ما موقع علم الفقه في سلم العلوم الشرعية؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-09-2020, 02:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي ما موقع علم الفقه في سلم العلوم الشرعية؟

ما موقع علم الفقه في سلم العلوم الشرعية؟
المصطفى فرحان




إن الجوابَ عن هذا السؤالِ سيجعل الطالبَ مدركًا لأهمية علم الفقه، وكذلك سيكون على بصيرة من أمره في تقديم أو تأخير تحصيل هذا العلم؛ بِناءً على موقعِ الفقهِ في فَلَكِ العلوم الشرعية، ومرتبتِه بين هذه العلوم، وهل يتوقف على عِلم آخرَ أو لا يتوقف عليه؟ وهل هو من علوم الوسائل أم من علوم المقاصد؟

ثم إن ترتيبَ العلوم الشرعية ليس وليدَ اليوم، وقد اختلف العلماءُ في تَعدادها وترتيبها حسب أهميتها؛ لأن لهذا الترتيب أهميتَه في معرفةِ ما هو مقصودٌ لذاته؛ كالعقيدة والفقه، وما هو مقصود لغيره؛ كأصول الفقه وعلم الحديث.
إن لفظ (الفقه) عند إطلاقه يتَّجه غالبًا إلى علمِ الدِّين؛ لشرفِه وفضلِه وسيادتِه على سائر أنواع العلوم، كما هو واردٌ في التعاريف اللُّغوية لهذا المصطلح؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من يُرِدِ اللهُ به خيرًا، يُفقِّهْهُ في الدين))[1].

وبالنظر إلى فوائده العمليَّة، فقد اعتُبر الفقهُ من بين أشرف العلوم؛ لأن العلومَ الشرعية تتفاوتُ من حيث شرفها بالرجوعِ إلى مقدار ما يُستفاد منها في العملِ من جانب الإنسان؛ إن "المقصود بالشرع هو المكلَّف الذي استُخلف على هذه الأرض، وبالتالي ينبغي أن يكون الفقهُ المرتبطُ مباشرةً بالمكلَّف هو المحورَ الذي تدور عليه العلوم الأخرى؛ لكن الفقه هنا ينبغي أن يتَّسعَ مفهومُه ليشمل: أعمال المكلَّفين على مستوى العقيدة، وعلى مستوى الأخلاق، وعلى مستوى الأحكام الشرعية العملية"[2]؛ لأن الفصلَ بين هذا الثلاثي، والتركيزَ على المستوى الثالث منها فقط - هو الذي أعطى مخرجاتٍ ضعيفة على المستوى السلوكي، فتجدُ الطالب أو الأستاذ - وهو يحفظ القرآن، ويحفظ الكثير من الفروع الفقهية - يقترف ما يرتكبه عامَّةُ الناس من الكذِبِ والزُّور، وتضييعٍ للصلاة، وارتكابٍ للمنكر وغير ذلك.

"وأشرفُ العلوم ما ازدوجَ فيه العقلُ والسمع، واصطحب فيه الرأيُ والشرع، وعلم الفقه وأصولُه من هذا القبيل...، ولأجل شرف علم الفقه وسَبَبِه، وفَّر اللهُ دواعيَ الخلق على طلبه، وكان العلماءُ به أرفعَ العلماء مكانًا، وأجلَّهم شأنًا، وأكثرَهم أتباعًا وأعوانًا"[3].

وإذا كان للفقهِ من الشرفِ ما تمَّ ذكرُه، فهو أقربُ العلوم الشرعية إلى حياةِ المكلف، وعقلُ الفقيه مسدَّدٌ بالوحي، لا يسرَحُ إلا بقدر ما يسمحُ به النَّقْلُ - فإن الفقه يصبح هو الثمرةَ المرجوَّة من جميع العلوم الشرعية، فبعد أن تؤديَ جميعُ العلوم الشرعية وظائفَها المنوطةَ بها، "تحصُل الثمرةُ بمعرفة أحكام الله تعالى في أفعال المكلفين، وهذا هو الفقه"[4].

وكذلك إذا انتقلنا إلى مستوى تدريسِ هذه العلوم، "لا بد أن يتبوَّأَ الفقهُ الإسلاميُّ منزلةَ الرأسِ ضمن منظومة العلوم الشرعية؛ بوصفه أهمَّ الموادِّ، ولأنه الثمرةُ المرجوة من الدراسة، وأن غيرَه من وحدات العلم الشرعي، إنما هي وسائلُ إليه ومؤيداتٌ له، ينبغي تكييفها واختيارها بحسب ما يخدم الفقهَ والتَّفقُّه"[5].
واضحٌ من الكلام السابق أن الفقهَ بمثابة الثمرةِ المتوخَّاة من اجتماع العلوم الشرعية، فهو المقصَدُ وكلُّ العلوم وسائل إليه؛ لأن العلومَ - عمومًا - في أصلها متعاونةٌ، مرتبطة بعضها ببعض، فكيف بالتي خرَجت من مشكاةٍ واحدة، وهدفُها واحد، وهو خدمةُ النَّصِّ الشرعي الذي خرجت من رحِمِه، وقامت من أجل خدمته؛ فَهمًا، وضبطًا، وعملًا؟

فلا ينبغي - في هذا الإطار - النظرُ إلى الفقهِ باعتباره مادَّةً علمية منفصلة عن غيرِها من المعارف؛ لأن التفقه - بمعناه الحقيقي - لا يحصُل إلا بعد تجميعِ مُحصِّلات وفوائد مجموعةٍ من العلوم الشرعية - بل والإنسانية والطبيعية - ومَن لم يأخذْ بتلك المحصلات، فسيبقى بعيدًا عن حقيقة التفقه وطبيعة الفقه.
والتاريخ كذلك يشهد بأهمية الفقه، وأهمية الثروة الفقهية، فـ"إذا جاز أن نُسمِّيَ الحضارةَ الإسلامية بأحد منتجاتِها، فإنه سيكون علينا أن نقولَ عنها: إنها (حضارة فقه)، وذلك بنفس المعنى الذي ينطبق على الحضارة اليونانية حينما نقولُ عنها: إنها (حضارة فلسفة)....؛ فالفقه كان (أعدل الأشياء قِسمة بين الناس) في المجتمع العربي الإسلامي؛ ولذلك كان لا بد أن يتركَ أثرَه قويًّا فيه، ليس فقط في السلوك العملي للفرد والجماعة - الشيء الذي يستهدفه أساسًا - بل في (السلوك العقلي) أيضًا؛ أي: في طريقة التفكير والإنتاج الفكري"[6].

إن الجديدَ الذي جاء به (الجابري) في هذا النص، هو حديثُه عن أثر الفقه في طريقة تفكير العقل المسلم ومستوى إنتاجه الفكري؛ ذلك أن المجتمعَ الإسلامي لمَّا كان في أَوْجِ ازدهارِه في جميع الميادين - كان متفوقًا على مستوى التدريس والتعلُّم؛ لأن علماءنا أدركوا حقيقةَ التفقه، فاجتهدوا في تحقيقه عن طريق إعمال آلياتِه المتمثِّلةِ أساسًا في الفَهم بشروطه، وتشغيلِ المستويات العليا في التفكير، حتى بلغوا مراتبَ الإبداع، فكثُرت التآليفُ، واتَّسعت حَلَقُ التلقِّي، وابتعد العقلُ الإسلامي عن التقليد والجمود الذي لحِقه في عصور الانحطاط، "ولعل أعظمَ ثروةٍ علمية تناقلتها الشفاهُ، وتوارثتها الأجيال، وسجَّلتها الأقلام في الإسلام - هي (الثروة الفقهية)؛ لأنها تشكِّل منهاجًا يهيمن على أفعال المكلفين، ويبيِّن ما يُحتَّم عليهم من دقيق وجليل، ويقرِّر لهم طرائقَ السلوك في العبادات والمعاملات؛ فإن كلَّ لَبِنةٍ من لَبِنات حياة المسلم تقوم على أساس علم الفقه والإلمامِ به، والاطلاع على تفاصيله، والسير على الخطوط التي يرسمها هذا العلم"[7].

لا عجبَ - إذًا - أن يُعَدَّ الفقهُ أهمَّ العلوم الشرعية وأولاها بالتقديم؛ وإن كان (علم التوحيد) أشرفَ من حيث كونُه المدخلَ إلى التدين ابتداءً؛ فإن ارتباطَه بفطرة الإنسان جعل مباحثَه محصورةً، وحاجةَ المسلم إليه أقلَّ من حاجتِه إلى الفقه؛ إذ يكفي المسلمَ الرجوعُ إلى نصوص القرآن والسُّنة حتى يعرف ما يصلحُ به دينه باعتبار حسْم الأمرِ عن طريق النصوص الشرعية.
أما فقهاءُ الإسلام الذين خُصُّوا باستنباط الأحكام عن طريق اتباع المنهج الفقهي الذي يعتمد على العقل المؤيَّد بالوحي، "فهم في الأرض بمنزلةِ النجوم من السماء، بهم يهتدي الحيرانُ في الظَّلماء، وحاجةُ الناس إليهم أعظمُ من حاجتهم إلى الطعام والشراب"[8].
وإذًا، لم يكتسب الفقهُ هذه المكانةَ إلا لأنه يهتمُّ بالوحي من ناحية ضبطه لسلوك الإنسان، كما أنه يهتم بالجانب المعقَّدِ من الظاهرةِ الإنسانية، وهو جانب العَلاقات المُتشعِّبة (عَلاقة الإنسان مع ربه، ومع نفسه، ومع غيره، ومع مجتمعه).
وآخرُ دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات



[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العلم، باب "من يرد الله به خيرًا، يفقهه في الدين"، رقم الحديث 71، من حديث حميد بن عبدالرحمن، قال حميد بن عبدالرحمن، سمعت معاوية خطيبًا يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من يرد الله به خيرًا، يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسمٌ والله يعطي، ولن تزال هذه الأمة قائمةً على أمر الله، لا يضرهم من خالفهم، حتى يأتيَ أمرُ الله)).

[2] "عوائق تدريس العلوم التشريعية"؛ د. سعيد حليم، سلسلة محاضرات بماستر تدريس العلوم الشرعية بالمدرسة العليا للأساتذة بفاس، 2013/ 2014م/ ص، 14.

[3] "المستصفى من علم الأصول"؛ لأبي حامد محمد الغزالي (ت 505هـ)؛ المكتبة العصرية، صيدا، بيروت، 2012م، ج1/ ص10.

[4] "المقدمة"؛ ابن خلدون (ت 808هـ)، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت، تحقيق: درويش الجويدي، طبعة جديدة منقحة/ 2012، ص 406.

[5] "منهاج تدريس الفقه"؛ د. مصطفى صادقي، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، ط 1/ 2012م، ص، 271.

[6] "تكوين العقل العربي"؛ محمد عابد الجابري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط10/ 2009م، ص، 96.

[7] من مقدمة كتاب "القواعد الفقهية وأثرها في الفقه الإسلامي"؛ د. أحمد علي الندوي، رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير، بجامعة أم القرى، بإشراف: د. ياسين شاذلي، 1974م.


[8] "إعلام الموقعين عن رب العالمين"؛ ابن قيم الجوزية (ت 751هـ)، تحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد، المكتبة العصرية بيروت، ج1/ ص 11.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.62 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.73 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (3.18%)]