لماذا لا تستثمر نعم الله تعالى فيما خلقت له؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أبو بكر الصديق رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 22 )           »          لماذا يصمت العالم عن المجاعة في غزة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أعمال تعدل أجر الصدقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          البلاء في حقك: نعمةٌ أو نقمة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الدنيا دار من لا دار له ولها يجمع من لا عقل له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          شرح النووي لحديث: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          شرح النووي لحديث: ارم فداك أبي وأمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          شرح النووي لحديث: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أنسيت بأنك في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-07-2020, 03:45 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,940
الدولة : Egypt
افتراضي لماذا لا تستثمر نعم الله تعالى فيما خلقت له؟

لماذا لا تستثمر نعم الله تعالى فيما خلقت له؟


أ. د. ناصر أحمد سنه









كثيرة، لا تُحصى تترى وتتَوالى، نِعَمُ الله تعالى، التي يمنُّ بها على النَّاس، ويُلبِّي بها - سبحانه - سؤالَهم الذي لا ينضب ولا ينتهي: ﴿ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 34]، ويقول تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 18]، ومع إسباغها - ظاهرة وباطنة -: ﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾ [لقمان: 20]، ثَمَّة شواهدُ كثيرة أيضًا تشير إلى عدم استثمار البعض لتلك النِّعَم فيما خلقها الله تعالى من أجْلِه، وفْقَ منهاج وسنن الله تعالى ونواميسه وفطرته التي فطر النَّاس والحياة والكون عليها: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم: 30].













سمع، وبصر، وفؤاد، وإطعام وسقاء، وصحة وعافية.. ﴿ قلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ ﴾ [المُلك: 23] نوافذ طبيعيَّة وضروريَّة، توصل الإنسان تعلُّمًا وتأدبًا، بيانًا وتواصلاً، تفكُّرًا وتفكيرًا، إدراكًا وتأمُّلاً، رؤية وتبصُّرًا، دراية ومعرفة لله تعالى لِتَحسُن عبادته: ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل: 78]، ولقد أتقن منعِمُها صُنعَها وعمَلَها: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم ﴾ [التين: 4]، فالسَّمع ينبغي أن يكون في سَماع الحقِّ وكلماتِه من قرآن وسنَّة، لا الباطل وزيفه وزُخْرفه، يكون في سَماع الكلمة الطيِّبة لا الخبيثة من غيبة ونَميمة وضلالة.







كذلك البصر، فنرى به آياتِ عظمة الله تعالى في الآفاق والأنفُس، تبصرة وذكرى، وشكرًا وحمدًا: ﴿ ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ ﴾ [السجدة: 9]، ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ ﴾ [المؤمنون: 78]، لا أن يسْتعمل البصر في رؤية المُتَع المحرَّمة، وتتبُّع عورات الناس، واللَّهو والفساد والإفساد.







أما نعمة الفؤاد، فمِن أكمل النِّعَم، ويُقصد به "الشُّعور الداخلي الرُّوحي الرَّباني المرتبط بالقلب، وهو الشعور الذي يُمثِّل حقيقة الإنسان المُدْرِك والمخاطب"، وتبقى الأفئدة هي الموجِّهَة، وهي مَحلُّ العقيدة السليمة، والإيمان بالله وتوحيده، وما يَتْبع ذلك من التسليم لله تعالى ومَحبَّتِه والشوقِ إليه، إنَّها محلُّ التفكُّر والتبصُّر السليم، لا الضالّ.







ولقد أعطى الله - سبحانه وتعالى - الإنسانَ تلكم النِّعَمَ والحواسَّ؛ ليرى آياتِه الكبرى، فيستدل بها على وحدانيَّتِه سبحانه: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ ﴾ [يونس: 42]، والمقصود بإعطائه الحواسَّ للعلم ومتطلَّباته؛ لأنَّ السمع والبصر أهمُّ حواسِّ الإنسان التي تساعده على سرعة نُموِّه العقليِّ وتطوُّره، والتي من خلالهما يتعلَّم الإنسان، وقد تعْجَب من أنَّك تتعلم بحاسَّة السمع أضعاف ما تتعلَّمه بواسطة البصر! إنَّ تقدُّم السمع على البصر يشير إلى الأولويَّة، وليس إلى التَّفضيل، بالرَّغم من أنَّ البصر مدخل العلم، وهو أعلى درجةً من السمع فهو (عين اليقين)، قال تعالى: ﴿ لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى ﴾ [طه: 23]، ﴿ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [الحشر: 2]، فلليقين درجاتٌ، أوَّلُها السمع، فالله تعالى يأمر بالتحرِّي في كلِّ ما يُسْمَع ويُبصر ويُدرك، ويَنْهى عن التقليد، والرَّجم بالغيب، وعدم التثبُّت؛ "منهج علميٌّ حقٌّ" يهدي إلى توحيدٍ وتصديق، وعبادة وإخلاص لله تعالى المُنْعِم المتفضِّل.







فلِمَ يستَنْزف البعض تلك النعم الجليلة لَهوًا وإلهاءً، غيًّا وإضلالاً، فسادًا وإفسادًا تحت دعاوي "تملُّكِه لها، وأحقيَّته الطبيعيَّة" في التصرُّف فيها كيفما شاء، ووقتما شاء؟ فنراه يسمع غِيبة ونَميمة، كذبًا وزورًا، وبهتانًا ووشاية... إلخ ما حرَّم صاحبُ هذه النِّعَمِ - سبحانه وتعالى - ويُرى البعضُ تكاد تشكوه عيناه لِخالقها عمَّا يفْعل بِها - إكراهًا - لتشاهد ما حرَّم الله تعالى من مَشاهد، أفعال وأعمال لا تَجْلب "متعة مظنونة (فالْمُتعة المؤكَّدة وَفْقَ فطرة الله تعالى، وما سنَّه في كونه؛ عفَّة وتعفُّفًا، وزواجًا وفضيلة، وتعرُّفًا وتأمُّلاً في بدائع صنعه تعالى)، بل تستحضر "قلقًا، وتوتُّرًا، وإدمانًا، ومتاعِبَ ومشكلات، وانشغالاً بباطل، وصرْفًا عن واجب، وذنوبًا ثقالاً... إلخ"، إنَّ نعمًا وحواسَّ لم تُستعمل في الحقِّ في الدنيا، ستنقلب إلى نِقَم وألَم في الدُّنيا والآخرة.







ونِعَم الأمن والاستقرار الزَّوجي والأُسَري والاجتماعيِّ، فلِمَ يُغامر البعضُ هنا أو هناك، تاركًا الطيِّب الآمن الهانئ، باحثًا عن خبيث متوتِّر فاسد؟ والذرية تُبتغَى، ويُعْمَل لِتَكون صالحة مُصلحة، حاملة لِسُبل الهداية: ﴿ وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾ [مريم: 5 - 6] ليست سببًا للفتنة: ﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [التغابن: 15 - 16]، أو للتَّباهي والعصبيَّة: ﴿ وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا ﴾ [الكهف: 34].







والمال نعمة مَحمودة العاقبة، وَفْق ما شرع الله تعالى له؛ استعمالاً وإنفاقًا في مصارفه من غير سرف ولا مَخِيلة، وأداء لحقِّ الله، وحقِّ العباد فيه، واستثمارًا في إعمار الأرض لِحُسن خلافة الله تعالى عليها، أو هو وبالٌ على صاحبه، كمآل "قارون"حين ظنَّ أن ما هو "مُستخلف فيه"، إنَّما هو "ملك مُستحَق": ﴿ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ * قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ ﴾ [القصص: 76 - 78].







إن العلم وتقنياته ومنجزاته (من سيارات، وطائرات، وبارجات، وحاسبات، واتِّصالات، وجوَّالات، وجراحات، ومزروعات، وحاصلات... إلخ) إنَّما هي ثَمَرة العقل الذي وهبَه خالِقُ القُوَى والقُدَر، فلِمَ يحيد البعض بهذه الأمور وغيرها عن مقاصدها المشروعة الصَّحيحة السليمة؟!







إنَّ "حرِّية الاختيار" لُبُّ مناط التكليف ﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴾ [الإنسان: 3]، ويقول تعالى: ﴿ يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَدًا * أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ * أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ﴾ [البلد: 6 - 10]، إنَّما هي "حرِّية مسؤولة ومنضبطة"، وموضع حساب: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ﴾ [الإسراء: 36]، فلِمَ يُطْلِق البعض "الحبْلَ على غاربه"، ويعب من "كلأٍ مُباح" متصرِّفًا في تلكم النِّعَم وفق هواه، و"مُخدّرًا/ شالاًّ" لتلكم المسؤولية، ومتعسِّفًا في التصرُّف في تلك الحرية.







في الختام أقول: نِعَم الله تعالى على الناس أكثرُ من أن تُحصى، فخَلْقٌ للإنسان، وإيجادٌ من عدَم، وحواسُّ يتعلَّم ويبين بها، وهداية بالرُّسل والكتب، ثم تسخير الكون، وتذليل كلِّ ما فيه للإنسان؛ كي يتفرَّغ هو لعبادة ربِّه، ويُحسن الخلافة في الأرض، آيات وآلاء متعدِّدة، ونِعَم متعددة، لقد خلق الله تعالى تلكم النِّعم لا لِيَنشغل البعضُ بها، وينسى واهِبَها الْمُنعمَ المتفضِّلَ بها، أو يتم الرُّكون والخلود إليها، بل هي زادٌ على طريق السَّير إليه تعالى، فنعمة الخلق والإيجاد من عدم، وصحَّة الجسد وعافيته، ونعمة العقل والمال والأهل والأولاد... إلخ، إنَّما هي إعانة للنَّاس على الوصول إلى إدراك الغاية من وجودهم على هذه الأرض: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، وقال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ ﴾ [فاطر: 39].







صفوة القول: ليس كافيًا الإذعانُ بأنَّ اللهَ تعالى رب كلِّ شيء، هو خالِقُ النِّعم وواهبُها، بل ينبغي استعمالُها وفق ما أمَر ونَهى، وفيما خُلِقَت له، ولن يتحقَّق الاستثمار الأفضلُ لها إلاَّ باستحضار معيَّته تعالى، وذِكْرِه الدَّائم، والْتِزام منهاجه، والاستجابة الكاملة لله ولرسوله؛ إذْ تلكم هي الحياة الحقَّة: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 24]، فلْنَشكر الله تعالى على نِعمِه شكرًا حقيقيًّا بتأدية الفرائض واجتناب المحرَّمات، ولْنَعلم أنَّ الصبر على طاعة الله في نِعَمِه أهون من الصبر على عذابه ونقمته.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.97 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.92%)]