دراسة نقدية لتحقيق كتاب (شرح ديوان أبي تمام للأعلم الشنتمري) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7818 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 45 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859342 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393664 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215883 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 75 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي
التسجيل التعليمـــات التقويم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-08-2022, 05:49 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي دراسة نقدية لتحقيق كتاب (شرح ديوان أبي تمام للأعلم الشنتمري)

دراسة نقدية لتحقيق كتاب (شرح ديوان أبي تمام للأعلم الشنتمري)


د. محمد نور رمضان يوسف





أهمية شرح الأعلم:
صدر كتاب (شرح ديوان أبي تَمَّامٍ) للأعلم الشنتمري (ت476ﻫ) بدراسة وتحقيق إبراهيم نادن، ومراجعة د.محمد ابن شريفة عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية سنة 1425ﻫ، 2004م، في جزأين كبيرين. وهو شرح نفيس في بابه، وله أهمية خاصّة، لأمور منها:
1- أَنّه شرح لديوان مشهور، حافل بالشعر الغامض المستدعي للتفسير والشرح، وصاحبُهُ أصعُبُ الشعراءِ المولَّدين شعرًا[2]. إنّه شرح ديوان الشاعرِ العبّاسي الـمُفْلِق حبيبِ بن أوس الطائي (190-231ﻫ) الذي عُرف بالإكثار من فنون البديع والإلحاح على المعاني الدقيقة والاستعارات المُبْتَكرة، حتّى عُدَّ رأسًا لهذا المذهب في الشعر.

2- أنَّ شارحه أبا الحجّاجِ يوسف بن سليمان المعروف بالأعلم الشَّنْتَمري (410-476ﻫ) أحدُ كبار علماء الأندلس في اللغة والأدب، «كان عالِمًا باللغات والعربية ومعاني الأشعار، حافظًا لجميعها، كثير العناية بها، حَسَن الضبط لها، مشهورًا بمعرفتها وإتقانها...وكانت الرحلة في وقته إليه»[3].

3- أنَّ شرح الأعلم هو الوحيد الذي تُمكِن من خلاله معرفةُ منهج علماء الأندلس في شرح شعر أبي تَمَّامٍ وتقريب معانيه بعد أن ضاعَ غيره من الشروح الأندلسية، كشَرْحِ سلَفه أبي العبّاس وليد ابن عيسى الطَّبِيخي الأندلسي الأُموي (ت352ﻫ)[4]، وشرحِ خَلَفِهِ محمد بن رزق الله الأموي البَطَلْيوسي الذي اختصر شرح الطَّبيخي السابق، وأضاف إليه فوائد تشهد بمعرفته وسعة اطّلاعه، كان ذلك في أواخر القرن الخامس الهجري أو أوائل القرن السادس الهجري[5].

4- أنّ هذا الشرح كان مفقودًا إلى عهدٍ غير بعيد، أَغَفْلَتْ كتبُ التَّراجم وفهارسُ الكتب توثيقَه في مؤلَّفات الأعلم خلافًا لغيره من مصنّفاته؛ أي ضنَّت المصادر القديمة بذكره، فلم يذكره من القدماء إلا الأعلمُ نفسُه في أوّل شرحه لحماسة أبي تَمَّامٍ، ثم أشار إليه القاضي عِيَاض (ت544ﻫ) في (الغُنْيَة) في مَرويَّاته عن أحد تلاميذ الأعلم، هو أبو الحسن عليّ بن عبد الرحمن التَّنوخي المعروف بالأخضر الإشبيلي (ت514ﻫ)، وذكر محقّق شرح ديوان أبي تَمَّامٍ للأعلم أنّ محمد الصُّغَيِّر بن محمد الإِفراني (ت بعد 1155ﻫ) نقل عنه شرح أحد أبيات أبي تَمَّامٍ في كتابه (المسلك السّهل في شرح توشيح ابن سهل)[6]. واختفى أمر هذا الشرح إلى أن اكتشفه حديثًا المحقّق المغربي د.محمد ابن شريفة الذي قال بعد التنبيه على ورود ذكره في المصدرين السابقين: «ولم نَقِفْ على أيِّ ذكر له بعد ذلك في المظانّ التي رجعنا إليها، ومن حسن الحظّ أنّنا اهتدينا إلى نسخة من هذا الشرح في خزانة القرويين تحت رقم (1839) كانت منسوبة إلى غير مؤلفّها، وهي نسخة تقع في سفرٍ كبير غيرِ محبوك، مختلطةُ الأوراقِ، مشوّشةُ الترقيمِ...والورقة الأخيرة توجد في الوسط...»[7]، ولم يهتدِ إلى هذا الشرح المتأخّرون من المؤلّفين والمحقّقين المهتّمين بشعر أبي تَمَّامٍ وشروحِه، كالسيّد محسن الأمين، ود.عمر فروّخ، ود.محمد عبده عزَّام محقّق شرح ديوان أبي تَمَّامٍ للتبريزي (ت502ﻫ)، ود.خلف رشيد نعمان محقّق شَرْحَيْ ديوان أبي تَمَّامٍ: لأبي بكر الصُّوليّ (ت335ﻫ)، ولابن المستوفي الإِربِلي (ت637ﻫ) المُسمَّى: (النِّظَام في شرح شعر المتنبي وأبي تَمَّامٍ)[8].

5- أنّ الشارحَ الأعلم الشنتمري اعتمد في توثيق رواية شعر أبي تَمَّامٍ على النسخة الفريدة التي رواها وجمعها إسماعيل بن القاسم البغدادي المعروف بأبي عليّ القالي (ت356ﻫ)، وكانت معه في رحلته إلى الأندلس سنة ثلاثين وثلاثمائة من الهجرة[9]، وذكرَ الأعلم أنّها رواية صحيحة شهيرة، وأنها تَضُمّ شعر القراطيس الذي كتبه أبو تَمَّامٍ بخطّ يده، وما قيّده أبو علي نفسُه في سِفر الكاغد الذي قرأ فيه على أبي محمد عبد الله بن جعفر بن دُرُسْتَوَيْهِ (ت347ﻫ)[10]، وأقرأه إيّاه رواية عن عليّ بن مَهْدي الكِسْرَوي (توفي بين عامَي 283و289ﻫ)[11] عن الشاعر أبي تَمَّامٍ، وما أضافه إليها الوزيرُ الأندلسيُّ الأديبُ أبو القاسم إبراهيم بن محمد المعروف بابن الإِفْليلي (ت441ﻫ) شيخُ الأعلم- ممّا اختاره وجمعه من رواية أبي بكر بن يحيى الصُّوليّ، أوَّلِ شارح لديوان أبي تَمَّامٍ[12].

6- أنّه ثاني أقدمِ شرحٍ شبهِ كامل لشعر أبي تَمَّامٍ يصل إلينا بعد شرح أبي بكر الصُّوليّ.

لكنَّ هذا الشرح على ندرته ونفاسته، وأهمية اكتشافه، وعِظَم فائدته للباحثين، لم يحظَ بتحقيق عِلْمِيّ مقبول، ولا بطباعة فنيّة حسنة، مع أنّهُ جزءٌ من موضوعِ رسالة علمية!

وقد تجمَّعت لديَّ ملاحظاتٌ كثيرة على تحقيق هذا الشرحِ ودراستِه، وما يتّصل بهما، سأُورِدُ نماذِجَ ممّا يتعلَّق منها بالتحقيقِ[13]في هذا البحثِ، إنصافًا لأبي تَمَّامٍ وللأعلم بخاصّة، وللتراث الشِّعريِّ والأدبيِّ بعامّة.


النسخة الخطية بعد الاكتشاف وقبل التحقيق:
ذَكَرَ مكتشِفُ النسخة المخطوطة الفريدة لهذا الشرح د.محمد ابن شريفة في كتابه (أبو تَمَّامٍ وأبو الطيب في أدب المغاربة) الصادر سنة 1986م أنّه قام بضبطها وتحقيقها، وأنه سيقدِّمها للطبع قريبًا، ولكنْ يبدو أنّه عدَل عن نشره، وأنّ تحقيقَه المشارَ إليه لم يتعدّ نسخ المخطوط، بدليل تعديلِهِ عبارتَه السابقة في تقديمه لشرح الأعلم لديوان أبي تَمَّامٍ المطبوع سنة (2004م)، فذكَر أنّه عثر على هذه النسخة منذ أزيد من عشرين سنة، وأنّه كان ينوي تحقيقها لكنه انشغل بأعمال إدارية، فآثر بها تلميذه (الدكتور) إبراهيم نادن، فزوّده بصورةِ المخطوطة، والنسخةِ التي كتبها بيده، ليكون تحقيقُها ودراستُها رسالتَه لنيل دبلوم الدراسات العليا. وليتَ د.ابن شريفة تولَّى تحقيقَها بنفسه؛ لأنّه بعلمه وخبرته الطويلة في التراث الأدبيّ المغربيّ والأندلسيّ كان أقدر على تحقيق هذا الشرح النفيس، وإخراجه بصورة لائقة.

ملاحظات على قِسم التحقيق:
أقول من دون مبالغة ولا تهويل إنّ (المحقّق) شوّه شعر أبي تَمَّامٍ وشرحَه للأعلم الشنتمريّ، وأساءَ إليهما أيّما إساءة، ففي عمله من التَّصحيف والتَّحريف والأخطاءِ بأنواعها المختلِفةُ ما يَصعُب إحصاؤه أو الإحاطةُ به في مقال واحد أو مقالَين... ولو كانت هذه الأخطاء أو الملاحظات ممّا يدخل في المُشْكِل والعَويصِ من مسائل البحثِ العلميّ وتحقيقِ المخطوطاتِ لهانَ الأمر، ولَعُذِر (المحقّق)؛ لأن التحقيق علم شاقٌّ يَعْسُر أن يَسْلَم من هَنَاتِهِ الدقيقةِ أيُّ محقّق مهما كان بارعًا، ولاسيّما إذا لم يتوفر غيرُ نسخة واحدة من الكتاب المرادُ تحقيقه، لكن أغلب ما وقع فيه هذا (المحقّق) ليس من هذا الباب.

والملاحظات على عمل (المحقّقِ) في قسم التحقيقِ بالنظر إلى حجم الكتابِ تزيد على الملاحظات عليه في قسم الدراسة أضعافًا كثيرة، والمقام أضيق من أن يتّسع لذكرها جميعًا، لذلك سأكتفي بالتنبيه على بعض الأخطاء المنهجية والعلمية واللغوية بمختلف أشكالها وصورها، وسأقتصر على ذكر نماذج محدّدة من الأمثلة.

1- خُلوُّ القسمِ المحقَّق البالغ (843) صفحة من أوّله إلى آخره من الضبط والتشكيل خلوًّا شِبْهَ تامٍّ، إذ لا يجد القارئُ فيه حركةً ولا سكونًا ولا شدّة ولا تنوينًا لا في أشعار أبي تَمَّامٍ ولا في شرح الأعلم، ولا في غيرهما، ماعدا ضبطَ إحدى وعشرين لفظة أخطأ في ضبط ثلاث منها، هي: (أنٍ: 1/ 204، مَنًّوا: 1/ 238، يٌهْتَدَى: 1/ 339) وصوابها: (أنْ، مَنُّوا، يُهْتَدَى)، فأين ما ذكره المشرفُ والمراجعُ في تقديمه للكتاب من أن تلميذَه (المحقق) إبراهيم نادن «بذل مجهودًا كبيرًا في ضبط شعر أبي تَمَّامٍ وشرح الأعلم»؟! بل أين ما ادّعاه (المحقق) نفسُه في (1/ 138) بأنه ضبط المتن؟!

وأرى أن هذه الملاحظة هي أُسُّ الملاحظات وأهمُّها؛ لأنَّ أبا تَمَّامٍ أصعبُ الشعراء المُحْدَثين شعرًا كما أسلفت، وقد عَسُـرَ فَهمُ شعره على كبار اللغويّين في عصره[14]، مع أنّهم كانوا يسمعونه من الرُّواة الفصحاء بضبطه التّامّ، فكيف يُحْسِنُ قارئُ اليوم قراءةَ شعره وفهمَه إذا لم يكن مضبوطًا ضبطًا كاملًا أو شبهَ كامل، ولاسيّما إذا عُلِمَ أنّ مذهب أبي تَمَّامٍ قائم على الغموض والإكثار من فنون البديع والألفاظ الحُوشيّة الغريبة؟! وهل بقيت قيمةٌ لرواية أبي عليّ القالي الفريدةِ بعد أن جُرّدت من الضبط والتشكيل وغَصَّت بالتصحيف والتحريف؟!

ولا يُقْبَل إلقاءُ اللَّوم على الطابع وإعذارُ المحقّقِ بحُجّة أنّه ربّما يكون قد ضبط النسخة التي كتبها، أو التي أعدَّها للمناقشة للحصول على الشهادة؛ لأن الحُكم على الكتاب المطبوع المتداول بين أيدي الناس الذي وافق (المحقّق) على صدوره بصورته الرديئة لا على نسخته الخاصة. وإذا كانت نسخته الخاصة مضبوطةً أو أفضلَ حالًا من المطبوع فلماذا لم يُسَلِّمِ الطابعَ نسخة إلكترونية منها لِيُجَنِّبَ نفسَه أو عملَه هذا العَيب الكبير؟ وما أسهلَ وسائلَ النقلِ بين الحواسيب في هذا الزمان!

2- اقتصارُ (المحقّق) في التعريف بالأعلام، والقبائل على المراجع الحديثة، مخالفًا بذلك قواعد التحقيق العلميّ الرَّصين الملزِمة لاعتماد أصول المصادر في التخريج. من الأمثلة على هذه الملاحظة اعتماد (المحقق) على كتاب (الأعلام) للزركلي فقط في ترجمة حاتم الطائي 1/ 147، وزهير بن أبي سُلمى 1/ 157، وذي الرُّمَّة 1/ 178، والنابغة 1/ 182، وجرير 1/ 214، وخالد بن الوليد 1/ 235، وابن السكيت 1/ 302، والعباس بن عبد المطلب 1/ 315... واعتماده على (معجم المؤلفين) لِكَحَّالة وحده في ترجمة امرئ القيس 1/ 190، وكُثَيِّر عَزَّة 1/ 392... وعلى (معجم قبائل العرب القديمة والحديثة) لكحّالة فقط في التعريف بِطيِّئ 1/ 223، وجَديلة 1/ 224، وقحطان 1/ 225، وذُهل بن شيبان 1/ 253، وبكر بن وائل 1/ 382، والعماليق 1/ 428...!

3- تعريف (المحقّق) بالأعلام المشهورين وإهمال التعريف بغيرهم ممن يحتاج إلى ذلك، ففي (1/ 235) ترجم لخالد بن الوليد وإِياس بن قَبِيصَة والنُّعمان بن المنذر، وأهمل التعريف بأوس بن حارثة، ورافع بن عُميرة، وعَارق الطائي، وحارثة بن لأْم الطائي، وخالد بن أَصمَع النبهاني مع أن أسماءهم وردت في الصفحة نفسها! وانظر نحوه في (2/ 159-160).

4- إقحام (المحقّق) عشراتِ الأبيات بشروحها وإدخالهُا في متن شرح الأعلم من دون إحاطة هذه الزيادة بالعلامة الدالة عليها وهي القوسان المعقوفان [ ]، والاكتفاء بتنبيه غامض في الهامش على الزيادة، ففي (1/ 163- 164) نقل أحد عشر بيتًا مع شرحها من ديوان أبي تَمَّامٍ بشرح التبريزي (3/ 204-206)، واكتفى بالقول في الهامش عند بَدْءِ النقل: «هذه الأبيات، من البيت: (للهِ أيُّ حياةٍ انبعثتْ لنا) إلى البيت (لَغَدَوا وذاك الحَولُ حَوْلُ عِبادةٍ) منقولة مع شروحها من شرح التبريزي لشعر أبي تَمَّامٍ»، وفي كلامه في الهامش نظر من أوجه: أوّلها أنَّ العبارة غامضة؛ لأنَّ قوله (منقولة) لا يُبَيِّن أو يُحدِّد مَن الذي نقل: أهو الناسخُ أم المحقّق؟ وثانيها أن عبارته قد تُوهِم أن الأعلم هو الذي نقل بلا تصريح من شرح التبريزي مع أنه متأخّر عن الأعلم! وثالثها أنه لم يبيِّن سبب فقدان هذه الأبيات وشرحها من شرح الأعلم دون سائر أبيات القصيدة، أهو لنقص في النسخة المخطوطة أم لطمس فيها أم...؟ ورابعها أنه أغفل توثيق موضع النقل من شرح التبريزي بالجزء والصفحة، وخامسها أنّ موضع هذه الزيادة الطويلة غيرِ المقبولة في علم التحقيق هو الهامش لا المتن.

وقد تكرّر من (المحقّق) هذا التصرّف، ففي (1/ 507-511) نقل ثمانية عشر بيتًا مع شرحها من ديوان أبي تَمَّامٍ بشرح الصُّوليّ (1/ 467-471) وأقحمها في متن شرح الأعلم، ولم يُحِط هذه الزيادة الطويلة بالعلامة الدالة عليها [ ]، بل أحال في آخر النص المنقول على الهامش، وذكر فيه أنّه نقله من شرح الصُّوليّ لسقوطه من النسخة المخطوطة، وقد أخطأ في تحديد نهاية النص المنقول، فالنقل ينتهي عند آخر شرح البيت (23)، لا عند آخر البيت (27) على ما أحال عليه في الهامش!! وزاد كذلك بيتًا في متن شرح الأعلم (2/ 148) من شرح الصُّوليّ من دون علامة.

5- توثيق (المحقّق) أحاديث الرسول -صلّى الله عليهِ وسلّم- وتخريجُها من كتب اللغة والأدب ومعاجم البلدان، وإهمال تخريجها من مصادر الحديث مع ورودها فيها، فقد خرَّج حديثًا في (1/ 288) من لسان العرب لابن منظور، وفي (1/ 322) من مُجمل اللغة لابن فارس، وفي (1/ 375) من معجم ما استعجم للبَكري، وفي (1/ 428) من فَصْل المقال في شرح كتاب الأمثال للبَكري، وفي (1/ 430) من تأويل مختلف الحديث لابن قُتيبة ولسان العرب، وفي (2/ 229) من العِقد الفريد لابن عبد ربّه!!

6- زيادة (المحقّق) عباراتٍ ونصوصًا من عنده على متن شرح الأعلم بِحُجَّة اقتضاء السياق لذلك، نحو ما جاء في (1/ 66): [الكامل]
«هِيَ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ يُشْرَعُ وَسْطَهَا بَابُ السَّلاَمَةِ فَادْخُلُوا بِسَلاَمِ


يقول: بيعتُك كَبيعة المؤمنين للنبيّ عليه السلام تحت الشجرة [وهي بيعة رضي الله بها على المؤمنين، فبينهما بيعة الرضوان، يقول: الدخول في هذه البيعة سبب للسلامة، فادخلوا بسلام، ومعنى (يشرع وسطها باب السلامة)؛ أي يفضي وسطها باب من السلامة من دخله سلم، وهذا مثل]». كذا جاء في المتن، وذَكَرَ (المحقّق) في الهامش أن مابين المعقوفين [ ] زيادة يقتضيها السياق. وما فعله مُنكَر مرفوض في التحقيق، لأن عبارة الأعلم تامّة واضحة لا تحتاج إلى ما أضافه، وقوله في هذه الزيادة: (فبينهما بيعة الرضوان) غير مفهوم. ولهذه الزيادات غير المقبولة أمثلة كثيرة، انظر (2/ 188، 219، 235، 356...).

7- نَقْلُ ( المحقّق) عبارات التبريزي الواردة في شرحه لديوان أبي تَمَّامٍ من هامش شرح ديوان أبي تَمَّامٍ للصولي الذي رَمَزَ له بـ (ح ص) مع أن شرح التبريزي بين يديه. فكثيرًا ما كان ينقل كلام التبريزي مما ينقله منه محقّق شرح الصُّوليّ الذي رمز لشرح التبريزي بـالحرف (ر)، والغريب من (محقّق) شرح الأعلم أنّه كان ينقل أحيانًا نصوصًا من هامش الصُّوليّ مع أنها كانت مصدَّرة بعبارة: «قال أبو زكريا»، ويبدو أنه غاب عنه أنَّ أبا زكريا كنيةُ التبريزي! انظر نماذج من هذه النقول في هوامش 1/ 220ﻫ2، 228ﻫ1، 233ﻫ2، 279ﻫ2، 530ﻫ5، 531ﻫ2، 2/ 17ﻫ2، 45ﻫ2، 295ﻫ5، 355ﻫ1...



يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29-08-2022, 05:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دراسة نقدية لتحقيق كتاب (شرح ديوان أبي تمام للأعلم الشنتمري)

دراسة نقدية لتحقيق كتاب (شرح ديوان أبي تمام للأعلم الشنتمري)


د. محمد نور رمضان يوسف



8-
نسبةُ (المحقّق) أقوال أبي العلاء المعري التي نقلها التبريزيّ في شرحه إلى التبريزيّ نفسِه مع أنّه صرّح بنسبتها إليه، نحو ما فعل في هوامش 1/ 221ﻫ2، 261ﻫ4، 315ﻫ4، 2/ 133ﻫ1، 181ﻫ5، 422ﻫ1...



9- إغفالُ (المحقّق) توثيق الجزء والصفحة في إحالاته على شرْحَي الصُّوليّ والتبريزيّ مع أنه لا يكاد هامشُ صفحة من صفحات شرح الأعلم يخلو من ذكرهما.

10- تسميةُ (المحقّق) البيت من الرجز شطرًا، خلافًا لمصطلحات القوم في علم العَروض والقوافي، انظر هوامش 1/ 276ﻫ6، 277ﻫ1، 278ﻫ4،ﻫ5، 280ﻫ1[سمَّى بيتًا من الرجز صدرًا وآخر عَجُزًا]، 282ﻫ1...

11- نسبةُ (المحقّق) روايات غير صحيحة للتبريزي، انظر هوامش 1/ 515ﻫ3، 2/ 322ﻫ3، 357ﻫ6...

12- نفيُ (المحقّق) وجود أبيات في شرحَي الصُّوليّ والتبريزي أو شرح أحدِهما، والصَّواب خلافه، ففي (1/ 273ﻫ1) ادّعى عدم ورود بيتين في شرح التبريزي، والصَّواب أنهما وردا فيه في (4/ 507)، ونفى في (2/ 105ﻫ1)، ورود قصيدة في شرحَي الصُّوليّ والتبريزي، والصواب أن ستة أبيات منها وردت في كلٍّ منهما، وهي في شرح الصُّوليّ (3/ 463) وشرح التبريزي (4/ 259)، وزعم في (2/ 163ﻫ3) عدم ورود بيت في شرح الصُّوليّ، والصواب أنه ورد فيه في (3/ 488)، ونفى في (2/ 237ﻫ1) ورود قصيدة من سبعة وثلاثين بيتًا في شرح الصُّوليّ، مع أن القصيدة كلَّها مثبتةٌ فيه في (3/ 563-569)!

13- اعتمادُه في تشطير أبيات أبي تَمَّامٍ وتدويرها على محقّقِ شرح التبريزي د.محمد عبده عزام، ومحقّقِ شرح الصُّوليّ د.خلف رشيد نعمان الذي قلّد عزامًا في ذلك...فكان هذا (المحقّق) يحاكيهما في تحديد آخر الشطر الأول وبَدْء الشطر الثاني -ولاسيّما في الأبيات المدوّرة- من غير تثبّت، لذلك تكررت أخطاء التشطير في الشرحين المذكورين في شرح الأعلم. من ذلك الخطأ في تشطير ثمانية أبيات من قصيدة من بحر الخفيف في شرح الأعلم (2/ 144-148) تَبِع فيه (المحقق) إبراهيم نادن ما ورد في شرح التبريزي (1/ 357-368) وشرح الصُّوليّ (1/ 375-379) وهذه صورتها بخطئها في الشروح الثلاثة:[الخفيف]
شَابَ رَأْسِي وَمَا رَأَيْتُ مَشِيبَ الرَّأْ سِ إلاَّ مِن فَضْلِ شَيْبِ الفُؤَادِ
طَالَ إِنْكَارِيَ البَيَاضَ وَإِنْ عُمِّرْ تُ شَيْئًا أَنْكَرْتُ لَوْنَ السَّوَادِ
غَيْرَ أَنَّ الرُّبَى إِلَى سَبَلِ الأَنْوَا ءِ أَدْنَى والحَظُّ حَظُّ الوِهَادِ
مِنْ أَحَادِيثَ حِينَ دَوَّخْتَهَا بالرَّأْ يِ كَانَتْ ضَعِيفَةَ الإِسْنَادِ
كُلُّ شَيْءٍ غَثٌّ إِذَا عَادَ والْـ ـمَعْرُوفُ غَثٌّ مَا كَانَ غَيْرَ مُعَادِ
بِأَحَاظِي الجُدُودِ لاَ بَلْ بِوَشْـ ـكِ ا لجِدِّ لاَ بَلْ بِسُؤْدَدِ الأَجْدَادِ
عِنْدَهُمْ فُرْجَةُ اللَّهِيفِ وَتَصْ دِيقُ ظُنُونِ الرُّوَّادِ وَالوُرَّادِ
فَإِذَا ضَلَّتِ السُّيوفُ غَدَاةَ الرَّوْ عِ كَانَتْ هَوَادِيًا لِلْهَوَادِي



وصواب تشطيرها وتدويرها هو: (الرْ/ رَأسِ، عُمْـ/ ـمِرْتُ، الأَنْـ/ ـوَاءِ، بِالرْ/ رَأْيِ، وَالمَعْـ/ ـرُوفُ، بِوَشْكِ الـْ/ ـجِدِّ، وَتَصْدِيـ/ ـقُ، الـرْ/ رَوْعِ)، وكانت أخطاؤه تزيد عندما كان يعتمد على نفسه في تشطير الأبيات في القصائد غير الواردة في شَرْحَي الصُّوليّ والتبريزي، أو ما لَمْ يَعْثر عليه فيهما، ففي إحدى القصائد (2/ 105-109)، أخطأَ في تشطير خمسةَ عشرَ بيتًا، أرقامُها هي: (8-17، 21، 29، 33، 39، 46).


14- تغيير (المحقّق) رواية الأعلم لشعر أبي تَمَّامٍ في بعض الأبيات متأثّرًا برواية شَرْحَي الصُّوليّ والتبريزي في غفلة عن ألفاظ الأعلم الواردة في شرح تلك الأبيات التي تؤكّد مخالفة روايته لما أثبته (المحقق) في المتن، والأمثلة على ذلك كثيرة، منها قول أبي تَمَّامٍ في أرجوزة يصف فيها غيثًا (1/ 277-278): [الرجَز]
وَقَامَ فِيهَا الرَّعْدُ كَالخَطِيبِ

وَحَنَّتِ الرِّيحُ حَنِينَ النِّيبِ



قال الأعلم في شرح البيت الثاني: «وشبَّه حنين الريح بحنين (النُّوبِ)، وهي النَّحل، سُمِّيت بذلك لأنّها تَسْرحُ ثم تَؤوبُ إِلى مَوْضِع تَعْسِيلها. وقيل: سمّيت بذلك لسوادها تشبيهًا بالسودان. ويُروى: (حنين النِّيب)، وهي المُسِنَّة من الإِبِلِ، وَحَنِينُها: صَوتُها». إنّ تفسيرَ الأعلم لفظةَ (النُّوب) أوّلًا، وشرحَها بإسهاب، وقولَه بعد ذلك: (ويروى:...) يدلّ دلالة قاطعة على أنَّ رواية الأعلم لآخِرِ لفظة في البيت الثاني هي (النُّوب) بالواو لا بالياء كما أثبتها (المحقّق) محاكاةً لرواية الصُّوليّ (3/ 549) ورواية التبريزيّ (4/ 502).

ومن ذلك أيضًا تغييرُ (المحقق) رواية الأعلم لمَطلع إحدى القصائد المدحية لأبي تَمَّامٍ، فقد أثبت الرواية الآتية (2/ 185): [الطويل]
أَأَطْلاَلَ هِنْدٍ سَاءَ مَا اعْتَضْتِ مِنْ هِنْدِ أَقَايَضْتِ حُورَ العِينِ بِالعُونِ وَالرُّبْدِ؟!


قال الأعلم في شرحه:
«(المقايضة): المُعاوضة. يقول للأطلال الخالية من أهلها: تبدلتِ من النساءِ الحورِ العينِ بالغربانِ (العُورِ) والنَّعام الرُّبْد، و(الرُّبْدة): سواد يَضْرِبُ إلى الغُبْرَة، ويُقال للغُراب (أَعْور) تطيّرًا له لِصِحَّةِ بَصَرِهِ». فقوله: (بالغِربان العور)، وقوله: (ويقال للغُراب: أعور...) يَدلاّن على أنَّ رواية الأعلم (بالعُور) بالراء وليس بالنون، خلافًا لما أثبته (المحقّق) ناقلًا رواية شرح الصُّوليّ (1/ 455) وشرح التبريزي (2/ 59)، غافلًا عن مخالفة ما أثبتَه لألفاظ الشرح ومعناه، ولو كانت رواية الأعلم (بِالعُونِ) لذَكَرَ معنى هذه اللفظة، كما فعل الصُّوليّ والتبريزي، قال الأول: «و(العُون) وهي جمعُ عَانة، يريد: قَطيعَ الحُمُر»، ويؤكّد أنَّ رواية الأعلم بالراء أن محقّق التبريزي أثبتها في الهامش، ووثَقها من نسخة (س) من ديوان أبي تَمَّامٍ، ورواية هذه النسخة -وهي نسخة الإسكوريال- موافقة لرواية الأعلم موافقة شبه تامة، لأنها منقولة من رواية أبي علي القالي نفسِها التي اعتمد عليها الأعلم، وأشار إليها في مقدمة شرحه لديوان أبي تَمَّامٍ.

وأَعُدُّ هذه الملاحظة المتعلّقة بالأمانة العلمية إحدى أخطر العيوب والأخطاء التي وقع فيها هذا (المحقّق)؛ لأنها تُزعزعُ الثقّةَ برواية الأعلم الفريدة لشعر أبي تَمَّامٍ.

وانظر أمثلة أخرى على هذا العبَث برواية الأعلم في (1/ 281 البيت8، 2/ 182 البيت 15، 224 البيت8، 242 البيت4، 287 البيت2، 288 البيت12...).

15- أخطاء (المحقّق) إبراهيم نادن اللغوية بأشكالها وصورها المختلفة كثيرة جدًّا في قسم التحقيق من شرح الأعلم، لا تكاد صفحة منه تخلو منها، ولاسيما أخطاء التصحيف والتحريف، ولن أتوسَّع في ضرب الأمثلة عليها كما فعلت في ملاحظاتي اللغوية على قسم الدراسة في بحثي الآخر: (شرح ديوان أبي تَمَّامٍ للأَعْلَمِ الشَّنْتَمَرِيّ: نقد الدّراسة وتقويمها)، لكن ينبغي عرضُ بعضها؛ ليقف القارئ على نماذج منها، وينبغي أن أشير هنا إلى أن كثيرًا من هذه الأخطاء ليس عائدًا إلى الطباعة... وللبيان سأضع خطًّا تحت الخطأ، وأُتبِعُه بصوابه بعد علامة التساوي(=).

من أمثلة الأخطاء النحوية: 1/ 274: انظر لهذه البرق وتعجّب منه=لهذا، 287: فإِذا لَقِيَ الحادثات لم يَلقها أعزلًا=أعزلَ، 289: كأنّهم هاماتٌ أُطْعِمَتْ صَيدًا أَجْدلًا=صَيْدَ أَجَدَلَ، 318: يَحْمِي المعتصمَ من أَنْ يُذَمَّ أنَّ له حَزْم=حَزْمًا، 341: وأنت عالم بأن النقضَ والإِمرار للأمور... مآسي=مآسٍ، 341: والحقُّ مُشتفي لكم=مُشْتَفٍ، 417: أَعْطَى بِكِلْتَي يديه مذعنًا ذليلًا=بِكِلْتَا، 2/ 45: يقول: لما دبّرتَ أمرَ الغزوِ ونهضتَ قائدَ الجيش في فصول وأذيال لكثرته=أمر الغزو نهضتَ قائدًا الجيشَ، 157: قد كُنْتِ قبلَ هذا تَودّيني=تَوَدِّينني، 193: شبّه خَدَّيْهَا في رِقّتها وحُمْرَتها بِحُمْرَة مُزجت بماء درّ وعقيق=رِقّتِهِمَا وحُمْرَتِهما بِخَمْرةٍ، 319: حتّى قتَلْتَ أعدائك=أعداءَك، 352: يقول: لو أنّ سَحْبانًا حاولَ ذمَّ أخلاقكم لم يدرِ=سَحْبَانَ، 358: فلو وأنَّ لقمانًا بها على حكمته لكان غير حكيمٍ=فلو أنَّ لُقْمَانَ...

ولا ينبغي أن يُتصوّرَ أنّ هذه الأخطاء من الأعلم نفسِه، إنّما هي إمّا من الناسخ فكان يجب على (المحقّق) تصويبَها والتنبيهَ عليها بإثباتِ صورة الخطأ في الهامش، وإمّا من (المحقّق) وهو غيرُ معذورٍ فيها.

ومن أمثلة أخطائه في أبيات الشعر: 1/ 145: بالخذلة=بِالخَدلة، 149: وقلمها=وقلَّما، 150: للأولى=للأَلْوَى، 152: رأى=رَاءٍ، 154: مثنيهما=مَتْنَيْهِما، 175: السنين مَخْض=السنين لها مَخْضَ، 212: بروضته=برَوْضِهِ، 287: ذرعه=دِرْعه، 289: ضيغهم=ضَيْغَمٍ، 335: استطاع= اسطاع، 336: خفَّ الهوى وتَقَضَّت...=وتَقَضَّت الأَوْطَارُ [سقطت كلمة القافية (الأَوْطَارُ)]، 336: ولا النور=ولا النَّوار، 428: قِدمًا كان=كأَنَّ، 437: أخلفق السحاب=أَخلافُ، 438: الظم= الظُّلْم، 439: ودافعنهم=وَدَافَعْتُم. 439: رقائحي حرب=رَقَاحِيُّ، 442: وقد لاح بين بيض البيض ضاحك=بين البِيضِ والبِيضُ، 452: بطشتَ فقلنا=بَطَشْتَ به فقلنا، 467: ألا يكون فيها=إِلَّا يَكُنْ فيها، 468: مَنْ قاسيا=مَا قَاسَيَا، 504: على مَنْ بها مسلم=بِها مِنْ مُسْلمٍ، 511: بدر=بُدُّ، 517: المرء=المَرّ، 524: قَنَا الظهور الخَطّي=قَنَا الظّهور قَنَا الخَطِّيّ، 546: متوضّع=مُتواضع...

ومن أخطائه في الشعر كذلك تشطير اللفظة الواحدة شطرين في غير التدوير، أو عكسُه، وهو دَمْجُ لفظتين بحيثُ تَبدوانِ كلفظة واحدة، من صُورِ ذلك ما جاء في 1/ 339 بعر مرم=بِعَرَمْرَمٍ، 388: كها ما=كَهَامًا، 426: لنا بيه=لِنَابَيْهِ، 430: قد موسا=قُدْمُوسَا، 433: فيطيرفي=فيَطِيرُ في، 437: وحد وجهم=وَحُدُوجِهِمِ، 499: نضوا لعيش=نِضْوَ العَيش، 508: ذابث=ذا بَثٍّ، 532: فلوعا ينتَهم=فَلَوْ عَايَنْتَهُمْ، 536: أما نين=أَمَانَيْنِ، 541: كالأثا في=كَالأَثَافِي، 547: يبساله=يَبَسًا لَهُ، 549: قدرسا=قَدْ رَسَا...

ولا يخفى على القارئ قُبْحُ هذه الأخطاء في الشِّعر خاصّة، ومدى تأثيرها في إفساد الوزن والمعنى. وَيَحْسُن أَنْ أَخْتِمَ هذه التصحيفات والأخطاء في الشعر بعرض ثمانيةِ أبياتٍ مع شرحِها من أرجوزة لأبي تَمَّامٍ في وصف الربيع، كما وردت في شرح الأعلم، ثم أدلّل على الأخطاء التي وقعت في الأبيات من خلال ألفاظ شرح الأعلم نفسه.

جاء في شرح الأعلم (1/ 275)[15]:[الرَّجَز]
«1- إِنَّ الرَّبِيعَ أَنَار الزَّمَان لَوْ كَانَ ذَا رُوحٍ وَذَا جُثْمَانِ
2- مُصَوَّرًا فِي صُورَةِ الإِنْسَانِ لَكَانَ شَابًّا مِنَ الفِتْيَانِ





يقول: الربيع أحسنُ الزمانِ وأحقّه بالأَثَرَةِ والتَّفْضِيلِ فَلُو كَانَ مُصَوَّرًا في صورة رجل لكان فتىً مَتَهلّلًا شابًّا حسنًا.
3- بُورِكْتَ مِنْ وَقْتٍ وَمِنْ أَوَانِ فَالأَرْضُ نَشْوَى مِنْ ثَرًى نَشْوَانِ
4- تَخْتَالُ في مُفَوَّقِ الأَلْوَانِ فِي زَاهِرٍ كَالحَدَقِ الدَّوَانِ



يقول: لمّا رُويتِ الأرضُ صارت كأنّها نشوى؛ أي سَكرى؛ لاختيالها وتبخترها بما يبدو فيها من ألوانِ النبات والزَّهَر المفوّقة التي هي كالبُرْدِ المُفَوَّفِ في اختلافها وحُسْنِها. وشَبّة النَّوْرَ بالحَدَقِ النَّواظِر في حُسْنِها».

لو تأمّل (المحقّق) ألفاظ شرح الأعلم لهذه الأبيات لأمكنه تصحيحُ الأخطاء التي وقع فيها هو أو النَّاسخ، وهذه الأخطاء هي:
1- قوله: (أنار الزمان)، وصوابه: (أَثِــُرُ الزَّمَانِ)، بدليل قول الأعلم في الشرح: (أَحْسَنُ الزمانِ وأحقُّهُ بالأَثَرَة). جاء في تاج العروس (أثر): «والأَثُرُ..والأَثِرُ..: رَجُلٌ يَسْتَأَثِرُ على أصحابه في القَسْمِ؛ أي يختار لنفسه أشياء حسنة... والاسم الأَثَرَةَ، مُحرَّكة»، ورواية ( الموازنة) للآمدي (4/ 653): (أَثَرُ)، ويؤكّد الخطأ في (أنار) اختلال الوزن، ووجوبُ نصب (الزَّمان) مع أنَّ قافيةَ الأرجوزةِ بالنون المكسورة.

2- قوله: (شابًّا)، وصوابه: (بسَّامًا)، بدليل قول الأعلم في الشرح: (متهلّلًا)، أما قوله في الشرح: (شابًّا) فيدلّ عليه قول أبي تَمَّامٍ في البيت: (من الفتيان)، ويؤكّد خطأ لفظة (شابًّا) في البيت أنه لا يجتمع ساكنان في الشعر في حشو البيت[16]، فلا يأتي فيه نحو: (شابّ، دابّة، ضَالّ...).

3- قوله: (مفوّق...زاهر...الدَّوانِ)، وصوابه: (مُفَوَّف...زَهَرِ...الرَّوَاني)، بدليل قول الأعلم في شرحه: (كالبُرْد المُفَوَّف)؛ أي المخطَّط، ولا معنى لها بالقاف، فهي خطأ في متن البيت وفي الشرح، وبدليل قولِ الأعلم أيضًا: (والزَّهر)، وقولِه: (وشبَّه [بالهاء بلا نقطتين] النَّوْر بالحَدَقِ النواظر)؛ لأن (الرَّواني) تعني (النواظر)، قال الخياط في شرحه (427): «(الحَدَق): العيون. (الرَّواني): النواظر، من (رنا)، إذا نظر».

وينبغي أن يلاحظ أن (المحقق) أخطأ في ترقيم الأبيات، إذ عدَّها أربعة مع أنّها ثمانية أبيات؛ لأن كلَّ ما يقابل (شطرًا) في القصيدة من الشعر يُسمَّى في مصطلح الرَّجَز (بيتًا).

ومن أمثلة أخطائه في تصحيف ألفاظ شرح الأعلم وتحريفِها: 1/ 145: جارته=جارية، 146: خالصة=خاصة، 147: المادي=الماذي، 149: مجذوع=مجدوع، 152: رأى مقلوب راء=رَاءَ مَقْلوب رأى، 152: مرد=مَدَد، 158: تشبته=تشبّثه به، 235: عارف=عارق، 236: غضبة راضية=عِيشَةٌ راضيةٌ، 259: الحوادث=الجواذِب، 289: والناس إنّما هي تخلَّقٌ وتكسُّب=والأخلاق، 291: وقوله (أو ينأى) أراد إلاَّ أن ينأى=يُنَائي... يُنَائي، 291: وأصبحتُ أبا مُرْمِلًا=أَنَا، 293: يعني أنه أسخى من...بتقديم مَن لا يحب تقديمه عليه...وكراهته إذالة عرضي=استحيا...لا يَجِبُ... وكراهةُ، 294: للشر...الشر=للشِّرْك...الشِّرْك، 300: نتناول=نتأوَّل، 313: وخفّف همزه يعني ضرورة=هَمْزَة (يَهْنِي)...

وأرى أنه يَحْسُن أن أنهي هذه الملاحظات بعرض أمثلة من الأخطاء المزدوجة أو المركَّبة (المتعدّدة) الواردة في شرح بيت واحد، ومن خلالها يستطيع القارئ أن يتبيّن بسهولةٍ ويُسْرٍ عِظَم الاضطراب والتشويه والفساد الذي أصابَ شَرحَ الأعلم وتَغلغلَ في ألفاظِهِ وعباراتِهِ...من هذه الأخطاء:
(1/ 297): قال أبو تَمَّامٍ في قصيدة يمدح بها المعتصم ويذكر قَتْلَ بَابَكَ وفَتْحَ حِصنِهِ الخُرَّميّة:[الكامل]
لاَقَاهُ بِالكَاوِي العَنِيفِ بِدَائِهِ لَمَّا رَآهُ لَمْ يُفِقْ بِالطَّالِي


جاء في شرح الأعلم: «يقول: كان المعتصم يدافع شرَّ بَابَكَ، ودعا على المسلمين بالرفق والمداراة فلا يزدجر عن جوره وَظُلمه، فوجّه إليه الأَفْشِين فَظَهرَ عليه، وكفى المسلمين شَرّه...». وصواب ما تحته خط من خلال المفهومِ من ألفاظ هذا البيت والأبياتِ التي قبله:=(ودعا المسلمين إلى الرفق والمداراة فلم يزدجر...).

(1/ 312): قال أبو تَمَّامٍ يمدح المعتصم:[البسيط]
بِالقَائِمِ الثَّامِنِ المُسْتَخْلَفِ اطَّأَدَتْ قَوَاعِدُ المُلْكِ مُمْتَدًّا لَهَا الطِّوَلُ


جاء في شرح الأعلم: «(الثَّامن) هو المعتصِم؛ لأنّه ثامِنٌ من خَلفاء بني العبّاس، ومعنى (أطأدت): نبتت وتمكنت كثبوت الطود، وهو الجبل العظيم، وكان ينبغي أن يقول: (أطأدت) ولا يهمز؛ لأنها منقلبة من واو، ولكنه همزها ضرورة وتشبيبهًا بالألف الزائدة التي قد يَهمِزها بعض العرب، نحو: احمارَّ واصفارّ، فيقول: احمرّ واصفرّ، ويقول في دابّة: دأبة...». وصواب ما تحته خط مرتَّبًا:= ثَامِنُ خلفاء...(اطّأَدَتْ)...(اطَّادَتْ)...وتشبيهًا...فيق ول: احمَأرّ واصفأرّ.

(2/ 156): قال أبو تَمَّامٍ في آخر بيت من قصيدة مدح بها أحمد بن أبي دُوَاد:[الكامل]
فَالْمَجْدُ لاَ يَرْضَى بِأَنْ تَرْضَى بِأَنْ يَرْضَى امْرُؤٌ يَرْجُوكَ إِلاَّ بِالرِّضَا


جاء في شرح الأعلم: «قال: المجد عني راض منك بأن ترضي راجيك منك إلا بما يرضيه ويسره». نَصُّ الأعلمِ بهذه الصورة فيه اضطرابٌ كبير، يظهرُ صوابُه من خلال شرح التبريزي الذي نقل نصَّ الأعلم من دون تصريح بالنقلِ، جاء في شرح التبريزيّ (2/ 307): «يقول: المجدُ غيرُ راضٍ عنك بأنْ ترضَى أنْ يَرْضَى راجِيكَ مِنكَ إلاَّ بما يُرْضِيهِ وَيَسُرُّهُ». وبالمقَارنة بين النَّصّين يجلو أنّ في النّصِّ المثبت في شرح الأعلم تصحيفًا وتحريفًا ونقصًا، حيثُ جُعِلَ (غَيْر): (عني)، و(عَنْكَ): (منك)، و(تَرْضَى): (تَرضي)، ونَقَصَ (أَنْ يَرْضَى)، ولو أنّ هذا (المحقّق) أجال نظره في الشرحَينِ وقارنَ بين النّصين-وهما بين يديه- ما وقع في هذا الخطأ البيِّن!

(2/ 236): قال أبو تَمَّامٍ في ختام قصيدة مدح بها محمّدَ بنَ حسّان الضَّبِّيَّ:[الكامل]
لَمْ يَذْعَرِ الأَيَّامَ عَنْكَ كَمُرْتَدٍ بِالعَقْلِ يَفْهَمُ عَنْ أُخِيهِ وَيُفْهِمُ


جاء في شرح الأعلم: «قال: لا يفزغ الأيَّامَ عنك مثلُ رجلٍ مُرْتَدٍ بالعقل، وفهم عن صديقه أمره، وافهمه إذا خاطبه». ألفاظ البيت تدلّ على أن صواب ماتحتهُ خطٌّ هو: =(لا يُفْزِعُ...بالعقل، يَفْهَمُ...ويُفْهِمُهُ...).

(2/ 254): قال أبو تَمَّامٍ في قصيدة يمدح بها سُليمانَ بنَ وَهْب ويَشْفَع في رجل:[البسيط]
فِي دَهْرِيَ الأَوَّلِ المَذْمُومِ أَعْرِفُهُمْ فَالآنَ أُنْكِرُهُم فِي دَهْريَ الثَّانِي؟!


جاء في شرح الأعلم: «قال الحسن أن أكون صديقًا لهم عارفًا بهم في زمان الفقر والخمول، ثم أعتز لهم الآن إذا استغنيتُ لشهرتي وأتنكر لهم[؟!]».السِّيَاق وألفاظُ البيتِ يَدُلَّانِ على أن الصواب:=(أَيَحْسُنُ...أَعْتَزِلُهُم الآن إِذْ...؟!).

(2/ 329): قال أبو تَمَّامٍ يرثي هاشمَ بنَ عبدِ اللهِ بنِ مالك الخُزاعيّ:[الطويل]
وَمَا يَوْمُ زُرْتَ اللَّحْدَ يَوْمُكَ وَحْدَه عَلَيْنَا وَلكِنْ يَوْمُ عَمْرٍو وَحَاتِمِ


جاء في شرح الأعلم: «وأراد بعمرو حاتم بن عدي بن معدي كرب، وكان من أشجع الناس، وحاتم بن عبد الله الطائي الجواد المعروف». الصواب:=(وأراد بعَمرٍو وَحَاتِمٍ: عَمْرَو بن مَعْدِي كَرِب...).

وفي الختام أحسب أنّ القارئ بعد أن وقفَ على هذه النماذج الوافرة من الأغلاطِ عرف عِظَم التشويه الذي نال متن القسمِ المحقَّق من هذا الكتاب الأندلسيّ النفيس؛ لأنّه لم يَحظَ بعنايةٍ علميّة دقيقة، وأدرك خطورةَ العبثِ بتراثَ أمّتنا العلميّ والحضاريّ الذي يُعَدُّ مسؤوليّةً كبيرةً يجبُ استشعارُها، وأمانةً عظيمةً يَلزمُ أداؤها على أكمل وجهٍ... وأرى أنَّ هذا الكتاب يحتاج إلى تحقيقٍ جديد يُلتَزمُ فيه بالضوابط العلميّة والفنّيّة المعتَمدة، لذا أناشدُ العلماء المحقّقين الخبراء بالتراث العربيّ السَّعيَ إلى امتلاك نسخ مصوّرة من مخطوطات هذا الشرح المهِمّ، وإعادة تحقيقه في ضوء غيره من شروح ديوان أي تمّام القديمة.


ألا هل بلغت ؟! اللهمَّ فاشهد.
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29-08-2022, 05:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دراسة نقدية لتحقيق كتاب (شرح ديوان أبي تمام للأعلم الشنتمري)

دراسة نقدية لتحقيق كتاب (شرح ديوان أبي تمام للأعلم الشنتمري)


د. محمد نور رمضان يوسف



فهرس المصادر والمراجع:

أبو تَمَّامٍ: شاعر الخليفة محمد المعتصم بالله/ عمر فروخ، بيروت: دار لبنان، 1398ﻫ، 1978م.
أبو تَمَّامٍ وأبو الطيب في أدب المغاربة/ د.محمد ابن شريفة، بيروت: دار الغرب الإسلامي، 1986م.
أخبار أبي تَمَّامٍ/ أبو بكر محمد بن يحيى الصُّوليّ (ت335ﻫ)؛ تحقيق محمد عبده عزام وخليل محمود عساكر ونظير الإسلام الهندي، ط3، بيروت: دار الآفاق الجديدة، 1400ﻫ،1980م.
الأعلام/ خير الدين الزركلي، ط6، بيروت: دار العلم للملايين، 1984م.
أعيان الشيعة/ محسن الأمين؛ تحقيق حسن الأمين، بيروت: دار التعارف، 1403ﻫ، 1983م.
الإقناع في العروض وتخريج القوافي/ الصاحب أبو القاسم إسماعيل بن عباد (ت385)؛ تحقيق محمد حسين آل ياسين، ط1، بغداد: المكتبة العلمية، د.ت.
إِنْبَاه الرُّواة على أنباه النُّحاة/ علي بن يوسف القِفْطِيّ (ت624ﻫ)؛ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، ط1، القاهرة: دار الفكر العربي، بيروت: مؤسسة الكتب الثقافية، 1406ﻫ، 1986م.
بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة/ جلال الدين السيوطي (ت911ﻫ)؛ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، ط2، [د.م]: دار الفكر، 1399ﻫ، 1979م.
تاج العروس من جواهر القاموس/ محمد مرتضى الزَّبيدي (ت1205ﻫ)؛ تحقيق عبد الستار أحمد فرَّاج وآخرينَ، الكويت: وزارة الإرشاد والأنباء، 1385-1422ﻫ، 1965-2001م.
تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس/ عبد الله بن محمد المعروف بابن الفَرَضي (ت403ﻫ)؛ تحقيق السيد عزّت العطار الحسيني، ط2، القاهرة: مطبعة المدني، 1408ﻫ، 1988م.
ديوان أبي تَمَّامٍ/ تقديم وشرح د.محيي الدين صبحي، ط2، بيروت: دار صادر، 2007م.
ديوان أبي تَمَّامٍ بشرح الخطيب التبريزي/ أبو زكريا يحيى بن علي المعروف بالخطيب التبريزيّ (ت502ﻫ)؛ تحقيق محمد عبده عَزّام، القاهرة: دار المعارف، د.ت.[ج1،ج3: ط4، ج2: ط5، ج4: ط3].
ديوان أبي تَمَّامٍ الطائي/ فسّر ألفاظه اللغوية محيي الدين الخياط (ت1914م)، [بيروت]: طبع بمناظرة والتزام محمد جمال، [نحو 1323ﻫ، 1905م].
الذيل والتكملة لكتابَي الموصول والصِّلة/ محمد بن محمد المرَّاكشي المعروف بابن عبد الملِك (ت703ﻫ)؛ تحقيق د.إحسان عباس، ود.محمد ابن شريفة، ط1، بيروت: دار الثقافة، الرباط: أكاديمية المملكة المغربية، 1973م.
شرح حماسة أبي تَمَّامٍ: تجلّي غُرر المَعاني عن مِثل صُور الغَواني والتَّحلّي بالقَلائد من جوهر الفوائد في شرح الحماسة/ يوسف بن سليمان المعروف بالأعلم الشنتمري (ت476ﻫ)؛ تحقيق د.علي المفضّل حمودان، ط1، دُبي: مركز جمعة الماجد، بيروت: دار الفكر، 1413ﻫ، 1992م.
شرح ديوان أبي تَمَّامٍ/ شاهين عطيّة، ط1، بيروت: دار الكتب العلمية، 1407ﻫ، 1987م.(منقولة عن طبعة المطبعة الأدبية التي نشرتها المكتبة الوطنية ببيروت سنة 1889م).
شرح ديوان أبي تَمَّامٍ حبيب بن أوس الطائي/ يوسف بن سليمان المعروف بالأعلم الشنتمري (ت476ﻫ)؛ دراسة وتحقيق إبراهيم نادن، [الرباط]: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، 1425ﻫ، 2004م.
شرح الصُّوليّ لديوان أبي تَمَّامٍ/ أبو بكر محمد بن يحيى الصُّوليّ (ت335ﻫ)؛ دراسة وتحقيق د.خلف رشيد نعمان، ط1، بغداد: وزارة الثقافة والإعلام، بيروت: دار الطليعة، 1978-1982م.
الصِّلة/ خلف بن عبد الملك المعروف بابن بَشكوال (ت578ﻫ)؛ تحقيق إبراهيم الأبياري، ط1، القاهرة: دار الكتاب المصري، بيروت: دار الكتاب اللبناني، 1410ﻫ، 1989م.
طبقات النحويين واللغويين/ أبو بكر محمد بن الحسن الزُّبيدي الأندلسي (ت379ﻫ)؛ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، ط2، القاهرة: دار المعارف، د.ت.
العمدة في محاسن الشعر وآدابه/ أبو علي الحسن بن رشيق القيرواني (ت456ﻫ)؛ تحقيق د.محمد قرقزان، ط1، بيروت: دار المعرفة، 1408ﻫ، 1988م.
الغُنْيَة: فهرست شيوخ القاضي عِياض/ أبو الفضل عِياض بن موسى اليحصبيّ السّبتيّ (ت544ﻫ)؛ تحقيق ماهر زهير جرَّار، بيروت: دار الغرب الإسلامي، 1402ﻫ، 1982م.
معجم الأدباء: إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب/ ياقوت بن عبد الله الحَمَوي (ت626ﻫ)؛ تحقيق د.إحسان عباس، ط1، بيروت: دار الغرب الإسلامي، 1993م.
الموازنة بين أبي تَمَّامٍ والبحتري/ أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي (ت370ﻫ): (ج1وج2): تحقيق السيد أحمد صقر، ط4، القاهرة: دار المعارف، مكتبة الخانجي، د.ت. (ج3وج4): دراسة وتحقيق د.عبد الله حمد محارب، ط1، القاهرة: مكتبة الخانجي، 1410ﻫ، 1990م.
النظام في شرح شعر المتنبي وأبي تَمَّامٍ/ المبارك بن أحمد الإربلي المعروف بابن المستوفي (ت637ﻫ)؛ تحقيق د.خلف رشيد نعمان، ط1، بغداد: دار الشؤون الثقافية العامة، 1989-2008م.


دراسة نقدية لتحقيق كتاب

(شَرح دِيوَان أَبي تَمَّامٍ للأَعْلَمِ الشَّنْتَمَرِيّ)

الدكتور محمد نور رمضان يوسف


ملخّص البحث:

هذا البحث كما هو ظاهر في العنوان مراجعة علمية نقدية لتحقيق كتاب (شرح ديوان أبي تَمَّامٍ للأعلم الشنتمري).

ولهذا الشرح أهميّة خاصّة؛ لأنّ الشارح أحد كبار علماء العربية بالشعر ومعانيه، وشعر أبي تَمَّامٍ المعروف بغموضه وصعوبته أحوج ما يكون إلى عالم محقّق وأديب خبير كالأعلم الشنتمري، ولأنّ الشارح اعتمد في توثيق رواية شعر أبي تَمَّامٍ على نسخة فريدة جمعها أبو علي القالي تضمّ شعر القراطيس الذي كتبه أبو تَمَّامٍ بخط يده، ولأنّ هذا الشرح ثاني أقدم شرح من شروح ديوان أبي تَمَّامٍ التي وصلت إلينا بعد شرح أبي بكر الصُّوليّ، ولأنّه السبيل الوحيد إلى معرفة منهج علماء الأندلس في شرح شعر أبي تَمَّامٍ بعد أن ضاع غيره من الشروح الأندلسية.

لكن هذا الشرح على أهميّته البالغة لم يحظَ بتحقيق علميّ رصين، فجاء سقيمًا يشكو من خلل واضطراب في مواضع كثيرة في الشعر والشرح جميعًا. وقد تجمّعت لديّ بعد مراجعة دقيقة فاحصة امتدت سنتين كاملتين ملاحظاتٌ منهجيّة وعلميّة ولغويّة كثيرة ذكرتُ بعضَها في هذا البحث، وصوّبتُ جُملة من الأخطاء التي من شأنها تقويمَ شيءٍ من اعوجاج عمل المحقّق في هذا الكتاب الأندلسيّ النفيس.

وفي ختام هذه المراجعة النقدية دعوة من الباحث للعلماء المحققين إلى إعادة تحقيق هذا الشرح القيّم بعد إخضاعه إلى تحقيقٍ علميٍّ رصينٍ لائقٍ بأبي تَمَّامٍ وشعره وبالأعلم وشرحه، وطباعتِه طباعةً فنيّة مُتْقَنة مُدَقَّقة، وما هذا على المخلصين من علماء أمتنا بعزيز.


[1] بحث محكّم وافقت مجلة التّراث العربي بدمشق على نشره برقم (701/ ص)، تاريخ 30/ 6/ 2012.

[2] انظر أخبار أبي تمام للصُّولي 15.

[3] الصِّلة لابن بَشْكوَال 3/ 977. وانظر إِنْباه الرُّواة للقِفْطِي 4/ 65 – 66.

[4] انظر طبقات النحويين واللغويين للزُّبيدي 304، وتاريخَ العلماءِ والرواةِ للعِلْمِ بالأندلسِ لابن الفَرَضي 2/ 159، وفيه (الطَّنْجِي) بدل (الطَّبيخي)، والأعلامَ للزركلي 8/ 122.

[5] انظر الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصِّلة لابن عبد الملك 6/ 199، وأبو تمام وأبو الطيب في أدب المغاربة للدكتور محمد ابن شريفة 51.

[6] انظر شرح حماسة أبي تمام للأعلم 1/ 92، والغُنية للقاضي عِياض 178، وبغية الوعاة للسيوطي2/ 174 نقلاً عن القاضي عِياض في الموضع المذكور، وأبو تمام وأبو الطيب في أدب المغاربة40، وشرح ديوان أبي تمّام للأعلم 1/ 97(الدراسة).

[7] أبو تمام وأبو الطيب في أدب المغاربة40، وانظر شرح ديوان أبي تمام للأعلم 1/ (تقديم د.محمد ابن شريفة)، ثم وجدت أن د.علي المفضَّل حمودان ربما يكون قد سبقه في ذلك. انظر تحقيقه لكتاب شرح حماسة أبي تمام للأعلم 1/ 38، 92. وسيأتي بيان تحديد الأسبق منهما في متن هذا البحث قريباً.

[8] انظر أعيان الشيعة للأمين 4/ 513، وأبو تمام: شاعر الخليفة محمد المعتصم بالله لفروّخ 109- 111، وشرح ديوان أبي تمام للتبريزي 1/ 18ـ 28 (مقدّمة المحقّق)، والنِّظَام 1/ 58 وما بعدها (دراسة المحقّق).

[9] انظر طبقات النحويين واللغويين 188.

[10] انظر ترجمته في المصدر السابق 116و(دَرَسْتَوَيْه) فيه بفتح الدال والراء، وبغية الوعاة 2/ 36، والأعلام 4/ 76.

[11] انظر ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحَمَوي 5/ 1976- 1977، وبغية الوعاة 2/ 208.

[12] انظر تفاصيل نسخة أبي علي القالي في شرح ديوان أبي تمّام للأعلم 1/ 142- 143(مقدمة الشارح)، وشرح ديوان أبي تمّام للتبريزي 1/ 38-40(مقدمة المحقّق)، وأبو تمام وأبو الطيب في أدب المغاربة 15- 17.

[13] أمّا ما يتعلّق منها بالقسم الدراسي فقد ذكرتها في بحثي الآخر: (شرح ديوان أبي تمّام للأعلم الشَّنتَمريّ: نقد الدراسةِ وتقويمُها) الذي وافقت مجلة جامعة دمشق للآداب والعلوم الإنسانيّة على نشره برقم (ص/ 1539)، تاريخ 12/ 5/ 2011.

[14] انظر أخبار أبي تمام 15، والموازنة للآمدي 1/ 22.


[15] عدم اهتداء (المحقق) إلى معرفة الصواب فيما أخطأ فيه عائد إلى عدم ورود الأرجوزة في شرحَي الصُّوليّ والتبريزيّ، لكنها وردت في ديوان أبي تمام: بشرح شاهين عطيّة 425، وشرح محيي الدين الخياط 426-427، وشرح د.محيي الدين صبحي 2/ 398. والرواية في هذه الشروح تؤكّد ما صوّبته. وأُذكِّر بخلوّ الأبياتِ وشرحِها من الضبط في شرح الأعلم.

[16] انظر الإقناع في العروض وتخريج القوافي للصاحب بن عباد 3، والعمدة لابن رشيق 1/ 272.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 103.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 100.47 كيلو بايت... تم توفير 3.26 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]