أمـــــــــــي - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3943 - عددالزوار : 386329 )           »          عرش الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أسلحة الداعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 66 - عددالزوار : 16157 )           »          لماذا يرفضون تطبيق الشريعة؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 3109 )           »          الأيادي البيضاء .. حملة مشبوهة وحلقة جديدة من حلقات علمنة المرأة المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          التوبـة سبيــل الفــلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          طرق تساعد على تنمية ذكاء الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 94 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-09-2020, 03:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,560
الدولة : Egypt
افتراضي أمـــــــــــي

أمـــــــــــي


محمد ربيع رمضان عبدالجواد





كنت في طريقي عائدًا من مدرسة الصم والبكم التي أعمل بها بالقاهرة، مسرعًا كعادتي لألحق بأمرٍ ما، فوقفت أنتظر الأتوبيس في تذمُّر، ولم أكفَّ عن الحركة، وأنا ألعن الأتوبيس لتأخُّره، رغم أنه لم يكن متأخرًا، كانت عيناي معلقتين بالاتجاه الآخر، تتعجَّلان مقدمه، وأنا أتحرَّك في توترٍ بالغ، وفجأة رأيتها على الرصيف المقابل لي، لماذا تعلَّقت عيناي بها؟!

امرأة تناهز الستين من عمرها، بجسدها النحيل، وظهرها المقوَّس، ووجهها المتغضن، وردائها الأسود المترب، ولا أدري لماذا ذكَّرتْني هذه المرأة بأمي؟!

أيكون ذلك الشبه بينهما؟! إن كل الأمهات في الريف تتشابه، ليس في الشكل والملبس فقط، بل في الروح النقية البسيطة والنفس الصافية.

كانت تقف في مواجهتي ويدُها تشير إلى العربات المسرعة بعشوائية، ثم تُهَرْول في عجز خلف السيارات لتقول لهم شيئًا، ثم تعود إلى مكانها لتعاود الكرَّة من جديد، وأحسستُ بالشفقة نحوها وأنا أتخيل أمي في موضعها، ما الذي دفع بتلك المرأة البسيطة إلى أن تأتي إلى هنا وحدها؟ وكيف ترَكها أبناؤها الجاحدون وحيدةً في تلك المدينة القاسية؟ كانت تتمتم بكلمات قليلة، وأصرَرْتُ على معرفة ما تقول، فركزت لأقرأ حركة الشفاه النحيلة، فألتقط منها كلمات قليلة:
"أنت فين، يا ابني"؟!

وتساءلتُ: أين ذلك الابن؟!

أيكون مجندًا في الجيش وأتت لزيارته، أو مريضًا في أحد المستشفيات، أو مظلومًا في أحد السجون أو...؟

يعمَلُ هنا وشغل عنها، فحملها الشوق إليه، فأتت إلى مصرَ كما يسميها البسطاء من سكان الريف، لتراه، وتذكَّرتُ أمي وهي تودِّعني بدموعها يوم سفري لاستلام العمل، وأنا أقسم لها أنني سأبقي شهرًا أو اثنين، ثم أطلب نقلي إلى بلدتي، وأعود إليها، وتضاءلت أمام نفسي وأنا أتذكَّرُ أنه قد مضى عامان على وجودي بالقاهرة، وتباعدت الزياراتُ شيئًا فشيئًا حتى أصبحتُ أكتفي بالمكالَمات الهاتفية وزيارتها في الأعياد والمناسبات، وكلما سألَتْني عن النقل أُخبِرها أنني أسعى له!

"ولكن يوم الحكومة بسنة زي ما أنتِ عارفة يا حاجة".

فتنظر إليَّ أمي غير مصدقة وهي تقول:
"كده، طيب يا ابني ربنا معاك".

وتضاءلتُ أكثرَ أمام نفسي وأنا أتابع العجوز تحجل خلف سيارة لتصرخ على سائقها بصوت مخنوق وكأنما توشك على البكاء:
موقف، موقف يا بني.

فينطلق السائق قبل أن تبلغه، في حين تعود هي إلى مكانها على الرصيف في يأس.

واعتصر الألمُ قلبي وأنا أتذكر آخِرَ محادثة هاتفية لي مع أمي وصوتها يرن في أذني وقد بات أقربَ ما يكون لصوت تلك المرأة:
"نفسي أشوفك يا ابني".

وأقبل الأتوبيس من بعيد، واستعد الواقفون حولي في تحفُّز، بينما نازعتني نفسي بين أن أتركها وأمضي في طريقي، أو أساعدها لتصل إلى ولدِها، وتوقف الأتوبيس أمامي ليحجبها عني فهمَمْتُ أن أتركها وأدخل بين الحشود نحو الباب الضيق، غير أن مشهد أمي وهي تودعني بدموعها وعيناها تقول:
"اوعى تنساني يا بني".

أعادني إلى نفسي، فشعرت بها تبصق عليَّ من الداخل، وبينما تحرَّك الأتوبيس يبتلع العشرات كنت أنا أعبر الطريق نحو العجوز التي كانت ما تزال تهرول خلف إحدى السيارات وهي تردد عبارتها الوحيدة:

"موقف، موقف يا بني".

فتوقف لها السائق، وحين بلغت موضعها كانت السيارة قد ابتلعتها؛ لتمضي بها إلى حيث لا أدري.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.54 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]