التصالح مع الكتابة (نقد الكتابات الحداثية) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11910 - عددالزوار : 190826 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 554 - عددالزوار : 92676 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 114 - عددالزوار : 56885 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 78 - عددالزوار : 26178 )           »          شرح كتاب التفسير من مختصر صحيح مسلم للمنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 724 )           »          الدين والحياة الدكتور أحمد النقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 57 )           »          فبهداهم اقتده الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 56 )           »          يسن لمن شتم قوله: إني صائم وتأخير سحور وتعجيل فطر على رطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 24 )           »          رمضان مدرسة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أمور قد تخفى على بعض الناس في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-09-2020, 06:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,566
الدولة : Egypt
افتراضي التصالح مع الكتابة (نقد الكتابات الحداثية)

التصالح مع الكتابة (نقد الكتابات الحداثية)


أ. حنافي جواد






يجب أنْ تكون الكتابة قادرة على الإبلاغ وتوصيل الأفكارِ والتصورات والمعلومات -ولمِ لا- المشاعرِ ومكنونات الصدر؟


نعمْ، الكتابة قادرة، واللغة مسعِفة، وأساليب التعبير متعددة، والمترادفات كثيرة واللغة غنية... وما إلى ذلك، لكنْ، رغم هذا الغنى فإن التواصل بالكتابة، وأقصد هنا الكتابة بالعربية؛ لا يؤدّي الغرض، ولا يستوفي القصد؛ لا لِذات اللغة؛ وإنما لغيرها، فتجد نفسك بحاجةٍ للكاتب؛ صاحبِ الكتاب؛ ليفكّ ألغازه ويكشفَ مِن أسراره؛ أو على الأقلِّ تجدُ نفسك لم تصلْ إلى فكرة أو موقف صاحب النص، على افتراض أن النصَّ يحمل حقا فكرةً، وصاحبُه موقفاً!!



ليس يعني ذلك أنك ساذَجٌ أو قليلُ الفهم أو غير متخصص فيما تقرأ؛ بل يعني، بكل صدق، أن الكاتب المؤلف الباحث لا يتقن التواصل كتابة.



نسجّل هذا الأمر كذلك في الكتب المقررة للدراسة، في المدارس والكليات، وكأن المؤلفين والإدارة التربوية تقول للتلميذ أو الطالب:


"إنك بحاجة ماسةٍ إلى الساحرِ المدرسِ الأستاذِ ليفك السحر ويقرأ الطلاسم"!!.

تقول له بصيغة غير مباشرة؛ وفي أحيانٍ أخرى؛ مباشرة:

"إنكَ بحاجة إلينا ولست مستقلاًّ عنّا؛ إنّ سجن المدرسة لن يُخْلي سبيلك". (رفض بيع براءة الاختراع؟؟)!.


السبب والعلة هو أننا لا نكتبُ لغيرنا / للمتلقِّي، بل نكتب لأنفسنا، بل أخشى القول إننا نكتب- حقًّا- في بعض الأحيان ما لا نستوعبه، أو ما نفهمُ اليسيرَ منه فقط، أو يخامرنا غبشٌ في فهمه وفقهه.



إنّ بعضَ (الكتّاب) لا يكتبون إلا من أجل الكتابة؛ يكتبون وذهنهم خالٍ من الأهداف الإجرائيّة للكتابة، هذه الأهداف تعطي القيمة للكاتب والمكتوب، وتسطر الطريق لمسارِ الكتابة فتكون صُوًى هادية إلى المهيَع، موجِّهةً إلى البغية المقصودة.



ومن الأسباب المهمة في فهم الظاهرة: الجهل بقانون التموقع:


ويعني أننا لا نضع أنفسنا في محل الآخرين وفقاً لزمانهم ومكانهم وعقلهم وسقفهم المعرفي وحالاتهم الشعورية ووضعيتهم التاريخية والجغرافية، وبنية لغتهم وأساليبهم في الخطاب... هذا إذا كان الكاتب يكتب ما يفهمه - الفهم الدقيق، أمّا إذا كان يكتب ما لا يفهمه، أو يفهمه فهمًا ناقصًا مشوشاً؛ فتحدث ولا تحرج، فهذا من قمة الجهل؛ بل هو الجهل المركّب عينُه وأنفه وأذنه...!


إنّ هذا الأمر الذي أتحدث عنه ليس ضرباً من الخيال، أو شطحاتِ فكر، بل هو واقعٌ قائمٌ بذاته؛ واقع وقوعاً لا شكَّ فيه، وبكثرة. ولعل الجهل الضاربَ بأطنابه في الكثرة الكاثرة الكارثية من المجتمع راجعٌ إليه، وسبب فيه كذلك.


نسجل هذه الظاهرة كذلك في اللغة الشفهية؛ فهي لا تخلو كذلك من الغموض.


قال عبد العزيز حمودة في كتابه المرايا المقعرة: نحو نظرية نقدية عربية:


((غموض الكتابات الحداثية العربية نوعان: غموض غير مقصود وغموض مقصود متعمد. والغموض غير المقصود من النوع الذي لا يغتفر، فمن ناحية النتيجة فإنه يؤدي إلى تشويه الأفكار والمفاهيم الأصلية. وأما أسبابه فهي الأخرى لا تغتفر لأنها تنشأ إما عن سوء فهم النص الحداثي، وإما عن سوء نقله إلى العربية، وفي معظم الأحيان عن الاثنين معا...

أما الغموض المقصود في الكتابات الحداثية العربية فهو مجاراة واعية مدركة لغموض النص الحداثي في لغته الأصلية تأسيساً على مبدأ لفت لغة النقد النظر إلى نفسها)). (انظر سلسلة عالم المعرفة العدد 272 ص:106- 107).


لا يحسن أن يفهم من مقالتي هذه أن الناس في التأليف سواء؛ بل منهم النجباء الأذكياء الذين يكتبون ما يستوعبون وما يُستوعب؛ ولكنهم نزرٌ يسير مقارنة مع أصحاب درجة الصفر من الكتابة. (الذين يكتبون ويكثرون ليقال عنهم ويتحدث بهم...أو لأغراض أخرى لا نعرفها)



ولا أحبُّ أن يفهم من كلامي أن اللغة العربية قاصرة عن التعبير كما يتخيل وهماً بعض الذي ارتضعوا لبان ثقافة لغاتٍ أجنبية إمّا هنا أو هناك. فهي كما قلت غنية كل الغنى، والقصورُ قصور مستعمليها.



لا يختلف جلّ المحاضرين والكتاب والمؤلفين عن غيرهم من سوقة الناس – عوامهم- إلا باللغة (الفصحى)[1] التي يستعملون. فهناك أفكار معلومات معلومة لدى كلهم إلا أن الفرق كامن في الخطاب الذي يحملها:


- فالعوام سوقةُ القومِ يجعلونها في خطاب دارج عاميّ.

- و(المثقفون)[2] يجعلونها في قوالب (الفصحى)، ويزخرفونها بأنواع الزخارف، فتغدو كـ(العروس جمالاً)، لهذا يعجبون بها ويظنونها بُنَيَّات فكرٍ جديدة.


ومن الزخرف المَضْفِيِّ عليها: إحصائياتٌ وأرقام ووثائق ودراسات ميدانية تُطَن بها آذان السامعين أو القارئين، فلا يكاد الذكي، بل حتى العاميُّ قليل الذكاء، يجد فرقاً بين الاثنين، بل هما واحد في صورتين متباينتين في الفصل لا في الأصل.


وقد كنت يومًا أقرأ على أحدهم فقرات من كتاب فأوقفني قائلا: إن هذا الذي يتحدث عنه المؤلف معروفٌ ومعلوم عند كل الناس...


ومن الزخرف كذلك أسلوبٌ جديد استشرى في المجتمعات المتخلفة بين مثقفين في حقولٍ متعددة، أخصُّ بالذكر منها حقلَ السياسة وعلمَ النفس والاجتماع والأدب والتاريخ؛ وهو أسلوب اللَّف والدوران.


- فهو الكلام الذي لا ينطبق عليه حدُّ الكلام. وحَدُّهُ: اللفظ المركب المفيد بالوضع؛ ولا إفادة إلاّ بالتركيب السليم المُفهم. فالكلام إذا لم يك إجرائيًّا عمليًّا دقيقًا لا يتحقق منه مقصود، وتتحقق منه الصرفة والإبعاد والعجز[3].


قصدَ هؤلاء الذين وصفتُ لكَ الغموضَ وإقصاءَ الإبانةِ حجباً للحقيقة، وذا من أعظم الأسباب. أمّا أعظم النتائج فإنّي مكتفيها في العبارة التالية: ((اِستغلال واستخفاف بالعقول)).



أما الحلُّ فلا أراه خافياً على طالبه ولا صعبَ الطّلابِ، موجزه: ((العودة إلى الذات لمساءلتها ومحاسبة المذنبين)).


ومما جرت عليه عادة أهل اللف والدوران تقسيم المسائل إلى ثلاثة أقسام: البداية والوسط والنهاية/ التكوين- العمل – التقاعد... أو ما يقارب هذه المصطلحات الثلاثة.

وقد سيقَ في هذا المجرى عددٌ لا يستهان به من الباحثين، فتلفيهم ينْظُرون إلى الأحداث والوقائع والمسائل والمشاكل من خلال المنظار السابق.


وليس ذلك كذلك في الحالات كلها، بل حتى في أغلبها؛ فقد تكونُ النهاية بداية ونهاية (كالموت مثلاً)، وقد لا تتوافر مرحلةُ الوسط، وقد تتوقف الأمور في البداية أو تؤول من البداية إلى أصل من الأصول أو أصولٍ متعددةٍ لتناغمٍ حاصلٍ في المسألة. فالمنطق الذي يحكم الظواهر متشعبٌ ومتشاجر، وإن ظهر من موقعٍ معيَّن وحدتُه واتحاده. فالعقلية الجامدة المجمدة لا تصلح منهجًا علميًّا.



ــــــــــــــــــــــــــــ


[1] واعلم أن الأغلبية الساحقة لا يجيدها. إنها فصحى تجوزا، بغض الطرف عن اللحن وفساد الذوق...!

[2] أجعل بعض الكلمات بين قوسين لأني لا أقتنع بمدلولاتها!

[3] صرفة عن معانيه وحقائقه، وإبعاد لهم عن النقد والمحاسبة والعجز عن الفهم.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.94 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]