل السائبة: (قد أضوأتم فانكحوا في النوابغ).
ونظم أمور المعاشرة الزوجية، بحيث ضمن سلامة الزوجين من الإصابة بعدد من الأمراض الجنسية، ووضع أسس صحة المرأة وعافيتها، فنهى عن المواقعة قبل المداعبة، ونهى عن إتيان الزوجة في المحيض في قوله تعالى: (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض) وعن الإتيان في الدبر وذلك في قول النبي e: (ملعون من أتى إمرأة في دبرها)، مما أثبت الطب الحديث مضاره ومفاسده وما يلحق به من أذى لكل من الزوجين.
وهل ينكر عاقل أو منصف من أطباء ما للزنى واللواط من أثر مفجع في انتشار الأمراض الجنسية كالزهري والسيلان، وانظر إلى الإعجاز في قوله تعالى: (ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً).
وهل يجد المسئولون اليوم وسيلة لمكافحة الإيدز (طاعون العصر) أفضل من إدخال التعاليم الدينية في روع الناس وتحذيرهم مغبة الإصابة بهذا الطاعون الجديد؟
لقد وضع الإسلام القاعدة الذهبية في الأطعمة، فأحل الطيب النافع وحرم الخبيث الضار، استمع إلى قوله تعالى: (ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث) فهو دليل واضح على تحكيم قواعد الطب في التشريع ودخوله في نطاق الحلال والحرام في الدين الحنيف. وهنا نقول: أليست الخمر أم الخبائث. لقد سأل رجل النبي eعن الخمريضعها في الدواء فنهاه وقال: (إنها داء وليست بدواء) وهل ينكر طبيب منصف مدى المنفعة التي تجنيها الإنسانية في صحة مجتمعاتها لو استطاع قادتها اليوم أن يتصلوا إلى تشريع يحرم الخمر و صنعه و تداوله .
أليس في تحريم الخمر و المخدررات في تشريعنا رحمة كبرى لمجتمعنا المسلم عندما نقارنه بما تعاينه المجتمعات الغربية من مشاكل صحية خطيرة أمام قضية الإدمان ؟ ألم تؤكد دراسات منظمة الصحة العالمية علاقة التدخين بانتشار السرطانات علاوة على اشتمال أضراره لكل أجهزة البدن و في مقدمتها الجهاز العصبي ؟
نعم . إن الالتزام بتطبيق قول الله تعالى : ( حرمت عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير ) وقاية للبدن من الإصابة بعدد من الأمراض منها داء عضال خبيث ينتقل إلى الإنسان بتناول لحم الخنزير، أما الميتة وما تحمل من لحم متفسخ بتأثير الجراثيم فقد يكون فيها المهلكة لآكلها.
وأكبر خطر على الإنسان وصحته وسلامة أعضائه نجده عند تعرضه لحوادث لا يحتسب لها حساب. وفي التشريع الإسلامي ما يضمن السلامة من الحوادث عندما نطبق تعاليمه. اقرأ إن شئت هذه النصوص الرائعة: يقول النبي e: (ولا تتركوا المار في بيوتكم حين تنامون)متفق عليه وقول النبي e: (غطوا السقاء وأغلقوا الباب وأطفئوا السراج) رواه مسلم. وقوله e: (من بات على ظهر بيت ليس له حجار برئت منه الذمة) رواه أبو داود.
ثم أليس في نظافة ومنع التبول والتبرز فيها تشريع صحي هام لمنع انتشار البلهارسيا والأنكلستوما والزحار وغيرها من الأمراض الطفيلية المهلكة لعضوية بني آدم.
قالe : (اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل)رواه أبو داود.
لقد نطق المصطفى eبأول قانون للحجر الصحي لمنع انتشار الأمراض السارية وللوقاية من العدوى فيها والتي تعتمد أصلاً على عزل المريض عن الصحيح: (لا يورد ممرض على صحيح) رواه مسلم. و(إذا سمعتم بالطاعون فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها) رواه البخاري. والمعجز هنا أن ينطق النبي الأمي eبهذا الكلام قبل أن تكتشف (الجراثيم) و(الطفليات) العوامل الممرضة للأوبئة ـ بأكثر من ألف عام.
وأخيراً فلقد بعث النبي eفي بيئة أمية جاهلة اعتمدت في معالجة مرضاها على رقى وتمائم لكهنتهم وبالغت في استعمال الكي وتعليق الودع والخرز فوضع القواعد الصحيحة للتداوي، ومنع أو نهى عن التعلق بالأوهام من خرز وتمائم مرتبطة بلجان أو بالأصنام، وأمر بالتداوي فقال: (تداووا عباد الله) وأمرهم برقى تربطهم بالله خالق الداء والدواء، ووصف لهم، في بعض الحالات الشائعة، ما ألهمه له الوحي من معالجات وأدوية أثبت الطب اليوم فعاليتها، حيث وصف العسل والحبة السوداء والقسط وماء الكمأة والصبر وغيرها وبرد الحمى بالماء البارد، ووصف الحجامة للشقيقة وتداوى بها لكنه عليه الصلاة والسلام أرسل إلى الأطباء يستدعيهم لمعالجة حالات مرضية متفاقمة عند بعض أصحابه، فقد ثبت في الصحيح من حديث جابر (أن النبي eبعث إلى أبي كعب طبيباً فقطع له عرقاً وكواه عليه) وأمر باختيار أحذق الطبيبين. كما نهى الجهلة والمتطببين عن تعاطي هذه المهنة الشريفة عن غير علم وضمنهم عواقب جهلهم فقال e: (من تطبب ولم يعلم منه طب فهو ضامن) أليست هذه الأصول صحيحة لممارسة طبية ـ علمية متقدمة؟
في التداوي
لقد دعا الإسلام إلى التداوي وعدم التواكل وأن التداوي لا يتعارض مع التوكل، ومبحث النهي عن التداوي بالمحرمات، وجواز ذلك عند الضرورة، ومدى مسؤولية الطبيب عند معالجته لمرضاه، وضمان المتطبب الذي لم يعهد منه الطب أو تعلمه، وأخيراً في الآداب التي يفرضها الشارع الحكيم على من يزاول المهن الطبية وأدب عيادة المريض .
روى مسلم في صحيحه أن النبي eرخص إذا اشتكى المحرم عينه أن يضمدها بالصبر. قال ابن جرير الطبري: ((وفي الحديث دليل على بطل ما يقوله ذووا الغباوة من أهل التصوف والعباد من أن التوكل لا يصح لأحد عالج نفسه بدواء، وإذ ذاك عندهم طلب العافية من غير من بيده العافية والضرر والنفع، وفي إطلاق النبي eللمحرم علاج عينه بالصبر أول دليل على أن معنى التوكل غير ما قال الذين قولهم وأن ذلك غير مخرج فاعله عن الرضا بقضاء الله، لأن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له دواء إلا الموت. وقد جعل أسباباً تدفع الأدواء، جعل الأكل سبباً لدفع الجوع).
يا عباد الله تداووا
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي eقال: (ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء) رواه البخاري، وفي رواية (من داء).
وعن أسامة بن شريك عن النبي eقال: (تداووا يا عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا داء واحداً، الهرم) أخرجه أحمد والأربعة وصححه الترمذي.
وعن جابر رضي الله عنه عن النبي eقال: (لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله تعالى) رواه مسلم.
وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله eقال: (ما خلق الله من داء إلا وجعل له شفاء علمه وجهله من جهله إلا السام، والسام الموت) رواه ابن ماجة.
في هذه الأحاديث إثبات للمداواة وحث عليها وتعريف بأنها سبب للشفاء. وأن الأدوية ليست سوى أسباب خلقها الله وسائل للشفاء والأخذ بسنة الله في كونه. وفي قوله e(علمه من علمه وجهله من جهله) حث للأطباء المسلمين على البحث والاستقصاء لاكتشاف أدوية للأمراض التي لم يعرف لها بعد دواء ناجع واستخراج أدوية أفضل من سابقتها. وفي تأكيد النبي eأن لكل داء دواء. تقوية لنفس المريض عندما يستشعر بنفسه وجود دواء لدائه. يقوى به رجاؤه وترتفع معنوياته ويذهب توهمه الذي هو عدو آخر بعد المرض.
وقد علق النبي eالبرء بموافقة الدواء للداء، فللأدوية مقادير معينة تفعل بها يجب ألا تزيد عنها ولا تنقص. وفي هذا حث للأطباء المسلمين على زيادة معرفتهم ومهارتهم في الطب وعلومه ليتسنى لهذه المعرفة أن تصيب الداء بالمقدار المناسب من الدواء.
والتداوي بصورة عامة سنة من سنن الإسلام،يشهد بذلك فعل النبي eوأقواله وإذا حدث التباس فهو من فهم سقيم أو ناقص، فإن الرسول e
هو المبلغ لشرع ربه قولاً وفعلاً: أما أقواله eفما أوردناه أعلاه، ونذكر منها ما وراه أسامة بن شريك قال: كنت عند رسول الله eوجاءت الأعراب فقالوا: يا رسول الله أنتداوى؟ فقال: نعم يا عباد الله تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له شفاء غير داء واحد. قالوا ما هو؟ قال: الهرم.
كما أن وصفات النبي eالعديدة والتي سنذكرها على صفحات هذا الكتاب لتشير إلى مشروعية التداوي بل وسنيته. ومن ذلك إرسال النبي eبعض الأطباء إلى أصحابه. فقد ورد عن جابر رضي الله عنه قال: (بعث رسول الله eإلى أبي بن كعب طيباً فقطع منه عرقاً ثم كواه عليه) رواه مسلم.
وأما فعله eففيهأحاديث كثيرةمنها ما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما (أن رسول الله eاحتجموهو محرم في رأسه من شقيقة كانت به)وما رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه (رمي في أكحله فحسمه النبي eبمشقص، ثم ورمت فحسمه الثانية)والمشقص سهم له نصل طويل.
فهذه الأحاديث تدل على أن التداوي سنة ولقد اتفق العلماء على جوازه بل أن عموم الأمر بالتداوي يدل على أنه أعلى من مرتبة الإباحة فإن اقل مراتب الأمر: الندب.
وقد ذهب الشافعية إلى أن التداوي أفضل من تركه وإل هذا ذهب أربعة من كبار أئمة الحنابلة (ابن الجوزي وابن يعلى وابن عقيل وابن هبيرة) مخالفين إمامهم وعزا النووي مذهب أفضلية التداوي إلى جمهور السلف وعامة الخلف وذهب الحنفية والمالكية إلى أن التداوي مباح، لا بأس بالتداوي وتركه. وذهب ابن حنبل إلى أن ترك أفضل حيث يقول: العلاج رخصة وتركه أعلى منه. والدليل عنده ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس أن امرأة جاءت إلى النبي eفقالت: ادعالله أن يشفعني فقال: إن شئت دعوت الله فشفاك وإن شئت صبرت ولك الجنة. قالت: يا رسول الله لا بل أصبر) وما أخرجه البخاري عن النبي eقوله: (سبعون ألفاً من أمتي يدخلون الجنة لا حساب عليهم: الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون).
ويرى الكحال ابن طرخان أن النبي eأمر بالتداوي، وأقل مراتب الأمر الندب والاستحباب ومما يستدل على ذلك أن النبي eكان يديم التطبب في حال صحته ومرضه.
أما حال صحته eفباستعمال التدبير الحافظ لها مثل الرياضة وقلة التناول من الطعام وإكحال عينيه بالإثمد كل ليلة وتأخير صلاة الظهر في زمن الحر بقوله: (أبردوا بها) وأما تداويه عليه الصلاة والسلام فثابت بالأحاديث الكثيرة. مما يثبت ما ذكره من تداوي رسول الله eومداوته تطببه في صحه ومرضه، ولم يكن يداوم رسول الله eإلا على الأفضل.
ويؤكد الدكتور النسيمي ـ ونحن معه ـ أن اختلاف السلف حول أفضلية التداوي إنما هو لواقع الطب في زمانهم من ضعفه وكثرة ظنياته. أما إذا نظرنا إلى ما توصل إليه الطب الحديث، وإلى ما ورد من أحاديث في المداواة، ودعوة الإسلام أصلاً إلى حفظ النفس. فإننا نستطيع أن نقول أن التداوي تعتريه الأحكام الخمسة والله أعلم:
1ـ إنه مباح في المباحات إذا لم يغلب على الظن فائدته. كما في مداواة معظم أنواع السرطانات وخاصة إذا انتشرت ولم تكافح في بدئها.
2ـ إنه مندوب تجاه استعمال الأدوية التي يغلب على الظن فائدتها. سواء في شفاء المرض أو تلطيف أعراضه.
3ـ إنه واجب تجاه استعمال الأدوية قطعية الإفادة بإخبار الأطباء، إذا خاف المريض أو طبيبه أن يقعده المرض عن القيام بواجباته أو إذا خاف على حياته أو تلف عضو من أعضائه.
4ـ إنه مكروه عند استعمال الأدوية المكروهة مع توفر الأدوية المباحة.
5ـ إنه محرم عند استعمال أدوية محرمة دون الاضطرار إليها.
وعلى هذا فإن المريض إذا علم يقيناً، أو بغلبة الظن بحصول الشفاء من المداواة، وقد حكم الأطباء بأن حالته خطرة وأن حاجته للدواء أصبحت أمراً ضرورياً، وأنها كحاجته للطعام والشراب، بحيث لو تركه فقد جعل معرضاً للهلاك فإن إقدامه على المداواة يعتبر واجباً شرعياً يأثم بتركه.
ونص الشافعية على لسان الإمام البغوي: (إذا علم الشفاء في المداواة وجبت) وقال ابن تيمية في مجال التداوي (وقد يكون منه ما هو واجب، وهو ما يعلم أنه يحصل بع بقاء النفس لا بغيره، كما يجب أكل الميتة عند الضرورة ، فإنه واجب عند الأئمة الأربعة وجمهور العلماء).
الرأي بأن التداوي تعتريه الأحكام الخمسة قال به حجة الإسلام الغزالي في (إحياء علوم الدين)، كما أرجحه ابن تيمية رحمه الله حين قال في فتاويه (والتحقق أن منه مات هو محرم، ومنه ما هو مكروه، ومنه ما هو مباح، ومنه ما هو مستحب، وقد يكون منه ما هو واجب).
وتعليقاً على الأدوية المحرمة يقول البغدادي: (ثم قد تكون العلة مزمنة ودواؤها موهوم، ومن شرب دواء سمياً أو مجهولاً فقد أخطأ لقوله e: (من سم نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جنهم) متفق عليه.
التداوي والتوكل:
إن تناول العلاج لا ينافى التوكل، الذي هو في حقيقته ملاحظة القلب عند تعاطي الأسباب، بأن الفعال المطلق هو الله سبحانه، وأنه هو الشافي وحده، إذ لا تأثير للدواء دون إذن منه سبحانه. وعلى هذا فإن تناول الدواء لا ينافي حقيقة التوكل، كما لا ينافي دفع الجوع بالأكل، بل إن حقيقة التوحيد وكمال اليقين لا تتم إلا بمباشرة الأسباب الني نصبها الله مقتضيات لمسبباتها. وإن تعطيلها يقدح في التوكل نفسه لأن في ذلك إهمالاً للأمر الشرعي بالتداوي.
والتداوي أيضاًَ لا يتنافى مع الإيمان بالقدر. فعن أبي خزامة قال: (قلت يا رسول الله، أرأيت رقى نسترقيها ودواء نتداوى به وتقاة نتقيها، هل ترد من قدر الله شيئاً؟ فقال: هي من قدر الله[2].
ففي هذا الحديث إبطال قول من أنكر التداوي متعللاً بالقضاء والقدر وبقول الله تعالى: (وإذا مرضت فهو يشفين) ويقال لأمثاله: إن قولك هذا يوجب عليك أن لا تباشر سبباً من الأسباب التي تجلب المنفعة أو تدفع الضرر، وفي هذا خراب الدين والدنيا وفساد العالم. وهذا لا يقوله إلا دافع للحق، معاند له.
وفي هذا المجال يقول البغدادي: (فالتسبب ملازم للتوكل فإن المعالج الحاذق يعمل ما ينبغي ثم يتوكل على الله في نجاحه ونعمائه، وكذلك الفلاح يحرث ويبذر ثم يتوكل على الله في نمائه ونزول الغيث. وقد قال تعالى: (خذوا حذركم) وقال عليه الصلاة والسلام: (اعقلها وتوكل) رواه الإمام أحمد.
أما الإمام الغزالي فيقول: (أما من ترك التداوي أو تكلم في تركها، كما يروى عن أبي بكر رضي الله عنه وبعض السلف، فالجواب بأمور:
الأول: أن يكون المريض تداوى فلم تفده الأدوية ثم أمسك أو أن علته لم يكتشف لها دواء ناجع.
الثاني: أو أن يكون ما قاله لا ينافي التداوي وإنما هو تذكيره بالقدر، أو أن يكون قد لاحظ في الحاضرين من يلقي اعتماده على الدواء فلتا يتعلق قلبه بالله فكان جوابه جواب الحكيم.
الثالث: أن يكون المريض قد كوشف بقرب أجله.
وعلى أحد هذه الوجوه يحمل ما ورد عن أبي بكر لمات قبل له: لو دعونا لك طبيباً فقال: الطبيب قد نظر إلي فقال: إني فعال لما أريد.
الرابع: أن يكون مشغولاً بذكر عاقبته عن حاله، فقد قبل لأبي الدرداء: ما تشتكي؟ قال: ذنوبي. قيل فما تشتهي؟ قال: مغفرة ربي. قيل: ألا ندعو لك طبيباً؟ فاقل: الطبيب أمرضني فقد تأولها الغزالي بأن تألم قلبه خوفاً من ذنوبه كان أكثر من تألم بدنه بالمرض.
وفي تعليقه على حديث (لكل داء دواء) قال الإمام النووي: (فيه إشارة إلى استحباب الدواء، وفيه رد على من أنكر التداوي من غلاة الصوفية محتجاً بأن كل شيء بقضاء وقدر فلا حاجة إلى التداوي، لأن التداوي أيضاً من قدر الله، وكالأمر بالدعاء وقتال الكفار).
مراجع البحث
1ـ الإمام الغزالي: عن كتابه (إحياء علوم الدين).
2ـ الإمام النووي: عن كتابه (المجموع).
3ـ ابن ألأثير الجزري: عن كتابه (جامع الأصول في أحاديث الرسول e).
4ـ د. محمود ناظم النسيمي: عن كتابه (الطب النبوي والعلم الحديث)
5ـ قيس بن محمد آل الشيخ مبارك وكتابه~: (التداوي والمسؤولية الطبية)
6ـ الإمام ابن تيمية وكتابه (مجموع الفتاوي).
7ـ ابن قيم الجوزية وكتابه (الطب النبوي).
[1])ذكره صاحب مختار الصحاح، وذكره ابن حجر العسقلاني في كتابه (تلخيص الجبير) نقلاً عن غريب الحديث لابن قنيبة (أغربوا لا تضووا).[2] رواه ابن ماجه والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.


موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 78 ( الأعضاء 0 والزوار 78)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 274.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 269.01 كيلو بايت... تم توفير 5.85 كيلو بايت...بمعدل (2.13%)]