فلا تظلموا فيهن أنفسكم - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         السيول والأمطار دروس وعبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          مضى رمضان.. فلا تبطلوا أعمالكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          فضل علم الحديث ورجاله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الترهيب من قطيعة الرحم من السنة النبوية المباركة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          لمحات في عقيدة الإسماعيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          عقيدة الشيعة فيك لم تتغير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          شرح حديث: تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          كيف تعود عزة المسلمين إليهم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          أدومه وإن قل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-10-2020, 10:00 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,466
الدولة : Egypt
افتراضي فلا تظلموا فيهن أنفسكم

فلا تظلموا فيهن أنفسكم
ياسر محمد عبد الرحمن طرشاني




حث الله- تبارك وتعالى -على الإكثار من طاعته وعدم ظلم النفس فقال - تعالى -: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) [التوبة: 36]

قال ابن عباس أنها راجع إلى جميع الشهور، وقال قتادة: هو عائد إلى الأربعة الحرم. ([1])، وقال ابن عطية: الأظهر أنه أريد رجب خاصة ليشتد أمر تحريمه إذ كانت العرب غير مجمعة عليه، فإنما خص بالنهي عن إحلاله إذ لم يكن جميع العرب يحرمونه، فلذلك كان يعرف برجب مضر فلم تكن ربيعة ولا إياد ولا أنمار يحرمونه. وكان يقال له: شهر بني أمية أيضا، لأن قريشا حرموه قبل جميع العرب فتبعتهم مضر كلها([2])، ومن يخصص بالأربعة يقول لأنها إليها أقرب ولها مزية تعظيم الظلم([3])، فإن قيل على القول الأول: لم قال فيهن ولم يقل فيها؟ وذلك أن العرب يقولون لما بين الثلاثة إلى العشرة: هن وهؤلاء فإذا جاوزوا العشرة قالوا: هي وهذه([4])، فأفرد في قوله: (منها) لرجوعه للاثني عشر، وجمع في قوله: (فلا تظلموا فيهن) لرجوعه للأربعة([5]).

وخص الله النهي عن الظلم بصفة خاصة وخاصة في مثل هذه الأشهر، وليس معناها إباحة الظلم في غيرها من الشهور([6])، كما في قوله - تعالى -: (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَن يَشَاء الله) [الكهف: 23-24] لَا يدل ذَلِك على تَخْصِيص الِاسْتِثْنَاء بالغد دون غَيره من الْأَوْقَات فِي الْمُسْتَقْبل، وَمِثْلُهُ قَوْله - تعالى -: (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا) [لقمان: 34] ([7]).

إنما نهى الله - تعالى -فيها عن الظلم، فكان الظلم فيها أوكد من الظلم في غيرها، ولا يحل أن يزاد على الله - تعالى -ما لم يقل([8])، ودلالة النهي في قوله فلا تظلموا فيهن أنفسكم هو تحريم الظلم فعن أبي ذر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيما روى عن الله- تبارك وتعالى -أنه قال: ((يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا))([9]).

والمقصد هو العودة إلى الله بالتوبة والإكثار من عمل الصالحات خاصة في الأشهر الحرم، وذلك لحث المسلمين على عمل الصالحات وفعل الخيرات، فقد ثبت في (مسند الإمام أحمد) عن سهل بن سعد السّاعديّ - رضي الله عنه - أنّ النّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ؛ فَإِنَّمَا مَثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِي بَطْنِ وَادٍ، فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ، وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْهُ))([10]).

وقد خص الله هذه الأشهر بالذات لتأمين مواسم الحج كما في أشهر الحج شهر ذي القعدة وذي الحجة والمحرم، وثبت في الصّحيحين عن سيّد المرسلين –صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (( السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا؛ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ؛ ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ))([11]).

وشهر رجب لتعظيمه والاستعداد لاستقبال شهري شعبان ورمضان، وأُضيفَ إلى مُضر؛ لأنّ قبيلةَ مُضـر كانت تزيد في تعظيمِه واحترامِه وكذلك لأن ظلم النفس يؤدي إلى تقصير العبد في جنب الله، وظلم الآخرين يؤدي إلى تفكك الأسر والعلاقات والمجتمعات فقد قال اللهُ - عز وجل -: (إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) [الأنعام: 21]، وقال جلّ في عُلاه: (هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ) [الأنعام: 47]؛ فلاَ بقاءَ للظلمِ والاعتداءِ والطغيانِ، ولا سُلطانَ لها على الدوامِ؛ مهما طال وامتدّ بها الزّمانُ، فقد قال الله - تعالى -: (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ المَصِيرُ) [الحج: 48]، وثبت في الصحيحين أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنَّ اللهَ لَيُملِي للظَّالمِ حتَّى إِذَا أَخَذَهُ لم يُفلِتْهُ))، ثم قرأ: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) [هود: 102]. ([12]).

فنسأل الله أن يوفقنا لما فيه عمل الخيرات وترك المنكرات والإكثار من عمل الصالحات.

وخص الله النهي عن الظلم بصفة خاصة وخاصة في مثل هذه الأشهر، وليس معناها إباحة الظلم في غيرها من الشهور فَخَصَّ النَّهْيَ عَنْ الظُّلْمِ بِهَذِهِ الْأَشْهُرِ وَمَعْلُومٌ صِحَّةُ النَّهْيِ عَنْهُ فِيهِنَّ وَفِي غَيْرِهِنَّ" الفصول في الأصول (1/ 302)

وقَوْله - تعالى –: (فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) [التوبة: 36] مُعَارِضًا لِقَوْلِهِ - تعالى -: (وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا) [الفرقان: 19] لِأَنَّ دَلَالَةَ الْآيَةِ الْأُولَى تَقْتَضِي إبَاحَةَ الظُّلْمِ فِيمَا عَدَا الْأَشْهُرَ الْحُرُمَ، وَالْآيَةُ الْأُخْرَى تَحْظُرُ الظُّلْمَ فِي سَائِرِ الْأَحْوَالِ وَلَيْسَ ذَلِكَ كَتَخْصِيصِ الْعُمُومِ لِأَنَّ إحْدَى الْآيَتَيْنِ فِي هَذَا تَرْفَعُ دَلَالَةَ الْأُخْرَى رَأْسًا وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إلَّا "عَلَى" وَجْهِ النَّسْخِ وَلَا خِلَافَ بَيْنَ الْأُمَّةِ أَنَّهُ لَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْآيَاتِ نَسْخٌ فَدَلَّ عَلَى بُطْلَانِ هَذَا الْأَصْلِ. أصول السرخسي (1/ 255)

(فَلَا تظلموا فِيهِنَّ أَنفسكُم) وَلَا يدل ذَلِك على إِبَاحَة الظُّلم فِي غير الْأَشْهر الْحرم وَقَالَ - تعالى -: (وَلَا تقولن لشَيْء إِنِّي فَاعل ذَلِك غَدا إِلَّا أَن يَشَاء الله) ثمَّ لَا يدل ذَلِك على تَخْصِيص الِاسْتِثْنَاء بالغد دون غَيره من الْأَوْقَات فِي الْمُسْتَقْبل. كشف الأسرار شرح أصول البزدوي (2/ 254)

(فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) [التوبة: 36] أَيْ فِي الْأَشْهُرِ الْأَرْبَعَةِ الْحُرُمِ وَهِيَ رَجَبٌ وَذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحَجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَلَمْ يَدُلَّ ذَلِكَ عَلَى إبَاحَةِ الظُّلْمِ فِي غَيْرِهَا وَقَالَ - تعالى -: (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا) [الكهف: 23] (إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ) [الكهف: 24] أَيْ إلَّا إنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ لَمْ يَدُلَّ ذَلِكَ عَلَى تَخْصِيصِ الِاسْتِثْنَاءِ بِالْغَدِ دُونَ غَيْرِهِ مِنْ الْأَوْقَاتِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ وَمِثْلُهُ قَوْله - تعالى -(وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا). فصول البدائع في أصول الشرائع (2/ 212)

الآيات والأحاديث التي ليس التنصيص باللقب فيها للتخصيص نحو (فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا) [التوبة: 36] الآية (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ) [لقمان: 34] الآية ونحو "ولا يبولن أحدكَم" (1) الحديث لا تخصص بالأشهر الحرم. العناية شرح الهداية (2/ 397)

فَكَانَ مِنْ قَبِيلِ قَوْله - تعالى -: (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) [التوبة: 36] فَإِنَّ الظُّلْمَ وَإِنْ كَانَ حَرَامًا مُطْلَقًا لَكِنَّهُ قَيَّدَهُ. البيان والتحصيل (18/ 316)

هو قول ابن عباس وقتادة والضحاك والأوزاعي وابن المسيب، فبقيت حرمة الأشهر الحرم في تعظيم الذنب فيها، بدليل قَوْله - تعالى -: (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) [التوبة: 36]. مواهب الجليل في شرح مختصر خليل (3/ 34)

لَ (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) [التوبة: 36] أَيْ: فِي هَذِهِ الْأَرْبَعَةِ، وَقَدْ قِيلَ: فِي الِاثْنَيْ عَشْرَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ شَاذٌّ فَاعْلَمْ هَذِهِ الْقَاعِدَةَ، فَإِنَّهَا مِنْ النَّفَائِسِ (قُلْت: ) ذَكَرَهَا الْقَاضِي عِيَاضٌ فِي الْإِكْمَالِ فِي شَرْحِ هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: فَهُنَّ فَجَمْعُ مَنْ لَا يَعْقِلُ بِالْهَاءِ وَالنُّونِ، فَإِنَّ الْعَرَبَ تَسْتَعْمِلُهُ وَأَكْثَرُ مَا تَسْتَعْمِلُهُ فِيمَا دُونَ الْعَشَرَةِ وَتَسْتَعْمِلُ مَا جَاوَزَ الْعَشَرَةَ بِالْهَاءِ ثُمَّ ذَكَرَ الْآيَةَ. النجم الوهاج في شرح المنهاج (8/ 459)

ال - تعالى -: (فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)، والظلم في غيرهن محرم أيضا، الحاوي الكبير (3/ 464)

(مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ فَلاَ تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أنْفُسَكُمْ) (التوبة: 36) فَالظُّلْمُ وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا فِي جَمِيعِ السَّنَةِ فَهُوَ فِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ أَقْبَحُ الحاوي الكبير (16/ 64)

هُوَ لَا يَجُوزُ أَنْ يَظْلِمَ فِيهِنَّ وَلَا فِي غَيْرِهِنَّ.

إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين (1/ 118)

فأفرد في قوله: * (منها) * لرجوعه للاثني عشر، وجمع في قوله: * (فلا تظلموا فيهن) * لرجوعه للأربعة.

الفروع وتصحيح الفروع (5/ 130)

(فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) [التوبة: 36] أَيْ فِي الْأَرْبَعَةِ، وَأَنَّ أَحَدَ الْأَقْوَالِ أَنَّ الظُّلْمَ الْمَعَاصِي، قَالَ فَتَكُونُ فَائِدَةُ تخصيص بها أن شأن. الفروع وتصحيح الفروع (5/ 131)

تَعْظِيمِ الْمَعَاصِي فِيهَا أَشَدُّ مِنْ تَعْظِيمِهِ فِي غَيْرِهَا، وَذَلِكَ لِفَضْلِهَا عَلَى مَا سِوَاهَا، كَتَخْصِيصِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ، وَقَوْلِهِ: (فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) [البقرة: 197] وَكَمَا أَمَرَ بِالْمُحَافَظَةِ عَلَى الصَّلَاةِ الْوُسْطَى، وَقَالَ: وَهَذَا قَوْلُ الأكثرين. والله - سبحانه وتعالى - أعلم. المحلى بالآثار (7/ 390)

ليس حجة في إباحة الظلم في غيرها. المحلى بالآثار (11/ 153)

إنما نهى الله - تعالى -فيها عن الظلم، فكان الظلم فيها أوكد من الظلم في غيرها، ولا يحل أن يزاد على الله - تعالى -ما لم يقل. كشف الأسرار شرح أصول البزدوي (2/ 253)

(ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) [التوبة: 36] وَالظُّلْمُ حَرَامٌ فِي كُلِّ وَقْتٍ. تفسير القرطبي (8/ 134)

السادسة- قوله - تعالى -: (فلا تظلموا فيهن أنفسكم) على قول ابن عباس راجع إلى جميع الشهور. وعلى قول بعضهم إلى الأشهر الحرم خاصة، لأنه إليها أقرب ولها مزية في تعظيم الظلم، لقوله - تعالى -: ( فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) «1» [البقرة: 197] لا أن الظلم في غير هذه الأيام جائز على ما نبينه. ثم قيل: في الظلم قولان: أحدهما لا تظلموا فيهن أنفسكم بالقتال، ثم نسخ بإباحة القتال في جميع الشهور. تفسير القرطبي (8/ 135)

فلا تظلموا فيهن أنفسكم" في الاثني عشر. وروى قيس بن مسلم عن الحسن عن محمد بن الحنفية قال: فيهن كلهن، فإن قيل على القول الأول: لم قال فيهن ولم يقل فيها؟ وذلك أن العرب يقولون لما بين الثلاثة إلى العشرة: هن وهؤلاء فإذا جاوزوا العشرة قالوا: هي وهذه، إرادة أن تعرف تسمية القليل من الكثير. وروي عن الكسائي أنه قال: إني لا تعجب من فعل. أحكام القرآن لابن العربي ط العلمية (2/ 499)

لْمَسْأَلَةُ السَّابِعَةُ: قَوْله - تعالى -(فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) [التوبة: 36]: فِيهِ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: لَا تَظْلِمُوا أَنْفُسَكُمْ فِي الشُّهُورِ كُلِّهَا.

وَقِيلَ فِي الثَّانِي: الْمُرَادُ بِذَلِكَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ.

وَاخْتُلِفَ فِي الْمُرَادِ بِالظُّلْمِ عَلَى قَوْلَيْنِ أَيْضًا: أَحَدُهُمَا: لَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ بِتَحْلِيلِهِنَّ.

وَقِيلَ: بِارْتِكَابِ الذُّنُوبِ فِيهِنَّ؛ فَإِنَّ اللَّهَ إذَا عَظَّمَ شَيْئًا مِنْ جِهَةٍ صَارَتْ لَهُ حُرْمَةٌ وَاحِدَةٌ، وَإِذَا عَظَّمَهُ مِنْ جِهَتَيْنِ أَوْ مِنْ جِهَاتٍ صَارَتْ حُرْمَتُهُ مُتَعَدِّدَةً بِعَدَدِ جِهَاتِ التَّحْرِيمِ، وَيَتَضَاعَفُ الْعِقَابُ بِالْعَمَلِ السُّوءِ فِيهَا، كَمَا ضَاعَفَ الثَّوَابَ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ فِيهَا؛ فَإِنَّ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ فِي الْبَلَدِ الْحَرَامِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ لَيْسَ كَمَنْ أَطَاعَهُ فِي شَهْرٍ حَلَالٍ فِي بَلَدٍ حَلَالٍ فِي بُقْعَةٍ حَلَالٍ.

وَكَذَلِكَ الْعِصْيَانُ وَالْعَذَابُ مِثْلُهُ فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَالْحَالَيْنِ وَالصِّفَتَيْنِ؛ وَذَلِكَ كُلُّهُ بِحُكْمِ اللَّهِ وَحِكْمَتِهِ. أحكام القرآن للكيا الهراسي (4/ 200)

قوله - تعالى -: (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)، على قول ابن عباس هو راجع إلى الجميع، وعلى قول بعضهم هو راجع إلى الأشهر الحرم خاصة، ومن يخصص بالأربعة يقول لأنها إليها أقرب ولها مزية تعظيم الظلم.

أحكام القرآن للجصاص ط العلمية (3/ 143)

قوله - تعالى -: (فلا تظلموا فيهن أنفسكم). الضمير في قوله: (فيهن) عند ابن عباس راجع إلى الشهور. وقال قتادة: هو عائد إلى الأربعة الحرم. التحرير والتنوير (10/ 185)

ذلك الدين القيم معترضة بين جملة إن عدة الشهور وجملة فلا تظلموا فيهن أنفسكم.

(فلا تظلموا فيهن أنفسكم).

تفريع على منها أربعة حرم فإنها، لما كانت حرمتها مما شرعه الله، أوجب الله على الناس تعظيم حرمتها بأن يتجنبوا الأعمال السيئة فيها.

فالضمير المجرور بفي عائد إلى الأربعة الحرم: لأنها أقرب مذكور، ولأنه أنسب بسياق التحذير من ارتكاب الظلم فيها، وإلا لكان مجرد اقتضاب بلا مناسبة، التحرير والتنوير (6/ 82)

والشهر الحرام من الشعائر الزمانية، والهدي والقلائد من الشعائر الذوات. فعطف الشهر الحرام والهدي وما بعدهما من شعائر الله عطف الجزئي على كليه للاهتمام به، والمراد به جنس الشهر الحرام، لأنه في سياق النفي، أي الأشهر الحرم الأربعة التي في قوله - تعالى -: منها أربعة حرم...فلا تظلموا فيهن أنفسكم [التوبة: 36].فالتعريف تعريف الجنس، وهو كالنكرة يستوي فيه المفرد والجمع. وقال ابن عطية: الأظهر أنه أريد رجب خاصة ليشتد أمر تحريمه إذ كانت العرب غير مجمعة عليه، فإنما خص بالنهي عن إحلاله إذ لم يكن جميع العرب يحرمونه، فلذلك كان يعرف برجب مضر فلم تكن ربيعة ولا إياد ولا أنمار يحرمونه. وكان يقال له: شهر بني أمية أيضا، لأن قريشا حرموه قبل جميع العرب فتبعتهم مضر كلها لقول عوف بن الأحوص:

وشهر بني أمية والهدايا *** إذا حبست مضرجها الدقاء. في ظلال القرآن (3/ 1652)

(ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)..

لا تظلموا أنفسكم في هذه الأشهر الحرم التي يتصل تحريمها بناموس كوني تقوم عليه السماوات والأرض.

ذلك الناموس هو أن الله هو المشرع للناس كما أنه هو المشرع للكون.. لا تظلموا أنفسكم بإحلال حرمتها التي أرادها الله لتكون فترة أمان وواحة سلام فتخالفوا عن إرادة الله. وفي هذه المخالفة ظلم للأنفس بتعريضها لعذاب الله في الآخرة، وتعريضها للخوف والقلق في الأرض، حين تستحيل كلها جحيماً حربية، لا هدنة فيها ولا سلام.

وقد بين الرسول –صلى الله عليه وسلم- هذه الشهور فعن أبي بكرة –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم: ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان)) صحيح البخاري باب بدء الخلق 3197

مضر: قبيلة كانت ترى ان شهر رجب انه شهر حرام بخلاف قبيلة ربيعة التي كانت ترى رمضان هو شهر حرام.
قال الحسن -رضي الله عنه- إن الله افتتح السنة بشهر حرام واختتمها بشهر حرام
وقال الحافظ بن حجر "الحكمة في جعل محرم أول السنة؛ أن يحصل الابتداء بشهر حرام وتتوسط السنة بشهر حرام وهو رجب وإنما توالى شهران في الآخر لإرادة تفضيل الختام والأعمال بالخواتيم."


لماذا سميت الأشهر الحرم بهذا الاسم؟

1/لعظم حرمتها 2/ حرمة الذنب فيها.

-----------------------------------------



([1])تفسير القرطبي (8/ 134)، أحكام القرآن للجصاص ط العلمية (3/ 143)




([2])التحرير والتنوير (6/ 82)




([3])أحكام القرآن للكيا الهراسي (4/ 200)




([4])تفسير القرطبي (8/ 135) مواهب الجليل في شرح مختصر خليل (3/ 34)




([5])إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين (1/ 118)




([6])الفصول في الأصول (1/ 295) العناية شرح الهداية (2/ 397) الحاوي الكبير (3/ 464) الفروع وتصحيح الفروع (5/ 131)




([7])أصول السرخسي (1/ 255) كشف الأسرار شرح أصول البزدوي (2/ 254)




([8])المحلى بالآثار (11/ 153)




([9])صحيح مسلم (4/ 1994) باب تحريم الظلم، حديث رقم(2577)




([10])مسند أحمد، مسند عبد الله بن مسعود، مسند أحمد (6/ 367) رقم(3818)




([11])صحيح البخاري، باب إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا (6/ 66) رقم(4662)، صحيح مسلم، باب تغليظ تحريم الدماء والأعراض (3/ 1305) رقم(1679)




([12])صحيح البخاري، باب وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة، (6/ 74)، رقم(4686).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 72.20 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 70.32 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.60%)]