الكلام على قوله تعالى: ( اليوم أكملت لكم دينكم ) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         السيول والأمطار دروس وعبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          مضى رمضان.. فلا تبطلوا أعمالكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          فضل علم الحديث ورجاله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          الترهيب من قطيعة الرحم من السنة النبوية المباركة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          لمحات في عقيدة الإسماعيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          عقيدة الشيعة فيك لم تتغير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          شرح حديث: تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          كيف تعود عزة المسلمين إليهم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          أدومه وإن قل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-10-2020, 10:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,466
الدولة : Egypt
افتراضي الكلام على قوله تعالى: ( اليوم أكملت لكم دينكم )

الكلام على قوله تعالى












﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ...﴾






فواز بن علي بن عباس السليماني




قال المصَنِّفُ: وقول الله تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [المائدة: 3].








بيان أن الإسلام أكبر نعمه:



قال الإمام ابن كثير: في "تفسيره" (3 /26): هذه أكبر نعم الله تعالى على هذه الأمة؛ حيث أكمل تعالى لهم دينهم، فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم، صلوات الله وسلامه عليه، ولهذا جعله الله خاتم الأنبياء، وبعثه إلى الإنس والجن، فلا حلال إلا ما أحله، ولا حرام إلا ما حرمه، ولا دين إلا ما شرعه، وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق لا كذب فيه ولا خُلْف؛ كما قال تعالى: ﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ﴾ [الأنعام: 115]؛ أي: صدقًا في الأخبار، وعدلًا في الأوامر والنواهي، فلما أكمل الدين لهم تَمَّت النعمة عليهم، ولهذا قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]؛ أي: فارضوه أنتم لأنفسكم؛ فإنه الدين الذي رضيه الله وأحبه، وبعث به أفضل رسله الكرام، وأنزل به أشرف كتبه.








قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنه قوله: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ: هو الإسلام، أخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أنه أكمل لهم الإيمان، فلا يحتاجون إلى زيادة أبدًا، وقد أتمه الله فلا ينقصه أبدًا، وقد رضيه الله فلا يَسْخَطُه أبدًا؛ اهـ.








متى نزل قوله تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ... ﴾:



قال الإمام ابن كثير - عقب كلامه السابق -: وقال أسباط عن السدي: نزلت هذه الآية يوم عَرَفَة، فلم ينزل بعدها حلال ولا حرام، ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمات.








قالت أسماء بنت عُمَيس: حَجَجْتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الحجة، فبينما نحن نسير إذ تَجلَّى له جبريل، فمال رسول الله صلى الله عليه وسلم على الراحلة، فلم تطق الراحلة من ثقل ما عليها من القرآن، فبركت فأتيته فَسَجَّيْتُ عليه بُرْدًا كان علي.








قال ابن جُرَيْج وغير واحد: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد يوم عرفة بأحد وثمانين يومًا، رواهما ابن جرير في "تفسيره" (9 /519).








ثم قال ابن جرير في "تفسيره" (9 /519) وساق سنده عن هارون بن عنترة، عن أبيه قال: لما نزلت ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ، وذلك يوم الحج الأكبر، بكى عمر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك؟ قال: أبكاني أنَّا كنا في زيادة من ديننا، فأما إذْ أكمل؛ فإنه لم يكمل شيء إلا نقص، فقال: صدقت[1].







ويشهد لهذا المعنى الحديث الثابت: إن الإسلام بدأ غَرِيبًا، وسيعود غريبًا، فَطُوبَى للغُرَبَاء؛ رواه مسلم (145)، عن أبي هريرة رضي الله عنه، وقد رواه مسلم أيضًا (146) عن ابن عمر رضي الله عنهما، ولبيان معرفة سبب نزولها زيادة بيان يأتي ذكره بعد إن شاء الله تعالى.








سبب نزول قوله تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ...﴾:



قال ابن كثير - عقب كلامه السابق -: قال الإمام أحمد في "المسند" (1 /28) وساق بسنده عن طارق بن شهاب قال: جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: يا أمير المؤمنين، إنكم تقرؤون آية في كتابكم، لو علينا معشر اليهود نزلت؛ لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا؛ قال: وأي آية؟ قال قوله: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي، فقال عمر: والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والساعة التي نزلت فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، نزلت عَشية عَرَفَة في يوم جمعة، ورواه البخاري (45)، ومسلم (3017).








ولفظ البخاري في "صحيحه" - برقم (4606) - عند تفسير هذه الآية من طريق سفيان الثوري، عن قيس، عن طارق قال: قالت اليهود لعمر: إنكم تقرؤون آية، لو نزلت فينا لاتخذناها عيدًا، فقال عمر: إني لأعلم حين أنزلت، وأين أنزلت، وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أنزلت: يوم عرفة، وأنا والله بعرفة، قال سفيان: وأشك كان يوم الجمعة أم لا، ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ الآية.








ثم قال ابن كثير: وشك سفيان إن كان في الرواية، فهو تَوَرُّعٌ؛ حيث شك هل أخبره شيخه بذلك أم لا؟ وإن كان شكًّا في كون الوقوف في حجة الوداع كان يوم جمعة، فهذا ما أخاله يصدر عن الثوري؛ فإن هذا أمر معلوم مقطوع به، لم يختلف فيه أحد من أصحاب المغازي والسير ولا من الفقهاء، وقد وردت في ذلك أحاديث متواترة لا يشك في صحتها، والله أعلم.








وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن عمر رضي الله عنه.








وقال ابن جرير - في "تفسيره" (9 /525) وساق بسنده -: عن كعب قال: لو أن غير هذه الأمة نزلت عليهم هذه الآية، لنظروا اليوم الذي أنزلت فيه عليهم، فاتخذوه عيدًا يجتمعون فيه، فقال عمر: أي آية يا كعب؟، فقال: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ، فقال عمر: قد علمت اليوم الذي أنزلت فيه، والمكان الذي أنزلت فيه، نزلت في يوم جمعة ويوم عرفة، وكلاهما بحمد الله لنا عيد.








وقال ابن جرير - في "تفسيره" (9 /525) وساق بسنده -: إن ابن عباس قرأ: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا، فقال يهودي: لو نزلت هذه الآية علينا لاتخذنا يومها عيدًا، فقال ابن عباس: فإنها نزلت في يوم عيدين اثنين: يوم عيد ويوم جمعة.








وقال ابن مَرْدُويه - وساق بسنده -: عن علي رضي الله عنه قال: نزلت هذه الآية على رسول الله ق، وهو قائم عَشِيَّةَ عرفة: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ.








وقال ابن جرير - في "تفسيره" (9 /530) وساق بسنده - عن عمرو بن قيس السكوني أنه سمع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه على المنبر ينتزع بهذه الآية: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ... حتى ختمها، فقال: نزلت في يوم عرفة، في يوم جمعة.








وروى ابن مَرْدُويه من طريق محمد بن إسحاق، عن عمر بن موسى بن وجيه، عن قتادة، عن الحسن، عن سَمُرَة قال: نزلت هذه الآية: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا يوم عرفة، ورسول الله ق واقف على الموقف؛ ا هـ.








ضعف ما جاء أنها نزلت يوم الاثنين:



قال ابن كثير - عقب كلامه السابق -: فأما ما رواه ابن جرير - في "تفسيره" (9 /530) - وابن مردويه، والطبراني من طريق ابن لَهيعَة، عن خالد بن أبي عمران، عن حَنَش بن عبدالله الصنعاني، عن ابن عباس قال: ولد نبيكم ق يوم الاثنين، ونبئ يوم الاثنين وخرج من مكة يوم الاثنين، ودخل المدينة يوم الاثنين، وأنزلت سورة المائدة يوم الاثنين: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ، ورفع الذكر يوم الاثنين؛ فإنه أثر غريب، وإسناده ضعيف.








وقد رواه الإمام أحمد - في "المسند" (1 /277) وساق بسنده - عن ابن عباس قال: ولد النبي ق يوم الاثنين، واستنبئ يوم الاثنين، وخرج مهاجرًا من مكة إلى المدينة يوم الاثنين، وقدم المدينة يوم الاثنين، وتوفي يوم الاثنين، ووضع الحجر الأسود يوم الاثنين.








هذا لفظ أحمد، ولم يذكر نزول المائدة يوم الاثنين، فالله أعلم، ولعل ابن عباس أراد أنها نزلت يوم عيدين اثنين، كما تقدم، فاشتبه على الراوي، والله أعلم[2].







ضعف ما جاء أنها نزلت غير يوم عرفة كيوم غدير خم و غيره أو أنه لم يعلم يوم نزولها:



قال ابن كثير - عقب كلامه السابق -: وقال ابن جرير - في "تفسيره" (9 /530) -: وقد قيل: ليس ذلك بيوم معلوم عند الناس.








ثم روي من طريق العَوْفِيِّ، عن ابن عباس في قوله: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ؛ يقول: ليس ذلك بيوم معلوم عند الناس، قال - أي ابن جرير -: وقد قيل: إنها نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسِيره إلى حجة الوداع، ثم رواه من طريق أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس.








قلت: وقد روى ابن مَرْدُويه من طريق أبي هارون العَبدي، عن أبي سعيد الخدري، أنها أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غَدِير خُم حين قال لعلي: (من كنتُ مولاه؛ فَعَليٌّ مولاه).








ثم رواه عن أبي هريرة، وفيه أنه اليوم الثامن عشر من ذي الحجة، يعني: مرجعه صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع[3].







ثم قال ابن كثير: ولا يصح هذا ولا هذا، بل الصواب الذي لا شك فيه ولا مرية: أنها أنزلت يوم عرفة، وكان يوم جمعة، كما روى ذلك عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وأول ملوك الإسلام معاوية بن أبي سفيان، وترجمان القرآن عبدالله بن عباس، وسَمُرَة بن جندب ش، وأرسله عامر الشعبي، وقتادة بن دعامة، وشَهْر بن حَوْشَب، وغير واحد من الأئمة والعلماء، واختاره ابن جرير الطبري؛ اهـ.








اليهود أهل ابتداع وكذا النصارى:



تقدم في حديث عمر رضي الله عنه السابق أن يهوديًّا قال له: آية في كتاب الله لو علينا معشر اليهود نزلت؛ لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا.








وأما النصارى، فقال الله تعالى: ﴿ وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ الله فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد:27].








فما يشاهد ويسمع من اختلاف في كتبهم، ودياناتهم ومعتقداتهم، كاف لمعرفة ما تقدم، فيجب على المسلمين عمومًا آمرا ومأمورًا المحافظة على نعمة الإسلام؛ لتدوم ويبقى كمالها.








ولذا ألفت نظر إخواني المسلمين إلى أن أعداء الإسلام يسعون جادين بكل ما يستطيعون من بدع وتميع وإفساد وإغراء وغير ذلك، لقصد تضييع وتمزيق هذا الدين بطرق خفيه نادرة الظهور، والله أعلم.








بعض ما في قوله تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ...من الفوائد:



الأولى: كمال هذا الدين وشموليته، فلا يحتاج إلى تتمة وابتداع، وهذا من أبرز خصائص هذا الدين وفضله على غيره.








قال العلامة السعدي في "تفسيره" (ص219): قوله تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ بتمام النصر، وتكميل الشرائع الظاهرة والباطنة، الأصول والفروع، ولهذا كان الكتاب والسنة كافيين كل الكفاية، في أحكام الدين أصوله وفروعه، فكل متكلف يزعم أنه لا بد للناس في معرفة عقائدهم وأحكامهم إلى علوم غير علم الكتاب والسنة، من علم الكلام وغيره؛ فهو جاهل، مبطل في دعواه، قد زعم أن الدين لا يكمل إلا بما قاله ودعا إليه، وهذا من أعظم الظلم والتجهيل لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم؛ اهـ.








الثانية: بيان أن الأديان السابقة اعتراها النقص والتغيير والتبديل والنسخ بخلاف دين الإسلام، فما نسخ منه، فكما قال الله: ﴿ مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا [البقرة: 106]، والله أعلم.








الثالثة: دوام هذا الدين إلى قرب قيام الساعة، بخلاف الأديان السابقة، فلها أحوال منها ما يلي: إما أن تنسخ وتُبْدَل بغيرها، وإما أن يُزاد في تلك الشريعة من قبل علمائها أو يُنقص، وإما أنه إن قُبض نبي خلفه نبي - عليهم الصلاة والسلام - فيحصل بعض التغيير.








ففي "البخاري" (3455)، ومسلم (1842)، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي".








بخلاف هذه الأمة ودينها، فليس لها إلا كتاب واحد ورسول واحد، حتى إن عيسى ينزل آخر الزمان، فيكون إمام المسلمين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم والحكم على شريعة محمد صلى الله عليه وسلم.








فقد روى مسلم برقم (247) عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون، على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة»، قال: «فينزل عيسى، فيقول أميرهم: تعال صلِّ لنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء؛ تكرمة الله هذه الأمة.








الرابعة: بيان أن نعمة الإسلام تتم وتكمل بشرائعه، وفرائضه، ومستحباته، ومضاعفة أجره، قال تعالى: ﴿ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي [المائدة: 3].








والنعمة قسمان: دينية ودنيوية ظاهرة وباطنة:



أما النعمة الدينية: فهي التي لا يعرفها إلا من عمل بها.








قال عمر رضي الله عنه: إنا قوم أعزنا الله بالإسلام؛ رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (44847)، والحاكم (208)، وهو قطعة من قصة مطولة، ساقها العلامة الألباني في "الصحيحة" (51).








وأما الدنيوية: فيقول الله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً [النحل:97].








والحياة الطيبة شاملة للرَّاحة الدينية والدنيوية، وَلِرَغَدِ العيش والاطمئنان، والله أعلم.








وقال السعدي في "تفسيره" (ص219): ﴿ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي الظاهرة والباطنة؛ اهـ.








الخامسة: رضا الله تعالى عن الإسلام وأهله؛ لقوله تعالى: ﴿ وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا [المائدة: 3].








قال العلامة السعدي في "تفسيره" (ص219): قوله تعالى: ﴿ وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا؛ أي: اخترته واصطفيته لكم دينًا، كما ارتضيتكم له، فقوموا به شكرًا لربكم، واحمدوا الذي مَنَّ عليكم بأفضل الأديان وأشرفها وأكملها؛ اهـ.








السادسة: امتياز هذا الدين بثلاث خصال: وهي الدوام، والشمولية، والكمال.








السابعة: بيان أن المبتدع على قدر بدعته يكون هادمًا لكمال وتمام هذا الدين، والله أعلم.








الثامنة: أن المبتدع على قدر ابتداعه يكون منقصًا لشمولية هذا الدين، والله أعلم.







[1] قال العلامة الألباني في "الضعيفة" (12 /782): أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (6 /52) من طريقين عن هارون به، ورجاله ثقات غير هارون بن عنترة، فوثَّقه الجمهور، وقال الحافظ: لا بأس به؛ اهـ، وأبوه عنترة، قال الحافظ: ثقة من الثانية، وهم من زعم أن له صحبة؛ اهـ، قلت - أي: الألباني-: فعلة الحديث الإرسال، وفيه نكارة؛ لتفرده بهذا السياق دون سائر الأحاديث الصحيحة، وبعضها في "الصحيحين"، وأنكر ما فيه قوله: وذلك يوم الحج الأكبر؛ فإن يوم الحج الأكبر هو يوم النحر؛ كما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (1700)، وله شواهد؛ اهـ.



[2] قال الهيثمي في "المجمع" (1 /196): فيه ابن لهيعة وهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات من أهل الصحيح؛ اهـ.



[3] قال المحقق (ط - دار طيبة): وفي إسناد - حديث أبي سعيد - أبو هارون العبدي شيعي متروك، لكن تابعه عطية العوفي، رواه الطبراني في "الأوسط" (3737)، وحديث أبي هريرة رضي الله عنه رواه الطبراني في "الأوسط" (3738)، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة النبوية": ليس في الصحاح، لكن هو مما رواه العلماء، وتنازع الناس في صحته، فنقل عنه البخاري وإبراهيم الحربي وطائفة من أهل العلم بالحديث أنهم طعنوا فيه وضعَّفوه، ونقل عن أحمد بن حنبل أنه حسنه كما حسنه الترمذي؛ اهـ، ثم قال المحقق: وقد جمع طرق هذا الحديث الشيخ الألباني في "الصحيحة" (1750)؛ اهـ.










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 77.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 75.18 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.44%)]