الانتماء ... حقيقته ولوازمه - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أدومه وإن قل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الفساد والإفساد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          اسألوا الصوفية صفوت الشوادفي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          معاملة المدنيين في أثناء القتال في الشريعة الإسلامية والشريعة اليهودية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          ألفاظ قرآنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 43 )           »          شرح النووي لحديث عمر: وافقت ربي في ثلاث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          شرح النووي لحديث: قد كان يكون في الأمم قبلكم محدثون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          شرح النووي على مسلم لحديث: ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أخذ العبرة في حياتنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          نزغ الشيطان بينهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-10-2020, 04:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,457
الدولة : Egypt
افتراضي الانتماء ... حقيقته ولوازمه

الانتماء ... حقيقته ولوازمه
أبو يونس العباسي



الحمد لله الذي جعل الانتماء لدينه شرفا , ومعاداة مناوئيه للتوحيد شرطا , وتحمل الأذى في سبيله علامة على صدق الإيمان والتقوى , والكفر بالعلمانية واجبا وفرضا , ونشهد أن لا إله إلا الله , وحده لا شريك له , أفلح من باع النفس والمال له بيعا , والصلاة السلام على سيدنا محمد طيب النسب أصلا وفصلا , الذي ما كان يغضب إلا إذا انتهكت محارم الله هتكا , أما بعد ...
سبب المقال
في زمن تعددت فيه الانتماءات وتنوعت في الاتجاهات , وأجاز كثير من المسلمين لأنفسهم الانتماء للإسلام وغيره من المناهج البشرية الردية , في زمن جعل كثير من الناس الانتماء للإسلام شعارا لا حقيقة له , وانتسابا بدون توابع ومستحقات , كان لا بد من وضع حل لهذه المشكلة , وحدٍّ لهذا الواقع المؤلم , ولذلك كان هذا المقال , والذي عنونته بعنوان : الانتماء ... حقيقته ولوازمه
الانتماء وعلاقته بالولاء والبراء
لو فكر الإنسان في الانتماء لوجد أنه يمثل عقيدة الولاء والبراء , وعقيدة الولاء والبراء من أسس العقيدة والإيمان , لا من الفروع , والولاء يحتوي على ثلاثة معان ومحطات , فالولاء حب لله ورسوله والمؤمنين , وهو توحد واجتماع مع من وحد الله وأطاع الرسول الكريم , ونصرة لله ورسوله والمؤمنين , أما البراء فله ثلاث محطات كذلك , فهو عداوة لمن كفر بالله ورسوله , وعادى المؤمنين , واعتزال لمن عادى الله ورسوله وحارب المؤمنين , وبغض لمن كفر بالله ورسوله وحارب المؤمنين , ومن الأسس التي أصلها العلماء في هذا المجال :"أنه لا يكون ولاء إلا ببراء " , بمعنى أنه لا يكون ولاء لله ورسوله والمؤمنين , إلا ببراءة من الكفر والكافرين , وهذا أصل من أصول ملة إبراهيم , قال الله تعالى : "قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَن َّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) "(الممتحنة) , فالمسلم لا يكون منتميا لهذا الدين إلا إذا توجه بالخطاب للطواغيت وأتباعهم عربا وعجما بمثل الخطاب الذي توجه به إبراهيم والذين آمنوا معه لقومهم , فانظر يا أخا الإسلام إلى طواغيت العرب وأذنابهم وكيفية العلاقة بينهم وبين الموحدين , فتراهم قد حاربوهم وعادوهم , وسجنوا الكثيرين منهم , وطاردوا البقية , وقتلوا البعض الآخر , لا لشيئ إلا لأنهم يقولون ربنا الله , قال الله تعالى :" قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِين َ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9) "(البروج) , في الوقت نفسه الذي ترى فيه هؤلاء الطواغيت قد دخلوا في موالاة الغرب وحبهم , وتحقيق أهدافهم , ولقد ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب من نواقض الإسلام العشرة :"موالاة الكافرين" , قال الله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) " (المائدة) , فانتبه أيها اللبيب لهذه الآية , واعلم أن الانتماء لليهود والنصارى يجعلك منهم , وإن انتميت في الظاهر للإسلام وطبقت كثيرا من شعائره .
ضريبة الانتماء عناء وبلاء
يحسب كثير من الناس أن طريق الانتماء للدين والعمل في مضماره مفروش بالورود , وليس الأمر كذلك , فإن الانتماء له ضريبة وضريبة كبيرة , ضريبة في النفس , ضريبة في المال , ضريبة في العيال , ضريبة في وقتك وجهدك وراحتك وحريتك , قال الله تعالى :" أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214) " (البقرة) , ويقول أيضا:" أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) "(آل عمران) , وحول هذا المعنى , يقول الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري من حديث عائشة في الحديث الذي دار بين ورقة بن نوفل والرسول , أن ورقة قال للرسول :"ما جاء رجل بمثل ما جئت به إلا عودي" , وهنا ننبه أن كثيرا من الدعوات تتنازل عن كثير من مبادئها وأصولها رغبة في السلامة وطلبا للنجاة , فوقعوا في مداهنة الظالمين والترقيع لهم , ومعاداة الموحدين , ولا يزال الحبل على الجرار , قال الله تعالى :" وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (113)"(هود) ولا حول ولا قوة إلا بالله .
موانع الانتماء والعمل لدين رب الأرض والسماء
ويمتنع الكثيرون عن الانتماء والعمل لهذا الدين لمسوغات نذكر منها : الخوف من بطش الكافرين عليهم فيما لو التزموا بهذا الدين وانتموا إليه , وما علم هؤلاء , أن الله لا يضيع أولياءه , وما علموا أيضا : أن الله هو النافع والنافع وحده , وأنه هو الضار والضار وحده , وأنه لا مشيئة للمخلوقات إلا ما شاء الله لهم , فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن , وهاكم الأدلة على ما تقدم , قال الله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) "(المائدة) , ويقول الله ذاكرا سبب امتناع القرشيين من اتباع سيد المرسلين :" وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (57) "(القصص) , ومن موانع الانتماء والعمل للدين : الكبر وحب الدنيا والتعلق بالمنصب , وإيثار الدعة والراحة مع التفريط بحقوق الله , على الالتزام بالدين مع ما يصاحبه من بلاءات وعناءات , قال الله تعالى :" أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (86) "(البقرة) .
الانتماء المجتزئ ... ماهيته وموقفنا منه
من المفاهيم العملية التي طرأت على أمتنا الإسلامية ما يسمى بالانتماء المجتزأ , والذي يعني انتماء وعمل ببعض تعاليم الدين , وترك البعض الآخر , وهذا المعنى اشتهر بين الناس باسم العلمانية , وهذا مفهوم مرفوض جملة وتفصيلا , لأنه لا بد من الالتزام بالدين , جملة واحدة , قال الله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) "(البقرة) , ويقول أيضا :" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا (3) "(المائدة) , ولقد شاع هذا الانتماء المجتزئ عند الكثيرين , وقصروا الدين على مجال العبادة , وفي المسجد وفقط , وفي وقت الصلاة وحسب , ونحّوا دين الله عن الحكم في مجالات الحياة المختلفة , وأحلوا محله أحكام البشر ودساتيرهم , فوقعوا في الشرك الذي يسميه العلماء بشرك الحاكمية , قال الله تعالى :" وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44 "(المائدة) , وقال أيضا :" وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26) "(الكهف) , وقال في موضع ثالث :" إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40) "(يوسف) .
المنهج الواجب على المسلم الانتماء إليه
في وقت كثرت فيه الأحزاب والحركات وكل يدعي أنه الحق وأنه هو السائر على الكتاب والسنة ... كل يدعي وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بذاك , في مثل هذا الوقت يحار المسلم الصادق ويتساءل : إلى أي منهج أنتمي ؟ وأي منهج اترك ؟ فأقول : انتَمِ للإسلام كما كان يمارسه محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه – رضي الله عنهم - , لا كما يمارسه الحزبيون أو العلمانيون , ولا تمارسه كما يريده اليهود والنصارى , بل كما يريده الله تعالى , قال الله تعالى :" إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ (19) "(آل عمران) , وقال أيضا:" وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) "(آل عمران) , نعم انتم للإسلام دينك ودين أبيك إبراهيم , قال الله تعالى :" وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78) " (الحج) , وإن رأيت الناس يفتخرون بأنسابهم وأحسابهم وقبائلهم ومناصبهم فافخر بالإسلام , قال سلمان – رضي الله عنه - :أبي الإسلام لا أب لي سواه *** وإن افتخروا بقيس أو تميم , وقال آخر : ومما زادني فخرا وتيها *** وكدت بأخمصي أطأ الثريا *** دخولي تحت قولك يا عبادي *** وأن سيرت أحمد لي نبيا , فالفخر بالإسلام وبإخوة الإسلام وليس إلا , جاء في صحيح مسلم من حديث عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِهَارًا غَيْرَ سِرٍّ يَقُولُ: "أَلَا إِنَّ آلَ أَبِي يَعْنِي فُلَانًا لَيْسُوا لِي بِأَوْلِيَاءَ إِنَّمَا وَلِيِّيَ اللَّهُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ" , ومن مستلزمات هذا المنهج دعوة الناس إلى الالتزام به , والعمل بتوجيهاته , قال الله تعالى :" قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) "(يوسف) , وقال أيضا:" وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) " (فصلت).
الانتماء وعلاقته بالبذل والتضحية
ولا يصح لمسلم انتماء إذا لم يبذل ويضح للمنهج الذي ينتم إليه , يضحي بنفسه أغلى ما يملك , ويضحي بماله , راجيا من وراء هذه التضحية جنات الرحمن – سبحانه وتعالى - , قال الله تعالى :" إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) " (التوبة) , ومن المعلوم أن الصحابة ما نالوا الدرجات العلا في الدنيا والآخرة إلا يوم ضحوا بالغالي والنفيس من أجل هذا الدين , ومن هؤلاء : صهيب الرومي , الذي انخلع من ثروته للمشركين في سبيل أن ينجوا بدينه , وفيه نزل قوله تعالى :" وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) "(البقرة) , وكان من أجل ما تعلمناه من مشائخنا أن الإسلام شجرة لا تسقى بالماء وإنما تسقى بالدماء , ورحم الله الأستاذ سيد قطب عندما قال :" ستبقى كلماتنا أعراسا من الشمع لا حياة فيها جامدة , حتى إذا ما ضحينا لأجلها ومتنا في سبيلها , انتفضت فيه الروح , وقامت حية بين الأحياء , وأما إذا قدمت الأمة متع الدنيا ولذاتها على الله وما عنده وضنت أن تضحي أو أن تبذل , فليس لها عند الله سوى العذاب الأليم , قال الله تعالى :" قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوه َا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24) "(التوبة) .
بين الانتماء والطاعة
ومن مستلزمات الانتماء لهذا الدين طاعة الله في ما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر , وألا تقدم طاعة أحد على طاعة الله تعالى وأوامره , وإلا وقعنا في شرك يسميه علماؤنا بشرك الطاعة , قال الله تعالى :" وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُم ْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121) "(الأنعام) , فانظر إلى حال المسلمين اليوم كيف يقدمون طاعة من سوى الله على طاعة الله , وانظر إلى حكامهم كيف قدموا طاعة اليهود والنصارى على طاعة رب البرايا , بل انظر وتعجب من مشائخ الإرجاء , وأنصار الطواغيت , كيف جعلوا طاعة هؤلاء الحكام مبدأ من أهم المبادئ , وأصلا من أهم الأصول , لا في المعروف وحسب , بل وفي المتلوف أيضا , مع أن الرسول يقول كما صحيح البخاري من حديث على :"لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف" , وأنت إذا أطعت اليهود والنصارى أو أولياءهم فأنت منتم إليهم لا إلى الإسلام , مصيرك مصيرهم , لا مصير المسلمين , قال الله تعالى :" وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167) "(البقرة) .
بين الانتماء والغضب
وإذا كان انتماؤك للإسلام خالصا , فلا بد أن تغضب له وتتعصب له , وتهمك قضاياه وقضايا إخوانك ممن انتسبوا وانتموا إليه , فمن لم يهتم لأمور المسلمين فليس منهم , فلا تكن كأنصار الطواغيت الذين يغضبون إذا ما نيل ن أسيادهم أولياء اليهود والنصارى , ولا يغضبون ولا يهتز في رؤوسهم شعرة إذا ما نيل من الشعوب المسلمة , ومن مقدساتها , فهم في واد والأمة في واد , ولقد بلغ من كمال انتماء الرسول لهذا الدين أنه لم يكن يغضب إلا له , أما لنفسه فلا , فقد أخرج مسلم من حديث عائشة قالت : " مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ وَلَا امْرَأَةً وَلَا خَادِمًا إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " .
بين الانتماء والصبر والثبات
واعلم يا طالب الحق أنه لن يسلم لك انتماؤك إلا إذا صبرت , صبر على الأوامر وصبر على النواهى وصبر على الأقدار رغم كل شيئ , قال الله تعالى على لسان لقمان :" يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) "(لقمان) , وقال أيضا:" لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (186)"(آل عمران).
إخواني الموحدين : هذه كلمات آمنت بها , واعتقدت أن الحق في قولها ونشرها, ولا أدعي العصمة , فهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وللمنهج الذي جاء به من عند ربه حال حياته ومن بعده , ما كان في هذا المقال من صواب فمن الله وحده , وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان , وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء,إلا ما رحم ربي , وأستغفر الله إنه كان غفارا, وأما الخطأ فأرجع عنه ولا أتعصب له , إذا دل الدليل الساطع عليه , وأسأله تعالى أن يلهمني رشدي والمسلمين , وأن يثبتني على الحق إلى ان ألقاه , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.96 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]