هل لهذا الكون من خالق؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4387 - عددالزوار : 836848 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3919 - عددالزوار : 379384 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191224 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2666 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 661 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 945 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1098 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 854 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 837 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-07-2020, 02:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي هل لهذا الكون من خالق؟

هل لهذا الكون من خالق؟
عبدالهادي صالح التويجري







سؤال شغل بال البشرية منذ القدم، وانقسم حول إجابته الناس عبر العصور؛ تبعًا لما هداهم إليه تفكيرهم:
فمنهم من آمن بوجود خالق مدبر أزلي لهذا الكون، له صفات عُليا لا يمكن أن تدركها الأبصار والعقول؛ هو الله الواحد القهار.

ومنهم من وقف به تفكيره عند آيات الله في خلقه، فعبَد الشمس والقمر والنجوم.
ومنهم مَن عبد الأصنام.
ومنهم من أنكر وجود خالق لهذا الكون أصلًا، وأن هذا الكون بما فيه من مادة وطاقة نشأ من العدم بالصدفة، فألحد.
ومنهم من قال: إن هذا الكون أزلي، وليس لنشأته بداية.

والإجابة عن هذا السؤال تعتمد على المسؤول؛ فإذا سأل الطفلُ الصغير أباه فإنه لن يعطيه سوى جواب فضفاض غير مقنع، وسؤال شخص عادي لن يعطي السائلَ الإجابة المقنعة التي يرضاها عقله، وكذلك سؤال عالم دين لن يعطي إجابة شافية لمن يريد إجابة تُرضي عقلًا يريد أن يَربط بين ظواهر هذا الكون في عالم الشهادة وبين وجود خالق مدبر لهذه الظواهر في عالم الغيب.

يقول أبو المنطق التجريبي في العلوم، الفيلسوفُ الإنجليزي (فرنسيس بيكن): "إن قليلًا من الفلسفة يؤدي إلى الإلحاد، ولكن التعمق في الفلسفة يؤدي إلى الإيمان".

ويقول عالم الطبيعة الإنجليزي (اللورد كيلفي): "إذا فكرت تفكيرًا عميقًا فإن العلوم ستضطرك إلى الاعتقاد بوجود الله".

إن الكشوف العلمية التي توصلت - ولا تزال تتوصل - إليها البشرية خلال المائة عام الأخيرة تُقدم لنا الجواب الشافيَ لهذا السؤال.

ونعود إلى السؤال: هل نشأ هذا الكون صدفة، أم أنه أزلي وليس له بداية، أم أن له خالقًا أزليًّا مدبرًا له صفات فوق تصوُّر البشر؟

أولًا - البرهان من علوم الرياضيات والفيزياء:
أما أن هذا الكون - بما فيه من بشر وحجر، يرتبط بعضه ببعض بنظام متفرد بالغِ الدقة - قد نشأ صدفة؛ فنظرية الاحتمالات الرياضية تؤكد استحالة ذلك تمامًا؛ فلو وضعتَ عشْرَ قطع معدنية مرقمة من 1 إلى 10، فإن احتمال سحب رقم معين (مثلًا 1) هو 10/1، واحتمال سحب رقم 1 ثم 2 هو 10/1 × 10/1 =100/1، واحتمال سحب الأرقام كلها مرتبة من 1 إلى 10 هو 10/1 × 10/1 × 10/1 × 10/1 × 10/1 × 10/1 × 10/1 × 10/1 × 10/1 × 10/1 = 10000000000/1 أي 1 إلى 10 مليارات؛ أي: احتمال النجاح هو مرة واحدة من عشرة مليارات مرة.

والبروتينات تتركب من خمسة عناصر هي الأكسجين والنتروجين والهيدروجين والكبريت والكربون، وعدد العناصر في الطبيعة هي 92 عنصرًا.

وقد حسب العالم السويسري (شارلزيوجين جاي) احتمال تخليق جزيء بروتين عددُ ذرَّاته 40000 ذرة من العناصر الخمسة السابقة، فوجد:
احتمال تخليق جزيء البروتين صدفة وبصورة صحيحة هو 16010؛ أي: مرة واحدة صحيحة، مقابل 10 مضروبة في نفسها 160 مرة خطأ.

كمية العناصر الخمسة المطلوبة لهذه العملية الخيالية أكثر مما هو موجود في العالم بملايين المرات.

الزمن المطلوب لتخليق الجزيء بصورة صحيحة وصدفة هو 24310 سنة (10 مضروبة في نفسها 243 مرة)!

هذا لجزيء بروتين واحد قصير جدًّا، فماذا سيكون عليه الحال لتخليق كون كامل - بنجومه وكواكبه، وقوانين الجاذبية والدوران فيه، والقوانين الحيوية؛ من بشر وحيوان ونبات - هل للصدفة مجالٌ فيه؟!

وأما القول بأن هذا الكون أزلي فإن قوانين الديناميكا الحرارية تُثبت خطأ هذه المقولة عِلميًّا:
فقانون الديناميكا الحرارية الأول ينص على أن كمية المادة لهذا الكون ثابتة لا تتغير بتحول المادة من حالة إلى أخرى، بينما القانون الثاني يقضي بأن نوعية المادة - أي: الطاقة، ويُطلق عليها علميًّا "إنتروبي" - تتآكل بمرور الزمن، وتتحول من طاقة صالحة للاستخدام - أي: متغيرة - إلى طاقة غير صالحة للاستخدام - أي: ثابتة - عبر استخدامها في الإنتاج والنمو والإصلاح.

وهذا يفيد أنه بمرور الزمن فإن جميع الطاقة في الكون ستتحول إلى طاقة غير صالحة (الإنتروبي يَزيد) وتَزيد درجة الفوضى والعشوائية في الكون، وهذا يَعني أنه إذا كان للكون نشأة وبداية بالمفهوم العلمي؛ فإن الإنتروبي في بداية نشأة الكون كان صفرًا، والكون في أعلى درجة من الانتظام، ولكن سيصل إلى حالة من الفوضى والعشوائية؛ حيث يصل الإنتروبي إلى أقصى حد.

قال تعالى: ﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ * وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ * وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ﴾ [التكوير: 1 - 6]؛ أي: إن للكون نهاية، وليس أزليًّا، ولا بد من خالق أزلي له.

ثانيًا - البرهان من علم الفلك والجغرافيا:
عندما بدأ الإنسان غزو الفضاء في عام 1957، كان الهدف منه البحث عن كوكب - غير كوكبنا - يصلح للحياة عليه! وتسابَق العلماء من الولايات المتحدة وروسيا للوصول إلى هذا الهدف، وكان كوكب المريخ - في نظرهم - هو المكان الأمثل لذلك.

وفي كل مرة تصل فيها مركبةُ فضاء إلى هذا الكوكب يبدأ العلماء في نشر تقارير تشير إلى وجود حياة بُدائية (مثل البكتريا)، أو آثار ماء عليه، والحياة التي يَنشُدها العلماء في دراستهم لكوكب المريخ - أو غيره - هي الحياة التي يَعرفها البشر، وتتمثل في النبات والحيوان والإنسان، أو قُل: "هي الحياة التي تقوم أساسًا على وجود الأحماض النووية؛ مثل (د.ن.أ) و(ر.ن.أ)، ولو كان لهؤلاء العلماء حظٌّ من إدراكِ مغزى ومفهوم خَلق الإنسان - كما وضَّحه القرآن الكريم - لكان لهم رأيٌ آخر في القضية.

إن هذا الكون - بمجراته ونجومه، وكواكبه وأقماره وأرضه وما فيها وما عليها من قارات وبحار ومخلوقات - مسخَّر للإنسان؛ ﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ﴾ [لقمان: 20].

والأرض هي المكان الأمثل - من بين مليارات الكواكب - الذي يصلح لسُكنى وعيشِ البشر، بل هي المكان الوحيد الصالح للحياة بين مجموعة الكواكب الشمسية التي تضمُّها شمسنا؛ كما يوضح الجدول التالي:
الكوكب
البعد عن الشمس/ مليون كم
مدة الدورة حول الشمس/ سنة
مدة الدوران حول نفسه/يوم
عدد الأقمار
مركبات الغلاف الجوي الرئيسة
درجة الحرارة/مئوية
الضغط الجوي / ض ج
عطارد
58
0.24
59
0
- - -
/ 427 183 -
/ فراغ10 - 15
الزهرة
108.2
0.62
243
0
CO2
480
92
الأرض
150
1.00
1.00
1

15
1
المريخ
228
1.88
1.03
2
N، O
- 63
0.009 - 0.004
المشتري
778.3
11.86
0.41
66
CO2
- 130
>1000
ساترن
1427
29.5
0.43
62
N،He
- 130
>1000
أورانس
2870
102
0.72
27
H، He،NH4
- 200
>1000
نبتون
4500
165
0.67
13
H،He، NH4
- 200
>1000

ميثان NH4 أكسجين O نتروجين N ثاني أكسيد الكربون CO2.


نرى من الجدول السابق أن الظروف الملائمة لحياة الكائنات - وعلى رأسها البشر - لا تتوفر إلا للأرض؛ حيث يتوفر عنصر الحياة وهو غاز الأكسجين، كما أن الخصائص الطبيعية للأرض - مثل البعد عن الشمس ومدة الدورة حولها ومدة الدوران حول محورها ودرجة الحرارة والضغط الجوي - التي تميزها عن غيرها من الكواكب، تجعلها المكانَ الوحيد في الكون لحضانة أي حياة قوامها الخلية الحية.


1- الغلاف الجوي: يتكون من ست طبقات:
أ - التروبوسفير: تمتد إلى 12 كيلو مترًا، وتقل سماكتها كلما زاد الارتفاع، وتتكون من 78% نتروجين، و 21% أكسجين، وآثار من ثاني أكسيد الكربون والماء وغاز الأرجون، وهي منطقة التغيرات المناخية، وتمتص الحرارة المنبثة من الأرض؛ لذا فهي المسؤولة عن ظاهرة الاحتباس الحراري.

ب - الستراتوسفير: تمتد 50 كيلو مترًا فوق الطبقة السابقة، وتحوي طبقة الأوزون التي تحمي الأرض من الإشعاعات الكونية الضارة، وفيها منطقة الرياح الأفقية الضرورية للطيرانUV فوق البنفسجية.

ج - الميزوسفير: تمتد 85 كيلو مترًا، وتبلغ درجة الحرارة فيها 90 درجة تحت الصفر، وفيها ما يسمى "غيوم الليل"، وهي بلورات ماء متجمد، تظهر كغيوم متوهجة بعد غروب الشمس في الأفق Noctilucent clouds.



د - الثرموسفير: وهي طبقة تحوي أيونات بفعل الأشعة الكونية والأشعة فوق البنفسجية، وتمتد من80 - 1000 كيلو متر، أو الشفق القطبي".Aurora الجسيمات المتأينة التي تقذفها الرياح الشمسية، وتسمى "الأنوار الشمالية والجنوبية".



هـ - الإكسوسفير: تمتد حتى ارتفاع 10000 كيلو متر فوق الأرض، وتتكون من غازات منخفضة الكثافة من الهيدروجين والهيليوم وآثار من الأكسجين وثاني أكسيد الكربون والنتروجين، وهي المنطقة التي تدور بها الأقمار الصناعية.

والغلاف الجوي يحمي الحياة على الأرض من الأشعة الكونية القاتلة، ومن الشهب المنطلقة بسرعات كبيرة، ويحمل بخار الماء مسافات شاسعة إلى داخل القارات؛ ليُسقط مطرًا عذبًا يحيي الله به الأرضَ بعد موتها؛ ﴿ وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ ﴾ [فاطر: 9].

والتوازن بين غازي الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الطبيعة ليس عبثيًّا؛ فالحيوان يتنفس الأكسجين الضروريَّ لعمليات الجسم الحيوية، ويُخرج ثاني أكسيد الكربون، ولكن النبات يَستفيد من غاز ثاني أكسيد الكربون نهارًا في عملية التمثيل الضوئي لصُنع غذائه من النشويات، ويُخرج الأكسجين؛ وبذلك تبقى نسبة الغازين ثابتة في الطبيعة.

2- الجاذبية: وتنشأ من طبيعة تركيب باطن الأرض من النيكل والحديد، وهي لازمة لحفظ كل ما على الأرض ثابتًا في مكانه.

3- الغلاف المائي: ويتكون من مياه البحار والمحيطات (97.5%) والأنهار (2.5%)، ويَحوي أنواعًا لا تحصى من الحياة المائية. والماء مكوَّن من غاز الأكسجين - وهو الغاز اللازم للاحتراق - وغاز الهيدروجين؛ وهو أسرع الغازات احتراقًا وبشدة في وجود الأكسجين، وهذان الغازان يتحدان بنسبةِ جزءٍ أكسجين وجزأين هيدروجين؛ لتكوين جزء واحد من الماء الذي هو أساس الحياة.

وخواص الماء الفيزيائية تجعله السائل الوحيد الصالح للحياة؛ فهو المنظِّم لدرجات الحرارة على الأرض؛ لأنه سائل بسبب ارتفاع ضغطه البخاري، وله درجة غليان مرتفعة نسبيًّا (100 درجة مئوية) ودرجة تجمد منخفضة (صفر مئوي)، وتقل كثافته إذا تجمد فيطفو ككتل جليدية فوق السطح؛ وبذلك يحافظ على الحياة المائية تحته، كما أنه بتجمده يطلق كميات كبيرة من الحرارة تحافظ على الحياة في البحار، وتسمح خاصية التوتر السطحي المرتفعة له بإيصال المواد الغذائية إلى النباتات والأشجار، وهو أفضلُ مُذيب للمواد الصلبة في الطبيعة؛ ولذا يلعب دورًا رئيسًا في العمليات الحيوية في الكائن الحي؛ ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾ [الأنبياء: 30].

أما الأرض اليابسة فهي بيئة حياة للكائنات الأرضية؛ فالتربة تحوي عناصر الغذاء للنبات الذي بدَورِه يصبح غذاءً للإنسان والحيوان، كما تحوي الأرضُ المعادنَ التي هي سبب حضارة البشر في كل العصور.

وحجم الأرض وموقعها في المجموعة الشمسية هو سبب صلاحيتها للحياة، فلو صغر قُطرها قليلًا عما هو عليه الآن لما احتفظت بالغلاف الجوي والمائي، ولارتفعَت درجة الحرارة عليها إلى مستوياتٍ قاتلة للحياة عليها، ولقلَّت جاذبيتها ولم يستقرَّ على سطحها شيء.

ولو كان حجمها أضعاف ما هو عليه لزادت مساحتها، وتباعدت المسافات، وقلت المساحات الصالحة للحياة؛ بسبب زيادة المساحات الباردة، وانخفض ارتفاع الغلاف الجوي، وزاد ضغطه إلى أضعاف؛ وبذلك يتضاعف وزن الكائنات الحية - بما فيها الإنسان - إلى أضعاف ما هو عليه الآن، وصَغُر حجمها، ولما أمكن قيامُ حضارات بشرية.

ولو زاد بُعد الأرض عن الشمس لقلت كمية الحرارة التي تتلقاها من الشمس، وزادت مدة دورتها حول الشمس - ومِن ثَم يزيد طول الفصول - وتجمدت الحياة عليها، أما إذا قلت المسافة بين الأرض والشمس فإن سرعتها المدارية حول الشمس تَزيد، ومن ثَم يقل طول الفصول، وتَزيد كمية الحرارة التي تتلقاها من الشمس إلى مستويات لا يمكن وجودُ حياة معها.
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-07-2020, 02:59 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: هل لهذا الكون من خالق؟

والعلم كشَف - ولا يزال - عن علاقات متشابكة وضرورية لوجود واستمرارية الحياة بين مكونات الأرض الجامدة والحية، فنشأت علوم الكيمياء والحياة والفيزياء والرياضيات وما تفرع عنها من علوم شتى في جميع أنواع المعرفة.

وقمَر الأرض يبعد عنها 3840500 كيلو متر، وهو سبب ظاهرة المد في البحار والمحيطات مرتين في اليوم والليلة، ولو قرُب لمسافة أقل من الأرض لحدَث الطوفان والأعاصير، وغُمِرت القارات بمياه البحار، ولم توجد حياة على الأرض، وجاذبيته تَكبح وتُخفف من دوران الأرض حول محوره بسرعة زائدة، ولولا ذاك لكان الليل والنهار أقصر، ولهبَّت الرياح العاتية بسرعة كبيرة، ولاختلفت الحياة عن صورتها الحالية، كما أنه استُخدم كتقويم زمني (التقويم القمري).

هذا النظام والانسجام في الكون وفي الأرض لا يمكن أن يكون وليدَ صدفةٍ عمياء؛ ولكن يدل على إبداع مطلق، لا بد له من مبدع؛ هو الله.

ï´؟ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ï´¾ [لقمان: 20].

ï´؟ وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ï´¾ [فاطر: 12]

ï´؟ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ï´¾ [النحل: 12].
ï´؟ وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا ï´¾ [الفرقان: 48].

ثالثًا - البرهان من علوم الحياة الجزيئية:
الخلية النباتية والخلية الحيوانية:
الخلية الحية هي المستودع الحي الذي يحتوي على مجاميع الأحماض النووية المسماة "الجينات" التي تحمل الصفات الوراثية من جيل لآخر.

وهناك تشابُه واختلاف في التركيب بين الخلايا النباتية والحيوانية:
التركيب
الخلية النباتية
الخلية الحيوانية
السيتوبلازم
يوجد
يوجد
الغشاء البلازمي
يوجد
يوجد
النواة
توجد
توجد
الشبكة الإندوبلازمية (والرايبوسومات)
توجد
توجد
اللايسوسومات: تحوي إنزيمات هاضمة تقوم بالتخلص من نفايات الخلية من البروتينات والدهون وغيرها
توجد
توجد
جهاز جولجي (يجهز البروتينات لوجهتها النهائية)
يوجد
يوجد
الميتوكندريا (محطة توليد الطاقة للخلية)
توجد
توجد
الحجم
كبير نسبيًّا
أصغر من الخلية النباتية
التغذية
تنتج غذاءها (النشا)
لا تنتج غذاءها
الفجوة العصارية
توجد وكبيرة
توجد وصغيرة
الجدار الخلوي (من السليلوز)
يوجد
لا يوجد
الشكل
ثابت؛ لوجود الجدار الخلوي
ليس لها شكل محدد
البلاستيد (جهاز البناء الضوئي)
موجود
غير موجود
البلازموديزم (الفتحة الخلوية)
موجودة
غير موجودة
الجسم المركزي: (جسيم مزدوج قرب النواة ويساعد في انقسام الخلية)
لا يوجد
يوجد
المادة الصبغية (الكلوروفيل، وهو ضروري لإنتاج النشا)
موجودة
غير موجودة





إن الاختلافات بين هذين النوعين من أنماط الحياة - نوعٌ من الملاءمة الوظيفية لكلٍّ منهما؛ فالجدار الخلوي في الخلية النباتية يعطيها صلابة وقوة؛ حيث إن النبات ينمو عموديًّا، وهو ثابت في مكانه، بينما الحيوان متحرك باستمرار، ووجود جدار خلوي لخلاياه الحيوانية يعيق مرونة الحركة عنده.

ووجود جهاز البناء الضوئي للغذاء (البلاستيدات) ضروري في النبات؛ لتصنيع الغذاء (النشا) من ثاني أكسيد الكربون والماء باستغلال ضوء الشمس؛ لأن النبات ثابت، ولا يتحرك - كالحيوان - للحصول على غذائه.

ميكانيكية عجيبة تامة الإتقان، جعلَت كل نوع مؤهلًا تأهيلًا كاملًا لوظيفته؛ فهل هذا خبطُ عشواء نشأ بالصدفة، أم أن له خالقًا يعرف أسرار خلقِه؟!

أما ما تتشابه فيه الخليتان فيدل على أن "وحدانية الله تتراءى في وَحدة خلقِه".

والخلية النباتية والخلية الحيوانية تنتميان إلى ما يُعرف علميًّا بالخلايا حقيقية النواة EUKARYOTES، وهي تختلف عن الخلايا بدائية النواة PROKARYOTES في وجود النواة وبعض التركيبات التي سبق الكلام عنها، وحجمها الكبير، ولكن كلا النوعين يحوى الحمض النووي DNA والسيتوبلازم والرايبوسومات والغشاء السيتوبلازمي.

الأحماض النووية وسر الحياة:
الكائن الحي - حيوانًا كان أو نباتًا - يحمل في خلاياه - في النواة، ومنها جاءت التسمية: "نووي" - مكتبة كاملة من الصفات الخِلْقية والخُلقية (الغريزية) تسمَّى "حمض الديوكسي رايبونيوكليك" Deoxy Ribonulceic Acid، ويُرمز له: DNA، ومعلومات هذه المكتبة تُنسخ وتُنقل إلى الأجيال التالية بواسطة حمض نووي آخر، يسمى Ribonucleic Acid، ويرمز له: RNA.

يتركب كل من الحمضين من:
مجموعة فوسفات (PO4).
ومجموعة سكر خماسي (رايبوز)، ومنه التسمية: "رايبو".



وقاعدة نيتروجينية، وهي مشتقة إما من مركب البيريميدن أو البيورين، وعددها خمسة مركبات هي:
أدنين (A Adenine)، جوانين (G Guanine)، ثايمين (T Thymine)، سايتوسين (C Cytosineويوراسيل (U Uracil).


وعندما تتصل هذه المركبات مع بعضها ينتج عن ذلك مركب "الرايبونيوكليوتايد ribonucleotide"، وهو اللبنة الأساسية في تركيب الأحماض النووية: فوسفات + سكر رايبوز + قاعدة نتروجينية -------- رايبونيوكليوتايد -------- حمض نووي.



وذرة الأكسجين رقم 2 غائبة في الرايبونيوكليوتيدات في حمض DNA؛ ولذلك يسمى deoxy؛ أي: ناقص الأكسجين، وللتسهيل يُرمز للنيوكليوتايد في حمض DNA وحمض RNA برمز القاعدة النتروجينية الذي يحمله؛ أي: A، T، G، C، U.



لماذا تحمل الأحماض النووية سر الحياة؟
الإجابة عن ذلك: لأنها هي السبب في تخليق "البروتينات" التي تقوم بالوظائف الحيوية في الكائن الحي كما سنرى، وهي تحتوي على المعلومات "متى وكيف وأين هذا التخليق" الضرورية للخلية الحية لاستمرار حياتها.

حمضDNAــــــــــــــ>RNAـــــــــــــ>بروتينات ــــــ ـــــــــــــــــــــ> وظائف حيوية

حمض DNA: يوجد الحمض النووي في نواة الخلايا الحية، وكذلك ما يسمى "الميتوكوندريا"، وهو مكوَّن من شريطين من الديوكسي رايبونيوكليوتيدات التي يرتبط كل زوج منها مع نظيره برابطة هيدروجينية A ـC--G، T بشكل حلزوني، ويوجد في الخلية ملتفًّا حول جزيء بروتين مشكِّلًا الكروموسومات التي تحمل الصفات الجسمية والخلْقية للكائنات الحية، وتتكون الكروموسومات ممَّا يسمى "الجينات"، والجين جزء من شريط الحمض، ويحمل معلومات وراثية محددة.

ويؤدي حدوثُ تشوه في المادة الوراثية - سواء في النواة أو الميتكوندريا - إلى إصابة الشخص أو أبنائه بأمراض قد تكون خطيرة.

وتتضمن الخلايا الجسمية (خلايا العضلات والعظام والجلد... إلخ) 46 كروموسومًا، وتحتوي الحيوانات المنوية لدى الرجل، والبويضة لدى المرأة على نصف هذا العدد؛ أي: 23 كروموسومًا.

وعند تلقيح البويضة في رحم الأم تندمج الكروموسومات من الحيوان المنوي مع نظيرتها في البويضة؛ ليُعطيا معًا 46 كروموسومًا من جديد، وهذا يضمن أن يحصل الأبناءُ على صفات وراثية من الوالدين، كما يُحافظ على ثبات كمية المادة الوراثية في الجسم؛ إذ تؤدي زيادةُ أو نقصان عدد الكروموسومات لدى الأبناء إلى مضاعفات خطيرة قد تصل إلى الموت.

ويحمل الحمض النووي في البويضة المخصَّبة معلوماتِ تطوُّر الإنسان ووظائف خلاياه وأعضائه، وبعد تلقيحها تنقسم البويضة ملايين المرات، بحيث تحتوي كل خلية وليدة على نفس المادة الوراثية والمعلومات الجينية التي كانت في البويضة المخصبة.

بعد ذلك تأخذ كل خلية موقعًا محددًا، وتبدأ تفعيل الجزء المتعلق بها من المادة الوراثية المحفوظة في حمض DNA الخاص بها من الكروموسوم حسب موقعها؛ فخلايا العضلات تفعِّل الجزء الخاص بتخليق بروتينات العضلات، وخلايا الجهاز الهضمي تفعل الجزء الخاص بتخليق بروتينات الخمائر، وخلايا البطانة المخاطية في الجسم - كالمعدة والأمعاء - تفعل الجزء الخاص بتخليق البروتينات المفرِزة للمخاط... وهكذا.



وحمض DNA يتكاثر بالتكرار replication في عمليةٍ معقَّدة تُشارك فيها إنزيمات متعددة، لكلٍّ منها وظيفة معينة؛ لتعطي كلُّ سلسلة من شريط الحمض سلسلةً أخرى مكمِّلة لها، وينتج شريطان من الحمض من الشريط الأم.

حمض RNA:
مكون من سلسلة واحدة من الرايبونيوكليتيدات، يحل فيها اليوراسل U محلَّ الثايمين T، كما أن ذرة الكربون رقم 2 في الرايبونيوكليوتايد غير ناقصة الأكسجين.

وله عدة أنواع: الرسولي mRNA 2 - الريبوسومي rRNA 3 - الناقل tRNA.



ومهمتها بناء البروتينات المطلوبة للجسم حسب موقعها، بمساعدة ما يسمى الرايبوسومات، وهي جسيمات مكونة من وحدة صغيرة ووحدة كبيرة.
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-07-2020, 03:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: هل لهذا الكون من خالق؟

تخليق حمض RNA:
يتم تخليق الحمض النووي RNA من الحمض النووي DNA بعملية تسمى الاستنساخ Transcription- مع إحلال قاعدة اليوراسل (U) محل قاعدة الثايمين (T) - ثم يتعرض الحمض الناتج (سلسلة أُحادية طويلة من النيوكليوتيدات) لسلسلة من عمليات التقطيع والتهذيب والإضافة؛ ليعطي في نهاية الأمر ثلاثة أنواع من الحمض تقوم بإنتاج البروتينات في الكائن الحي، والأحماضُ النووية لا تنتج خارج الخلية الحية.

تخليق البروتينات:
البروتين عبارة عن سلسلة من الأحماض الأمينية، وهو مادة عضوية حيوية، تتألف من الكربون والهيدروجين والأكسجين والنتروجين، ومرتبطة ببعضها بروابط ببتيدية (وهي رابطة تنشأ من ارتباط ذرة كربون في حمض، بذرة نتروجين في حمض أميني آخر، CـــــــN).


والأحماض الأمينية نوعان: يميني D ويساري L (وهما صورة مِرآة لبعضهما)، ولا تنتج إلا داخل الخلية الحية فقط.



ولكن الخلية تستخدم فقط الأحماض الأمينية اليسارية L- وعددها عشرون حمضًا - لتخليق البروتينات، ولا تستخدم الأحماض اليمينية D في العملية.

والبروتينات هي التي تؤدي - بطريقة مباشرة أو غير مباشرة - العمليات الحيوية في الكائن الحي؛ مثل: الخمائر (الإنزيمات) الهاضمة، التي تساعد في العمليات الحيوية، والبروتينات التركيبية في الخلية، وبروتينات الإشارات العصبية، والبروتينات الناقلة... وغيرها.



والمعلومات عن نوع أي بروتين وتركيبه تأتي من تتابُع معين للدوكسي رايبونيوكليوتيدات في حمض DNA، التي تنقل إلى حمض RNA في شكل تتابع معين لنيوكليوتيداته تسمى الشيفرة الوراثية، والذي بدوره يقوم بترجمتها إلى أحماض أمينية تدخل في تركيب البروتين المطلوب.

ووجد أن كل حمض أميني يُرمز له بثلاثة نيوكليوتيدات في حمض mRNA الرسولي، وتسمى الرامزة codon، فمثلًا: الحمض الأميني methionine الشفرة الرامزة له هي AUG (أدنين - يوراسل - جوانين) على الحمض النووي mRNA وهكذا.

ويتم تخليق البروتين المطلوب في جهاز "الرايببوسوم" ribosome، وبمساهمة الأنواع الثلاثة mRNA، tRNA، rRNA؛ حيث تحدد الشيفرة الوراثية لحمض mRNA نوع الحمض الأميني في البروتين المطلوب تخليقه، ويقوم حمض tRNAبنقل هذا الحمض الأميني من السيتوبلازم إلى حمض mRNA في الرايبوسوم، ويعتقد العلماء أن دور حمض rRNA هو بمثابة "غرفة توجيه وتحكم" في العملية.

تستمر عملية إضافة الأحماض الأمينية وربطها ببعضها، حتى تتمَّ عملية التخليق عندما تصل إلى رامز النهاية stop codon، فتنفصل سلسلة البروتين، وتتحول إلى بروتين نشط.

الجدير بالذكر أن الأحماض النووية والبروتينات ليست سلاسلَ طويلة، وإنما تلتف كل سلسلة حول نفسها لتأخذ شكلًا ثلاثي الأبعاد 3-Dimensional shape، ترتبط ذراته ببعضها بروابط هيدروجينية H-Bond، وهي أضعف أنواع الروابط، وتنشأ من اقتراب ذرات الهيدروجين في الجزيء من بعضها، ونشوء شحنة كهربائية ساكنة بينها electrostatic، وبذلك يصبح الجزيء نشطًا وقادرًا على القيام بالوظيفة الحيوية المنوطة به.

لماذا تخلق الرايبونيوكليوتيدات من سكر الرايبوز الخماسي والفوسفات، وأحد القواعد الخمس، وليس من غيرها؟

ولماذا يوجد حمض DNA وحمض RNA فقط في الخلايا الحية من نبات وحيوان، وهما أساس آلية الحياة فيهما، وليس في أنواع أخرى من الأحماض والمركبات؟

مَن أوجد الآلية التي تَعرف بها هذه الأحماض ضرورة البدء في الانقسام والتخليق لنوعها، أو للبروتينات في الوقت الصحيح والمكان الصحيح في الكائن الحي؟

كيف تتم عملية إدخال الرايبونيوكليوتيد (أو الديوكسي رايبونيوكليوتيد) والأحماض الأمينية الصحيحة في السلسلة الجديدة من الحمض النووي والبروتين بدون خطأ، رغم استمرارية التخليق وكثرته؟
لماذا لا تُخلق الأحماض النووية والبروتينات والأحماض الأمينية إلا داخل الخلية؟
كيف تَعرف سلاسل الأحماض النووية والبروتينات الطولَ الحقيقي لها فتتوقف عنده؟
كيف تعرف سلاسل الأحماض النووية والبروتينات الشكل الثلاثي الصحيح لتصبح فعالة؟

الجواب:
لا بد من وجود خالق عليم وخبير بهذا الكون وما فيه: ï´؟ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ï´¾ [النمل: 88].

وهو واحد لا شريك له: ï´؟ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ï´¾ [الأنبياء: 22].

ï´؟ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ï´¾ [المؤمنون: 91].

والفطرة السليمة لا تحتاج إلا أن يتفكر الإنسان فيما حوله من آيات الله الدالة عليه سبحانه وتعالى، وهذا ما توصل له الأعرابي قبل العلم الحديث بمئات السنين حين سُئل عن الدليل على وجود الله، فقال: "البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، فسماءٌ ذات أبراج، وأرض ذات فِجاج، ألا تدل على العليم الخبير؟!".




تخليق حمض RNA:
يتم تخليق الحمض النووي RNA من الحمض النووي DNA بعملية تسمى الاستنساخ Transcription- مع إحلال قاعدة اليوراسل (U) محل قاعدة الثايمين (T) - ثم يتعرض الحمض الناتج (سلسلة أُحادية طويلة من النيوكليوتيدات) لسلسلة من عمليات التقطيع والتهذيب والإضافة؛ ليعطي في نهاية الأمر ثلاثة أنواع من الحمض تقوم بإنتاج البروتينات في الكائن الحي، والأحماضُ النووية لا تنتج خارج الخلية الحية.

تخليق البروتينات:
البروتين عبارة عن سلسلة من الأحماض الأمينية، وهو مادة عضوية حيوية، تتألف من الكربون والهيدروجين والأكسجين والنتروجين، ومرتبطة ببعضها بروابط ببتيدية (وهي رابطة تنشأ من ارتباط ذرة كربون في حمض، بذرة نتروجين في حمض أميني آخر، CـــــــN).


والأحماض الأمينية نوعان: يميني D ويساري L (وهما صورة مِرآة لبعضهما)، ولا تنتج إلا داخل الخلية الحية فقط.



ولكن الخلية تستخدم فقط الأحماض الأمينية اليسارية L- وعددها عشرون حمضًا - لتخليق البروتينات، ولا تستخدم الأحماض اليمينية D في العملية.

والبروتينات هي التي تؤدي - بطريقة مباشرة أو غير مباشرة - العمليات الحيوية في الكائن الحي؛ مثل: الخمائر (الإنزيمات) الهاضمة، التي تساعد في العمليات الحيوية، والبروتينات التركيبية في الخلية، وبروتينات الإشارات العصبية، والبروتينات الناقلة... وغيرها.



والمعلومات عن نوع أي بروتين وتركيبه تأتي من تتابُع معين للدوكسي رايبونيوكليوتيدات في حمض DNA، التي تنقل إلى حمض RNA في شكل تتابع معين لنيوكليوتيداته تسمى الشيفرة الوراثية، والذي بدوره يقوم بترجمتها إلى أحماض أمينية تدخل في تركيب البروتين المطلوب.

ووجد أن كل حمض أميني يُرمز له بثلاثة نيوكليوتيدات في حمض mRNA الرسولي، وتسمى الرامزة codon، فمثلًا: الحمض الأميني methionine الشفرة الرامزة له هي AUG (أدنين - يوراسل - جوانين) على الحمض النووي mRNA وهكذا.

ويتم تخليق البروتين المطلوب في جهاز "الرايببوسوم" ribosome، وبمساهمة الأنواع الثلاثة mRNA، tRNA، rRNA؛ حيث تحدد الشيفرة الوراثية لحمض mRNA نوع الحمض الأميني في البروتين المطلوب تخليقه، ويقوم حمض tRNAبنقل هذا الحمض الأميني من السيتوبلازم إلى حمض mRNA في الرايبوسوم، ويعتقد العلماء أن دور حمض rRNA هو بمثابة "غرفة توجيه وتحكم" في العملية.

تستمر عملية إضافة الأحماض الأمينية وربطها ببعضها، حتى تتمَّ عملية التخليق عندما تصل إلى رامز النهاية stop codon، فتنفصل سلسلة البروتين، وتتحول إلى بروتين نشط.

الجدير بالذكر أن الأحماض النووية والبروتينات ليست سلاسلَ طويلة، وإنما تلتف كل سلسلة حول نفسها لتأخذ شكلًا ثلاثي الأبعاد 3-Dimensional shape، ترتبط ذراته ببعضها بروابط هيدروجينية H-Bond، وهي أضعف أنواع الروابط، وتنشأ من اقتراب ذرات الهيدروجين في الجزيء من بعضها، ونشوء شحنة كهربائية ساكنة بينها electrostatic، وبذلك يصبح الجزيء نشطًا وقادرًا على القيام بالوظيفة الحيوية المنوطة به.

لماذا تخلق الرايبونيوكليوتيدات من سكر الرايبوز الخماسي والفوسفات، وأحد القواعد الخمس، وليس من غيرها؟

ولماذا يوجد حمض DNA وحمض RNA فقط في الخلايا الحية من نبات وحيوان، وهما أساس آلية الحياة فيهما، وليس في أنواع أخرى من الأحماض والمركبات؟

مَن أوجد الآلية التي تَعرف بها هذه الأحماض ضرورة البدء في الانقسام والتخليق لنوعها، أو للبروتينات في الوقت الصحيح والمكان الصحيح في الكائن الحي؟

كيف تتم عملية إدخال الرايبونيوكليوتيد (أو الديوكسي رايبونيوكليوتيد) والأحماض الأمينية الصحيحة في السلسلة الجديدة من الحمض النووي والبروتين بدون خطأ، رغم استمرارية التخليق وكثرته؟
لماذا لا تُخلق الأحماض النووية والبروتينات والأحماض الأمينية إلا داخل الخلية؟
كيف تَعرف سلاسل الأحماض النووية والبروتينات الطولَ الحقيقي لها فتتوقف عنده؟
كيف تعرف سلاسل الأحماض النووية والبروتينات الشكل الثلاثي الصحيح لتصبح فعالة؟

الجواب:
لا بد من وجود خالق عليم وخبير بهذا الكون وما فيه: ï´؟ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ï´¾ [النمل: 88].

وهو واحد لا شريك له: ï´؟ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ï´¾ [الأنبياء: 22].

ï´؟ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ï´¾ [المؤمنون: 91].

والفطرة السليمة لا تحتاج إلا أن يتفكر الإنسان فيما حوله من آيات الله الدالة عليه سبحانه وتعالى، وهذا ما توصل له الأعرابي قبل العلم الحديث بمئات السنين حين سُئل عن الدليل على وجود الله، فقال: "البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، فسماءٌ ذات أبراج، وأرض ذات فِجاج، ألا تدل على العليم الخبير؟!".





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 135.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 132.54 كيلو بايت... تم توفير 2.80 كيلو بايت...بمعدل (2.07%)]