الإسراف في المناسبات المختلفة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11912 - عددالزوار : 190855 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 554 - عددالزوار : 92681 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 114 - عددالزوار : 56888 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 78 - عددالزوار : 26179 )           »          شرح كتاب التفسير من مختصر صحيح مسلم للمنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 726 )           »          الدين والحياة الدكتور أحمد النقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 59 )           »          فبهداهم اقتده الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 57 )           »          يسن لمن شتم قوله: إني صائم وتأخير سحور وتعجيل فطر على رطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 27 )           »          رمضان مدرسة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أمور قد تخفى على بعض الناس في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-10-2020, 03:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,568
الدولة : Egypt
افتراضي الإسراف في المناسبات المختلفة

الإسراف في المناسبات المختلفة


عابدة المؤيد العظم






السرف في أتراح الأغنياء لا يقل عنه في أفراحهم، فلا تخرج جنازة، ولا يصل الميت إلى القبر حتى يُنْفَقَ عليه المبلغ المعلوم؛ فللميت تجهيزات تختلف أسعارها تبعًا لمنزلة المتوفَّى، وفي الشام تختلف أسعار القبور تبعًا لموقعها، وتُرخَّم وتُفخَّم شواهِدُها، وتدفع عليها المبالغ الباهظة، وللنساء في اجتماع التعزية كسوة خاصة تُشترى من أجلها، وللمعزين ولائمُ تقام في مواعيد معروفة محددة، وتقدَّم فيها الأطايب من الطعام والحلوى.

والمناسبات الأخرى التي يحتفل بها الناس اليوم متنوعة، منها ما هو مسنون مشروع كالعيدين والعقيقة، ومنها ما اختُلِفَ فيه: كيوم ميلاد المرء، وذكرى الزواج، ويوم الأم، وغيره، وقد جعلوا لكل مناسبة طقوسًا خاصة يحرص الناس عليها، ويتقيدون بها، ويُلْزِمُون أنفسهم بالسير على هداها وبإنفاق أموالهم طبقًا لتعاليمها، وهي تختلف من بلد إلى بلد.

ففَكِّروا كم احتجنا لجمع الأموال لننفقها في أشياء زائلة، فلا هي مهمة ولا هي باقية، بل منها ما نهى الإسلام عنه، ونشكو بعدها قلة ذات اليد وانتشار البطالة، وارتفاع الأسعار، فإلى متى نُضَيِّع أموالاً نحن اليوم أحوج إليها من كل يوم مضى؛ لأننا في عهد يشكو أهله الفقر والمرض والتضخم والكساد؟

وقد كان من عادتنا في الشام (وحتى في البلاد المجاورة) أن نحتفل -إن احتفلنا- في بيوتنا، وأن ندعو -إن دَعَوْنا- إلى منازلنا؛ سواء في الأفراح والأتراح، وأن نُقَدِّم المعقول من الطعام والشراب، فلما زرت دمشق بعد انقطاع طويل عنها أنكَرْتُ أن الناس غيَّرُوا عاداتهم تلك، فصاروا يستأجرون الصالات لعقد المناسبات، وصاروا يحرصون على رضا الناس أشد من حرصهم على رضا الله؛ فلا يبالون بالسرف في مظاهر الاحتفال، ولا يبالون بالبذخ والترف في الزينة والمصروفات النثرية، وصار بعضهم لا يهتمون بالمحرمات التي ترافق المناسبة (كدخول الخدم على النساء المتزينات المتعطرات) فيبذلون أموالهم لتشجيع المنكر، ويتكلفون إثم وقوع الناس فيه، وهم مسلمون يُصَلُّون ويصومون!

أما كيف دخلت إليهم هذه العادات (ومن ثَمَّ تَأَصَّلَت) فهذا ما لم أستطع اكتشافَهُ خلال زياراتي القصيرة لبلدي، فتمسُّكُهم بالعادات الجديدة كان صارمًا، حتى إن بعضهم كان لا ينظر للمصلحة، ولا يفكر بظروفه وقدراته، وإنما يفكر كما يفكر الناس، ويفعل كما فعلوا؛ فيُذِلُّ نفسه ويقترض، ثم يثقل كاهله بمسؤولية رد الدَّيْن، من أجل ألا يخرج عن تلك العادات الدخيلة، ويسرف حتى يكون مع الناس ويرضيهم: فينتخب من الصالات أغلاها؛ لئلا يتكلم عنه الناس، ويتخير من الطعام ما يقرظه الناس، ويكثر منه، ويلبس ما يوافق الموضة ليعجب به الناس.

وفيم كل ذلك؟ لإظهار نعمة الله والتحدث بها؟ لا، فهذا الإنفاق في موقف لا يحبه الله ولا يرضاه، لخدمة المناسبة؟ لا، فبعض المناسبات لا يُسَنُّ تقديمُ الطعام فيها (كالموت)، لإدخال السعادة على قلوب المدعوين؟ لا، فالسعادة تتحقق بطيب اللقاء، لكَفِّ ألسنة الناس؟ لا، فما هم بكافِّين به من لسان أحد، فالناس لا تدع أحدًا بحاله، ولن ترضى عنه الناس بعد هذا؛ لأن من كانت نيته للناس واتبع هواهم في سخط الله، فإن الله سيسخط عليه ويُسخِط عليه الناس، وهذا يفسر ما يحدث لأمثال هؤلاء، فإنهم وبعد كل ما أنفقوه لا يَنْجُون من تعليقات الناس.

فلِمَ إذًا يُسْرِف الإنسان في المناسبات؟ إنه يبذخ وينفق؛ لأنه توَّاقٌ للتعالي والتفاخر، وإن هذه المبالغة سببها رغبة الإنسان في التميز، ولكن الله لا يحب الإسراف، والإسلام يرفض هذا المنحى، ويعتبره آفة ينبغي التخلص منها واجتثاثها؛ فالتباهي والتكبر وجرُّ الذيل خُيَلاءَ، كل هذا خُلُق ممقوت مذموم، كرهه الإسلام وحذر منه، ونهى الرسول الكريم عن إضاعة المال: ((إن الله قد نهى عن قيل وقال... وإضاعة المال))، وأيُّ إضاعةٍ أكبرُ من أن يرمي المرء ثمرةَ كده وتعبه وسعيه وراء رزقه في ثلاث ساعات أو أكثر، في صالة لن يتملكها، وفي طعام لوجبة واحدة، سرعان ما سيحتاج غيرها لإقامة صلبه، وفي مظاهر مبهرجة لن يبقى منها إلا الصور والذكريات.

ولو افترضنا أن البيوت لا تتسع لأعداد المدعوين الغفيرة، وأن صحة ربة المنزل لم تعد تساعدها على القيام بواجبات الضيافة، فلم لا يختارون الصالات ذات الأسعار المعقولة، أو على الأقل التي تتناسب طردًا مع سعة المنفِق؟ وقد كانت أي صالة كبيرة الحجم تفي بالغرض، فالمهم هو توفير مكان يتسع الجميع، وأما الطعام، فالسُّنَّة أن يُولِمَ الإنسان حَسَبَ طاقته، وأن لا يتكلَّف، فيقُدِّم ما حضره من الطعام والشراب.

فلا يحسن بالمسلم أن ينساق وراء هؤلاء، حتى ولو كان قد جمع مالاً يكفي لسد نفقات المناسبة التي حضرته، فإنه قد يصير - لو فعل - كَلاًّ على مجتمعه، وعالةً على أهله، لأنه سيغدو محتاجًا لمال الناس بعد أن أهدر ماله، ولم تعُدْ له مُدَّخَرَات، ولو كان يُحْسِن الإنفاق، ويضع القرْشَ موضعه لفاض المال بين يديه، فيستثمره فيما يعود عليه بنفع أكبر مما تَعُود به الحفلات والمناسبات.

أمَّا من آتاه الله من فضله وبَسَط له رزقه، فهذا الأولى له أن يتحرى ما يرضاه الله من وجوه الإنفاقِ على المناسبات، فيصوغ الحفل على هواها، ويقوم بحقها من غير إسراف، هذا وإن كان الأكمل أن يؤْثِرَ بماله الفقراء ليخلفه الله عليه في الدنيا والآخرة، فإن أنفقه على الدنيا وحدها لم يأثم، ولكنه قد لا يبقي لآخرته شيئًا، وقد تصدَّقَ النبي صلى الله عليه وسلم مرة بشاة ثم سأل عائشة: ((ما بقي منها؟)) أجابَتْه: لم يبق إلا كَتِفُها، فصحَّحَ لها قائلاً: ((بقِيَتْ كلُّها إلا الكَتِفَ))، وكذلك من ينفق ماله من دون أن يتصدق، يَخْسَره.

لقد أمرَنَا ديننا بالتوسط والاعتدال، وحثَّنَا على إنفاق أموالنا فيما يعود علينا بالنفع، وليس شيء ينفعنا أكثر من التفكر بآخرتنا، وإن أغلب المناسبات هذه التي يتكلف بسببها الناس بدعة، لم يأمر بها الإسلام ولم يستحسنها أغلب الفقهاء، فكان الأجدى بمن قَدَرَ اللهُ عليه رِزْقَه أن يتجاهلها، ويضرب عنها صفحًا، وإلا فإن العاقبة مخيفة: ((لا تزولُ قدَمَا عبد يوم القيامة حتى يُسألَ عن أربع...، وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟))، وأي شيء أعظمُ مِن ترك إنفاق المال في مرضاة الله وإنفاقه لإرضاء الناس مفاخرة وسمعة ورياء؟!

ونحن في الواقع لا نستغني عن الحفلات، ولا بد منها في بعض المناسبات، ولكنا نُسِيءُ الاختيار، فندع المناسبة الإسلامية التي تُعَدُّ الأهم وعليها الأجر، ونحتفل بالمناسبات التي لا فائدة أخروية منها، ثم نُسِيءُ التخطيط، فلا نحتفل بهذه المناسبات بالطريقة التي تنتظم مع الشرع، وإنما نحتفل بها كما العادات والتقاليد فنسرف، وإن مما أدال بعض الدول وَعَجَّل هلاكها أنْ بَطِرَ أهلُها معيشَتَهُم، وكثُرَ البذخ والإسراف فيهم، وقد صار هذا حالنا: لا نودِّع ميتًا، ولا نخرِّج طالبًا، ولا نحتفل بِعيدٍ، إلا إذا أسرفنا في مؤونة الحفل المنعقد للمناسبة، وننسى أن الهدف من الحفل أن يسر الناس، والسرور يتحقق بالأشياء المعنوية أكثر مما يتحقق بالأمور المادية (كضرب الدف، ورقص الجويريات للنساء).


فانظروا - أيها المسلمون - أين تضعون أموالكم؟ فأموالكم هي أموالُ اللهِ، استخلفكم فيها، ونحن في زمنٍ، المسلمون فيه بحاجةٍ لأي قِرْش منها، فاعتدلوا في الإنفاق، وفَكِّروا مليًّا قبل إهدار الأموال، وآثِرُوا أنفسكم بقِسْم من أموالكم، بإنفاقها في سبيل الله بدل أن تُؤْثِروا بها المناسباتِ والمظاهرَ الزائلة، فتصدَّقوا بشيء لبناء مسجد، أو أوْقِفُوا وقْفًا، أو ساهموا في صدقة جارية؛ هذا السلوك يحفظ الأموال من الضياع، ويُرْبِيها لكم فالمسجد يبقى، والصدقة الجارية يتجدد أجرها كلَّ يوم، وهو يرفع ذكر من يفعله بين الناس في موطن يحبه الله ورسوله، فيشتهر بينهم بإحسانه وعطائه، وينال الدنيا والآخرة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.24 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]